Istithar

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=636

ستئثار البحور أو تنازعها

التركيب

هناك مجموعات من المقاطع تكون لها صفات صفات خاصة وهي في الأغلب لا تتطابق مع حدود التفاعيل وأستعمل في الرقمي كلمة تركيب للدلالة على كل مجموعة وجمعها تراكيب

وتستأثر بعض البحور أو مجموعات البحور ( الأصيلة) ببعض التراكيب فيكون حال هذه التراكيب في سوى هذه المجموعات من البحور ( الطارئة) حالا من خمسة أحوال تعبر عن تأثير البحر الأصيل المستأثِر بالتركيب في البحر الطارئ عليه.

1- الامتناع

2- الثقل

3- الندرة

4- التأثير في بعض الحالات بحيث لو أجرينا على البحر الطارئ ما يجري على الأصيل فقد نخرج بموزون مستساغ

5- الإخراج من البحر دون أن يعني ذلك بالضرورة خروجا من الشعر

هذه مواضيع لعلها تطرق لأول مرة والخطأ فيها وارد، وإنما أطرحها للتأمل والنقاش والتصويب والتطبيق وأشكر كل من يسهم بذلك، وكل ما فيها من اصطلاح أو حكم أو ترجيح قابل للأخذ والرد والتعديل. فأرجو وخاصة من أساتذة العروض المساعدة، وقد يحول دون ذلك من قبل بعضهم مع شمولية تفكيرهم واستنارته الإعراض عن مبدإ استعمال الأرقام أداة للوزن، ولهم أن يناقشوا بطريقتهم وأملي أن تكون هذه المادة إثباتا على أن يسر واختصار دلالة الأرقام كوسيلة لا غاية.

وسأبدأ ب 331 وليس ( 3331) فالمجموعة الأصيلة لهذا التركيب هي مجموعة – 4 المطابقة ببحريها الكامل والوافر لدائرة ( المؤتلف –هـ)

وأول ما استرعى انتباهي ندرة فعِلن 31 في مخلع البسيط، رغم كثرتها وحسنها في حشو البسيط ( الأحمر وتد الأزرق سبب أو من اصل سببي )

وزن مخلع البسيط = 4 3 2 3 3 2

ونظريا يجوز أن يأتي =4 3 1 3 3 2

وزن عجز مجزوء الكامل المرفل=4 3 1 3 3 2

ورغم اختلاف الدلالة العروضية لكل من 1 3 3 في المخلع (الطارئ) و 1 3 3 في شطر الكامل ( الأصيل) فإنهما متساويان سمعيا.

وينتج عن مبدإ استئثار البحور هنا الحالة 3 وهي ندرة مجيء 31 في مخلع البسيط.

والرجاء من المشاركين الكرام أن يستعرض كل منهم قصيدة أو أكثر على مخلع البسيط ويبينوا نسبة الأشطر التي ترد فيها 1 3 وبالتالي (331) في مجزوء البسيط لمجموع الأشطر.

لمقارنتها بنسبة الأشطر التي يرد فيها 31 في حشو أصل البسيط ومثال عليها هذه الأبيات الخمسة من قصيدة أبي البقاء الرندي في رثاء الأندلس

لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ...... فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ

3 3 2 3 4 3 4 ............3 3 (31) 4 3 4

هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ...... مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ

3 3 (31) 4 3 1 3 ............. 4 3 1 3 4 3 4

وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ...... وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ

3 3 2 3 4 3 1 3 ..........3 3 (31) 4 3 4

يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ...... إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ

3 3 2 3 4 3 1 3 .............3 3 2 3 4 3 4

وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو...... كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ

3 3 2 3 4 3 1 3 ................4 3 (31) 4 3 4

عدد الأشطر التي وردت فيها 31 = 4 من مجموع 10 أشطر أي 40%

وهذه قصيدة للبحتري من المخلع:

