فاعلن في الكامل

إثر نشري هذا الموضوع في منتدى الرقمي مشيدا به أرسلت لي إحدى نجيبات الرقمي معبرة عن إشكال وجود 2 3 في الكامل. ووعدتها بأن أجيب هنا.

وليس الجواب الموضوعي هينا، فنحن أمام ثلاثة طرق عروضية يمتزج في كل منها الشكل بالمضمون امتزاجا يصعب تخطيه في عملية التوصيف. نهج الأستاذ سليمان - التفاعيل - الرقمي

وتمهيدا لهذا أسوق ما ذكره أحد المشاركين في أحد المنتديات معلقا على موضوع ( الرقمي مقدمة وتعريف ) مقترحا – من أول نظرة - أبجدية للرقمي تشمل الرقمي 5 و 7 وأظنه يقصد بها فعولن = 3 2 = 5 ومفاعيلن = 3 2 2 = 7 . وحقيقة فقد خطر ببالي تكثيف الرقمي بالرمز ل

2 3 = 5 .....3 2 = ^5 ........2 2 3 = 7 ........3 2 2= ^7

وأجبته أن طريقة التوصيف هذه إن فهمت مفرداتها فهي تفي بغرض وزن الطويل أو المتقارب مثلا، ولكنها كي تصلح أساسا لتناول العروض العربي كله لا بد لها من رموز وقواعد مطردة تعالج كل وزن وكل حالة. فلا اعتراض على أي شكل كان لذاته ولكن نجاحه أو إخفاقة من حيث المبدأ يعتمد على قدرته على تناول كافة الظواهر العروضية بغض النظر عن شمولية أو تجزيئية طرحه.

وهذا الموضوع يقدم درسا في صعوبة النظر إلى منهج معين بأدوات منهج آخر، وما قد يجر إليه ذلك من مطبات قد تأخذ صواب الجوهر وهو مطلق بجريرة اختلاف الأدوات وهي نسبية، لدرجة قد ينجح الشكل في تخطيء صواب الجوهر.

وهذا الذي عانيته في حواري حول الرقمي لدرجة توصلت فيها إلى أنه لا جدوى من الحوار في تفاصيل الرقمي والتفاعيل بأدوات التفاعيل. وإنما يمكن الحكم على نتاشج الرقمي حسب نتائج التفاعيل.

ولكن الأمر هنا مختلف فطرح أستاذي سليمان جوهرا وشكلا ذو قربى مع الرقمي تتيح تبيان مزالق تداخل الشكل والجوهر بين منهجين متقاربين فكيف إذا تباعدا !

نعود إلى سؤال نجيبة الرقمي عن ورود فاعلن في معرض التعبير عن وزن الكامل. وهي في ذلك صادرة عما تعلمته من أسس الرقمي من أن فاعلن = 2 3 والسبب الثقيل متنافران في الحشو فلا يجتمعان أبدا في حشو أي بحر عربي. وهي كذلك صادرة عما قرأته في التخاب وروايته:

من أن وزن الكامل الأحذ = 4 3 4 3 4 وأن 4 حيث وردت في الكامل =2 2

وهي في آخر صدر وعجز رابع الكامل (الأحذ )= ( 2) 2 سبب ثقيل + سبب خفيف وكذلك هي في آخر صدر خامس الكامل ولكنها في آخر عجزه = 2 2 = سبب خفيف + سبب خفيف

وبالتالي فإن نهاية الكامل حسب ما تعلمته لا مجال فيها لورود فاعلن

ما ذكره أستاذي في دائرته صحيح حسب منهج معين لديه استنتجه من سياق كلامه، ولكن هذا المنهج غير معلوم على وجه الدقة لي ولا لنجيبة الرقمي. والذي عرفته من كتابه (نظرية في العروض العربي) قيم ولكني أرى أنه لن يؤتي أكله ما لم يمهد له منهجيا بتوضيح أسسه ومصطلحاته على أفتراض أنها تقدم لمبتدئين في عروضه. وقد يقول قائل كيف يكون مبتدئا في عروض الأستاذ سليمان من يفهم العروض فهما جيدا.

والجواب أن فهم العروض على منهج معين يعسر ويعقد فهمه على منهج آخر لتداخل الشكل والمضمون والمصطلح وما يلقيه كل ذلك من عراقيل وعقبات هي لدى فاهم العروض على نهج معين أكبر منها بكثير لدى من يبدا الدراسة بمنهج ما دون معرفة مسبقة بسواه.

عانيت ذلك من موقف العروضيين تجاه الرقمي، وهذا أنا أعانيه هنا في شرح اتفاق المضمون ذاته في نهجين لاختلاف المصطلحات وظلالها فيهما.

نعود إلى فاعلن في الكامل والبسيط

هنا توافق في الجوهر يكاد يطيح بوضوحه اختلاف النظرة من منهجين.

أول البسيط = 4 3 2 3 4 3 1 3 ..........4 3 2 3 4 3 1 3

رابع الكامل = 4 3 4 3 1 3 ............4 3 4 3 1 3

ثاني البسيط = 4 3 2 3 4 3 1 3 .........4 3 2 3 4 3 2 2

خامس الكامل = 4 3 4 3 1 3 ............4 3 4 3 2 2

وحدة الجوهر تمثلها المناطق المظللة.

