نحو رواية التخاب

بسم الله الرحمن الرحيم

من مخطوط الطبعة الثانية من كتاب ( العروض رقميا)

كتـابـة

writing

كـاتب

writer

يـكتبُ

write

الأحرف الملونة التي تنقل الكلمة العربية من صيغة إلى أخرى تأتي حينا في أول الكلمة وحينا في وسطها وحينا في آخرها حسب الصيغة المطلوبة. ذلك أن بنية الكلمة تتعرض لتغيير هو أشبه بالتفاعل الكيماوي الذي يغير شخصيتها لتعبر شكلا ومضمونا عن المقصود في كل صيغة .

بينما الأحرف الملونة التي تنقل الكلمة الإنجليزية من صيغة إلى أخرى تأتي جميعا في آخر الكلمة وكأنها تلصق بها إلصاقا أو كأنها شارة تضعها على ذراعها أو رأسها لتفيد المقصود في كل صيغة

هل لذلك علاقة بالعروض ؟

نعم فثمة تجانس في خصائص العربية في سائر علومها والعلاقة هنا هي بين الصرف والعروض.

يعرف القطع ( تحول مستفعلن = 2 2 3 إلى مستفعلْ = 2 2 2 ) في كتب العروض بأنه حذف آخر الوتد المجموع وإسكان ما قبله

مس تف علُنْ 2 2 3 .... ثم .... مستفعلُ نْ 2 2 1 1 ه ......ثم مستفعلْ 2 2 2

هكذا انتقاص وتغيير من الآخر.

لو قارنا هذا التوصيف للتغيير لوجدناه أقرب لما يحدث في صرف اللغة الإنجليزية منه للعربية.

الرقمي يوصف التغيير الحاصل في آخر العجز لنقل الوزن من 2 2 3 إلى 2 2 2 حسب ما يعرف ( بالتخاب ) بأنه تغيير يعتري بنية المقاطع الأخيرة في العجز بضوابط معينة تغير شخصيتها وتنقلها من سياق إلى آخر كما هي الحال في الصرف العربي.

التخاب هو الموضوع الذي تتناوله هذه الدراسة والقطع هنا مجرد تقريب لبعض مضمونه.

ملازمةُ العروض العربي وما يتيحه الرقمي من هدم لفواصل الوهم الناجم عن اعتبار الحدود بين التفاعيل جدرانا حديدية تمنع التفاعل والتواصل بين أجزاء الوزن، بشكل يستبد بالتفكير ويأطره في تجزيئاتها،وما يعقب التخلص من وهم الحدود من طلاقة واستنارة وتواصل مع شمولية فكر الخليل كل ذلك يجعلني أحس بالعروض كأنما هو كائن حي ذو صفات ومواقف بل وجينات، وحيثما حلت هذه الجينات في مقطع سواء كانت ناشطة أو خامدة فإنها تفعل فعلها وتقرر الأمر في سائر البيت ولو وجدت في أول مقطع في الصدر فإنها تقرر مصير آخر العجز.

بل أتصوره أحيانا مجموعة أشخاص يتحاورون ويتفقون ويختلفون ويقررون.

موضوع التخاب من أجمل وأحلى مواضيع الرقمي. وقد وددت أن أقدمه على شكل رواية أهم ما فيها تمثيلها لحيوية وتماسك وتناسق الرؤية الشمولية للرقمي، آملا أنها ستحقق من بث الوعي على الرقمي وجماله ما فشلت الجداول والأرقام المجردة من تحقيقه. ولكني وجدتني أكتبها كمحضر للاجتماعات مع لمسات حوارية وأحيانا أسهبت في الشرح المباشر.

لا شكّ أن ثمّة سواي ممن يهضمون المادة جيدا أقدر مني على صوغ الموضوع في رواية بشكل فني أفضل. بل ربما وفق أحدهم في كتابة رواية العروض ككل.

هل يصلح موضوع هذا الفصل وحده مضمونا لرسالة جامعية ؟ - ربما

أزعم أن من لم يفهم هذا الموضوع فإن إحساسه بجمال وحيوية العروض العربي لم يكتمل.

إنني مدين لكل من قلل من قيمة الرقمي أو قصره على أنه مجرد شكل آخر لتمثيل الوزن أو سخر منه فإن هذه المواقف أمدّتني بدافع أستشعرته دوما للرد بشكل مقنع

بدأت الموضوع في سياق الطبعة الثانية من كتابي (العروض رقميا)، وفي هذه الطبعة مقاربة جديدة لمنطقتي العروض والضرب كما للقافية دعتني إلى استعمال عبارات جديدة منها المتناوبة والقصد وتدان بينهما منطقة سببية 3 2 2 3 وسيلاحظ من ألف الرقمي تداخلا في استعمال المصطلحات المحدودة في هذا المجال لكني حاولت تجنبه باستعمال عبارات ساطعة الدلالة مثل ( آخر العجز ). وكانت هذه هي البداية التي أنقلها قبل البدئ بالرواية.

التخاب أصلها التخابُب وتفيد تداخل إيقاع االخبب والإيقاع البحري وما يترتب على ذلك في البحور المعروفة من تكافؤ بين السببين الثقيل والخفيف وحلول أحدهما محل الآخر.

من فصول التخاب 2 2 2 في الضرب

للمتنبي على الخفيف :

وتمشّت من الفؤاد بنعلٍ حُرُّ وجهي له مكانَ التراب

آه لم يدر ما العذاب فؤادٌ لم يذق طعم فرقة الأحباب

وتمشّت من الفؤاد بنعلٍ حُرُّ وجهي له مكانَ التراب

لابن الخياط على الكامل

أَتَظُنُّ أَنَّكَ ضائِرِي بِأَشَدَّ مِنْ عُدْمِ الشَّبابِ وَفُرْقَةِ الأَحْبابِ

ما فَوْقَ جَوْرِكَ مِنْ مَزِيدٍ بَعْدَما عِنْدِي فَذَرْنِي يا زَمانُ لِما بِي

ظافر الحداد على الرجز

هَيا تَعالوا مَعشَرَ الأَحبابِ

قَطائفٌ لَطائفٌ رَوابِ

لم تُحْشَ بل صُفَّت على اصْطِحاب

في المسكِ والفُسْتقِ والْجُلاَّب

كأنها أَلسِنة الأحباب

في الشَّكْل والنَّكْهة والرُّضاب

مَلْمَسُهاَ كوَجْنَةِ الكَعاب

وطعمُها كلَذَّة العِتاب

من بعدِ صَدٍّ طالَ واجْتنابِ

حبُابِ - إصطحاب – قُرَبائي

في آخر بيت من البحور الثلاثة أعلاه وردت كلمة أحباب ووزنها فيها جميعا = 2 2 2 فأي من هذه البدائل يحل محلها في كل حالة ؟

2 2 2 لها مصدران :

أولهما انتهاء العجز بمتناوبة 3 2 2 3 وذلك في الكامل والرجز ويلاحظ انتهاء الرمل بها كذلك.

وثانيها انتهاء الشطر بالخاتمة 3 2 3 2 في الخفيف ولم أقصر الأمر على 2 3 2 لأنها في آخر عجز الرمل تأتي في إطار مختلف هو 3 2 2 3 2

هل من تفسير شامل لقبول بحر ما في نهاية عجزه ( منطقة الضرب ) وزنا ما ورفضه وزنا آخر؟

نعم، هناك موضوع التخاب وهو البحث الذي يبين تداخل الإيقاعين البحري والخببي سواء في الحشو أو في نهايتي الشطرين. وقد تنامى إدراكي بهذا المفهوم تدريجيا عبر السنين من افتراض ما تظهر فيه ثغرات تدعو إلى تعديله إلى افتراض آخر ذي ثغرات أقل فتعديل فهكذ، ا إلى أن وصلت به إلى وضع متقدم يفسر جل ما يتعلق بالأمر في أقل تقدير. ولم يكن المسار في هذا البحث ذا بعد واحد بل كان ذا معطيات عديدة يفترض في كل منها أنها شاملة و تؤدي كل منها إلى نتيجة تختلف عن الأخرى وكان لا بد لعدم التضحية بإحداها والاحتفاظ بالشمولية من إيجاد تفسير منطقي يفسر النتيجة على ما يدور بين هذه المعطيات من حوار وصراع ينتهيان بسيادة إحداها على سواها أو بحلول وسط بين اثنتين منها أو باتفاق بين بعضها. وبت أحس بمجتمع العروض ومكوناته وما فيه من تدافعات وكأنه مجتمع عاقل فاعل متفاعل. ورأيت أفضل طريقة لتقديمه هو محاولة نقل تطور الموضوع لدي على هذه الصورة التي تشخصن العروض وتصوره حيا متفاعلا.