جِسمِيَ لا جِسمُكَ النَحيلُ...... وَيا عَليلاً أَنا العَليلُ

حُمّاكَ حُمّايَ غَيرَ شَكٍّ...... فَلَيتَني دونَكَ البَديلُ

حَمَيتُ نَفسي لَذيذَ عَيشٍ...... إِذِ احتَمى ذَلِكَ الخَليلُ

وَحالَ مِن دونِهِ حِجابٌ...... فَعادَني لَيلِيَ الطَويلُ

وَحالَ مِن دونِهِ حِجابٌ...... فَعادَني لَيلِيَ الطَويلُ

وتنعدم في حشوها 31 أي نسبتها صفر في المائة.

وحسب المشارك إن كانت قصيدة المخلع طويلة وأحصى أبياتها جميعا أن يذكر مطلعها. أو أن يحصي عددا من أبياتها.

أتمنى المشاركة لتنتقل بعد هذا إلى 331 في الطويل

****

ومن التراكيب التي تتميز بالاستئثار

2 3 3 ( في الحشو) ثلاثتان فقط وهي غير 2 3 3 3 أكثر من ثلاثتين

2 3 3 في الحشو آتية من الرقم 36 =222 3 لدى رحافه على 2 1 2 3 = 2 3 3

وكما أن الرقم 6 في الحشو من استئثارات دائرة ( المشتبه – د) فكذلك الرقم 2 3 3 في الحشو

الخفيف = 2 3 ( 2 3 3 ) 2 3 2

المنسرح = 4 3 ( 2 3 3 ) 1 3

المضارع = 3 ( 2 3 3 ) 2

المقتضب = ( 2 3 3 ) 1 3

وهي إن جاءت في أول الشطر كانت من استئثارات المقتضب دون سائر بحور دائرة (د)

والقول ب 332 في الحشو المقصود منه إخراج الطويل من دائرة الاستئثار في هذا الصدد.

الطويل = 3 2 3 4 3 ( 2 3 3 )

عن آثر الاستئثار فيما يخص 2 3 3

مخلع البسيط = 4 3 (2 3 3 ) 2

ومن هنا جاءت ازدواجية انتماء المخلع لكل من البسيط والمنسرح وألحقه بعضهم بالمنسرح

ويستثقل الدكتور أحمد مستجير البيت التالي من الخفيف للشاعر محمود حسن إسماعيل:

طعنة من معاذَ أخرس فوها ............ فاك بعدما كنت تنهى وتأمرْ

2 3 ( 2 3 3 ) 1 3 2 .................( 2 3 3 ) 2 3 2 3 2

هي في الصدر مستقرة ولكنها في أول العجز من استئثارات المقتضب فثقل بها العجز.

***

يمكننا تصنيف البحور لتقديم هذا الاستئثار إلى 3 أقسام

1- بحور ليس فيها 32 وبالتالي تتجاور فيها 4 3 4 3 وتشمل الكامل والوافر و4 فيها فاصلة =22

2- بحور فيها 32 وفيها تناوب في الأرقام الزوجية المفصولة بالرقم 3 بين:

( 4 و 2 كالبسيط والطويل ) أو ( 6 و 2 ... أو 4 و6.... أو 4 و6 و2 وهي بحور دائرة د- المشتبه )

3- بحور تتجاور فيها 4 3 و 4 3 ويأتي معها 32 أو 3 2 وهذه تشمل بحور

الرمل = 2 3 4 3 4 3

الرجز = 4 3 4 3 3 2

السريع = 4 3 4 3 2 3

ولهذه البحور استئثاران مستساغان فيهما دون سواهما

الأول قبول التكرار الوتدي الظاهري والحقيقي 3333 ( أكثر من رقمين من الرقم 3)

الثاني قبول الإيقاع الخببي ( دون التخاب أي يمكننا تمييز الإيقاع الخببي دون تحال السببين الخفيف والثقيل في أبيات القصيدة إلا إذا صرفنا بعضها للخبب الصرف خارج إطار القصيدة )

