yathlemoon_taqi

يظلمون الخليل ، وظلم ذوي القربى ...............

أستاذي محمد تقي جون علي من أفاضل أهل الأدب والعروض والفكر الذين حظيت بمعرفتهم. وهو مؤلف كتاب (العروض الرقمي)

[url]http://arood.com/vb/showthread.php?t=4674[/url]

وكنت أظننا على وفاق في أمر شمولية نهج الخليل كما صوره العروض الرقمي إلى أن اطلعت على مقالته هذه :

فيما يلي استعراض لما كتبه أستاذي د. محمد تقي جون علي :

http://www.alnoor.se/article.asp?id=226513

الفراهيدي وعروضه

06/12/2013

على الرغم من ترفعه عن الدنيا والدنايا، وذكائه المشهود له، مارس الفراهدي فعلا سلطوياً على الشعر والشعراء:(أنا سكان السفينة والشعراء تبع لي)، وضمن هذا الفعل جاء تأليفه العروض. وإذا ثقف الجاحظ لفكرة أن الشعر من حظ العرب وحدهم دون الأمم: (وفضيلة الشعر مقصورةٌ على العرب) فقد حصر الفراهيدي أوزان الشعر بخمس دوائر تضم (البحور العربية) لأنه (لا يكون الشعر شعراً حتى يُحامَى فيه وزن من أوزانهم). وبهذا قطع الطريق على الابتكار في الأوزان الشعرية التي شهدت ثورة عارمة من شعراء عرب وعجم سعوا إلى التجديد في موسيقى الشعر العربي كالوليد بن يزيد وأبي العتاهية وأبي نواس وعبد الله بن منذر وابن السميدع ورزين العروضي، وذلك لإحساسهم بان الشعر يتناغم مع الحياة ويتحرك بطءاً وسرعة بموجبها. وقد ظن الخليل أن السماح بأوزان أخرى طمس وإلغاء للأوزان العربية أو ثورة سياسية عليها وعلى العرب. وفي الخليل وعروضه قال ابراهيم النظام: (توحَّدَ به العُجْبُ فأهلكَه، وصَوَّر له الاستبدادُ صوابَ رأيه فتعاطى ما لا يحسنُه، ورامَ ما لا يناله، وفتنَته دوائرُه التي لا يحتاج إليها غيره). واكد ابن فارس (أن العروض كان موجوداً وقل في أدي الناس فجدده الفراهيدي)، وهذا يصحح الرأي القائل بأن الخليل ابتكر العروض. وأوضح قدامة بن جعفر عدم ضرورة العروض لأن جميع الشعر الجيد المستشهد به إنما كان قبل وضع الكتب في العروض والقوافي. وقد وقف الخليل وسط سيل الأوزان المبتدعة وليس للعرب سوى (12) بحراً، فاقترح فكرة الدوائر، وهو بتطبيقه فكرة الدوائر أوهم أن كل وزن ممكن أن يستخرج من تقليبات البحور الجاهلية الأساسية، التي جعلها على رأس كل دائرة، هو في حيز الأوزان العربية وان لم تكتب عليه العرب، والذي لا تستوعبه الدوائر لن يكون عربياً، وسيكون الشعر المكتوب عليه محارباً. وانطلاقا من ذلك اشتق مصطلحات العروض كلها من الخيمة كالبيت والوتد والفاصلة والخبن والطي، ولم يشتقها من حياة الحضارة التي عاشها انتصارا للماضي العربي. وانسجاماً مع تقسيم السلف، ميز الخليل في عروضه بين وزن (القصيد) ووزن (الرجز) فهو حمار الشعراء لا يكتب عليه شعر محترم. اشتغل الخليل على قضيتين لتحقيق غايته (العروضية) الأولى: التقليبات (الدوائر)، والثانية: الزحافات والعلل. وقد ظهرت عنده في (التقليب العروضي) بحور لم يكتب عليها الجاهليون ولم تتقبلها سليقة المعاصرين، فزعم أن العرب أهملتها موحياً بمعرفتهم إياها، والحقيقة إن (المهمل) لم يكن اقتراحاً منه لبحور جديدة ولكنها من مضاعفات عملية التدوير، وإذا خرج بحر مستعمل سماه أو مستحدث مشهور تستطيع الدوائر بتقليباتها استيعابه ولو بحيلة كالجزء والعلل والزحافات التي اخترعها، رده إلى الأوزان العربية ومنحه الشرعية فصار عربيا على الرغم من أن العرب لم تعرفه مطلقاً وهي التي تقع في الدائرة الرابعة والخامسة. وعملية التدوير هذه أسقطت عشرات الأوزان التي لا تتأتى من (التدوير) فنادى علم العروض بشطبها وإسقاط شرعيتها كما ألجأته خطته إلى وضع الكثير من الزحافات والعلل من (عندياته) حيث تتيح له الحذف الواجب للتفعيلة: الجزئي أو الكلي للوصول إلى البحر المقترح؛ فالمتدارك يأتي من قلب تفعيلات المتقارب (فعولن فعولن فعولن فعولن) مرتين فتصبح (فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن) مرتين وهذه مرحلة أولى لان البحر بهذه التفعيلات لا يشبه المستعمل لدى الشعراء وهو أن تأتي التفعيلة (فعْلن) أو (فَعِلـُن)، أما مجيئه على تفعيلتي (فعْلن) أو (فَعِلـُن) وهو البحر المستعمل المشهور ففيه تنتحر كل قواعد الخليل العروضية وأدواته المقترحة؛ لان عليه أن يدخل على فاعلن مرة الخبن لتصبح (فَعِلُن)، ومرة القطع أو التشعيث لتصبح (فاعلْ = فعْلن)، وكيف ذلك والخبن زحاف غير ملزم بينما على الشاعر التزامه هنا؟ والتشعيث او القطع علة فكيف تدخل الحشو؟ وهذا الاضطراب وعجز الخليل عن تفسيره وراء الزعم بان الاخفش تدارك بهذا البحر على الخليل! وليس هذا بصحيح لان الخليل كتب ابياتاً تجريبية على تفعيلتي (فَعِلُن) و(فعْلن). ومقلوب بحر الكامل يكون (مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن) لكل شطر والمفترض أنه (الوافر)، ولكن العرب استعملت في عروضه وضربه (فعولن) بدل (مفاعلتن) فألجأه هذا إلى إيجاد علة اسماها (القطف) جعلها ملزمة في الوافر تسقط السبب الخفيف برمته وتسكن متحرك السبب الثقيل الثاني فتنتقل (مفاعلتن) بهذه العلة المبتدعة إلى (فعولن) فيكون بحر الوافر. وللوصول إلى بحر المجتث اضطر لإسقاط تفعيلة كاملة فهو في الدائرة (مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن) فأسقط فاعلاتن وجعل الحذف وجوباً. وفي المقتضب (مفعولات مستفعلن مستفعلن) لم يكفِ حذف التفعيلة الثالثة للوصول إلى البحر الحقيقي لأنه سيصبح (مفعولات مستفعلن) فالمستعمل هو الطي مع التفعيلتين فأفتى الخليل بان الطي ملزم في العروض والضرب. وهذا يوضح مقدار التكلف والتمحل والمط الذي بذله ليقرب تنظيره من الواقع الشعري. وجاءت تسمية البحور المستحدثة جزءاً من عملية مسخها إذ ردتها إلى البحور العربية؛ فالمضارع سمي مضارعاً لمضارعته، أي مشابهته، الخفيف أو الهزج، والمقتضب اقتضب، أي اقتطع، من السريع أو المنسرح. وقد قتل عروض الخليل شعرا كثيرا وخمل شعراء لم يمنحوا الشرعية؛ ذكروا أن الرشيد منع رثاء البرامكة بشعر، فرثتهم جارية بشعر وضعته على وزن خارج العروض فأمنت العقوبة. ولكن سد العروض لم يثبت أمام سيل الأوزان العرم مبينا خطأ صاحبه؛ فما زالت الأوزان تتزايد حتى ظهر الموشح الذي تربو أوزانه على الألف. أما الرجز فما عاد حمارا بليدا للشعراء بل تأكد مع الزمن انه حصان أصيل في القريض. وبناءً عليه، أدعو إلى تدريس العروض أساساً لأوزان الشعر العربي، وانفتاحاً على ما ابتكر ويبتكر من أوزان، وحافزا على الخلق في موسيقى الشعر. (للتفصيل: ينظر كتابي: سلطة الشعر الجاهلي على الشعر العباسي/الفصل الرابع) وكتابي (أنا الشعر/ المورد الثالث).

