kam-wa-hayaah

الكم والهيئة


زحاف (خبن) مستفعلن الأولى 2 2 3 إلى متفعلن 3 3 = 1 2 3 في البسيط لا يفسد الهيئة كما في الشكل الأيمن ولكن زحاف مستفعلن الثانية في الشكل الأيسر يفسدها رغم وحدة كمّ التغيير في الحالتين

وذات الشيء بنطبق على الطويل في زحاف (قبض) تفعيلته مفاعيلن 3 2 2 الأولى إلى 3 1 2 الأولى يفسد الهيئة ولا يفسدها ذات الزحاف في مفاعيلن الثانية في منطقة الضرب.

الشكل – 1

"جميل ما نقله د. أحمد كشك في كتابه الزحاف والعلة (ص 203) عن ابن جني "وعلى ذلك قال أبو إسحق (إبن جني ) لإنسان ادعى له أنه يجمع بين ألفين وطوّل الرجل الصوت بالألف فقال أبو إسحق لو مددتها إلى العصر لما كانت إلا ألفا واحدة."

الذي اعتتقده مادّ الألف من أن الكم هو كل شيء في الوزن، قاله بعد ذلك عروضيون كبار. منهم الأستاذ محمد العياشي الذي راح يزاوج بين خطأين، أولهما خطأ إقامة حدود حقيقية بين التفاعيل وثانيهما اعتبار الكم هو كل شيء ومن ثم راح يوزع الأوقات الوهمية حسب الحدود الوهمية.

فاعلاتن / فاعلاتن / فَعلا{تن} فاعلاتن / فاعلاتن / فَعلا{تن}

وهذا في رأيه يظهر عيب عروض الخليل لتفاوت عدد عناصر تفاعيله أو أوزانها ولحذف {تن} في العروض والضرب، ويقول بأن عروض الخليل وقع في هذا الخطأ لعدم فهمه مبدأ الاهتضام؛ فإن القيمة الحقيقية لقول الشاعر (لا=2 تلم=3 كفْ=2) هي ستة وليست سبعة وهي كالتالي:

لاتَ=12/لُـمْ=2/كَفْ=2 والمجموع ستة لأن القيمة الحقيقية لـ(لاتَ)=2 لأن كلا من (لا) و(تَ) [ضحت] بنصف وحدة فصار مجموعهما = (لا=2-0,5)+(تَ=1-0,5)=2

ويصبح كل من الصدر والعجز مكونا من ثلاث تفاعيل متساوية خالية من الزحاف:

لات=2، لُمْ=2، كفْ =2/في إِ =2، ذسْ=2 سَيْ=2/فُ=1، نَ=1 با=2، آس=2

وهذه ثلاث تفاعيل كل واحدة منها من ست وحدات:(232- 1= 6)/(232-1= 6)/ (31+آس2= 6) .

وهكذا أنزل مبدأ الاهتضام عدد وحدات فاعلات232 إلى 222 كما زاد مبدأ الإسكات وهو تعبير عن سكوت المنشد الجيد مقدار وحدتين زمنيتين في نهاية كل شطر

ثم لماذا جعل الاهتضام في ( لا ) و ( تَ ) ولم يجعله في ( تَ) و (لمْ )، لا مكان للمنطق في الحوار حول هاجس ذاتي، فهو كالحوار حول فستان عجيب الألوان يرى مشتريه أنه يناسب زوجته الجنية؟

كل فرض للذاتي على المضوعي ينتج حِيَله معه. كيف سيحتال من يقول بهذا القول ؟، هل يختصر الآس هل يجعل النقص ربعا بدل نصف ؟.

