Mushtabah-c-and-d

ساعة البحور - إشكالات دائرة د- المشتبه

مواضيع دائرة (د - المشتبه) ذات نصيب وافر في كتب العروض وتتعدد الآراء حول ذلك

النظر إليها في سياقها من ساعة البحور وخاصة تواشجها مع دائرة ( جـ - المجتلب ) يبلور الكثير من هذه المواضيع.

الموضوع يتراوح بين الأسلوب التدريسي والاستطراد الروائي هذا الاستطراد الذي تقود إليه طبيعة ترابط مواضيع الرقمي. وهو بطبيعة الحال لا يخلو من تكرار لبعض النقاط لدى النظر إليها من زوايا

مختلفة.

جزيل الشكر لأخي وأستاذي لحسن عسيلة لمراجعته وملاحظاته وإسهاماته.

لاحظ أن كلا من المقتضب والمجتث بيسا بحرين رئيسين ولذا فمطلعاهما غير داخلين في التعريف. لا حظ أن مطلع أو بداية البحر هي التفعيلة السابقة للتفعيلة التي تشمل الوتد المفروق

كما يبيين ذلك جدول أستاذي لحسن التالي المرتبط بالساعة وألوانها أعلاه والمفسر لها:

كل يوم يحمل لي دليلا إضافيا على سعة وجمال فهم منهج الخليل والتواصل مع تفكيره من خلال ما يقدمه العروض الرقمي من تصور له.

ساعة البحور هي المفتاح الموثق الأهم لباب منهج الخليل. أقول الموثق لأن دوائرها ثابتة عن الخليل. والعروض الرقمي هو أول من استعمل ذلك المفتاح ففتح به ذلك الباب واستكشف وخطا في التواصل مع منهج الخليل خطوات مكنته من طرح تصور لكثير من قضايا العروض على نحو لم يُسبق إليه.

والدوائر في ذاتها تحمل سمات منهج الخليل، ولكن بعضهم لا يرى فيها إلا طرفة من طرف العروض.

ولكن تواشجها في ساعة البحور في بنيان محكم منسجم شامل مطرد النتائج يحمل كل خصائص العروض لا مجال فيه للصدفة أو النقص أو الزيادة لا يدع مجالا للشك بأن ساعة البحور هذه:

1- تمثل خارطة كل من المتجانستين : الذائقة العربية وعبقرية الخليل في مجال وزن الشعر

2- لها التقرير في مباحث علم العروض فكأنها بالنسبة لمنهج الخليل كالحمض النووي الصبغي دي أن إيه (DNA) الذي يسري في كل ذرات الجسم سريانا يقرر انتماء كل خلية في جسم ما لذلك الجسم

ويدرك من يتأملها أن خواص كل سبب تقررها ثلاث اعتبارات:

أ - خواص الدائرة التي ينتمي لها السبب

ب - خواص المحور الذي يقع عليه السبب

جـ - تأثير البحر على ذات السبب

دائرة المشتبه وما يدور حولها ويتفرع منها من قضايا تستغرق نصيب الأسد من صفحات كتب العروض وقضاياه. وقد سبق لي وكتبت الكثير حول ذلك. ومن الطبيعي أن يرتقي التناول تدريجيا دون أن يقتضي ذلك بالضرورة وجود تناقض بين تناول وآخر.

البساطة والجمال والشمول والوضوح هي سمات المنهج، ويزداد نصيب الحكم في أية قضية من هذه السمات كلما توثقت صلته بالمنهج. فعندما يتناول عدد من الأشخاص ذات القضية كل على حدة، فإن الذي ينماولها بناء على منهج صحيح يكون تناوله هو الأوضح والأبسط والأجمل. أما من يتناولها عشوائيا فيتوقع أن يكون تناوله مشوشا وربما متناقضا في بعض الأحيان.

أعتقد أن الطرح التالي هو الأقرب لمنهج الخليل. ونظرا لشمولية الرقمي وتداخل مواضيعه فسأتناول هذا الموضوع في سياقه العام متتبعا حلقاته المتسلسلة حلقة إثر أخرى.

تعريف البحر الرئيس : هو الوزن الذي تغطي مقاطعه السالمة من الزحاف والعلة كافة محاور الدائرة، إضافة إلى بحور محور 12 أي التي تبدأ بالمحور 12 والتي تقصر عن تغطية كافة المحاور وكذلك بحر السريع ، وكلاهما سيتم تناوله . وعليه تنحصر البحور الرئيسة حسب مطالعها – تتعدد مطالع البحور باستثاء تلك التي على (دائرة المشتبه –د) - في الدائرة والجدول التاليين:

\

وما سوى هذه البحور من أوزان مستعملة في الشعر العربي فأبعاضها ومرد كل منها إلى بحر منها باعتباره مجزوءًا له بإسقاط من آخره أو مجتثا / مقتضبا منه بإسقاط من آوله.

بحور دائرتي ( د) ، ( هـ ) تصدران عن بحور دائرة (جـ ) كما تصدر تفاعيلهما عن تفاعيلها

ويحسن هنا أن نحدد الوحدات والتفاعيل المؤسّسة أو المنْتِجَة. وهي التفاعيل الموجودة بذاتها في ساعة البحور وهي محصورة في دوائر ( أ، ب، جـ ) أي سبع تفاعيل وتفاعيل دائرتي (د، هـ) ناتجة من تفاعيل ( جـ ) حسب تصور الرقمي.

