istifhal

استفحال غياب المنهجية

حتى يستحق المنهج اسمه يجب أن يكون بسيطا وشاملا.

من يضيق صدره بهذه المقدمة ليس على الأغلب من بين من يعنيهم هذا الموضوع. فالموضوع لا يتعلق بضبط هذا الوزن أو ذاك من أمر (العروض). إنه استعراض لقضية من صلب قضايا ( علم العروض) الذي لا يعيب الشاعر ولا العروضي جهله. وإنما يعيب جهله من يتجاوز (العروض) إلى (علم العروض) دون أن يدرك وجود منهج للخليل ناهيك عن فهمه. ولا ينبغي أن يفوت الفرق بين العروض وعلم العروض على من يتجاوز حدود العروض.

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/alfrq-byn-alrwd-wlm-alrwd

إن استمرار إغفال أهمية المنهجية لدى الأمة في سائر الأمر عامة يجعل إغفال منهج الخليل في العروض مجرد مثال على ما مضت وتمضي فيه. كما يجعل من الوعي على أهمية الوعي على المنهجية في العروض بابا قد يقود إلى إدراك أهميتها في سواه.

ولنا في منهجية التوحيد مثال إذ تشمل عبارة الشهادتين ( لا إلله إلا الله محمد رسول الله ) أسس الإسلام التي تنبثق منها كل معطياته. وأيما انحراف عنها مهما بدا ضئيلا في بدايته، لا بد أن يؤدي إلى ما هو أخطر بسبب تراكم تداعياته مع مرور الزمن. هكذا علمنا رسول الله عليه الصلاة والسلام حين ربط بين بدايات الانحراف وشهادة التوحيد

قصة ذات أنواط ‏:‏

http://uqu.edu.sa/page/ar/162022

قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني ابن شهاب الزهري ، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي ، عن أبي واقد الليثي ، أن الحارث بن مالك ، قال ‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بالجاهلية ، قال ‏:‏ فسرنا معه إلى حنين ، قال ‏:‏ وكانت كفار قريش ومن سواهم من العرب لهم شجرة عظيمة خضراء ، يقال لها ‏:‏ ذات أنواط ، يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها ، ويذبحون عندها ، ويعكفون عليها يوماً ‏.‏

قال ‏:‏ فرأينا ونحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة خضراء عظيمة ، قال ‏:‏ فتنادينا من جنبات الطريق ‏:‏ يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ الله أكبر ، قلتم ، والذي نفس محمد بيده ، كما قال قوم موسى لموسى ‏:‏ ‏(‏ اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، قال إنكم قوم تجهلون ‏)‏ ‏.‏ إنها السنن ، لتركبن سنن من كان قبلكم ‏.‏"

وعلى هذا كان وعي الجيل الأول يستأصل كل ما يخالف التوحيد من بدايته لإدراكهم فداحة ما يؤدي إليه – مع مرور الزمن - إن استمر. وفي هذا المجال تأتي قصة قطع الشجرة التي تمت تحتها بيعة الرضوان. والعبرة موجودة سواء قطعت الشجرة أو اختفت.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4040

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمبن – رحمه الله تعالى – في كتابه القول المفيد على كتاب التوحيد ص121: "ومن حسنات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما رأى الناس ينتابون الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان أمر بقطعها"

لله تعالى وكتابه الكريم ورسوله عليه السلام وصحابة رسوله رضوان الله عليهم المثل الأعلى.

هذا المثل الأعلى في التزام أسس الشمولية وانضباط التطبيقات بها هو ما اقتدى به الخليل في منهجه. بل هو طبيعة أي منهج حتى منهج من عادى الإسلام منطلقا من منهجية تخالفه كما عبر عنه سهيل بن عمر موفد قريس في صلح الحديبية.

التفاعيل بما هي أحكام جزئية منطلقة من شمولية منهج الخليل لها من الأحكام التفصيلية ما يجعلها منسجمة مع منهج الخليل. لا مكان للعبث في أي من أحكام الخليل في هذا الصدد، ومن يعبث بشيء منها لا يفقه وجود منهج للخليل. ويبدأ الأمر بحصر التفاعيل فيما حدده الخليل. وأي قول بتفعيلة جديدة بداية لانحراف مستقبلي.