ثم إذا كان الصمت ( آس ) في آخر الشطر = 2 فكيف سيتناول العياشي قول المتنبي:

إنما بدر بن عمار سحاب + (آ ىس) = 2 3 2 2 3 2 2 3 2 + (آس) فحتى لو اهتضمنا من كل ( فاعلاتن) وحدة فسيكون الشطر لدينا = 6 + 6 + 6 + 2 = 20. أم يا ترى إن ال ( آس = 2 ) لا وجود لها أي أن الشاعر لا يتوقف بين الشطرين ؟ ذاك عن الذاتي، فما هو الموضوعي؟ لنأخذ الشطرين التاليين من ميمية عمر أبو ريشة : (أمتي هل لك بين الأمم ) ولنر ما هي الصور التفعيلية والتركيبية المناسبة للتعبير عن الكلمات في كل شطر:

امتي كم غصة دانية = أم متي ** كم غصة ** دامية = 2 3 – 4 3 – 2 1 3 = فاعلن مستفعلن مستعلن

إسمعي نوح الحزانى واطربي= إسمعي **نوح الحزانى **واطربي= 2 3 -4 3 2 – 2 3 =فاعلن مستفعلاتن فاعلن

هل من فرق بين الصيغ التالية : فاعلاتن فاعلاتن فاعلا – فاعلن مستفعلن مستفعلن - فاعلن مستفعلاتن فاعلن

الجواب : نعم من حيث الشكل ، ولا قاطعة من حيث المضمون فكلها تعبر عن:

سبب وتد سبب سبب وتد سبب سبب وتد= 2 3 2 2 3 2 2 3 ، وهذا الجوهر الجامع لها لا مكان فيه لـ (آس) فالتوقف بين الشطرين حقيقي وزجه في خصائص الصدر وعلاقة مقاطعه باطل. وفي الأمر استطراد؛ فانتهاء صدر الرمل في كل صوره بالوتد عدا الصورة الوحيدة التي يبدو أن المتنبي دشنها في قصيدته :" إنما بدر بن عمار سحاب " يوحي في الرمل التام أن العجز مرفل (+2) وليس الصدر محذوفا (-2) .

وانظر إلى خلط الغث بالسمين في ثغرة العروض التي أقترحها موضوع ندوة الأسبوع القادم بإذن الله.

الشعر العربي بإيقاعيه البحري والخببي مزيج من الكم والهيئة على نمطين:

فالشعر الخببي كم مهيمن أولا وأساسا والهيئة فيه ضمن ثبات الكم لا تخل بهذا الاعتبار وإن كان نمط تجاور الأسباب الثقيلة والخفيفة يتحكم في مدى سائغية الوزن وهذا ما يمكن أن نعتبره الهيئة البسيطة في الخبب. والشعر البحري هيئة مهيمنة أولا وأساسا ويأتي تدرج الكم وفق قوانين العروض للمحافظة على تلك الهيئة. وتغييرات هذا الكم من زحاف وتخاب يحكم عليها بالسائغية والثقل بمقدار ما تحافظ على هذه الهيئة وفي كل الحالات لا يعني تغير كم ذات المقطع شيئا بالنسبة للوزن كما في ألف ابن جني.

أما أن الخبب كمٌّ فقد بات الأمر في غاية الوضوح. والهيئة فيه ذات نهايتين وما بينهما.

تأمل النظمْ

حضر وصرخ وهتف وقالا من ألفى منكمْ تمثالا

(2) (2) (2) (2) (2) (2) 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2

الصدر يحتوي ستة أسباب ثقيلة متجاورة ، والعجز كله أسباب خفيفة، والوزن صحيح في الحالين ولكن النهايتين هاتين فيهما ما يثقل على السمع وخير منهما التوسط في تناوب الأسباب الخفية والثقيلة

قارن سمعيا بين كل هذا البيت و بيت علي الحصري القيرواني ( ت - 488 هـ )، لترى أثر الهيئة

أَعَــنِ الإغـريــضِ أم الـبَــرَدِ...ضحِكَ المُتَعجّبُ منْ جَلَدي

(2) 2 2 2 (2) 2 (2)2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2

أما الهيئة في بحور الشعر فربما أسهم التمثيل التالي في توضيحها، وفيهما تتمثل الهيئة بالتضاريس من منخفضات 7 ومرتفعات 8 أو جبال وأودية ولا تعتبر السهول في البداية والنهاية خرقا ولكنها في المنتصف تشكل خرقا للتضاريس.