د. محمد تقي جون

وردي عليه :

على الرغم من ترفعه عن الدنيا والدنايا، وذكائه المشهود له، مارس الفراهدي فعلا سلطوياً على الشعر والشعراء:(أنا سكان السفينة والشعراء تبع لي)، وضمن هذا الفعل جاء تأليفه العروض.

صدمني هذا الاستهلال الظالم للموضوع، فمن يقرؤه يظنه من قول الخليل، فهل الأمر كذلك؟ كان على أستاذي أن يبين ذلك. أعادتني ظلال هذا الاستهلال إلى موضوع أستاذي إبراهيم الوافي في هجومه على الخليل قائلا :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/yathlemoon

" حين ينشدون لاينتظرون المطر.. لكنهم ينتظرون عصا الخليل بن أحمد تهشُّ قطيع المستمعين إلى ساحة النفاق..!"

هكذا إصدار الحكم قبل نظر القضية.

عرفت أن سبب هجوم الأستاذ الوافي على الخليل وخروجه فيه عن الموضوعية جاء في سياق سعي الحداثة لهدم الثوابت ولي عنق الحقائق في سبيل ذلك.

ولكني عرفت أستاذي محمد تقي سادنا من سدنة دينه ولغته . فزاد ذلك من حيرتي.

إن من عرف الخليل حقا يجد أن لسان حاله يقول :" الشعراء هم السفينة وسكانها وأنا تبع لهم " يعني بذلك الشعراء المرجعيين الذين قعد عروضه معتمدا على أشعارهم

وإذا ثقف الجاحظ لفكرة أن الشعر من حظ العرب وحدهم دون الأمم: (وفضيلة الشعر مقصورةٌ على العرب) فقد حصر الفراهيدي أوزان الشعر بخمس دوائر تضم (البحور العربية) لأنه (لا يكون الشعر شعراً حتى يُحامَى فيه وزن من أوزانهم). وبهذا قطع الطريق على الابتكار في الأوزان الشعرية

صدقت أستاذي الكريم.بالنسبة لقطع الطريق، ولكنه قطعها على العبث بوزن الشعر، لا على الابتكار وهو منوط بمضمون الشعر، الذي شهد أوسع نقلة يمكن أن تشهدها الإنسانية في النتقال من الجاهلية إلى

الإسلام، ولا أدري لم لا يتأمل أستاذي كيف وسع الشكل الشعري مضموني الشعر الجاهلي والإسلامي دون مشاكل ، وقد سبق للخليل وتلميذه سيبويه أن قطعا الطريق أيضا على العبث بالنحو العربي، فهل نعتبر ذلك

قطعا للطريق على الابتكار في النحو ؟

في الأوزان الشعرية التي شهدت ثورة عارمة من شعراء عرب وعجم سعوا إلى التجديد في موسيقى الشعر العربي كالوليد بن يزيد وأبي العتاهية وأبي نواس وعبد الله بن منذر وابن السميدع ورزين العروضي، وذلك

لإحساسهم بان الشعر يتناغم مع الحياة ويتحرك بطءاً وسرعة بموجبها.

سبحان الله العظيم، عندما يكون القرار متخذا سلفا يسلك التنظير لتوكيده نفس المسلك مع اختلاف السالك. وانظر ما يقوله الأستاذ مهدي نصير وردي عليه :

http://arood.com/vb/showthread.php?p=64911#post64911

لماذا لم يتم تطوير صيغٍ متاحةٍ أخرى غير ما تم استقراؤه من بحور، لماذا لم يتم تطوير بعض الصيغ التالية مثلاً :

1- متفاعلن فَعِلن متفاعلن فَعِلن

2 - مفاعلتن فَعِلن مفاعلتن فَعِلن

3 - فَعلن مستفعلن فعلن مستفعلن

4 - فعلن فعلن فعلن فعولن

5 - مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن

6 - فعولن فعلن فعولن فعلن

7 -متفاعلن مفاعلتن فعولن

هل هذا تطوير أم عبث ؟

إن الذين يزرون على العربية انضباط كثير من خصائصها ومنها العروض بمنهج غاية في الإتقان، وأبهى مظاهر ذلك تتجلى في العروض إنما ينكرون على هذا العلم الرائع وهذه اللغة المتميزة أجمل وأجل ما فيهما. ويرجع في هذا إلى موضوع المنهج واللامنهج:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/almanhaj-1

في الأوزان الشعرية التي شهدت ثورة عارمة من شعراء عرب وعجم سعوا إلى التجديد في موسيقى الشعر العربي كالوليد بن يزيد وأبي العتاهية وأبي نواس وعبد الله بن منذر وابن السميدع ورزين العروضي،

هل ما جاء به هؤلاء يرقى إلى درجة وصفه بالثورة العارمة ؟

الجواب هنا يطول وقد عرضت إلى بعضه متمثلا ب

1- بعض ما جاء به بعض هؤلاء مضطرب

2- بعضه لم يخرج عن منهج الخليل وإن جاء بصور جديدة

3- في كل الأحوال وصف الأمر بالثورة العارمة تنظير شخصي يبدو غير موضوعي.

أن السماح بأوزان أخرى طمس وإلغاء للأوزان العربية

صدق الخليل، كما صدق من قبله سيدنا علي كرم الله وجهه حين أمر أبا الأسود بأن يضع علم النحو، هذا المسار الذي بلغ تمامه على يدي الخليل وتلميذه سيبويه، فلولا النحو والعروض لساء حال العربية شعرا ونثرا.

أو ثورة سياسية عليها وعلى العرب.

كيف توصل أستاذنا إلى هذه المقولة عن الخليل ؟ هل من دليل ؟

وفي الخليل وعروضه قال ابراهيم النظام: (توحَّدَ به العُجْبُ فأهلكَه، وصَوَّر له الاستبدادُ صوابَ رأيه فتعاطى ما لا يحسنُه، ورامَ ما لا يناله، وفتنَته دوائرُه التي لا يحتاج إليها غيره).

وبعده بقرون قال الأستاذ محمد العياشي :" وتلك هي البحور التي غامر فيها الخليل حتى إذا تنازعته اللجج وتقاذفته الأمواج راح يستنصر الدوائر ويستصرخ التفاعيل لعله يسحر بها عيون الناس ولكن خذلته التفاعيل ودارت عليه الدوائر. ولم يزل يعالج العلة موقوفا مقطوفا مكسوفا حتى عاجلته التيارات الزاحفة من هنا وهناك فكفَّته ولفَّته وخبَلته وعقَلته فكان أول المسحورين"

هل جاء أحد من كل من هاجموا الخليل بعروض بديل، ومن قال إنه جاء ببديل فهل ما جاء به غير مبني على عروض الخليل، وهل هو خال من العيوب ؟ هل هو أفضل مما جاء به الخليل ؟

من شاء أن يتعرف إلى ما جاء به الأستاذ العياشي على سبيل المثال فليرجع إلى (الكم والهيئة)، ليرى تهاوي منطقه:

https://sites.google.com/site/alarood/kam-wa-hayaah

واكد ابن فارس (أن العروض كان موجوداً وقل في أيدي الناس فجدده الفراهيدي)، وهذا يصحح الرأي القائل بأن الخليل ابتكر العروض.

وجود معيارية للوزن عند العرب أمر ثابت، والتنعيم ( نعم لا نعم لالا ) دليل على ذلك.

لكن الخليل نقل ذلك إلى مرحلة متقدمة من المنهجية والتقعيد الشامل.

وأوضح قدامة بن جعفر عدم ضرورة العروض لأن جميع الشعر الجيد المستشهد به إنما كان قبل وضع الكتب في العروض والقوافي.

هذا صحيح، ولا يعيب الخليل منه شيء، كما لا يعيبه أن العرب نطقوا لغتهم نطقلا سليما قبل أن يوضع علم النحو.

