kk-zf-1

المملـكة العربية السـعودية

وزارة التعليم العالي

جامعة أم القرى

كلية اللغة العربية وآدابها

قسم الدراسات العليا

فرع اللغة

علتا الخزم والخرم

وأثرهما في بناء القصيدة العربية

بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في العروض والقافية

إعـداد الطالبة

زكية أحمد إسحاق فطاني

إشراف الأستاذ الدكتور

أحمد محمد عبد الدايم عبد الله

1427هـ - 1428هـ

( ملخص الرسالة )

الدراسة بعنوان : (علَّتا الخزم والخرم وأثرهما في بناء القصيدة العربية )

تناقش الرسالة أثر الخزم والخرم في البناء العروضي للبيت الشعري , وقد تمََّ تصنيفهما في العلل التي تجري مجرى الزحاف في عدم اللزوم بعد تعريفهما لغة واصطلاحاً في التمهيد للرسالة, تلا ذلك الفصل الأول حيث رُتِّبت الدوائر العروضية مع ذكر عددها وأسمائها, ورسوم كلَّ منها, وطرق فكها في المبحث الأول منه, وقُدِّم عرض للبحور الشعرية المستعمل منها والمهمل في المبحث الثاني, وفي المبحث الثالث بيان لمواقع الخزم, وكيف يقع في شواهد بعض المهملات؛ فيلتبس بعضها ببعض, وبإسقاطه يخرج البحر من الإهمال إلى الاستعمال وهو المبحث الأخير منه.

أما الفصل الثاني ففيه توضيح لأثر الخرم في البناء الشعري بعد بيان موقعه وألقابه في المبحثين الأول والثاني, وفي المبحث الثالث تفسير لظاهرة الخرم, وأسباب وقوعه, وكيف يتعمده الشاعر لكسر الرتابة في الوزن تصرفاً في الإنشاد.

وتنتهي الدراسة في الفصل الثالث ببحث في أثر الخزم والخرم في تطويل المقطع الصوتي أو تقصيره في مبحثين منفصلين لكل منهما.

أما خاتمة البحث ففيها خلاصة للنتائج ورؤى في تفسير الظاهرتين عند العروضيين.

عميد كلية اللغة العربية

أ.د عبد الله ناصر القرني

المشرف على الرسالة

أ.د أحمد محمد عبد الدايم

الرسالة من إعداد الطالبة

زكية أحمد إسحاق فطاني

تقـديم

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله العظيم الجليل ، الذي علّم الإنسان مالم يعلم ، وفتح له أبواب المعرفة وسَلّم ، فطرق سُبلها ، فكان كلُّ متقدّم ممهّداً لمن جاء بعده ، حتى استقرّت به دعائم كلِّ علمٍ وأصوله ، فكان كلّ علمٍ (كالطَّود العظيم) .

والشعر مفخرة العرب منذ الجاهلية الأولى حين نطق به الشعراء دونما درايةٍ بأصوله وقواعده ، حتى أرسى دعائمه العالم النحرير ، الخليل بن أحمد - رحمه الله - ، فوضع بحور الشعر في دوائرها الخمس ، وفصل في زحافات كلّ بحر وعلله ، حتى لكأنّ الشعر بعده أصلُه ثابت ، يؤتي أُكله كلَّ حين ، ولعلّ دراسة العروض من حيث هو علم يحفظ للشعر العربي هويته ، فإذا هو متميّز عن غيره ، لا يتأتّى إلا بالتنقيب في ذخائره ونفائسه ، فأيُّ شعرٍ هذا الذي يقف صامداً طوال الأزمان ، فلا تتغير ملامحه ولا تتبدّل ، وتبقى له السيادة والريادة ، إلاّ أن يكون للغة تختلف عن غيرها وتتميّز . والفضلُ كلّ الفضل يُعزى إلى مخترعه الأول ؛ فهو الذي جعل له الخاصّة التي انفرد بها ، وما جاء بعده حصادُ بحثٍ أو دراسة ، فهو ما يمكن تعليله لظواهر لَمْ تُفسَّر في حينها ، مَثَلُها مَثَلُ الخرم والخزم بوصفهما ظاهرتين تستلزمان التفسير والتعليل لمن يسأل : لِمَ وقع الخرم والخزم في الشعر العربي ، فلم يختصّا بعصرٍ دون غيره ؟. ولماذا رفضهما بعض العروضيين ؟. وبِمَ عُلِّل قبولهما لدى بعضهم الآخر ؟. أهما علتان مستقبحتان يلزم تجنُّبهما ، أم هما كسر للوزن ؟. وهل يكون الكَمّ وحده مفسّراً لهما ؟. حيث لا نشاز في الإيقاع يُسمع بهما !!. وبِم فسّرهما المحدثون ؟. وهل التفتَ إليهما الأقدمون ؟. وهل لهما من أثر في البناء العروضي للقصيدة العربية ؟.

تأتي هذه الدراسة محاولة للإجابة عن كلّ هذه الأسئلة ، فتُبيِّن مسوغات كلّ من الخرم والخزم ، وتعرض آراء الأقدمين والمحدثين من العروضيين في تفسيرهما ، كما تقدّم محاولات في بيان أثرهما في البيت الشعري .

وتكمن أهمية البحث في الموضوع للأسباب الآتية :

أ / الحصول على الدرجة العلمية التي تؤهل الدارسة للاستمرار في البحث العلمي، والسير قدماً فيه.

ب / عزوف أكثر الدارسين لعلم العروض عن دراسة قواعده وربطها بالواقع الشعري .

جـ/ قلة الباحثين في هذا العلم ، باعتباره أقلّ ضرورة من علوم اللّغة الأخرى ، كالنحو والصرف ؛ لارتباطهما بالقرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف ، أو لصعوبة مصطلحاته وكثرتها .

ولهذه الأسباب مجتمعة كانت المحاولة ... فكان لأستاذي العروضي أد. أحمد عبد الدايم البَدْء والشروع ، وكان للباحثة شرفُ الاستكمال لِما قال .

ولم أجد في كتب العروض الحديثة - فيما أعلم - من تناول الخرم والخزم بالتحليل والتفسير والتفصيل أكثر مما جاء به كلٌّ من : د. أحمد عبد الدايم في كتبه : البارع في علم العروض لابن القطاع (تحقيق ودراسة) ، و (قضايا وبحوث في النحو والصرف والعروض) ، و (فنّ العروض ، قضايا وبحوث) ، و د. أحمد كشك في كتابه (الزّحاف والعلّة) ، وهو ما يبرِّر كثرة ذكرهما ، والاعتماد على أقوالهما ، وفسّرهما د. كمال أبو ديب في كتابه (في البنية الإيقاعية للشعر العربي) من جانب الإيقاع وحده ، فلم يلتفت إلى غيره من الجوانب ، أمّا القدماء منهم فهم بين القبول والرفض كما سيتبيّن في خاتمة البحث .

وتأتي الدراسة تحت عنوان : (علّتا الخزم والخرم وأثرهما في بناء القصيدة العربية) .

وتقع في ثلاثة فصول ، يسبقها تمهيد ، وتقفوها خاتمة .

وفي التمهيد تعريفٌ بالخزم والخرم لغةً واصطلاحاً ، ثم بيانٌ للزحافات والعلل ، وتصنيفهما في أيّ منها.

يتبعه الفصل الأول ، وهو : (الدوائر العروضية والبحور المهملة) في أربعة مباحث ، هي :

- المبحث الأول : الدوائر العروضية .

- المبحث الثاني : البحور الشعرية بين الإهمال والاستعمال .

- المبحث الثالث : موقع الخزم في البناء الشعري ، وشواهده .

- المبحث الرابع : أثر علّة الخزم في انتحال شواهد البحور المهملة .

يتحدّث المبحث الأول : (الدوائر العروضية) عن دوائر الخليل ، عددها ، أسمائها ، ترتيبها ، رسمها ، بحور كلّ منها ، وطرق فكّها ، ثمّ استخدام الأرقام في تسهيل فهم الدوائر وقد كان للدراسات السابقة في هذا الجانب فضل السبق والمرجع مثل: (الأدلة الرقمية لبحور الشعر العربي) د.أحمد مستجير، و(موازين الشعر العربي) د.محمد طارق الكاتب، و(العروض تهذيبه وإعادة تدوينه) للشيخ جلال الحنفي، وغيرها، لكن المبحث اختصَّ بعرض نموذجين حديثين مختلفين : أحدهما لمتخصص في استخدام الأرقام ، وهو الأستاذ خشّان محمد خشّان في كتابه (العروض رقمياً) ، والثاني لمتخصّصٍ عروضي ، وهو الأستاذ الدكتور أحمد عبد الدايم في نظريته : (نظرية الأرقام العددية في تسهيل فهم الدوائر الخليلية - الإيقاع الرقمي للعروض) ، وغاية اختيارهما ؛ لأنّ الأرقام المستخدمة عند كلٍّ منهما تَقْرُب كثيراً من فهم القارئ غير المتخصّص ، وهو ما تهدف الباحثة إليه .

ثمّ يليه المبحث الثاني ، وهو : (البحور الشعرية بين الإهمال والاستعمال) ، وكان الحديث فيه عن المستعمل والمهمل منهما عند الخليل - رحمه الله - وغيره .

وعند ابن القطاع خاصّة ؛ كونه أضاف عدداً من البحور التي استخدم فيها طريقةً

للفك جديدة تختلف عن سابقيه من العروضيين ، حيث كان الفكّ من رأس كلّ سبب

أو وتد ، وكانت المخالفة منه بالفكّ من كلّ مقطعٍ قصيرٍ مفتوح ، وهو كلّ متحرّك ، ويرمز له

بالرمز (صح) .

ثم عرض لِما قيل في دائرة المتفق وبحريها المتقارب والمتدارك ، والردّ على مَن ذهب إلى استدراك الأخفش - رحمه الله - للمتدارك .

المبحث الثالث : (موقع الخزم في البناء الشعري ، وشواهده) ، وإنما قُدِّم الخزم على الخرم لتعلّقه بالمهملات من البحور ، وسيظهر ذلك في أثره في انتحال شواهد هذه المهملات، وهو زيادة خلاف الخرم فقُدِّم عليه .

والخزم والخرم يقعان أوائل الأبيات ، واختُلف في وقوعهما أوائل الأعجاز ، أو وقوعهما حشواً ، والأغلب على وقوعهما أولاً ، وشذّ ما سواه .

وشواهدهما في الشعر العربي ليست بالقليلة ، وقد تَمّ جمعُها والتفصيل فيها ؛ لبيان موقعهما .

أما المبحث الرابع : (أثر علّة الخزم في انتحال شواهد البحور المهملة) ، فهو خاتمة الفصل الأول ، وقد تبيّن فيه كيف يمكن إخراج بعض الأبيات من الإهمال إلى الاستعمال بإسقاط الخزم منها ، كما يظهر أثر الخزم في تداخل البحور والتباس بعضها ببعض .

الفصل الثاني : (أثر الخرم في بناء القصيدة العربية) وفيه ثلاثة مباحث :

- المبحث الأول : موقع الخرم في البناء الشعري .

- المبحث الثاني : ألقاب الخرم .

- المبحث الثالث : الخرم وأثره في بناء القصيدة .

أما المبحث الأول ، وهو : (موقع الخرم) ، فقد قيل فيه ما قيل في الخزم من شذوذ وقوعه حشواً أو أوّل العجز .

والمبحث الثاني : (ألقاب الخرم) ، وهو أطول هذه المباحث جميعاً ، فقد جمعتُ فيه أكثر من مائة شاهد على الخرم ، وحاولت إثباتها من أكثر من مرجع قدر الإمكان ، وقطّعت مالم يقطّع منها عروضياً ، حتى يتضح الخرم فيها، كما تَمّ استبعاد ما ورد منها منفرداً في مرجع أو مصدر واحد .

وبيّنت ألقاب الخرم لغةً واصطلاحاً في كلّ جزءٍ جاز دخول الخرم عليه .

المبحث الثالث : (الخرم وأثره في بناء القصيدة العربية) ، وهو أثر مشترك مع الخزم في تداخل البحور والتباسها ببعضها ، وهو ما قد يتعمّده الشاعر لأسباب مختلفة ، قد تفسّر ظاهرة الخرم .

والفصل الثالث والأخير : (أثر الخرم والخزم في المقطع الصوتي) وفيه مبحثان :

- المبحث الأول : تقصير المقطع بالخرم .

- المبحث الثاني : طول المقطع مع الخزم .

وقُدّم أثر الخرم كونه أكثر بروزاً ووضوحاً ؛ إذ يمكن ملاحظته ، فالكم والكيف فيه محدودان ، واختصّت به بحور دون غيرها ، خلاف الخزم ، فهو زيادة خارجة عن الوزن ، ولا تَدخُل فيه ، وقد تصل إلى أربعة أحرف ، فالكم محدود ، ولا محدودية للكيف أو البحر .

أما المقطع الذي اختير إن شئت فاعتبرته مقطعاً صوتياً ، وإلاّ فهو مقطع عروضي ، فلا فرق عندي بينهما ، فيقصر المقطع بنقصان حرف ، ويطول آخر مع الخزم بزيادة حرف أو أكثر .

ويختم البحث خاتِمـةٌ رُصِدت فيها نتائجه ، وأهمّها :

إنّ للخرم والخزم أثراً بيناً لا يمكن إغفاله في البناء العروضي للقصيدة العربية ، واستكناه هذا الأثر أمرٌ لازم يثير المحاولة .

وبعــــد ..

فإن كان من قولٍ فالحمد والثناء أولاً وآخراً للمولى أن وفّقني إلى إتمام هذا البحث وإنجازه ، فإن كان صواباً فتوفيق من الله ، وإن كان خطأ فيكفيني شرف المحاولة .

