almanhaj

المنهج واللامنهج

أتوجه بهذا الموضوع لمن يقدرون أهمية التفكير والنهج العلمي، وما أظن هؤلاء إلا قلة في عددهم ولكنهم كثرة في قدرهم.

وهو يتناول جانبا فكريا جد مهم ويلقي الضوء على أعماق ومساحات من قول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ."

والحقيقة أن ما أشار إليه الأستاذ ميشيل أديب يتناول إغفال الأمة لفكر الخليل وإغفال علم العروض معه. والاقتصار على العروض بتوصيفاته الجزئية.

وسبب غياب علم العروض ذو بعدين ذاتي وعام.

أماالذاتي فهو أن الخليل سبق عصره بل وعصرنا، ولم يكن من الممكن أن يهضم الناس ذلك العلم بشموليته وتجريده. فجزأه الخليل وجسده لهم ليستوعبوا تطبيقاته كما تمضغ الأم الطعام الصلب لطفلها لتساعده على هضمه. يعرف صعوبة استيعاب ذلك من عانى في شرح الرقمي وتوصيله مضمونه. وأعطت دقة تفاصيل الخليل وأحكامه التطبيقية ما يكفي لغرض ضبط الشعر فلم يشعر الناس بنقص في مقتضيات ضبط الوزن فاكتفوا بما لديهم.

علما بأن الخليل برز في عنفوان النشاط الفكري العربي.

وأما العامّ فهو ما ران على الأمة من سبات فكري امتد قرونا في سائر أمرها توقف خلالها نتاجها الفكري واجتهادها واقتصرت نشاطها على الملخصات والشروح لنتاج من سبق. وجاء ذلك في سياق نشوء انحرافات يفضحها الفكر، فتم تضخيم منهج الحفظ على حساب المنهج الفكري.

إن علم العروض كما كل الآراء فيه بما في ذلك العروض الرقمي لا يحمل شيئا من القداسة. أقول هذا دفعا لما قد يظنه بعضهم استغلالا لآيات الله في تأييد رأيي. إن ما سأورده من آيات هو اهتداء بنهج القرآن الكريم الذي هو جوهر كينونة الأمة. ومنهجه هو الجدير بالاقتداء به في كل العلوم والمجالات فكلها ليست أكثر من تجليات لمنهج الشمولية المطلقة " التوحيد " ونور الآيات وما تمثله من منهج منار لكل قاصد ولكل ذي رأي وليست وقفا على وجهة نظر واحدة.

1 - تعريف المنهج

جاء في لسان العرب : طريقٌ نَهْجٌ: بَيِّنٌ واضِحٌ، وهو النَّهْجُ؛ وطُرُقٌ نَهْجَةٌ، وسبيلٌ مَنْهَجٌ: كَنَهْجٍ.

ومَنْهَجُ الطريقِ: وضَحُه. والمِنهاجُ: كالمَنْهَجِ.في التنزيل: لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومِنْهاجاً.

الفكر - أيا يكن تعريفه - متعلق بالذهن، ويصدر عنه المبدأ - والمبدأ واضح - وفي كلمتي ( الصدور والبداية ) ما يمثل تعريف المبدأ كانبثاقة مركزة من الفكر تمثله في التعامل مع الواقع وآلية المبدإ هي المنهج وهو كما أفهمه المرجعية المنطلقة من المبدإ وهي بالضرورة ذات قواعد كلية شاملة متسقة ذاتية المصداقية في التفكير السليم بداهة، وعنها تصدر القواعد الجزئية للتعامل مع تطبيقات الواقع. فتأتي هذه الجزئيات فيما بينها منسجمة متناسقة كذلك، ويستمر الفكر حارسا لصلة المنهج بالمبدأ فإن تخلى عن ذلك الدور أو عُزِلَ عنه أمكن تحريف المنهج بل واستعماله في هدم المبدإ. وفي العروض ما يقوم مثالا على ذلك.

وقد اشار القرآن إلى هذه العناصر في قوله تعالى فيما يخص كلا منها :

أ - المبدأ الواضح : " لا إله إلا الله " ...(محمد – 19)

صحة المبدأ شرط لصحة المنهج، والمبدأ البداية التي تنبثق منها المرجعية بكل عناصرها

ب- الشمولية : " وما فرطنا في الكتاب من شيء " ...(الأنعام – 38) الشمولية شرط لوجود المنهج

جـ- الاتساق : " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا " ...( النساء – 82)

د- ذاتية المصداقية في التفكير بداهة " يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ " ... ( الأعراف – 157 )

هـ - ما تقدم من القول بالاقتصار في المنهج على الموضوعية دون الذاتية. " وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ " .... ( الأنعام - 119)

يبقى للقرآن تفرد إعجازه في كماله، ويقاس مستوى ورقي أي منهج آخر بمدى تحقيقه لهذه العناصر.

إن هذه المفاهيم هي التي أطلقت العقل العربي ثم البشري من شتات التصورات والمفاهيم التي جمعت نقائص غياب المنهج جميعها أو بعضها. فاتخذ هذه المعايير نبراسا ومثالا في انطلاقته في تناول الأمور كافة.

وفي هذا السياق ترتفع قامة الخليل الفكرية في حضارتنا كأبهى ما يكون نتاج انطلاق العقل العربي على هدى منهاج الإسلام في إنجازاته الأدبية.

هذا الموضوع شديد الصلة بموضوع ( الفرق بين العروض وعلم العروض )

***

2- المنهج في علم العروض

المنهج يتناول الجزئيات ضمن إطار كلي ومدى شمول المنهج متناسب مع كل مما يلي

أ‌- الموصوفات : ومدى انتظامها

ب‌- المنهج : ومدى شموله لأجزاء الموصوفات

جـ - الواصف ومدى فهمه للمنهج وتعبيره عنه

في حالة وزن الشعر:

أ - الموصوفات هي الذائقة العربية في مجال أوزان الشعر العربي (غالبيته العظمى ) التي شكلت مرجعية للخليل.

ب - المنهج هو توصيف ما أبدعه وأودعه الخالق سبحانه وتعالى في الوجدان العربي من ذائقة فطرية متسقة شاملة لجزئيات الأوزان

جـ- الواصف هو الخليل بن أحمد الفراهيدي.

3 – اللامنهج عامة واللامنهج في العروض خاصة

اللامنهج تناول كل جزئية على حدة دون وعي على وجود منهج شامل يربط بينها. وممن غاب عنهم المنهج من وصفهم تعالى بقوله :" أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)"

4 - منهج اللامنهج :

حين تعي النفس الحقائق من خلال علاقات الجزئيات وتتعامى عنها عمدا وقصدا خشية ما يؤدي إليه إدراكها والربط بينها من نتائج، يغدو هذا اللامنهج منهجا متعمدا مقصودا، وممن اتخذوا اللامنهج منهجا من قال فيهم تعالى :" وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ "

5 – مجالا شمولية المنهج وجزئية اللامنهج .

عندما يفي التوصيف الجزئي في مستوى ما بالغرض فلا داعي للعلم الشامل في ذلك المستوى، ويكفي فيه الالتزام بالتعليمات الجزئية الصادرة عن المستوى الأعلى الذي يشكل العلم الشامل شغله الشاغل. وأما الانطلاق بالتعليمات الجزئية دون وعي على المنهج فأمر خطير يؤدي إلى عواقب سيئة.

مثال : لنأخذ خطة المرور في الحج فإن الإلمام الشامل بها يتوفر لدى هيئة عليا، وتصدر هذه الهيئة تعليماتها لأفراد المرور بما يتفق مع البرنامج العام. ويؤدي رجل المرور عمله على ما يرام من خلال التزامه بتلك التعليمات دون حاجة إلى اطلاعه على البرنامج العام، واطلاعه عليه أمر غير عملي ولا يملك رجل المرور مقومات معرفته. لكن لو أن رجل المرور هذا بدأ يجتهد بتغيير مسارات السيارات في جهة ما فإنه سيؤدي إلى نتائج سيئة على مجمل البرنامج. فليس نقص معرفة رجل المرور بالبرنامج سبب المشاكل وإنما تجاوز دوره دون معرفة بالبرنامج هو سبب المشاكل.

هذا الأمر ينطبق تماما على العروض. كيف ؟

علم العروض لدى الخليل هو التجسيد الشامل المتكامل المتسق للذائقة العربية الشاملة المتكاملة المتسقة. وقد جمع في دوائره احتمالات الوزن المهملة والمستعملة وحدد كلا منهما.

في سياق السعي لكشف منهج الخليل انطلقت بالرقمي الذي قادني – بعد مسيرة طويلة – إلى معطيات عامة تشكل مع ساعة البحور برهانا قويا على شمول وتناسق تمثيل منهج الخليل للذائقة العربية في شمولها وتناسقها فيما يخص وزن الشعر أو الإيقاع بشكل عام. وأدوات النهج مناسبة له فهي تجريدية تتضاءل أو تنعدم فيها الحدود بين أجزاء الوزن. فعلم العروض هنا نظير البرنامج العام للمرور. وهذا لا يعني استبعاد ارتقاء الشرطي ليكون مديرا لهيئة برنامج المرور، وحينها ستفيده خبرته العملية التطبيقية في الإجادة. وعندها له أن يجتهد في أمر المرور العام.

العروض هو الأحكام التفصيلية التطبيقية لصور البحور وهو مستقىً من نهج الخليل. والتفاعيل بتمثيلها السمعي وشرح ما يطرأ على كل تفعيلة على حدة مناسبة في تجزيئيتها وتجسيديتها لهذا الدور. ودور العروض في كل بحر على حدة كدور رجال المرور كل في منطقته على حده.

دور رجل المرور في منطقته ودور العروض وتفاعيله في كل بحر ضروريان ومفيدان طالما التزم كل منهما بالتعليمات التطبيقة الصادرة عن البرنامج العام في كل منهما . وينشأ الخلل حينما يغير رجل المرور اتجاه السيارات بناء على هواه دون معرفة منه بالبرنامج أو يجتهد العروضي دون معرفة ببرنامج الخليل العام أو نهجه أو حتى دون علم بوجوده. والأمثلة على هذا عديدة وتطرقت لها في مواقع عدة وسأعرض لبعض منها في هذا الموضوع بإذن الله.

6 - المنهج واللامنهج والعروض والعروضيون.

مهمة العروض والعروضيين بيان والتزام أحكام الخليل، وطالما التزموها فهم في مأمن من الخطأ سواء أدركوا وجود نهج للخليل أو لم يدركوا. وينشأ الخلل عندما ينتقلون من مجال العروض الجزئي التطبيقي بتفاعيله وحدودها إلى مجال علم العروض بشموليته دونما وعي على وجود نهج للخليل أصلا أو رؤية مشوشة لخيال نهج. فيهدمون منهاج الخليل وما يمثله من ذائقة عربية فطرية بتفاعيل الخليل. لا قيمة للتفاعيل إلا بارتباطها بمنهج الخليل الأمر الذي تؤمنه في العروض أحكام الخليل. إستعمال تفعيلة واحدة خارج أحكام الخليل على غير منهجه ينزع عن تلك التفعيلة علاقتها بالخليل، ويقود إلى هدم المنهج وتحطيم الذائقة.

وعي العروضي على منهج الخليل يجعل منه عالم عروض مؤهلا لريادة واستقصاء مجالات جديدة مسلحا بوعيه على شمولية المنهج وضوابطه. إذا شبهنا عالم العروض بالمجتهد فإن شرط الاجتهاد في علم العروض هو الوعي على منهج الخليل العام.

ولتوثيق كلامي سأستعرض هنا على دفعتين نماذج من الخلل الناجم عن اضطلاع الشاعر أو العروضي بدور عالم العروض دون وعي على وجود منهج للخليل مع ادعاء وصل بالخليل، وأثر ذلك. وسأستعرض ذلك على دفعتين : أولاهما بالجلي الواضح من التجاوز المباشر لإعطاء مصداقية لما أقول.