واكد ابن فارس (أن العروض كان موجوداً وقل في أيدي الناس فجدده الفراهيدي)، وهذا يصحح الرأي القائل بأن الخليل ابتكر العروض.

العروض كان موجودا أما علم العروض فقد أسسه وأتمه الخليل، وما تدارسه الناس بعد الخليل أقرب لصورة متطورة من العروض منه إلى علم العروض، ويرجع هنا إلى موضوع ( الفرق بين العروض وعلم العروض )

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/alfrq-byn-alrwd-wlm-alrwd

وأوضح قدامة بن جعفر عدم ضرورة العروض لأن جميع الشعر الجيد المستشهد به إنما كان قبل وضع الكتب في العروض والقوافي.

هذا صحيح، ولا يعيب الخليل منه شيء، كما لا يعيبه أن العرب نطقوا لغتهم نطقلا سليما قبل أن يوضع علم النحو، وحسب أحكام الخليل شرفا أنها اعتمدت ذلك الشعر الجيد وحده مصدرا للتقعيد.

وقد وقف الخليل وسط سيل الأوزان المبتدعة وليس للعرب سوى (12) بحراً،

لكأن أستاذنا هنا يستبعد ما سبقه إلى استبعاده سواه أي المضارع والمقتضب والمجتث، وفي ذلك نظر.

سيل الأوزان المبتدعة ! ثورة عارمة ! هل هذان التعبيران موضوعيان ؟ أم هما ذاتيان بقصد التضخيم، تجيب على هذا التساؤل أية نظرة عادلة.

فاقترح فكرة الدوائر، وهو بتطبيقه فكرة الدوائر أوهم أن كل وزن ممكن أن يستخرج من تقليبات البحور الجاهلية الأساسية، التي جعلها على رأس كل دائرة، هو في حيز الأوزان العربية

هذا صحيح مائة بالمائة سواء من حيث رؤية أستاذي د. محمد تقي لعمل الخليل أو توفق الخليل البالغ في رؤيته تلك. من اسرار هذه اللغة أن ذائقة العرب الشعرية موصّفة بمنهجية رياضية دقيقة تقوم ساعة البحور شاهدا عليها، شانها في ذلك شأن قيام الجدول الدوري لماندلييف شاهدا على شمولية عمله ودقة رؤيته للعناصر في الطبيعة.

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mendeleev

وان لم تكتب عليه العرب،

هل قال الخليل ذلك حقا ؟ شتان بين القول إن كل ما قالت عليه العرب موجود في إحصاء الخليل للجذور العربية، وبين القول إن كل ما ورد في إحصاء الخليل لتلك الجذور عربي وإن لم يكتب عليه العرب( وما العربي فيها إلا أقلها ) ، أقتبس من الرابط :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lematha

هل كان الخليل يتعامل مع العروض بمفهوم رياضي ؟ نعم وبالتأكيد فدوائره وهي الأقرب تمثيلا لفكره تدل على ذلك ومنهاجه في إحصاء احتمالات الجذور الممكنة في اللغة العربية وحصرها رياضايا عدا وضبطا ب 12305412

إن كل ما قالت عليه العرب موجود في ساعة البحور ( دوائر الخليل) ، وليس كل ما في ساعة البحور قالت عليه العرب. ويراجع في هذا موضوع ( البحور المهملة )

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mohmalah

والذي لا تستوعبه الدوائر لن يكون عربياً،

لعل هذه المقولة من أفضل ما يمثل عبقرية الخليل في وصفه لتناسق وانسجام الذائقة العربية، وهي بمثابة القول إن ما لا يضمه الجدول الدوري ليس من العناصر.

وسيكون الشعر المكتوب عليه محارباً.

لا أعتقد أن الخليل قال ذلك لسببين ، أولهما أن اي نص لا تستوعبه الدوائر ليس على وزن عربي، ولا يمكن للخليل أن يصفه بالشعر.

وإن أساغه العرب فهو ينسب لأصله دوما، ويكاد الدوبيت الفارسي أن يكون الوزن الوحيد الذي يسري عليه ذلك، فهو بمثابة الشعر المستعرب، وثانيهما أن منطق الخليل هو بيان الصواب والخطأ، ولم أسمع بأنه في كل ما جاء به أعلن حربا. فهو لم يعلن الحرب على من نصب الفاعل. ولم أسمع أن سواه أعلن حربا في عروض أو نحو وغاية ما سمعته هو التعبير التلقائي عن الضيق مما خرج عن فطرة العرب ومن ذلك ما روي من أن عمر بن عبد العزيز قال للوليد بن عبد الملك – وهو الخليفة بومئذ – عندما تلا في صلاة او خطبة قوله تعالى " ياليتُها كانت القاضية" بضم التَّاء فقال له عمر بن عبد العزيز: عليك وأراحنا منك."

ويقيني أن أستاذي الكريم لو اطع على موضوع ( بحور جديدة ) ورأي ما ((أبدعه!!)) شعراء وعروضيون لقال فيهم أشد مما قاله عمر في الوليد. ولعله يقرأ هذا الموضوع فيطلع على الرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah

وأول ما ذكر فيها ( بحر السامري) ووزنه متفاعلن مفاعلتن وعليه :

فيها ترى بنـي نُجُـبٍ وعلى الجهادِ قد فُطِروا

ليس اي من الخليل أو عروضه أو فيثاغورس أو علم المثلثات مقدسا. وليرجع من شاء في هذا الصدد إلى موضوع (العروض والقداسة)

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/zahrah-arood

إن مجرد نقد أو نقض مرجعية الخليل دون تقديم مرجعية بديلة ذات حدود وأـطر جديدة واضحة شاملة باب لا يفضي إلى غير الفوضى.

وانطلاقا من ذلك اشتق مصطلحات العروض كلها من الخيمة كالبيت والوتد والفاصلة والخبن والطي، ولم يشتقها من حياة الحضارة التي عاشها انتصارا للماضي العربي. وانسجاماً مع تقسيم السلف، ميز الخليل في عروضه بين وزن (القصيد) ووزن (الرجز) فهو حمار الشعراء لا يكتب عليه شعر محترم.

ليس لهذا القول علاقة بمضمون منهج الخليل في العروض، ويمكن النظر إليه – مقطوعا عن سياقه – سلبا وإيجابا.

اشتغل الخليل على قضيتين لتحقيق غايته (العروضية) الأولى: التقليبات (الدوائر)، والثانية: الزحافات والعلل.

هذا صحيح .

وقد ظهرت عنده في (التقليب العروضي) بحور لم يكتب عليها الجاهليون ولم تتقبلها سليقة المعاصرين،

تقدم معنا أن الخليل حصر جميع احتمالات الجذور العربية تمهيدا لعمله في معجم العين من مستعمل ومهمل. والدوائر حصر لاحتمالات أوزان الشعر الممكنة من استعمال المكونات الأساسية للشعر العربي وهي

أ‌- السبب

ب‌- الوتدان المجموع والمفروق

جـ- السببان الخفيفان والفاصلة،

وما نتج عنها من مجاميع تمثل أوزانا مستعملة هي البحور واوزانا غير مستعملة اصطُلِح على تسميتها بالبحور المهملة، كما توضح ذلك ساعة البحور المتقدمة.

فزعم أن العرب أهملتها

هل زعم الخليل أن العرب أهملتها ؟ هذا يتضمن أن لها وجودا فعليا ، وليس الأمر كذلك. فليس للجذر "شظض" المهمل وجود فعلي ليقال إن العرب أهملته، بل هو مجرد جذر مهمل من مجمل الجذور التي أحصاها الخليل.

إن إهمال " منهجية الخليل " عند الحديث عن العروض تقود إلى الضياع.

أجزم بأن هذا من قول أستاذي محمد تقي، وهو بعيد عن الموضوعية كل البعد، ولا يمكن لعالم كاستاذي أن يمرر هذا القول إلا بدافع شخصي يغطي منهجيته العلمية.

