almoraqqish-hal-biddiyar

ب – قصيدة المرقش الأكبر

القصيدة من خمسة وثلاثين بيتا وهذه أبيات منها :

‏هـلْ بـالـدِّيـارِ أَنْ تُـجِـيـبَ صَـمَـمْ لـو كـانَ رَسْـمٌ نَـاطِـقـاً كـلَّـمْ

‏الـدَّارٌ قَـفْـرٌ والـرُّسُـومُ كَـمَـا رَقَّـشَ فـي ظَـهْـرِ الأّدِيـمِ قَـلَـمْ

‏مـا ذَنْـبُـنـا فـي أَنْ غَـزَا مَـلِـكٌ مـن آلِ جَـفْـنَـةَ حـازِمٌ مُـرْغِـمْ

‏والـعَـدْوَ بَـيْـنَ الـمَـجْـلِـسَـيْـن إِذَا ولَّـى الـعَـشِـيُّ وقَـدْ تـنـادَى الـعَـمّْ

‏يَـأتِـي الـشَّـبـابُ الأَقْـوَرِيـنَ ولاَ تَـغْـبِـطْ أَخـاكَ أَنْ يُـقـالَ حَـكَـمْ

تثير هذه القصيدة الإشكالات التالية ~:

1 - هل تجوز المكانفة في مفعولاتُ في السريع 4 3 4 3 2 2 2 1 بحث تأتي مَعُلا = 1 1 2 = 1 3 التي تنتهي بها صدور الأبيات وبعض اعجازها ؟

الـدَّارٌ قَـفْـرٌ والـرُّسُـومُ كَـمَـا رَقَّـشَ فـي ظَـهْـرِ الأّدِيـمِ قَـلَـمْ

2 2 3 2 2 3 1 3 2 1 3 2 2 3 1 3

الجواب : نعم ولا . نعم باعتبار العروض وحدود التفاعيل، ولا باعتبار علم العروض وواقع الشعر.

تقول كتب العروض إن عروض السريع الثانية مخبولة مكشوفة تصير فيها مفعولاتُ 2 2 2 1 إلى مَعُلا 1 1 2 وتحول إلى فعِلن = 1 3. ( رابع السريع) . وهذا يعني جواز المكانفة أي زحاف كل من السببين 2 2 الواقعين على المحورين 11 و 10 في دائرة ( د – المشتبه ). وللحكم على هذا الجواز نرجع إلى بحري الخفيف والمنسرح لنقيس عليهما. وأرقام المحاور هنا عي كما تظهر على ساعة البحور :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/r8-1/f2

في الخفيف بين السببين معاقبة ( جواز زحاف أحدهما ) . هما ذات السببين في المنسرح. يقول الأستاذ سليمان أبو ستة[1] :" درس الدكتور محمد العلمي بحور الشعر وزحافاتها في دواويين الشعراء في الجاهلية والإسلام إلى نهاية عهد الأمويين، وفيما يخص المنسرح لم يجد لزحاف الخبل في مفعولات شاهدا سوى بيت واحد للبيد هو :

فلا تؤول إذا يؤول ولا تقرب منه إذا هو اقتربا "

3 3 1 3 3 1 3 2 1 3 1 3 3 1 3

ونهج كلّية التقعيد في الرقمي يبرر أن يعتبر هذا البيت النادر الصحيح - شاذا لا يقاس عليه.

وإذا أخضعنا مفعولا 2 2 2 في السريع للمعاقبة فإننا نصل إلى نتيجة تستحق التأمل

أ - 4 3 4 3 2 2 2 تصير 4 3 4 3 2 1 2 = 4 3 4 3 2 3 = مستفعلن مستفعلن فاعلن ( مفْعُلا ) = السريع

ب- 4 3 4 3 2 2 2 تصير 4 3 4 3 1 2 2 = 4 3 4 3 3 2 = مستفعلن مستفعلن فعولن ( معولا ) = الرجز

وفي الرابط التالي تفصيل :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/muaaqabah

ويمكننا ردهما معا إلى الأصل الرجزي حيث

أ - مستفعلن مستفعلن مستعل ..... قطع وطي مستفعلن الأخيرة = السريع

ب - مستفعلن مستفعلن متفعل ..... قطع وخبن مستفعلن الأخيرة = الرجز

2- اعتبار القصيدة من الكامل خاصة في ظل تكرر السبب الثقيل (2) مرتين في فاصلة متفاعلن في البيتين :

مـا ذَنْـبُـنـا فـي أَنْ غَـزَا مَـلِـكٌ مـن آلِ جَـفْـنَـةَ حـازِمٌ مُـرْغِـمْ ( نَ تحا زمن )

4 3 4 3 1 3 4 3 ((4) 3 2 2

‏والـعَـدْوَ بَـيْـنَ الـمَـجْـلِـسَـيْـن إِذَا ولَّـى الـعَـشِـيُّ وقَـدْ تـنـادَى الـعَـمّْ (يُ وقد تنا )

4 3 4 3 1 3 4 3 ((4) 3 2 2

والإشكال عندها في كثرة الزحافات التي لها مصطلحاتها في الكامل الأحذ فخبن السريع وقص الكامل، وطيه خزله، وكشفه وخبل مفعولاتُ فيه هو حذذ متفاعلن.

3- تسترجع هنا العلاقة بين كل من الكامل والرجز في انتماء 4 3 4 3 4 3 لكليهما وانتماء العجز التالي لكل من الكامل والرجز والسريع 4 3 4 3 2 2 2

لكأنما الرجز الذي لا ينتهي ب 1 2 2 والسريع الذي لا ينتهي ب 2 1 2 والهزج بحور خادمة للبحرين الشريفين الكامل والوافر تقيهما إزراء الزحاف بهيبة الفاصلة في حشويهما. وهنا يأتي هذا الوزن الشاذ الذي يجمع الفاصلة في منطقتي العروض والضرب والزحاف في الحشو متزحلقا بين بين أي بين الشريف الكامل والسريع الخادم وأقترح تسميته بسريع الكامل.

يبقى ازدواج منطقة الضرب تارة 3 1 3 = 3 ((4) وتارة 3 2 2 = 3 4 أو ازدواج القافية بين 2 1 2 و 2 2 شاذا بكل المقاييس ولا يجوز. فالقافية مقدمة على الوزن في أحكامها ولا تعدد في القافية إلا ذاك الذي ورد في الخاتمة 3 4 3 ( ص - ) ويبقى ازدواج الوزن والقافية في هذه الأبيات مناظرا لازدواج بعض صفات البرمائيات تجسيدا لما اسماه الأستاذ محمد العبيدي الطفولة الشعرية[2]

[1] http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=74179

[2] http://arood.com/vb/showthread.php?p=58613#post58613