الدائرة (د) ببحورها الثلاثة ناجمة عن الدائرة (جـ ) ببحورها الثلاثة. وذلك بتحول الوتد المجموع 3 = 21 على المحور ( جـ - 8) إلى الوتد المفروق 12 على المحور المزدوج (د – 9/ 8). ولا بحور في أي من الدائرتين غير هذه البحور أو مجزوءاتها أو مجتثاتها.

التفاعيل: للتفاعيل عماد صياغة القواعد الجزئية للعروض العربي ، لكن تناول بعض العروضيين لها بعيدا عن منهج الخليل نتجت عنه سلبيات في مجال علم العروض. دارس الرقمي في غنى عن جل الطرح هنا لأن التفاعيل لا دور لها في فهم منهجية الخليل. أخاطب بهذا الموضوع من لا يعتمدون غير التفاعيل وهم في الواقع كل العروضيين العرب، ولكني ساستعملها حسب مواصفات منهج الخليل لها. ومن فوائد هذا الطرح أن يقيم الدليل على أن لا عروض سوى عروض الخليل بغض النظر عن أسلوب الطرح. قواعد الخليل للتفاعيل هي ضوابط منهجه ومواصفات تلك التفاعيل. عديد من العروضيين يجهلون وجود منهج للخليل ناهيك عن فهمهم له ويتجاوزون العروض إلى علم العروض فيستعملون التفاعيل بشكل خارج على قواعد الخليل ومنهجه فيضلون. ولو ادركوا معنى المنهج ما فعلوا ذلك.

عند تناولهما للتفاعيل في كتابهما علم العروض التطبيقي أورد الدكتوران نايف الأسعد ونايف معروف تفعيلتين من ذوات الوتد المفروق من خلال تصنيف زوجي ظاهري

( مستفع لن مع مستفعلن ) و ( فاع لاتن مع فاعلاتن ) وعندما تطرقا إلى مفعولاتُ أورداها منفردة. وهذه بداية تقود إلى إشكالات لاحقا

بالعودة إلى ساعة البحور نجد أن التصنيف الصحيح لأزواج التفاعيل ذوات الوتدين المجموع والمفروق هو حسب أزواج البحور المتناظرة بين دائرتي

( جـ، د ) كالتالي:

التصور العام للعلاقة بين دائرتي ( جـ ) ، د يأتي ضمن ساعة البحور

وبالتالي فإن التصنيف الزوجي الموضوعي الوظيفي حسب واقع صدور تفاعيل الوتد المفروق عن تفاعيل الوتد المجموع مقارنا بالتصنيف الظاهري كالتالي:

كل تفاعيل الوتد المفروق في (د) ناتجة عن نظائرها المنتجة من تفاعيل الوتد المجموع في (جـ).

على أن للنظائر الظاهرية ما يجمعها مع التفاعيل المؤسّسة كما في الشكل التالي،

وكونها ظاهرية يعني أنه لا يترتب عليها أن تحل أي منها محل أي من التفاعيل المؤسسة. ومن باب أولى أن لا تتكرر إحداها مثل تكرر ما يناظرها. والوزن كما يعبر عنه بالأرقام في الشكل أعلاه

تظهر حلول النظير الحقيقي للتفعيلة التي في جـ فيما يناظر الوزن من د حيث مجموع رقم التفعيلة المؤسّسة المنتجة في جـ ونطيرتها الحقيقية التي تحل محلها في د = 7

الرجـــز في جـ = 3 3 3 يناظره في د المنسرح 3 4 3 لاحظ 3 + 4 = 7

الرمل في جـ = 2 2 2 يناظره في د الخفيف 2 5 2 لاحظ 2 +5 = 7

الهزج في جـ = 1 1 يناظره في د المضارع 1 6 لاحظ 1 + 6 = 7

الرجز في جـ = 3 3 3 يناظره في د السريع 3 3 4 لاحظ 3 + 4 = 7

د. أحمد مستجير وهو ذو منهج مستقل ذو فضل كبير في إثارة حراك فكري في العروض . اعتبر مفعولاتُ إحدى التفاعيل الرباعية. مميزا إياها بذلك عن كل من فاع لاتن و مستفع لن. اللتين ألحقهما بنظيرتهما الظاهرتين

وكان لمنهجه نتيجتان إيجابية وسلبية:

1- الإيجابية : د. مستجير لم يعتبر الوتد المفروق موجودا، وكان لهذا الموقف أثر إيجابي في بلورة فكرة التوأم الوتدي كما يمثله ما ما كتب بالأحمر ( لا ت مس) في مفعو(لا تُ مسـْ) في المنسرح و ( والأخذ من الخليل بفكرة عدم زحاف ( لا ) ومن مستجير عدم زحاف ( مسْ) ونظيرتها ( تف ع لن ) في مســ(تفع لن) في الخفيف

2- السلبية ، أدى عدم الأخذ بفكرة الوتد المفروق وبالتالي إلحاق مفعولاتُ بالتفاعيل الأساسية واعتبارها من صنف كل من مستفعلن، فاعلاتن، مفاعيلن إلى

ما وقع من خلل لديه برده الطويل إليها باعتبار وزن الطويل = معولاتُ مفعولاتُ مستفعلن ثم إضافة سبب أو سببين. وليس الخطأ في هذه الجزئية هو مثار الاستغراب بل مثاره ما في الوزن من صواب يتفق مع أصل الوزن. وتفسير ذلك راجع إلى أن معولاتٌ مفعولا = 3 2 3 4 = فعولن مفاعيلن

تفاعيل (جـ) المؤسِّسه ثلاثية المطلع قابلة للتكرار الثلاثي .