موحياً بمعرفتهم إياها،

نتيجة مبنية على خطإ فهي خطإ ، ولو وافقت أستاذي - جدلا – بأن الخليل قال إن العرب أهملتها، فليس في ذلك إيحاء بأنهم عرفوها. إن أستاذي ونفسه يتواحيان هنا كما يحلو لهما في هذا الصدد.

والحقيقة إن (المهمل) لم يكن اقتراحاً منه لبحور جديدة ولكنها من مضاعفات عملية التدوير،

صدق الأستاذ هنا، وهذا يناقض وينقض قوله السابق :" فزعم أن العرب أهملتها موحياً بمعرفتهم إياها "

وإذا خرج بحر مستعمل سماه أو مستحدث مشهور تستطيع الدوائر بتقليباتها استيعابه ولو بحيلة كالجزء والعلل والزحافات التي اخترعها، رده إلى الأوزان العربية ومنحه الشرعية فصار عربيا على الرغم من أن العرب لم تعرفه مطلقاً وهي التي تقع في الدائرة الرابعة والخامسة.

فنلاحظ أن أستاذنا يفرق بين نوعين لم يعرفهما العرب

الأول في قوله : " وقد ظهرت عنده في (التقليب العروضي) بحور لم يكتب عليها الجاهليون ولم تتقبلها سليقة المعاصرين فزعم أن العرب أهملتها "

والثاني يصفه بأنه : مستحدث مشهور ردهه إلى الأوزان العربية" لعله يعني هنا المضارع والمقتضب والمجتث، وهي في الدائرة الرابعة (د- المشتبه) ولا أعرف إلى ماذا يشير هنا من هذا الصنف في الدائرة الخامسة حسب كتب العروض وهي تقابل في الرقمي (أ- المتفق) .

وإذا صح قولاه فإنه يترتب على صحتهما أن ثمة فرقا بين البحور المهملة والبحور المستحدثة المشهورة وللخليل في هذه الحالة فضل التمييز بينهما وعدم وضعهما في سلة واحدة.

وعملية التدوير هذه أسقطت عشرات الأوزان التي لا تتأتى من (التدوير) فنادى علم العروض بشطبها وإسقاط شرعيتها

هل حقا هناك أوزان أسقطتها عملية التدوير ؟ وهل هي بالعشرات ؟ أي اضعاف أوزان البحور. إن النصوص التي يقال إنها سبقت زمن الخليل ولا تتفق – على حد هذا القول – مع أوزان الخليل جد محدودة. ولعل اشهرها معلقة عبيد بن الأبرص، وليس فيها خروج البتة في وزنها عن صور مجزوء البسيط . لكن ما فيها جمع بين غير صورة من تلك الصور، أو خطأ في النقل كما يوضح ذلك الرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/obaid-bin-alabras

والقول بأن عروض الخليل لكي يكون صحيحا ينبغي أن يغطي كل شذوذ أو خطأ تجن على الخليل وعروضه بما لم يطلب من أي علم كان.

إن ساعة البحور تكشف عن ارتقاء الذائقة العربية إلى مستويات من العبقرية والإعجاز من جنس ما في العلوم الكونية من إعجاز الخالق سبحانه وآياته وسننه. والذين يحاولون هدم منهجية الخليل ينزعون عن العربية حلة من أجمل وأبهى حللها.

ثم لماذا – وقد تقدمهم الخليل بعروضه الناقص أو المختل – لم ينجح كل من تبعوا الخليل في استكمال تقص عروضه أو المجيء بعروض جديد ذي منهجية متكاملة لا اختلال فيه أو فيها ؟

الجواب واضح وهو غياب مفهوم المنهجية لدى العروضيين العرب بعد الخليل طيلة قرون كما يوحي بذلك قول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الأدبي العدد 373 - أيار - 2002 : " وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ ."

فكيف لهم في غياب تصورهم لوجود منهجية أن يفهموا منهجية الخليل ناهيك عن أن يقدموا منهجية بديلة لها ؟

كما ألجأته خطته إلى وضع الكثير من الزحافات والعلل من (عندياته) حيث تتيح له الحذف الواجب للتفعيلة: الجزئي أو الكلي للوصول إلى البحر المقترح؛

لو سلِمت هذه الفقرةُ مما يليها لكانت جديرة بالبحث والنقاش حولها، ولو أني كلفت بتبني الادعاء ضد الخليل بصددها في محكمة أدبية، لسقت عليها الأمثلة التالية :

أ‌- خبن فاعلن ( 2 3 إلى 1 3 ) في عروض البسيط وخبنها أو قطعها ( 32 إلى 22) في عجزه، وقل مثل ذلك في طي ضرب المنسرح ( 2 2 3 ) إلى ( 2 1 3 ) والمقتضب.

ب‌- قبض عروض الطويل دوما ( 3 4 ) إلى (3 3 )

جـ - وجوب طي مفعولات في المقتضب ( 2 2 2 1 ) إلى ( 2 1 2 1)

على أني قد اخترت جانب الدفاع عن الخليل والذي يضع هذه القضية في سياق شمولية منهج الخليل، عبر ثوابت ومشتقات تبين العلاقة بين ساعة البحور وواقع الشعر. على أن معظم هذه الإشكالات إنما برزت بسبب أخد عروض الخليل بمعزل عن منهجه الأمر الذي جعل من التفاعيل وحدودها مبرمجات للتفكير لا مجرد أدوات لنقل تفاصيله التطبيقية. وكثر مما تناوله الرقمي يدور حول هذه القضية.

فالمتدارك يأتي من قلب تفعيلات المتقارب (فعولن فعولن فعولن فعولن) مرتين فتصبح (فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن) مرتين وهذه مرحلة أولى لان البحر بهذه التفعيلات لا يشبه المستعمل لدى الشعراء وهو أن تأتي التفعيلة (فعْلن) أو (فَعِلـُن)، أما مجيئه على تفعيلتي (فعْلن) أو (فَعِلـُن) وهو البحر المستعمل المشهور ففيه تنتحر كل قواعد الخليل العروضية وأدواته المقترحة؛ لان عليه أن يدخل على فاعلن مرة الخبن لتصبح (فَعِلُن)، ومرة القطع أو التشعيث لتصبح (فاعلْ = فعْلن)، وكيف ذلك والخبن زحاف غير ملزم بينما على الشاعر التزامه هنا؟ والتشعيث او القطع علة فكيف تدخل الحشو؟

لم أجد انتحارا لمنطق أستاذي د. محمد تقي أشد من انتحاره في هذه الفقرة. فالخليل لم يعتبر المتدارك بحرا، وغاية ما هنالك أنه بحر مهمل كسائر ما دعي بالبحور المهملة . ومنهجه يؤدي إلى اعتبار الخبب إيقاعا مستقلا، ولا دخل له على اية حال بساعة البحور الجامعة المنسقة لدوائر الخليل. فما دخل الخليل في كل هذا الذي يراه أستاذنا اضطرابا. قضية تشهد بفضل الخليل وسعة علمه في استثناء المتدارك من البحور ( المستعملة) وعدم شمول دوائره ابتداء للخبب، ثم يأتي من يزجهما ويفرضهما على الخليل محملا إياه مسؤولية هذا الزج والفرض. فأي ظلم وانتحار منطق كهذا.

الرابطان التاليان يتناولان هذه المغالطة التي عششت جزئيا أو كليا في أذهان العروضيين لقرون ولا زالت، وهي ليست إلا نتيجة لتناول ( علم العروض ) بأدوات ( العروض ) الذي يغيب فيه لدى العروضيين الوعي على منهج الخليل.

مجزوء التفعيلة الخببية !! http://arood.com/vb/showthread.php?t=1648

المتدارك والخبب ود. بديار https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/dr-bidyar-mutadrak-hkabab

وهذا الاضطراب وعجز الخليل عن تفسيره وراء الزعم بان الاخفش تدارك بهذا البحر على الخليل! وليس هذا بصحيح لان الخليل كتب ابياتاً تجريبية على تفعيلتي (فَعِلُن) و(فعْلن).

اضطراب داخل اضطراب داخل الضطراب

1 – وعي الخليل على وجود المتدارك والخبب وعدم شموله لهما في بحوره – عن وعي - شهادة للخليل لا عليه.