والشكر موصول لكلّ مَن أعانني قولاً وفعلاً ؛ فاقتصّ لي من ثمين وقته ، وعظيم جهده ، وإن أَنْسَ فلا أنسى الدعاء لأستاذي الفاضل : د. أحمد عبد الدايم ، بدوام العطاء والنماء لعلمه وغزير فهمه ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

والصلاةُ والسلامُ على نبينا الأمي الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

ععع2

تمهيد

الخزم والخرم لغةً واصطلاحاً

" الخزم والخرم علتان تجريان مجرى الزحاف "

الخزم لغةً واصطلاحاً :

الخَزْم - بالخاء والزّاي المعجمتين - في اللغة : الشّد ، تقول : شِراكٌ مَخْزوم([1]).

وخَزَم الشيء يخزِمه خَزْماً : شكّه([2]).

والخِزامة : بُرّة في أنف الناقة يُشدّ فيها الزمام.

وقيل : هي حَلْقة من شعر([3]) شبهت بها الزيادة الموصلة إلى المراد ([4]).

الخزم في الاصطلاح : زيادة ما دون خمسة أحرف في أوّل الجزء من البيت الشعري ، لا يعتدّ بها في التقطيع([5]). قال السكاكي : " يعتدّ بها في المعنى ، ولا يعتدّ بها في اللفظ " ([6]). ثمّ فصّل في شروط هذه الزيادة قائلاً : " وأنا لا أعذر في هذه الزيادة إلا إذا كانت مستقلّة بنفسها ، فاضلة بتمامها عن التقطيع ، أعني كلمة على حدة غير محتاج أي جزء منها تقطيع البيت " ([7]).

وقال شارح (التحفة) في هذا المعنى : " هذا على أن يكون من الممكن إسقاطها والاستغناء عنها ، بحيث إذا حذفت بقي البيت سليماً مستقيماً "([8]).

وعيّن بعضهم حروف الزيادة بحروف المعاني ، نحو حروف النسق والاستفهام . قال العروضي : " وهو أن تذكر حروف المعاني في أوائل الأبيات ولا تعتد بها في التقطيع ، نحو حروف النسق والاستفهام وما أشبه ذلك " ([9]).

وقال في موضع آخر : " وقد بيّنّا أن الخزم بالزاي هو حذف حروف المعاني من أول الأبيات في الشّعر كلّه ... "([10]).

وقال أيضاً : " واعلم أن حروف العطف كلّها تزاد في أوائل الشعر لا يحتسب بها في الوزن ، وذلك يسمى الخزم بالزّاي "([11]).

ويرى ابن القطاع أن الخزم بحروف المعاني أصل ، ثم تُوُسِّع فيه : " والخزم أصله أن يكون بأحد حروف المعاني ، كحروف العطف ونحوها ، ثم توسّعوا فيه ، وقد يخزمون ببعض حروف الكلمة .. "([12]).

وأورد شاهداً لذلك قول الشاعر([13]):

والبيت من الضرب الأول العروض الأولى، من الخفيف ، واللامان في أوله خزم ، وتقطيعه([14]):

واختُلف في عدد حروف هذه الزيادة، وأكثر الآراء على أنها لا تزيد على أربعة ، وهي زيادة كم، لا كيف ..

" وفي الزيادة إيحاء بأنّها شيء منفصم عن التفعيلة ؛ لعدم تحديد كيف حروفها ، وإن كان الكمّ محدوداً . فلو فرضنا زيادة أربعة أحرف ، فما كيف هذه الحروف بين الحركة والسكون ؟. أي كيف يكون الترتيب والتكوين ، أمن سبب أم من فاصلة ... إلخ "([15]) ؟.

وظنّي أنّ عدم تحديد كيف هذه الحروف يرجع إلى اعتبار الخزم علّة لا تلزم ، بل إنها ضرورة إذا احتيج إليها([16])، وربما كانت الحاجة هي (التوسّع في الكلام) كما أشار العروضي في عروضه ، حيث قال : " وإنما استعملوا ذلك توسّعاً في الكلام ؛ لأنّ المخاطب به يريد أن يعطف بيتاً على بيت "([17]).

أما كمُّ هذه الحروف فهو محدود ، وما زاد على ما اتفق عليه فهو شذوذ لا يُلتفت إليه ، واستُشهد لذلك ببيت لم يرد غيره في كتب العروض سوى بيت وحيد جاء فيه الخزم بخمسة أحرف .

أورده صاحب كتاب (تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب) ، وهو قول ذي الخِرَق الطهوي([18]):

ورَهْطَ المُجـلِّ شُفاةَ الكَلَبْ

عظيم الـرّشَـاءِ كبـير الغَرَبْ

ألا أبْلِغنّ رِياحـاً علـى نَأْيِهـا

فَـلا تَبْعَـثُـوا مِنكـمُ فارطـاً

أما شاهد الخزم الذي أوردته بعض كتب العروض ، وهو بزيادة سبعة أحرف ، وقيل : ثمانية ، هو قول الشاعر([19]):

فقوله : (ولكنّني) كلّه خزم ، وهو ثمانية أحرف إن روي بنون الوقاية ، وسبعة إن روي بدونها([20]).

وردّ الدماميني على مَن قال ذلك بقوله : " هو من الشذوذ بحيث لا يلتفت إليه ولا يُعوَّل عليه "([21]).

وبذلك يكون الخزم في الاصطلاح : زيادةُ ضرورة من حرف إلى أربعة أحرف على صدر البيت ، وحرف أو حرفين على عجزه([22])، لا تحتسب في وزنه العروضي ، وحذفها لا يغيّر المعنى ولا يفسده([23])، ولا تلزم الشاعر في غيره من الأبيات([24]). فالخزم بذلك علّة غير لازمة ، تجري مجرى الزِّحاف في عدم اللزوم .

والجزء الذي يقع فيه الخزم يسمى مخزوماً.

r r r

الخرم لغةً واصطلاحاً :

الخرم لغةً : من النقصان والقطع والفصم ، وهو مصدر قولك : خَرَمْتُ الخرزَ أخرِمه - بالكسر - : إذا أَثْأَيْتُهُ ، وخرّمته فتخرم ، وما خَرَمْتُ منه شيئاً : أي ما نقصت ولا قطعت([25]).

وخَرِم الرجلُ فهو مخروم ، وخَرِم أنفه يخرَم خَرَماً فهو أخرم ، وهو قطع من الوترة أو الناشرتين أو في طرف الأرنبة لا يبلغ الجَدْع . وإن أصاب ذلك أو نحوه في الشفة وفي أعلى الأذن فهو خرم([26]).

الخرم اصطلاحاً : الخرم - بالراء المهملة - عرّفه الخليل بقوله : " الأخرم من الشِّعر : ما كان في صدره وتد مجموع الحركتين ، فخرم أحدهما وطرح "([27]).

وعلى هذا يكون الخرم : نوعاً من النقصان في عروض الشِّعر ، محتصّاً بالوتد المجموع في أول الجزء من البيت الشعري ، خماسياً كان أم سباعياً بإسقاط أوّله المتحرّك([28]).

" فكلّ وتد مجموع كان في مبتدأ البيت فحُذف أوَّل الوتد فهو مخروم "([29]).

" وسُمّي به البيت لأنّه قد خُرم بعضه ، أي قطع "([30])، وجمعه خروم([31]).

ولم أجد خلافاً بين المحدثين على ما عرّفه السّابقون ، ولعلّه كان في موقع الخرم أكثر بياناً . وسيأتي تفصيل ما قيل فيه .

r r r

ععع3

الخزم والخرم علّتان تجريان مجرى الزحاف :

يجري كلٌّ من الخزم والخرم مجرى الزحاف في عدم اللزوم .

أما الزّحاف لغةً : فهو مأخوذ من قولهم : زحف إلى الحرب وغيرها : إذا أسرع النهوض إليها([32])، أو هو من : زحف البعير : إذا أعيا فجرّ فرسنه ، فكأنّ الشاعر عندهم أصابه إعياء فجرّ فرسن كلامه جراً ليكمل التفعيلة([33]).

والزحاف اصطلاحاً : تغيير مختصّ بثواني الأسباب([34])، والسبب سببان :

سببٌ ثقيل ، وهو ما تكوَّن من متحرّكين ، وسبب خفيف ، وهو ما تكون من متحرّك وساكن .

أما العلّة في اللغة : فهي ما يعرض للأجسام من الأمراض والأسقام([35]).

وفي الاصطلاح : ما يعرض للجزء بطريق اللزوم ، ولا تكون إلا في آخر الجزء غالباً ، وقد تكون في أوّل الجزء ، أو هي التغيير الذي لا يكون في ثواني الأسباب([36])، والجزء قبل دخول العلة صحيح ، فإذا دخلته العلة أخرجته عن حيّز الصحة من وزنه المختص به إلى أوزان مختلفة ؛ فيشبه الجسم المريض([37])، ولم يفرِّق بعض العروضيّين بين الزحاف والعلة في التعريف ؛ فأدرج مصطلح العلة تحت عموم الزحاف([38]). قال الجوهري في تعريفه : " هو كلّ تغيير يلحق الجزء من الأجزاء السبعة من زيادة أو نقصان أو تسكين أو تقديم حرف أو تأخيره "([39])، وتبعه في ذلك ابن رشيق في العمدة ؛ فنقل عنه ، وهو آخذ بمذهبه كلّ مأخذ([40]).

ثمّ يضع الجوهري البيت الشعري سليماً منهما ، فإن زُوحف عُرف كلُّ زحافٍ باسمه ولقبه :

" والصّواب أن تعرف الأبيات التي لا زحاف فيها ، ثم ما يجوز فيها من الزحاف وألقابه "([41])،

ولعلّه أفرد أوائل الأبيات بالخرم والخزم ، فقال فيها : " ويُحذف أول كل بيت من الشعر للخرم ،

وهو إلقاء المتحرّك الأول من الوتد ، ويجوز فيه الخزم بالزاي ، وهو زيادة حرف أو حرفين ،

أو أكثر من ذلك ... "([42]).

وإذا اختص الزحاف بجزء أطلق العروضيون عليه لقباً، وعليه معظم العروضيين، كما خصّ صاحب (العقد الفريد) الخرم باسم ، " فإذا اعتلّ أول البيت سمي ابتداء " ([43])، ونحا نحوه الزمخشري في القسطاس : " فإذا خالف الصدر سائر أجزاء البيت بخرم أو زحاف سمي ابتداء([44]).

ويرى د. أحمد كشك حُسن إفراد الشريف الخرم بالتغيير الذي يلحق الأوتاد خاصة ، فلم يضعه في إطار العلل ؛ معلّلاً بأنّ العلل قرينة العروض والضرب ، أما الخرم والخزم فيختصّان بأوائل الأبيات([45])، وربّما سبقه الجوهري إلى هذا التقسيم كما أشير سابقاً ، لكن الخزم لا يختصّ ببحرٍ دون غيره ؛ فلا يدخل في علل الأوتاد خاصة ، خلاف الخرم .

ويتردّد - كما يقول د. أحمد كشك - كلّ من الخرم والخزم بين الجواز والقبح ، وإن كان الخزم أكثر وسماً بالقبح ، واختُلف فيه باعتباره علّة غير لازمة ، فرأيٌ بأنه ليس علّة ، بل هو زيادة على الوزن([46])، وآخر يرى أنّه علة تجري مجرى الزحاف في عدم اللزوم([47]).

ويُصنف الخزم في علل الزيادة الأربعة مع الترفيل ، والتذييل ، والتسبيغ([48]). وقد يوضع مع العلل التي تجري مجرى الزحاف في عدم اللزوم مع التشعيث والحذف والخرم([49]).

وأجازه ابن رشيق : " وليس الخزم عندهم بعيب "([50]).

وفصل الصفاقسي في هذا الجواز بوقوع الخزم في الكلمة ، فإن كان في أولها لم يكن عيباً ؛ لإمكان الوقوف عليها ، وإن كان في وسطها كان عيباً ؛ لإخلاله بالوزن ، ووقوعه حشواً قبيح ؛ لارتباطه بما قبله([51])، ثم هو يجيزه قائلاً : " وكيف ما كان فدخوله في جميع البحور جائز "([52]).

وكذا الدماميني في شرحه : " قلت : ظاهر قول ابن الحاجب : " وخزمهم جائز ، وهو زيادة حرف أولاً ، وإلى أربعة قبلاً " ، أن الخزم جائز ، وأنه مقبول عند الأئمة ، فإذاً لا مانع للمولد من استعماله ، وإن كان تركه أولى بكلّ حال "([53]).

وقبّحهُ الصبان بقوله : " والخزم قبيح جداً ، ولا التفات إلى من زعم أنه ليس بعيب "([54])، وكذلك البكرجي .

" وهذا النوع - أعني الخزم - من حيث هو قبيح جداً ، لا يجوز استعماله للمولدين "([55]). ولمحقق كتاب (شرح شفاء العلل) رأي في رفض الخزم ؛ فهو " يصنع نوعاً من اللّبس والاضطراب ، ويبعد الذهن عن التفعيلة الصحيحة ، فيوهم المتلقي بأنّ خللاً ما في الوزن ، واضطراباً حلّ به "([56]).

ويتساءل قائلاً : " فكيف يتسنّى حتى لعالم عروضي معرفة ما إذا كان هذا خزماً أم خللاً عروضياً "([57]) ؟. وهو عنده " أكثر إيغالاً في الغموض من الخرم ، وأكثر حاجة لمجهود المتلقي في الكشف عن التغير "([58])؛ لتغير عدد الأحرف وعدم ثباته ، كما هو الحال في الخرم .

وهو على النقيض من ذلك عند د. أحمد كشك ؛ إذ هو من قبيل التصرف الإنشادي ، فما يمكن أن يُروى من الأبيات مخزوماً من قِبل المنشد ، يمكن أن يُروى عند آخر بسقوط الخزم ، و " المنشد له حرية التصرف فيما لا يخلّ بوزنه "([59]).

