takhyeel-wa-tafaeel

تخييل التفاعيل في غياب منهج الخليل.

الفضل في هذا الموضوع هو لأستاذي د. ضياء الدين الجماس الذي دشّن حوارا نشطا بموضوعه الذي يرد فيه أصل البحور إلى مستفعلن.

http://arood.com/vb/showpost.php?p=86118&postcount=91

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=92513

ما يهمني في هذا الموضوع هو ما أجده فيه من مدى تأثير التفاعيل وعمقه في تفكير من أتقنوها قبل الرقمي. فتحكمت فيهم لدرجة يكاد يستحيل الفكاك منها.

وكنت أنا أول من وقع في عقابيل تأثير حدود التفاعيل عندما رحت أحسب قيما رياضية للزحافات منطلقا من تلك الحدود، وكنت حينها علىى شاطئ فهمي لمنهج الخليل. وبعد أن تقدمت في فهمه كتبت فصلا عن ذلك أسميته ( هبابي المنيل )

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/hebabe-al-menayyel

أهتمامي بالموضوع لذاته ولأنه يمثل رأي أستاذي د. ضياء الدين الجماس، ورأيه بالغ الأهمية والتأثير لمكانته في العروض الرقمي من جهة فهو ذو باع طويل فيه وأول مجاز فيه كما أنه يمثل ظاهرة مررت بها قبله وأتوقع أن يمر بها بشكل أو آخر كل من أتقن التفاعيل قبل الرقمي. وهي ظاهرة تغلغل التفاعيل بشكل يصعب معه كبح تأثيرها على مفاهيم الرقمي بما يتناقض مع شموليته وتجريده وهما من أهم أركانه.

يجعل أستاذنا محور البحث تفعيلة مستفعلن وينهمك في إثبات أنها أصل كل البحور. وينطلق من هذه الجزئية ليرسم تصورا شاملا لساعة بحور سالكا في ذلك مسارا أملته التفعيلة وواصلا إلى ساعة بحور خاصة تناسب ذلك المسار. المسار والساعة لهما من الرقمي الشكل وأما من حيث المضمون فهما متضادّان مع الرقمي.

كيف ؟

منهج الخليل في شموليته وتحرره من حدود التفاعيل يستد إلى ساعة البحور وينطلق منها ليجعل التفاعيل أدوات طائعة تتبع هذه الساعة.

أستاذنا انطلق من تفعيلة واحدة بحدودها ليجعل منها أصل كل التفاعيل والبحور، ولتوصله إلى ساعة بحور جديدة تحكمت فيها وأنتجتها على مقاسها تفعيلة مستفعلن. فكان من الطبيعي أن تخالف هذه الساعة ساعة الرقمي التي انطلقت من بحور الخليل كما ثبتت عنه. لدرجة فرضت محاور جديد في بعض الدوائر نتجت عنها أصول جديدة لبحور تلك الدوائر.

ظلموا الخليل بانتقاده على ما ظنوه ( بحورا مجزوء وجوبا ) وما هي إلا مجزوءات بحور أو مجتثات بحور. ولا يبقى إلا قطف الوافر قائما بذاته في اختلاف عن أصل الدائرة بمحور يمثل سببا. وتأتي إساغة العرب له تاما فيما بعد وكأنها شهادة لمطابقة الواقع لهذه الدائرة. فكيف وقد صارت عدة بحور أصيلة حسب رؤية أستاذنا تنقص عن مقاطع ساعته بمحورين أو ثلاثة.

ثمة عروضيون ردوا البحور إلى تفعيلة ما، ولكن عدم إحاطتهم بمنهج الخليل أو تطرقهم له حال دون إضرار ذلك بالعروض.

أخطائي السابقة – ويسري هذا على اللاحق منها – كانت تناقض منهج الخليل، الأمر الذي جعلني أوضحها وأنبه إليها وأنقل هنا من هبابي المنيل:" وعندما أهدي اليوم أحدا كتابي أحرص على أن أشير إلى جداول لحساب قيم الزحافات حسب موقعها في التفاعيل وما يعنيه ذلك من هدم للشمولية ب ( خرابيط النظارة ) إشارة إلى طرفة تذكر أن أحدهم ذهب للطبيب شاكيا من رؤية أشباح متراقصة ففحص الطبيب نظره وأوصى له بنظارة وبعد أن وضعها على عينيه سأله الطبيب : " كيف نظرك الآن " فأجاب :" الحمد لله فقد أصبحت الأشباح مستقرة في غاية الوضوح."

وأقصد بذلك هدم مضمون الرقمي باستعمال الأرقام.

وفيما يلي ما يلقي الضوء على هذه الجولة من الموضوع الذي تكرر تطرقي إليه في عدة جولات منذ سنين وحتى اليوم ، أعني آثار تناول علم العروض بتجسيدية التفاعيل وحدودها وتسويد ذلك على شمولية فكر الخليل.

*****

الأستاذ ضياء الدين الجماس :

http://arood.com/vb/showpost.php?p=85933&postcount=73

بسم الله الرحمن الرحيم

أصل بحور الدوائر السباعية محاولة تحليلية شمولية

بعد دراسة البحور السباعية على الدوائر الخليلية تبين لي أن أصل البحور السباعية تفعيلة مستفعلن 2 2 3 التي تكون بحر الرجز ومنه تنشأ كافة البحور الوتدية المجموعة.