تفاعيل (د) الناتجة ( عن تفاعل جـ) لكل منها مطلع واحد لا يتعداه وهي بالتالي لا تتكرر في أي وزن شعري إلا مرة واحدة في موقع بعينه يتموضع فيه الوتد المفروق من خلال السياق في موقع محدد لا يتعداه هو المحور ( د- 9/8)

كما أن الأستاذ غالب الغول وقع في خطإ اعتبار مفعولاتُ تفعيلة قابلة للتكرار كالتفاعيل المؤسسة، ثم أضاف عليها خطأ قسرِها على زحافات محددة ليعبر عن وزن الدوبيت بالصيغة : مفعولتُ مفعلاتُ مفعولاتن.

ويمكن الاطلاع على رأي قيم ل د. عمر خلوف على الرابط :

http://www.dhifaaf.com/vb/archive/index.php/t-20692.html

أما الأستاذ عادل العاني، وتحت تأثير هذا التصور الذي لا يفرق بين التفاعيل المؤسّسة والناتجة فقد خصص موضوعا بعنوان (مفعولاتُ المظلومة في العروض )

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=81920

ومن خلال [ إنصافه] لها [ أنصف الوتد المفروق] بأن جعله أساسا لــ[دائرة جديدة ] وأنقل مما ذكره عنها :

" مفعولات مفعولات فاعلن

مفعولات فاعلن مفعولات فاعلن

مفاعيلن فاع لن مفاعيلن فاع لن

فاعلن مفعولات فاعلن مفعولات

فاع لن مفاعيلن فاع لن مفاعيلن ( نظمت أنا [ عادل العاني ] عليه قصيدة لست للفراهيدي معارضا)

مستفع لن فعولن مستفع لن فعولن ( نظم عليه الأخ محمد السحّار )

مفعولات فاعلن مفعولات فاعلن "

وفي ظل فشلي الذريع في توصيل مفهوم المنهج بهذا الصدد فلست في وارد الحوار حول هذا ولكني أوردته له كما أوردت لسواه. وإلى جانب تكرار التفعيلة الناتجة مفعولات فقد استحدث تفعيلة خماسية مفروقة الوتد في الحشو لترافق مفعولاتُ. وهذا يذكرني بفعل حازم القرطاجني في تعبيره عن المقتضب بصيغة ( فاعلن مفاعلتن ) جامعا بين التفعيلة الخماسية والتفعيلة السباعية ذات السبب الثقيل.

ولو عرف كل من الأستاذ عادل العاني وحازم القرطاجني أن للخليل منهجا أو احتاطا لاحتمال وجوده لما تعسفا بهذا الشكل.

تتعدد مطالع البحور في الدائرتين (جـ ، هـ ) نظرا لانتظام نمط تتابع المقاطع. وإن شئت فقل لتماثل التفاعيل. الدائرة (د) لكل بحر من بحورها مطلع واحد لا يتكرر لأن الوتد المفروق واحد لا يتكرر، وبثبات الوتد المفروق وثبات المقاطع التي تفصله عن مطلع كل بحر فإن مطلع كل من بحورها لا يتغير. ويصبح مطلع البحر في الدائرة ( المطلع الدائري ) هو ذاته مطلعه في الساعه ( المطلع الساعيّ) بتشديد ياء النسبة. والمقصود بالمطلع الساعيّ هو المطلع الذي يحدد العلاقة البينية بين ذلك البحر وما يناظره من بحور الدوائر الأخرى. فوجود مطلع المنسرح مثلا على المحور (2) يعني أن محور البحر المؤسس له أي مطلع الرجز يقع على ذات المحور، والرجز مؤسس للكامل وهذا يصبح هذا المحور هو ذاته مطلع كل من الرجز والمنسرح والكامل. وبتحديد المطالع هذه البحور تتحدد المطالع الساعيّة لكل بحر من بحور هذه الدوائر، ويبقى تعدد المطالع الدائرية قائما في كل دائرة. فلكل بحر مطلع ساعتي واحد لا يتغير. ولكنه على مستوى الدائرة أحد محاور البحر الدائرية.

لما كانت (جـ ) وحدها هي مؤسسة كل من (د، هـ ) كان لكل بحر من بحور هذه الدوار الثلاث مطلع ساعيٌّ واحد.

ولا بأس هنا من الاستطراد قليلا لشرح المطالع الساعيّة فيما بقي من دائرتي (أ ، ب)

الدائرة ( ب) نتيجة لتداخل الدائرتين ( جـ ) و (أ ) ويتحدد موقعا المحورين (11، 12) مع نظائرهما في (جـ - وما خارجها) من خلال وحدة موضوع أحكام الزحاف من ( جزا – وزا – جزك ) أو معاقبة ومراقبة ومكانفة . وهكذا يتحدد موقع مطلع البسيط بالحور 11 والطويل بالمحور 8، ولسائل أن يسأل، لماذا قُدّم هذا الاحتمال على الاحتمال الآخر وهو مطلع البسيط على المحور ( ب- 5) والطويل على المحور (ب-3) . الجواب يكمن في أن بداية البسيط بالمحور 8 تجعل نهاية مجزوء البسيط في المحور 3 حيث يجوز قطع مستفعلن 2 2 3 إلى مستفعلْ 2 2 2 فتشترك بذلك مع سواها من التفاعيل بهذه الخاصية على هذا المحور. ومن الطبيعي أن يتحدد بناء على ذلك مطلع المتدارك مع مع مطلع البسيط ومطلع المتقارب مع مطلع الطويل.