أمثلة

الرمل : ليس كل من أراد حاجةً ......... ثمّ جدّ في طلابها قضاها

2 3 3 3 3 3 .....................2 3 3 3 3 3 2

الرجز : منازل ألفتها وطالما .............عمرتها مع الحسان في دعَهْ

3 3 3 3 3 3 .................3 3 3 3 3 3

السريع : (نظم)

أكلّ من أراد حاجاته .......... يبقى يلحّ في لجاجاته

3 3 3 3 2 3 ...................4 3 3 3 2 3

( والسريع أقلها استساغة وأندرها في هذا الاستئثار )

وهذا الاستئثار إن خالط سوى هذه البحور جاء ثقيلا، وأثقل ما يكون في البسيط والطويل:

البسيط: كقول عبد المسيح بن عسلة:

باكرته قبل أن تلفي عصافره .........مستخفيا صاحبي وغيره الخافي

4 3 2 3 4 3 1 3 .........................4 3 2 ( 3 3 3 ) 2 2

الطويل : كقول امرئ القيس:

إذا قامتا تضوّع المسك منهما ..........نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل

3 2 ( 3 3 3 ) 2 3 3 ................3 2 3 4 3 2 3 3

ويقول الدكتور إبراهيم أنيس :" وواجب من يحاول نظم الشعر من هذا البحر [ الطويل] أن يتجنب استعمال مفاعلن 33 فموسيقى الأذن تأباه وإن قبله أهل العروض "

والثاني الاستئثار الخببي بمعنى ورود 2 1 3 2 1 3 وهي خببية الوقع يمكننا النظر إليها على أنها

2 11 2 2 11 2 = 2 (2) 2 2 (2) 2 ويحول دون التخاب فيها ( تحال السببين الخفيف والثقيل التزامها ببحر القصيدة) فإذا خرجت منه كان من الممكن اعتبارها خببا محضا ( إن خلا الشطر من وتد ثابت قطعا)

الرمل:

أمتي كم صنمٍ مجدته ...............لم يكن يحمل طهر الصّنَم

2 3 2 1 3 2 2 3 ...............2 3 ( 2 1 3 2 1 3)

الرجز :

ما ولدت والدةٌ من ولدٍ ...........أكرمَ من عبد منافٍ حسبا

2 1 3 2 1 3 2 1 3 ............2 1 3 2 1 3 2 1 3

فيمكننا خارج الرجز أن نعتبر البيت التالي خببا محضا

لمْ تحملْ والدةٌ من ولدٍ ..........أكرم من عبد مناف حسبا

2 2 2 2 (2) 2 2 (2) 2 .........2 (2) 2 2 (2) 2 2 (2) 2

السريع:

قَد سَمِعَ الثَعلَبُ أَهلَ القُرى ...... يَدعونَ مُحتالاً بِيا ثَعلَبُ

( 2 1 3 2 1 3 ) 2 3 .................2 2 3 2 2 3 2 3

وهذا الاستئثار إن دخل سوى هذه البحور كان ثقيلا وإن أجازه العروض:

البسيط: قول الأخطل

يَتَّصِلونَ بِيَربوعٍ وَرِفدُهُمُ ......... عِندَ التَرافُدِ مَغمورٌ وَمُحتَقَرُ

( 2 1 3 ) 1 3 4 3 1 3 ............4 3 1 3 4 3 1 3

ويصفه الدكتور إبراهيم أنيس بأنه غير مقبول ولا مستساغ

الطويل: قول امرئ القيس

ألا ربّ يومٍ لك منهنّ صالحٍ .......ولا سيّما يوم بدارة جلجل

3 2 3 ( 2 1 3) 2 3 3 .............3 2 3 4 3 1 3 3

ويقول الدكتور إبراهيم أنيس إنهم اعتبروها " قبيحة مرذولة"