تكون الأشياء بسيطة في بداياتها ثم تأخذ أشكالا أرقى وأعقد حسب ما أودعه الله تعالى في الكون من سنن. قال تعالى : " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" (فصلت - 11)

" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" ( الأنبياء - 30)

إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)

كل من الدخان، الماء ، والطين مادة أولية متجانسة أو يغلب عليها التجانس ثم منها خلق الله سبحانه الخلائق فتنوعت وتفاوتت.

الكم والنوع هما أساس توصيف الأشياء، وعندما يكون النوع واحدا يكون الكم هو المتغير الوحيد، وتوصيفه سهل أما النوع فلعل أغلب علوم البشر المادية منصرفة إلى توصيف النوع.

وليس العروض بدعا في هذا المجال، فوحدتاه الرئيستان هما المتحرك (1) والساكن ( ه ) وتناوبهما له نظائر في تناوب الليل والنهار والشهيق والزفير وحركة البندول، بل إن في اتحادهما على النحو ( 1 ه = 2 ) ما يذكرنا باتحاد الهيدروجين والأكسجين لتكوين الماء. ويبقى الماء كمًّا كذلك، فإذا اتحد مع غيره من المكونات لإنتاج محاليل أو مركبات صار التغير نوعيا.

يبدأ الطفل بنداء الخبب ما ما ما ما = 1 ه 1 ه 1 ه 1 ه = 2 2 2 2

وهذا الوزن متجانس بسيط، ولا نحتاج لتوصيفه إلا أن نعد وحداته وهذا هو أول شخوص روايتنا العروضية هذه السبب = 2

وذات يوم فوجئ الطفل بنفسه يقول مَمَ ما = 1 1 2 = (2) 2 فأعجبه هذا النغم فأخذ يردده فنجمَ بذلك من نفس السبب الأول سبب آخر يماثله في كميته ويختلف عنه بتحول ساكنه إلى متحرك. وهذا ثاني شخوص روايتنا وهو السبب الثقيل. وبدأ الطفل يتفنن في ترتيب هذين السببين ويطرب لما يخرج به.

ما ما ما ما = 2 2 2 2

مَمَ ما مَمَ ما = (2) 2 (2) 2

ما مَمَ مَمَ ما = 2 (2) (2) 2

كل من السببين يحل أحدهما محل الآخر ويبقى الوزن متناغما، وهذا هو إيقاع الخبب.

وعاش هذان الشقيقان توأمين يحل أحدهما محل الآخر في هذا المجال الخببي الأزرق أو الدولة الزرقاء، وتآلفت أعضاؤهما مع البيئة الزرقاء

وبقي الأمر على هذا ردحا من الزمن. كبر الطفل وأخذ يأنس في نفسه تحكما بالألفاظ فقال يوما مـَ ما ما ما = 1 2 2 2 ودهش الطفل من نفسه وأولع باللحن فأخذ يكرره

وبدأ الطفل يتلاعب عن وعي بهذا النمط الجديد

مـَما ما ما = 21 2 2 ، ما مَما ما = 2 21 2 ، ما ما مما = 2 2 21

بل صار ينادي أمه به مستعذبا وقع صوته في أذنه عندما يكرر يما ما = 21 2

كان هذا القادم الجديد مميزا في لونه مميزا بتماسك وتلازم مكوّنيه 21 فحق لهذا الجديد ثالث شخصيات العروض أن يتميز بشخصية مستقلة واسم مستقل 3 = الوتد،

بدأ الطفل يمارس لعبتة بخلط مكونات ما صار لديه من شخوص

ما مما ما مما = 2 3 2 3 فوجد اللحن معقولا وعكسه فصار مما ما مما ما = 3 2 3 2

ولكن هذا الرقم الجديد لا يرى في المحيط ذي اللون الأزرق ويحتاج إلى رفقة الرقم 2 الدائمة قبله ليري له الطريق، ولكنه يراها لوحده إن كان في أول الشطر حيث وجهه متطلع إلى الفضاء المنعتق من اللون الأزرق. وكما توحد 1 2 في الوتد 3 فقد توحد الرقمان 2 3 في هذا التركيب رابع شخوص الرواية و 2 3 خلية الإيقاع البحري.

الرقم 3 في يأتي أول البيت أو في داخله أو نهايته ولا يكون في داخله أو نهايته إلا مصطحبا قبله الرقم 2 بدون استثناء على الإطلاق.

وحاول الطفل أن يمزج (2) مع القادم الجديد وأخذ يقارن بين (2) 3 و (2) 2

مَمَ مما مَمَ مما= 1111ه = (2) 3 (2) 3 فشعر بألم في مفصل فكّه وما استطاع أن يكمل

مَمَ ما مَمَ ما =111ه= (2) 2 (2) 2 فلم يشعر بألم في مفصل فكّه.

وهكذا تنافر هذا المكونان فلا الوتد يقبل قبله هذا السبب الثقيل، ولا السبب السبب الثقيل يقبل بعده الوتد. فسميا بالمتنافرين .

ماذا عن حال السبب 2 ؟ في علاقته من هذا الصراع بين شقيقه (2) ورفيقه الوتد في الخلية 2 3 . هنا أصبح عند هذا السبب شبه انفصام فله كينونة مستقلة في كلتا الرابطتين فأوله واحد في الحالتين وهو المتحرك ، وأما ساكنه فمختلف كما يوضح ذلك الرسم التالي

كان السبب الخببي 2 بشقّيه (2) و 2 سائدا ببساطته في دولته الزرقاء ذات الراية الزرقاء، ومع طفرة وجود الوتد 3 بدأت الأمور تأخذ مسارا من التعقيد والإشكالات فقد بدأ هذا الوتد بمساعدة سببه الداخل في الخلية البحرية 2 3 حركة تفاعل وتنظيم للأسباب ليؤسس دولته بعلمها ذي اللونين الأحمر والأزرق، وقد استمدت هذه الدولة( دولة اللونين) من ثراء تكوينها وتنوع خلاياها قوة مكنتها من اكتساح الساحة، ولكن الخبب مع انحسار نفوذه بقي حاضرا لا يريم، فقامت دولة اللونين بكتابة تاريخ العروض بطريقة تظهر فيها بأنها الدولة الوحيدة للعروض وأن الخبب ما هو إلا ملحق متأخر ببحر مهمل من بحورها هذا البحر المهمل مكون من تكرار الخلية البحرية الأولى (الذي سمي لاحقا بالمتدارك) ومن شاء أن يطلع على التاريخ الذي كتبته دولة اللونين يجده على الرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/dr-bidyar-mutadrak-hkabab

ركائز دولة اللونين التي بها هيمنت وفرضت سلطانها هي :

1- الوتد 3

2- الخلايا البحرية 2 3 ، 4 3 ، 6 3 وأهمها وأقواها الخلية البحرية الأولى 2 3

3- المتناوبات البحرية 3 2 3، 3 4 3، 3 6 3 وأهمها وأقواها المتناوبة الأولى3 2 3، سميت متناوبة للتناوب وتد منطقة سببية وتد فيها

4- الأوثق ( آخر وتد ثابت قطعيا )

هيمنت دولة اللونين طويلا، وكتبت التاريخ الذي يناسبها والذي استندت فيه إلى أنْ لا إيقاع إلا الإيقاع البحري وأن الخبب طرأ لاحقا متفرعا من المتدارك.

وتعالت أصوات في الخبب تطالب بالاعتراف بخصوصية الخبب وأنه لم ينشأ من أي وزن في دولة اللونين بل راحت أصوات متطرفة في الخبب تنادي بأن الخبب هو أصل البحور جميعا وأن الوتد لم يكن إلا نتاج تشوه في جينات أحد الأسباب في طفرة أخلت بلونه وأفقدته صفاء زرقته، وجعلته لا يستطيع الرؤية في المجال الأزرق، إذ فقد ساكنه فلم يعد قادرا على الحياة إلا بالتصاقه بالسبب الذي يليه لينتج عنهما الوتد، وبدوره لم يعد للوتد من وجود بغير سبب أمامه في الخلية 2 3 ، إلا في أول الشطر

واحتدم الخلاف بين دعاوى الفريقين فقررا عقد اجتماع مثل الوتد فيه وفد دولة اللونين ورئس السبب الثقيل وفد الدولة الزرقاء.

وابتدأ الوتد بمقولته المعهودة عن نشوء الخبب من المتدارك. وأن فعْلن 2 2 نشأت من فاعلن 2 3 بقطع الوتد وأن فاعلُ = 2 1 1 نشأت من فاعلن كذلك بحذف ساكن الوتد.