أ‌- - للشاعر سامر سكيك ويؤيده العروضي محمود مرعي فيما أسمياه ( بحر المؤتلف )

http://www.samerskaik.com/?p=130

تَحُجُّ إِلَيْكِ قَصائِدي ****** وَتُصْلينِي حَسَراتِها

3 1 3 1 3 3 ***3 2 2 1 3 3

مفاعلَتن متفاعلن .... مفاعلْتن متفاعلن

حيث حطم عروضَ الخليل اجتماع أربعة أسباب في الحشو، وقبل ذلك حطم مسار دائرة ( هـ - المؤتلف) فهو للحصول على الوزن اتبع مسار المحاور المتناقض التالي 7-5-4-4-5-7

ب‌- - للعروضي الشاعر معين حاطوم (بحر الطرب) وهو إيقاع الخبب بعد إفساده بزحاف أحد أسبابه ويمكننا اعتباره إقحاما للوتد في الخبب

http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=16403

حارتْ مُقَلُ الوجْدِ وَحَلَّتْ بِها............تَلْهو بِلَطيْفِ الغَنَجِ الماثلِ

2 2 (2) 2 2 (2) 2 2 1 2 2 2 (2) 2 2 (2) 2 2 1 2

جـ - للأستاذ محمد سمير السحار ( شقيق البسيط )

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=20855

يَـــا سَـاكــنَ الــفــؤَادِ أَرْجــــوكَ لا تُــعَــادِ أَنْـتَ الهُيَـامُ منّـي وَالسـحْـرُ أَنــتَ عُـمْـري

4 3 3 2 2 2 3 3 2 4 3 3 2 2 2 3 3 2

مستفعلن فعولن مستفعلن فعولن مستفعلن فعولن مستفعلن فعولن

تحطيم عروض الخليل بتفاعيله منبتّةً عن نهجه الأمر الذي أدى إلى اجتماع وتدين ووجود 2 2 2 في الحشو في غير دائرة (د- المشتبه).

بعد نشر هذا الموضوع تمت إعادة الحوار حوله على الرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adel-alaanee

د - الدكتور محمد صالح الكرباسي الذي قيل فيه :

http://brob.org/permalink/3617.html

من الثابت أن بحور الخليل هي خمسة عشر، وهي: الطويل، المتقارب، البسيط، الرجز، السريع، المنسرح، الكامل، الوافر، المديد، الرَّمل، الخفيف، الهزج، المضارع، المقتضب، والمجتث، وكلها منبثقة من دوائر خمس هي: المختلف، المتفق، المؤتلف، المجتلب، والمشتبه، وهي في ثمان تفعيلات هي: فعولن، فاعلن، مفاعلتن، متفاعلن، مفاعيلن، مستفعلن، فاعلاتن، ومفعولاتُ، وهذه يتناصفها صدر البيت وعجزه حسب البحر، وزاد الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (...- 215هـ) على البحور "المتدارك"، لكن الأديب الكرباسي في "هندسة العروض" أوصلها الى 43 دائرة في 210 بحور في إطار التفعيلات الخليلية الثمان، وإذا حاد عنها تألفت دوائر وبحور كثيرة، لكنه تقيَّد بما تقيَّد به الخليل الأول.

وبحوره :

المُتقارب، المُتدارك، الهزج، الرَّجز، الرَّمل، الوافر، الكامل، المُستزاد، المُطوَّل، المُتبسِّط، المستشبه، المبسوط، المشبَّه، المُبسَّط، المُترملَّ، الشبيه، المُنبسط، المُستَرْمِل، الطويل، المديد، المستطيل، البسيط، المُمتَد، القريب، المُستدرك، المُكمَّل، المُتكامل، الأكمل، الكمول، المُقارب، الأطول، المستقرب، المتدرك، الأقرب، الموفر، الميسَّر، المرمول، الدّارك، المُستغرب، الدَّرَك، الغريب، المُشارك، المُرمَّل، المشترك، الأبسط، المُتشارك،

ثم: المُتمايز، المصفى، الأغرب، المزج، المصطفى، المُتمازج، الموجز، المزيج، الوجيز، المجاز، الممزوج، المُنقّى، النَّقي، المُنتقى، الأنقى، المُستكمل، المُستخلص، المُستَنقى، الخلوص، القسيم، المُقَسَّم، المُتقاسم، القاسم، المقسوم، المنقسم، المتقابل، الجامع، المقبول، المجمَّع، المتقبَّل، المستجمع، الموزون، المجموع، المتوازن، الوفير، الموفور، الوزين، المرتَجَز، المسرح، المُتسرِّع، المُتصارع، المُستقضَب، المركَّب، المُتسرِد، المُقتضَب، المُجتث، المُطَّرد، السريع، المُتَّئد، المُنسرد، المقضَّب

ثم: المُخفَّف، المُستطرد، المُنسرح، الخفيف، المُضارع، المُستهزج، المُجوّز، الهزيج، المُهزَّج، المرجوز، المُخلط، المُترجِّز، الخليط، المُتراجز، المخلوط، الرجيز، المُخالط، المُرجَّز، المُتسارع، المزيد، المُسترجز، المُتراكب، المُتزايد، المُخصص، الخاص، المخصوص، الخصوب، المُخصَّب، الركوب، المُتركّب، الخصيب، المركوب، المزاد، المزوَّد، المُستزيد، المنفصل، الفصيل،

ثم: المخلوع، الخليع، المفصول، المُتخلّع، المُستخلع، الصدح، الصدوح، المصداح، الصديح، السالم، الصالح، السليم، الصلوح، المُصلح، الجميل، المُجمل، الحميد، المُتحلِّف، المستجمل، الظريف، المحمود، المُستظرف، التابع، التَّبع، الثَّمل، الثَّمول، المتبوع، الحديث، المُثمَّل، المُستحدَث، الجديد، الحليف، المُحلف، المُستحلَف، الخلاط، المُشتبك، المُتشابك، المعكوس، المُتعاكس، الزَّلق،

ثم: الذَّلِق، الزَّلوق، الذَّليق، الذَّليل، الشَّذِب، المُذلَّل، المُشذَّب، الشَّرِن، الأوفر، المُتوافر، الطريف، المُستطرف، الضَّريب، الطروس، الصَّريم، المُستضرب، الطليق، اللاحق، اللحوق، النشيب، النَّشَب، البديع، العزيز، اليسير، النادر، اليتيم، المدق، الأدق، المُستدَق، الدقيق، المُتسرِّح، وأخيراً المتوفِّر.

ومن ( بحوره ) الصافي وعليه :

ألا يا قومي على صاف البحور نظمي ... فَعولنْ مستفعلنْ مستفعلنْ فعولنْ

3 2 2 2 3 2 2 3 3 2 وهو فعولن + بحر الرجز ، وهو طبعا خارج دوائر الخليل الأول ولكنه في إطار إحدى دوائر الخليل الثاتي ( الكرباسي) حسب وصف الأديب الجزائري شبين

http://www.diwanalarab.com/spip.php?article32533

ولا يرى الأديب الجزائري شبّين بُدّاً من الإقرار أن الكرباسي بما جاء به في هندسة العروض ‏من جديد لم تستوعبه ذاكرة التاريخ في شعرنا العربي: “فحق أن يُلقَّب بالخليل الثاني اعترافاً بعبقريته في ‏تحديث هذا العلم، والخروج به من دائرة الإنغلاق، والسمو به إلى أفق الإنفتاح، شارحاً للناشئة معالمه ‏وفصوله، باسطاً بين أيديهم مفاتيح فهمه، وأشرعة الغوص في بحار معانيه”.‏

" لم تستوعبها ذاكرة التاريخ " توحي هذه العبارة بأن بحور الكرباسي وجدت يوما ما، ولم تعيها ذاكرة التاريخ. لهذه الدرجة تتسلط الذاتية على الموضوعية لتمتد نظرتها إلى الماضي فتفرض عليه رؤيتها. هل يقتصر الأمر على العروض ؟

ومن شاء المزيد من البحور الجديدة التي يقول عروضيون وشعراء إنهم يكملون بها رسالة الخليل ويتوسمون نهجه فليرجع إلى الرابطين :

http://arood.com/vb/forumdisplay.php?f=83

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah

7- جانب من منهج الخليل

العروض الرقمي قائم على الفرضية المسبقة التي تقول بوجود نهج للخليل يلم بالذائقة العربية فيما يخص وزن الشعر، وأنه يستمد شموليته من شموليتها ومن عبقرية الخليل وأن الأساس في ذلك هو دوائر الخليل. ومعنى الشمولية هنا وجود قواعد محددة تشمل صفات الظواهر المتشابهه في كافة البحور وأن مجموع هذه القواعد متناسق متكامل يقدم خصائص الإيقاع العربي. ولا تعدو التفاعيل أن تكون تجسيدات جزئية لتوصل مظاهر القواعد الشاملة مع تكرارها ولكن باسماء ومصطلحات مختلفة حسب كل حالة.

يعرف أهل الرقمي ذلك جيدا وهنا ساشرح جانبا واحدا من هذه المنهجية المتعلقة بتتالي ثلاثة أسباب والقصد بالسبب هنا هو ما كان سببا صوتيا حتى نتجنب توسع البحث. أي نعتبر لغرض هذا الموضوع أن كل ساكن ومتحرك سببا بغض النظر عن أصله وملابساته.

وسيرى القارئ أن الرقمي لم يأتِ بجديد من حيث المعلومات فكلها منتشر في كل كتب العروض، وكل ما فعله هو الربط والتقديم.

نرمز للسبب بمتحرك = 1 فساكن = ه وهو من حرفين فرمزه اثنان = 1 ه = 2 فإذا زوحف بحذف ساكنه بقي 1

الوتد = 1 1 ه = 3

وسيرى القارئ كيف يعبر الرقمي بمنهجية بنصف سطر قوامه 2 2 2 وزحافاها 1 2 2 و 2 1 2 عن أشد مواضيع العروض جدلية وإثارة للحوار والتي

تظهر الأسباب الثلاثة الصوتية في موضعين :

الأول في حشو بحور الخفيف والمنسرح والمضارع والمقتضب وهذه جميعا في دائرة (د- المشتبه) ( نؤجل السريع لبحثه لاحقا)

وهي على المحاور 11-10-9 من دائرة ( د- المشتبه )

فيما يلي بيتان من الشعر من الخفيف والمنسرح وتقطيعهما بالأرقام والحروف . بيت الخفيف للشاعر علي الخش

الخفيف: والشفاه اللمياء بندقةٌ سمــ (م) ـراء شُقّت في فلقتيها جحودُ

المنسرح: خلت الشفاه اللمياء بندقةً سمراء شفّت وملْؤُها عسلُ

] منع زحاف[ الخانة الصفراء الثالثة حفظ لخصائص الوتد المفروق

خلاصة أحكام العروض عن أول عمودين في المنطقة الصفراء:

في الخفيف : يجوز زحاف أحد السببين }تن{ و {مس} وزحاف {مس} مستحب أكثر من زحاف }تن{

تن مس تف = 2 2 2 تزاحف على وجهين تن م تف = 2 1 2 = 2 3 و ت مس تف = 1 2 2 = 3 2

ليصبح وزن الخفيف = فاعلاتن مــ تفـ عـ لن فاعلاتن = 2 3 2 3 3 2 3 2

أو فاعلاتـُ مـسـ تفـ عـ لن فاعلاتن = 2 3 3 2 3 2 3 2

في المنسرح: يجوز زحاف أحد السببين }مف{ و {عو} وزحاف {عو} مستحب أكثر من زحاف }مف{

مف عو لا = 2 2 2 تزاحف على وجهين مف عُـ لا = 2 1 2 = 2 3 و مـً عو لا= 1 2 2 = 3 2

ليصبح وزن المنسرح = مستفعلن مف ـعـ لاتُ مستعلن = 4 3 2 3 3 2 3

أو مستفعلن مـ ـعو لا تُ مســتفعلن = 4 3 3 2 3 2 3

الرقم 3 الأزرق هو ما تعلمته من تأصيل أستاذي د. خلوف وهو ما يسميه بالوتد الظاهري أي أنه سببان 2 2 زوحف أولهما فصار 1 2 = 3 أما الوتد الأحمر 3 فهو الوتد الحقيقي. كيف لمن يقرأ هذا أن يعرفه ؟ فالقول بأن من درس الرقمي يعرفه يعني لأنه درسه وإلا فالسبق في مضمون التعريف هو لأستاذي د. خلوف.

نخلص من هذا إلى أنه في الحشو كل ( سبب سبب سبب = 2 2 2 ) قابل لأن يتحول إلى :

أ = سبب 2 - سبب مزاحف 1 - سبب 2 = 2 1 2 = 2 3

ب = سبب مزاحف 1 - سبب 2 - سبب 2 = 1 2 2 = 3 2

فلنتذكر هذه القاعدة ولنسمها قاعدة 222 أ

أما الموضع الثاني الذي تظهر فيه الأسباب الصوتية الثلاثة 2 2 2 وتكون خاضعة للزحاف فهو في آخر الشطر من بحور الرجز والسريع ومجزوء البسيط. وما يسبق هذا أو يميز هذه البحور فمفصل في العروض الرقمي بشكل مفصل في إطار شموليته.

