alkhayto-wannaseej

29- الخيط والنسيج

الشيء بالشيء يذكر. أمر كمال أتاتورك بتشكيل لجنة لتنقية اللغة التركية ثم جرى حلها لأن اسمها ذاته كان مكونا من كلمات عربية.

ذات الشيء يتكرر في مقال للأستاذ سعد الحامد الثقفي الذي يأخذ على نازك الملائكة وبدر شاكر السياب ارتباط نصهما التفعيلي بإنشادية النص العمودي فكان مقاله سلسلة من التفاعيل وأشطر البحور المتداخله بطريقة تقارب ما يراه نقصا لدى كل من نازك وبدر.

مأخوذ بتصرف من موضوع ( لغة سلسلة ) في كتابي ( العروض رقميا )

اللغـة العربية لغة جميلة، وقد كتب الكثير عن مواطن الجمال فيها قديما وحديثا، ومن مظاهر جمالها ‏الموسيقى التي تتخلل نثرها ولا أعني في ذلك نثرها الفني أو المسجوع أو المعد إعدادا يراعى فيه ‏تناسب الفواصل، وإنما يتغلغل في الكلام الذي يساق لا لإنكار هذه الخاصية للّغة في نثرها بل ‏لهدمها في شعرها. ومثال‎ ‎هذا ما كتبه الأستاذ سعد الحامد الثقفي في جريدة الجزيرة العدد 8683 بتاريخ 21-2-1417، وأقتطف منه : " وأسجّل أيضا أنّ خروج السيّاب ونازك الملائكة ومن جاء بعدهما عن النص العمودي خروج ناقص بسبب ارتباط النص التفعيليّ بإنشادية النص العمودي."

هذا نسيج لغوي والجزء الموافق منه لشطر شعري عبارة عن خيط في ذلك النسيج، والخيط منفردا ليس نسيجا. يحضرني هنا قول د. إبراهيم أنيس (14 - ص328) عن النثر : " ....فإذا عني المرؤ بموسيقاه مالت مقاطعه في تواليها إلى نظام الشعر، وكثرت فيه المقاطع التي تتردد بعينها والتي قد تسمى قوافي."