بل إنّ الخزم عنده قد يجيء لإيضاح المعنى ، " أستطيع القول بأنّ تلك الزيادة وسيلة إنشادية أراد الشاعر إضافتها لإيضاح المعنى "([60]). ولِمَ لا يكون ما قاله د. كشك قريباً من تفسير ظاهرة الخزم ؛ لأنّ " شبهة التداخل بين الزيادة والوزن غير موجودة "([61]) أصلاً كما قال . و " إنما كان انفصال هذه الزيادة ؛ لأنّه لا يمكن تعويضها بقدر زمني داخل الوزن "([62])، وهو رأي حازم القرطاجني الذي نقله

د. كشك : " والزيادة على المقدار المساوي لسائر المقادير ليس فيها حيلة يمكن معها تساوي المقدارين المزيد فيه ، والباقي على أصله "([63]). وإنما جيء بالخزم " توطئةً وتمهيداً ووصلاً لإنشاد البيوت "([64])، وبذلك يمكن اعتبار الخزم من علل الزيادة الأربعة مع الترفيل ، والتذييل ، والتسبيغ([65])، والتي سيأتي ذِكرها بعد إيضاح أنواع الزحاف والعلة ، أما الخرم فإنه وإن كان قبيحاً " والخرم كلّه قبيح "([66]) كما هو عند ابن عبد ربّه ، ونحوه قال صاحب العمدة في الثلم والثرم : " وهذان عيبان تدلك التسمية فيهما على قبحهما "([67])، وقول الأسنوي في العضب والقصم والعقص والجمم في جملة حديثه عنها مع العصب والنقص والعقل : " وجميع هذه السبعة قبيحة على تفاوت في قبحها ... "([68]).

إلاّ أنّه أقلّ وسماً بالقبح منه في الخزم ، وأجازه ابن القطاع بعد زوال ما يمنع مجيئه ، " وهو جائز على هذا مستعمل في سائر أجناس الشعر بعد ذهاب المانع لذلك "([69]). بل هو من قبيل إظهار القدرة والبراعة من الشاعر حين يلتبس بحر ببحرٍ آخر ، كما يقول د. أحمد عبد الدايم في جملة أسباب وقوع الخرم ، أو لدفع رتابة الوزن إن جاء الخزم وسط القصيدة ، أو لحرص الشاعر على صحّة الأسلوب ، وذلك إذا كان في مطلعها([70])، والخرم يدخل في علل النقص العشرة، وهي: الحذف، والقطف، والقصر، والقطع ، والحذ ، والصلم ، والوقف ، والكشف ، والبتر([71]). كما أنّ الخزم من علل الزيادة وما قيل في الخرم والخزم لا طائل منه، فكلٌ قد نظر إليهما من جهة خاصة، اتفق أو اختلف فيها مع غيره .

فالخرم والخزم علتان ؛ لأنّهما لا يختصان بثواني الأسباب ، تجريان مجرى الزحاف في عدم اللزوم ، أما الزحاف فنوعان :

1/ زحاف مفرد .

2/ زحاف مزدوج([72]).

أولاً : الزحاف المفرد :

هو انفراد الجزء بزحافٍ واحد ، يدخل السبب ثقيلاً كان أم خفيفاً ، ولا يدخل الأوتاد أبداً ، فإن كان الوتد أولاً فإنما يزحف خامسه وسابعه ، وإن كان الوتد آخراً فإنما يزحف ثانيه ورابعه ، وإن كان الوتد وسطاً فإنما يزحف ثانيه وسابعه([73]).

وزحاف ثاني الجزء ثلاثة :

الخبن: وهو حذفه إن كان ساكناً، وذلك في (فاعلاتن، مستفعلن، مفعولات، فاعلن)؛ وينقل الجزء بعدها إلى (فعلاتن، مفاعلن، فعولات، فعلن) .

الاضمار: إسكان الحرف إن كان متحركاً، ولا يكون ذلك إلا في (متفاعلن)، وينقل إلى (مستفعلن) .

الوقص: حذفه إن كان متحركاً، ولا يكون ذلك إلا في (متفاعلن) أيضاً، وينقل إلى (مفاعلن) .

وزحاف رابعه واحد يسمى الطي وهو: حذفه وهو ساكن، وذلك في (مستفعلن، مفعولات)، وينقل إلى (مفتعلن، فاعلات) .

أما زحاف خامسه فثلاثة هي:

القبض: وهو حذفه إن كان ساكناً، وذلك في (مفاعيلن، فعولن)، وينقل إلى (مفاعلن، فعول) .

العصب: إسكانه إن كان متحركاً، ولا يكون ذلك إلا في (مفاعلتن)، وينقل إلى (مفاعيلن) .

العقل: حذفه إن كان متحركاً، ولا يكون ذلك أيضاً إلا في (مفاعلتن)، وينقل إلى (مفاعلن) .

وزحاف سابعه واحد، يسمى الكف، وهو حذفه وهو ساكن، وذلك في (مفاعيلن، فاعلاتن، مستفعلن)، وينقل إلى (مفاعيلُ، فاعلاتُ، مستفعلُ) .

ثانياً: الزحاف المزدوج:

وهو اجتماع زحافين في جزء واحد .

وهو أربعة أنواع: الخبل، الخزل، النقص، الشكل .

أم الخبل: فهو اجتماع الخبن والطي، فيحذف ثاني الجزء ورابعه الساكنين وذلك في (مستفعلن، مفعولات)، وينقل إلى (فعلتن، فعلات) .

الخزل: اجتماع الاضمار والطي، فيسكَّن ثاني الجزء، ويحذف رابعه الساكن .

ولا يكون ذلك إلا في (متفاعلن)، وينقل إلى (مفتعلن) .

النقص: وهو اجتماع العصب والكف، فيسكن خامسه، ويحذف سابعه الساكن، ولا يكون ذلك إلا في (مفاعلتن)، وينقل إلى (مفاعيلُ) .

الشكل: وهو اجتماع الخبن والكف؛ فيحذف ثاني الجزء وسابعه الساكنين، وذلك في (فاعلاتن، مستفع لن) وينقل إلى (فعلاتُ، مفاعلُ) .

وعلل الزيادة أربع هي:

التذييل، الترفيل، التسبيغ، الخزم .

1-التذييل: زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع، وذلك في (مستفعلن، متفاعلن، فاعلن)، فتصير إلى (مستفعلان، متفاعلان، فاعلان) .

في مجزور كل من البسيط، الكامل، المتدارك .

2-الترفيل: زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع، وذلك في (متفاعلن، فاعلن)؛ فيصيران إلى (متفاعلاتن، فاعلاتن) في مجزوء كل من الكامل والمتدارك .

3-التسبيغ: زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف، وذلك في (فاعلاتن)، فيصير إلى (فاعلاتان) في مجزور الرمل .

وفد أفرد الخزم بالبحث وهو موضوع الدراسة .

وعلل النقص عشر هي:

الحذف، القصر، القطع، البتر، القطف، الحذذ، الصلم، الكشف، الوقف،الخرم .

1-الحذف: حذف سبب خفيف من آخر الجزء .

وذلك في (مفاعيلن، فاعلاتن، فعولن)، فتصير إلى (فعولن، فاعلن، فعو) .

2-القصر: حذف آخر السبب الخفيف، وإسكان متحركه وذلك في (فاعلاتن، فعولن، مستفع لن)، فتحذف النون آخر كل منها، وتسكن التاء في (فاعلاتْ) واللام في (فعولْ)، والعين في (مستفع) .

3-القطع: حذف آخر الوتد المجموع، وإسكان ما قبله .

وذلك في (مستفعلن، متفاعلن، فاعلن)؛ فتصير إلى (مستفعل، متفاعلْ، فاعلْ)، وتنقل إلى (مفعولن، فعلاتن، فعلن) .

4-البتر: اجتماع الحذف والقطع، فيحذف السبب الخفيف من آخر الجزء، ثم يحذف ساكن الوتد المجموع بعد الحذف، ويسكن آخره المتحرك .

وذلك في (فاعلاتن، فعولن)، فيحذف السبب الخفيف من (فاعلاتن)، فيصير إلى (فاعلن)، ثم يحذف الساكن الأخير منه، وهو النون، وتسكن اللام، فيصير إلى (فاعلْ)، كما يحذف السبب الخفيف من (فعولن)، فيصير إلى (فعو)، ويحذف آخر الوتد وهو الواو، وتسكن العين، فيصير إلى (فَعْ) .

5-القطف: اجتماع الحذف مع العصب، فيحذف السبب الخفيف من آخر الجزء، ويسكن آخره المتحرك بعد الحذف .

ولا يكون ذلك إلا في (مفاعلتن)، فيصيران إلى (فعولن) .

6-الحذ أو الحذذ: حذف الوتد المجموع من آخر الجزء، ولا يكون ذلك إلا في (متفاعلن)، فيصير إلى (متفا)؛ وينقل إلى (فَعَلُن) .

7-الصلم: حذف الوتد المفروق من آخر الجزء .

وذلك في (مفعولات) فيصير إلى (مفعو)، وينقل إلى (فَعْلُنْ) .

8-الكشف أو الكسف: وهو حذف السابع المتحرك، وذلك في (مفعولات)، فيصير إلى (مستفعلْ)، وينقل إلى (مفعولن) .

9-الوقف: إسكان السابع المتحرك، وذلك أيضاً لا يكون إلا في (مفعولات)، بإسكان التاء من آخره، فيصير إلى (مفعولان) .

وأفردوا الخرم بالبحث وهو موضوع الدراسة مع الخزم .

أما الزحاف الذي يجري مجرى العلة في اللزوم فهو التشعيث، وهو قطع الوتد المجموع من (فاعلاتن)، فيصير إلى (فاعاتن أو فالاتن) وينقل إلى (مفعولن) .

والجدول التالي يوضّح البحر في دائرته ، وما يدخله من زحافات وعلل :

ععع4

الفصل الأول

الدوائر العروضية والبحور المهملة

وفيه أربعة مباحث :

المبحث الأول : الدوائر العروضية .

المبحث الثاني : البحور الشعرية بين الإهمال والاستعمال .

المبحث الثالث : موقع الخزم في البناء الشعري ، وشواهده .

المبحث الرابع : أثر علّة الخزم في انتحال شواهد البحور المهملة .

المبحث الأول : الدوائر العروضية

لا بدّ لكل دارس لعلم العروض من أن يعي دوائره الخمس بما تشمله من بحور مستعملة ومهملة ؛ إذ هي في مجملها لبّ لبابه ، ومفتاح أبوابه ، وإن كان ذلك يصعب على كثيرٍ من الدارسين . وكم من قائل : أَمَا مِن سبيل إلى فهمها ، ومعين على حفظها ؟!. والمحاولات تترى ، والجهود تفنى ، حتى لكأنّ الباحث فيها أشبه بالسالك لطريق وعرة ، يمهّدها للسائرين من بعده .

وظني أنّ القدماء قد استيسروها كلٌّ في عصره ، فكانت وقفاتهم لها مباحث يبحثها المحدثون من بعدهم ، فهذا أول كتاب في العروض بعد الخليل يبدو خالياً من الإشارة إليها ، وهو كتاب (العروض) للأخفش ، وقد يكون الكتاب في مجمله كتاب أحكام وقواعد عروضية . فكثيراً مـا يبدأ قوله

بـ(اعلم) ، ويستخدم ألفاظ الجواز وعدم الجواز ، والحسن والقبح ، وغيرها من ألفاظ الأحكام .

لكنّ بحور الشعر عنده جاءت مرتبة كما رتبها الخليل في دوائره ، وربما دلّ ذلك عليها دون تسمية لها ، فقد أثبت محقق الكتاب الأستاذ الدكتور أحمد عبد الدايم نقولاً عن الأخفش من كتاب

(الكافي في العروض والقوافي) للخطيب التبريزي في بابَي الطويل والمديد([74])، ونقل عنه حين تكلم عن (مستفعلن) ما يمكن أن يكون في باب البسيط([75])، وهي كما ترى بحور الدّائرة الأولى (دائرة المختلف) ، ثمّ هو في بداية حديثه عن الوافر يقول : " وأما الوافر [فيجوز إسكان اللام من مفاعلتن]([76])، وعن الكامل يقول : " وأمّا الكامل فجاز إسكان ثاني (متفاعلن) ؛ لكثرة المتحرّكات ، حتى صار (مستفعلن) ... "([77]).

يعني به الإضمار ، والوافر والكامل بحرا دائرة المؤتلف ، وهي الدّائرة الثانية .

أمّا الدّائرة الثّالثة - وهي دائرة المجتلب - فجاءت بحورها مرتّبة :

" وأما الهزج ... "([78])، " وأمّا الرّجز ... "([79])، " وأمّا الرّمل ... "([80]).

ثمّ رتّب بحور الدّائرة الرابعة - دائرة المشتبه - فبدأ بالسّريع([81])، ثمّ المنسرح([82])،

ثمّ الخفيف([83])، والمضارع والمقتضب معاً([84])، وختم أخيراً بالمجتثّ([85])، ولم يسمّ دائرة المتقارب ، وهي الدّائرة الرابعة ، قال : " وأما المتقارب ... "([86]) فتلك خمسة عشر بحراً ، وهي المنقولة عن الخليل كما نرى .

ويرى الأستاذ الدكتور صالح بدوي محقّق كتاب (عروض الورقة) للجوهري ، أنّ الأخفش قد رتّب بحوره مبتدئاً بما انفرد من التفاعيل ، فبدأ بالوافر ، فالكامل ، فالهزج ، فالرجز ، فالرمل ، ثم عرض لسائر البحور .

فقد قال في ذلك : " فإنّ الأخفش في ترتيب معالجته لبحور الشّعر في عروضه يعرض مسائل البحور المنفردة التّفعيلة أوّلاً ، فيبدأ بالوافر ، فالكامل ، فالهزج ، فالرجز ، فالرمل . ثمّ يعرض لسائر البحور ، ويضمن أحكام بعضها في بعض ؛ لأنّه يذهب إلى قياس الجزء بالجزء في إجازة الزّحاف "([87])، لكنّ ورود بحر المتقارب آخراً يثير سؤالاً : لماذا لم يقدّم الأخفش المتقارب على بحور الدائرة الرابعة وهي دائرة المشتبه. وهو البحر ذو التفعيلة الخماسيّة المنفردة، وكان الأولى تقديمه على البحور ذوات التفعيلة السّباعية المركبة ؛ مما يؤكّد الظّن بأنّ الأخفش لم يخالف الخليل في ترتيبه للدّوائر ، بل هو سائر على ما سار عليه . وذكرت بعض كتب العروض أيضاً استدراك الأخفش للمتدارك .