جاء في كتاب ( أهدى سبيل – ص 91) عن الرجز " كما حكوا أيضا القطع في المشطور ، وجعلوا منه قول الشاعر القديم:

با صاحبي رحلي أقلّا عذلي. "

جاء في كتاب ( أهدى سبيل – ص 106) عن السريع " العروض الرابعة مشطورة مكشوفة تصير فيها

مفـ ـعولاتُ = 2 2 2 1 إلى مفـ ـعـو لا 2 2 2 ومثاله:

با صاحبي رحلي أقلّا عذلي. "

نفس البيت هو مشطور كل من الرجز والسريع ونفس المقاطع ونفس مضمونها. واختلف التوصيف الجزئي الشكلي التفعيلي فكان

أ - في السريع = مستفعلن مستفعلن مفـــــعـــولا = 4 3 4 3 2 2 2

ب - في الرجز = مستفعلن مستفعلن مستفعل = 4 3 4 3 2 2 2

بعيدا عن المصطلحات فإن الوزن واحد ولا يهم المضمون أن يعبر عن 2 2 2 بمصطلح مستفعل أو مفعولا

لنا أن نقول متيقنين أن هذه الصورة من هذين البحرين هي ذات البحر بحر ( الرجز – السريع ) بل يغري الأمر بتسميتها تسمية مزجية باسم ( الـــرجـــيع ) لإزالة الأثر النفسي للتفاعيل وحودها ومصطلحاتها.

نحن نعرف أن السريع يأتي 4 3 4 3 2 1 2 = 4 3 4 3 2 3

ونحن نعرف أن الرجز يأتي 4 3 4 3 1 2 2 = 4 3 4 3 3 2

الزحاف حذف الملون

فيكون السريع = يا صا حبي رح لي أقل لا عَـــذ لي = يا صاحبي رحلي أقلا عَلَيْ = 4 3 4 3 2 1 2

ويكون الرجز = يا صا حبي رح لي أقل لــا عذ لي = يا صاحبي رحلي أقلّ عذلي = 4 3 4 3 2 1 2

نخلص من هذا إلى أنه في آخر شطر ( الرجيع = الرجز + السريع ) كل ( سبب سبب سبب = 2 2 2 ) قابل لأن يتحول إلى :

أ = سبب - سبب مزاحف - سبب = 2 1 2 = 2 3

ب = سبب مزاحف - سبب - سبب = 1 2 2 = 3 2

فلنتذكر هذه القاعدة ولنسمها 222ب

وعلى ضوء ما تقدم لا فرق من حيث المضمون في التعبير عن كل من الرجز والسريع على النحوين التاليين من حيث الشكل متذكرين أن هذه المصطلحات

التجزيئية الشكلية لا علاقة لها بالجوهر عندما يتعلق الأمر بعلم العروض فيما يخص هذه الصورة من بحر ( الرجـــــيع )

باعتبار مستفعلْ آخر الشطر..... السريع = مستفعلن مستفعلن مستعلْ (قطع وطي) ........الرجز = مستفعلن مستفعلن متفعل (قطع وخبن)

باعتبار مفعولا آخر الشطر..... السريع = مستفعلن مستفعلن مفْعُلا (كشف وطي ) .......الرجز = مستفعلن مستفعلن معولا (كشف وخبن)

من كتاب الكافي للتبريزي عن البسيط:

"والضرب الثالث من العروض الثانية منه ووزنه مفعولن وبيته :

سيروا معا إنما ميعادكم يومَ الثلاثاء بطن الوادي"

وزن الصدر مستفعلن فاعلن مستفعلن ووزن العجز مستفعلن فاعلن مستفعل

وعلى هذا الوزن أبيات ابن عبد ربه:

يا من دمي دونه مسفوكُ *** وكل حر له مملوكُ

كأنه فضةٌ مسبوكةٌ *** أو ذهب خالص مسبوكُ

ما أطيب العيش إلا أنه *** عن عاجلٍ كله متروكُ

والخير مسدودة أبوابه *** ولا طريقٌ له مسلوكُ

و4 3 2 3 2 2 3 *** 3 3 2 3 2 2 2

وجاء في الكافي للتبريزي عن البسيط أيضا:

والعروض الثالثة منه مقطوعة ولها ضرب واحد مثلها وبيته:

ما هيّج الشوق من أطلالٍ أضحت قفارا كوحي الواحي

مس تف علن فا علن مف عو لن = 2 2 3 2 3 2 2 2

لا يعني التعبير الشكلي من حقيقة 222 شيئا سواء اعتبرناه مفعولن أو مستفعل أو مسْتعْلن

لعبد الله بن الحافظ الكفيف ت 437هـ

قصّر عن لومي اللائم لما درى أنني هائمُ

ما زلت في حبه منصفًا من لم يزلْ وهو لي ظالمُ

اسهر ليلي غراما به وهو أخو سلوة نائم

وزن الأشطر ( مع قطع وطي مستفعلن) = مس تف علن فا علن مس ت علْ = 2 2 3 2 3 2 1 2 = 4 3 2 3 2 3

فلنسم هذا الوزن مجزوء البسيط المقطوع المطوي

لعبد الوهاب قطب :

صادفتُها في المساءِ تمشي فَهِمتُ فيها وفي مساها

لم أدْرِ ما شدَّني إليها كأنني الظلُّ من سناها

تَسَمَّرتْ نحوَها عُيوني واهْتَزَّ قَلْبي على خُطاها

عيونُها السودُ داهَمتني كليْلةٍ أبْرَقت سماها

وزن الأشطر ( مع قطع وخبن مستفعلن ) = مس تف علن فا علن م تف علْ = 2 2 3 2 3 1 2 2 = 4 3 2 3 3 2

نخلص من هذا إلى أنه في آخر شطر مجزوء البسيط المقطوع كل ( سبب سبب سبب = 2 2 2 ) قابل لأن يتحول إلى :

أ = سبب - سبب مزاحف - سبب = 2 1 2 = 2 3 مجزوء البسيط المقطوع المطوي

ب = سبب مزاحف - سبب - سبب = 1 2 2 = 3 2 مجزوء البسيط المقطوع المخبون

فلنتذكر هذه القاعدة ولنسمها 222جـ

ليس لي فيما تقدم حول 2 2 2 أو الأسباب الصوتية الثلاثة إلا النقل من كتب العروض. واقتراح تسمية القواعد الواصفه للحالات الثلاث بالرموز 222أ ، 222ب ، 222جـ وقد ركزت في ذلك على مبدإ وجود كل منها وهو المهم في هذا الطرح. متجنبا الخوض في تفاصيل كثيرة.

إلى هنا ونحن في رحاب العروض. وبداية الانتقال من العروض إلى علم العروض هي ملاحظة التشابه بين هذه القواعد الثلاث ثم الربط بينها باعتبارها قاعدة واحدة تصف ذات الظاهرة بغض النظر عن ملابسات ومصطلحات التفاعيل والزحاف. واستنتاج هذا القول من اطراد نتائج تفاعيل الخليل يعني التزامه بالمنهاج الذي صدرت عنه هذه التفاعيل وهو منهاج الخليل.

هذا مجرد مثال لتوصيف ظاهرة واحدة وهي يتكرر بتكرر الظواهر في البحور ثم يجري ترتيب وتركيب الظواهر كافة في هيكلية واحدة وفقا لخصائص عامة لتكون معا ما اجتهدت في أن يكون ممثلا على أفضل شكل ممكن لنهج الخليل مستقى من تفاصيل أحكام عروضه.

8- مع حازم القرطاجني

كيف تعامل حازم القرطاجني مع الرقم 222

بين يدي كتاب ( الجانب العروضي عند حازم القرطاجني ) للدكتور أحمد فوزي الهيب، ومنه أنقل بتصرف

يعترض حازم على اعتبار الخليل وزن المقتضب : مفعولاتُ مستعلن = مف عو لا تمس ت علن = 2 2 2 3 1 3

يرى الخليل أن المقتضب = مفعولاتُ مستعلن = 2 2 2 3 1 3

ويجب فيه التراقب ( وزا – على دائرة فيصل) أي زحاف أحد السببين الأولين

ليكون وزنه = مفعلاتُ مستعلن = 2 3 3 1 3 أو 3 2 3 1 3 والأول أكثر سلاسة.

وعليه أجاز الخليل البيت أتانا مبشرنا بالعذاب والنذر

م 3 2 3 1 3 2 3 3 1 3

واستنكر الصدر حازم القرطاجني وقال بعدم تجانسه مع العجز لأن الشطر يبدأ بما يشبه فعولن والعجز يبدأ بما يشبه فاعلن

وللتخلص من ذلك اقترح اعتبر وزن المقتضب

فاعِ لن مفاعلتن = فاعِ لن مفا ع لتن = 12 2 3 1 3

لماذا قال فاعِ لن = 12 2 ولم يقل فاعلن = 2 3 ؟

لو قال فاعلن = 2 3 لجاز فيها أن تأتي في أحد الشطرين فاعلن 2 3 وفي الآخر فعلن 1 3

ولجاز حسب هذا اعتبار البيت التالي من المقتضب :

وأتى مبشرنا بالعذاب والنذر

1 3 3 1 3 2 3 3 1 3

فـــــــــعِلن مفاعلتن فاعلن مفاعلَتن

ولكان إذ ذاك قد وقع فيما هرب منه من نقد للخليل فالصدر في هذا الوزن غير متجانس مع العجز.

إضافة إلى كبيرة اجتماع وتدين أصيلين 3 3

ولذا اختار فاع لن 12 2 في أول الشطر وهي تبدأ بوتد مفروق 12 لا يزاحف فأمن مجيء فَعلن مع فاعلن من جهة وكذلك فإن انتهاء فاعِ لن = 12 2 بالسبب (لنْ 2) وبعده ( مفا = 3) قد جنّبه القول بتجاور الوتدين الأصيلين ( فاعلن مفا علتن = 33 )

ثم هل تخلص حازم من عدم اتساق الصدر والعجز الذي رآه حازم نتيجة لقول الخليل بالمراقبة ؟

لنرَ

فاعِ لن = وتد مفروق + سبب خفيف وإذن يجوز فيها فاع لُ = 12 1 بزحاف السبب لن =2، وإذن يصح البيت التالي :

جاءك مبشرنا بالعذاب والنذر

2 1 1 3 1 3 12 2 3 1 3

فاع لُ مفاعلتن فاع لن مفاعلتن

فأيهما أكثر انسجاما :

جواز الخليل : أتانا مبشرنا بالعذاب والنذر

أم جواز حازم : جاءكَ مبشرنا بالعذاب والنذر ؟

وفيما يلي حوار متخيل بين حازم ومعارض له:

حازم: إن سبب ( فاع لن) وهو لن 2 غير قابل للزحاف ؟

المعارض: استنادا إلى ماذا ؟

حازم : استنادا إلى ما أراه

المعارض : يعني أنت ترى أن فاع لن هذه محصنة ضد التغيير استنادا إلى رأيك ؟

حازم : نعم

المعارض : يعني أنت قررت مسبقا رأيا ثم صغت تفعيلة على مقاسه .

حازم : نعم

المعارض : وهذه التفعيلة لا توجد إلا في بحر المقتضب ؟

حازم : مممممممم

المعارض: أنت ترى أن الشاعر قال : جاءنا مبشرنا بالعذاب والنذر

وأن الخليليين غيروها ليثبتوا ( المراقبة – وزا) إلى أتانا مبشرنا بالعذاب والنذر

حازم : نعم

المعارض : فما تقول في البيت الذي استشهد به المعري :

لعمري لقد كذب الــ زاعمون ما زعموا

حازم: ربما حرف البيت ، وربما كان أصله :

عمرها لقد كذب الـ ............زاعمون ما زعموا

المعارض: ربما هذه غير مقبولة من شخص بذكاء حازم

إنك قد اتخذت موقفا من 2 2 2 كما وردت أحكامها في نهج الخليل، واختراع التفعيلة فاع لن من حقك ولكنها تشكل خروجا على منهج الخليل، وذلك من حقك إن كانت ضمن منهج متكامل أما قولك :

1- إنها لا ترد إلا في المقتضب

2- إنها مكونة من وتد مفروق وسبب لا يزاحف 2 3

3- وردّك كل بيت يخالفها

فسأؤجل رأيي فيه إلى ما بعد مناقشة بقية آرائك المتعلقة ب 2 2 2

ماذا يقول حازم القرطاجني عن المنسرح ؟

حازم القرطاجني يخالف الخليل في وزن المنسرح فهو يرى أن وزن المنسرح هو : مستفعلاتن مستفعلن فاعلن

والوزن ذاته عند الخليل : مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن ( في الصدر مع تفضيل الطي 312) / مستعلن (في العجز مع وجوب الطي312)

وهذا الوزن كما عبر عنه حازم صحيح على سبيل الرياضة العروضية أو تنكير الأوزان كما في الرابط:

http://arood.com/vb/showthread.php?p=5673#post5673

ظاهره وظاهر الخليل متشابهان في الصدر

حـــــازم = مس تف علا تن مس تف علن فا علن = 2 2 3 2 2 2 3 2 3

الخليل = مس تف علن مغ عو لا تمس تف علن = 2 2 3 2 2 2 3 2 3

هل هما متشابهان في الأحكام المترتبة على كل منهما ؟

فلنقارن بين عجز المنسرح في كل منهما مستفيدين من دلالة اللون حسب الحكم في كل منهما ولأحكام الوتد المفروق يرجع للرابط:

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mafrooq

2 2 2 تقع عند الخليل في المنسرح دون سواه ضمن حدود تفعيلة واحدة. ينشأ عن تقسيم حازم لها جواز الأوزان التالية حسب خصائص تفاعيل الخليل:

ينجم عن الأخ بنظرية حازم أنه يجوز في المنسرح ما يلي :

1- حازم 1 حيث يصح الوزن:

مستفعلاتن مستعلن فاعلن 2 2 3 2 2 1 3 2 3 وهذا بدلالة عروض الخليل = مستفعلن مفعولتُ مستفعلن.