الشكل - 2

في الشكل 2أعلاه تمثيل لوزن البسيط ثم الطويل ولو اردنا أن نمثل تضاريس كل منهما لكانت 7 8 7

الشكل – 3

في الشكل3 أعلاه زحاف 343 على 333 يخل بالتضاريس والهيئة في بحري البسيط والطويل.

الشكل - 4

في الشكل 4 أعلاه زحافان لا يغيران التضاريس كثيرا وهما زحاف المتناوبة 3 2 3 إلى 3 1 3

الشكل - 5

الشكل 6

في الشكل ( 5، 6 ) زحاف 2 2 على 2 1 يخل بالهيئة 2 1 3 2 3 2 1 3 1 3 تتغير التضاريس من 7 8 7 إلى 78787

عدنا هذا إلى المقارنة بين المتدارك والخبب. فلنتأمل الكم والهيئة في تمثل صدري البيتين

كلف بغزال ذي هيَفٍ خوف الواشين يشرّده

1 3 1 3 2 2 1 3 2 2 2 2 1 3 1 3

كلف بغزالٍ بدا أهيفا .....لم يزلْ من لظى حبّه مدنفا

1 3 1 3 2 3 2 3 2 3 2 3 2 3 2 3

الشكل 7

إلى اليمين مقارنة بين وزني الخبب بالطريقة السمعية لوزن الصدر والوزن 22222222 حيث يظهر الكم من خلال ملاحظة أن مساحة ما فوق الخط الأفقي الممثل ل 22222222 تعادل مساحة ما تحته

وإلى اليسار مقارنة لوزن الصدر والوزن 32323232 حيث يظهر النوع من خلال ثبات هيئة التضاريس

هل يمكن بهذا التمثيل إظهار الفارق في أن زحاف 3 4 3 إلى كل من 333 و 3 2 1 3 مكروه في البسيط والطويل مقبول في الرجز والسريع،

الشكل - 8

في الشكل 8 أعلاه إلى اليمين الرجز 4 3 4 3 4 3 وفي الوسط الرجز بعد زحاف 2 2 الأولى إلى 2 1 ( طي مستفعلن). وإلى اليمين لحق الزحاف كل 2 2 لتتحول إلى 2 1 .

أ - الشكل الأيمن يمثل هيئة الرجز 4 3 4 3 4 3 قبل الزحاف وهي 7 8 7 8

ب -الشكل الأوسط يمثل هيئة الرجز 2 1 3 4 3 4 3 وهي 7 8 7 8 مع بعض الاختلاف في المستوى

جـ - الشكل الأيسر يمثل هيئة الرجز 2 1 3 2 1 3 2 1 3 وهو كما ترى ما يمكننا التعبير عنه خببيا ب 2 (2) 2 2 (2) 2 2 (2) 2

يلاحظ كيف أن ( أ ) و (ب) بينهما تجانس في الهيئة وتقارب في المستوى ولذا كان الزحاف مقبولا

رغم التشابه في الهيئة بين ( أ ) و (جـ ) إلا أن كون هيئة ( أ ) بحرية وهيئة ( جـ ) خببية، وتمثل ذلك في فرق مستوييهما. وهو ما أبرز تباينا في الوقع السمعي لكل منهما.

ولو زاحفنا 4 في كافة التفاعيل إلى 1 2 لصار الوزن 333333 لظهر الرسم خطا مستقيما ممثلا لتتابع أوتاد سمعية، موازية لتمثيل الخبب 222222، أي أن بينهما تشابه في الهيئة. وهناك حالات كثيرة من تباديل زحافات الرجز تستدعي تأملا. قارن بين الأبيات الثلاثة التالية المشتقة من الشاهد المعروف :

لطالما وطالماوطالما سقى بكفّ خالدٍ وأطعما

3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3

يا طالما يا طالما يا طالما قد منحت كفّك من قد عدِما

4 3 4 3 4 3 2 1 3 2 1 3 2 1 3

يا طالما يا طالما يا طالما سقى بكف خالد وأطعما

4 3 4 3 4 3 3 3 3 3 3 3

لطالما وطالما وطالما قد منحت كفّك من قد عدِما

3 3 3 3 3 3 3 ........2 1 3 2 1 3 2 1 3

الكم يمثله الجمع الحسابي أما الهيئة فيمثلها الوادي والجبل 7 و 8 في 4 3 4 3 4 3 والخط المستقيم في 333333 أما 2 1 3 2 1 3 2 1 3 فهي خط متسقيم باعتبارها 2 (2) 2 2 (2) 2 2 (2) 2 وهي أودية وجبال باعتبارها 2 1 3 2 1 3 2 1 3

