manteqata

تحت التدقيق والمراجعة :

منطقتا العروض والضرب.

كنت أستعمل مصطلح آخر الصدر وآخر العجز، وفي العروض التفعيلي يستعمل مصطلحا العروض والضرب لتحديد آخر كل من الصدر والعجز بالتوافق مع حدود التفاعيل. تعبير ( منطقة الضرب ) لا يتقيد بحدود التفاعيل، بل بمجموعة المقاطع الأخيرة التي تنبني عليها الأحكام بغض النظر عن توافقها مع حدود التفاعيل أو عدم توافقها معها. لنأخذ الأبيات الثلاثة :

( بلا سبب 3 1 3 في أول أربعة أبيات ) في الأبيات السابقة لها نفس الحكم إذ يجوز أن تحل محلها (بلا علّةْ 3 2 2)، ولكن ونتيجة لحدود التفاعيل فإن توصيفها وتوصيف حلول بلا علة مكانها يختلف من بحر إلى آخر كالتالي:

الرمز 3 2 2 يغني عن الجدول السابق، فكيف نعرف منطقة الضرب تعريفا واحدا مطابقا لواقع هذه المقاطع على اختلاف البحور؟ يجمعها أنها تبدا بوتد ( الأوثق ) وما يتبعه مما هو قابل للتخاب.

منطقة العروض هي مقاطع محددة في آخر الصدر على هيئة وكم معينين ولكل منطقة عروض منطقة أو مناطق ضرب مناظِرة في آخر العجز. يجوز التخاب في منطقة الضرب في الغالب، وأما منطقة العروض فلا تخاب فيها لوقوع الصدر كله قبل الأوثق. ويؤسس هذا الفارق للاختلاف بين بعض مناطق الضرب ومنطقة العروض التي تخصها هذه المناطق.تتحد منطقتا العروض والضرب في الحالات التالية:

حيث تكون كل منهما خاتمة أصيلة لا تخاب فيها كالوافر 3 2 والمتقارب 3 2 والطويل 3 3 و3 4

في حال انتهاء الصدر بالخاتمة 3((4) سواء كانت أصيلة في رابع الكامل وثامنه أو ناتجة من انطباق المشتقة الرابعة على ما انتهى في الدائرة بـ 3[2]3 فآل في الواقع إلى 313= 3(2)2 وكان في العجز 3 2 2 بالوجهين 3((4) و 43 كما في البسيط واالمقتضب وإحدى صور الخفيف

في حال انتهاء كل منهما بالخاتمة 3 ز 3 دون حصول تخاب فيها في منطقة الضرب

1-

2-

3-

مع مراعاة أن المنطقتين تبدءان بذات الوتد في الأعم الأغلب. وتختلف منطقة الضرب عن منطقة العروض في الحالات التالية :

حيث ينتهي الشطر ب 3 2 3 2 فإن منطقتي العروض والضرب صنفان

إذا كان الرقم الزوجي في الحشو 2 ( المتقارب ) فإن منطقة الضرب هي الخاتمة 3 2 3 2 أي أنه إذا جاءت الخاتمة 3 1 3 2 فإن أوثق الشعر يبقى 3 1 3 2 ولا تخضع 231 للتخاب في الشعر، فلا يأتي عجز المتقارب في الشعر 3 2 3 2 3 2 2 2

إذا حوى الحشو رقما أكبر من 2 اي 4 أو 6 فإن منطقة الضرب يمكن أن تأتي 3 1 3 2 أي أنها في الخفيف مثلا 2 3 6 3 2 3 2 لأن فالأوثق هو 3 2 3 2 لأن الوتد الذي يليه عرضة للوقوع في سياق خببي لتؤول المنطقة 3 2 3 2 إلى 3 1 3 2 = 3(2) 2 2 تكافئ 3 2 2 2، ونصادف هذه الحالة في الخفيف والمديد، وورود الخاتمة 3 2 2 2 في آخر المديد نادر كما في قول الطويراني:

أقبلتْ في الحلّةِ الحَمْراءِ مثل خدّ الغادةِ العَذْراءِ

قتَلوها بالمِزاجِ فكانتْ نَشأة الأرواح في الأحْياءِ

1 3 2 2 3 1 3 2 ....2 3 2 2 3 2 2 2

أيّ شمسٍ قد بدتْ تتَجلّى في سماءٍ من يدٍ بيضاءِ

ولو عدل الصدر على النحو التالي لاتصلت الأبيات بالرمل :

أقبلتْ في الحلّةِ الحَمْراءِ مثل خدّ الغادةِ العَذْراءِ

قتَلوها بمِزاجِ قد روى نَشأة الأرواح في الأحْياءِ

1 3 2 1 3 2 2 3 2 3 2 2 3 2 2 2

أيّ شمسٍ قد بدتْ مشرقةً في سماءٍ من يدٍ بيضاءِ

وأميل إلى اعتبار ذلك في كل من المديد والرمل من الموزون إذ لم يرد مثل ذلك عن الخليل. ووما جاء على الرمل من هذا الوزن قول الشيخ عبد الغني النابلسي في مدح القهوة :

تنجلي بين يد النساكِ

حلة سوداَء كالاحلاكِ

قدرهم فوق ذرا الافلاكِ

فوق جمر النار في الشباكِ

مضحكات لك سن الباكي

زوج القهوة للتنباكِ

وادر فنجانها لابسة

بين ندمان علوم وهدى

وتنصت لغنا ابريقها

واطرد الهمَّ بايدي فرح

حيث تقل منطقة العروض عن منطقة الضرب ب 2 في الصور الخليلية للبحور فإن ذلك ناجم عن إضافة سبب بعد منطقة الضرب ( الترفيل) وشذ عن ذلك المتقارب حيث تأتي منطقة العروض 323 و 1323 و 2323 وهنا سؤال حول الرمل 2 3 4 3 4 3 2 3 4 3 4 3 2. هل أصل صدر الرمل 343432 ولحقة + 2 ( الترفيل في العجز) أم أصله كالعجز 2 3 4 3 4 3 2 وحذف آخر سبب فيه شذوذا عن الصور الخليلية للبحور أو استئثارا. وعلى حد علمي فإن أول قصيدة في الشعر العربي ينتهي صدرها بالتركيب 3 2 3 2 هي قصيدة المتنبي:

هَطِلٌ فيهِ ثَوَابٌ وعِقابُ

ومَنايا وطِعانٌ وضِرابُ

وكان ردي قبل عدولي عنه:

وكان ردي قبل عدولي عنه