وعليه يصح في بيت الشعر التالي ( مستفعلن 2 2 3 تصبح مستعلن 2 1 3 ) :

من لم يمت عبطة يمت هرما .....للموت كأس والمرؤ ذائقها

التعديل ليصبح:

من لم يمت عبْطاً فله ميتةٌ ..... للموت كأس والمرؤ ذائقها

حيث الصدر = مستفعلن مستعلاتن فعلن حسب حازم وهو حسب تفاعيل الخليل = مستفعلن مفعولتُ مستعلن

الفرق بينهما أن لدى الخليل منهجا يحدد مواصفات مفعولاتُ فلا يصح فيه حذف ساكن الوتد المجموع

حازم لعب بتفاعيل الخليل دون وعي منه على ضرورة الموائمة بين الشكل الجديد ومنهج الخليل، ولو كان ذا منهج مختلف عن منهج الخليل لما استعمل تفاعيل الخليل أصلا.

2- حازم 2 حيث يصح الوزن

مستفعلاتن متَعِلن فاعلن 2 2 3 2 1 1 3 1 3 وهذا بدلالة عروض الخليل = مستفعلن مفْعُلَتُ مستعلن

وعليه يصح في بيت الشعر السابق التعديل ليصبح :

من لم يمتْ من عبَطِهِ ميتتهِ يقضِ بكأس والمرؤ ذائقها ( ذوّاقها )

3- منطقة الضرب عند الخليل = تمس ت علن = 3 1 3 حيث يجب طي مستفعلن ..... مستفعلن مفعولات مستعلن

ونظيرها عند حازم = علن فاعلن = 3 2 3 وإن قال " إن خبن أفضل " ......مستفعلاتن مستفعلن فاعلن

ومقتضى كلامة أن يجتمع في القصيدة الوحدة في نهاية العجز 3 1 3 و 3 2 3 وهو غير مذهب الخليل الذي تتفق لديه خصائص العروض والقافية في ضرب المنسرح.

إن الاستـنتاجات الثلاثة أعلاه تلزم حازما وفق المعروف من خصائص التفاعيل المعروفة عند الخليل. وهو بين أمرين

الأول: أن يقر هذه الاستنتاجات وفق مفهوم التفاعيل في منهج الخليل

الثاني: أن ينفيها ويلتزم في النتيجة بما قاله الخليل أقله في نفي الاستنتاجين الأول والثاني ، ولكن بإعادة تعريف تفاعيله وخصائصها. وهنا يكون كمن أدار يده اليمنى خلف رأسه لمسك بأذنه اليسرى ويقول هذه أذني ومثل هذا بعيد جدا لأنه لا يليق بحازم وذكائه.

خلاصة موقف حازم من المنسرح أنه كون عنه رؤية نظرية في حال سلامته تتفق مع المنسرح على دائرة ( د- المشتبه ) ولكن خواص تفاعيله ومقاطعها في حالة الزحاف حسب رؤية الخليل التلك التفاعيل. تؤدي إلى صور من المنسرح تخالف السائد من الشعر العربي. وهذا منهج مرتبك من حيث:

1- استحداث مستفعلاتن كتركيب لا ينضوي تحت مسمى تفاعيل الخليل في المنسرح دون سواه.

2 – استعمال مستفعلن التي أفترض أنها ذات مستفعلن التي في تفاعيل الخليل بذات خصائص الخليل.

3- استعمال فاعلن كتفعيلة أخيرة في الشطر، الأمر الذي يعني جواز تجاورها في قافية ذات القصيدة مع فَعِلُنْ.

إن ما تقدم معنا من صفات 2 2 2 كان كفيلا بتجنب هذه الفلتات المنهجية.

هل هذا آخر فلتات عدم تبصر وجود 2 2 2 كتركيب ذي صفات مطردة ؟ كلا

هناك الفلتة الثالثة المتعلقة بما أسماه اللاحق ( لاحق حازم ) . حيث يقول إن وزن البيت :

وحيّ عني إن فزت حيًّا امضى مواضيهم الحفون

متفعلاتن مستفعلاتن مستفعلاتن مستفعلاتن

3 3 2 - 2 2 3 2 4 3 2 - 3 3 2

هل يعقل أن حازما لم يدرك انتساب هذا الوزن للمنسرح ؟ وهل حجبت ذلك عنه هذه الغلالة الشفافة من حدود التفاعيل.

أم تراه أعطى أولوية لاختراع اسم جديد لتركيب جديد هو مستفعلاتن = 2 2 3 2 وبالتالي إلى إغراء القول باكتشاف بحر جديد ؟

أما كان بإمكانه مثلا للربط بين البحرين إن لم يعجبه تقسيم الخليل أن يعتبر وزن المنسرح : مستفعلاتن مستفعلاتن فعلْ

حيث يكون الوزن المعني مشمولا في المنسرح مع تحقيق إشهار مستفعلاتن.

ألا ترى ما أدى تغييب الصفات الجامعة ل 2 2 2

إن كان ذلك ناتجا عن عدم الإدراك فهو اللامنهج

وإن كان بإدراك تعمد طمسه فهو منهج اللامنهج

وليتأمل القارئ ما يؤدي إليه الرقمي ( مجرد شكل حتى قبل طرق المضمون ) حين يكشف أواصر الأوزان من خلال الرمز الرقمي مبرأ من تجسيد الحدود.

وهذا طبعا داخل في (علم العروض) أكثر منه في (العروض).

ثم مستفعلاتن هذه هل يجوز لنا أن نعتبرها تفعيلة ؟ وهل ترد في غير هذا البحر وما أولويات التسمية في بسيط الدائرة مثلا بين

مستفعلاتن فعلْ مستفعلاتن فعل و مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن

وكلاهما رقميا = 4 3 2 3 4 3 2 3

كان هذا استعراضا لما أدى إليه تغييب النظرة المنهجية الشاملة ل 2 2 2 لدى حازم. وسيلي ذلك بإذن الله استعراض الأمر ذاته واثره لدى أستاذي د. عمر خلوف إضافة إلى مواضيع أخرى.

9 - أستاذي د. عمر خلوف :

فيما يلي حصر لمواضع الرقم 222 مظنة الاختلاف مع أستاذي د. خلوف مع إشارة للاتفاق حيث وجد .

رأيت في منطقية المنهج فيما يخص الرقم 2 2 2 أن الأنسب أن أعرض أحوال هذا الرقم كما يمليها المنهج ثم أتناول موقف أستاذي د. خلوف من كل منها.

وفيما يلي استعراض لموقفينا من كل حالة

4 3 2 2 2 3 2 = مستفعلن مفعولات مستف

لا خلاف على انتماء هذا الوزن للمنسرح

4 3 1 2 2 3 2 = مستفعلن معولات مستف

لم أطلع على رأي لأستاذي في هذا الوزن، ولا أذكر أني قرأت عليه شعرا، ولكني أرى صحة ذلك من ناحية نظرية، خذ البيتين التاليين لصالح جودت :

يا عزة الحسن أي شيءٍ أهديك في عيدك السعيد

وكيف أهديك من قصيدي وانت أحلى من القصيد

لو قال في عجز البيت : أهديك في ذا العيد السعيد = 4 3 2 2 2 3 2

ولو قال كذ1لك : أهديك في الصباح السعيد = 4 3 1 2 2 3 2

لحسم انتماء البيتين للمنسرح مع ثقل ظاهر في ( أهديك في ذا العيد السعيد )

4 3 2 1 2 3 2 = مستفعلن مفعلاتُ مستف

ولا اختلاف على انتمائه للمنسرح مع اعتبار الخلاف حول 2-ب أدناه، ويجوز

4 3 2 3 2 2 2 = مستفعلن فاعلن مستفعل

وعليه قول ابن عبد ربه وشاهده االصدر المصرع :

يا من دمي دونه مسفوكُ *** وكل حر له مملوكُ

4 3 2 3 2 2 2 3 3 2 3 2 2 2

كأنه فضةٌ مسبوكةٌ *** أو ذهب خالص مسبوكُ

4 3 2 3 1 2 2 = مستفعلن فاعلن متفعلْ ( فعولن)

وفي رأيي يبقى البيتان من مخلع البسيط في التحوير التالي :

يا من دمي دونه مسفوكُ *** وكل حر له مملوكُ

كأنه فضةٌ تراءت *** أو ذهب خالص سبيكُ

3 3 2 3 1 2 2 *** 2 1 3 2 3 1 2 2

بينما يرفض د. خلوف صحة انتماء هذا الوزن للبسيط ويقصره على المنسرح وبالتالي لا يستقيم البيت الأول مع الثاني حسب رأيه لأن الأول من مخلع البسيط والثاني من المنسرح قطعا دون سواه

.http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showpost.php?p=640048&postcount=14

أ

ب

جـ

أ

ب

جـ

أ

ب

جـ

1

2

3

بقوله :" فأصل المخلع عندي لا يصلح البتة أن يكون مشتقاً من البسيط، لسبب رددته عليك كثيراً، هو احتمال ورود (مفعولن) مكان (فاعلن) في حشوه، وفي أي شطر منه، ولذلك فتفعيله الملائم الوحيد هو: (مستفعلن مفعولاتُ فعْلن). وهو كما ترى مقصّر عن المنسرح..

4 3 2 3 2 1 2 = مستفعلن فاعلن مستعلْ (فاعلن)

يرى د. خلوف أن هذا الوزن بحر قائم بذاته وأن وزنه = 4 3 2 3 2 3 ويضيف :

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showpost.php?p=323687&postcount=1

وزنٌ شعريٌّ مستحدث، لم يذكرْهُ الخليل بن أحمد (-175هـ)، لا في بحوره المستعملة، ولا في بحوره المهملة. بل ليس له في دوائر الخليل العروضية مكان. يتميز بإيقاعٍ موسيقيٍّ خفيف، يكاد أن يصلَ به إلى مصافّ البحر السريع أو البحر المخلّع .

ورد هذا الكلام تحت عنوان : " بحور لم يؤصلها الخليل " وأستاذي في هذا منسجم مع نفسه في الاختيار الانتقائي من منهجية الرقمي التي أراها تمثل منهجية الخليل. نعم هذا الوزن بهذه الألوان

مستفعلن فاعلن فاعلن ليس له مكان في بحورالخليل ولا دوائرة، حسب نهج الخليل فإن

الوزن = مستفعلن فاعلن مستعلْ

وأصله = مستفعلن فاعلن مستفعلْ

وأصله = مستفعلن فاعلن مستفعلن

وإن كان لأستاذي أن يقتنع بهذا يوما فربما نشره تحت عنوان : " صور لم يفصلها الخليل"

4 3 4 3 2 2 2 = مستفعلن فاعلن مفعولن (الرجز) = مستفعلن فاعلن مفعولا (السريع )

الخلاصة أن هذا أصل مشترك لكل من السريع والرجز فيما يليه من تغيير على الضرب.

جاء في كتاب ( أهدي سبيل ) للأستاذ محمود مصطفى – المكتبة العصرية ( ص – 59 ) عن الرجز : [ والأرقام مني ] :" ......كما حكوا أيضا القطع في المشطور، وجعلوا منه قول الشاعر

يا صاحبي رحلي أقلا عذلي" = 4 3 4 3 4 2

وجاء في نفس الكتاب ( ص- 69) عن السريع [ والأرقام مني ] : " العروض الرابعة : مشطورة مكشوفة تصير فيها مفعولاتُ = 2 2 2 1 إلى مفعولا = 2 2 2 وتحول إلى مفعولن = 2 2 2 ومثاله :

يا صاحبي رحلي أقلا عذلي" = 4 3 4 3 4 2

***

اتفق مع ما تقدم . د. خلوف لا يرى أن هذا أصل للسريع .

4 3 4 3 1 2 2 = مستفعلن مستفعلن متفعل باعتباره من الرجز

هذا من المتفق عليه في مراجع العروض.