فيما يلي تسلسل لقضية سجلها عدم الوعي على منهج الخليل. ومراحل الانحراف أخذت المراحل التالية على يد كل من:

1- حازم القرطاجني

2- نازك الملائكة

3- د. أحمد مستجير

4- الأستاذ محمد محمد السنباطي

5- ود. محمد ابو علي.

6- الأستاذ محمد عبد الحفيظ شهاب الدين

7- خشان خشان

أولا : حازم القرطاجني

جاء في ( ص- 19) من كتاب (الجانب العروض عند حازم القرطاجني) للدكتور أحمد فوزي الهيب ما يلي في كلامه حول (التفعيلات)

المؤلفة من ثلاثة أرجل وهي على ضربين

أ سباعي من سببين ووتد مثل مستفعلن وفاعلاتن وغيرهما.

ب- وثماني من سبب ووتدين وهذا غير موجود لدى الخليليين وحبذا لو أورد له حازم مثالا ليرينا كيف يكون.

" المؤلفة من أربع أرجل وتقسم إلى ثلاثة أنواع

أ - نوع يتكون من سبب وثلاثة أوتاد أي من أحد عشر حرفا ولم يمثل له حازم

ب – نوع يتكون من سببين ووتدين أي من عشرة أحرف وهو ينحل إلى جزئين خماسيين [ما هما وكيف ؟؟ ]

جـ - نوع تساعي مؤلف من ثلاثة أسباب خفيفة ووتد مجموع، وقد قبله حازم لأنه لا ينحل إلى غيره مثل سابقه ولإن القياس يوجب إثباته وقبوله وهو تساعي نحو مستفعلاتن [ 4 3 2 ] وذكر المصدر منهاج البلغاء ( 252-254)

إنتهى النقل. وفيما يلي التعليق.

1- نفهم من قوله أن مستفعلن مكونة من ثلاثة أرجل أن القصد بالرجل هنا المقطع سواء كان سببا أو وتدا

2- جميع ما ورد في ثلاثية ورباعية الأرجل لم يحو مما لا ملاحظة حمراء عليه تفيد عدم وجوده في الواقع غيرَ منحل ومستقلا إلا مستفعلن 2 2 3 و مستفعلاتن 2 2 3 2

3- كل هذا الإطار الفضفاض من التنظير الذي لا جديد فيه سوى مستفعلاتن فكأنه إنما يفصل سياقا خاصا تبدو مستفعلاتن فيه نتيجة له ومن يتأمل اقتصار نتيجة ذلك السياق العملية على مستفعلاتن دون سواها يدرك أن مستفعلاتن قد أقحمت إقحاما ولم ينجح السياق في تغطية ذلك لعجزه عن إضافة أي جديد سواها وعلى أي حال فهذا يدل على إدراك حازم لضرورة الشمول في المنهج ويدل على محاولته إيجاد منهج متكامل مستقل عن منهج الخليل، الأمر الذي يدحض تعليق المؤلف حين يقول عن مستفعلاتن " لعله أراد بالقياس قياسه على متفاعلن التي يمكن أن يدخلها الترفيل فتصير متفاعلاتن فإذا أصابها الإضمار صارت متْفاعلاتن أو مستفعلاتن. ذلك أن القياس هذا يعني حصر متفاعلاتن أو مستفْعلاتن في الضرب وهذا يجعلها في إطار منهجية الخليل. لكن حازم أرادها [ تفعيلة ] مستقلة في الحشو والضرب على سواء. يؤيد ذلك أنه يعتبر وزن المنسرح: مستفعلاتن مستفعلن فاعلن

ومن ناحية العروض فإن هذه المقاطع تمثل الأسباب والأوتاد في المنسرح غير المزاحف ولكنها تتضمن مغالطات إذا نظر إليها بعين (علم العروض) للأسباب التالية

1- طمسها شخصية الوتد المفروق

2- اعتبر ( ص- 35 ) مستفعلاتن مستفعلاتن بحرا مستقلا عن المنسرح والمنهجية أيا تكن تقتضي نسبته إلى المنسرح وفي حال القرطااجني فالوزن هو ما بين القوسين من : ( مستفعلاتن مستفعل فا) علن ... أي أنه أحذ المنسرح.