من الرجز يتولد (بتدوير الأسباب) الرمل والهزج (دائرة المجتلب) ، وبتحريك السبب الأول (2) 2 3 يتولد الكامل والوافر. (دائرة المؤتلف) وباستبدال الوتد المجموع الأخير من الرجز بوتد مفروق في مستفعلن لتصبح 2 2 2 1 ( مفعولاتُ) فيتولد من الرجز البحر السريع الذي تتولد منه بحور دائرة المشتبه ( المنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمحتث) وبخلط مستفعلن مع مشتقها فاعلن 2 3 بحذف السبب الأول يتولد البسيط ومنه تتولد دائرة المختلف (الطويل والمديد)...

راجع بحث السلاسل العروضية.

أصبح عندي قناعة أن بحر الرجز أم البحور الولود

****************

http://arood.com/vb/showpost.php?p=85939&postcount=76

أخي وأستاذي الكريم.

كلامك صحيح في التطبيق

وما قاله د. عبد الدايم : http://www.alukah.net/literature_language/0/37253/

يؤيده فحديثه عن متفاعلن وهي و مستفعلن صنوان. ويذكر في نفس الرابط :

" فهذا هو السكَّاكي[2]، يجعل من بحْر الوافِر أصلاً ويفرع عليه جميع البُحور."

وهو في المقال ينقل عن د. إبرهيم أنيس :

" ثم تابع الدكتور أنيس الفِكرة، فنشر مقالاً بمجلَّة الشِّعر، العدَد الخامس الصادِر في (أول يناير سنة 1977م)، يرَى فيه إمكانية ردِّ كل التفاعيل إلى تفعيلة واحِدة، حيث إنَّه اهتدَى بعدَ تأمُّل عميق إلى إرْجاع كل التفاعيل مع المشهور مِن زَحافاتها وعِللها إلى تفعيلة واحِدة هي "فاعلاتن".

وأنقل من الرابط : http://www.ahlalloghah.com/showpost....81&postcount=4

أن السكاكي يرى الأصل ( مفاعلتن - مفاعيلن ) :

ويقول برأي السكاكي في مفاعيلن د. خلف خازر الخريشة : https://platform.almanhal.com/Files/2/76716

" علّ ما دار بخلد السائل الأستاذ سامي ما تحدّث عنه السكاكي في مفتاح العلوم حينما سعى إلى أن يجد - بعد بسط المسائل على عادة أهل العروض - أصلا للتفعيلات والبحور فرأى أنّ بحر الوافر وتفعيلته "مفاعلتن" يمكن أن تنفكّ منه باقي البحور ومنها باقي التفعيلات. وهو فيما أرى تمحّل كبير ولم يسر على منواله أحد من المتأخرين"

كل هذه الأقوال متكافئة موضوعيا.. وموضوعيا لا يفضل أي منها الآخر. فالأصل كما أوضحت لكل منها هو 2 2 2 2 . وكل من هذه التفاعيل ناتج عن صورة يتحول فيها أحد هذه الأسباب إلى 1 وهو ما بينته في الرسم وهو ما أفهمه من مذهب أستاذي د. مستجير.

كل منها يصلح للتفسير على أنه أصل ويمكن لمن يخالف أيا منها أن يحتج بسواها عليها فهي سواء في السلب والإيجاب

تماما كمن يقول إن طوكيو مطلع الشمس، ومن يقول إنها لندن، ومن يقول إنها دمشق

الأمر الموضوعي الوحيد هو تكافؤها في ذلك. سواء على الساعة بالنسبة للأصل أو على الكرة الأرضية بالنسبة لمطلع الشمس. ولو أنّهم حكموني لأفصل بينهم بناء على فهمي للرقمي لا سواه لقلت كلهم سواء.

أما من ناحية شخصية فأنا أميل لرأيك.

***

هل يترتب على هذه الساعة مخالفة أو إشكالات في التطبيق ؟

لا شك عندي في ذلك، فإن ساعة البحور تجسيد لعروض الخليل وتغيير مضمونها لا بد أن ينتج عنه آثار سوف تظهر في التطبيق.

يحضرني منها الآن .

1- آثار ما ينجم عن إضافة محاور جديدة لثلاث دوائر بحث تصبح البحور المعروفة بالتامة لدى الخليل منقوصة وجوبا . ويبقى المصطح المحدد لهوية النقص من اختصاص واضع الساعة

2- ثمة حوارات كثيرة مع من جاؤوا ببحور جديدة تتجاور فيها أربعة أسباب الأمر الذي لا وجود له على ساعة البحور المعروفة. وهنا يرد الاستفسار التالي :

والساعة تحتاج إلى دراسة أطول للبحث عن الآثار التطبيقية المترتبة عليها

لأخي الحبيب وأستاذي الفاضل د. ضياء الدين الجماس احترامي وودي. رأيي قد تكون فيه أخطاء وأرحب بالنقد. وباختلاف آرائنا نرتقي بالرقمي.

========================

على ان هذا تخييل لا يضير بقد التخييل الآخر . وفي موضوع الرقمي قبس من نور الخليل المزيد. وقد يصل الأمر جد الجناية .