ومن جميل مظاهر البعد الدائري بين البسيط والطويل أن المحور 1 واجب الزحاف في البسيط وهو ذاته مستحسن الزحاف في الطويل المحذوف تحت مصطلح الاعتماد.

وهذا بالتالي يحدد موقعي مطلعي المتقارب والمتدارك من التشابه في التناوب بين الزوجي والفردي من جهة ووحدة أحكام 3 2 3 من مطلق جواز الزحاف فيهما.

دائرة (المتفق - أ) لكل من بحريها أربعة مطالع دائرية، ولكل منهما خلافا لغيرهما مطلعان ساعيّان، أوّلاهما على المحوين 11 للمتدارك ، 8 للمتقارب حسب علاقاتهما ببحري دائرة (ب)، وثانياهما على المحورين 2 للمتدارك و 3 للمتقارب، وهما يوضحان علاقة هذه الدائرة مباشرة بمجموعة دوائر ( جـ ، د ، هـ )

لماذا تميزت هذه الدائرة دون سواها بمطلعين ساعيّين ؟ الأصل أن كل الدوائر مترابطة بمطلع لكل بحر فيها. وجود الدائرة (ب) مرتبطة بكل من من (جـ) و (أ) اقتضى أن يكون لبحور الدائرة(أ) مطلعا ساعيّا إضافيا خاصا بالدائرة (ب) ذات التفعيلتين المتناوبتين، إضافة إلى ذاك الذي يصف ارتباطها بالدائرة (جـ) ذات التفعيلة المتكررة. والمطلع البديل للمتقارب ( متقارب - أ - 12 ) يعطينا تحول الوتد على المحور 3 إلى سبب فيما يسمى بالبتر في رابع المتقارب.

الشكل التالي يبين الترابط الوظيفي الناجم عن المطالع الرئيسة أو المقرِّرِ لها.

نأتي الآن إلى الاجتزاء والاجتثاث ويتبعهما ما يسمى بالبحور المهملة والبحور المجزوءة وجوبا.

من الرمل : فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن

إنّما بَدْرُ بنُ عَمّارٍ سَحَابٌ ..... هَطِلٌ فيهِ ثَوَابٌ وعِقابُ

إنّما بَدْرٌ رَزَايا وعَطايَا ..... ومَنايا وطِعانٌ وضِرابُ

ما يُجيلُ الطِّرْفَ إلاّ حَمِدَتْهُ ..... جُهدَها الأيدي وذَمّتهُ الرّقابُ

من مجزوء الرمل الذي اقتطعت تفعيلته الأخيرة

فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن

إنّما بَدْرُ بنُ عمْرِو ...... ..... هَطِلٌ في كلّ أمرِ ......

إنّما بَدْرٌ رَزَايا ...... .... ومَنايا مثلُ جمْرِ ......

ما يُجيلُ الطِّرْفَ إلاّ ...... .. جُهدَها أيديه تغري......

من مجتث الرمل

....... إبنُ عَمّارٍ سَحَابٌ ..... ....... بل ثَوَابٌ وعِقابُ

....... هُوْ رَزَايا وعَطايَا ..... ....... وطِعانٌ وضِرابُ

....... طرفه قد حَمِدَتْهُ ..... ....... ثم ذَمّتهُ الرّقابُ

وهكذا فالشكل التالي يبين العلاقة بين كل من الرمل ومجزوئه ومجتثه

يتساوى مجزوء الرمل ( جزؤه البعدي) مع مجتثه ( جزؤه القبلي ) نظرا لأن التفاعيل ذاتها في كل الأحوال.

الرمل ( دائرة جـ ) .= فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن

الخفيف أو ( رمل دائرة – د) = فاعلاتن فالاع تن فاعلاتن ( فالاع تن = مستفع لن)

تنقل الأبيات السابقة للخفيف من خلال التحويل الذي يمثله الجدول والتفصيل في منتدى الرقمي:

http://arood.com/vb/showthread.php?p=85295#post85295

الخفيف : فاعلاتن فالاع تن فاعلاتن

إنّما بَدْرُ بـــن العمير سَحَابٌ ..... هَطِلٌ فيهِ رحمةٌ وعِقابُ

إنّما بَدْرٌ محنة وعَطايَا ..... ومَنايا على العِدى وضِرابُ

ما يُجيلُ عينا إذا حَمِدَتْهُ ..... جُهدَها الأيدي أو قَلَته الرّقابُ

مجزوء الخفيف: فاعلاتن فالاع تن .......

إنما البدر ممطرُ ....... هطل منه أنهرُ .......

إنما البدر محنةٌ ....... ومنايا تدمّرُ .......

إن تجل عينه فقدْ ....... أثخنت حيث تنظر .......

مجتث الخفيف : ....... فالاع تن فاعلاتن

....... إبن العمير سحابُ ....... بل رحمةٌ وعقابُ

....... أو محنةٌ وعطايا ....... على العدى وضرابُ

....... عيناه كالرمح طعنا ..... ...... .تشكُو السنانَ الرقابُ

في حين يتطابق مجزوء الرمل ومجتثه، يتباين مجزوء الخفيف ومجتث الحفيف.