3- انحيازه لرأيه جعله يتنكر في حال جاء الوزن 4 3 2 3 3 2 لصحة انتمائه للبسيط علاوة على صحة انتمائه للمنسرح فقطع صلته بالبحرين. أما أستاذي د. عمر خلوف فقطع علاقته بالبسيط ووصله بالمنسرح فحسب وللمزيد :

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=53457&page=2

4 - والمنهجية كذلك تقتضي أن يتعرض لهذا التركيب الذي أسماه تفعيلة أنّى وجد فمثلا يمكن النظر للبسيط من عين العروض باعتباره = 4 3 2 – 3 2 2 – 3 2 2 = مستفعلاتن مفاعيلن مفاعلتن، وكذلك فالخفيف يمكن التعبير عنه ب : 2 3 2 – 4 3 2 – 3 2 = فاعلاتن مستفعلاتن فعولن ...وسواء ارتأى هذا أم رفضه فقد كان عليه أن يبين الأمر.

5 - ومن شاء أن يطلع على المزيد مما أوقع نفسه فيه لعدم اكتمال المنهج لديه فليستعرض ما جاء تحت عنوان حازم القرطاجني في ( الرقمي قبس من نور الخليل )

وقد رأينا أن لا خطأ في توصيفه أعلاه لطبيعة الوزن السالم وذلك في مجال العروض، ولكن الخطأ يبدأ حين نستعرض آثار ذلك في (علم العروض) المرتبط بمنهج الخليل. وعلم العروض الصواب فيه هو منهج الخليل. واي منهج آخر سيقترف من المغالطات والإشكالات بقدر بعده عن منهج الخليل. فالصواب في أمر ما واحد ولا يتكرر.

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/-qabas

ثانيا - نازك الملائكة

كررت نازك الملائكة نفس ما ذكره حازم القرطاجني عن بحر مستقل وزنه :" مستفعلاتن مستفعلاتن" وقد ظنت أنها هي التي اكتشفته ونفس ما قيل حول هذا عن حازم القرطاجني ينطبق على نازك والمزيد منه في موضوع ( الرقمي قبس من نور الخليل )

ثالثا د. أحمد مستجير

غاب تصور منهج الخليل عن أذهان هؤلاء الأعلام الثلاثة واقتصر إدراك العروض على تفاعيل الخليل بحدودها، وهذا ما كان ينبغي الالتزام به - في غياب تصور لمنهج الخليل - . فلما تمّ طمس حدود التفاعيل مع غياب المنهج اضطربت الرؤية ولننظر إلى ما ذكره د. مستجير حول هذا الوزن:

في كتابه (مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي –ص 63) : " فإذا خلطنا مثلا مفاعيلن فاعلاتن مستفعلن كان دليل البحر الناتج هو 1-6-11 وهو بحر غير موجود. وهذا بالضبط – وأكثر منه – ما فعلته نازك الملائكة عندما اقترحت يوما بحرا – اعتبرته بحرا صافيا – ( ليصلح للاستخدام في شعر التفعيلة ) هو تكرر تفعيلة مستفعلاتن 1ه1ه11ه1ه [ 22 3 2= 4 3 2 ] ودليل هذا البحر سيكون 3-8-13، فلما كتبت فيه خانتها التفاعيل وظهرت القصائد والكثير من شطورها مكسور وما فعلته الشاعرة دون أن تدري هو أنها لم تنتبه إلى أن الشعر العربي لا يقبل أصلا مزج أكثر من تفعيلتين رباعيتين [ التفاعيل توصف عنده بالثلاثية = فا ع لن - ف عو لن ، ورباعية = م فا عي لن – فا ع لا تن - مس تف ع لن - مف عو لا تُ ] ،

والبحر الذي اقترحته هو في الحقيقة : مستفعلن مفعولاتُ مفعولاتن مفاعيلن فاعلاتن ....إلخ ( ودليله الرقمي 3-8-13-18-23....إلخ، ودليل تفاعيله 21043 إلخ) ومثل هذا البحر كما ترى يعطي انتظاما رقميا يغري بالقول إنه بحر صاف."