لكني لم أجد في عروضه إشارة أو تصريحاً لِما نقل عنه ، وقد حسم الدّكتور أحمد عبد الدّايم محقّق (عروض الأخفش) هذه القضيّة ، وساق لها الأدلّة العقلية بما يؤكد نفي ما نسب إليه ، وما أراني إلا ناقلة لها :

الدليل الأول : لا يعقل أن تخرج دوائر الخليل كلّ هذا الكمّ الهائل من البحور ، مستعملة ومهملة ، ثمّ يعجز عن إخراج المتدارك ، بل إنّ إخراج المتدارك أسهل من إخراج غيره من البحور ، حيث لا لبس فيه ولا غموض([88]).

وينقل عن عبد الحميد الرّاضي شارح التّحفة قوله : " وإجراء الفكّ في الدّائرة من صميم بنائها ، بل لا معنى للدّائرة غيره ، وهذا وحده يفرض وجود المتدارك فرضاً ، فلا معنى للقول : إنّ الخليل قد أغفله ، وأنّ الأخفش استدركه عليه ، ولو فرضنا أنّ الخليل لم يجد لهذا البحر شاهداً في الشّعر العربي ، فلا أقلّ من أن يذكره في عداد البحور المهملة "([89]).

الدليل الثاني : لا يعقل أن يستدرك الأخفش المتدارك ، ولا ينسب هذا الشّرف إلى نفسـه ، أو يتحدّث عنه تلاميذه من بعده ، كابن القطّاع ، ثمّ يغفل عن ذلك من جاؤوا بعده ، كابن جني ، وحماد الجوهري ، وابن عبد ربه ، والدّمنهوري ، وصاحب تحفة الخليل ، والتّبريزي ، وغيرهم([90])..

الدليل الثالث : نقل كلٌّ من شارح تحفة الخليل ، والدّكتور أحمد عبد الدّايم قول القفطي بقصيدةٍ للخليل على (فَعَلُنْ فَعَلُنْ) بتحريك العين : " وللخليل بن أحمد قصيدة على (فَعَلُنْ فَعَلُنْ) ثلاثة متحرّكات وساكن ... فالّتي على ثلاثة متحرّكات وساكن قصيدته التي فيها ... "([91]).

وأخرى على (فَعْلُنْ فَعْلُنْ) بسكون العين .

ثمّ قال القفطي : " فاستخرج المحدثون من هذين الوزنين وزناً سموه (المخلع) ، وخلطوا فيه من أجزاء هذا وأجزاء هذا "([94]).

الدّليل الرّابع : أورد الدّكتور أحمد عبد الدّايم دليلاً عقليّاً كافياً في تأكيد نفي استدراك الأخفش للمتدارك ، حيث يقول : " فلقد كان الخليل واعياً مدركاً للمتدارك ، وإنما أعرض عنه ، يؤيدنا في ذلك ما ذهب إليه ابن القطاع في (كتاب البارع في علم العروض) ، فقد ذكر بعد حديثه عن (المخترع) عبارة فاصلة واضحة ، قال : " ولم يجزه الخليل ، ودفعه مرة واحدة " ، .. والإجازة وعدم الإجازة

لا تكون منه إلا في أمر كثر الجدل فيه ، وقضى الخليل فيه بعدم إجازته .

ودفعه مرة واحدة رفضه كله ، والرفض لا يكون لشيء مجهول ؛ بل لشيء معلوم معروف "([95]).

وأورد أبو الحسن العروضي في كتابه (العروض) أسباباً في ترك الخليل هذا البحر وإخراجه عن أشعار العرب ، يقول : " فمنها أن هذا النوع من الشعر لما قل ولم يرد منه عن العرب إلا النَّزْر القليل ، ولعلّه مع قلّته أيضاً لم يقع إليه ، أضرب عن ذكره ، ولم يلحقه بأوزانهم "([96]).

ونحن نقول بأنه قد وقع الخليل على هذا النوع من الشِّعر كما سبق أن أشير إليه في الدليل الثالث في قول القفطي ، بل إنّ الخليل قد نظم عليه في قصيدتين له : إحداهما بتحريك العين ، والأخرى بسكونها .

أما قوله : " بأن هذا الوزن قد لحقه فساد في نفس بنائه أوجب رده ... ، فلما جاء هذا النوع مخالفاً لسائر أنواع الشعر ترك واطرح ، ولوكان يجيء على بناء تام فيكون كله على (فاعلن) ، ويجئ محذوف الثاني - وهو المخبون - فيكون على (فَعْلُنْ فَعْلُنْ) متحركة العين ، أو يجيء بعضه على (فاعلن) وبعضه على (فَعْلُنْ) كان ذلك ، ولكنه قلّما يجيء فيه بيت إلا وأنت تجد فيه (فَعْلن) في موضعين أو ثلاثة أو أكثر "([97])...

وقوله بجهل البعض من القوم وظنهم بأنّ ما ورد منه قد جاء على (مفعولاتن) ، " وقد ظن قوم لم يدروا هذا النوع من أي صنف هو ، فقالوا إنه على (مفعولاتن) ، فحملوه - لما جهلوا أمره - على ما ليس في العروض مثله "([98]).. فمردود بما سبق أن أشرنا من مجيء القصيدتين للخليل من قول القفطي في إنباه الرواة .

أما عن رفض الأخفش لدوائر الخليل كما يرى الأستاذ محمد العلمي في استدراكاته على الخليل([99])، فلعلّ عروض الأخفش كافٍ لنقض رأيه ، وهو الذي أشار إلى خصوصية رأيه حتى ظهور كتاب الأخفش في العروض ، فهذا الكتاب بين أيدينا يرتب بحور الشعر كما رتبها الخليل من قبل ، فإن كان كما قال لخلط بينها ، وإلا فما معنى لمجيئها على نسق ما جاء به الخليل إلاّ الاتباع ما استطاع !.

ولم يخالف بعض العروضيين الخليل في دوائره إلا في تغير اسم أو رسم أو اختزال واختصار ، لكنهم متفقون على ألا خروج عن الدائرة ، ولا بديل عنها ، وإن ظهرت في دراسات حديثة على هيئة مستقيمات ، يمثل كل مستقيم بحراً من بحور الدائرة([100])، فهي وإن اختلفت شكلاً فهي دائرة ، وإن كانت كما أسماها د. أحمد عبدالدايم : (دائرة ، ولكنّها منبعجة) .

وهي عندهم دوائر خمس :

1) الدائرة الأولى : دائرة المُخْتَلِف بالإضافة , أي دائرة الجزء المختلف([101])، أو الدّائرة المُخْتَلِفة - بكسر اللاّم - . وسُمِّيت بذلك لاختلاف أجزائها ؛ إذ هي مكونة من جزء خماسي وآخر سباعي (فَعُولُن مفاعيلن) ، أو من جزء سباعي وآخر خماسي (مستفعلن فاعلن ، فاعلاتن فاعلن)([102])، يُكرَّر كلٌّ منها أربع مرات ، وفي الدّائرة ثلاثة بحور مستعملة ، وبحران مهملان ، فالمستعمل منها :

1/ الطويل : وشطره مكوّن من : (فعـولن مفاعيـلن فعـولن مفاعيـلن) مرّتين ، ومفكُّه([103]) من أوّل الوتد المجموع من (فعولن) الأول (فعو) .

2/ ثُمّ المديد : وشطره : (فاعـلاتن فاعـلن فاعـلاتن فاعـلن) مرّتين ، ومفكّه من أوَّل السَّبب الخفيف من (فعولن) الأول (لُن) .

3/ ثُمّ البسيط : وهو على : (مسـتفعلن فاعـلن مسـتفعلن فاعـلن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل السّبب الخفيف الأوّل من (مفاعيلن) الأول (عي) .

والمهمل منها :

- ما كان على (مفاعيـلن فعـولن مفاعيـلن فعـولن) مرّتين ، وهو ما يُسمّى بالمستطيل ، وهو عكس الطويل ، ومفكّه من أوّل الوتد المجموع من (مفاعيلن) الأوّل (مفا) .

- وآخر ما كان على : (فاعـلن فاعـلاتن فاعـلن فاعـلاتن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل السبب الخفيف الثاني من (مفاعيلن) الأول (لُن) ، وهو ما يُسمّى بالممتدّ وهو عكس المديد .

ورسم دائرة المختلف كما تصوّرها أكثر كتب العروض([104]).

فإذا رسمت الدّائرة على هيئة مستقيمات([105]) كما يرى د. محمد عامر فستكون كما يلي :

فعـو لـن مفـا عـي لـن فعـو لـن مفـا عـي لـن

//5 /5 //5 /5 /5 //5 /5 //5 /5 /5

طويل مديد مستطيل بسيط ممتـد

(1) (2) (4)

مهمل مهمل

(3) (5)

فالبحر رقم (1) هو الطويل ، والبحر رقم (2) هو المديد ، والبحر رقم (4) هو البسيط ، وهذه البحور الثلاثة مستعملات . أما البحر رقم (3) وهو المستطيل ، والبحر رقم (5) وهو الممتد ، فهما مهملان ، والطويل أصل الدائرة .

وفي (البسط الشافي) لجبران مخائيل إشارة سابقة إلى هذه المستقيمات التي استخدمها د. محمد عامر ، مع فارق في رسم المتحرك والساكن .

يقول جبران في تفكيك الأبحر من بعضها : " فإذا ابتدأنا في الدّائرة الأولى ومن عند كلمة (طويل) نرى فوق خط المحيط هكذا :

فعـو لـن مفـا عيلـن فعـو لـن مفـا عيلـن

55/ 5/ 55/ 5/5/ 55/ 5/ 55/ 5/5/

وذلك رمز عن شطره الأوّل ؛ إذ أشير بالحلقة إلى الحرف المتحرّك ، وبالألف إلى الساكن ، وإذا بدأنا بما بعده - أي بالمديد - وأضفنا ما فات نرى :

فـا عـلا تـن فـا عـلن فـا عـلا تـن فـا عـلن([106])

5/ 55/ 5/ 5/ 55/ 5/ 55/ 5/ /5 55/

ويطرح د. أحمد كشك سؤالاً : " هل تحقق مستقيمات السيد محمد عامر سهولة على المتعلمين حقاً "([107]) ؟.

قد تكون الإجابة بنعم ؛ إذ تضع المستقيمات البحور الشعرية على خط أفقي واحد يسهل رؤيتها (مرتبة) ، لكنها تعود إلى الدوران مرّة أخرى لتشكل دائرة غير محكمة الدوران ، ولنقل عنها : إنها منبعجة ، أو بيضاوية الشّكل إذا أكملنا تفعيلاتها ذهنياً ، أى بإعادة الفكّ على السطر الأفقي نفسه باعتباره شطراً ثانياً للبحرالذي يفكّ منه ، أما إذا أكملنا الشطر الثاني على استقامة الخط نفسه أيضاً فسنجد أنفسنا أمام مستقيم يتكون من ثمانٍ وأربعين نقطة ، يصعب النظر إليها كما قال الدكتور أحمد كشك .

ما يمكن أن تضيفه هذه المستقيمات هو رؤية البحور الشّعرية مرتّبة يتّضح فيها المستعمل والمهمل ، أما تجاوب التّفعيلات أو تساويها فلا أعتقد ثَمّة إيضاح أكثر لها ، سواء أكانت على خطٍّ مستقيم أم على محيطٍ دائريّ ، فالأمر سيّان في الحالتين .

2) أما الدائرة الثانية : وتسمّى دائرة المؤتلِف ، أي دائرة الجزء المؤتلِف ، أو الدائرة المؤتَلِفة - بكسر اللام - ، وسميت بذلك لائتلاف أجزائها ، فجميع أجزائها سباعية([108])، وتتكون الدائرة من بحرين مستعملين ومهمل واحد ، والبحران المستعملان هما :

1/ بحر الوافر : وهو أصل الدائرة ، وتفعيلاته : (مفـاعلتن مفـاعلتن مفـاعلتن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل الوتد (مفا) .

2/ بحر الكامل : وتفعيلاته : (متفـاعلن متفـاعلن متفـاعلن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل السّبب الثّقيل من (علتن) ، وهو (عِلَ) .

والبحر المهمل الذي ذكره الخليل ، والذي يفكّ من أوّل السّبب الخفيف من (علتن) أيضاً ،

وهو (تُنْ) ، وتفعيلاته : (فَاعِـلاتُكَ فَاعِـلاتُكَ فَاعِـلاتُكَ) مرّتين .

3/ وهو ما يسمّى بالمعتمد أو المتوفِّر .

وصورة الدّائرة الثانية كما صوّرتها أكثر كتب العروض([109]):

ورسمها على صورة المستقيمات كالتالي([110]):

مفـا علـتن مفـا علـتن مفـا علـتن

//5 ///5 //5 ///5 //5 ///5

متوفر

وافر كامل مهمل

(1) (2) (3)

فالبحر رقم (1) بحر الوافر ، ورقم (2) بحر الكامل ، مستعملان ، أما البحر رقم (3) فهو مهمل ، ويسمى بالمتوفِّر أو المعتمد .

3) الدائرة الثالثة : دائرة المجتلب ، أي دائرةُ الجزء المُجتَلَب ، أو الدائرة المُجتلَبة - بفتح اللام - ، وسميت بذلك لاجتلاب جميع أجزائها من دائرة المُختلِف([111])، فـ(مفاعيلن) وهو جزء بحر الهزج مجتلب من الطويل ، و(مستفعلن) وهو جزء بحر الرجز مجتلب من البسيط ، و (فاعلاتن) وهو جزء بحر الرمل مجتلب من المديد ، والهزج أصل الدائرة ، واختلف البعض في تسمية الدّائرة بهذا الاسم ، فبعضهم يسمّيها بِـ(المشتبه) ؛ لأنّ أجزاءَها متماثلة أيضاً ، فكلّ واحد من أجزائها يشبه الآخر ؛ إذ كانت كلّها سباعية([112]).

