الخليل والأرقام

الخليل بن أحمد والعروض الرقمي

هذه ورقة كنت قد أرسلتها للدكتور محمد الحواري ليتم نشرها في مجلة جالت الأميركية لتبيان العلاقة بين أسلوبي العروض التفعيلي والرقمي واقتفاء آثار تفكير الخليل وتقصي احتمالات وعيه على الأرقام، وآثار هذا النهج في النظر إلى العروض وآفاقه. ثم ارتأى أن أقدم العروض الرقمي في مجلتهم على حلقات. أنشر هذه الورقة على حالها قبل النهائي مع بعض التصرف لتقليل التكرار بالنسبه لقارئ الموقع، وفيها أستفسارات من الدكتور وردّي عليها.

لكل فكرة مضمون وأسلوب. ولا يشذ العروض عن هذا. وأعتقد أن الخليل في كل تفكيره كان علميا ومتفاعلا مع الأرقام واعيا على التوافيق والتباديل. وإن وضوح دور الأرقام في معجمه "كتاب العين" مثلاً لا يمكن إغفاله. وهو دليل واضح للغاية على إفادته من الأرقام في حصر الجذور.

فعن حمزة الأصبهاني (6-ص101،102): "ذكر أن مبلغ عدد أبنية كلام العرب المستعمل والمهمل على مراتبها الأربع من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي من غير تكرير اثنا عشر ألف ألف وثلثمائة ألف وخمسة عشر ألف واربعمائة واثني عشر"=[412 ,315 ,12] ولم يذكر عدد الأبنية المحتملة للثلاثي فأضفتها. (عدد أحرف العربية=28)

والجدول التالي يبين كيف تم التوصل لهذا الرقم. بل ويبين أنه تم تقديم الاعتبار الحسابي على اعتبار الواقع. وربما وقع شيء من ذلك في العروض كما سنرى.

والآن ننتقل إلى موضوعنا عن العروض وسأتناول فيه ما يلي:

1 – تقديم العروض الرقمي

2 – نشأة العروض على يدي الخليل وملامح الأرقام في هذه النشأة ونبذة تاريخية عن العروض الرقمي.

3- النظام العروضي التفاعيل البحور الدوائر (الموائمة بين الرواية والتنظير الرقمي)

4- التفاعيل والأرقام- الصفات والذات – نتائج طبيعة كل من النظامين

5-

أولا – تقديم العروض الرقمي :

قبل الدخول في الموضوع يحسن أن نوالف أنفسنا مع قاموس العروض الرقمي المكون من الرقمين2و3

المقاطع كما الكلمات في اللغة العربية لا تبدأ بساكن. وبالتالي فالساكن لا يكون إلا نهاية لمقطع . بل كل ساكن نهاية لمقطع. فكأن السكون نواة ذات مدارين قبلها يحل كلا منهما متحرك. ويستوي هنا السكون وحرف العلة غير المتحرك

المتحرك = م = 1 مثال : لَ كُ رِ

الساكن = س = ه مثل مْ ا و ي

2 = م + س = 1 ه مثل: لَـمْ كَـا لِـي

3 = م + م + س = 1 1 ه مثل: عَلَـمْ - وَكَـا - جَلِـي

وخير طريقة للإحساس بذلك تأمل التجويد في القرآن الكريم. وهو الذي ينقل لنا بدقة متناهية لا تتوفر لأي لغة الطريقة التي كانت تنطق بها اللغة العربية عند نزول القرآن. ولنأخذ البسملة مثالا:

بسـم الله الرحمن الرحيم

ولنكتبها كما نلفظها في حالة التجويد

بــســـم الْـلــا ــه الـرْرَحــمـا ـن الــرْرحــيــم

بسْ .........ملْ.....لـا.....هرْ...رَحْ....ما.......نِرْ....رحي........مْ

2...........2.......2.......2.....2....2.......2....3...........ه

وتبدو السواكن استراحات طبيعية لعضلات النطق تتوقف عند كل منها لفترة قصيرة ممثلةً للحدود بين هذه المقاطع