وانظر إلى تعمية الحدود في حال اعتبار مستفعلاتن = 2 2 3 2 تفعيلةً خارج تعريف التفاعيل عند الخليل

نازك: 2 2 3 2 – 2 2 3 2 – 2 2 3 2 – 2 2 3 2 = مستفعلاتن مستفعلاتن مستفعلاتن مستفعلاتن

مستجير: 2 2 3 – 2 2 2 1 – 2 2 2 - 3 2 2 – 2 3 2 = مستفعلن مفعولاتُ مفعولاتن مفاعيلن فاعلاتن

منهج الخليل: 2 2 3 2 2 2 3 – 2 2 3 2 2 2 3 – 2 2 3 2 2 2 3 .....تكرار للشطر: مستفعلن مفعولات مس

رابعا : الأستاذ الشاعر محمد محمد السنباطي

http://www.elwatandz.com/culture/19149.html

جرى على لسانه وزن جديد فقال :

" كان الشعراء القدامى يكتبون الشعر بناء على نغمات تتردد في أجواء الروح يعرفون أو لا يعرفون لها قوالب تصب فيها صبًّا. وكان البعض منهم يدرك هذه القوالب بصورة بسيطة هي "نعم لا" التي صارت فيما بعد "فعولن"، أو "لا لا نعم" التي صارت "مستفعلن" ... وكرروها مرات.

وقد سألت نفسي لماذا لم يستخدموا "نعم لا نعم" مكررة كما استخدموا "لا لا نعم" مكررة! ففعلت ذلك، وكتبت ما أحسبه بحرًا جديدا:

ذهبنا إلى مكان اللُّقَى فلم نلقهم

فقلنا لمن وجدنا اشهدوا على ما جرى

وثرنا ودمدم الدمُّ في شراييننا

فقيل اهدءوا فحقُّ المُحَبِّ أن يُعذرا"

قارن قوله " بحر جديد ناتج من تكرار ( نعم لا نعم ) بما ذكره حازم القرطاجني عن " تفعيلة من سبب ووتدين "

لننظر إلى هذا الوزن كما وصفاه رقميا : 3 2 3 3 2 3 3 2 3 لنرى كيف يحطم هذا الوزن عروض الخليل بتجاور الأوتاد الأصلية فيه.

لو سألني سائل ألا تجد في القول ما يسلس على وجه ما من الوجوه، وإن كان فكيف تفسر ذلك حسب منهج الخليل

وجوابي بلى إنني أجد القول سلسلا على النحو التالي:

3 2 3 3 2 3 3 2 3 وهكذا فلا يتجاور وتدان ثم نفصله إلى شطرين:

3 2 3 3 2 ...... 3 3 2 3

وهذا هو المضارع وبتعبير التفاعيل :

مفاعيل فاعلاتن .....مفاعلن فاعلا [تن].......وقد لحق الحذفُ العجزَ...( الأحمر وتدي والأزرق سببي )

وتصبح الأبيات التالية تجديدا على المضارع مقبولا في منهج الخليل وإن لم يذكرها في صور المضارع

ذهبنا إلى مكان الــْ.....(م).....ـلُّقَى فماذا ترى

وقلنا لمن وجدنا اشْـ ...(م)... ــهدوا على ما جرى

وثرنا ودمدم الدمـْ ...(م)....ـمُ ما بذاك امتِرا

فقيل اهدءوا فحقُّ الْـ...(م)...ـمُحَبِّ أن يُعذرا"

وكما ترى فالصيغة تعبر عن الوزن في العروض ولكن إذا انتقلنا إلى (علم العروض) لم تكن خاضعة بحال من الأحوال لعروض الخليل.

والفارق في التقعيد أن البيت التالي صحيح على منهج الخليل مرفوض حسب قول الشاعر محمد السنباطي وقول حازم القرطاجني إن قصد هذا الوجه.

ذهبتُ كي ألتقيهم.....(م).....ولكن ألا ترى

3 3 2 3 2 ....3 2 3 3

ولو اعتبرنا – جدلا- التجديد جامعا للشطرين في شطر واحد لكان الوزن = 3 3 2 3 2 3 2 3 3

ولو أن أستاذنا اتبع بديلا آخر كالذي قام به منشد

صلاة ربي .....مع السلام

على حبيبي....خير الأنام

لكان في رحاب منهج الخليل وله أن يتعبر الشطر :

(3 2 3 .. فعولن فعو ) منتميا للمتقارب

أو منتميا للمقتضب ( 3 2 3 معولاتُ مس ) على غرار 2 3 3 = مفعلاتُ مسْ في قول شوقي:

مال واحتجب ** وادعى الغضب

ليت هاجري ** يشرح السبب

عتبه رضى ** ليته عتب

عل بيننا ** واشياً كذب

وتأخذ أبيات شاعرنا عندها الشكل التالي:

ذهبنا إلى ....... مكان اللقى

فلم نلقهمْ .. ....ففيم البقا

وينظر كذلك إلى المشاركة الأولى من موضوع بحر البحيرة

كما تم استعراض الموضوع في سياق آخر

خامسا - د. محمد أبو علي

يقول د. محمد أبو علي أستاذ الأدب والنقد المساعد بكلية آداب دمنهور

http://www.elwatandz.com/r_ation/etude/19210.html

" ومن شاطئ النيل، تحديدًا مدينة شبراخيت، محافظة البحيرة، انبثق بحرٌ شعريٌّ جديد، أطلق عليه صاحبه الشاعر محمد محمد السنباطي اسم "بحر البحيرة" وأهداه إلى شعراء محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية.