وأضاف التبريزي بأنّ المشتبه والمؤتلف يتقاربان في المعنى ، وفي الائتلاف معنى زائداً ، وسببا دائرة المؤتلف أبداً مجتمعان([113])، وتسمية الدائرة بالمجتلبة أكثر انطباقاً عليها ؛ لأن أجزاءها كلها مجتلبة من دائرة المختلف ، لا العكس ، وبحورها الثلاثة مستعملة ، ولا مهمل فيها([114])، أما دائرة المشتبه ففيها مهملات كما سنرى ، وجزء غير مجتلب من أي دائرة ، وهو (مفعولات) .

والدائرة مكوّنة من ثلاثة بحور ، كلها مستعملة :

1/ بحر الهزج : وتفعيلاته : (مفـاعيلن مفـاعيلن مفـاعيلن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل الوتد المجموع من (مفاعيلن) ، وهو (مفا) .

2/ بحر الرجز : وتفعيلاته : (مسـتفعلن مسـتفعلن مسـتفعلن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل السبب الخفيف الأول من (مفاعيلن) ، وهو (عي) .

3/ بحر الرمل : وتفعيلاته : (فاعـلاتن فاعـلاتن فاعـلاتن) مرّتين ، ومفكّه من أول السبب الثاني من (مفاعيلن) ، وهو (لُن) .

والدّائرة كما تصوّرها أكثر كتب العروض([115]):

ورسمها في هيئة مستقيمات كالتالي :

مفـا عـي لـن مفـا عـي لـن مفـا عـي لـن

//5 /5 /5 //5 /5 /5 //5 /5 /5

هزج رجز رمل

(1) (2) (3)

فالبحور رقم (1) وهو بحر الهزج ، ورقم (2) وهو بحر الرجز ، ورقم (3) وهو بحر الرمل مستعملات ، ولا مهمل فيها .

4) الدائرة الرابعة : دائرة المشْتَبِه : أي دائرة الجزء المشتبه ، أو الدّائرة المشتَبِهة - بكسر الباء - ، وسميت بذلك لاشتباه أجزائها ، فـ(مستفعلن) مجموعة الوتد تشتبه بـ(مستفع لن) مفروقة الوتد ،

و (فاعلاتن) مجموعة الوتد تشتبه بـ(فاع لاتن) مفروقة الوتد([116]).

وسماها البعض بدائرة المجتلَب ؛ لاجتلاب أجزائها من الدّائرة الأولى ، وهي دائرة المختلف([117]).

وقد بينا سبب تفضيل اسم دائرة المجتلب للدائرة الثالثة ، وقيل إن سبب تسميتها بالمجتلب لكثرة أبحرها ؛ لأن الجلب في اللغة من الكثرة([118]).

والدائرة تتكون من تسعة بحور ، ستة منها مستعملة ، وثلاثة مهملة ، فالمستعمل منها :

1/ السريع : وشطره : (مسـتفعلن مسـتفعلن مفعـولات) مرّتين ، ومفكه من أول السبب الخفيف الأول من (مستفعلن) الأول ، وهو (مس) .

2/ والمنسرح : وشطره : (مسـتفعلن مفعـولات مسـتفعلن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل السبب الخفيف الأول من (مستفعلن) الثاني ، وهو (مُسْ) .

3/ الخفيف : وشطره : (فاعـلاتن مسـتفع لـن فاعـلاتن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل السبب الخفيف الثاني من (مستفعلن) الثّاني ، وهو (تَف) .

4/ المضارع : وشطره : (مفاعيـلن فـاع لاتـن مفاعيـلن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل الوتد المجموع من (مستفعلن) الثاني ، وهو (عِلُن) .

5/ المقتضب : وشطره : (مفعـولات مسـتفعلن مسـتفعلن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل السبب الخفيف الأوّل من (مفعولات) ، وهو (مَفْ) .

6/ المجتث : وشطره : (مسـتفع لـن فاعـلاتن فاعـلاتن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل السّبب الخفيف الثّاني من (مفعولات) ، وهو (عو) .

والمهمل منها :

1/ المتئد : وشطره : (فاعـلاتن فاعـلاتن مسـتفع لـن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل السبب الخفيف الثاني من (مستفعلن) الأول ، وهو (تَفْ) .

2/ المنسرد : وشطره : (مفاعيـلن مفاعيـلن فـاع لاتـن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل الوتد المجموع من (مستفعلن) الأوّل ، وهو (عِلُنْ) .

3/ المطرد : وشطره : (فاعـلاتن مفاعيـلن مفاعيـلن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل الوتد المفروق من (مفعولات) ، وهو (لاَتُ) .

والسريع أصلها ، وسيأتي بيان سبب تقديم السّريع على المضارع لاحقاً .

والدائرة كما تصوّرها كتب العروض([119]):

والدائرة على هيئة مستقيمات كالتالي :

مـس تـف علـن مـس تـف علـن مـف عـو لات

/5 /5 //5 /5 /5 //5 /5 /5 /5/

سريع متئد منسرد منسرح خفيف مضارع مقتضب مجتث مطرد

(1) (2) (3) (4) (5) (6) (7) (8) (9)

مهمل مهمل مهمل

فالبحور : رقم (1) بحر السريع ، ورقم (4) بحر المنسرح ، ورقم (5) بحر الخفيف ، ورقم (6) وهو المضارع ، ورقم (7) وهو المقتضب ، ورقم (8) وهو المجتث مستعملات . أما رقم (2) وهو المتئد ، ورقم (3) وهو المنسرد ، ورقم (9) وهو المطرد مهملات .

أرأيت كيف رتبت البحور المستعملة والمهملة في خط أفقي ، ربّما كانت أكثر وضوحاً عليه مما لو كانت على المحيط الدّائري ، وهذا ما تضيفه هذه المسقيمات إلى الدّوائر من بسط وتيسير .

5) الدائرة الخامسة : دائرة المتفق : أي (دائرة الجزء المتَّفِق) ، أو الدّائرة المتَّفِقة - بكسر الفاء - ، سُمّيت بذلك لاتّفاق أجزائها الخماسية ، وانفكاك بعضها من بعض([120])، وسَمّاها صاحب مفتاح العلوم بالدّائرة المنفردة ، وربما يتّضح لنا سبب تسميته لها بهذا الاسم من أخذه بإهمال المتدارك([121]). وتتكون من بحرين ، هما([122]):

1/ المتقارب : وشطره : (فعـولن فعـولن فعـولن فعـولن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل الوتد من (فعولن) ، وهو (فَعُو) .

2/ المتدارك : وشطره : (فاعـلن فاعـلن فاعـلن فاعـلن) مرّتين ، ومفكّه من أوّل السّبب الخفيف من (فعولن) ، وهو (لُن) .

ورسم الدّائرة كما رسمتها كتب العروض([123]):

وقد سبق بيان([124]) بطلان القول بأنّ الأخفش استدرك على الخليل بحر المتدارك ، وسيقت الأدلة العقلية التي تؤيد ذلك . فالمتدارك يمكن فكّه قياساً على ما سبق من فكّ الدّوائر ، ولعلّ ذلك ليس ببعيد عن الخليل ، وللعروضي في ذلك رأي يقول فيه : " لأن القياس يوجب أن يكون أقل ما يقع فيها من الأبواب بابان ، وإلا فَلِمَ قيل دائرة إلاّ ليفك باب من باب ، فإذا كان في دائرة باب واحد ، فمن أيّ شيء يفكّ ذلك الباب ، ولِمَ خُصّ بدائرة "([125]) ؟.

ورسمها في خطوط مستقيمة كالتالي :

فعـو لـن فعـو لـن فعـو لـن فعـو لـن

//5 /5 //5 /5 //5 /5 //5 /5

متقارب متدارك

(1) (2)

فالبحر رقم (1) وهو المتقارب مستعمل ، أما البحر رقم (2) وهو المتدارك ففيه خلاف على أنّه مستعمل . وسيأتي تفصيل ذلك في المبحث التالي ، وهو البحور الشعرية بين الإهمال والاستعمال .

وتقدّم البحور بعضها على بعض في دوائرها ، والقياس في ذلك ما كان في أوّله وتد مجموع ؛ لأن الوتد أقوى من السبب ، فيقدم الطويل في الدّائرة الأولى ؛ لأنّ أول أجزائه (فعولن) ، وأوّله وتد مجموع (فعو) ، ويقدم الوافر في الدّائرة الثانية ؛ لأن أول أجزائه (مفاعلتن) ، وأوّله وتد مجموع (مفا) ، ويقدم الهزج في الدّائرة الثالثة ؛ لأنّ أوّل أجزائه (مفاعيلن) وأوّله وتد مجوع (مفا) ، ويقدم السريع في الدّائرة الرّابعة مخالفاً للقياس ، فأوّل أجزائه (مستفعلن) ، وليس في أوّله وتد مجموع كما في المضارع ، والذي كان من الأولى تقديمه ؛ لأنّ أوّل أجزائه (مفاعيلن) ، وأوّله وتد مجموع (مفا) ، ولكن (مفاعيلن) في المضارع لا تجيء قط سالمة ، إمّا أن تجيء مقبوضة أو مكفوفة أولاً ، ولكراهتهم ابتداء الدّائرة ببحر يكون أوّله مثل هذا ، كان السّريع أولى بالتّقديم "([126]).

ويضيف ابن القطّاع سببا آخر لهذا التقديم ، وهو كثرة استعماله ، فقُدِّم عليه([127]).

وقُدِّم المتقارب على المتدارك في الدّائرة الخامسة ؛ لأنّ أوّل أجزاء المتقارب (فعولن) وتد

مجموع (فعو) .

وقَسَّم بعضهم البحور إلى بسيط ومركّب ، فالبسيط منها ما كان مكوّناً من جزء واحد مكرّر ، والمركّب ما تكون من جزءين أو أكثر ، فالجوهري في (عروض الورقة) يضمّ البحور بعضها إلى بعض ، ويشتقّ بعضها من بعض ، " ويعتمد على ثلاث من دوائر الخليل يقوم كلّ منها على تكرار تفعيلة واحدة ، ثنتان منها : المجتلب والمتّفق تتداخلان ، والثّالثة المؤتلف منفردة ، لا يتركّب من تفعيلاتها مع تفعيلات الدّوائر الأخرى بحر ... وأجزاء هذه الدّوائر الثلاث هي : (مفاعيلن) الهزج، و (فعولن) المتقارب، و (مفاعلتن) الوافر ، وتشتقّ منها أربع تفاعيل أخر على القاعدة المطردة بالفكّ أو التقليب "([128]).

وصورة هذا التّركيب كما يوضحها محقق الكتاب الأستاذ الدكتور : صالح بدوي في هامشه كالتالي :

المتقارب (فعولن) + الهزج (مفاعيلن) = الطويل (1) .

الهزج (مفاعيلن) + الرمل (فاعلاتن) = المضارع (2) .

الرمل (فاعلاتن) + الرجز (مستفعلن) = الخفيف (3) .

الرجز (مستفعلن) + المتدارك (فاعلن) = البسيط (4) .

الرمل (فاعلاتن) + المتدارك (فاعلن) = المديـد (5)([129]).

فهذه خمسة بحور مركّبة تضاف إلى سبعة منفردة ، وهي المتقارب والمتدارك ، وهما خماسيان ، ثُمّ الهزج ، والرمل ، والرجز ، ثُمّ الوافر والكامل أجزاء سباعية .

" فكأنّ الجوهري يرى أنّ الأصل في البحور ... أن تقوم على نوع واحد من التفاعيل المتكررة ، وهي البحور السبعة المتقدم ذكرها ، ويتركب من كلّ بحرين بحر جديد ، إلاّ الوافر والكامل ، وقد ذكر أنّ ذلك لما فيها من الفاصلة "([130]).

وقريبٌ من ذلك ترتيب الشنتريني في (المعيار) ، فهو يقسمها إلى بسائط ومركبات ، والبسيط منها ما لم يكن مركباً من جنسين (أي أجزاء مختلفة) ، وأما المركب فهو كلّ بحر اختلفت أجزاؤه([131]).

والبسائط ثلاث ، هي : دائرة المتفق ، ودائرة المجتلب ، ودائرة المؤتلف .

والمركبتان اثنتان ، هما : دائرة المختلف ، ودائرة المشتبه .

وترتيبها عنده أن تبدأ بدائرة الخماسي ، ثُمّ دائرة السباعي ، ثُمّ المركب منهما .

وفي ذلك يقول : " فهكذا ينبغي أن ترتب الدوائر ، فيبدأ بدائرة الخماسي ، ثم دائرة السباعي ، ثُمّ المركب منهما ، غير أنّ الخليل قدم ما كثر استعماله وزادت حروفه وأركانه "([132]).

كما اتبع هذا الترتيب أمين الدين المحلي ، " فترتيب الدوائر عنده هكذا : دائرة المتفق ، ثُمّ دائرة المجتلب ، ثُمّ دائرة المؤتلف ، ثُمّ دائرة المختلف ، ثُمّ دائرة المشتبه "([133]).

بينما قدّم الخليل دائرة المختلف على ما سواها من الدّوائر . قال السكاكي مبيّناً سبب ذلك :

" فلزم تقديم الدائرة المختلفة على ما سواها ؛ لكون بحورها أتَمّ بحور عدد حروف ؛ لاشتمال كلّ بحر منها على ثمانية وأربعين حرفاً ... "([134]).

وزاد الدماميني والصبان : " لا شتمالها على الطويل ، والبسيط ، اللذين هما أشرف من سائر البحور ؛ لطولهما وحسن ذوقهما وكثرة ورودهما في أشعار العرب "([135]).

ثم جعل دائرة المؤتلف هي الدائرة الثانية ، وقد علّل السّكاكي لذلك أيضاً بأنّ كل واحد من بحريها - وهما الوافر والكامل - أتَمّ عدد حروف من بحور دائرة المجتلب ، ودائرة المشتبه .

قال : " ولزم تقديم المؤتلف منهنّ على أختيها ؛ لكون كلّ واحد من بحريها أتم من بحور أختيها عدد حركات ؛ لاشتمال كلّ واحد منها على ثلاثين حركة ، واشتمال كلّ واحد من أولئك على أربع وعشرين "([136]).