وهنا تمثيل لتقطيع أبيات من الشعر . ويقول شاعر:

وقد طوّفت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب

ثانياً – نشأة العروض على يدي الخليل وملامح الأرقام في هذه النشأة

يروى أن الخليل بن أحمد استوحى علم العروض من سماعه شيخا يعلم صبيا ويقول له :

نعم لا / نعم لا لا / نعم لا / نعم لا لا نعم لا / نعم لا لا /نعم لا / نعم لا لا

وتصبح نعـم لـا =11ه+1ه = 3 2 = فعولن

وتصبح نعم لـا لـا =11ه + 1ه + 1ه = 3 2 2 = مفاعيلن .

ويصبح وزن البيت السابق:

فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ

لاحظ هنا كيف أن (نعم لا) تحوي وحدة من (لا =2 ) وأن الفرق بينها وبين (نعم لالا = 3 2 2) أن الثانية تحوي منها وحدتين.

و إني أرى أن أصل العروض العربي لم يكن إلا رقميا على كافة مستوياته :

· الساكن والمتحرك

· السبب من ساكن ومتحرك والوتد من متحركين وساكن

· التفاعيل بأسمائها الخماسية عن فاعلن =32 وفعولن = 23 والسباعية مثل مستفعلن =322

هذه المستويات التأسيسية للعروض كلها واضحة للعيان سواء كان المتأمل الخليل منشئها بعقله الكبير أم سواه فهي بحكم وصفها رقمية محضة وأما مستويات النظام العروضي الأخرى التي تم تركيبها من هذه العناصر الرقمية الأولية فقد أصبحت رؤية بُعدها بل طبيعتها الرقمية أقل وضوحا وتتطلب إعمالا للنظر كثيرا أو قليلا لتبينها وهو ما سأعرض له فيما بعد.

ويبدو أن الهنود هم أول من استعمل العروض الرقمي قبل آلاف السنين ومن المحتمل أن العرب عرفوا ذلك (انظر كتاب "تحقيق ما للهند من مقولة معقولة في القلب أو مرذولة" لأبي الريحان البيروني).

ثالثاً- النظام العروضي التفاعيل البحور الدوائر:

هنا سأورد النظام العروضي على مستوياته الثلاث دون تعليق لبيان صلاحية الأرقام في استمرار التعبير عن كافة مستويات العروض انسجاما مع الأصل الرقمي. وأذكر التفاعيل في صورتها الرقمية وأسبق ذلك ببعض الرموز بما فيها تلك التي سبق ذكرها. تاركا التعليق على التفاعيل ودورها في للقسم الرابع.

وهنا أنبه إلى أن الخبب في اللغة العربية لم يأخذ أهميته بل ألحق بالمتدارك

والخبب إيقاع مستقل بذاته ليس فيه فيه أوتاد فهو من أسباب خفيفة وثقيلة يحل أحدهما محل الآخر دون اضطراب الوزن.

السبب الخفيف = 1 + ه = 2

السبب الثقيل = 1 + 1 = (2) نضعها بين قوسين لنميزها عن السبب الخفيف

فإذا اجتمع سببان وأردنا التعبير عنهما في وحدة من 4 أحرف نلجأ للرموز التالية لتمييز كل حالة

ثقيل فخفيف=211=(2)2=((4)=فَعِلُنْ لاحظ وضعنا القوسين رمزا للمتحركين في أول الرقم4

خفيف فثقيل=112=2(2)=(4))=فاعلُ لاحظ وضعنا القوسين رمزا للمتحركين في آخر الرقم4

وهكذا يفهم معنى 22=4، و (2)(2) = ((4))

على أن هناك طريقة أخرى لتمييز

متَفاعلن =3211 =331 =4 3=((4)3 عن متْفاعلن =مسْتفعلن=34

وذلك بهذا الخط الذي تحت الرقم 4

22 = 4 ..............31 =4 في الكامل والوافر فقط

ونقول إنه حيث يرد السياق 331 غير متبوع بالرقم 3 فإن 31 عباره عن 11 2 حيث

11=(2) =2 تك2 وهذا التكافؤ يشير إلى علاقة ما بالخبب لهذا السبب الذي في دائرة المؤتلف التي تضم الكامل والوافر