أما البحر الجديد في نظره فهو (نعم لا نعم) مكررة ثلاث مرات في كل شطر، وله مجزوء تتكرر (نعم لا نعم) فيه مرتين في كل شطر..........

ثم أتبع ذلك بثلاثة أبيات من مجزوء بحر البحيرة هي:

إذا الهجر طال، والقلب مَل وأضفى الخيالُ مسحاتِ ظِل

إذن لا شراعَ لا ريحَ لا مياهَ، اسقني كئوس الملل

هو القهر، مَن له قدرة على قهرهِ؟ من اشتاق ضل "

وأضاف : " ولا أكاد أشك أن هذا بحر جديد من بحور الشعر لم يخض غماره شاعر عربي من قبل، وأسمح لنفسي هنا فأدلي بدلوي باعتباري أستناذا مساعدا بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة دمنهور وأقول:

شكرا للشاعر السنباطي على اكتشاف بحر شعري جديد في زمن أعطى جل الشعراء ظهورهم لبحور الخليل."

وسمعي يستريح لهذا الوزن على هذا النحو، الأمر الذي – إن صح ذوقي - يعني عدم خروجه على نهج الخليل. فكيف ؟

التقطيع التالي دون تلوين الأرقام يعبر عن واقع الوزن دون ربطه بأي أحكام وقواعد سابقة أو مترتبة عليه.

إذا الهجر طال والقلب ملّْ = 3 2 3 3 2 3

أما تقطيعه مع تلوين الأرقام حيث يرمز الأحمر للوتد والأزرق للسبب مزاحفا أو دون زحاف فإنه يمكن أن يكون على أحد الوجهين

أ - إذا الهجر طال والقلب ملّْ = 3 2 3 3 2 3

ب - إذا الهجر طال والقلب ملّْ = 3 2 3 3 2 3

الحالة ( أ ) تعني أنه على المتقارب : بعد [حذف سبب] في الحشو وهذا لا يجوز 3 2 3 [2] 3 2 3

الحالة ( ب ) تأمل اليت التالي من الخفيف وانظر كيف أن هذا الوزن مستخلص منه بإسقاط مقطع في أول الشطر وآخره .

]قلْ] إذا الهجر طال والقلبُ ملْـــ[ـلا] ....[ثمْــ] ــمَ أضحى الخيالُ مسْحًا وظلْــ[ـلا]

[2] 3 2 3 3 2 3 [2] ............[2] 3 2 3 3 2 3 [2]

[فا] علاتن متفعلن فاعلا[تن] .......[فا] علاتن متفعلن فاعلا[تن]

ويترتب على هذا صحة الوزن :

]قلْ] إذا ما الهجر استطال القلبُ ملْـــ[ـلا] ....[ثمْــ] ــمَ أضحى الخيالُ مسْحًا وظلْــ[ـلا]

2 3 2 2 2 3 2 2 3 2 ....2 3 2 3 3 2 3 2

النص في ( ب ) لا يخرج عن منهج الخليل ولكنه لم يرد في صور الخفيف أو المقتضب

ولنذكر أن له صلةً بالمقتضب كما هو على الدائرة مرتبطة بصلة كافة بحور الدائرة ببعضها البعض.

فيما يلي وزن البيت ضمن مقتضب الدائرة = مفاعيلُ فاعلاتن مفاعيلن = 3 2 3 3 2 3 2 2

سادسا - الأستاذ محمد عبد الحفيظ شهاب الدين

للأستاذ محمد عبد الحفيظ شهاب الدين بحث بعنوان " مجزوء التفعيلة الخببية " يحسب له فيه تفريقه بين المتدارك والخبب، ولكنه يصف فيه الخبب بقوله :" يتفرد بتفعيلاته وخواصه الشعرية , تماما ً كأي بحرٍ من بحور الشعر الفراهيدية التقليدية" وهكذا فهو يعتبر السببين 2 2 أو (2) 2 تفعيلة قامة بذاتها.