وهنا اغتنم السبب الثقيل الفرصة ليعلن استعداده بالموافقة على ذلك بشرطين

1- أن يتم تعميم ذلك على المتقارب وهو صنو المتدارك في دائرة (أ- المتفق)

2- وإن كان ذلك كثيرا فيكتفي ممثل الخبب بقبول تحول وتد واحد فقط 3 إلى 2 في حشو كل من بحر المتقارب والمتدارك

عقد أركان دولة اللونين لقاء لمناقشة الشرطين المنطقيين الذين اشترطهما مندوب الخبب

وأما بالنسبة للشرط الأول، وهو تعيم تحول المتدارك = 2 3 2 3 2 3 2 3 إلى الخبب 2 2 2 2 2 2 المزعومِ انتسابه إليه باصطناع حجة قطع الوتد في الحشو، فكذلك تتحول 3 2 3 2 3 2 3 2 تتحول إلى 2 2 2 2 2 2 2 2 ويمكن اصطناع حجة خرم الوتد في الحشو كذلك. فإن هم سمحوا بالقطع ورفضوا الخرم فإن ذلك تناقض في القياس على ما يجوز وما لا يجوز في الحشو. وإن سمحوا به فذلك نجاح لمندوب الخبب في إثبات أن كلا من المتقارب والمتدارك من أصل خببيي.

وأما بالنسبة للشرط الثاني فقد استعرض أعضاء وفد اللونين بعض الحالات

فالمتدارك مثلا = 2 3 2 3 2 3 2 3 يتحول إلى 2 3 2 2 2 3 2 3 وهو ثالث الخفيف. ومجزوء المتدارك 2 3 2 3 2 3 يتحول إلى 2 2 2 3 2 3 وهذا يوافق المقتضب على الساعة. وهذا بدوره سيثير الفوضى بين البحور، وهنا اقترح أحد أعضاء الوفد الوافقة على ذلك يحجة قول الشيخ جلال الدين الحنفي في كتابه ( العروض تهذيبه وإعاد تدوينه - ص 304) : "ومن نماذج ما وقعت فيه البدائل وهي ....وفعْلن22

قالت ماله واجماً .....قالوا إنّه مدنف

فعْلن فاعلن فاعلن ....... .......2 2 2 3 2 3

وهنا رد عليه عضو من وفده قائلا إن هذا بهذه الصيغة ليس من الشعر أبدا فهو وزن الممقتضب على الدائرة والواجب أن يكون في الشعر = 2 2 2 3 [[2]]3 = 2 3 3 1 3

ثم إن القول بأن 2 2 تعادل 2 3 يعني أن يصح الوزن على النحو التالي

فعْلن فاعلن فاعلن فاعلن فعلن فاعلن

2 2 2 3 2 3 2 3 2 2 2 3

الصدر كائنا ما كان ....... مجزوء الخفيف

وإذ ذاك وعليه يصح القول على المتدارك:

قالت يوماً ماله واجماً مدنفاً قالو إنّه لم يزل

2 2 2 2 2 3 2 3 2 3 2 2 2 3 2 3

ونظرا لما في هذا من عوار صرف الوفد النظر عنه، فعاد عضو الوفد مستشهدا بقراءة الأستاذ محمود مرعي أورده لابن الجوزي

http://arood.com/vb/showpost.php?p=3727&postcount=10

أم أين التراب أما تربت.............. خداه ، أما سكن التربا

وقد أعرض عنه الوتد قائلا :

واضح أن هنا خطأ مطبعي وأن الصواب :

أم أين التِّرْب أما تربت.............. خداه ، أما سكن التربا

فالهاء في (خدّاه) لا بد أن ترجع إلى عاقل

أثناء مشاورات وفد اللونين، كان الخببيون يديرون بينهم حوارا يصر على تقديم البحور كافة على أنها تحورات عن الأصل الخببي، ووجدوا في كتاب د. أحمد مستجير ( مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي ) سندا لهم في ذلك، وضرب بعضهم على ذلك مثالا وزن البسيط باعتباره خببا في أصله بعد حذف ما كتب باللون الفاتح :

مستفعـيلن فاعيـلن مستفعيـلن فا عي لن=2 2 1ه 2– 2 1ه 2 - 2 2 1ه 2 –2 2 2

وبعد أخذ ورد طويلين بين أعضاء كل وفد وبين الوفدين معا تم الاتفاق على إبقاء الباب مفتوحا للحوار النظري حول البعد التاريخي وفصله عن تنظيم الواقع الشعري الذي سيتعاون الطرفان في تنظيم العلاقة بينهما فيه على تحديد الأسس التالية وما يترتب عليها:

1- الأوثق

2- تحديد المناطق الخالصة لكل منهما التي لا يجوز للطرف الآخر دخولها

3- تحديد المناطق المشتركة بينهما في الحشو

4- تحديد المناطق المشتركة بينهما في آخر العجز ( منطقة الضرب )

5- الجرعة الخببية القصوى والتركيبان 4 1 3 ، 1 3 4

وفيما يلي تفاصيل الاتفاق مع بعض خلفيات الحوار حولها حيث يزيد ذلك البنود وضوحا.

1- الأوثق : ( آخر وتد ثابت قطعيا ) الرقم 3 قد يكون وتدا حقيقا 3 وقد يكون ناتجا عن زحاف السبب الأول في 2 2 ليصبحا 1 2= 3 وقد يكون جزءا من الفاصلة (2) 2 = 1 1 2 = 1 3، وهناك قرائن كثيرة في السياق لمعرفة أصالة الوتد، ولكن هناك قرينتين تلازمان الوتد وتقرران أصالته حتى لتكادا أن تكونا قرينتين ذاتيتين يلخصهما التركيب 432 وهما

أ- أن يأتي الوتد 3 مسبوقا بالرقم 2 في أي تركيب من 2 3 – 2 2 3 – 2 2 2 3

الأوثق هو آخر رقم 3 في البيت مسبوق بسبب غير مزاحف 2 وهو تثبيت لوتديّة كل وتد قبله. ولكنه لا يثبت وتدية ما بعده، فإذا جاء الوتد بعده في سياق خببي جاز أن يفقد وتديّته.

وكمثال إليك قول المتنبي :

سقِّني ريقها وسقِّ نديمي من سلاف ممزوجة برضاب

2 3 2 3 3 1 3 2 2 3 2 2 2 3 1 3 2

إن الوتد 3 الملون بالأحمر هو الأوثق فهو آخر وتد في البيت مسبوق بالرقم 2 ولذا لا يجوز فيما قبله معاملة 1 3 على أنها 1 3 = (2) 2وبالتالي نقلها إلى 2 2 لأنها =1 3 والرقم 3 فيها يستمد ثبات وتديّته من وجوده قبل الأوثق باستثناء حالة التصريع، فلا يصح أن يقول :

سقِّني ريقها وسقِّ الدّنيا من سلاف ممزوجة برضاب

2 3 2 3 3 2 2 2 2 3 2 2 2 3 1 3 2

ولكن الأوثق لا يضمن وتديّة الوتد بعده، فلنا في آخر العجز

من سلاف ممزوجةٍ برُضابِ = 2 3 2 2 2 3 1 3 2

أن نعامل 1 3 2 على أنها 1 3 2 فيجوز تحولها إلى 2 3 2 أو 1 3 2 = (2) 2 2 فيجوز تحولها إلى 2 2 2 فيصح قوله في كلا النصين التاليين

سقِّني ريقها وسقِّ نديمي من سلاف ممزوجة بالرضاب ( برْ رضا بي = 2 3 2)

سقِّني ريقها وسقِّ نديمي من سلاف ممزوجة الأعْناب ( عنْ نا بي = 2 2 2)

ب- أن يأتي الوتد متبوعا بالرقم 4 ( أو 6) حتى لو كان مسبوقا بالرقم 1 لأن 431 دوما = 1 3 4 لأن اعتبارها 1 3 4 = (2) 2 2 2 وتحولها بالتالي إلى 2 2 2 2 ينتج عنه أربعة أسباب وهذا لا يصح يفوق الجرعة الخببية القصوى 222

فبيت المتنبي على الطويل :

وَمَن لي بِيَومٍ مِثلِ يَومٍ كَرِهتُهُ قَرُبتُ بِهِ عِندَ الوَداعِ مِنَ البُعدِ

3 2 3 2 2 3 2 3 3 3 1 3 2 2 3 1 3 2 2

الأوثق فيه هو الرقم 3 لأنه متبوع بالرقم 4 برغم أن ما يتقدمه هو الرقم 1 ولا يصح في العجز القول : وذقت به طعم الأسى ذا التوديعا = 3 1 3 2 2 3 2 2 2 2

فإن خروج وقع الوزن في عجز البيت واضح لتعدي الجرعة الخببية القصوى وهي 222 في أي بحر ( الخبب إيقاع)

وهنا يرد السؤال عن صورة الطويل حيث العجز = 3 2 3 4 3 1 3 2

تأمل بيت البحتري وتحريفه الذي يليه :