لا يُنكر أثر الكمّ في البحور، ولكنه لغايات صحة الوزن لا ـتأثير لتغيره ولو كثر طالما التزم بالهيئة، وأقل تغير فيه يخل بالهيئة يؤثر على الوزن استثقالا أو كسرا. وعجبت من آراء كثير من العروضيين الذين يقيسون كمّ المقاطع والتفاعيل بآلات القياس في حالي الزحاف والسلامة ويعتبرونه وحده مرجعا يبنون عليه أحكامهم بعيدا عن موضوع الهيئة، وفي هذا من القصور:


وفي البيت التالي وأمثاله دليل على ذلك :

لهَفي على روحي سمعت أنينها وبخنجر الألم المبرّح أصرع

نهم يختارون إلقاء أو إنشادا واحدا يعتمدونه دون سواه، والإنشاد بل حتى القراءة لا تتفق إلا في مدة المتحرك أما كثير من السواكن والممدودات فتختلف مدة التلفظ بها بين قراءة واخرى أو إلقاء وآخر وبقاء الإحساس بسلامة الوزن يثبت أن الكمّ ليس العامل الوحيد.

مثال

نفس الزحاف في مقطع او تفعيلة في موقع من البيت يختلف أثره السمعي عنه في موقع آخر. مثال ذلك أن زحاف 322 إلى 321 في أول البسيط ( خبن مستفعلن الأولى) مستساغ في أول البسيط مستثقل في سواه ( خبن مستفعلن الثانية) ولو كان الكم وحده هو المقرر لكان حكمهما واحد

الشكل – 9

إذ تبلغ مدة الصدر ( الاتجاه في الشكل أعلاه من اليسار لليمين) 7,4 ومدة العجز5,2 في قراءة عادية، أي أن مدة الصدر تبلغ 1,42 مدة العجز. بينما لو حافظنا

على الكم وجعلنا العجز ( إن هذي روحي سمعت أنينها ) = 2 3 2 2 2 3 1 3 3 لاختلفت الهيئة وكسر الوزن. والهيئة كما في الشكل 10

الشكل 10

هيئة الأصل = 7 8 7 8 هيئة المغيّر = 8 7 8

واختلاف الهيئة هنا تجسيد لكسر الوزن.

فيما يلي محاولة لتلخيص أحوال الزحاف حسب السياق، ولا يخلو الأمر من علاقة بالهيئة وأثرها في الزحاف.

والجدول لا يشمل بحري الفاصلة في الحشو الكامل والوافر فكل زحاف في الفاصلة مستثقل. الخط الأزرق المتصل هو الأصل وزحاف السببين 2 2 المستساغ بخط مقطع، ويمكن التمثيل بطرق أخرى

الشكل - 11

ويمكن تلخيص ما تقدم بما يلي

***********

وختام هذا الموضوع يبلغ حدا من الروعة لم يكن يمكن اكتشافه من غير الرقمي

مجموع أوزان المقاطع حسب ورودها = 5 في كل خانة . ماذا يعني ذلك ؟

وشيجة الهيئة على شكلين ، التناظر أو التكامل ، وللتفريق بينهما وبعيدا عن العروض فإن وشيجة السلسلتين:

( 2 – 3 - 5 – 6 ) و ( 4 – 6 – 10 – 12 ) هي التناظر

بينما هي بين السلسلتين :

( 2 – 3 - 5 – 6 ) و ( 8- 7- 5- 4) هي التكامل حيث مجموع كل رقمين متناظرين في السلسلتين = 10

وعليه فإن ما بين الخفيف وعجز ثالث الطويل من وشيجة هو من قبيل التكامل لأن مجموع كل رقمين متناظرين = 5، ويشار هنا إلى تفرد أول الطويل وثانيه فيما يخص هرم الأوزان.