يقول د. أحمد كشك ( ص – 208 ) :" يمكننا أن نتوسع خطوة أخرى في تعريف المجزوء فلا نكتفي كما يقول العروضيون بأنه ما حذف منه عروضه وضربه، بل نقول : إنه يشكل ذلك ويشمل أيضا ما حذف منه صدر كل من شطريه أي التفعيلة الأولى من كل منهما وسوف لا يؤدي هذا الرأي إلة فرق عملي في مثل الكامل أو الرجز لكنه يؤدي إلى فرق عملي في مثل الخفيف الذي أصل شطره: فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن، ويكون له مجزوءان:

الأول ما يعرفه العروضيون بمجزوء الخفيف وهو فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن مستفع لن

والثاني يكون على هذه الصورة مستفع لن فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن

وهو ما يعرفه العروضيون باسم المجتث. "

ويشرج نفس الشيء بالمسبة للمنسرح.

واقترحت في الرقمي تعميم الاجتثاث في مقابل الاجتزاء بشكل عام. فيكون المجتث هو مجتث الخفيف. والمقتضب ( مقتضب المنسرح) هو مجتث المنسرح.

وهنا تبدو جدوى ما أسهبت في شرحه لأن تعبير ( مجتث الخفيف ) ينفي افتراض وجود بحر اسمه (المجتث التام) يبدأ من المحور 10 ووزنه

مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن حيث ينبغي وجوبا حذف آخر نفعيلة منه. أو على الأقل يقوم بديلا واقعيا منطقيا له يفسر الوضع على الدائرة بشكل يغني عن افتراض وهمي لا دليل في الواقع الشعري على وجوده (أعني المجتث التام) . وحتى في التعبير اللغوي فإن مصطلح ( المجتث التام) يحمل تناقضا ذاتيا . كقولنا ( القصير الطويل ).

وهذا من شأنه أن يرد على ما يوجه للخليل من نقد بسبب هذه الدائرة لكثرة ما يرونه بحورا مهملة وأخرى واجبة الجزء ( باصتثناء بحور المحور 12).

الشطر وتفاعيله هو الأساس الذي تقوم عليه ساعة البحور وهو محور عروض الخليل.

حسب فهمنا لمنهج الخليل نقول مجتث المنسرح = فاعلاتن فالا ع تن فاعلاتن .... ويصفونه بمجزوء المجتث التام وأصله : فالاع تن فاعلاتن فاعلاتن

لنتأمل الشكل التالي لنحس بما يعنيه قولهم عن المجتث التام في ظل واقع الخفيف التام :

تنطلق الرؤية في ساعة البحور من شمولية الرقمي واتساقه ويتقرر فيها ما يلي

1- بحور دائرة ( د) ناتجة من بحور دائرة (جـ ) الموسّسة

2- الفرق الوحيد المؤسس هو تحول الوتد المجموع (جـ - 8) إلى الوتد المفروق ( د – 9 /8) وما ينتج عن ذلك من فوارق لا يخل بالأسس التالية

أ – ينشأ عن كل بحر في (جـ ) بحر مشابه له في (د) وله نفس عدد مقاطعه وتفاعيله ومحور مطلعه والفارق الوحيد بينهما هو تغير الوتد المجموع في (جـ - 8) إلى وتد مفروق على ( د- 9/ 8)،

ب - أي افتراض لمطالع جديدة لأوزان جديدة لا علاقة له بالواقع الشعري وما يتصور من نشوء بحور عنه فهو تصور وهمي ينتج بحورا وهمية، وسواء أسميت وهمية أو مهملة فهذا سواء

جـ - ثمة لفي ( د) البحر المناظر للبحر الرئيس في (جـ ) وله مثله مجزوء جائز ومجتث جائز. هذا التصور يستبعد كليا حكاية الجزء الواجب.

في هذا الجدول يتضح خروج المجتث التام عن منهج الخليل بتخطيه الشطر الشعري تخطيا وهميا لا وجود له. بل إن لنا على ضوء هذا الفهم أن نعتبر أن مطالع الرمل التي الدائرية التي يصلح كل منها ليكون بداية وزن تام في الدائرة، إذا ارتبطت بالساعة ومطلع الرمل الساعيّ تصبح متجانسة مع أبعاده الساعيّ ومع مطالع الخفيف كالتالي :

وبهذا فلا متئد إلا في الوهم أو في الإهمال سيان. فالقول بأن ثمة بحرا مهملا لا يستعمل أو أنه وهمي واحد.

وكذلك فإن الهزج مكون من تفعيلتين ، لا غير في الدائرة (جـ ) ولا مجزوء له ولا مجتث، فلا ينشأ عنه في دائرته إلا المضارع. ولا وجود لمنسرد ولا مطرد.

قد يسأل أحدهم أليست هذه المقاطع التي يرمز لها متصلة على الدائرة برمز المنسرد والمطرد موجودة حقيقة بهذا الشكل ؟ الجواب بَلى. ولكن يختلف اعتبار تجاورها وترتيبها بحرا عن اعتبار ذلك ناتجا ثانويا للتغير الذي حصل للوتد المجموع على محور ( جـ - 8) فنقله إلى وتد مفروق على محور ( د – 8/ 9).

جاء في غير كتاب من كتب العروض ومنها بين يدي ( أهدى سبيل إلى علمي الخليل - ص – 203) : " فكل ما خرج عن الأوزان الستة عشر أو الخمسة عشر فليس بشعر عربي "

وحسب هذا الرأي فإن أي حديث عما يسمى بالبحور المهملة ، لا علاقة له بالشعر العربي ولا بالعروض العربي ولا يصلح أساسا لتوجيه أي نقد للخليل.