متى تسألي عن عهده تجِديهِ مليّاً بوصل الحبلْ إن تصِليه ( تَ صلي هي )

متى تسألي عن قلبهِ تجِديهِ مليّاً بجمْر الوجْدِ كم يصْليهِ ( يص لي هي )

وانظر كيف كان التركيب 222 في آخر العجز أقل خروجا عن وقع الشعر من 2222

2- المناطق الخالصة

لم يستغرق الحوار حولها طويلا، فالخبب الخالص لا مجال فيه للوتد، والدائرة الصغرى ( أ- المتفق) ببحريها المتقارب والمتدارك لا مجال فيها للخبب. وقد تم تحفظ مندوب الخبب على رابع وسادس المتقارب وحجته ظهور 22 في آخر العجز من كل منهما ولما سئل عن تفسيره لذلك قال:

ثالث المتقارب = 3 2 3 2 3 2 3 2 3 2 3 2 3 2 3

رابع المتقارب = 3 2 3 2 3 2 3 2 3 2 3 2 3 2 2

إن رابع المتقارب اعترى متناوبته الآخيره 3 2 3 الزحاف فأصبحت 3 1 3 وهي بعد الأوثق، وإذا كان آخر الصدر 3 2 3 فإن 3 1 3 في آخر العجز تتـزحلق وجوبا إلى 3 2 2 فلا يوجد في العروض العربي كله صدر ينتهي ب 3 2 3 وعـجزه ينتهي بـ 3 1 3 حتى السريع الذي ينتهي صدره ب 3 2 3 لا تكون نهاية عجزه مع نهاية الصدر تلك 3 1 3 بل تتزحلق إلى 3 2 2 بالتخاب بعد الأوثق، وأضاف أن ما ينطبق على المتقارب في هذا وهو السيد ينطبق على المتدارك وهو التابع.

فمن رابع المتقارب قول البحتري:

أَبا جَعفَرٍ كُلُّ أُكرومَةٍ بِأَخلاقِكَ البيضِ مَنسوجَه

3 2 3 2 3 2 3 3 2 3 2 3 2 2

وَنَفسُكَ نَفسٌ إِذا ما النُفوسُ تَوَقَّدنَ لِلشُحِّ مَثلوجَه

فَكَم ثُلمَةٍ بِكَ مَسدودَةٍ وَكَم شِدَّةٍ بِكَ مَفروجَه

له ذات الوقع على الأذن إن نقل إلى المتدارك على النحو :

يا أَبا جَعفَرٍ كُلُّ أُكرومَةٍ هِيْ بِأَخلاقِكَ البيضِ مَنسوجَه

2 3 2 3 2 3 2 3 2 3 2 3 2 3 2 2

إنّ نَفسُكَ نَفسٌ إِذا ما النُفو سُ تَوَقَّدنَ لِلشُحِّ مَثلوجَه

رُبما ثُلمَةٍ بِكَ مَسدودَةٍ مثلما شِدَّةٍ بِكَ مَفروجَه

3- تحديد المناطق المشتركة بينهما في الحشو

كان رأي مندوب دولة اللونين استنادا لما تقدم أن مظهر تداخل الإيقاعين في الحشو يعني أن يحتوي الحشو من الخبب على السبب الخببي 2 وخاصة وجهه الثقيل (2) وعلى الوتد من الإيقاع البحري، ولما كان هذان لا يلتقيان دون سبب خفيف بينهما الأمر الذي يتنتج عنه التركيب 2 2 3 = ((4) 3 حيث ((4) هي الفاصلة = 1 1 2 = (2) 2 وشرط وجود هذه الفاصلة في الحشو هو غياب البادئة 2 3 والمتناوبة 3 2 3 ولا يتحقق هذا إلا في دائرة ( هـ - المؤتلف ) ببحريها الكامل والوافر. وعليه فلا وجود للفاصلة أو السبب في الحشو في غير هذين البحرين.

وكان رد مندوب الخبب أن هذه بعض الحقيقة، إذ أن هنالك ثلاثة مواطن أخرى يلتبس الأمر فيها وهي الرجز والهزج وبحور دائرة (د- المشتبه).

فالرجز والهزج يخلوان من كل من البادئة 2 3 والمتناوبة 3 2 3، وهما بالتالي امتداد للكامل ومجزوء الوافر وينبغي أن يكون للسب الخببي وجود فيهما.

فأجاب مندوب اللونين بأنه يوافق على ذلك بشرط أن يوافق مندوب الخبب على أن يكون السبب الخببي في الفاصلة قابلا للزحاف. قال هذا وهو يعلم أن مندوب الخبب لا يمكن أن يوافق عليه لأنه يهدم بذلك ثابته الأساس الذي هو عماد وجوده، وهو عدم قابليته للزحاف ( وللسادة القارئين فتحول السبب الثقيل إلى خفيف لا يسمى زحافا بل هو تكافؤ خببي وليس الزحاف في الرقمي إلا حذف ساكن السبب الخفيف ).

استغرق مندوب الخبب مليّا في تفكيره إلى أن انتبه على قول مندوب اللونين، إن إيجاد نسختين مطاطيتين من الكامل ومجزوء الوافر وإعطائهما اسمي الرجز والهزج ما كان في الأساس إلا لصيانة السبب الخببي فيهما من الزحاف فشرفهما ككامل ووافر من شرف السبب الخببي، وهنا أقر مندوب الخبب بعدم التدخل في الرجز والهزج، وأنهما بزحافاتهما من ملاك دولة اللونين البحرية الصافية، شأنهما في ذلك شأن المتقارب والمتدارك. بل أضاف إنه بهذا يتمسك بنفي وجود الزحاف عن فاصلة الكامل والوافر، وأقره على ذلك مندوب اللونين، مع تحفظه على أن ما سبق هذا الاتفاق من مزاحفة لسببي الفاصلة وخاصة الخببي منهما لا يلحق أيا من البحرين بالرجز أو الهزج. واتفق الطرفان على ذلك مع اعتبار ما كان من الزحاف في الفاصلة من باب النادر الذي لا يقاس عليه.

وطلب مندوب الخبب بحث حالة التركيب 2 2 2 في حشو بحور دائرة المشتبه. وخاصة السبب الأول منها. وكانت دعواه مستندة إلى أن بين هذا السبب والوتد سببين لا سببا واحدا، وأن من حقه أن يكون سببا خببيا،. وهنا ذكره مندوب اللونين أن البحرين الرئيسين في هذه الدائرة المنسرح يحوي المتناوبة 3 2 3 في كيانه على الدائرة والخفيف أوله البادئة 2 3 .

وفي جو من التفاهم بعد حل الإشكالات الأولوية توافق الطرفان على التوصيف التالي

كل ما زاد عن سببين في الحشو فهو خببي من حيث الاعتبار الشعري، ولكنه من حيث الاعتبار الخاص بالبحر لا يجوز أن يمارس خببيته، فهو في بحور الدائرة (د ) خببي مجمد، ويكتفي بأن يعتبر ان زحافه ممتنع أو ثقيل.

ولو أنه مارس خببيته فإن الوزن الناتج يخرج من البحر ولا يخرج من الشعر، خذ مثلا

الخفيف المحذوف (-2) = 2 3 2 2 2 3 2 3 لو أن هذا السبب مارس خببيته لخرجنا بالوزن 2 3 11 2 2 3 2 3 = 2 3 1 3 2 3 2 3 وهذا وزن المتدارك. وحتى لو لم يكن محذوفا لخرجنا بالمتدارك +2

خذ مثلا هذا البيت للبحتري باعتبار الياء من نفسي حرف مد ثم بجعل حركتها الفتحة :

صنت نفسي عمّا يدنّس نفسي وترفعت هن جدا كل جبس

2 3 2 2 2 3 1 3 2 1 3 2 3 3 2 3 2

صنت نفسيَ عمّا يدنّس نفسي وترفعت هن جدا كل جبس

2 3 1 3 2 3 1 3 2 1 3 2 3 3 2 3 2

صحيح أن الصدرين متقاربان ولكن ذلك يخرج الصدر في الحالة الثانية من الخفيف ويجعله أقرب للمتدارك.

وعلى ذلك قس المنسرح : 4 3 2 2 2 3 1 3 و 4 3 1 3 2 3 1 3

د. مستجير (20-ص90) يورد وزنا يسميه بحر شوقي وهو :

أحلمُ أن أشرب الشهدَ من ثغرها = 2 1 3 2 3 2 3 2 3 ، فيقارن به مآل المنسرح لو سمح للسبب الأول فيه بممارسة خببيته. واتفق الطرفان على هذا الفهم.