متفاعلن متفاعلن في الكامل 1 3 3 1 3 3 = 4 3 4 3 = ((4)3 ((4)3

وفي الوافر مفاعلتن مفاعلَتن فعولن= 3 1 3 3 1 3 3 2 =234343=3((4)3((4)23

وإن شئت المزيد فعليك بالرابط:

وهنا تلخيص لبعض ما تقدم.

وهذه أوزان البحور بصيغة التفاعيل والأرقام مرة بمراعاة حدود التفعيل وأخرى بدون تلك الحدود

والألوان في هذا الجدول تعبير عن مصطلحات الخليل ويمكن النظر إليه بدونها

الأزرق = السبب = 2 ، (2)، الأحمر = الوتد المجموع 3 والوتد المفروق 12 (لم آخذه بالاعتبار في تطبيقات العروض الرقمي - السماعي)، وإن ناقشته في الفقرات التالية والرمادي يمثل المحذوف وجوبا من أصل البحر ( وقيمة كل من اللونين الأخضر والرمادي نظرية هنا الهدف منها التعبير المباشر عن جزئيات عروض التفاعيل بالأرقام)

لماذا ليس كل 4 تحتها خط؟

إن زاد عدد الأسباب السابقة للوتد عن اثنين غلبت طبيعة الإيقاع الخببي. وللعروض الرقمي تعابير ثلاثة في هذا المجال ويبدو أثرها في دائرة المشتبه وخاصة في الخفيف:

1 – بديل لقول الخليل بالوتد المفروق ويقول بغلبة الخببية على الوتد المجموع (علن – في مستفعلن) حتى ليحذف ساكنه ليتأكد بذلك الإيقاع الخببي.

2 3 ( 2 2 2 11 2 ) 3 2 = فا علا (تن مسْ تفْ علُ فا) علاتن

لاحظ تتاربع خمسة أسباب أربعة خفيفة =2 وواحد ثقيل =11=(2)

2- قول الدكتور أحمد مستجير إن (علن – في مستفعلن) وتد مجموع ويجوز بالتالي أن تأتي مستعلن في الخفيف ليصبح وزنه

2 3 (2 2 11 2 2 )3 2 = فا علا (تن مس تَعِ لنْ فا ) علا تن

وهنا أيضا تتالى خمسة أسباب أحدها ثقيل. ويظهر الخلاف بينهما غير ذي شأن في ظل الرؤية الخببية إذ يجوز فيها أن يتحالّ السببان الثقيل والخفيف. ولولا أن أطيل جدا لمثلت نظما لذلك.

وأشير هنا إلى وزنين أترك لك وللقارئ تدبرهما على ضوء ما تقدم

2 3 11 – 2 2 3 – 2 3 2 = فاعلاتك مستفعلن فاعلاتن

= 2 3 1 3 2 3 2 3 2 وهنا يبدو الوزن من المتدارك المرفل( + 2 )

وعليه صدر بيت البحتري لو نطقنا (نفسيَ ) بفتحة على الياء

صنتت نفسيَ عما يدنس نفسي .........وترفعت عن جدا كل جبسِ

2 3 2 – 11 2 3 – 2 3 2 = فاعلاتن متفاعلن فاعلاتن

وعليه عجز بيت البحتري لو حرفناه ليصبح:

صنت نفسي عما يدنس نفسي ....إذ تناءيتُ مفارقاً كلّ جبسِ

وفي الفقرة التالية ما يلقي ضوءا على هذين البيتين بعد تعديلهما أو السطرين باعتبارهما من الموزون لا من الشعر.