2- تحميل الخليل مقتضيات المنطق المفروض عليه وإلصاق تهمة القول بالتشعيث والقطع في الحشو جريمة غير الخليل

3- فرض نتيجة التوحيد بين المتدارك رمز الإيقاع البحري وإيقاع الخبب على الخليل انتحار منطق لمن يفرضها.

ومقلوب بحر الكامل يكون (مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن) لكل شطر والمفترض أنه (الوافر)، ولكن العرب استعملت في عروضه وضربه (فعولن) بدل (مفاعلتن) فألجأه هذا إلى إيجاد علة اسماها (القطف) جعلها ملزمة في الوافر تسقط السبب الخفيف برمته وتسكن متحرك السبب الثقيل الثاني فتنتقل (مفاعلتن) بهذه العلة المبتدعة إلى (فعولن) فيكون بحر الوافر. وللوصول إلى بحر المجتث اضطر لإسقاط تفعيلة كاملة فهو في الدائرة (مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن) فأسقط فاعلاتن وجعل الحذف وجوباً. وفي المقتضب (مفعولات مستفعلن مستفعلن) لم يكفِ حذف التفعيلة الثالثة للوصول إلى البحر الحقيقي لأنه سيصبح (مفعولات مستفعلن) فالمستعمل هو الطي مع التفعيلتين فأفتى الخليل بان الطي ملزم في العروض والضرب. وهذا يوضح مقدار التكلف والتمحل والمط الذي بذله ليقرب تنظيره من الواقع الشعري.

ومقلوب بحر الكامل يكون (مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن) لكل شطر والمفترض أنه (الوافر)، ولكن العرب استعملت في عروضه وضربه (فعولن) بدل (مفاعلتن) فألجأه هذا إلى إيجاد علة اسماها (القطف) جعلها ملزمة في الوافر تسقط السبب الخفيف برمته وتسكن متحرك السبب الثقيل الثاني فتنتقل (مفاعلتن) بهذه العلة المبتدعة إلى (فعولن) فيكون بحر الوافر. وللوصول إلى بحر المجتث اضطر لإسقاط تفعيلة كاملة فهو في الدائرة (مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن) فأسقط فاعلاتن وجعل الحذف وجوباً.

هناك الواقع وتفسير الواقع من جهة. وهناك العروض وعلم العروض من جهة أخرى

أما أن هناك فارقا بين الصور الشعرية وساعة البحور من حيث عدم تغطية مقاطع بعض الصور لكافة محاور الساعة في غير دائرة فهذا صحيح.

( العروض ) تجزيء تجسيدي لحفظ الصور وأحكامها التفصيلية، ولا يؤهل صاحبه ليكون (عالم عروض). حفظ جزئيات مادة ما شيء، وفهم منهاجها والصدور عنه لتناول تلك الجزئيات في رحاب شمولية المنهاج شيء آخر.

تفسير الظواهر والربط بينها من اختصاص (علم العروض) . وعندما يقوم العروض بالتعامل مع ( علم العروض ) فإنه يَضلً ويُضلّ.

الربط بين البحور والدوائر والواقع والنظرية ليس من شأن ( العروض) . إن تضخم الحفظ في العروض وسواه طيلة قرون على حساب المنهج الفكري في (علم العروض ) مسؤول عن إلحاق تهمة التشوه بـ( علم العروض ) وجهد الخليل. كما هو مسؤول عن طمس الجوهر الكلي لحساب المظاهر فيما هو أهم من العروض بكثير.

كيف يفسر منهجُ الخليل – الذي غاب ولا زال غائبا لدى الأعم الأغلب – هذا الفرق بين الواقع الشعري وساعة البحور ؟

ينبغي على من يريد فهم ذلك أن يحرر فكره من البرمجة المسبقة للتجزيء العروضي المختص بحفظ الصور وأحامها الجزئية لا غير.

لماذا لا يتم الحديث عن التباين بين مجزوء الخفيف 2 3 2 3 3 2 3 2 ودائرة المشتبه فلا يعاب على الخليل ؟

بينما يتم الحديث عن التباين بين مجتث الخفيف 2 3 2 3 3 2 3 2 ودائرة المشتبه ويعاب ذلك على الخليل !

لأن الأمور قد صيغت بهذه الطريقة حسب مقاس معطيات مسبقة متعارف عليها بصورة تناسب الإدراك التجزيئي، ولا بأس بها في ذاتها لذات ذلك الغرض لا تتعداه.

ولكن من ناحية النظرة الشاملة ل (علم العروض ) كما أراه فإن ساعة البحور تمثل الإطار الشامل للأوزان كتتابع دائري للمقاطع بغض النظر عن بداية الوزن ونهايته، فمن الأوزان التي لا تغطي كامل محاور الساعة ما لو قيس بالأوزان التي تغطيها لنقص عنه من أوله أو آخره أو طرفيه. ومنها ما لا يعتبر بحرا مستعملا بالمرة حتى مع تغطيته لكل محاور الدائرة. ولنا أن نقسم الأوزان المستعملة إلى كليات وأبعاض. وبهذا يعتبر البسيط كليا على الدائرة

البسيط = 2 2 3 2 3 2 2 3 [2] 3 ومحاوره على الدائرة (ب) هي 11-10-8-7-6-5-4-3-1-12

ومجزوء البسيط = 2 2 3 2 3 2 2 3 [2] 3 ومحاوره على الدائرة (ب) هي 11-10-8-7-6-5-4-3-1-12

صورة المديد = 2 2 3 2 3 2 2 3 [2] 3 ومحاوره على الدائرة (ب) هي 11-10-8-7-6-5-4-3-1-12

وهكذا تناظر العلاقة بين كل من (مجزوء البسيط والمديد مع البسيط ) العلاقة بين كل من ( مجزوء الخفيف والمجتث مع الخفيف )

يحيث يمكننا استعمال مصطلحي الجزء من الآخر والاجتثاث من الأول أو الجَزْء على نوعين من الآخر أو البداية. هذا إن ألزمنا أنفسنا بربط هذه الصورة أو تلك التي تقصر عن محاور الدائرة ببحر ما.

إن ما جاء مشتركا مع محاور بحر يغطي الدائرة ولكن يقصر عنه يكون في الأغلب سائغا.وأحيانا يسنساغ لو زاد.

فما لم يوافق في ذلك صورة من صور الخليل فهو ليس بشعر وإنما نطلق عليه ( الموزون ) .

المثال الأول من جميل الموزون للشاعر جبر البعداني :

http://arood.com/vb/showthread.php?p=56008#post56008

سأمضي ؛ومِن سَفرٍ إلى سَفرِ فلا تَبكِ إنَّ البُعدَ مِن قَدَري

وربّي ؛ لأنْ مَرّوا على وجَعي وضاقوا بما قد ضُقتُ مِن ضَجَرِ

*لقالوا ودمعُ العينِ يسبقُهم جريحٌ ولا تشكو منَ الضّررِ ؟!

ووجهٌ وحُزنُ الكونِ يَسكنُهُ تبدّى كما لو قُدّ مِن قمَرِ

وووزن الأبيات منسوبا للطويل = 3 2 3 4 3 1 3 3 = فعولن مفاعيلن فعولُ مفا علن

ولولا أن (مفا) فيم منطقتي العروض والضرب ناتجة عن عن حذف ( علن 3 ) من ( مفاعلن 3 3 ) التي أصلها ( مفاعيلن 3 4 ) أي أن أصلها سببان لقلت إنها الحذذ إلحاقا لذلك بما اختص به الكامل. ولكنها كالحذذ.

كما أنه قد راعى في أبياته جميعا قبض فعولُ الأخيرة في سائر الأشطر، ويبدو هذا منطقيا في ضوء شمولية خصائص الإيقاع العربي ما يخص الطويل منها، في الصور التالية من الضرب في أول صورتين ( شعر) وفي الشطرين من الصورة التالية (موزون)

3 2 3 4 3 2 3 2 2 = فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ..........يجوز القبض وعدمه ( تحول 2 إلى 1)

3 2 3 4 3 {2} 3 2 2= فعولن مفاعيلن فعو{2} مفاعــيـــــلن ........{يفضل} الاعتماد وهو هنا القبض ( تحول 2 إلى 1)

3 2 3 4 3 [2] 3 2 = فعولن مفاعيلن فعو[لن] مفاعيلن ........يجب القبض ( تحول 2 إلى 1)

وبهذا الوجوب يكون وزن الأشطر جميعا معادا ل 1+ الكامل أي ما يدعى بمخزوم الكامل.