4- تحديد المناطق المشتركة بينهما في آخر العجز ( منطقة الضرب )

لما كان الطرفان متفقين أن الأوثق لا يحول دون تفعيل التكافؤ الخببي فيما بعده، فقد اتفق الطرفان على توحيد جهدهما لصياغة تفصل ذلك وتبينه على نحو يفسر الواقع. وأسفرت جهودهما المشتركة عن التوصيف التالي:

كل تركيب بعد الأوثق يمكن أن يصاغ صياغة خببية فله أن يمارس استعمال التكافؤ الخببي مرة أو مرتين، كيف ؟

كل تركيب له صيغة الخبب له أن يمارس التكافؤ الخببي وصولا إلى 2 2 2 ولكن ممارسة التخاب ثانية انطلاقا من 2 2 2 لها شرط واحد هو أن يتضمن الحشو سببا خببيا نشطا أو مجمدا. وعندما لا يحوي الحشو سببا خببيا فالممكن هو زحاف أحد السببين الأول والثاني لينتهي الضرب ب 1 2 2 = 3 2 أو 2 1 2 = 2 3 وإلى التفصيل في هذا فهو يتناول ما بدأنا به من الفروق بين البحور التي تنتهي بكلمة أحباب = 2 2 2

هناك بحور ثلاثة تقبل الانتهاء بكلمة أحباب

الكامل = 2 2 3 2 2 3 2 2 3 وسببه الخببي 2 ناشط

تحول آخر عجز الكامل إلى 2 2 2 يتم عبر عملية افتراضية يكون فيها آخر العجز

= 2 2 3 ويزاحف السبب الثاني فينتج عن ذلك 2 2 3 2 2 3 2 1 3 والتركيب

2 1 3 بعد الأوثق يمكن أن يأخذ التوصيف 2 11 2 = 2 (2) 2 وهو خببيا يكافئ 222

الرجز = 2 2 3 2 2 3 2 2 3 ليس فيه سبب خببي

ونصل في نهاية عجزه إلى إلى 2 2 2 بنفس طريقة الكامل

الخفيف = 2 3 2 2 2 3 2 3 2 سببه الخببي 2 مجمد

ينتج عن الزحاف 2 3 2 2 2 3 1 3 2 وجود 1 3 2 بعد الأوثق وهذا التركيب يمكن وصفه ب (2) 2 2 ومن ثم يتحول بالتخاب إلى 2 2 2

ما ينتج عن الزحاف بعد الأوثق من سياق خببي يجوز فيه إحلال سبب خفيف محل سبب ثقيل في كل البحور، فمثلا في آخر الرجز في المتناوبة الأخيرة من العجز 3 2 2 3

فإن تحولها إلى 3 2 1 3 يجعل من الممكن اعتبارها 3 2 1 3 = 3 2 (2) 2، حيث يمكن تحول 2 (2) 2 إلى 2 2 2، فالتحول من ثقيل إلى خفيف سهل وهو بمثابة النزول لا يحتاج جهدا فالسبب الخفيف مشترك بين البحري والخببي .

ولكن التحول بعد ذلك لأي سبب خفيف إلى ثقيل في إطار التخاب يمثل صعودا لا يتأهل له السبب إلا إذا كان في جيناته عامل خببي نشط أو خامل والمقرر في ذلك الحشو (الكامل والخفيف) فإن وجد في الحشو سبب خببي مناظر للسبب الأول من

التركيب 2 2 2 الذي في منطقة الضرب جاز انتقاله 2 إلى السبب الثقيل. وإذا عدم السبب الثقيل في الحشو جاز فيه الوجهان البحري والخببي ، ولرفع اللبس اضيف

هب أن لدينا البيت : 2 2 3 2 2 3 2 2 3 .............2 2 3 2 2 2 2 3 2

كيف سنعرف أن السبب الأول من 2 2 في الحشو خببي أم بحري لنعامل السبب الأول من 2 2 2 على أساس وحدة جيناتهما ؟

في غياب السبب الثقيل (2) لنا أن نعتبر البيت

أ - من الرجز ويجوز فيه ...4 3 4 3 1 2 2

ب من الكامل ويجوز فيه ....4 3 4 3 11 2 2

ولكن إن وجدنا سببا واحدا بحريا (2) 2 جزمنا بأنه من الكامل.

وعلى ضوء ذلك فلنستعرض 222 هذه بعد احتلالها آخر العجز، حيث يترتب على جينات السببين الأولين منها ما يجوز فيها وما لا يجوز.

ولنأخذ السبب الأول 2 2 2 وما يترتب على جيناته في البحور الثلاثة

الكامل: 4 3 4 3 2 2 2 فيه هذا السبب خببي شأنه شأن مثيلاته في الحشو، ولذا يجوز فيه التكافؤ الخببي فيجوز أن تأتي نهاية العجز2 2 2أو (2) 2 2 = 1 3 2

لا يجوز فيه الزحاف فلا تأتي نهاية العجز بعد الأوثق 1 2 2 = 3 2

الرجز :4 3 4 3 2 2 2 هذا السبب بحري لا يجوز فيه التكافؤ الخببي فلا يجوز فيه بعد الأوثق ورود(2) 2 2 = 1 3 2

يجوز فيه الزحاف فتأتي نهاية العجز بعد الأوثق 1 2 2 = 3 2 في الرجز

يجوز فيه الزحاف فتأتي نهاية العجز بعد الأوثق 2 1 2 = 2 3 في الرجز فينتقل إلى السريع، واستقل السريع بهذا الاسم لأن قافية الرجز ذاتها إذا انتهى عجزه ب 3 2 أو4 2، ولكن القافية إذا انتقلت إلى 2 3 وجب التزامها إذ لا تتفق معها القافية 4 2

وإذا كان التخاب يسمح في الرجز لِ 2 2 2 بالتحول إلى 1 3 2 فإن ذلك لا يعتبر من الشعر بل من الموزون وإن أساغته الآذان ومن ذلك ، تحوير أبيات أحمد درويش

الليلُ عاد عاد ليلُ الشجنِ أكفّه تغزل لي في كفني

فليلَةُ الموعدِ جاءت لم تجدْ غيرَ جريحٍ في إهابي مثخنِ

غير بقايا مُقعدٍ وحفنةٍ من الدموع لم تزل في أعيني

لتصبح

الليلُ عاد عاد بالأشجان أكفّه تغزل لي أكفاني (اكفاني = 222)

فليلَةُ الموعدِ جاءت لم تجدْ غيرَ جريحٍ في إهاب عانِ ( ب عانِ =221)

غير بقايا مُقعدٍ ومدمعي عيناي من حزني به تكِفانِ ( تَ كفا ني = 1 3 2)

البيتان الأول والثاني من الرجز ولا اعتراض عليهما، وأما البيت الأخير فعجزه من الكامل، فوزن عجزه = 4 3 4 3 ((4) 2، ومنطق قبوله في الرجز كمنطق قبول الوقص والخزل في الكامل، هذا من ناحية رسمية، أما ما قد تجده الأذن من سلاسة فمرده إلى وشائج القربى بين الرجز والكامل.

ولكن حسب جواز زحاف 2 2 2 إلى 2 1 2 = 2 3 فإنه يصح نظريا الوزن التالي:

وبهذا الصدد أنقل مما نشر في المنتدى :

مستفعلْ = مس تف علْ = 2 2 2 - متفْعلْ ( فعولن) = 3 2 - مستَعلْ (فاعلن) = 2 3

مفعولا = مف عو لا = 2 2 2 - معو لا ( فعولنْ) = 3 2 - مَفْعُلا ( فاعلن ) = 2 3

هذه أبيات لأحمد درويش على الرجز :

الليلُ عاد عاد ليلُ الشجنِ ..... أكفّه تغزل لي في كفني

2 2 3 3 3 2 1 3 ..... 3 3 2 1 3 2 1 3

فليلَةُ الموعدِ جاءت لم تجدْ ..... غيرَ جريحٍ في إهابي مثخنِ

غير بقايا مُقعدٍ وحفنةٍ ..... من الدموع لم تزل في أعيني

وحجرةٌ جفّ على جدرانها ...... عتابِيَ المُرُّ لهذا الزّمنِ

هذا تحوير لتلك الأبيات يجعلها من ثاني الرجز

الليلُ عاد عاد ليلُ الحُزْنِ ..... بوشوشاتٍ لم تزل في أذْني

2 2 3 3 3 2 2 2 ..... 3 3 4 3 2 2 2

فليلَةُ الموعدِ جاءت لم تجدْ ...... غيرَ جريحٍ في إهابٍ مُضْنِ

غير بقايا مُقعدٍ وحفنةٍ ..... من الدموع لم تزل في عيني

وحجرةٌ جفّ على جدرانها ..... عتابِيَ المُرُّ لهذا الغُبْنِ

السؤال هل السبب الثاني في الضرب ( مستفعلْ ) قابل للزحاف أم لا ؟

هنا يصف ابن عبد ربه ( بالضرب المقطوع الممنوع من الطي ) في الأبيات :