والكامل أحد بحري الدّائرة المؤتلفة ، وهو نظير الطويل والبسيط ، وقد سبق بيان سبب تقديم الطويل على سائر البحور([137]). ثُمّ قدمت دائرة المجتلب على الدّائرة المشتبهة ؛ لأنّ أوتاد دائرة المجتلب كلّها مجموعة خلاف دائرة المشتبه ، فجميع أوتاد بحورها مفروقة ، والمجموع أشرف من المفروق . ثُمّ قدّمت دائرة المشتبه على دائرة المتفق ؛ لأنّ أجزاء دائرة المشتبه سباعيّة([138])، وأجزاء دائرة المتّفق خماسية ، وبحور دائرة المشتبه أكثر من بحور دائرة المتّفق ، فلزم تقديم دائرة المشتبه . وفصّل الدماميني في ذلك بقوله :

" ثم قُدّمت دائرة المشتبه على دائرة المتفق ؛ لأنها سباعيّة التفاعيل ، ودائرة المتفق خماسية ، والسّباعي أشرف من الخماسي ، وأيضاً فبحور دائرة المشتبه أكثر منها ؛ لأنها تسعة ، ستّة منها مستعملة ، وثلاثة مهملة ، ودائرة المتفق لا يخرج منها إلا بحران ، أحدهما مستعمل ، والآخر مهمل ، فكانت دائرة المشتبه أولى بالتقديم ، لاسيّما ومن بحورها السّريع والمنسرح والخفيف ، وهذه أكثر في الاستعمال من المتقارب([139]).

وربما قصد الصبّان القرطاجني ، والقنائي بقوله : " وأنكر بعض الناس الدّوائر أصلاً ، وجعل كلّ شعر قائماً بنفسه ... "([140]).

وفي حاشية الدمنهوري : " ولم يذكر المصنّف الدّوائر ، بل جعل كلّ بحر قائماً بنفسه ، فكأنّه رأى في ذلك برأي مَن يثبتها محتجّاً بأنّ العرب لم تقصد شيئاً من ذلك "([141]).

بل إنّ حازم القرطاجني في منهاجه ذهب إلى أبعد من ذلك فاعتبرها ملحة عرضية لا حقيقة بنيت عليها الأعاريض ، " ومَن أوردها فإنما أوردها على أنها ملحة عرضية لحقت بالأوزان اتفاقاً ، لا أنها حقيقة بُنيت عليها الأعاريض وصفاً واعتماداً "([142]).

ويصف فكّ الدوائر بأنه من الأعراض الواقعة في الأوزان من غير قصد ، فيقول في حديثه عن بحري الخبب والمتقارب : " فيكون نظام كلّ واحد منهما إذا وضعت له أشكال في الخط ، أو تصور في الذهن ، ثم تأخّرت عن مبدأ ذلك النظام إلى أوّل جزء يلي الجزء الأول الذي هو مبدأ النظام ، فبدأت بأول الجزء الثّاني واستمررت على جميع النظام ووصلت بآخره الجزء الذي فاتك منه أولاً ، جعلت بذلك بنية الوزن الآخر وهيأته ، فيجعل العروضيون أحد العروضَين بذلك منفكاً عن الآخر ، وهذا من الأعراض الواقعة في الأوزان من غير قصد "([143]).

ولا أدري كيف جعل حازم فكّ الدّوائر غير مقصود في الوقت الّذي أثبته في موضع آخر ، حيث يقول : " ثم يلزمه بعد الوضع أن يوجد وزن آخر أو أوزان سياق نظامها نظامه بأن تجعل مبدأها من رؤوس الأسباب والأوتاد متأخراً عن مبدئه على ما تقدم "([144]).

أليس هذا فكاً للدّوائر واعترافاً بأصالتها ، وإلا كيف تكون هذه الانفكاكات أمراً عارضاً لا حقيقة ثابتة ، وهو يجعلها لازمة ؟!.

واستخدم المحدثون من العروضيين الأرقام في تيسير فهم هذه الدوائر ، وربّما كان لكلٍّ طريقته في الاستخدام من منظور شخصي .

وسنعرض لاثنتين من هذه الطرق ، إحداهما لمتخصص في علم الرياضيات ، والأخرى لمتخصص في علم العروض .

وللأول كتاب عروضي عنوانه : (العروض رقمياً) ، لخشان محمد خشان ، وهو يعرّفنا بالأساس الرّقمي الّذى استخدمه ، فيقول : فقد خطر لي التعبير رقمياً عن الحركات والسكنات في البيت السّابق ، مستعملاً ( / : رمز المتحرك ، 5 : رمز السّاكن الّذي يشمل الممدود أيضاً ) ، حيث :

(نعم) متحركان فساكن : //5 ، وعدد أحرفها ثلاثة ، فلنرمز لها بالرقم (3) .

و(لا) متحرّك فساكن : /5 ، وعدد أحرفها اثنان ، فلنرمز لها بالرقم (2) .

وتصبح (نعم لا) : //5 - /5 = 3 2 = فعولن .

وتصبح (نعم لا لا) : //5 - /5 - /5 = 3 2 2 مفاعيلن([145]).

ثُمّ ينتقل الكاتب إلى تقطيع الأبيات رقمياً مستخدماً الأرقام من (1 إلى 4) للمقاطع العروضيّة ، ويقدّم صوراً متعدّدة للتّفعيلة الواحدة ، انظر معي إلى :

(متفاعلن = م تفا علن) يمكن أن تكون (1 3 3) أو ( 4 3 ) .

وكذلك (مفعولات = مف عو لا ت) ، وقد عبّر عنها بالأرقام (1222) .

وهذه الصّورة يمكن أن تكون (16 ، 124 ، 142) ، فالرّقم (6) يمكن أن يكون (24) أو (42) ، والتقسيم أشبه ما يكون بتحليل الأعداد إلى الأرقام الأولية ، ولا أرى فائدة تُجنى من تعدّد هذه الصّور أو اختلافها ، بل إن المؤلف أدخلنا معه في متاهة رياضية صعبة الفهم إلا لمن تمرّس حلّ هذه المسائل ، ورسوم بيانية متداخلة الأشكال ما أظنّها إلا زادت العروض صعوبةً وتعقيداً ، وربما قصد المؤلف ذلك من عقلية رياضية بحتة فرضها عليه تخصّص دراسي ، أو واقع عملي يومي .

أمّا عن الطّريقة الثّانية فقد اقترحها متخصّص عروضي استخدم الأرقام في تسهيل فهم الدّوائر وتحليلها ، وهو الأستاذ الدكتور : أحمد عبد الدايم في محاضرته المعنونة بِـ : (نظرية الأرقام العدديّة في تسهيل فهم الدّوائر الخليليّة) ، يقول عن نظريته : " هذا هو الأساس الذي تقوم عليه الفكرة ، حيث نحوّل المتحرّك مهما كانت حركته إلى الرقم (1) حسابياً ، والساكن مهما كانت هويته (ساكن حقيقي) أم ناتج عن مدّ وتنوين أو إدغام إلى الرقم (5) حسابياً "([146]).

ولعلّك ترى معي أنّ الأساس الّذي وضعه أيسر مِمّا وضعه صاحب الطّريقة الأولى الأستاذ :

محمد خشّان ؛ لأنّه - أعني د. أحمد - قد حصر المقاطع العروضية في رقمين [ (6) للسّبب الخفيف ، والّذي يساوي ( /5 ) ] ، و [ (7) للوتد المجموع ، والّذي يساوي ( //5 ) ، أو الوتد المفروق ، والّذي يساوى ( /5/ ) ] . أمّا الفاصلة الصّغرى فهي عنده (2) للسبب الثقيل ، والّذي يساوي ( // ) يضاف إليه السّبب الخفيف ( /5 ) ، وبذلك تكون الفاصلة عبارة عن (2+6) = 8 .

وربّما تساءلت : كيف يمكن التّفريق بين الوتدين المجموع والمفروق في حال مجيئهما في بحرٍ واحد ، وليكن في (المضارع) مثلاً ، وأصله : (مفاعيـلن فـاع لاتـن مفاعيـلن) ، لكن إضافتنا للرّقم (1) إلى الرقمين (6 7) يحدّد نوع الوتد ، ففي (مفاعيلن) الجزء الأوّل من البحر ، والّذي يبتدئ بالوتد المجموع (مفا = //5) (مفاعيلن = 7 66) ، أمّا [ (فـاع لاتـن) الجزء الثّاني من البحر = /5//5/5] والّذي يشتمل على الوتد المفروق (فـاع = /5/) يمكن أن يكون (6616) ، فلا خلط بينهما إذن . وبذلك يتعين أن يكون الوتد المجموع = 7 ، ويكون الوتد المفروق = 16 ، كما أنّ استنتاج الرّقم في الجزء المطلوب أسهل مما نتصوّر ، فإذا كان (مفاعيلن) قد بدأ بالرقم (7= //5 = مفـا) ، فإنّ ما بعده لا يمكن أن يكون إلا (66) ؛ لأنّ الأرقام لا تخرج عن كونها (67) ، والّتي تساوي (فعولن) أو (6 7) ، والّتي تساوي (فاعلن) في الجزء الخماسي ، و (7 6 6) ، والّتي تساوي (مفاعيلن) أو (فاع لاتن) (مفروق الوتد) ، أو (676) ، والّتي تساوي (فاعلاتن) ، أو (66 7) ، والّتي تساوي (مستفعلن)

أو (مستفع لن) مفروق الوتد في الجزء السّباعي ، مع اختلاف في التّرتيب للأرقام في كلّ جزء من الأجزاء .

r r r

أوّلاً : بحور الدّائرة الأولى :

1/ بحر الطّويل :

فعـولن مفاعيـلن فعـولن مفاعيـلن

//5/5 //5/5/5 //5/5 //5/5/5

7 6 7 6 6 7 6 7 6 6 الجزء سباعي

الجزء خماسي

2/ بحر المديد :

فاعـلاتن فاعـلن فاعـلاتن فاعـلن

/5//5/5 /5//5 /5//5/5 /5//5

6 7 6 6 7 6 7 6 6 7

3/ بحر البسيط :

مستفعـلن فاعـلن مستفعـلن فاعـلن

/5/5//5 /5//5 /5/5//5 /5//5

6 6 7 6 7 6 6 7 6 7

وينفرد بحرا الدائرة الثانية بالرقمين (1 ، 7) فقط ، واللّذين يكونان الفاصلة الصغرى (///5) ، وسيتّضح ذلك أكثر بعد عرض بحري الدائرة الخامسة .

ثانياً : بحور الدائرة الثانية :

1/ بحر الوافر :

مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن

//5///5 //5///5 //5///5

7 71 7 71 7 71

2/ بحر الكامل :

متفاعلن متفاعلن متفاعلن

///5//5 ///5//5 ///5//5

71 7 71 7 71 7

ثالثاً : بحور الدائرة الثالثة :

1/ بحر الهزج :

مفاعيـلن مفاعيـلن مفاعيـلن

//5/5/5 //5/5/5 //5/5/5

7 6 6 7 6 6 7 6 6

2/ بحر الرّجز :

مستفعـلن مستفعـلن مستفعـلن

/5/5//5 /5/5//5 /5/5//5

6 6 7 6 6 7 6 6 7

3/ بحر الرّمل :

فاعـلاتن فاعـلاتن فاعـلاتن

/5//5/5 /5//5/5 /5//5/5

6 7 6 6 7 6 6 7 6

رابعاً : بحور الدّائرة الرّابعة :

1/ بحر السريع :

مستفعـلن مستفعـلن مفعـولات

/5/5//5 /5/5//5 /5/5/5/

6 6 7 6 6 7 6 6 7

16 = 1666

2/ بحر المنسرح :

مستفعـلن مفعـولات مستفعـلن

/5/5//5 /5/5/5/ /5/5//5

6 6 7 6 6 7 6 6 7

16 = 1666

3/ بحر الخفيف :

فاعـلاتن مستفعـلن فاعـلاتن

/5//5/5 /5/5//5 /5//5/5

6 7 6 6 6 7 6 7 6

4/ بحر المضارع :

مفاعيـلن فـاع لاتن مفاعيـلن

//5/5/5 /5//5/5 //5/5/5

7 6 6 7 6 6 7 6 6

16 = 6616

5/ بحر المقتضب :

مفعـولات مستفعـلن مستفعـلن

/5/5/5/ /5/5//5 /5/5//5

6 6 7 6 6 7 6 6 7

16 = 1666

6/ بحر المجتث :

مستفـع لن فاعـلاتن فاعـلاتن

/5/5//5 /5//5/5 /5//5/5

6 7 6 6 7 6 6 7 6

16 = 6166

خامساً : بحرا الدّائرة الخامسة :

1/ بحر المتقارب :

فعـولن فعـولن فعـولن فعـولن

//5/5 //5/5 //5/5 //5/5

7 6 7 6 7 6 7 6

2/ بحر المتدارك :

فاعـلن فاعـلن فاعـلن فاعـلن

/5//5 /5//5 /5//5 /5//5

6 7 6 7 6 7 6 7

وكما ترى فقد أمكننا التّفريق بين الوتدين (المجموع والمفروق) بإضافة الرّقم (1) إلى الرقمين

( 6 و 7 ) ، فيكون الوتد المجموع = 7 ، والوتد المفروق = 16 .

ويلغى الرّقم (8) والذي يمثّل الفاصلة الصغرى = ///5 = 8 ، فتنحصر الأرقام في ( 6 و 7 و 1 ) ؛ مِمّا يسهّل التفريق بين الوتدين إذا وقعا في بحرٍ واحد مِمّا سبق ، كما أشرنا من قبل ؛ لأنّ مستفعلن

(مجموع الوتد) يمكن أن يشبه (مفعولات) من حيث إنّهما يساويان = (766) ، ومستفع لن

(مفروق الوتد) يمكن أن يشبه (فاعلاتن) من حيث إنهما يساويان = (676) ، وفاع لاتن (مفروق الوتد) يمكن أن يشبه (مفاعيلن) من حيث إنّهما يساويان = (667) ، وبإضافة الرقم (1) يكون

(مفعولات) = (1666) ، ويكون (مستفع لن) = (6166) ، ويكون (فاع لاتن) = (6616) ، ويسهّل التّفريق أيضاً بين (مفاعلتن) جزء بحر الوافر ، و(متفاعلن) جزء بحر الكامل ، واللّذَين وقعت الفاصلة فيهما ، واللّذين يتكونان من الرّقمين (1 و 7) فقط ، فيكون (مفاعلتن = //5///5 = 717) ، و (متفاعلن = ///5//5 771) .

