sonbatee

بحر جديد – محمد محمد السنباطي

أنا مولع بالبحث عما يراه أصحابه بحورا جديدة، لأبرهن على نظرية أعتنقها وهي أن الذائقة العربية محكومة ببرنامج رياضي محكم ذي بدهيات وقواعد غاية في الدقة يشكل المساس بها إخلالا بتلك الذائقة.

وتكفي نظرة إلى بدهيات الخليل لتبين الكثير في هذا المجال :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mutayaat

منهجية الخليل لم يسمع بها معظم العروضيين العرب - إن لم يكن كلهم - للأسف الشديد

وتكفي نظرة على موضوع ( الرقمي قبس ) للتدليل على ذلك :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/-qabas

وجدت نصا للأستاذ محمد محمد السنباطي وقادني ذلك – لحسن حظي – للتعرف عليه، ووجدت لديه فكرا نيرا أتمنى أن أكسبه للرقمي متوقعا أن يكون له دور في إثرائه إن درسه بشكل منهجي ولم يسقط على رمزيه معلوماته السابقة.

http://www.elwatandz.com/culture/19035.html

ذهبنا إلى مكان اللُّقَى فلم نلقهم

= 3 2 3 3 2 3 3 2 3

فقلنا لمن وجدنا اشهدوا على ما جرى

وثرنا ودمدم الدمُّ في شراييننا

فقيل اهدءوا فحقُّ المُحَبِّ أن يُعذرا

ألا يا فؤادُ صبرًا ولا تكُ المرتمي

بحضن اللجاجة اصبر تنل رفيعَ الذُّرَى

يرى الأستاذ أن وزنه = فعولن مفا فعولن مفا فعولن مفا

سأعود إلى حقيقة الوزن وتفسير ما نجده فيه من سلاسة واستثقال.

**********

استدعى هذا الوزن لدي عدة خواطر :

1.. من الرابط للأستاذ محمد السحار ما ظنه بحرا جديدا : https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tahteem

أَنْـــتَ الـهُـيَـامُ مـنّــي وَالـسـحْـرُ أَنـــتَ عُــمْــري

صَـانَ الوَفَـاءُ وَجْـدي والـوَجْـدُ صَــانَ صَـبْـري

والصواب :

أَنْـــتَ الـهُـيَـامُ مـنّــي ......وَالـسـحْـرُ أَنـــتَ عُــمْــري

صَـانَ الوَفَـاءُ وَجْـدي...... والـوَجْـدُ صَــانَ صَـبْـري

فإن مستفعلن فعولن باعتبار الشطر (أَنْـــتَ الـهُـيَـامُ مـنّــي وَالـسـحْـرُ أَنـــتَ عُــمْــري) = 4 3 3 2

ولا يلتقي وتدان أصيلان في الشعر العربي، ولا علة في الحشو.

ولكن باعتبار (أَنْـــتَ الـهُـيَـامُ مـنّــي ......وَالـسـحْـرُ أَنـــتَ عُــمْــري) بيتا من شطرين

فالوزن مستفعلن متفعل = 4 3 3 2 وتكون العلة قد لحقت آخر الشطر،

2. . من الرابط للأستاذ محمد الهنيدي ما ظنه بحرا جديدا https://sites.google.com/site/alarood/al-hinaidi

أسعدي فؤادي كوني له سرورا ..... إذ وجيب قلبي لا يعرف الغرورا

2 3 3 2 2 2 3 3 2 .....2 3 3 2 2 2 3 3 2

وينطبق عليه ما انطبق على سابقه

[2] = سبب تم إسقاطه

[2] 2 3 3 2 .....2 2 3 3 2

[ فلْ] تُسعدي فؤادي....كوني له سرورا

[هــ]ــذا وجيب قلبي ...لا يعرف الغرورا

نفس ما حصل في الوزنين السابقين حصل في وزن أستاذي الجديد. فقد ورد في نفس الصفحة :

تعليق الأستاذ الناقد عبد المنعم كامل

واضح فعلا يا أستاذ أنك كنت تفتش عن بحر جديد ، ففي القصيدة تقسيم مدهش لتفعيلة المتقارب ، إذا صارت هذه القصيدة مكتوبة على ( فعولن فعو //0/0 ، //0 ) بتكرار سبب ثقيل بعد فعولن في كل مرة ذهبنا إلى فعولن فعو //0/0 ، //0 مكان اللقى فعولن فعو فلم نلقهم فعولن فعو وهكذا ، واضح أنه بحر جديد .

تصور: فعولن فعو فعولن فعو فعولن فعو

ذهبنا إلى مكان اللُّقَى فلم نلقهم = 3 2 3 3 2 3 3 2 3

وهنا يقع أستاذنا في تجاور وتدين أصيلين 3 3 في الحشو،

وهي نفس الظاهرة لدى الشاعرين السابقين. واحتكم إلى ذائقتك في التمييز بين النص في شكله الأصلي والنص في شكله الحالي. مع ما سينجم من الاقتناع بالموضوع من تقليل للتدوير لدى الناظم

لو أراد النظم ثانية.