الوافر التام على الدائرة 3 4 3 4 3 2 2

وعليه من الموزون قول الشاعرة زاهية بنت البحر :

http://arood.com/vb/showthread.php?t=1712

ربيعُ العمرِ يبكينـا ونبكيـهِ بزهوِ العيشِ كم طابتْ لياليـه

قطفنا العطرَ زهراً من حدائقِهِ وعشنا النورَ حسناً في مآقيـهِ

فلا الأعوامُ تقدرُ أن تباعدَنـا عن التجوالِ في ذكرى ثوانيهِ

ولا الأحمالُ إن ثقُلَتْ بحاملِهـا تكفُّ القلبَ عن حبِّ يداريهِ

وكان قد سبقها البحتري إلى الهزج وهو مفاعيلن مفاعيلن أتمه على محيط الدائرة بمفاعيلن ثالثة 3 4 3 4 3 4 وربما يعتبر من ( الموزون ) لا الشعر:

أبا العباس برزت على قومــ ـــك آداباً، وأخلاقاً، وتبريزا

فلو صورت من شيء سوى الناس إذا كنت من العقيان إبريزا

ولم يعلك إلا كرم النفس، بلى، فازددت بالمعتز تعزيزا

فأنت الغيث إذ يسجم، والليث إذا يقدم، والصارم مهزوزاً

ثم مماجاء على مفاعلتنن مفاعلتن مفا علتن = 3 4 3 4 3 4 في أعجاز الأبيات التالية للأحنف العكبري :

إذا مـلك الفـتـى هـنّـا ودنّـا ومـقـردة ومـلفـسة وصن

وجــبّــرة وغــربــالا إذا مــا رآه عـدّوّه يـومـا يـحن

وكـارجـة مـن البـرق اليماني قـطـينية وكان له مسن

ولاح عــلى ذراعــيــه ســطــور وسبعا غابة والكركدن

وجاءت تسمية البحور المستحدثة جزءاً من عملية مسخها،

قوله :" جزءاً من عملية مسخها" يشير إلى " نهج مسخي " ليست التسمية في رأيه إلا جزء منه. ولعل ما سبق من قوله :" اشتق مصطلحات العروض كلها من الخيمة كالبيت والوتد والفاصلة والخبن والطي، ولم يشتقها من حياة الحضارة " جزء آخر من عملية المسخ ! كما يراها.

قالوا " لا مشاحة في المصطلح " وأيا ما تكن التسمية فإن ذلك لا يضير المضمون. بل إن ما يراه أستاذنا اشتقاقا لمصطلحات العروض من الخيمة لا يخلو من دلالة التزام الخليل في النحو والعروض والمعجم بالأصالة العربية التي تشكل الجذور العربية في الحفاظ على قالب التعبير اللغوي الذي ينبغي أن يسع مضمون الحضارة. وذلك للخليل فخر.

وجاءت تسمية البحور المستحدثة جزءاً من عملية مسخها إذ ردتها إلى البحور العربية؛ فالمضارع سمي مضارعاً لمضارعته، أي مشابهته، الخفيف أو الهزج، والمقتضب اقتضب، أي اقتطع، من السريع أو المنسرح.

رغم أن مصطلح تمسية البحر لا يؤثر على تقييم عروض الخليل، إلا أني لا أرى مسخا في ملاحظة التشابه بين البحور، بل يصل الأمر بمنهج الرقمي إلى اعتبار ( مقتضب المنسرح ) نوعا من مجزوءاته وليس مستقلا عنه.

هذه الأبيات من ( مجتث / مقتضب ) المنسرح :

حـامِـلُ الهَوى تَعِبُ يَـسـتَـخِـفُّهُ الطَرَبُ

إِن بَـكـى يُـحَـقُّ لَهُ لَيـسَ مـا بِهِ لَعِبُ

تَـضـحَـكـيـنَ لاهِـيَةً وَالمُـحِـبُّ يَـنـتَحِبُ

تَـعـجَبينَ مِن سَقَمي صِـحَّتـي هِيَ العَجَبُ

هذه الأبيات من المنسرح :

فلتعلموا، حـامِـلُ الهَوى تَعِبُ لمّا يزلْ يَـسـتَـخِـفُّهُ الطَرَبُ

يا ويحه إن بَـكـى يُـحَـقُّ لَهُ متيّمًا لَيـسَ مـا بِهِ لَعِبُ

يا هذه تَـضـحَـكـيـنَ لاهِـيَةً في دَعَةٍ وَالمُـحِـبُّ يَـنـتَحِبُ

واعجبي، تَـعـجَبينَ مِن سَقَمي سيّدتي صِـحَّتـي هِيَ العَجَبُ

هل المسخ في ملاحظة هذه العلاقة بين المنسرح ومقتضبه ؟ أم في الزراية بمن يلاحظها ؟

وقد قتل عروض الخليل شعرا كثيرا وخمل شعراء لم يمنحوا الشرعية؛

ليت أستاذنا فصل وبين وبرهن، هو أدرى مني وأعلم بمقتضيات العدالة العلمية.

ذكروا أن الرشيد منع رثاء البرامكة بشعر، فرثتهم جارية بشعر وضعته على وزن خارج العروض فأمنت العقوبة.

أنقل في هذا الصدد مضيفا التقطيع والتعليق

http://www.arabmusicmagazine.com/index.php/2012-03-12-12-52-35/205-2012-10-31-21-14-32

اختلفت الآراء حول نشأة الموال وأصله ، فمن قائل أنه قد نشأ في واسط بين عمالها الذين كانوا يتغنون بأبيات يقولون في آخركل بيت منها " يامواليا " أثناء عملهم مثال :

منازل كنت فيها من بعدك درس ..... يا مواليا

خراب لا للعزا تصلح ولا للعرس ..... يامواليا

خرا بلا لل عزا تص لح ولا لل عرْ سْ = 3 3 2 3 4 3 4 ه

فأين عينيك تنظر كيف فيها الفرس ... يا مواليا

فأي نعي ني كتن ظرْ كي ففي هل فر سْ = 3 3 2 3 4 3 4 ه

تحكم وألسنة المداح فيها خرس ...... يامواليا

تح كم وأل س نتلْ مد دا حفي ها خر سْ = 4 3 1 3 4 3 4 ه

هذا الاطراد يرجح أن (بعد ) في البيت الأول صوابها ( بِعيد ) فينسجم وزنها مع بقية الأبيات:

منازل كنت فيها من بِعـيــدك درس

منا زلن كن تفي ها من بعي دك در سْ = 3 3 2 3 4 3 4 ه

ومن قائل أنه نشأ ببغداد عندما رثت جارية كانت عند جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي سيدها بهذه الأبيات بعد أن نكب هارون الرشيد البرامكة .. وكانت تصيح عقب كل بيت منها بعبارة " وامواليا " فتقول :

يا دار أين ملوك الأرض أين الفرس ..... وامواليا

يا دا رأيْ نَ ملو كل أرْ ضأيْ نلْ فر سْ = 4 3 1 3 4 3 4 ه

أين الذين حموها بالقنا والترس ......... وامواليا

أي نل لذي ن حمَوْ ها بل قنا وت ترْ سْ = 4 3 1 3 4 3 4 ه

قالت تراهم رمم تحت الأراضى الدرس ...وامواليا

قا لا ترا هم رمم تح تل أرا ضد درْ سْ = 4 3 2 3 4 3 4 ه

سكوت بعد الفصاحة ألسنتهم خرس ... وامواليا

سكو تبع دل فصا حةْ أل سنتْ همْ خرْ سْ = 3 3 2 3 4 3 4 ه

وهكذا نرى أن النصين ( إذا نحينا وامواليا ) هما على مشطور البسيط المسبغ ( + ه)

تحضرني التداعيات التالية

1- لو افترضنا أن هذين النصين لم يكون على هذا الوزن، فهل يقومان حجة على إدانة الخليل

2- لا شك أن كثيرا من الشعر قديمه وحديثه فيه كسور، فهل تدحض تلك الكسور عروض الخليل المبني على الأعم الأعم الأغلب الأغلب من شعر العرب

3- لقائل أن يقول "دعنا من كسور الشعر الحديث" ما ذا عن كثير الشعر القديم الذي قتله عروض الخليل ؟"

أين الحجة أنه قتل الكثير من الشعر ؟

ما روي من بعض النتف لا يخرج عن عروض الخليل أو أنه شاذ لا يقاس عليه.