3- أقول إن الزحافين المذكورين مستفعلُ =22 11=4 11 ومستعلن = 2112=314 سواء فهما في طبيعتهما ثقيلان لأنهما يزيدان الجرعة الخببية المستقرة في الخفيف استثناءً لكافة البحور ويرفعانها من ثلاثة أسباب (خلافا للتراقب) الذي يسري على المقتضب والمضارع والمنسرح من بحور دائرة المشتبه. أقول يزيد هذه الجرعة من ثلاثة أسباب هي ما بين القوسين

2 3 (2 2 2 ) 3 2 3 2 = فاعلا (تن مسْ تفْ ) علن فاعلاتن إى خمسة كما تقدم معنا وكلاهما ثقيل وكلما انزاح الوتد الخببي إلى اليسار اليمين مبتعدا عن الوتد (علن في مستفعلن) قل تأثير الوتد عليه فصارت خببيته أقل ثقلا. وهذا أخي محمد ما جعلك تقول إنك تجد البيت الثاني أخف من الأول في البيتين التاليين

وتماسكت حين زعزعني الدهـ...ـر التماسا تدمير كيان نفسي

حيث العجز =2 3 2 – 2 2 11 – 2 3 2 = فاعلاتن مستفعلُ فاعلات

وترتيب السبب الثقيل بعدا عن الوتد الذي يليه (علا من فاعلاتن) هو الثاني

وتماسكت حين زعزني الدهـ...ـر التماسا ضربَ تهاويمِ نفسي

حيث العجز=2 3 2 – 2 11 2 – 2 3 2 = فاعلاتن مستعلن فاعلاتن

وترتيب السبب الثقيل بعدا عن الوتد الذي يليه (علا من فاعلاتن) هو الثالث

والوتد – ويرحم الله الخليل في روعة التسمية – هو المثبت للإيقاع البحري بإلزام ما يسبقه من أسباب بالطبيعة البحرية المتمثلة بعدم تحريك ساكنه. فكلما ابتعد عنه قلت سيطرته عليه.

وقولك بأن الثاني أسلس انتصار لهذه الرؤية الكلية التي يقدمها ا لعروض الرقمي وكان يكفيني منك بحسك الشعري والموسيقي أن تقول إنهما على نفس الدرجة من الثقل لأعد ذلك انتصارا.

أرايت أخي سبب تركيزي على الخبب وتركيزي على النظرة الكلية التي لا تقف حدود التفعيلة حاجزا دونها.

وما المراقبة أو التراقب إلا تعبير الخليل للتخلص من الرقم 6 الممثل لثلاثة أسباب في المضارع والمقتضب والمنسرح وتجاوز لحدود التفعيلة في تطبيقه. وليت من تبعوه توسعوا في هذا.

أما دوائر البحور فقد جمعتها في شكل واحد أسميته ساعة البحور وأنا في هذا ناقل وممثل للمقاطع كما أوردها ابن عبد ربه (1-ص246-ج6)[1] إلى حد كبير مع اختلاف الرمز

فالسبب الخفيف إذ يُعدّ......محرَّكٌ وساكن لا يعدو

والسبب الثقيل في التبيينِ.....حركتان غير ذي تنوينِ

والوتد المجموغ فافهمنْ....حركتان قبل حرف قد سكنْ

والوتد المفروق من هذينِ......مسكّنٌ بين محرّكينِ

وإليك مقارنة بين رموزه عن الدوائر والرموز التي استعملتها في ساعة البحور

أنظر موضوع ساعة البحور وشكلها

ساعة البحور هذه تلخص تقريبا كل علم العروض

وأعتقد أن الخليل إما أن يكون انطلق منها (من الدوائر فما أعلم أنها جمعت معا على هذا النسق من قبل) إلى البحور أو من تعامل مشترك بينها وبين البحور فكان كل يؤثر في الثاني ويتأثر به. وأنا أرجح أن يكون الانطلاق منها باتجاه البحور بدليل اعتماد الخليل صيغا نظرية للبحور مشتقة من الدوائر ولكن بينها وبين الواقع تباين

ففي حين يعتبر وزن البسيط = مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن = 4 3 2 3 4 3 2 3 حسب الدائرة في حين نرى أن وزنه في الواقع

= مستفعلن فاعلن مستفعلن (فعْلن أو فعِلن) 4 3 2 3 4 3 4 أو ((4) وحيث توجد أقواس نعرف أن ثمة عنصرا خببيا كالذي في الكامل أي أن 2 2 في آخر البيسط هي 22 مكونة من سببين الأول منهما يمكن أن يتحول إلى سبب ثقيل ليصبحا 211 (الأزرق سبب أصيل).