قلبٌ بلوعات الهوى معمود .... حيٌّ كميْتٍ حاضرٌ مفقودُ

من ذا يداوي القلب من داء الهوى ..... إذ لا دواء للهوى موجودُ

أم كيف أسلو غادةُ ما حبّها ..... إلا قضاء ما له مردود

القلب منها مستريح سالم ......والقلب مني جاهد مجهود

قوله المقطوع من الطي ( يعني 222 التي لا يجوز أن تزاحف على 212 = 2 3 ) وهذا يعني المسموح خبنه أي تحوله إلى 1 2 2 = 3 2

وعليه فإن الوزن التالي لا يعتبر من الشعر فالصدر من الرجز، والعجز من السريع

الليلُ عاد عاد ليلُ الشجنْ ..... أكفّه تغزل لي في الكَفَنْ

فليلَةُ الموعدِ جاءت لم تجدْ ..... غيرَ جريحٍ في إهابي غُبِنْ

3 3 2 1 3 4 3 ......2 1 3 4 3 2 3

غير بقايا مُقعدٍ وحفنةٍ ..... من الدموع لم تزل تُمْتَهَنْ

وحجرةٌ جفّ على جدرانها ..... عتابِيَ المُرُّ لهذا الزّمنْ

وإذن فهذا من ( الموزون ) لا من الشعر، إلا إذا وجدنا من شعر العرب المعتبر ما يوافقه. ويراجع في هذا المجال:

الخفيف: 2 3 2 2 2 3 2 2 2 هذا السبب خببي متصل الجين بالسبب الأول من 222 في الحشو وهو خببي أصلا ولكنه مجمد، وهو بعد الأوثق يستأنف كامل خببيته شأنه في ذلك شأن السبب الأول في آخر عجز الكامل، وله ذات أحكامه.

على أن لخاتمة العجز شخصيتان تحتفظ بهما معا وتعمل 1 3 2 كمحول بينهما فهي من جهة = 1 3 2 المتكافئة والمتآلفة مع 2 2 2 ومن جهة أخرى = 1 3 2 المزاحفة من والمتآلفة مع 2 3 2، ولهذا يأتي في نهاية عجز الخفيف كل من 2 3 2 و 1 3 2 و222 و222 تُدعى في عروض التفاعيل بالتشعيث وتعرف في التفعيلي على أنها علة تجري مجرى الزحاف ناجمة عن حذف أول الوتد المجموع. وفي هذا من كسر ثابت أساس في العروض ما كان ينبغي أن يمر مرور الكرام طيلة هذه القرون.

وإن ما قدمه الخبب من تفسير أعلاه لتحول 2 3 2 إلى 2 2 2 دون المساس بوتدية الوتد وثابته أثار ارتياحا كبيرا لدى دولة اللونين. وبعد انتهاء التوصل لهذا التفسير شرح مندوب الخبب وجهة نظره على نحو أثار إعجاب الحاضرين وتصفيقهم. فقال : لا يتغير الوتد حين يتغير وهو وتد، وإنما يعتوره التغيير حين يوجد في سياق خببي بعد الأوثق يفقد معه وتديّته فيه . وذكر بالحديث الشريف :" لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن "

ماذا عن السبب الثاني من 2 2 2 في آخر أعجاز البحور آنفة الذكر، وصيرورته إلى (2) ليعطينا 2 (2) 2 . هنا نوع من ازدواج

الكامل = 2 2 3 2 2 3 2 2 2 هذا السبب هو السبب الثاني في الفاصلة، ونقله للثقيل ليصبح آخر العجز 2 (2) 2 = 2 11 2 = 2 1 3 بعد الأوثق ينبئ بوزن مقبول للأذن كهذه الأبيات لعبده بدوي :

قـالـوا بـلادُكَ قـد غـدتْ مـزهـوّةً عـاد النـقـاءُ لـهـا وغـابَ الـتّـرَحُ

وتغـامـزوا لـمّـا عـبَـرْنـا شـارعـاً في موجِـهِ العاتـي مسـاءً سبَحـوا

وتطـايـروا لـمّـا انعطـفـنـا جانبـاً فـوراءَ إعـلانٍ مـثـيـرٍ نـزَحـوا

ذكَـروا مـسـاءً أهـرقـوا ألـوانَـهُ ومشى على صـوتِ المغنّـي قُـزَحُ

وسخـاءَ راقـصـةٍ بجـسـمٍ مـورِقٍ صـاحَ الكـمـانُ بـه وفـار الـقـدَحُ

كـلٌّ يُـعـيـدُ حـكـايـةً عـن وردةٍ هُصِرَتْ وعن شرَفٍ رفيعٍ جَرَحوا

إذ تنتهي أعجاز هذ الأبيات ب 2 1 3

وما كان لنا أن نعتبر هذه الأبيات من الشعر ( بل من الموزون ) لولا تدثرها بالعباءة الرسمية للخزل وهو ثقيل ممجوج في الكامل، إلا أنه مناسب جدا هنا إذ يُستدعى ليقدم خدمة جليلة يؤمن فيها قبول نتائج التخاب على غير طبيعة السبب الثاني في باب الشعر.

وقد سبب قبول دولة اللونين بهذا الاستدعاء سرورا كبيرا لدى دولة الأزرق.

الخفيف : 2 3 2 2 2 3 2 2 2

ليس هذا السبب خببيا شأنه في ذلك شأن سبب الكامل أعلاه إذ يقاس على السبب الثاني في التركيب 2 2 2 الذي في الحشو ، وإذ وجد سبب الكامل عباءة الخزل لتجعله شعرا فليس لهذا السبب من غطاء في تحوله إلى 11 ليعطينا الوزن :

2 3 2 2 2 3 2 (2) 2 = 2 3 2 3 3 2 1 3

وهذه سطور محرفة عن الأبيات السابقة وليس لنا إلا أن نعتبرها من الموزون ولشبهها بالخفيف لنا أن نسميها شبيه الخفيف :

إن تقولوا بأرضنـا ذا الـفـرَحُ حلّها السعد، غاب عنها التّرح

أيّ غمز لدى عبـور طريـقٍ ذاهياجٍ بـبحره قـد سـبحـوا

2 3 2 3 3 1 3 2 2 3 2 3 3 2 1 3

ثم طاروا لدى انعطافيَ جنباً ووراء الإعلان فـورا نزحـوا

بل انظر إلى أبيات عبده بدوي التاليه وأصلها بتسكين روي الباء كيف تسلس بكسر الباء وإشباع حركتها

هبط الأرض كالصباح سنيّا وككأسٍ مكلّلٍ بالحبَـبْ ( بالحببِ = 2 1 3 )

عـزَفَ الحبّ والمنى وحروفاً كالعصافير إن تطاردْ تجـبْ ( رد تُ جبي = 2 1 3 )

وتغنّى كبلبلٍ وتهادى كشعاعٍ معطّرٍ مرتقَبْ

عاش في القيروانِ قلباً ذكياً يحتسي النور ينتشي من طربْ

تفرح الأرضُ حين يمشي عليها يمسح النجم رأسَه في حـدَبْ

قد نسى الروم قد غدا الأزد أهلا حسبه الأزد عند ذكر النسبْ

حينما همّ بالرحيل استجبتْ خطواتٌ وقلبه لم يجبْ

وربما تتضح الصورة لمن يألف التفاعيل بقولنا إن هذا الوزن بدلالة تفاعيل الخفيف

= فاعلاتن مستفعلن فاع لَتن ، هذه الـ فاع لتن التي لا توجد بهذه الدلالة نظريا إلا في المضارع ولكن يمتنع وجودها فيه في واقع الشعر فتأمّل.

الرجز = 4 3 4 3 2 1 3 و 4 3 4 3 2 1 3

هنا يتوافق الاعتباران في الرجز، وكلاهما جائز مع تقديم الأصل3 2 1 3 وهو زحاف 2 2 إلى 12 وفي هذه الحالة يجوز تعدد القافية في القصيدة الواحدة ضمن أشكال المتناوبة 3 2 2 3 - 3 1 2 3 - 3 2 1 3 - 3 1 1 3 . ولم يكن ذلك ليجوز لو اعتبرنا أن العجز ينتهي بالخاتمة 3 2 1 3 ، حيث يلزم التزام هذه الصورة.

