loghaton-salisah

هذا موضوع قديم سبق نشر مادته في الطبعة الأولى من كتابي.

قال تعالى : "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"

هذا الذي أورده الإخوة والأخوات من أمثلة على وجود التفاعيل وأشطر البحور في القرآن الكريم هو من خصائص هذه اللغة في نثرها فما التفاعيل إلا صيغ تصريف الكلام العربي ووزنه. وهكذا نجد معظم كلام العرب حافلا بهذه الظاهرة، ولعله كلما عذب وقع النثر زاد وجود هذه الظاهرة فيه. والقرآن عربي وفيه ما في العربية من الخصائص.

وقد رأيت قبل الاستمرار في شرح وجهة نظرتي في بعض جماليات القرآن الصوتية والوقعية، أن أبين هذا المثال الذي يوضح هذه الناحية من خصائص العربية، وهذه الفقرة من كتابي ( العروض رقميا )

من عجيب أمر هذه اللغة وجمالها أنك تجد نثرها سلسا وذا وقع موسيقي يتطابق أحد أجزائه مع بحر من بحور الشعر بينما يتطابق جزء آخر منه مع بحر آخر ويتداخل الجزآن فلا يحس المستمع إلا بانسياب وتناسق في الكلام يتضح بالتحليل سره، والتطابق المقصود هو التطابق مع شطر من البحر وأحيانا مع بيت منه. ولا أجد لشرح هذه الظاهرة خيرا من تطبيقها على نص نثري كل مقطع فيه مرقم لتسهيل بيان الأجزاء المتطابقة مع البحور. والنص مأخوذ من الصفحة الثقافية في جريدة الجزيرة، العدد 8683 ليوم الأحد 21/2/1417 تحت عنوان "قصيدة النثر مستقبل الشعر" للأستاذ سعد الحامد الثقفي ومنه:"وأُسَجِّلُ أيضاً أنَّ خروجَ السيّابِ ونازكِ الملائكةِ ومنْ جاءَ بعدهما عن النص العموديِّ خروجٌ ناقصٌ بسبب ارتباط النَّصِّ التفعيليِّ بِإنْشاديَّةِ النصِّ العموديِّ."، الأحمر رقم تسلسل المقطع.

فتأمل وقارن ما يسجله الكاتب من نقص خروج السياب ونازك الملائكة على التفعيلة بالتزامه.هو بالشطر لا بمجرد التفعيلة.