:"........ لذلك رأينا المولدين لم يطيقوا أن يلتزموا تلك الأوزان الموروثة من العرب فأحدثوا أوزانا أخرى منها ستة استنبطوها من عكس دوائر الخليل " ويأتي بالبحور الستة المهملة.

أين هي الحقيقة التاريخية والموضوعية في قوله ؟

أبو نواس ، بشار بن برد ، ابن الرومي أكابر المولدين فهل ضاقت بهم بحور الشعر العربي أو بسواهم من المولدين ؟

أين هو الموروث الشعري على هذه البحور الذي وضعه المولدون ؟ ليس ثمة إلا أبيات معدودة مفصلة على تلك الأرقام أو سمها التراكيب أو سمها التفاعيل .

إن الخلط بين المبدإ المؤسس والنتيجة في كل أمر هو من الخلط بمكان. ليس في العروض وحده بل فيما هو أخطر. عندما يكون المبدأ هو المؤسس فهو المعيار الموضوعي وهو القاعدة وهو المتحكم. ويتم الانحراف عن موضوعية المبدإ إلى الذاتية على مستويين :

مستوى بسيط : يصدر عن اعتماد نتيجة مقررة سلفا والبناء عليها مباشرة دون تصنيع مبدأ ومثال ذلك حديث الأستاذ عدنان العاني عن " ورطة الخليل في دائرة المشتبه "

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=86195

ومستوى مركب حيث تعتمد النتيجة سلفا ثم يتم تأسيس منهج حسب مقاسها يقوم بإعطائها شرعية مستندة إليه . فهي تؤسسه وهو يسندها في دورة مغلقة بعيدة عن الموضوعية. سبق لأستاذنا د. المحتار السعيدي قوله في 30/11/2014 :

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=6532

" ....أرأيت إن وجدنا قصيدة، رائعة على مفاعلتن متفاعلن، أليس من الظلم أن نقصيها من حقل الشعر؟"

وأرى أنه نشر كتابا حول منهجه في 29/12/2016 أي بعد سنتين من قوله الأول

http://arood.com/vb/showthread.php?p=86632#post86632

سيكون من الممتع حقا متابعة منهجه لنرى إن كان منسجما مع مقولته تلك أم أن تكامل المنهج لديه جعله يعدل عنها.

وليس الأمر مقتصرا على العروض بل يتعداه إلى سواه. وللقارئ أن يستذكر موقف الشعب العربي في الجزائر المنطلق من المبدإ والمتمسك به بحيث نتجت عنه كل التغيرات، ثم يقارنه بالقضية ذات مرجعية الثوابت المتدحرجة.

انتهاء الوتد المفروق بمتحرك 2 1 وتطلب ذلك دوما وبدون استثناء للرقم 2 بعده ليكون معه وتدا مجموعا وهو بذلك يمتنع على الزحاف. هذا الوتد المجموع يشترك مع الوتد المفروق في المتحرك البيني وذلك يجعل الوتد المفروق صنو التوأم الوتدي يبقيان معا أو يذهبان معا. تجيز كتب العروض كف مستفع لن في الخفيف أي الإخلال بالوتد المجموع من التوأم الوتدي بحذف ساكنه وهذا معادل لما تجيزه أيضا من خبن مستفعلن في المنسرح. فهم الرقمي لمنهج الخليل يتعارض مع معطيات التفاعيل. والواقع الشعري يؤيد هذا الفهم لمنهج الخليل. وهذه ثانية نقاط الاختلاف بين شمولية أحكام منهج الخليل وتجزيئية أحكام التفاعيل. أما أولاها فهي إجازة كتب العروض (للمكانفة – جزك) بين سببي محوري (د- 11، 10 ) في المنسرح

بعد هذا العروض المستفيض لخواص الوزن في دائرة ( د- المشتبه ) وعمادها المميز لها وهو التوأم الوتدي أو الوتد المفروق نأتي للسريع.

قبل الدخول فيما يثيره السريع من حوار لا يخلو من إشكالات أستعرض ما يلي :

1- يذكر عبد الرؤوف بابكر السيد ( ص- 231) من كتابه ( المدارس العروضية ) : " وواضح أن ضياء الدين الحسيني اعتبر السريع نوعا من أنواع الرجز وليس بحرا برأسه من البحور المختلفة التركيب "

2- يقول أستاذي د. خلوف

" ولم يختلف عربي قبل الخليل على أن جميع ما قيل في هذا الباب هو رجز لا غير، حتى جاء الخليل فاخترع للسريع عروضاً ليست منه، أجبرته عليها الصنعة التي تمثلت في دوائره، فأدخل فيه ضروباً هي الرجز بعينه."

3- جاء في كتاب ( أهدى سبيل – ص 91) عن الرجز " كما حكوا أيضا القطع في المشطور ، وجعلوا منه قول الشاعر القديم:

با صاحبي رحلي أقلّا عذلي. "

جاء في كتاب ( أهدى سبيل – ص 106) عن السريع " العروض الرابعة مشطورة مكشوفة تصير فيها

مفـ ـعولاتُ = 2 2 2 1 إلى مفـ ـعـو لا 2 2 2 ومثاله:

با صاحبي رحلي أقلّا عذلي. "

الوزنان التاليان متطابقان تماما في الخصائص والزحافات :

أ - من الرجـــــز ... مستفعلن مسنفعلن مستفعل = 4 3 4 3 2 2 2 ....( مستفعلْ = مستفعلن مقطوعة )

ب – من السريع... مستفعلن مستفعلن مفعولا = 4 3 4 3 2 2 2 ..... (مفعولا = مفعولاتُ مكشوفة )

هذا الوزن هو الجد المشترك بين صورتين من السريع والرجز بل ربما كان يمثل أصل السريع من الرجز.