وأتفق كذلك مع ما نقله الأستاذ زهير ظاظا من نسبته إلى مكسوف السريع في قوله :

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10831&p=58208&viewfull=1#post58208

"وهو عند أتباع الخليل مكسوف السريع، ويمثلون له بالبيت:

لأطرقن حصنهم صباحا = وأبركن مبرك النعامة "

وذلك باعتبار وزنه = مستفعلن مستفعلن معولا = 2 2 3 2 2 3 1 2 2

ويؤيد انتماءه للمصطلح عليه من البحرين من ذات الرابط مع وصفه بالشذوذ :" قال الشنتريني في (المعيار) وقد شذت منه أي الرجز عروض مقطوعة، وضربها مثلها، أي (فعولن) وشاهده: مهمه اعلامها همود (إلخ) قال (أي الشنتريني): (وقد يجوز أن يكون مكسوفا مخبونا من السريع، وكيفما كان فهو شاذ). ولست على بينة من موقف د. خلوف من هذه الازدواجية.

4 3 4 3 2 1 2 = مستفعلن مستفعلن مفْعُلا

ولو اعتبرنا= مستفعلن مستفعلن مستعلْ لانتسب للرجز وهذا ما يقوله ضياء الدين الحسني ( المدارس العروضية – ص 231)

ويرى د. خلوف أن السريع ( سريع خلوف ) = مستفعلن مستفعلن فاعلن = 4 3 4 3 2 3 وليس 4 3 4 3 2 3

وهذا يذكرنا باعتبار اللاحق ( لاحق خلوف ) = مستفعلن فـــــــاعلن فاعلن = 4 3 2 3 2 3 وليس 4 3 2 3 2 3

وكلا البحرين حسب ما ارتآهما لا مكان له على دوائر الخليل ، وله تداعيات تخرج بنتائجه عن دوائر الخليل

تداعيات

1- تلخيص

يرى د. خلوف بأن الوزن 2أ مستفعلن فاعلن مستفعل = 4 3 2 3 2 2 2 ينتمي للبسيط سواء في المشطور أو العجز. أي هو يرى أن 2 2 2 في آخر البيت = مستفعلْ ويرفض انتماء المخلع ولاحق خلوف إلى البسيط يعني أن مستفعلْ 2 2 2 هذه غير قابلة للزحاف خبنًا 1 2 2 = متفعلْ (فعولن) في مخلع البسيط أو طيّا 2 1 2 = مستعلْ ( فاعلن) في لاحق خلوف. فكأنها أشبه بالمبني أو الممنوع من الصرف في النحو.

يرى د. خلوف بأن الوزن 3أ مستفعلن مستفعلن مستفعل 4 3 4 3 2 2 2 أصل للرجز أي أن 2 2 2 = مستفعلْ وهي قابلة لأن تأتي بالخبن على 1 2 2 = متفعل (فعولن) في الرجز ولكنها غير قابلة للطي على 2 1 2 = مستعل (فاعلن) في السريع.

وفيما يلي صياغة حكم جامع لمستفعل 222 حسب رأي أستاذي في أعجاز المواقع السابقة " طي مستفعلْ 2 1 2 (مستعل - فاعلن) ممتنع بتاتا،

وخبنها 1 2 2 جائز في الرجز ممتنع في مجزوء البسيط.

2- مع ابن عبد ربه

يتقاطع رأي د. خلوف هنا مع رأي ابن عبد ربه في العقد الفريد. أقول يتقاطع ولا أقول يتطابق، وذلك أنهما يختلفان حينا ويتفقان حينا آخر وما اتفقا فيه بينهما اختلاف في إطار بعضه من حيث الموقف من عروض الخليل.

فيما يخص 2 ب هما مختلفان فابن عبد ربه كسائر العروضيين لا ينكر انتماء المخلع للبسيط أي يرى جواز خبن مستفعلْ 2 2 2 لتصبح متفعل 1 2 2 بينما ينكره د. خلوف. وشاهد ابن عبد ربه عليه :

كآبة الذلّ في كتابي ونخوة العز في جوابي

قتلت نفسا بغير نفسٍ فكيف تنجو من العذابِ

قول ابن عبد ربه لا يمنع انتماءه أيضا للمنسرح. بينما يرفض ذلك د. خلوف ويصر أنه من المنسرح لا غير.

في 3ب هما متفقان على جواز زحاف مستفعل 2 2 2 في الرجز خبنا إلى متفعل 1 2 2

في 2جـ ، 3جـ يلتقيان على عدم جواز طي مستفعل 2 2 2 لتعطي (مستعل – فاعلن) 2 3 مع اختلاف التوجه

2جـ ففي تقديمة لشاهده ( كآبة الذل ......) يصفه ابن عبد ربه بأنه : "العروض المقطوع الممنوع من الطي" أي الذي لا يجوز فيه 2 1 2 .

ولم أجد لابن عبد ربه مرجعا يرجع إليه الوزن مستفعلن فاعلن مستعلْ. وهنا أوجه له نفس ما أوجهه لأستاذي د. خلوف . طالما أن هذا الوزن :

مستفعلن فاعلن فاعلن = 4 3 4 3 2 3 استجد فأي الخيارين أفضل وأكثر منطقية

أ – أن ننسبه لمنهج الخليل وإن خرج عن صور البسيط التي ذكرها بالقول إنه = مستفعلن فاعلن مستعلْ = 4 3 2 3 2 3

أم نخرجه من منهج الخليل ودوائره بالقول إنه مستفعلن فاعلن فاعلن = 4 3 2 3 2 3

3جـ - يذكر ابن عبد ربه في الرجز:

الضرب المقطوع الممنوع من الطي أي الذي يجوز في مستفعل 2 2 2 أن تأتي مخبونة 1 2 2 ولا يجوز أن تأتي مطوية 2 1 2

قلب بلوعات الهوى معمود حيٌّ كميتٍ حاضر مفقود

من ذا يداوي القلب من داء الهوى إذ لا دواء في الهوى موجود

وأنا هنا أتفق معهما فتناسب العروض والضرب لا يسمح بالقول

من ذا يداوي القلب من داء الهوى إذ لا دواء في الهوى يوجد

4 3 4 3 4 3 4 3 4 3 2 3

ولكنه يسمح به لو اطرد الزحاف في العروض والضرب

من ذا يداوي القلب من ذا الهوى إذ لا دواء في الهوى يوجد

4 3 4 3 2 3 4 3 4 3 2 3

ولكنهما يختلفان في التوجه فابن عبد ربه يرفض في الرجز مستعل 2 1 2 ليحصره في السريع في مفعلا 2 1 2 وهو كما ترى حكم يتعلق بشكل الانتماء لا بمبدإ المنهج. فهو يصف الوزن ( 4 3 4 3 2 3 ) بأنه الضرب المكشوف المطوي اللازم الثاني أي ( مستفعلن مستفعلن مفعُلا ) وشاهده عنده

لله در البين ما يفعل يقتل من شاء ولا يُقتَلُ

بانوا بمن أهواه في ليلةٍ رُدّ على آخرها الأولُ

بينما يرى د. خلوف أن السريع مستفعلن مستفعلن فاعلن = 4 3 4 3 2 3

وبذلك تكون هناك ثلاثة مواقف بالنسبة للسريع :

أ – ابن عبد ربه وسائر العروضيين من أن السريع = 4 3 4 3 2 3 مستفعلن مستفعلن مفعلا وانه من (دائرة المشتبه-د)

ب- قول د. عمر خلوف أن ( سريع خلوف) = 4 3 4 3 2 3 مستفعلن مستفعلن مفعلا وأنه خارج على دوائر الخليل لكنه ضمن منهجه

جـ- الرقمي وفيه أن الوزنين 4 3 4 3 1 2 2 و 4 3 4 3 2 1 2 توأمان من أصل واحد هو 4 3 4 3 2 2 2 سواء كان ذلك الأصل:

مستفعلن مستفعلن مستفعلْ أو مستفعلن مستفعلن مفعولا

وأن الفرق بينهما شكلي ذو علاقة بالمصطلحات ولا علاقة له بالجوهر وهي في كل الأحول ينتمي إما لدائر (جـ ) أو دائرة (د)

باعتبار أصل 2 2 2 في كل منهما كالتالي: الرجز 2 2 21 = مس تف علن = في السريع 2 2 12 = مفعولـاتُ = ( مستفـلنع على رأي الجوهري)

3- أستاذي يسأل ويجيب :

أولا : http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10831&p=596457&viewfull=1#post596457

يقول أستاذي في الرابط أعلاه :" عندما يقول العروض: إنّ أصل (فعولن) في عروض أو ضرب الرجز (عندنا) (أوالسريع عند الخليل) هو: (مفعولن)، فهذا يعني جواز مجيء الصورتين في قصيدة واحدة، كالذي مثّلنا له بقول الأميري رحمه الله:

يا بدرُ هل شهدْتَ أهلَ بدْرِ = تحفّهمْ ملائكُ الرحمنِ

في موكبٍ من السّنا والطهْرِ = قلوبهمْ تُشرِقُ بالإيمانِ

يستبِقونَ الموتَ دونَ صبْرِ = لينشقوا منْ أرَجِ الجِنانِ

فهل يجوز مجيء فاعلن) مع (مفعولن في قصيدة واحدة، حتى يُقال: هذا الشبل من ذلك الأسد؟ "

رايي أن فاعلن أو مستعل 2 1 2 لا تأتي نهاية صدر في بيت ينتهي عجزه ب 2 2 2 وذلك لعدم اتساق وزن الصدر مع العجز، ولكني أقول إن ذلك لا يعتبر دليلا – كما يرى أستاذي – أن 2 1 2 لا تأتي من 2 2 2 . ولكن أستاذي في موقفين آخرين يجيز ذلك :

عن أبيات أستاذتي نادية بوغرارة :

أغــــارُ مــــن ظِــلِّـــهِ....طـيْـفـاً عـلــى جــــدار

فـكـيـفَ بـــي عـنـدمـا......أَراهُ فــي جِـــواري

كالطِّـفـل أبْــدو و قـــدْ....ضـيَّـعـتـه حِـــــواري

في الأسْرِ ،ما حِيلَتي.؟....لَـيْـلـي كَـمــا نـهَــاري

ألْـجَـمْـتُـهـا فَـرحَــتــي....لـكـنَّــهــا شِـــعــــاري

بَـوْحـي بِــلا أحْـــرُفٍ.....مِــنْ صَمْـتِـهـا أُوَاري

أخْشـى احْتِـراقـي لِــذا....ألُـــــــوذُ بــالـــفِـــرَارِ

يقول أستاذي د. عمر خلوف :

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showpost.php?p=547106&postcount=8

"توليفة جميلة، بين وزنين خفيفين، “

ويضيف :" ما الصدر فصحيح، وأما العجز ففيه نظر، لأن أصل (فعولن) فيه هو (مفعولن)، والتزامك (فعولن) في القصيدة هو من باب لزوم ما لا يلزم، حيث يصح أن : أغارُ من ظِلِّهِ ...طيْفاً على جدار

(مفعولن) مكان (فعولن) في أي بيت؛ كقولنا:

أغارُ من ظِلِّهِ.....طيْفاً على الأسْتار ِ

مستفعلن فاعلن .....مستفعلن مفعولن

4 3 2 3 4 3 2 2 2

ثانيا :

فهل يجوز مجيء فاعلن) مع (مفعولن) في قصيدة واحدة، حتى يُقال: هذا الشبل من ذلك الأسد؟ "

( وأنا أرى أن هذا من الموزون لا من الشعر )

يجيب أستاذي :

http://www.alfaseeh.com/vb/forumdisplay.php?25-%C7%E1%DA%F3%D1%F5%E6%D6-%E6%DA%F5%E1%F5%E6%E3-%C7%E1%D4%F6%F8%DA%FA%D1%F6&s=b02dbe0023fa335e55ae1b65a17d7673

مستفعلن مستفعلن فاعلن=مستفعلن مستفعلن مفعولن

قالبٌ مستحدثٌ كذلك، صدره للسريع، وعجزه للرجز كما هو واضح، شقّقوه بترفيل الضرب (فعْلن) بسبب خفيف بعده، وقد وجدتُ له عدداً من الشواهد الحديثة.