إشكالات التوصيف من وجهة نظر الرقمي وحسب نهجه تتمثل فيما يلي

1- شطر البسيط في التفاعيل على الدائرة = مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن

2- شطر أول البسيط في الشعر = مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلُن

فاعلن = 2 3 واستنتاجا فإن فعِلُن = 1 3

وهذه مختلفة عن الفاصلة فَعِ لن = (2)2= 1 3

هذا الاختلاف بين 1 3 و 1 3 ركن لا تقوم للرقمي قائمة بدون فهمه بعمق ووضوح

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/sharean

ولقد استغرق التأسيس لفهمه في الرقمي جهدا كبيرا قبل دراسة البحور للتمييز بين الخبب والمتدارك أولا ومن ثم بين الإيقاعين البحري والخببي ثانيا كما أنه تمت العودة له ثانية في دراسة التخاب. ولم يكن لدارسي الرقمي المضي فيه على النحو الذي يوفر انسجاما في طرحه دون وضوح هذا الأساس.

مدى نجاح أي منهج لا يقاس بمجرد وصفه للحقيقة فهذا أساس بدونه لا يوجد للمنهج وجود أصلا. يتقرر مدى النجاح بدقة الوصف واطراده وتقليل الاستثناءات فيه

كيف تعامل الرقمي مع فاعلن وفعلن في آخر شطر البسيط. تم ذلك من خلال القاعدة التالية " باستثناء بحري دائرة ( أ- المتفق) فإن المتناوبة 3 2 3 التي ينتهي بها أي شطر على الدائرة هي في واقع الشعر = 3 [2] 3 أو 3 {2} 3 حيث

[ 2] تعني سببا على الدائرة ملتزم الزحاف و{ 2 } تعني سببا على الدائرة مستحب الزحاف

3 [2]3 في البسيط وعجز المنسرح والمقتضب

3{2} 3 في خامس وسادس المديد ، ، ثالث الخفيف قياسا ( من الموزون )

وفي حال البسيط يصبح الوزن 4 3 2 3 4 3 1 3

وبإجراء التخاب بعد الأوثق فإن الوزن هذا = 4 3 2 3 4 3 1 3 = 4 3 2 3 4 3 (2) 2

هذه صورة الصدر وأما صورة العجز فتنتهي ب 3 2 2 حيث 2 سبب خببي يأتي خفيفا أو ثقيلا وفائدة هذا الطرح أنه يقوم وسيطا بين دوائر الخليل وواقع الشعر في هذه النقطة من الاختلاف بينهما.

وهذا الوصف لنهاية الشطر في واقع الشعر ينص على انتهاء شطر البسيط بفاصلة كفاصلة الكامل الأحذ وبذات مواصفاتها في العروض والضرب كما فصل ذلك في الرابطين

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/22-sadr-end

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/sababaan

هما موضوع بحث في مواضع عديدة كلها منسجم متناسق.

نهج الرقمي يقول آخر البسيط فاصلة كفاصلة الكامل الأحذ

أستاذي سليمان يقول آخر الكامل فاعلن كفاعلن التي في نهاية شطر البسيط

المشترك بينهما : آخر كل من البسيط والكامل الأحذ متشابه

الوصف الموضوعي آخر كل من البسيط والكامل الأحذ متشابه وهما فيه سواء

نجح الرقمي في صياغةٍ منسجمة لهذا الموضوع في كافة امتداداته وفي كل البحور مع حفظ العلاقات كما وصفها الخليل أفقيا وعموديا و (دائريا وواقعيا)

1- أفقيا : بمعنى معالجة الظاهرية في كافة البحور ( علاقة الكامل الأحذ بالبسيط )

2- عموديا : بمعنى حفظ انتساب صور البحور لأصلها ( علاقة الكامل الأحذ بالكامل )

3- دائريا واقعيا : بمعنى جسر الفجوة بين واقع البسيط وصورته على الدائرة.

هل نجح نهج أستاذي سليمان في هذه المعايير ؟

هل ثمة معايير أخرى لديه يعتمدها تشكل بديلا لهذه المعايير ؟

لي ملاحظة قد لا أكون محقا فيها بعضها فهي تنطلق من معايير الرقمي التي قد يكون لأستاذي معايير سواها.

1- القول بأن أحذ الكامل ينتهي بفاعلن التي في نهاية شطر البسيط يجعله مختلفا عن أول الكامل بإدخال فاعلن فيه على نحو لم توجد في الأصل غير الأحذ.

2- عرفنا من أين جاءت فاعلن إلى البسيط والقول بوجودها في الكامل شكلا ( لا حكما) حقا أجد فيه إشكالا كما وجدته نجيبة الرقمي وكلانا في ذلك أسير معطيات قد لا تصلح في نهج أستاذي سليمان

3- توليد هذه الدائرة وأثره على الدوائر الأخرى أمر مطروح. ومن وجهة نظر الرقمي يثير تساؤلا عن ساعة بحور جديدة

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/r8-1/f2

4- أثره على العروض ككل انطلاقا من فهمنا في الرقمي لدور الخبب والتخاب.

المنهج كل لا يتجزأ مثله في ذلك مثل السيارة. ومنهجان مختلفان كسيارتين من ماركتين مختلفتين لا تركب أجزاء كل منهما على الأخرى. وكل قطعة منهما ذات اتصال بسائر القطع.

كل ذلك في هذه العلاقة بين البسيط وأحذ الكامل. وقد تكون هناك ملاحظات أخرى تتعلق ببقية الأوزان وما يجمعها من وشائج الشكل موضعيا في هذه الدائرة وأثر ذلك على المضمون والشكل في العروض العربي ككل.