المثل يقول " الزائد أخو الناقص " كما أن اعتبار مستفعلاتن تفعيلة بزيادة سبب عن مواصفات الخليل للتفاعيل النابعة من منهجه أدى إلى إشكالات وتعثر واضطراب لدى حازم القرطاجني وسواه. فإن اعتبار فعْلن = 2 2 تفعيلة جديدة يناقض منهج الخليل لأنها تنقص وتدا عن أي من تفاعيل الخليل. والقصد في الحديث حول مستفعلاتن و فعْلن كتفاعيل هو في حال وقوع أي منهما في الحشو وليس القصد الضرب.

وأدى اعتبار فعْلن تفعيلة إلى مفارقات أترك للقارئ الاطلاع عليها.

على أنّ ما ذهب إليه يبقى أقل غرابة ممن قال بإن فعْلن في الحشو من الخبب تأتي من قطع فاعلن. وذلك في ظنه تعميما لمنهج الخليل. في حين أنه تحطيم فليس في تفاعيل الخليل علة في الحشو سواء كانت علة حذف أو قطع أو سواهما.

سابعا: خشان خشان

تتشابه النتائج عندما تتشابه المعطيات. وفي غياب المنهج فإن الخروج من (العروض) إلى (علم العروض) يتم بالتحسيس أو التخمين ولا يمكن أن يسلم من يقوم بذلك – دون وعي على المنهج – من أخطاء وتناقضات.

في كتابي ( العروض رقميا ) الصادر في سنة 1997م وقعت في كثير من الأخطاء. ذلك أني لم أكن أفقه منهج الخليل حال من وقعوا في تلك الأخطاء من العروضيين العرب على مدار التاريخ.

أ – قلت في ( ص – 22) من شأن المرونة في تحليل الأرقام الزوجية والفردية أن تعطي مرونة من التعبير بالتفعيلات المختلفة وعلى سبيل المثال يمكن كتابة ................ الخط بين الأرقام يمثل حدود التفاعيل، وهذا أشترك فيه مع من قال باعتبار الخبب جزءً من المتدارك. وهذا أسوأ ما يقال في علم العروض.

ب – قلت في ( ص – 127 ) تحت عنوان التفاعيل المتكررة :" هل هنالك أنماط أخرى من تجمع المقاطع تنتج عن تكرارها اوزان كما ينتج عن تكرار التفاعيل ؟ تأمل ما يلي :

وفيما يلي ما يتقاطع مع قولي كل من حازم القرطاجني ونازك الملائكة، وسرني من نفسي أنني في تلك المرحلة المبكرة اعتبرت ذلك ( انماطا أخرى من تجمع المقاطع ) ولم أعتبرها تفاعيل. وفصلت بين كل نمط والآخر، ولاحقا استعملت عبارة ( التراكيب لتشمل مجموعة مقاطع فمنها تركيب تفعيلةـ وتركيب ليس بتفعيلة )

من حوار مع أستاذي عادل العاني على الفيس بك :

أخي وأستاذي الكريم عادل العاني

قبل ختم هذا الموضوع خطر ببالي السؤال التالي حول قولك عن ( فاع لن ) : " أما أنا فقط أضفته حاله حال ( فاع لاتن ) و ( مستفع لن ) وإن لم يأت به الفراهيدي فأنا أتيت به .. ولي مرجعيتي التي هي أعلى من مرجعية الفراهيدي"

قلت في نفسي " كلام أخي عادل هذا علمي تماما في حال وجود منهجية متكاملة لديه " وحكمي على نفي وجود (فاع لن) قد يكون ظلما لأستاذي وحكمي على قوله هذا منفردا خارج سياق منهجيته يخالف ما أنصح به الآخرين.

بي فضول إلى معرفة منهجيتك في شمولها. وأنا مستعد لأتعلمها من الألف إلى الياء مع تناسي ما أقول به إلى حين إلمامي بها.

لكن لي ملاحظة وهي قياسك على فاع لاتن و مستفع لن وهما من منهجية الخليل، وحسب نظرتي فلا يصح لمنهجية أن تتجاوز الخليل بالأخذ ببعض منهجية الخليل دون البعض الاخر.

حفظك ربي ورعاك.