ولو افترضنا أن شذوذه حجة على عروض الخليل، لماذا لم يضع أحد متهمي الخليل عروضا مطردا منهجيا يسع هذا الشاذ مستفيدا مما كشفه من مزعوم عيوب عروض الخليل ؟

4- هل يعقل أن كلا من الرشيد وأستاذي يجهلان الوزن فلا يريان صلة الأبيات بالبسيط ؟ إن كان الرشيد جاهلا بعروض الخليل فيا لحسن حظ الجارية بحسب رؤية أستاذي.

ولكن سد العروض لم يثبت أمام سيل الأوزان العرم مبينا خطأ صاحبه؛ فما زالت الأوزان تتزايد حتى ظهر الموشح الذي تربو أوزانه على الألف.

ما أشد التكثيف في هذه العبارة فهي تتضمن :

1- أن العروض سد، وفي كلمة سد في هذا السياق ما ما فيها من الإيحاء السلبي . العروض سد أجل أما فساد الذائقة العربية في الشعر، كما النحو سد أمام فساد الذائقة العربية في مجاله، كما المعجم سد أمام فساد اللغة.

2- أن العروض انهار وانتهى امره.

3- أنه ثمة سيلا عرما من الأوزان جرف السد. اين هو السيل العرم من الأوزان الذي جرف السد ؟

4- يرى أن الموشح وأوزانه التي تربو على الألف ما هو إلا جزء متأخر زمنا من تيار السيل العرم من الأوزان.

هل قدم الموشح نفسه أو قدمه أحد ما على أنه بديل للشعر. قيل مثل ذلك لاحقا عن شعر التفعيلة ثم قيل ما هو أكثر عما سمي ب ( قصيدة النثر).

يقول الأستاذ عبد الرحمن بدوي : http://islamselect.net/mat/14603

"الموشح نظم تكون فيه القوافي اثنتين اثنتين، كما هي الحال في الوشاح وهو العقد يكون من سلكين من اللالئ كل منهما لون، فالتسمية هنا تشير إلى طريقة تأليف القوافي، وهو يشبه الزجل فيما عدا ذلك، أي أن الموشح يتألف من فقرات تسمى الأبيات، كل فقرة -أي بيت- منها يتكون من عدد معين من أشطار الأبيات في قافية واحدة، وتعقب كل فقرة خرجة في بحر أشطار الغصن، ولكن في قافية أخرى، ويلتزم الوشاح قافية هذه الخرجة في كل خرجات موشحه، أما الأغصان فقد ركزت كل منها على قافية، ولكن من بحر واحد.

"والزجل والموشح في واقع الأمر فن شعري واحد، ولكن الزجل يطلق على السوقي الدارج منهما، إذ لا بد للزجل أن يكون باللغة الدارجة، إذ كان يتغنى به في الطرقات، أما الموشح فلا يكون إلا باللغة العربية الفصيحة"

من الوصف المتقدم يظهر أن علاقة الموشح بالعروض أشبه ما تكون بعلاقة التفعيلة، وإن كانت أكثر تنوعا فما هو إلا تشكيلات جزئية متنوعة من العروض والقافية بغرض إثراء الغناء قبل أي أمر آخر. ولم يكن لا هو ولا شعر التفعيلة ولن يكونا في يوم من الأيام "تيارا يجرف سد العروض "

وللدكتور محمد عباسة : http://abbassa.wordpress.com/dialecte/

"اتخذ فريق من الباحثين الأسبان موضوع اللهجات في الأندلس حُجّة لتغريب أصل الموشح، خاصة بعد اكتشاف بعض الخرجات العجمية في الموشحات. لقد ذهب هؤلاء الباحثون إلى أن الخرجات العجمية التي ذيلت بها بعض الموشحات الأندلسية ما هي إلا بقايا أغان إسبانية، والموشحات الأندلسية إنما نشأت تقليدا لهذه الأغاني(5). لكن هذا الزعم لم يتأكد بأدلة قاطعة. لأنه لم يثبت فيما إذا كانت الموشحات الأولى تحتوي على الخرجة أم لا. لأن الخرجة حسبما جاء في المصادر، تمثل مرحلة من مراحل تطور الموشح.

غير أن الخرجات لم تكتب كلها بالعجمية، وإنما أكثر الخرجات التي نظمها الوشاحون بهذه اللهجة تخللتها بعض الألفاظ العربية أو العامية. ثم إن وزنها العروضي ليس فيه شيء من العجمة، بل يبعد كثيرا عن أوزان الشعر الأوربي القديم التي خلطت بين النظامين المقطعي والمنبور، وعن الأغاني الشعبية الأسبانية التي يزعم أنها ظهرت قبل الموشحات.

إن وجود هذه الخرجات يُعد خروجا على اللغة التي نظمت بها الموشحة. فلما نظم الوشاح الأندلسي قطعته باللغة الفصحى، استحسن الخروج في آخر قفل عن اللغة الأصلية، فكتب الخرجة بالعامية أو العجمية أحيانا. وقد نظم بعض الشعراء اليهود موشحات عبرية ذات خرجات بالعربية وأخرى باللهجة الرومانسية، وذلك في القرن الحادي عشر الميلادي.

ولما نظم الوشاحون الخرجات بلهجات مخالفة للغة أقسام الموشح، كانوا يقصدون من وراء ذلك تتميز الخرجة عن بقية الأقفال في الموشحة. ولم يقتبس الوشّاحون أبياتا ولا أوزانا عجمية، كما أن مؤرخي الأدب الأندلسي القدامى لم يشيروا البتة إلى أن الوشاحين كانوا يأخذون الخرجات من أغنية عجمية. فقد جاء في “الذخيرة” أن الوشاح كان يأخذ اللفظ العامي والعجمي(6). وهذا يؤكد أن ما كان يعرفه الوشاحون هي الألفاظ العجمية وليست الأغاني. فالموشح إذن، هو أندلسي المنشأ وعربي الأصل، ولا يمتّ بأي صلة إلى مصادر أجنبية.

الخرجة هي عبارة عن القفل الأخير الذي تختم به الموشحة، وهي ركن أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في الموشحات بعكس المطلع الذي قد تبتدئ به الموشحة وقد تخلو منه. وقد تتميز الخرجة عن الأقفال من حيث اللغة، لأنها القفل الوحيد من الموشحة الذي يجوز فيه اللحن.

لقد استخدم الإمام أبو بكر بن قزمان في أزجاله بعض المقطوعات بالعجمية. ومن المؤكد أنه ورث هذه الطريقة عن الوشاحين الذين كانوا يستعملون العجمية في خرجات موشحاتهم. فمن ذلك يقول الإمام من زجل له(20):

يا مُطرْ نَنْ شِلبَاط

تنْ حزينْ تنْ بَنَاط

ترا اليوم واشطاط

لم نذق فيه غير لقيمهْ

وقال أيضا في الخرجة من زجل له(21):

نمضي إن شاء الله من سرور لسرور

والسعاد بشاشتْ إذ مطور

وعدوك يذاق فشوال طلور

لعن الله من لا يقول نعم

لقد استخدم أبو بكر بن قزمان في هذه المقطوعة لفظة “إذ ماطور” (d’amator)، وهي عجمية بمعنى “للعاشق”، كما استخدم أيضا – وهو يتوعد الفقيه بعد شهر رمضان – لفظة “طلور” (dolor)، وهي عجمية بمعنى “الألم”.

"أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير " ، يرحم الله الخليل.

ثم ما دام الموشح قد جرف عروض الخليل بأوزانه التي تربو على الألف فهل يتخذ كذلك حجة للخروج عن الفصحى خاصة لدى من يعتبر ما تقدم موشحا.