ذهبنا إلى مكان الــ....(م) .....ـلُّقَى فلم نلقهم

3 2 3 3 2 .................3 3 2 3 [2]

مفاعيلُ فاعلاتن ......مفاعلن فاعلاتن

مع ملاحظة ضرورة توحيد الروي

ذهبنا إلى مكان الــ....(م) .....ـلُّقَى فلم نلقهم

فقلنا لمن وجدنا اشـ...(م)...هدوا على ما جرى

وثرنا ودمدم الدمـْ.....(م)......ـمُ في شراييننا

فقيل اهدءوا فحقْـ (م) ...ـقُ المُحَبِّ أن يُعذرا

ألا يا فؤادُ صبرًا........... ولا تكُ المرتمي

بحضن اللجاجة اصبر........ تنل رفيعَ الذُّرَى

ولا يخفى على القارئ أن هذين شطرا بحر المضارع، وسقوط سبب من آخر أحد الشطرين شائع في الشعر العربي.

على أننا نلاحظ في حال اعتبار الشطر شطرين أن الصدر قد التزم مفاعيلُ 3 2 1 فيما التزم العجز مفاعلن

وهذا من باب لزوم ما لا يلزم، ويصح كل من النصوص التالية:

ذهبنا إلى مكان الــ....(م) .....ـلُّقَى وما إنْ أرى

3 2 3 3 2 .................3 3 2 3 [2]

فقلت لما اقتربنا ......... تُرى ما الذي جرى

3 3 2 3 2...... 3 2 3 3 [2]

ولا بأس هنا من المقارنة بين المضارع ةالمجتث في الوزن

متفعلن فاعلاتن من المجتث = 3 3 2 3 2

مفاعلن فاع لاتن من المضارع = 3 3 2 3 2

**********

كلي أمل بأن يجد أستاذنا في هذا الموضوع ما يثير اهتمامه بالرقمي. وأهديه بهذه المناسبة :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah

http://arood.com/vb/showthread.php?p=70717#post70717

علق الأستاذ نايلي خليفة على رد للأستاذة نورا عبد الحميد:

https://www.facebook.com/groups/730173033734253/857196174365271/?notif_t=group_comment

" هذا ( البحر ) ﻻ يلتقي فيه وتدان كما ذكرت، بل يفصل بينهما سبب لأن بنيته الإيقاعية تقوم على وحدة إيقاعية ثنائية هي فعولن فعو، وهي بنية مطابقة لبناء الوحدات في منهج الخليل من حيث تماثل رتبة الوتد الأحزاء المكونة للسلسلة الوزنية، أﻻ ترين أن موقعية الوتد في الطويل لها الصدارة في وحدته الإيقاعية، وتأتي متطرفة نهائية في البسيط، وتأتي ومتوسطة في الخفيف.

وكذلك الوضع في جميع الوحدات الإيقاعية لجميع البحور، ومن هذا المنظور فالنص لم يخرج عن الذائقة العربية بالدرجة التي تظنين.

وكان ردي :

أستاذي الكريم نايلي خليفة

إما أننا نتكلم عن شطر متصل

أو عن شطرين منفصلين أو عن وحدات إيقاعية [ تراكيب ] متكررة [منفصلة]

والحكم على الشيء فرع من تصوره في الشكل.

وعلينا أن نكون واضحين في ذلك وخاصة في الشكل فهو ذو دلالة على حقيقة الوزن.

تقدمت كتابة الشطر والشطرين بما لهما وعليهما.

كلامك عن وحدات إيقاعية متكررة تقتضي كتابة النص هكذا :

ذهبنا إلى ....مكان اللُّقَى .... فلم نلقهم

3 2 3 .....3 2 3 ......3 2 3

فقلنا لمن..... وجدنا اشهدوا ....على ما جرى

وثرنا ودمْـ...دم الدمُّ في...... شراييننا

فقيل اهدءوا ...فحقُّ المُحَبْ بِ أن يُعذرا

3 2 3 ......3 2 3 ......3 2 3

ألا يا فؤ...ادُ صبرًا ولا ...تكُ المرتمي

بحضن اللجا....جة اصبر تنل... رفيعَ الذُّرَى

3 2 3 ..... 3 2 3 ......3 2 3

ولا شك أن التوقف حيث النقاط يتلافى اجتماع الوتدين.

وهذا ينقلنا إلى مستوى آخر من الخطاب

هل لنا أن ننشئ تعريفا جديدا للبحر من ثلاثة أشطر ؟

إن قرأ على هذا النحو كان تجديدا مستساغا . ولكن ومن حيث أصل الشكل

هل لك أن تسميه بحرا ؟

ليس لك ذلك من وجهة نظري فيما يخص الشكل

وفي ما يلي شكلا وإنشادا مثال لذلك، ويزيده جمالا إلى جانب وضوح الشكل أنه يجيء كالتربيع على غرار التخميس من حيث أن الثلاثة تراكيب الأولى في كل سطر متحدة الروي

علما بأنه لو جمعها كل تركيبين في شطر 4 3 2 4 3 2 = مستفعلن مفعولاتُ مستف لم يكن ذلك إلا من المنسرح، على غرار صدر الشاهد المشهور:

فسر بودٍّ أو سرْ بكرهٍ ....ما سارت الذلل السراع.

ولكن سيتعذر عليه إذ ذاك إشباع حركة آخر حرف في التراكيب الحشوية