وهذا الأمر جدير بالتأمل العميق فإنه يكشف جانبا جديدا من أسرار العروض العربي وأهمية الهيئة التي لم يطرحها أحد من قبل ولولا الاتهام بالمبالغة لقلت أكثر. حيث تنفرد الهيئة في هذه الحالة في التحكم حتى في ساعة البحور من حيث تقرير طبيعة الزحاف إساغة واستثقالا، بغض النظر عن التفاعيل ومصطلحاتها وحدودها، كما تبين المقارنة يمينا ويسارا في الشكل والجدول التاليين حيث يلاحظ التناظر المطلق بين مقاطع البحرين حول المحور ( ص = 2.5 ) باستثناء زيادة سبب في آخر شطر الخفيف في الجهة اليمنى يناظره سبب زائد في نهاية الطويل في الجهة اليسرى. ولو تصورنا الخط الأفقي ( ص = 2.5) محور دوران وادرنا احدهما 180 ْ لانطبق الشكلان تماما باستثناء زيادة المحور الأخير في كل حالة.

هذا التناظر يطرح أبعادا للعروض العربي أقرب ما تكون للغيبية أو الفلسفية.

الشكل أدناه تمثيل للججزء الأيمن:

يستحب في البحرين:

أ – زحاف 222في الخفيف إلى 212= وصولا إلى الهضيبة 2332

ب – الحفاظ في الطويل على 343 = أي القويع 3223

يستثقل في البحرين :

أ - أصل الخفيف على الدائرة مستثقل لوجود القاع 222

ب - زحاف 343 في الطويل مستثقل لوجود الهضبة 333

وهنا تبرز ثلاثة أنواع من التضاريس فإضافة إلى النوعين أعلاه هناك الجبل 232 والوادي 323

هل هذه الظاهرة تضطرد في سائر البحور ؟ الأغلب كلا، ولكن لا يمكن تناسي هذا التطابق المذهل. ولا بد أن هناك محددات ما تجعل هذا التناظر في الهيئة بين البحور قائما حينا وغير قائم حينا آخر.

أيما علاقة بين بحرين متناظرين في دائرتين تعني التناظر وذات العلاقة بين كافة بحور الدائرتين..أترك للقارئ الربط بين البسيط والمنسرح

موضوع الهيئة جديد ويحتاج إلى المزيد من الدراسة، وهناك أدلة كثيرة عليه أما موضوع التناظر فأكثر جدة ويحتاج إلى المزيد من البحث. مع الاحتياط حيث ينتهي الشطر بناتج خببي فالخبب كم لا نظير له في هيئة الإيقاع البحري.

ومما يزيد من اتساع البحث والاستطلاع في مجال التناظر التكاملي للهيئة وجود مديين لها ، المدى الأول 5 نستعمل فيه الرقمين 2 و 3 والثاني 6 وفي نستعمل فيه الأرقام 2 و 3 و 4

فلو اخذنا من الرجز الصورة 2 2 3 2 2 3 = 4 3 4 3 لكان نظيراها التكامليان هما :

ومما يزيد من اتساع البحث والاستطلاع في مجال التناظر التكاملي للهيئة وجود ثلاثة نطاقات له ، النطاق الأول 5 نستعمل فيه الرقمين 2 و 3

والنطاقان الثاني والثالث 6 و 7 وفيهما نستعمل الأرقام 2 و 3 و 4

فلو اخذنا من الرجز الصورة 2 2 3 2 2 3 = 4 3 4 3 لكانت لها النظائر التكاملية التالية :

وينبغي هنا الفصل بين الهيئة والتناظر التكاملي للهيئة فاطراد الهيئة يبدو لي أوسع من اطراد التناظر التكاملي فيها، والأخير يحتاج إلى بحث أوسع.

الخلاصة

د. أحمد رجائي ( أوزان الألحان - ص ص 58 - 61 ) حدد الأعاريض العالمية ب : 1 - العددي ( الخبب ) 2 - النبري 3 - الكمي

ويضيف أن العروض العربي يغطي كل أنواع العروض في كل أنحاء العالم عبر التاريخ الإنساني كله.