يقول إبراهيم العريض:

في الأبيات أعلاه جاءت فاعلن 2 1 2 في الصدر ومفعولن 2 2 2 في العجز ولا يرى أستاذي أن هذا الشبل من ذاك الأسد

4- بين الشكل والمضمون

التجسيد والتجزيء من طبيعة المنهج التطبيقي وهو العروض بشكله المعروف، ويصون العروضيَّ فيه اتباعُه منهجَ الخليل أو أي منهج شامل آخر – وما من منهج شامل سواه – فأحكام الخليل لتفاعيله تضبط التزامها بمنهجه. وعلم العروض ككل علم تجريدي شمولي، ويحصل الخلل عندما يخرج العروضي من إطار العروض إلى علم العروض دون رؤية واضحة لمنهج الخليل فنراه يغير في صفات وأحكام التفاعيل تغييرا على هواه فيغلب عليه الخروج عن منهج الخليل دون وعي منه. وحتى مع الالتزام بالمنهج دون وعي عليه قد نرى خللا ناجما عن اعتبارات الشكل، وفيما رافق هذا الموضوع من تعدد ىراء العروضيين في الأوزان دليل على ذلك وفيما يلي تلخيص يبين الخلاف حول الشكل

مجز أ بسيط = مخلع البسيط ، مجز ؟ مجزوء بسيط لا اسم قديما معروفا له يناظر توأمه المخلع. والترميز الرقمي في الجدول التالي باعتبار الأحكام لدى كل عروضي وليس حسب مصطلح التفعيلة.

عندما رفض حازم مفعولاتُ في المقتضب وتجنبها في المنسرح ومن ثم في لاحق حازم واخترع ما أسماه تفعيلة جديدة (مستفعلاتن) هل كان ذلك انسجاما في المنهج أم تمهيدا لإعلان السبق إلى التمثيل الثنائي مستفعلاتن مستفعلاتن وتسجيل اكتشاف بحر جديد ( اللاحق ) أم كان ذلك نتاجا لمنهج موحد لديه ؟ وما هي أبعاد ووجاهة ذلك المنهج ؟

وأين انتقائية ذلك المنهج وإشكالات اضطرابه في حالة المقتضب من انتظام نهج الخليل واتساقه

إن أحكام 2 2 2 في الضرب كما أفهمها من نهج الرقمي لا تقل وضوحا واطرادا واتساقا عن أحكام 2 2 2 في حشو بحور دائرة المشبه-د

وحيرتي إزاء موقف أستاذي د. خلوف منها في الضرب لا تقل عن حيرتي إزاء موقف حازم منها في الحشو.

وأتمنى أن أجد تفسيرا لذلك غير ما يتبادر لذهني من التباين بيني وبينهما حول المنهج وجودا وتعريفا وتداعيات كل ذلك .

5- عروض الخليل ومنهج الخليل : حدودهما والمساحة بينهما والخروج عليهما.

يقول أستاذي :

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=77669

أما الثانية؛ فأنا متّبع لنهج الخليل في توصيف كيان هائل من الشعر العربي، واضعاً ما كان منه قبل الخليل نصب العين، ومركزاً على ما جدّ بعده.

ولا أستطيع أن أحجر على أولئك المتوقفين عند حدود ما وصل إليه علم الخليل، ولكنني لن أغمط حقّ الشعراء العرب بعد الخليل، ممن تجاوزوا التوصيفَ الخليلي، دون أن يخرجوا عن نهجه. وأعتبر ذلك تطويراً للذائقة العربية، لا انحرافاً عنها، لأنها لم تخرج في مخرجاتها عن أسس الشعر العربي ونهجه.

في قول أستاذي أربع مناطق نستنتج حدودها وعلاقاتها كالتالي

1- علم الخليل وتوصيفه عروض الخليل قائم على علمه

2- نهج الخليل وهو أوسع من علم الخليل

3- أسس الشعر العربي ونهجه .

4- يستتبع هذا التحديد وجود تجديد غير مقبول يقع خارج نهج الخليل وخارج أسس الشعر العربي.

أجدني متفقا مع أستاذي هنا تمام الاتفاق. وأجده يكاد يتطابق مع الرقمي ولأهميته وخاصة لمن لا يعرفون الرقمي أقترح أن يطلق عليه ( سُلّم خلوف)

عندما يتم الوقوف عند حدود علم الخليل وتوصيفه فإن الأمر بالنسبة لأحكام الوزن التفصيلية لا يستدعي الوعي على منهج الخليل. وهذا ما قام به العروض ولا زال يقوم به خير قيام. أما عندما يكون العروضي بصيرا كما في حالة أستاذي في تصنيفه الدقيق الذي يتجاوز العروض إلى علم العروض، فإن هذه البصيرة في انطلاقها لا بد لها من منهج شامل واضح يبين لها معالم انطلاقها من خلال بيان حدود المناطق المذكورة أعلاه.

كل منهج شامل يقي صاحبه من التناقض وإن حصل هذا التناقض فإنه يكشفه له.

سأضرب مثالا على تناقض وجدته في أحكام الرقمي وكيف كان كشفه مدعاة للارتقاء بالرقمي وتحديد ما لم يتم حل إشكاله.

حسب التخاب فإن القطع لا يكون إلا بعد الأوثق أي في الضرب. ثم اكتشفت مبكرا أنه يكون في منطقة عروض مجزوء البسيط ( آخر صدره) ليعطي التوأمين 1 2 2 و 2 1 2 وفي آخرصدر السريع ليحوله من 2 2 2 إلى 2 1 2 ولتوصيف ذلك أضفت ما يلي إلى الرقمي ( إن كل وزن ينتهي صدره وعجزه ب 4 3 يمكن أن يتحولا في كليهما إلى 2 2 2 شريطة أمرين:

1- زحاف الصدر وحده في حال تناسب الصدر والعجز كما في مخلع البسيط

2- زحاف الصدر والعجز كما في السريع.

وبقي هناك إشكالان لتعميم هذه القاعدة وهما

1- أن عروض الخليل لا يذكر انتهاء صدر الرجز ب 1 2 2 . جاء أستاذي بعدة شواهد على هذا الوزن وكان ذلك انتصارا لشمولية نظرة الرقمي في 222 ولكن الأمانة والدقة تقتضي الإشارة إلى أن الخليل لم يورد هذا في صور بحر الرجز ومن الشواهد التي جاء بها أستاذي قول فؤاد الخشن:

يا ثغرها المكمَّمَ الذبيحا يا برعماً يضِنُّ أنْ يبوحا

فجّرْتَ نبعَ الشعْرِ في عروقي = وللذرى جنّحْتني طموحا

2- الإشكال الثاني يتمثل في سادس البسيط وشاهده في كتب العروض:

ما هيج الشوق من أطلالٍ أضحت قفارا كزحي الواحي

4 3 2 3 2 2 2 4 3 4 3 2 2 2

حيث انتهت منطقة العروض ب مستفعل 2 2 2 دون تصريع أو زحاف. وهنا مأزق له أحد حلين :

إما تبني ذلك وتعديل اشتراط خبن 2 2 2 إلى 1 2 2 في آخر الصدر أوالقول إن هذا الوزن الثقيل شاذ، وقد ورد مرارا في معلقة عبيد بن الأبرص ولا يخفى ثقله لدى مقارنة الصين :

مُـضَبَّـرٌ خَـلـقُـهـا تَـضـبـيــراً يَـنـْشَـقُّ عَنْ وَجْـهِهـا السَّبيبُ

مُـضَبَّـرٌ خَـلـقُـهـا ضبيرٌ يَـنـْشَـقُّ عَنْ وَجْـهِهـا السَّبيبُ

والحكم في الأمر يعتمد على الإحصاء في الشعر العربي لتقرير شذوذه أو تقعيده ضمن إطار واحد لكل من الصدر في كلا

الرجز : مستفعلن مستفعلن مستفعل ( متفعل )= 4 3 4 3 2 2 2 (1 2 2 )

المخلع : مستفعلن فاعلن مستفعل ( متفعل ) = 4 3 2 3 2 2 2 ( 1 2 2)

طرحت كل ما تقدم لأبين دور المنهج في كشف أي تناقض في التناول وإصدار الأحكام.

لنر في المقابل رأي أستاذي د. خلوف في نفس ظاهرة 222 في أربعة مواضع:

الأول : بصدد أبيات الأستاذة نادية بوغرارة :

"توليفة جميلة، بين وزنين خفيفين، “

ويضيف :" أما الصدر فصحيح، وأما العجز ففيه نظر، لأن أصل (فعولن) فيه هو (مفعولن)، والتزامك (فعولن) في القصيدة هو من باب لزوم ما لا يلزم، حيث يصح أن : أغارُ من ظِلِّهِ ...طيْفاً على جدار

(مفعولن) مكان (فعولن) في أي بيت؛ كقولنا:

أغارُ من ظِلِّهِ.....طيْفاً على الأسْتار ِ

مستفعلن فاعلن .....مستفعلن مفعولن

4 3 2 3 4 3 2 2 2

الثاني : فهل يجوز مجيء فاعلن) مع (مفعولن في قصيدة واحدة، حتى يُقال: هذا الشبل من ذلك الأسد؟ "

الثالث : مستفعلن مستفعلن فاعلن=مستفعلن مستفعلن مفعولن

قالبٌ مستحدثٌ كذلك، صدره للسريع، وعجزه للرجز كما هو واضح، شقّقوه بترفيل الضرب (فعْلن) بسبب خفيف بعده، وقد وجدتُ له عدداً من الشواهد الحديثة.

يقول إبراهيم العريض:

إنّ الـسـماءَ مُـظلِمٌ جَوُّها كأنّـمـا اكتسَتْ لها جلبابا

الرابع : يرى أستاذي في قول ابن المعتز:

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=43078&p=317581&viewfull=1#post317581

مستفعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن مستفعلن فاعلاتن

4 3 4 3 2 3 4 3 4 3 2 3 2

أحمدُ أَنساني هَوَى أحمدٍ يا قلبُ أيقِنْ بشقاءٍ جديدِ

قد شبّهوهٌ بِغَزالِ النّقَى حاشاهُ منهُ غير عَيْنٍ وجيدِ

فهل يا ترى يجوز التشعيث في فاعلاتن ليصبح البيت الثاني:

قد شبّهوهٌ بِغَزالِ النّقَى حاشاهُ منهُ غير طول الجيد

مستفعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن مستفعلن فعْلاتن

4 3 4 3 2 3 4 3 4 3 2 2 2

إن قال نعم كان ذلك نقضا لما ورد ثالثا من أن الصدر من السريع والعجز من الرجز فهذا الوزن هو ذات ما ورد ثالثا

وإن قال لا فلأي منهج ومعيار يحتكم.

أعلاه فقرتان:

أولاهما تبين أثر المنهج في كشف العيوب لذي فطنة متواضعة واطلاع محدود على الشعر العربي مثلي فيدفعه ذلك إلى معاودة النظر مرات ومرات بحثا عن انسجام واطراد.

وثانيتهما تبين أثر غياب النهج في إخفاء تعدد الآراء والتباين في القضية الواحدة وخاصة عندما تتجاوز المقاربة توصيف الخليل ويكون الشكل دون الجوهر هو المعتمد الرئيس، وذلك لدى علم من أعلام العروض العربي ذي فطنة شديدة واطلاع موسوعي.

مع تكرار تعبيري عن موافقتي أستاذي في عذوبة أغلب الأوزان التي تطرق لها، مع بعض التحفظ على الوزن 4 3 4 3 2 3 ..... 4 3 4 3 2 2 2 لعدم تناسب آخري الشطرين وإن كان الأول مشتقا من الثاني فلا يستقيم الوزن حتى يزاحفا معا فيكون الوزن 4 3 4 3 2 1 2 ..... 4 3 4 3 2 1 2

وإنما أوردت تباين الآراء في ذات القضية لأبين أثر غياب المنهج في تعدد النظرة إلى ذات القضية، ولو كان ذلك المنهج وصف معيارية لتحديد درجات سلم أستاذي الرباعي.

وعلى سبيل المثال لنأخذ أبيات صالح جودت ونحورها مضيفين إليها لتعبر درجات سلم خلوف الأربع على أمل التعرف طبقا للتدرج على تعريف موضوعي واضح لتلك الدرجات والحدود بينها :

يا حلوة العشرين لا تفزعي من همسة الخمسين في مسمعي

أنا شباب سرمدي المدى أنا ربيع دائم المطلع

لا يكبر الشاعر يا طفلتي فعمره في حسّه الطيّع

مستفعلن مستفعلن فاعلن مستفعل مستفعلن فاعلن

4 3 4 3 2 3 4 3 4 3 2 3

هنا لا يفرق من ناحية عملية أن تكون فاعلن 2 3 كما يراها الخليل أو 2 3 كما يراها أستاذي

ولنسر في الإضافة إليها على غرار ما رآه أستاذنا من المستحدث على الرابط الأخير

أ - يا حلوة العشرين لا تفزعيني من همسة الخمسين بل واسمعيني

أنا شباب سرمدي فتيٌّ أنا ربيع دائم في سنيني

لا يكبر الشاعر مهما يعاني فعمره في حسّه ذي الشجون

مستفعلن مستفعلن فاعلاتن مستفعل مستفعلن فاعلاتن

4 3 4 3 2 3 2 4 3 4 3 2 3 2

هنا أقول إني أستسيغ هذا الوزن ( أ ) ولكنه من الموزون لأن 2 3 لا تصير في نهج الخليل 2 3 2 أبدا. أستاذي يستسيغه ويعتبره صورة مستحدثة من السريع.