وهنا يرد سؤالان :

ماذا عن المديد في صورته 2 3 2 2 3 2 3 2 إذا جاء العجز 2 3 2 2 3 1 3 2

فلنعامله معاملة الخفيف وننظر ما يكون 2 3 2 2 3 1 3 2

هذا يعني أن ترد لدينا نهايات عجز المديد التالية في ذات القصيدة 232-231-222

وقد مر معنا أن 1 3 2 هي مفتاح 2 2 2 في نهاية العجز وما ورد من تشعيث (222) في ضرب المديد فنادر، ومن نادره ما يروى عن الطويراني

أقبلتْ في الحلّةِ الحَمْراءِ ** مثل خدّ الغادةِ العَذْراءِ

قتَلوها بالمِزاجِ فكانتْ ** نَشأة الأرواح في الأحْياءِ

1 3 2 2 3 1 3 2 ....2 3 2 2 3 2 2 2

أيّ شمسٍ قد بدتْ تتَجلّى ** في سماءٍ من يدٍ بيضاءِ

ولو عدل الصدر على النحو التالي لكانت الأبيات متصلة بالرمل

أقبلتْ في الحلّةِ الحَمْراءِ ** مثل خدّ الغادةِ العَذْراءِ

قتَلوها بمِزاجِ قد روى ** نَشأة الأرواح في الأحْياءِ

1 3 2 1 3 2 2 3 2 3 2 2 3 2 2 2

أيّ شمسٍ قد بدتْ مشرقةً ** في سماءٍ من يدٍ بيضاءِ

لم ترد هذه الصورة لبحر الرمل في أي مصدر عروضي، ولذا لا يمكننا إلا أن ننسبها إلى الموزون وربما جاز لنا أن ندعوه ( موزون الرمل )

وعودة إلى بحر المديد، لنقارن المديد المنتهي ب 2 2 2 بالرجز

على الرجز ب والمديد ب

وَصاحِبٍ جَعَلتُهُ أَميري أَسكَنتُهُ في داخِلِ الضَميرِ

3 3 3 3 3 2 4 3 4 3 3 2

أَودَعتُهُ الخَفِيَّ مِن أُموري فَكانَ مِثلَ النارِ في البَخورِ

صَحِبتُهُ وَلَم يَكُن نَظيري قَدَّمتُهُ وَهُوَ يَرى تَأخيري

نَقَصتُ إِذ جَعَلتُهُ كَبيري كَما تُزادُ الياءُ في التَصغيرِ

حامِدٌ جَعَلتُهُ أَميري وغدا في داخِلِ الضَميرِ

2 3 3 3 3 2 1 3 4 3 3 2

عرَفَ الخَفِيَّ مِن أُموري كانَ مِثلَ النارِ في البَخورِ

عندما- وَلَم يَكُن نَظيري - زرتُه وَهُوَ يَرى تَأخيري

عابَ إِذ جَعَلتُهُ كَبيري مثل حرف الياءُ في التَصغيرِ

ليس لنا أن نعتبر المديد ( ب ) شعرا إلا إذا وجدنا له شاهدا معتبرا من الشعر. وإن لم نجد فهو الموزون ليس إلا.

أما الرجز جـ ( السريع) والمديد فتناظرهما قائم ونظيرا السريع من المديد وخاصة في حكم نهاية العجز لا إشكال في اعتبارهما شعرا

أول السريع = 4 3 4 3 2 3 ........4 3 4 3 2 3 ه

ثاني المديد = 2 3 4 3 2 3 ........2 3 4 3 2 3 ه

ثاني السريع = 4 3 4 3 2 3 .......4 3 4 3 2 3

ثالث المديد = 2 3 4 3 2 3 ........2 3 4 3 2 3

ثالث السريع = 4 3 4 3 2 3 .......4 3 4 3 2 2

رابع المديد = 2 3 4 3 2 3 .......2 3 4 3 2 2

رابع السريع = 4 3 4 3 1 3 .......4 3 4 3 1 3

خامس المديد = 2 3 4 3 1 3 .......2 3 4 3 1 3

نظير سادس المديد من السريع = لا يوجد

سادس المديد : 2 3 4 3 1 3 .......2 3 4 3 2 2

ألا يغري اتساق التناظر بين المديد والسريع باستثناء الزوج الأخير إلى محاولة اشتقاق من سادس المديد لسريع مناظر له، فلنجرب

لعدي بن زيد من سادس المديد

يا لُبَينى أوقدي النارا إن من تهوَيْنَ قد حارا

ربّ! نارٍ بتّ أرمقها تقضم الهنديّ والغارا

2 3 2 2 3 1 3 2 3 2 2 3 2 2

وبها ظبْيٌ يؤجّجُها عاقدٌ في الخصر زنّارا

نظير سادس المديد بصلة مع السريع

قل يا لُبَينى أوقدي النارا قلب الذي تهوَيْنَ قد حارا

أكرمْ بنارٍ بتّ أرمقها إذ تقضم الهنديّ والغارا

من حولها ظبْيٌ يؤجّجُها ألقى على خصريه زنّارا

ليس لنا أن نعتبر هذا إلا من الموزون ما لم نجد عليه شاهدا من الشعر. وأجده سلسا. وهو منسجم مع التخاب عندما ينتهي في العلاقة بين نهاية الصدر 1 3 ونهايتا العجز 1 3 و 2 2 ، وهو ما سيلي بعد الانتهاء من 222 بإذن الله.

وعودة للمديد، فكما أن من النادر أن ينتهي العجز فيه ب 2 2 2 فيبدو لي أن من النادر أيضا أن ينتهي العجز بمفتاح 2 2 2 وهو (2) 2 2 أو 1 3 2، أو كما يقال في التفعيلي من النادر أن تخبن فاعلاتن في ضرب المديد.

مما سبق من تناظر بين الرجز والمديد وامتناع وجود 1 3 2 في آخر الرجز أقول لعل لهذا علاقة بندرة وجود 1 3 2 في المديد رغم أنها تنتج عن زحاف 2 3 2 دون تخاب سبقه كذلك الذي سبق انحدار 222 من 2 2 3 في الرجز

إن هذه المقولة تحتاج إلى تمحيص، وأنطلق فيها من التلازم بين خاتمتي العجز 3 1 3 2 و 3 2 2 2 - في غير دائرة (أ - المتفق ) ولدي القصائد التالية :

1- قصيدة تأبط شرا :

إن بالشعب الذي دون سلعٍ لقتيلا دمه ما يطلّ

2- قصيدة الطرماح بن حكيم صورة القصيدتان الثانية والثالثة لا تذكرها معظم كتب العروض )

شَثَّ شعَبُ الحَيِّ التِئام وَشَجاكَ الرَبعُ رَبعُ المُقام

مُنطَوٍ في مُستوى رُجبَةٍ كَاِنطِواءِ الحُرِّ بَينَ السِلام

2 3 2 2 3 2 3 2 3 2 2 3 2 3 2

3- قصيدة يحيى بن زياد الحارثي :

إن شيب الرأس بعد الشباب لنهى عن جامحات التصابي

مرحبا بالشيب من زائرٍ ......وسقى الرحمن شرخ الشباب

الطويل المحذوف المعتمد 3 2 3 4 3 2 3 3 3 2 3 2 2 3 1 3 2

مر ذكر هذا الموضوع بين المجتمعين واتفقا على تضمينه لمحاضر الاجتماع لطرافته ودلالته على تأثير المتناوبه 3 2 3 في منع التخاب عندما تكون نهاية العجز 1 3 2

تأمل الأبيات التالية :

نَفسي فَريقا قِسمَةٍ أَغفَلَ الهَوى قسماً وَأَودى شُغلُهُ بِفَريقِ

صنوانِِ إِحساني بِهِم وَإِساءَتي مِثلانِ بِرّي عِندَهُم وَعُقوقي

أَدنى بَني عَمّي إِلَيَّ وَإِنَّما قربُ اِبنِ عَمّي أَن يَكونَ صَديقي

2 2 3 2 2 3 1 3 3 .......2 2 3 2 2 3 1 3 2

لا شك أنك ستقول هي من الكامل وأنه يصح في آخر العجز اعتبار التركيب 1 3 2 أزرق = (2) 2 2 ، وبالتالي جواز التخاب الذي يسمعح بتحوله بعد الأوثق إلى 2 2 2

فينسجم معها تحول عجز البيت الثالث إلى :

قرب ابن عمي عند وقت الضيق = 2 2 3 2 2 3 2 2 2

الأبيات المتقدمة نتاج حذف المتحرك الأول من الأبيات التالية للبحتري وهي على الطويل:

فَنَفسي فَريقا قِسمَةٍ أَغفَلَ الهَوى فَريقاً وَأَودى شُغلُهُ بِفَريقِ

شَبيهانِ إِحساني بِهِم وَإِساءَتي وَمِثلانِ بِرّي عِندَهُم وَعُقوقي

وَأَدنى بَني عَمّي إِلَيَّ وَإِنَّما دُنُوُّ اِبنِ عَمّي أَن يَكونَ صَديقي

21 2 3 2 2 3 1 3 3 3 2 3 2 2 3 1 3 2

وَأَدنى بَني عَمّي إِلَيَّ وَإِنَّما دُنُوُّ اِبنِ عَمّي عند وقت الضّيق

21 2 3 2 2 3 1 3 3 3 2 3 2 2 3 2 2 2

وهنا لا يصح في الشعر بعد الأوثق أعتبار التركيب 1 3 2 أزرق وبالتالي إجراء التخاب عليه ليتحول إلى 2 2 2 أي لا يصح في الشعر جعل العجز