د. إبراهيم أنيس له ذات التحديد مع اختلاف التسمية فالأعاريض عنده ( موسيقى الشعر - ص 149) : 1- الكلي ( الكمي ) 2- الإرتكازي ( النبري ) 3- المقطعي ( الخببي )

وعلى ضوء تنامي وعيي على أهمية الهيئة في الشعر العربي ذي الإيقاع البحري وهيمنة الهيئة فيه على الكم أستطيع أن أميز عروض هذا الشعر بتسميتة تسمية تجمع كلا اعتباري الهيئة والكم مع إبراز هيمنة الهيئة على الكم . أقترح تعبير ( العروض الهيكمي ) لوصف العروض العربي وليضاف صنفا متميزا إلى الأصناف الثلاثة المذكورة، وما لدي من معرفة محدودة للعروض الكمي في الهندية والرومانية واليونانية القديمة يشير إلى تميز العروض العربي وثرائه الباذخ بالنسبة لهذه الأعاريض ودور الهيئة فيه. والمقارنة بين ساعتي البحور في العروض العربي والأعاريض الغربية ليست بعيدة عن هذا الموضوع :

فالمقاطع عندهم 1 و2 ويرمزان في الكمي إلى ما يرمزان به في العروض العربي، ولكنهما في الشعر النبري يرمزان إلى غير المنبور ثم المنبور.

http://litera1no4.tripod.com/meter_frame.html

وما كان من الكمي من قديم العروضين الروماني واليوناني فإن دور الهيئة فيه محدود جدا لمحدودية المقاطع وأنماط تتاليها ومواقع الزحاف فيها.

فهي كما ترى إما خببية أو تكرار للوتد المجموع 1 2 = 3 أو للوتد المفروق 2 1، ومثل هذه الأوزان موجودة في الشعر العربي على هامش عروضه. الظلم للعروض العربي بثرائه ومرونته وتعدد صوره وزحافاته وتنوع أحكامها المأطورة بالهيئة أن يدرج تحت ذات المسمى

الذي يسود فيه الكم سيادة شبه مطلقة بينما هو في العروض العربي متغير في إطار الهيئة.

هذه الطبيعة الهيكيمة للعروض العربي متأصلة في بناه الأساسية وتفسر تساوي السببين ما 2 ومعْ 2* في الوزن مع أن حرف المد أطول في النطق، الجواب هنا الهيئة واحدة رغم اختلاف الكم الزمني بينهما... ونفس الشيء يقال عن السبب المزاحف الذي يقوم مقام السبب دون زحاف رغم اختلاف الزمن بين السببين... حيث يختلف حكم الزوجين السابقين في القافية يكون الكم بمستوى الهيئة في الحكم... وهذا يفسر أن الرمز للقافية ب 1 و 2 ( كما في إيقاع الخبب حيث تزداد أهمية الكم عنها في البحور) يعتبر أفضل تمثيلا لها من استعمال الرقم 3 ويتقاطع ذلك مع التخاب بعد الأوثق... كما يبين ذلك تكافؤ وجهي السبب الخببي 2 = 1 ه و (2) = 1 1 ... بل إن الهيئة والكم أصيلان في الرمز ل 1 ه كسبب = 2 حيث عدد كل من المتحرك والساكن واحد في العدد ولو لم يكونا مختلفي الهيئة لما كانا سببا خفيفا. الساكن برمزه ( ه ) الأشبه بالصفر لا حركة له .... الصفر في اللغة يعني الخلو .... صفر الحركة خال من الحركة، شأنهما في السبب الخفيف 2 كالأسرة 2 المكونة من زوجي الذكر والأنثى إذ هما متساويان في العدد مختلفان في النوع.

قد يجد بعض القراء التسجيل التالي أكثر وضوحا

وفيما يلي تعليق لاحق على ما نشره أستاذي سليمان أبو ستة عما أسماه المقطع المحايد أي السبب الذي يجوز فيه الزحاف وعدمه. وهذا عام في كل البحور عدا الكامل لأن بدايته سبب خببي . المتأمل يرى التقاطع بين ما ذكره وهذا الموضوع