هل ( أ ) على الدرجة الأولى أم الثانية ؟ وهل الثانية متطابقة مع الثالثة ؟ وإن افترقتا فما هو الفرق وما هو النص المطابق للثالثة إن كان ( أ ) على الثانية ؟

ب - يا حلوة العشرين لا تفزعيني أنا في مطلع الخمسين مستمسك بالمنى

أنا شباب سرمدي ومن دأبه يبقى ربيعا دائما رغم أنف العنا

لا يكبر الشاعر مهما ألمّت به من معضلاتٍ فهْو يبقى وضيء السنا

مستفعلن مستفعلن فاعلن فاعلن مستفعل مستفعلن فاعلن فاعلن

4 3 4 3 2 3 2 3 4 3 4 3 2 3 2 3

جـ - يا حلوة العشرين لا تفزعي يا بُنيّهْ من وخطة الخمسين لاحت على مفرقيّهْ

أنا شباب سرمدي المدى لا يبالي يبقى ربيعا دائما لا يهاب المنيّةْ

لا يكبر الشاعر مهما عتت من ظروفٍ أو معضلاتٍ إذْ له عزمة سرمديّةْ

مستفعلن مستفعلن فاعلن فاعلاتن مستفعل مستفعلن فاعلن فاعلاتن

4 3 4 3 2 3 2 3 4 3 4 3 2 3 2 3

هل (ب) و (جـ ) كلاهما على الرابعة وهل هما في هذا سواء ؟

وما بالي أنظم وأحرف وفي ما يدعوه أصحابه بحورا جديدة أمثلة متعددة منها ما تسيغه الأذن ومنها ما تمجه، ولكن وفق أي معيار يصنفه استاذي على سلمه الرباعي؟ ومن ذلك بحور الكرباسي التي تفوق المائتين ؟

ثم هذا الوزن الذي أستسيغه جدا للشاعر سالم يوسف ولكن التزامي بمنهج الخليل لا يمكنني إلا أن أصنفه من الموزون فهل هو في نظر أستاذي شعر؟ وعلى أية درجة من سلمه يقع ؟ ووفق أي معيار موضوعي ؟

خَبّئــي في جبينـكِ القمـــــــرْ كلمـا فــاضَ أيقـظ السّهـــــرْ

واجْمَعي الضُّوءَ مِنْ سُدولِهِ وانعثيني أُلَــــوّنُ الصـــــورْ

واغْسلي الحُـبَّ في غُيوثــهِ واهْدُلِي في خِضابهـا المطـرْ

واسألي النبضَ جُنّ في دمي راعفُ البوحِ كلمــــا هَــــدَرْ

أيـنَ لي بعض مفـرداتــــــهِ روضُـــكِ المبتغـددُ الثمــــرْ

سَبَـــــأي فيــكِ أيـنَ تختبــي هل يُوارِي انهمارَها الخفــرْ

كـــلُّ بلقيسَ فـي عرينهـــــا ومضـــةٌ في بروقكِ الأُخَـــرْ

خَبِّئــِـــي سَــرْدَ قيثارتــــــي كيفمــــا شِئْتِ يفضحُ الوتـرْ

كلّمـــــا راحَ يَسْتَرِقّـــنـــــي جَــــدَلُ الهُـدْبِ أُمْعِنُ النظـرْ

أنا صـــادٍ تنـــاهبَ الظمـا زَمْزَمِي والمحـارَ والــدررْ

قــــدْ تداعيتُ فاسْتَبـَــاحَنـــي مِنْ حُمَيّا الصُّدُودِ ما انتشــرْ

وصدى الشوقِ وهو يصْطَلي بِسياطِ الوعـــــودِ والسَّفـَــــرْ

أوَ تدريــــنَ إنْ وَسَمْتِـنـــــي بِرُقَـى الجمـْـراتِ والشّـــــرَرْ

والتقاسيــــمَ وهي تـَرْتــــدي دنْدَنـــاتِ الحفيفِ والشجـــرْ

فالمواويلُ عَطْـــفُ بانــــــِـهِ كُلّمـَـــا سالَ ضــوؤُهُ القمــرْ

إن سلم خلوف يشكل معلما للانتقال من العروض إلى علم العروض، ذلك أنه يقدم الأسس التي تحكم التجديد في العروض العربي وتصنفه، وهو ما يشكل نقطة التقاء مع العروض الرقمي مضمونا وإن اختلفا تسمية. هما يلتقيان في علم الخليل. ثم وإلى حد كبير تكافئ الدرجتان الثانية والثالثة ما يسمى بالموزون في العروض الرقمي. وكما قالوا فلا مشاحة في المصطلح.

هذا التفصيل الذي أورده استاذي لا يؤتي ثماره حتى يتم تحديد كل درجة من درجاته تحديدا موضوعيا واضحا. هل تصلح أدوات العروض التطبيقية أي التفاعل وهي تجزيئية تجسيدية لتوصيف هذا السلم ؟ أشك في ذلك لأن هذا السلم شمولي تجريدي في طبيعته ولا تصلح له التفاعيل فهي تجزيئية تجسيدية. هذا رأيي الذي أتمنى أن أكون مخطئا فيه. فقد يتمكن أستاذي بطول باعه وسعة حيلته من صياغة هذا المنهج بلغة التفاعيل . وإن تمكن من ذلك فسيكون قد أوصل مضمونا مهمنا من مضامين الرقمي للأغلبية الساحقة التي تجهل الرقمي.

فليته يحاول وهو بالنجاح جدير.

***

بعدما تقدم من تفاؤلي حول المنحى الجديد لأستاذي د. خلوف فوجئت اليوم في ردي على موضوع حول الوتد المفروق بقول أستاذي د. عمر خلوف :

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=77828&p=597047#post597047

" إننا نتّخذ من (الوصفية) لواقع الأوزان منهجاً نعتقد أن الخليل رحمه الله قد اتّبعه بدايةً قبل أن تستهويه لعبة النظرية المتكاملة، ليقعَ توصيفُه الرائع للأوزان المختلفة في دوامتها المصطنعة."

أستعيد هنا قوله الأول

"ولا أستطيع أن أحجر على أولئك المتوقفين عند حدود ما وصل إليه علم الخليل، ولكنني لن أغمط حقّ الشعراء العرب بعد الخليل، ممن تجاوزوا التوصيفَ الخليلي، دون أن يخرجوا عن نهجه. وأعتبر ذلك تطويراً للذائقة العربية، لا انحرافاً عنها، لأنها لم تخرج في مخرجاتها عن أسس الشعر العربي ونهجه."

فأحزنني الاحتمال الأول من الاحتمالين التاليين :

1- أن يكون أستاذي منسجما في قوليه ومعنى ذلك أني فهمي لـ ( سلم خلوف) كان على غير الوجه الذي قصده استاذي. وبالتالي ما كان لي أن أتفاءل به على النحو الذي فعلت على أساس تصوري أنه توجه إلى الشمولية والمنهجية لديه.

2- أو أن ثمة تناقضا بين رأيي أستاذي.

وحول قول أستاذي :

إننا نتّخذ من (الوصفية) لواقع الأوزان منهجاً نعتقد أن الخليل رحمه الله قد اتّبعه بدايةً قبل أن تستهويه لعبة النظرية المتكاملة، ليقعَ توصيفُه الرائع للأوزان المختلفة في دوامتها المصطنعة."

لي تعليقان

1- حول قول أستاذي أن الخليل بدأ توصيفيا دون نظرة شمولية وأنقل ردي عليه في ذات الموقع : "

منهجية الخليل تقوم على استقصاء كافة الاحتمالات المستعملة والمهملة كقيامه ‏بإحصاء الجذور المحتملة للغة العربية قبل شروعه بمعجم العين والتي بلغت لديه 12,214,503‏ وذلك بالحسابات التالية:‏

الثنائية = ‏28×27............................‏ ‏756‏

الثلاثية = ‏28×27×26.......................‏ ‏19,656‏

الرباعية = ‏28×27×26×25................‏ ‏400,491‏

الخماسية = ‏28×27×26×25×24........‏ ‏11,793,600‏

المجموع.......................................‏ ‏12,214,503‏

وذلك شأنه في العروض سواء في البحور المهملة أو البحور المجزوءة وجوبا والتفاصيل على الرابط:‏

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mohmalah‎

وأعتقد أن هذا يذهب إلى عكس ما ذكره أستاذي الحبيب د. عمر خلوف في قوله أعلاه.

إن كان لي أن أكني الخليل فكنيته عندي ( أبو الشمولية ) . "

2- ذكرني قوله عن نظرية الخليل التكاملة التي هي عين شمولية الخليل ودوائرة بانها دوامة مصطنعة وقع فيها المنهج الوصفي الخليل الذي يتبناه أستاذنا كما يقول. ذكرني هذا بقول الأستاذ محمد العياشي عن الخليل:

" :"وتلك هي البحور التي غامر فيها الخليل حتى إذا تنازعته اللجج وتقاذفته الأمواج راح يستنصر الدوائر ويستصرخ التفاعيل لعله يسحر بها عيون الناس ولكن خذلته التفاعيل ودارت عليه الدوائر. ولم يزل يعالج العلة موقوفا مقطوفا مكسوفا حتى عاجلته التيارات الزاحفة من هنا وهناك فكفَّته ولفَّته وخبَلته وعقَلته فكان أول المسحورين"

وقد بينت في موضوع "الرقمي قبس من نور الخليل"

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/-qabas

أن الدوائر دارت على وهم الأستاذ العياشي. ولعلي هنا أكون قد برأت الخليل من تهمة اصطناع دوائره التي هي الأصل في عمله وبالتالي برأته من منهج اللامنهج الذي يدعوه أستاذي بالتوصيفية.

بعد مضمون الحوار المتقدم طلبت من استاذي تعريف المنهج الوصفي لجلاء ما بدا لي من تباين في الموقف من منهج الخليل فرد مشكورا بما يلي :

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=78051&p=597352&viewfull=1#post597352

" والمنهج الوصفي في علم العروض هو الطريقة التي تنظر في هذا العلم نظرة كلية (شاملة ، فتصفها، ثم تنظر وتصف كل دقيقة من دقائقها، بدءاً بالساكن والمتحرك، فالمقطع العروضي، فالوحدة الإيقاعية (التفعيلة)، فالنسق أو السياق الإيقاعي (البحر)، فتقارنها بواقعها وبما أقرتها عليه النظرية.. ومدى دقة معياريتها، أو مدى ابتعادها عن ذلك الواقع..

وتقتضي هذه الطريقة إعادة النظر في كل ما أقرته النظرية (الخليلية)، وبالتالي إقرار ما تقره من قواعدها، وهذا كمٌّ كبير، أو نقد بعض مفرزاتها، وإن كان قليلاً."

فإذا استطاع الباحثُ الحصيف، أن يعيد صياغة النظرية، أو يعدّل في إجراءاتها، كان ذلك فضل من الله

وإن لم يستطع، فله شرف البحث، وإثارة الأسئلة، وتحريك الراكد.

ولذلك فمن الخطأ القول: إن من تحصيل الحاصل عدم افتراض وجود قواعد كليه جامعة

فلعل الله يأتي بالفتح من عنده

وقد جاء هذا التعريف كما توقعت من صعوبة تعريف المنهج الوصفي تعريفا غير مشكل بقولي:

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=78051&p=597300&viewfull=1#post597300

"أكرر رجائي وإلحاحي بتعريف هذا المنهج الجديد( التوصيفية تعريفا علميا واضحا. متوقعا الصعوبة البالغة في ذلك لأن وضعها على المحك سيكشف تناقضاتها - التي بينت وسأبين المزيد منها عند تطبيقها على الواقع - فتعريفها كتعريف خيال بمواصفات الأجسام المادية"

ولتوضيح ما أراه من تناقض في توصيف أستاذي لمنهجه الوصفي وموقفه من منهج الخليل – وأتمنى أن أكون مخطئا – سأحاول دمج بعض مقولات أستاذي في نص واحد لإظهار ما التبس علي من أمر اتساقها في الخلاصة التالية :

كان الخليل يتبع لواقع الأوزان نهجا وصفيا غير متكامل النظرية يبدو شبيها إلى حد ما بذلك الذي يتبعه أستاذنا د. خلوف قبل أن تستهوي الخليل لعبة النظرية المتكاملة ليقع بعدها توصيفه الرائع الذي يبدو مشابها إلى حد ما لتوصيف أستاذنا خلوف في الدوامة المصطنعة لتلك النظرية التي تجاوزها الشعراء العرب بحق لا يجوز غمطه دون أن يخرجوا عن النهج المشترك الرائع لكل من أستاذنا د. خلوف والخليل قبل أن يقع توصيف الخليل في الدوامة المصطنعة لنظريته المتكاملة. بينما كان المنهج الوصفي لأستاذنا د. خلوف ومنذ البداية يحتوي في طيه على قواعد كلية جامعة من الخطأ عدم افتراض وجودها وهذا المنهج وإن أشبه في ظاهره منهج الخليل قبل أن تستهويه النظرية المتكاملة ذات الدوامة المصطنعة إلا أنه يختلف عن وصفية الخليل التي كانت خالية في أساسها من النظرية المتكاملة، ذلك أن نهج أستاذنا الوصفي يتمتع بقواعد كلية جامعة منذ البداية قواعد كلية تختلف عن لعبة الخليل التكاملية ذات الدوامة المصطنعة. وهكذا نرى أن نهج استاذنا د. خلوف أقر كما كبيرا من القواعد الرائعة لنظرية الخليل ولم يعب عليها إلا القليل المتمثل بلعبة النظرية المتكاملة التي أوقعت توصيفه الرائع للأوزان المختلفة في دوامتها المصطنعة.