لكأني بأستاذنا لا يقول بذلك. بل يكيل بمكيالين، يقول بالخروج على عروض الخليل، ويحافظ على الفصحى. ربما حاجّه في ذلك من أعجب بخروجه على الخليل، ليكيل بمكيال واحد فيتخذ من الموشح سندا للخروج على اللغة كذلك فلا يعود النص التالي مجرد طرفة سيقت للمرح والتفطه بل يغدو مثالا على ما سيزعمه زاعم ما على ارتقاء وتطور الذوق العربي متجاوزا معجم العين كذلك http://vb.n4hr.com/169850.html :

ياذا القلب لا تحزن .. فذاك الحبInfection

فكم من عاقل فطن .. مضى بالحب Direction

ستنكره وتنساه .. ولن يبقى له Mention

فلا تنظم له شعراً .. ولا تكتب له Section

ولا يحزنك من باعك .. فقد أخطأت Selection

ولا تبدي له أسفاً .. ولا تبدي له action

فإن الحُــــــب منزلةٌ .. لبعض الناس exception

فبعض الناس إن هجروا .. فلا حزنٌ ولا tension

وبعض الناس إن هجروا .. يظل ويبقى connection

فوصل الروح له فعل .. وما أحلاه reaction

بدعوات بقلب دجى .. لها أثر و affection

فان لم يبق لي شيئ .. فلا حب و لا Passion

فلا أسف على دنيا .. لك وعليك conversion

. أما الرجز فما عاد حمارا بليدا للشعراء بل تأكد مع الزمن انه حصان أصيل في القريض.

لا تعليق، ولكن ملاحظة: لم اطلع على بيت جاهلي أو أموي على الرجز غير مشطور. أي أن كل شطر بيت قائم بذاته. وفي هذا تباين بين الرجز وسواه. وفيما يلي قائمة بعدد قصائد بعض كبار الشعراء على كل بحر. ولا شك ان عدد الأبيات على كل بحر أدق في الدلالة على الشيوع.

يلاحظ تقدم البحور القومية على سائر البحور

فيما يلي استقصاء لقصائد الرجز لدى المتنبي.

ذكرت الموسوعة الشعرية للمتنبي تسع قصائد على الرجز، وقد توصلت إلى ثمان منها. وجميعها من مشطور الرجز وإن كتبت في ديوانه كما في الموسوعة من شطرين لهما التصريع ذاته في كافة ( الأبيات) ، يستثني من ذلك ثلاثة أبيات وردت على مجزوء الرجز، كل منها من شطرين واقتصر التصريع على المطلع، وهذه البيات هي :

أَيَّ مَــحَــلٍّ أَرتَــقــي أَيَّ عَــظــيـمٍ أَتَّقـي

وَكُلُّ ما قَد خَلَقَ الـ ـله وَما لَم يَخلُقِ

مُـحـتَـقَـرٌ في هِمَّتي كَـشَـعرَةٍ في مَفرِقي

وبقية القصائد وأول ثلاثة أبيات من كل قصيدة هي :

هذه سبع قصائد للمتنبي على الرجز كلها بدون استثناء على الرجز الجاهلي ( مشطور الرجز) ولا يغير من ذلك شيئا كونها كتبت على شكل شطرين. بل من المضحك أن أجد بعضها مكتوبا على شكل شطرين ثم يأتي شطر منفرد يتوسط السطر كبيت قائم بذاته، وذلك في شرح ديوانه للبرقوقي، كما في الموسوعة الشعرية التي يبدو أنها نقلت عنه. وتكرر في البيت الثالث فيهما مجيء ( معنَه = 1 1 3 ) بدل ( معينه= 3 3 )

يبدو أن الرجز الجاهلي ( المشطور) بقي مسيطرا حتى العصر العباسي، ولا يوجد في كل العصور العربية بما فيها الجاهلي بحر لا يأتي إلا مشطورا سوى الرجز أقله حتى عصر المتنبي . ألا يجعل ذلك الرجز – ولو في إطار الشعر – ذا شخصية متميزة عن باقي البحور ؟

.. وبناءً عليه،

بناء على ماذا ؟

أدعو إلى تدريس العروض أساساً لأوزان الشعر العربي

وهل كان تدريس العروض في أي وقت لأي غرض آخر !!

وانفتاحاً على ما ابتكر ويبتكر من أوزان،

يدعو أستاذي إلى ( جعل العروض أساسا لأوزان الشعر) وكذلك (انفتاح العروض على ما ابتكر ويبتكر من أوزان)، ألا تذكرنا هذه اللغة بٍـ( لعم ) التي تعلن التمسك بثوابت المبدأ والانفتاح لتتدحرج الثوابت إلى تشكيح الانفتاح وتبني ثوابت المبدإ النقيض، مع احتفاظها بذات الاسم. ألا تعني الجملة الثانية في هذا السياق المغالط ( جعل ما ابتكر ويبتكر من أوزان أساسا لتعديل العروض) . إنها اللعمية العروضية التي كانت في ذهن أستاذي منذ البداية فراح ينظّر لها ليصل إلى تمريرها في نهاية المطاف.

كم في تاريخنا وواقعنا و..... من لعميات .

وانفتاحاً على ما ابتكر ويبتكر من أوزان،

يدعو أستاذي إلى ( جعل العروض أساسا لأوزان الشعر) وكذلك (انفتاح العروض على ما ابتكر ويبتكر من أوزان)، ألا تذكرنا هذه اللغة بٍـ( لعم ) التي تعلن التمسك بالثوابت والانفتاح لتتدحرج الثوابت إلى تشكيح الانفتاح مع احتفاظها بذات الاسم. ألا تعني الجملة الثانية في هذا السياق المغالط ( جعل ما ابتكر ويبتكر من أوزان أساسا لتعديل العروض) ؟

وحافزا على الخلق في موسيقى الشعر.

من عرف بوجود منهج للخليل يمثل الفطرة العربية سليمة سلامة فطرة الطفل الذي يتمايل على النغم العذب وينفر من الصخب، ومن ثم فهم منهج الخليل من خلال دراسة العروض الرقمي، وليس هناك سوى العروض الرقمي يجعل محوره وغايته منهج الخليل وفكره ، من عرف وفهم يدرك أن ما يدعوه أستاذي ومن شايعه من أصحاب ( البحور الجديدة !) الخلق في موسيقى الشعر إنما هو تشويه لموسيقى الشعر ويمثل ذائقة منحرفة عن الفطرة العربية السليمة.

إن القول بالخلق في موسيقى الشعركالقول بالخلق في النحو العربي والقول بالخلق في العناصر التي ضمنها ماندلييف جدوله الدوري :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mendeleev

أدعو كل من يقول بقول أستاذي إلى الإجابة على السؤال التالي :

هب أن هناك مجالا للتجديد في موسيقى الشعر خارج عروض الخليل فهل ثمة مقياس قابل للفهم ( غير أذانهم ) يمكن أن نقيس به ما يصلح خارج عروض الخليل أو لا يصلح . وما تسمعه الأذن يمكن التعبير عنه بصيغة موضوعية مفهومة كما فعل الخليل. والقول (مرجعي أذني) شخصي غير علمي ما لم يتمثل في مقياس موضوعي قابل لأن يفهمه الآخرون.

أحيل أستاذي وكل من يقول بقوله إلى ( بحور جديدة )

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah

http://arood.com/vb/forumdisplay.php?f=83

وأغلبها من حيث الوزن - مع احترامي لأصحابها - غثاء محض وعبث وتشويه حسب مرجعية الخليل، ولدي الاستعداد – جدليا – لافتراض قصور عروض الخليل، فليقولوا لي أيها يصح لديهم وأيها لا يصح وحسب اي معيار؟ فإن لم يجيبوا فلا أقل من أن يعتذر للخليل من انـتقصه دون دليل.

(للتفصيل: ينظر كتابي: سلطة الشعر الجاهلي على الشعر العباسي/الفصل الرابع) وكتابي (أنا الشعر/ المورد الثالث).

سأواصل تناول الموضوع بإذن الله تعالى.