كما يمثل (مستفعلن فاعلن مستفعل) من مجزوء البسيط المقطوع الشطر الجد المشترك بين مخلع البسيط واللاحق.

مستفعلن مستفعلن متفعل = 4 3 4 3 1 2 2 ...... رجز ذو ضرب مقطوع مخبون

مستفعلن مستفعلن مستعل = 4 3 4 3 2 1 2 ....رجز ذو ضرب مقطوع مطوي وهو عين ضرب السريع. وقد جاء في العقد الفريد في وصف مستفعلْ

بأنه الضرب المقطوع الممنوع من الطي. أي الذي لا تجوز فيه ( مستعل = معولا ) وهذا المنع قائم على قرار مسبق في تقرير التمايز بين السريع والرجز.

مستفعلن مستفعلن مفعولا : جاء في وصفه في العقد الفريد بأنه الضرب المكشوف المطوي ثم أضاف على ما ينشأ عنه " اللازم الثاني :

يقصد بذلك أن ( مفعولا ممنوعة من الخبن ) ، وهو مناظر لقوله في الرجز ( مستفعلْ ممنوعة من الطي ) وشأنه كشأنه في تقرير الفصل بين البحرين مسبقا.

الحديث في هذا الباب ذو شجون وسأدع نفسي تمضي في تداعياته في تفكير بصوت عال .

من ناحية واقعية موضوعية فإن السريع يقع على الدائرة ( د) بعد حذف متحرك الوتد المفروق على المحور 8 ونفس الأمر فإن الرجز المقطوع يقع على الدائرة ( حـ ) بعد حذف متحرك الوتد المجموع على المحور (3) ، وفي الحالين فإن هذا مخالف لأصل تعريفنا للدائرة بأنها تظهر البحور بعد تأصيلها لتطابق الوضع النظري على الدائرة – ما لم يخالف قانون هرم الأوزان أي أنه لا مقطوع الرجز ولا مكشوف السريع وزنان أصيلان.

هناك علة طارئة على الصورة الأصلية فترد إليها ، وهناك أصل في الوزن وإن سمي علة. ويمكننا التمييز بينهما بموجب الوزن الهرمي

البسيط على الدائرة = 4 3 2 3 4 3 2 3 ووزنه الهرمي ..... 4 = 4 + 6 – 4 – 2 وهذا مخالف لقانون هرم الأوزان لتتالي - -

البسيط في الواقع = 4 3 2 3 4 3 4 ووزنه الهرم ..... 4 = 4 + 6 = 6 وهو مطابق لقانون هرم الأوزان.

إذا رددنا الوزن 4 3 4 3 4 2 إلى أصل الرجز طابق هرم الأوزان. فوزنه الهرمي بصيغته قبل القطع ...4+6 =6 -2 فماذا عن السريع ؟

هناك رأيان حول أصل السريع أولهما المشهور من أن أصله قبل الكشف = 4 3 4 3 4 2 1 ورأي آخر يرى أن فاعلن في ضربه أصيلة.

الوزن الهرمي للسريع قبل الكشف ( 4 3 4 3 4 2 1 ) .......4 + 6 + 8 مخالف لقانون الهرم لتوالي + +

الوزن الهرمي للسريع ( 4 3 4 3 2 3 ) باعتبار فاعلن 2 3 أصلية .....4 + 6 – 4 – 2 مخالف لهرم الأوزان لتوالي - -

وإذا صح اعتماد هرم الأوزان فإن ذلك ينفي صفة الأصالة عن السريع في حالتيه . ولا يدع مفرا من اعتباره متفرعا من الرجز ويوجه البحث في هذا الاتجاه ليفسر الواقع على ضوئه. ولنستعرض تفسير الصور المختلفة لعروض وضرب السريع عل ذلك الأساس.

هذه صور التفعيلة الثالثة وما تؤول إليه في شتى أعاريض وضروب السريع واستعراض إمكانية توافقها مع الأصل الرجزي المحتمل للسريع، وتظهر أحكام بعضها من الإشكالات ما يذكر بإشكالات انتماء السريع لدائرة المشنبه.

222- 2 3 – 2 2 – 1 3 – 2 2 2 ه

من ناحية نظرية وبناء على المشتقة الرابعة فإنه كما أن التركيب 2 2 2 يزاحف على 221=23 فإنه يزاحف كذلك على 212=32 ، فإن زوحفت نهايتا شطريه على هذا النحو لم يكن إلا بحر السريع 4 3 4 3 2 3 ولعلهم لذلك لم يتطرقوا له في الرجز، إلا ما كان من ضياء الدين الحسيني ( 6- ص231) حيث اعتبره من الرجز.

ولا بأس من مزيد من الاستطراد مع أبيات للشاعر جبر البعداني:

هل يمكن أن ينتهي الصدر في السريع ب مفعلاتُ 2 3 1، فلنقارن بين المتقارب والسريع

لنأخذ أبيات المتقارب التلية لعلي محمود طه التالية:

أنتركهم يغصبون العروبةَ ... مجد الأبوّة والسؤددا

وليسوا بغير سليل السيوف ...يجيبون صوتا لنا أو صدى

فلسطين يحمي حماك الشباب .... وجل الفدائي والمفتدى

وننسج منها ما يضاهي صدره السريع التام صدرُه : مستفعلن مستفعلن مفعلاتُ

نتركهم ينتقصون العروبــ... ـةَ مجدها كلا ولا السؤددا

ليسوا بغير الشحذ شحذ السيوف ...يوما لنا يستمعون الصدى

يا دارنا يحمي حماك الشبابُ ....جل الذي يفدي كما المفتدى

ثمة أواصر بين كل من المتقارب والطويل والسريع.