قرب ابن عمي عند وقت الضيق = 3 2 3 2 2 3 2 2 2

فلماذا جاز ذلك في الكامل ولم يجز في الطويل ؟

ثمة أمران يقرران صلاحية التخاب الأول ( للمرة الأولى) بعد الأوثق

الأول : وجود سبب خببي في الحشو

الثاني : انعدام وجود البادئة 2 3 أو المتناوبة 3 2 3

والحالات التي يمكن أن نصادفها في البحور التي قد تنتهي أعجازها بعد الأوثق ب 231 أو 2 1 3 وجواز التخاب فيها أو عدمه ليتحولا بالتخاب الأول إلى 2 2 2 إعتمادا على احتواء الحشو أو عدم احتوائه على

1- سبب خببي سواء كان فاعلا أو مجمدا

2- البادئة 2 3 أو المتناوبة 3 2 3

هي :

والجدول التالي من إعداد أستاذي لحسن عسيلة :

التخاب الأول هو ما يحدث بعد الأوثق والموصل من 2 1 3 في كل من الكامل والرجز ومجزوء البسيط وربما في الرمل المحذوف و 1 3 2 في الخفيف وربما في المديد إلى

2 2 2 ، التخاب الثاني ويتعلق بقابلية تحول 1 3 2 و 2 2 2 كل منهما للآخر، بغض النظر عن طريقة التوصل إليهما، وابتعادا عن الحفظ يمكننا صوغ ذلك بالقول حسب قوة التأثير

أ - وجود السبب الخببي في الحشو لوحده يجوز معه التخاب مرتين ليشمل 231و 222

ب- وجود السبب الخببي في الحشو مع عرقلة 2 3 يجوز معه التخاب مرتين ليشمل 231و 222 ولكن يلاحظ فيه أن التركيب 1 3 2 يجوز اعتباره 1 3 2 أو 1 3 2

جـ- غيابهما معا يجوز التخاب الأول – الرجز ولا يجوز الثاني فلا يجوز في الرجز تحول 2 2 2 إلى (2) 2 2 = 1 3 2 بل يجوز فيه تحولها إلى 1 2 2 و 2 1 2

د- وجود معرقل التخاب 2 3 أو 3 2 3 دون السبب الخببي يمنع التخاب جملة وتفصيلا. وإن 1 3 2 في الطويل تعتبر [2] 3 2 أي أن أول 1 فيه ناتجة عن الاعتماد وهو استحباب وشيوع زحاف السبب الأول [2] وليس وجوبه، وفي المديد كذلك مع اعتبار أن آخر المديد = ]2[ 3 2 حيث ]2[ تعني ندرة زحاف السبب الأول.

ما تقدم هو رؤية خاصة بالشعر، فإذا أخذنا بما يتيحه القول باستلطاف كل تخاب بعد الأوثق فسمحنا بالتخاب بعد الأوثق على المديد والطويل فما نحصل إنما هو الموزون لا الشعر ولو أعجبنا. وفيما يخص المديد إذا وجدنا التشعيث فيه قد ورد في شعر إسلامي أو جاهلي بقدر معقول يؤخذ بذلك في الشعر ولا يكون من الموزون.

5- آخر الصدر

لما كانت 2 2 2 في آخر الشطر خببية بلا جدال وهي لا تكون في آخر الشطر إلا نتيجة للتخاب بعد الأوثق، فقد أقر الطرفان على امتناع وجودها في آخر الصدر، واعتبار 1 3 2 في آخر صدر الخفيف = 1 3 2 وليس 1 3 2 ونظرا في أمر كل من مخلع البسيط والرجز فقررا أنه حيث ترد 2 2 2 من غير تصريع في آخر الصدر في أي منهما

(شذوذا عن القاعدة ) فقد وجب فيهما أن تزاحف علىأن يرفع عليها علم مميز عن الأزرق ( الأسود مثلا )

1 2 2 = 3 2 أو 2 1 2 = 2 3 مع مراعاة أحكام القافية فيما يصح في العجز

فيجوز فيهما

4 3 2 3 3 2 .............4 3 2 3 2 2 2

4 3 4 3 3 2 .............4 3 4 3 2 2 2

كما في قول امرئ القيس على المخلع :

عَيْنَاكَ دَمْعُهُمَا سِجَالُ..... كَأنّ شَأنَيْهِمَا أوْشَالُ *

4 3 1 3 3 2 ....3 3 2 3 2 2 2

أوْ جَدوَلٌ في ظِلالِ نَخْلٍ...... للمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ مَجَالُ

مِنْ ذِكْرِ لَيْلى، وأينَ لَيْلى... ... ... وَخَيرُ مَا رُمْتَ مَا يُنَالُ

قَدْ أقْطَعُ الأرْضَ وَهْيَ قَفرٌ... ... ... وَصَاحبي بَازِلٌ شِمْلالُ*

مطيع بن إياس على مجزوء الرجز :

إكليلها ألوانُ ووجهها فتان

وخالها فريدٌ ليس له جيرانُ

إذا مشت تثنّت كأنها ثعبان

3 3 3 2 3 3 2 2 2

6- الجرعة الخببية القصوى والتركيبان 4 1 3 و 1 3 4

تقدم القول :

وَمَن لي بِيَومٍ مِثلِ يَومٍ كَرِهتُهُ قَرُبتُ بِهِ عِندَ الوَداعِ مِنَ البُعدِ

3 2 3 2 2 3 2 3 3 3 1 3 2 2 3 1 3 2 2

الأوثق فيه هو الرقم 3 لأنه متبوع بالرقم 4 برغم أن ما يتقدمه هو الرقم 1 ولا يصح في العجز القول : وذقت به طعم الأسى ذا التوديعا = 3 1 3 2 2 3 2 2 2 2

فإن خروج وقع الوزن في عجز البيت واضح لتعدي الجرعة الخببية القصوى وهي 222 في أي بحر ( الخبب إيقاع)

وإذن فإن 1 3 4 لها شخصيتان الأولى في البحور = 1 3 4 والثانية في الخبب =1 3 4

وقد مر معي من الدارسين من كان ينظم البسيط على الوزن

البسيط = 4 3 2 3 4 3 4

البسيط = 4 3 1 3 4 3 4 ولا يمكن أن يجيء 4 3 2 2 4 3 4

اتفق مندوبا الطرفين على ما تقدم،

أما 4 1 3 فأصر مندوب الخبب على أنها لا تكون إلا خببية = 2 2 (2) 2

وضرب مثلا لذلك من الدوبيت

إن كنت أسأت في هواكم أدبي فالعصمة لا تكون إلا لنبي

2 2 1 3 3 3 2 1 3 2 2 1 3 3 3 2 1 3

وقال: ردد ( إن كنتُ أسأْ ) مرات، إن ما تحسه من قفزة عند لفظ ( تُ أسأْ = 1 3 ) في هذا السياق يسمى القفزة الخببية ولا تحس بها بهذا الوضوح إلا وقدسبقها سببان خفيفان

ولهذا قال مندوب الخبب إن الدوبيت يخرج بهذا عن طبيعة الشعر العربي. فرد مندوب الإيقاع البحري بأن التركيب 4 1 3 موجود في الخفيف بدلالة الشاهد :

يا عميرُ ما تظهر من هواكَ أو تجن يستكثير حين يبدو

2 3 1 2 2 1 3 3 1 2 3 1 2 2 1 3 3 2

ورد عليه مندوب الخبب برأي د. مصطفى حركات بأن واقع الشعر يخلو من هذا الوزن المصنّع. ( اللسانات الرياضية والعروض – ص 54)

واقترح ممازحا كبادرة حسن نية على مندوب اللونين أن يستعمل شاهدا يجسد ما بين هذا الوزن والدوبيت وهو

يا حبيبي إن كنت أسأت فيكم ....... في كلامٍ قد نمّ به أخوكم

إن كنت أسأت في هواكم أدبي فالعصمة لا تكون إلا لنبي

واتفقا على أن لا يعكرا صفوهما بهذه النقطة وأن يكتب كل منهما رأيه.

يحسن في هذا المجال مراجعة الرابطين :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jalt-4

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/moomen-1

للموضوع بقية بإذن الله تتعلق بالرقم 1 3 في آخر الصدر والعجز

**********

ونظرا لاحتواء هذا الجدول على كافة الأعاريض والأضرب فقد رأيت أن أرفقه مع هذا الموضوع ليسهل الرحوع إليه.