وخلاصة الخلاصة :

منهج الخليل في بدايته كان يشبه جانبا من منهج أستاذنا د خلوف مع الفارق التالي المتعلق بالتكاملية والكلية :

1- منهج الخليل كان تفصيليا تجزيئيا رائعا وعابته بعد ذلك لعبة النظرية المتكاملة الطارئة على منهجه، ليقعَ توصيفُه الرائع للأوزان المختلفة في دوامتها المصطنعة."

2- منهج أستاذنا د. خلوف اجتمعت فيه تفصيلية رائعة وقواعد كلية جامعة متأصلة فيه غير طارئة من الخطأ تجاهلها وهي بلا دوامة اصطناعية كتلك التي في نظرية الخليل المتكاملة.

3- وهكذا فالفارق بين النهجين أن نهج الخليل رائع في الجزء الذي شارك فيه نهج أستاذنا الوصفي الجزئي ، بينما هو معيب في ذلك الجزء المتعلق بتكاملية الخليل التي تمتاز عليها كلية أستاذنا في منهجه الوصفي.

6 – بين المنهجية والتحجر

يقول أستاذي د. عمر خلوف ردا على الأستاذة نداء صبري لإعجابها بما أسماه اللاحق باعتباره [ بحرا جديدا ] خارجا عن دوائر الخليل فيما أصنفه على أنه توأم مخلع البسيط وكلاهما صورتان من مجزوءه المقطوع.

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showpost.php?p=835405&postcount=31

أختنا المبدعة نداء صبري..

لا تكوني كبعض المتحجرين الذين يخشون أي تجديد، فيخوفوننا بفساد قواعد اللغة فيما لو فتحنا باب التجديد في موسيقى الشعر

وهم كمن يخشى اختلال قاعدة فيزيائية فيما لو وصفنا الأرض بالكروية!

فلا خوف على شعرنا العربي من أية إضافة أو تجديد

وقواعد موسيقى الشعر لا علاقة لها بقواعد اللغة وإن كان واضعهما واحد وهو الخليل رحمه الله

وكم كنتُ أخشى على قواعد الموسيقى والنغم لو لم يضِعْ كتابا الخليل في الإيقاع والنغم.

شكراً لك شاعرتنا نداء

وحفظك الله

وسواء كان منهج الرقمي مقصودا أو غير مقصود، فالهدف من الرد هنا هو توضيح رأيي في موضوعي ( المنهجية و التحجر) وربما يخدم الحوار أن أعتبر ذلك موجها للرقمي بغض النظر عن رأي أستاذي فليس في الأمر بعد شخصي.

المنهجية تعني وجود نظام كلي يحكم الذائقة العربية وأمكن الوصول إلى جزء كبير جدا منه من خلال العروض الرقمي.

التحجر يعني رفض الجديد. فهل هما نقيضان ؟

نحن نتحدث عن أمرين هما القبول والرفض من جهة والتصنيف من جهة أخرى.

ولاستقامة الحوار سأعتمد التعاريف والرموز التالي لتسهيل جدولتها . سأعتبر

أ - كل رفض جمودا

ب - كل إعراض عن إبداء الرأي لامنهجية

جـ ـ - كل تعدد للحكم في المسألة الواحدة لا منهجية وعدم تعدد الأحكام في المسالة الواحدة منهجية.

يرى أستاذي أن مستفعلن فاعلن فاعلن هي بحر خارج عن بحور الخليل باعتبار فاعلن 2 3 الأخيرة سبب ووتد أصيل. وحديثه عن التحجر كان ردا على قول الأستاذة نداء صبري :

ولاحق حقه ماثل = مستفعلن فاعلن فاعل = 4 3 2 3 2 3

مع أني أتوجس قلقا على الشعر كلما سمعت بإضافة لما قدم الخليل مهما كانت ثقي بصاحبها

لكني أحببت موسيقى هذا البحر وارتحت له

شكرا لك أخي العروضي الرائع دكتور عمر خلّوف

بوركت

وأنا أرى أنه مستفعلن فاعلن مستعل = 4 3 2 3 2 3

باعتبار ( فاعلن = مستعل 2 3 ) مخبونة ( مستفعل 2 2 2 ) الناجمة من قطع (مستفعلن 2 2 3) ينتمي هذاالوزن لمجزوء البسيط شأن انتماء مخلع البسيط له باعتبار (متفعل = 3 2) في آخر شطريه ناجمة عن قطع وخبن مستفعلن.

أين مكان التحجر في هذا الخلاف ؟

ينشأ من موقف أستاذي أنه يجوز في السريع عنده الوزن 4 3 4 3 2 3 2 = مستفعلن مستفعلن فاعلاتن

ويأتي عليه بنص جميل الوزن أستعذبه كما يستعذبه. وأقول هذا وزن جميل من الموزون لأنه خارج عن مرجعية الخليل.

يقول استاذي إنه يراه شعرا تارة وفق أذن ما وتارة وفق منهاجه. أما الأذن فأمر لا يمكن اعتماده موضوعيا. وأما منهجه فلم أتبين حدوده.

إذن لو عرف أستاذي منهجه لصار عندنا في هذا الوزن تصنيفان متناظران ، شعر وسائغ موزون من جهة ، وشعر في حدود الخليل وآخر في حدود خلوف، من جهة أخرى، ويكون الاختلاف حينئذ اختلافا في المصطلح ولا ضير في ذلك. ولكن الأمر في هذا مرهون بتعريف أستاذي للحدود التي يمد بها تعريف الأوزان المستحدثة خارج حدود الخليل ومدى الخروج المسموح به.

أين التحجر في كل ما تقدم ؟

هل هو في طلب البحث عن تعاريف محددة موضوعية قدر الإمكان للتصنيف على أساسها وتحديد الخارج عليها؟ أراه طلبا محقا لا تحجر فيه.

هل هو في عدم القدرة على تحديد منهج يضبط التوسع خارج حدود الخليل ؟ أراه عجزا ولا أدري إن كان عدم وجود حدود له أو عدم اتضاحها أو العجز عن توضيحها تحجرا أم لا.

10- د. شكري عياد

********************************************************************

هل ثمّ اختلاف بين صور الخليل في الجدول :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adhrob

ومنهج الخليل

ثمة اختلاف على ثلاث مستويات بين الصور التي وردت في (عروض) الخليل ومنهجه في

(علم العروض) وهي

1- اختلافان أساسيان في المنطقتين الصفراوين:

أ‌- المنهجية تقتضي وحدة حكم سببي المحورين 11، 10 في كل من الخفيف والمنسرح. قالوا في الخفيف بجواز زحاف أحدهما ( جزا-المعاقبة) وقالوا في المنسرح بجواز زحاف كليهما (جزك – المكانفة) ، الواقع الشعري يوافق المنهج في القول بالمعاقبة دون المكانفة فيهما فحكمهما واحد، إذ أن ( معلاتُ ) لم ترد من الشعر العربي حتى العصر الأموي إلا في بيت واحد.

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=74179&p=570839&viewfull=1#post570839

أنظر للتفاصيل المكانفة :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/muaaqabah

ب‌-المنهجية تقتضي وحدة حكم الرقم 2 في المحور (5) في كل منهما وهم قالوا بعدم جواز زحافه في المنسرح وجواز زحافه في الخفيف. والحقيقة أنه لم يرد مزاحفا في الخفيف إلا في الأمثلة المصنوعة. وهكذا ينحاز الواقع الشعري لنهج الخليل.

2- فارق لا يبلغ درجة الاختلاف، وهو أن كل عجز ينتهي ب 3 1 3 في صورة من صور الخليل فإن له صورة أخرى هي انتهاؤه ب 3 2 2 أو اعتباره مساويا في الحكم ل مفاعلتن = 3 1 3 في ثاني الوافر التي لها صورة أخرى هي مفاعلْتن 3 2 2 في ثالث الوافر. وانظر للتفصيل الشرح بعد الجدول المذكور أعلاه. وقد جاء على المقتضب للحسين بن الضحاك:

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=53800&p=406488&viewfull=1#post406488

عالم بحبيهِ ..... مطرق من التيهِ

يوسف الجمال وفر..(م) .. عون في تجنيهِ

لا وحق ما أنا من ..... عطفه أرجّيهِ

ما الحياة نافعة .... لي على تأبّيهِ

3- اختلافات كلها لا تتعدى الضرب ولا أعتقد أنها اختلافات خطيرة ومنها هذا الترفيل ( +2) والتذييل (+ه) وإنما أكتب الرمز الرقمي ليعرفه أهل الرقمي. على أن هنا أمرا ينبغي التنويه حوله. وهو أنه خارج دائرة ( أ – المتفق) وباستثناء الطويل فإن مجموع الخانات الزوجية والفردية في كل صور الخليل لا يتعدى 7 خانات . وتنزع البحور إلى أن تحيد عن صورتها التي على الدائرة إلى صورة في الواقع أقل في مجموع الخانات.

أ- البسيط 8 خانات على الدائرة = 4 3 2 3 4 3 2 3 يصبح 7 خانات 4 3 2 3 4 3 ((2) .

ب - الكامل على الدائرة 6 خانات 4 3 4 3 4 3 فلعله لهذا لم يرد عليه في القديم الترفيل ولا التذييل

جـ - خامس المديد 2-3-4-3-((4) من خمس خانات فلعله لهذا أسلس في السمع من ثالث المديد الذي من ست خانات 2-3-4-3-2-3

ولعله لذات السبب قل ورود ثاني المديد وهو من سبع خانات أ 2-3-4-3-2-3-ه

ومن شاء مزيدا من التفصيل والأمثلة فعليه بمتن هذا الموضوع والرجوع إلى الروابط التالية:

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=78051

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=26446&page=4

http://arood.com/vb/showthread.php?p=16040#post16040

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/nesbah-wa-tanasob

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/azwaj

http://arood.com/vb/showthread.php?p=2450#post2450

********************

الكم والهيئة موضوع متواشج مع هذا الموضوع:

وختاما

( علم العروض ) رسالة الخليل الفكرية لأمته على الزمن. في العروض وسواه مؤداها أن المنهج تطبيق نابع من المبدأ يحرس وعيُ الفكرِ

على ذلك التزامه به،وصولا إلى الغاية أو المقصد.

مبدأٌ ومنهجٌ دون فكرٍ حارسٍ لانبثاق الثاني من الأول والتزامه به يتيح الفرصة لاستعمال المنهج ضد غايات المبدأ وإن زعم مستغل الفرصة

احترام المنهج عبر التمسك بجزئيات على نحو يطمس الكليات بل يعاكس توجهها لتحقيق المقصد أوالغاية.

الإعراض الصريح عن المبدإ والمنهج معا فيه خروج واضح عنهما يراه الجميع يسهل الحكم في الأمر.

فك ارتباط المنهج بالمبدأ لا يتم إلا في غيبة الفكر أو تغييبه بما يتيح تضخيم بعض جزئيات المنهج التطبيقية تغطية لتوجيهه ضد المبدأ

وطمس الكليات أمر في غاية الخطورة إذ لا يدرك خطره - ناهيك عن كنهه - أغلب الناس.

مثال ذلك استعمال تفاعيل الخليل في هدم فكره إذ لا يرى الهادمون له منهجا في الأصل. , واعجب لتطبيقهم أحكام الخليل على مستفعلن

بعد أن يحصروها في شطر يحطم الخليل وعروضه وهو ( مستفعلن مفاعيلن ). إنه تكريم لفكر الخليل ومنهجه بعد حشرهما في زنزانة

تفعيلية نسبوها إليه شكلا ولا علاقة لها بمضمونة .

ثمة حوار مفيد حول الموضوع على الرابط:

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=5304