وبذلك حصرنا الأرقام المستخدمة في البحور كلها في الأرقام (7-6-1) ، وتم إلغاء الرقم (8) ، وشكلت الفاصلة من الرقمين (7 و 1) .

وكما ترى فإنّ استخدام الأرقام قد يسر فهم الدوائر ، وفتح للعروض آفاق التحليل الرياضي في أطر نظريات عددية ، قد خففت الجمود الذي نسبه إليه بعض العروضيين من القدماء والمحدثين .

خلاصة :

أ / رتّب الأخفش بحور الشّعر في دوائرها الخمس كما رتّبها الخليل ، ولم يستدرك عليه بحر المتدارك كما يرى بعض العروضيّين .

ب/ رسم الدّوائر العروضيّة على هيئة مستقيمات يُسهِّل رؤيتها مرتّبة على خط أفقي يوضّح المستعمل منها والمهمل .

جـ/ اختلف العروضيون في ترتيب الدّوائر ، وتقديم بعضها على بعض ، ولكلٍّ حجته فيما يرى .

د / أنكر بعض العروضيين الدّوائر أصلاً ، وقسّمها آخرون تقسيمات تختلف عن تقسيمات الخليل .

هـ/ استخدم المحدثون الأرقام في تيسير فهم الدّوائر ، ووضعوا لها نظريات عددية لتوضيح هذا الاستخدام .

ععع5

المبحث الثاني : البحور الشعرية بين الإهمال والاستعمال

يُنقل عن الخليل بن أحمد أنّه جعل بحور الشّعر المستعملة عندهُ خمسة عشر بحراً كالتّالي :

(الطّويل ، والمديد ، والبسيط من دائرة المختلف ، والوافر ، والكامل من دائرة المؤتلف ، والهزج ، والرّمل ، والرّجز بحور دائرة المجتلب ، والسّريع ، والمنسرح ، والخفيف ، والمضارع ، والمقتضب ، والمجتثّ مـن دائرة المشتبه ، والمتقارب من دائرة المتّفق) ..

وستّة هي المهملة :

(المستطيل ، والمديد من الدّائرة الأولى ، والمتوافر من الدّائرة الثّانية ، والمتّئد ، والمنسرد ، والمطّرد من الدّائرة الرّابعة) ، ولا مهمل عنده في الدّائرتين الثّالثة والخامسة .

واختلف العروضيُّون من القدماء والمحدّثين في بحر المتدارك ، فاعتبره البعض منهم مستدركاً من قبل الأخفش على الخليل ، وأنكر آخرون القول إجمالاً . وقد سبق الحديث عن استدراك الأخفش للمتدارك في فصل (الدّوائر العروضية)([147])، وقُطع القول بنفي ما نسب إليه ؛ إذ لم يشر إلى ذلك حتّى تلاميذه من بعده .

قال ابن القطاع في حديثه عن المتقارب : " وقد أخرج بعضهم من بحر المتقارب جنساً يسمّى : المخترع ، ويسمّى : الخبب ، وركض الخيل "([148])، فلم ينسب ذلك إلى أحد من العروضيّين ، فكيف بالأخفش أستاذه ؟!!.

وسيأتي تفصيل الكلام عن المتدارك في نهاية هذا الفصل ؛ لكثرة ما قيل فيه من أقوال وآراء .

فبحور الشّعر عند الخليل واحد وعشرون بحراً ، منها ستّة مهملة ، تَمّ وضعها في جدولٍ كالتّالي :

فالبحور المستعملة خمسة عشر بحراً ، تحدّث عنها العروضيّون باستفاضة ، وأغفل بعضهم البحور المهملة ، وهي ستّة ، وأخرج آخرون بحوراً أخرى([149])، فابن عبد ربّه في (عقده الفريد) عدّد المستعملات من البحور ، وذكر تفعيلات كلّ منها ، وزحافات كلٍّ وعلله ، ولكنّه لم يشر إلى المهملات إلاّ بذكر عدد دون اسم أو تفصيل ، بل إنّه أهمل الإشارة إلى بعضها مطلقاً كما في دائرة المشتبه ، حيث أنهى القول فيها بقوله :

وقد قال في المستطيل والممتدّ من الدّائرة الأولى : " واثنان صدّوا عنهما ونكبوا "([151]). وفي المتوافر من الدّائرة الثّانية : " وثالث قد حار فيه الجاهل "([152]). وفي المتدارك من الدّائرة الخامسة : " ... وشطر لم يأتِ في الأشعار منه الذكر "([153]).

وكذلك فعل العروضي في كتابه (كتاب في علم العروض) ، وابن عبّاد في (الإقناع) ، والجوهري في (عروض الورقة) ، وابن رشيق في (العمدة) ، والتبريزي في كتابه العروضيّ (الكافي أو الوافي في علم العروض والقوافي) ، حتى من قام بالتّحقيق لهذه الكتب لم يعرضوا لمهملات هذه البحور إلاّ بذكر أعدادها فى كلّ دائرة دون تفصيل أو توضيح ، ولعلّ دوائر (عمر يحيى) الّذي مهّد لكتاب (الوافي للتّبريزي) هي الأكثر وضوحاً ، حيث بيّن فيها المهمل والمستعمل فى كلّ دائرة ، مع ترقيمٍ لحروف الأجزاء ، فقد مثّل لدائرة المختلف([154]) بما يأتي :

ومثّل لدائرة المؤتلف([155]) بالشّكل التّالي :

ودائرة المجتلب([156])، والّتي يسمّيها التّبريزيّ : دائرة المشتبه ، والّتي تشمل ثلاثة بحور مستعملة :

وقدّم رسماً لدائرة المشتبه([157])، والّتي تسمّى عنده دائرة المجتلب :

وقدّم رسماً لدائرة المتّفق([158])، موضِّحاً عليها بحرَي المتقارب والمتدارك .

في حين أخرج ابن القطّاع واحداً وعشرين بحراً مهملاً([159])، أضيفت إلى مهملات الخليل السّتة ، واستخدم طريقة جديدة للفكّ مختلفة عن المتقدّمين عليه .

فعدد البحور المستعملة على ذلك خمسة عشر بحراً ، هي :

أولاً : بحور دائرة المختلف : وعدد بحورها المستعملة ثلاثة مثمّنة الأجزاء :

1/ الطويل : وأجزاؤه :

2/ المديد : وأجزاؤه :

3/ البسيط : وأجزاؤه :

ثانياً : دائرة المؤتلف : وعدد بحورها المستعملة بحران مسدّسان :

1/ الوافر : وأجزاؤه :

2/ الكامل : وأجزاؤه :

ثالثاً : دائرة المجتلب : وبحورها ثلاثة سداسيّة الأجزاء ، مستعملة جميعها :

1/ الهزج : وأجزاؤه :

2/ الرجز : وأجزاؤه :

3/ الرّمل : وأجزاؤه :

رابعاً : دائرة المُشْـتَبِه : وبحورها المستعملة ستّة سداسيّة الأجزاء :

1/ السّريع : وأجزاؤه :

2/ المنسرح : وأجزاؤه :

3/ الخفيف : وأجزاؤه :

4/ المضارع : وأجزاؤه :

5/ المقتضب : وأجزاؤه :

6/ المجتثّ : وأجزاؤه :

خامساً : دائرة المتّفق : وبحرها المستعمل واحد ، وهو المتقارب :

1/ المتقارب : وأجزاؤه :

ويلاحظ مما سبق أنّ الحديث كان عن البحور الشعريّة المستعملة في دوائرها بتمام أجزائها ، دونما استعمالات العرب لها ، وغاية ذلك حصر المستعمل والمهمل منها كما سيتبين مِمّا يأتي .

وأكثر الآراء على أنّ المهمل ستّة ، هي :

أولاً : دائرة المختلف ، وفيها بحران مهملان :

1/ المستطيل أو الوسيط([160])، وهو مقلوب الطَّويل ، وأجزاؤه :

وشاهده([161]):

وتقطيعه كالتّالي :

أُدير صْصُدْ / غ مِـنْـهُ / عَلا مِسْكِنْ / وعَنْبـرْ

مفـاعيلن فعولن مفـاعيلن فعولن

//5/5/5 //5/5 //5/5/5 //5/5

لَقَدْ هَاجَشْ / تِيـاقِي / عَلِيلُطْطَـرْ / فِأَحْـوَرْ

مفـاعيلن فعولن مفـاعيلن فعولن

//5/5/5 //5/5 //5/5/5 //5/5

ومثله قول الشاعر([162]):

وتقطيعه :

ومثله أيضاً قول الشاعر([163]):

([1]) (خزم) العين 4/212 .

([2]) (خزم) لسان العرب 2/251 ، القاموس المحيط 4/106 .

([3]) (خزم) العين 4/212 ، لسان العرب 2/251 ، القاموس المحيط 4/106، الصحاح 5/1911 .

([4]) العيون الغامزة على خبايا الرامزة للدماميني، ت: الحساني حسن عبد الله، ص103، الإرشاد الشافي على متن الكافي في علمي العروض والقوافي للعلامة محمد الدمنهوري، ص51، شرح شفاء العلل في نظم الزحافات والعلل، قاسم بن محمد البكرجي، ت: د.أحمد عفيفي، ص135، المنهل الصافي على فاتح العروض والقوافي، نور الدين السالمي العماني، ص60، الزحاف والعلة، د.أحمد كشك، ص38 .

([5]) الاقناع في العروض وتخريج القوافي، الصاحب بن عباد، ت: الشيخ محمد حسن آل ياسين، العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، ابن رشيق،1 / 141، المعيار في أوزان الأشعار والكافي في علم القوافي، لابن السراج الشنتريني، ت: د.محمد رضوان الداية، ص21 .

([6]) مفتاح العلوم ، السكاكي، ص287 .

([7]) السابق ، ص288 .

([8]) شرح تحفة الخليل في العروض والقافية، عبد الحميد الراضي، ص59 .

([9]) كتاب في علم العروض، أبي الحسن العروضي، ت: د.جعفر ماجد، ص97-122.

([10]) السابق، ص122 .

([11]) السابق، ص180 .

([12]) البارع لابن القطاع، ت: د.أحمد عبد الدايم، ص98 .

([13]) البيت لعبيد بن الأبرص في شرح الكافية الشافية في علمي العروض والقافية، لأبي العرفان محمد بن علي الصبان، ت: د.فتوح خليل، ص98 ، هامش رقم (1) ، ورواية الديوان ، ص115 : (دَرُّ دَرُّ الشّباب ..) (والراتكات تحت الرِّجال) ، ولا شاهد فيه على الخزم ، والجزء الأول منه : (دَرْرُ دَرْرُشْ) ، ووزنه (فاعلاتن).

ونُسب إلى حسان بن ثابت في البارع ، ص99 ، فن العروض، قضايا وبحوث، د.أحمد عبد الدايم، ص30 .

([14]) ورد تقطيعه في البارع ، ص99 كالتالي :

ولعلّ خطأ وقع في تقطيع الشطر الأول من البيت ؛ لأنّ قوله : (شبابوش) وزنه : (مفاعلن).

([15]) الزحاف والعلة ، ص38 .

([16]) قال المعرّي عن الخزم : " والضرب الآخر حدث مع الضرورة ، وهو على أنواع : منه ما زيد للحاجة إليه ، فعُرِف مكان زيادته وثقل على الناهض بشؤونه ، فمثله مثل ألف الاستفهام وواو العطف وفائه وغيرها من الحروف الفاردة تزاد على الأبيات التامة وهي غنية عنها ؛ ليعلم أنها استفهام أو معطوفة على ما قبلها من الأبيات " . انظر : الصاهل والشاحج، لأبي العلاء المعري، ت: د.عائشة عبد الرحمن، ص475 .

وفي المعيار ، ص21 : " وهو يجوز في أنواع الشعر إذا احتيج إليه " .

وفي الإرشاد : " ولذا قال شيخ الإسلام : وبالجملة فالخزم علّة مفارقة لا يعتدّ بها في التقطيع ، يستعمله الشاعر رخصة للضرورة " . الإرشاد الشافي ، ص51 .

" وذا لا يعني نفي حدوث الخزم ، فقد يجري في الشعر شيء منه في بيت أو أبيات داخل القصيدة الواحدة لضرورة موجبة " . انظر : ظاهرة التداخل في البحور العروضية، رسالة مقدمة لنيل درجة الماجسيتر للطالبة: مضاوي صالح الحميدة، ص121 .

([17]) كتاب في علم العروض ، للعروضي ، ص180 .

([18]) البيت من المتقارب ، ورد بلا تقطيع في (تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب، الشيخ محمد أبي شنب، ص24) ، وتقطيعه كالتالي :

فقوله : (ألا أب) خزم وقع في أول الجزء بزيادة خمسة أحرف ، ويلحظ وقوع الحرفين الأخيرين (أب) جزءاً من كلمة (أبلغن) ؛ إذ لا يمكن فصلهما عنها ، لذا وقع الخزم هنا ضرورة .

([19]) البيت بلا نسبة ولا تقطيع في الغامزة ، ص104 ، المنهل الصافي ، ص61 ، وفي شرح شفاء العلل هو من المنسرح ، ص135، هامش رقم (3) ، وتقطيعه كالتالي :

([20]) الغامزة ، ص104 ، المنهل الصافي ، ص61 .

([21]) الغامزة ، ص104 .

([22]) سيأتي تفصيل الخزم الواقع في عجز البيت في (موقع الخزم) .

([23]) قضايا وبحوث في النحو والصرف والعروض، أ.د أحمد عبد الدايم، ص169 .

([24]) نهاية الراغب في شرح عروض ابن الحاجب، للأسنوي، ت: شعبان صلاح ، ص102 .