ولا تخفى عليك العلاقة بين هذه الأبيات وأبيات الشاعر جبر البعداني المتقدمة

يقول أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري (الشعر النبطي – ص -146) :" ثم صادف نظمهم على البحر الطويل مخروما

إلا أن ( مفاعيلن ) عروضا وضربا تحولت إلى فعولن دخلها الحذف " والجدول أعلاه يمثل ما ذكره .

وهذه أبيات فصيحة للدكتور عبد الله الفيفي أشاد بوزنها أستاذنا محمد علي العبادي :

http://www.alriyadh.com/363908

طوي عناويني بأمسي لأمشي في خطوتي شوقُ الندى للورود

ينتابني دربي ويمضي ببابي في طلْعة الشيخ الضرير الكنودِ

كيف الوصول هل وصولي قفولي انفقتُ وقتي في ابتداء المعيد

تدور ساعاتي بعكس المساعي كم والدٍ أودى بدعوى الولي

ولنقارن بين أبيات نازك الملائكة وكل من السريع المتقارب ومجزوء المتدارك

أبيات نازك من لاحق البسيط ( مخلعه) = مستفعلن فاعلن مستعلْ = 4 3 2 3 2 3

خـضـراءُ بـرّاقةٌ مُغْدِقهْ كـأنّـهـا فَـلْـقَـةُ الفستقهْ

الـشَّـعـرُ سبحانَ مَنْ لَمَّهُ والـثّـغْـرُ سبحانَ مَنْ فتَّقهْ

شـفـاهُـهـا شَـفَقٌ أحمرٌ كـم حاولَ الورْدُ أن يسرِقَهْ

سُـمْـرَتُـهـا عَسَلٌ سائلٌ لـلـحـسْنِ في خدِّها رقرَقَهْ

دالـيَـةٌ غـضَّـةٌ عـذْبَـةٌ فـي هُـدْبِـها نجْمةٌ مُشْرِقَهْ

من السريع :

خـضـراءُ بل بـرّاقةٌ مُغْدِقهْ كـأنّـهـا من فَـلْـقَـة الفستقهْ

الـشَّـعـرُ سبحانَ الذي لَمَّهُ والـثّـغْـرُ سبحانَ الذي فتَّقهْ

شـفـاهُـهـا أم شَـفَقٌ أحمرٌ كـم حاولَ الجوري أن يسرِقَهْ

سُـمْـرَتُـهـا ذي عَسَلٌ سائلٌ لـلـحـسْنِ في وجنتها رقرَقَهْ

دالـيَـةٌ ريّانةٌ عـذْبَـةٌ فـي هُـدْبِـها لؤلؤةٌ مُشْرِقَهْ

المتقارب

وخـضـراءُ بـرّاقةٌ مُغْدِقهْ تلوح كما حبة الفستقهْ

وذا الـشَّـعـرُ سبحانَ مَنْ لَمَّهُ وذا الـثّـغْـرُ سبحانَ مَنْ فتَّقهْ

شـفـائفهـا شَـفَقٌ أحمرٌ وكـم حاولَ الورْدُ أن يسرِقَهْ

وسُـمْـرَتُـهـا عَسَلٌ سائلٌ فـــلـلـحـسْنِ في خدِّها رقرَقَهْ

كدالـيَـةٍغـضَّـةٍ عـذْبَـةٍ وفـي هُـدْبِـها نجْمةٌ مُشْرِقَهْ

وتصبح من أبيات جبر البعداني

وخـضـراءُ بل بـرّاقةٌ مُغْدِقهْ تلوح كما قد لاحت الفستقهْ

وذا الـشَّـعـرُ سبحانَ الذي لَمَّهُ وذا الـثّـغْـرُ سبحانَ مَنْ فتَّقهْ

شـفـائفهـا أم شَـفَقٌ أحمرٌ وكـم حاولَ الجوريّ أن يسرِقَهْ

وسُـمْـرَتُـهـا ذي عَسَلٌ سائلٌ فلـلـحـسْنِ في وجنتها رقرَقَهْ

كدالـيَـةٍ ريّانةٍ عـذْبَـةٍ وفـي هُـدْبِـها لؤلؤةٌ مُشْرِقَهْ

وما دمنا في مجال الا

ستطراد فلا بأس هنا من الإشارة إلى العديد من سابق المواضيع المتعلقة بهذا الموضوع وليلاحظ القارئ أنه على اختلاف الطرح وتباعد الزمن فليس ثمة تناقض.

وذلك راجع لصدور كل المواضيع عن منهج واحد. ومن وجد شيئا من التناقض فليدلني عليه فسببه قطعا سوء فهمي للمنهج أو سوء تعبيري عنه، وسأصحح ذلك شاكرا.

مؤمن والمنسرح : https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/moomen-1

تداعيات الخفيف : http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tadaeyat_alkhafeef

التوأم الوتدي : https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/sarkha

الوتد المفروق : https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mafrooq

ورقة الجوهري : https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/alwaraqah-2

البحور المهملة : https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mohmalah

تكثيف العروض : https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/taktheef