([25]) (خرم) الصحاح 5/1910 ، لسان العرب 2/247 .

([26]) (خرم) العين 4/259 ، الصحاح 5/1910 ، لسان العرب 2/247 ، القاموس المحيط 4/105 .

([27]) (خرم) العين 4/259 ، لسان العرب 2/247 ، معجم مصطلحات العروض والقافية، د.محمد الشوابكة، د.أنور أبو سويلم .

([28]) صياغة التعريف من الباحثة .

([29]) العمدة 2/305 .

([30]) نهاية الراغب ، ص117 .

([31]) (خرم) لسان العرب 2/247 .

([32]) الغامزة ، ص78 ، الزحاف والعلة ، ص17 .

([33]) المرشد إلى فهم أشعار العرب، د.عبد الله الطيب، 3/52 ، الزحاف والعلة ، ص17 .

([34]) ذكرت ذلك كتب العروض ، منها : الغامزة ، ص77-105 ، البارع ، ص71 ، المعيار ، ص24 ، هامش رقم (2) ، شرح شفاء العلل ، ص91 ، الزحاف والعلة ، ص20 ، علم العروض، داراسة لأوزان الشعر، تحليل واستدراك، د. حسني عبد الجليل ، ص35 ، العروض والقافية بين الأصالة والتجديد، د.محمد حسين حماد، ص17 .

([35]) شرح شفاء العلل ، ص125 .

([36]) الغامزة ، ص97 ، الزحاف والعلة ، ص34 ، العروض والقافية بين الأصالة والتجديد ، ص17 .

([37]) شرح شفاء العلل ، ص125 .

([38]) عروض الورقة، للجوهري، ت: د.صالح جمال بدوي، ص25 .

([39]) السابق، ص44 ، 56 .

([40]) العمدة 1/138 .

([41]) عروض الورقة ، ص44 ، 56 .

([42]) عروض الورقة ، ص56 .

([43]) العقد الفريد، لابن عبد ربه، ت: د.محمد الزين وآخرون، 5/428 .

([44]) القسطاس في علم العروض، للزمخشري، ت: فخر الدين قباوة، ص63 .

([45]) الغامزة ، ص105 ، الزحاف والعلة ، ص53 .

([46]) الإرشاد الشافي ، ص51 ، شرح الكافية الشافية ، ص98 ، البسط الشافي، جبران ميخائيل، ص33 .

([47]) الإرشاد الشافي ، ص51 ، شرح الكافية الشافية ، ص98 .

([48]) شرح شفاء العلل ، ص125 ، الزحاف والعلة ، ص39 .

([49]) علم العروض ، د. حسني عبد الجليل ، ص35 .

([50]) العمدة 1/141 .

([51]) نقلاً عن الغامزة ، ص103 .

([52]) نفسه .

([53]) نفسه .

([54]) الإرشاد الشافي ، ص51 .

([55]) شرح شفاء العلل ، ص51 ، ص135 .

([56]) السابق، ص52 .

([57]) السابق، ص51 .

([58]) شرح شفاء العلل ، ص51 .

([59]) الزحاف والعلة ، ص364 .

([60]) نفسه .

([61]) السابق ص 366.

([62]) نفسه .

([63]) منهاج البلغاء وسراج الأدباء، لأبي الحسن حازم القرطاجني، ت: محمد الحبيب ابن الخوجة ، ص263 .

([64]) نفسه .

([65]) شرح شفاء العلل ، ص125 ، الزحاف والعلة ، ص39 .

([66]) العقد 5/458 .

([67]) العمدة 1/141 .

([68]) نهاية الراغب ، ص188 .

([69]) البارع ، ص96 .

([70]) قضايا وبحوث ، ص239 .

([71]) شرح شفاء العلل ، ص91 ، الزحاف والعلة ، ص52 .

([72]) تفصيل القول فيما سيأتي من أنواع الزحاف المفرد منها والمزدوج ، ذكرته كتب العروض الآتية : العقد 5/426، البارع، ص75، المعيار ، ص24 ، هامش رقم (2) ، و ص25-26-27-33-34 ، شرح شفاء العلل ، ص95 وما بعدها ، الزحاف والعلة ، ص21 وما بعدها ، العروض والقافية بين الأصالة والتجديد ، ص21 وما بعدها .

([73]) العقد 5/426 .

([74]) كتار العروض، للأخفش، ت: د.أحمد عبد الدايم، ص139 ، 140 .

([75]) السابق، ص141 .

([76]) السابق، ص142 .

([77]) السابق، ص144 .

([78]) عروض الأخفش ، ص147 .

([79]) السابق، ص149 .

([80]) السابق، ص151 .

([81]) السابق، ص154 .

([82]) عروض الأخفش ، ص156 .

([83]) عروض الأخفش، ص158 .

([84]) السابق، ص162 .

([85]) السابق، ص163 .

([86]) السابق، ص164 .

([87]) عروض الورقة ، ص28 .

([88]) عروض الأخفش ، ص97 .

([89]) شرح تحفة الخليل ، ص18 .

([90]) مختصر من كتاب العروض للأخفش ، ص97-98 .

([91]) إنباه الرواة على أنباه النحاة، للقفطي، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم، 1/342 .

([92]) ورد البيتان بلا تقطيع في شرح تحفة الخليل ، ص18 ، وعروض الأخفش ، ص98 ، إنباه الرواة على أنباه النحاة 1/342 .

([93]) وردت الأبيات الثلاثة بلا تقطيع في شرح تحفة الخليل ، ص18 ، عروض الأخفش ، ص98 ، إنباه الرواة على أنباه النحاة 1/342 .

([94]) إنباه الرواة على أنباه النحاة 1/342 .

([95]) العروض ، للأخفش ، ص100 .

([96]) العروض ، لأبي الحسن العروضي ، ص263 .

([97]) نفسه .

([98]) نفسه .

([99]) انظر : العروض والقافية ، دراسة في التأسيس والاستدراك محمد العلمي (مستدرك الأخفش في العروض) ، ص195 .

([100]) سيأتي بيان شكل هذه المستقيمات لاحقاً .

([101]) البسط الشافي ، ص15 .

([102]) انظر العروض ، للعروضي ، ص246 ، عروض ابن جني ، ت : د. أحمد فوزي الهيب ، ص83 ، الكافي في العروض والقوافي، للتبريزي، ت: الحساني حسن عبد الله، ص50 ، الوافي في علم العروض و القوافي، للتبريزي، ت: فخر الدين قباوة، ص65 ، مفتاح العلوم، ص284 ، نهاية الراغب ، ص179 ، الغامزة ، ص50 ، شرح الكافية ، للصبان ، ص132 ، وغيرها من كتب العروض .

([103]) فك الدائرة : أن تبتدئ من أوّل كلّ وتد وسبب وتمرّ إلى الآخر ، فإن اتفق فوات شيء من أوّل الدائرة فتداركه آخراً بأن تضيفه إلى ما فككته حتى تصل الى المحلّ الأوّل الذي ابتدأت منه . (الغامزة ، ص50) ، راجع كتب العروض (فكّ الدّائرة) .

ولابن القطاع طريقة أخرى في فكّ الدوائر ، وسيأتي تفصيل ذلك في فصل البحور المستعملة والمهملة .

([104]) انظر : العقد 5/439 وما بعدها ، نهاية الراغب ، ص180 ، الغامزة ، ص49 ، شرح الكافية ، ص131 ، وغيرها من كتب العروض .

([105]) نقلاً عن الزحاف والعلة مع بعض الإضافات ، ص142 .

([106]) البسط الشافي ، ص17 .

([107]) الزحاف والعلّة ، ص143 .

([108]) ذكرت ذلك كتب العروض . انظر : العروض ، للعروضي ، ص250 ، عروض ابن جني ، ت : أحمد فوزي الهيب ، ص100 ، الكافي ، للتبريزي ، ص72 ، الوافي ، للتبريزي ، ص94 ، المفتاح ، ص284 ، نهاية الراغب ، ص212 ، الغامزة ، ص52 ، شرح الكافية ، ص134 وغيرها .

([109]) انظر : نهاية الراغب ، ص213 ، الغامزة ، ص51 ، شرح الكافية ، ص134 ، وغيرها من كتب العروض .

([110]) دائرة المؤتلف وما بعدها قياس من الباحثة على دائرة المختلف الأولى المنقولة عن الزحاف والعلة .

([111]) سيأتي بيان ذلك في نهاية هذا المبحث. انظر : العروض ، للعروضي ، ص253 ، المفتاح ، ص285 ، نهاية الراغب ، ص254 ، الغامزة ، ص53 ، شرح الكافية ، ص135 ، وغيرها ..

([112]) العروض ، لابن جني ، ت : د. أحمد فوزي الهيب ، ص118 ، القسطاس ، ص52 ، الوافي ، للتبريزي ، ص94 .

([113]) الوافي ، للتبريزي ، ص128 .

([114]) شرح الكافية ، ص135 .

([115]) انظر : نهاية الراغب ، ص255 ، الغامزة ، ص53 ، شرح الكافية ، ص135 ، وغيرها من كتب العروض .

([116]) انظر : العروض ، للعروضي ، ص262 ، المفتاح ، ص285 ، نهاية الراغب ، ص320 ، الغامزة ، ص51 ، شرح الكافية ، ص138 .

([117]) القسطاس ، ص52 .

([118]) العروض ، لابن جني ، ت : د. أحمد فوزي الهيب ، ص149 ، الوافي ، للتبريزي ، ص128 .

([119]) انظر : نهاية الراغب ، ص32 ، الغامزة ، ص57 ، شرح الكافية ، ص135 ، وغيرها من كتب العروض .

([120]) انظر : العروض ، للعروضي ، ص257 ، الكافي ، للتبريزي ، ص138 ، الوافي ، للتبريزي ، ص176 ، نهاية الراغب ، ص338 ، الغامزة ، ص61 ، شرح الكافية ، ص135 ، وغيرها من كتب العروض ..

([121]) المفتاح ، ص285 .

([122]) أفرد الخليل دائرة المتفق ببحر المتقارب ، ولم يصنف المتدارك ضمنها ، وسيأتي بيان ذلك في : المبحث الآتي .

([123]) انظر : نهاية الراغب ، ص339 ، الغامزة ، ص61 ، شرح الكافية ، ص135 ، وغيرها من كتب العروض .

([124]) انظر الصفحات : ص22 ص23 ص24 .

([125]) العروض ، للعروضي ، ص93 .

([126]) العروض ، لابن جني ، ت : د. أحمد فوزي الهيب ، ص149 .

([127]) البارع ، ص200 ، المعيار ، ص12 ، المفتاح ، ص306 ، نهاية الراغب ، ص321 ، شرح الكافية الشافية ، ص139 .

([128]) عروض الورقة ، ص27 .

([129]) نفسه .

([130]) نفسه .

([131]) المعيار ، ص13 .

([132]) المعيار ، ص16 .

([133]) نقلاً عن الغامزة ، ص63 .

([134]) المفتاح ، ص306 .

([135]) الغامزة ، ص63 ، شرح الكافية الشافية ، ص139 .

([136]) المفتاح ، ص306 .

([137]) الغامزة ، ص63 ، شرح الكافية الشافية ، ص139 .

([138]) الغامزة ، ص64 ، شرح الكافية الشافية ، ص139 .

([139]) الغامزة ، ص64 ، شرح الكافية الشافية ، ص139 .

([140]) الإرشاد الشافي ، ص58 .

([141]) شرح الكافية الشافية ، ص140 .

([142]) منهاج البلغاء ، ص232 ، راجع مستدرك القرطاجني فى العروض والكافية ، لمحمد العلمي ، ص259 .

([143]) المنهاج ، ص230 ، العروض والقافية، محمد العلمي ، ص259 .

([144]) المنهاج ، ص231 .

([145]) العروض رقمياً، خشان محمد خشان، ص9 .

([146]) نظريّة الأرقام العددية في تسهيل فهم الدوائر الخليلية، نظرية أعدها: د.أحمد عبد الدايم، ص3 .

([147]) انظر : ص22 ص23 ص24 .

([148]) عروض الأخفش ، ص98 ، البارع ، ص206 .

([149]) أخرج ابن القطّاع مهملاتٍ غير الّتي تحدث عنها الخليل ، سيأتي ذكرها لاحقاً في هذا الفصل .

([150]) العقد 5/440 .

([151]) السابق 5/439 .

([152]) نفسه .

([153]) العقد 5/441 .

([154]) نقلاً عن الوافي ، ص10 .

([155]) نقلاً عن الوافي، للتبريزي، ص13 .

([156]) نقلاً عن الوافي، للتريزي ، ص14 .

([157]) نقلاً عن الوافي، للتبريزي ، ص16 .

([158]) نقلاً عن الوافي، للتبريزي ، ص18 .

([159]) سيأتي تفصيل هذه المهملات وبيانها بالرّسم التّوضيحي بعد الحديث عن المستعملات من البحور .

([160]) يسمى الوسيط . انظر : البارع ، ص118 ، المعيار ، ص55 ، شرح الكافية ، ص129 ، شرح التّحفة ، ص24 .

([161]) البيت بلا نسبة في المعيار ، ص55 ، وقطّعه المحقّق كالتّالي :

أُديـر الصـد / غ مِـنْــهُ / عَـلى مِسْـك / وعَنْبــرْ

مفاعيـلن فعـولن مفاعيـلن فعـولن

لَـقَدْ هَـاجَ اشْ / تِيـــاقِي / عَلِيـل الطـر / فِ أَحْـوَرْ

مفاعيـلن فعـولن مفاعيـلن فعـولن

وبلا تقطيع في الغامزة ، ص48 ، الإرشاد ، ص57 ، شرح التحفة ، ص23 ، الزّحاف والعلّة ، ص75 ، وبالتّقطيع السّابق في هامش (شرح الكافية) نقلاً عن الدرّ النّضيد ، ص132 .

([162]) ورد البيت مقطّعاً بلا نسبة في البارع ، ص118 ، وبلا تقطيع في المعيار ، ص55 .

([163]) البيت بلا نسبة ، أو تقطيع في الغامزة ، ص48 ، وشرح التحفة ، ص24 .