والآن سأنطلق إلى شرح أهمية دائرة البحور مستعملا الأرقام

قد تبدو دوائر البحور ومن ثمّ ساعة البحور للبعض نوعا من ترف الرياضة العقلية التي لا علاقة لها بالواقع العروضي. كما يقول الأستاذ محمود مصطفى (2-ص161):"ليس في حديث هذه الدوائر شيء جديد في علم العروض، ولا هي تشمل على قاعدة أو رأي في العلم لم يمر بك،…..ومهما يكن من أنر هذه الدوائر فإنها طرفة من طرف العروض ودليل على قوة ملكة الوضع والتأليف التي امتاز بها هذا الإمام الجليل [الخليل]

بينما يقول د. أحمد كشك (3-ص69):"….وهذا يعطينا الإحساس بأن الدائرة أصل تام تحاول أن تحوي إمكانات الفطرة العربية الموسيقية التي ألهمها الله للشعراء."

وحري بساعة البحور التي تجمع الدوائر كافة أن تمثل الفطرة العربية؛ وفي الصفحات التالية محاولة لشرح الأهمية التطبيقية للساعة وتمثيلها للفطرة العربية بشكل يفوق مجرد الجمع الكمي لما تحويه كل دائرة على حدة.

جاء في (نظرية للعروض العربي) للأستاذ سليمان أبو ستة

" وفيما يلي قائمة بالمجموعات الوزنية الأساسية 000وتمثل جميع الأنساق الوزنية الممكنة في الشعر العربي ما هو مستعمل منها وما هو مهمل."-[عبرت أنا عنها هنا بالأرقام]، مع ملاحظات على بعضها تبين أنها مشمولة جميعا في دوائر البحور وبالتالي فإنها ومقولة د.كشك (10-ص69) عن دوائر البحور، وبالتالي ينطبق هذا على ساعة البحور:"….وهذا يعطينا الإحساس بأن الدائرة أصل تام تحاول أن تحوي إمكانات الفطرة العربية الموسيقية التي ألهمها الله للشعراء." تعابير عن ذات المضمون، والتعليق على المجموعة يشملها أو أيا من مدوَّراتها؛ فمثلا القول بأن 43 ترد في كل الدوائر يقصد به 43 أو 34 أو 232]-:

وهي إذا تأملتها عبارة عن تناوب الأرقام الزوجية والفردية التي يمكن التعبير عنها كالتالي حسب ما ورد في (ص ) ويمكننا أن نعتبر أن (ق=ا)كالتالي:

مثلا ق 6 = 1 6 = 1 2 2 2 = 3 4

من استقراء المجموعات 7،8،9 نستنتج ضرورة وجود (مجموعة =مجم)

(مجم 7)=ق4ق6ق2=216141=34323. التي يمكن أن يغني عنها ما نستنتجه من استقراء المجموعات 4،3،2 وهو وجود (مجم قبل 2) = (ق2)=21=3، حيث:

(مجم قبل7=4323+3)=(مجم 5=4323)+(مجم قبل2=3)

الناظر للمجموعات :

9 = ق4ق6ق8

8= ق4ق6ق6

7= ق4ق6ق4

س=ق4ق6ق2=212221221= 3 2 3 4 3

يستنتج وجود المجموعة (س) بين 6 و7 بالوزن المذكور أعلاه

ولا بد من هذه المجموعة لتغطي الحالات الافتراضية التي يبدأ الوزن فيها بوتد وينتهي بوتد.

ولكن إغفال المؤلف لهذا الاحتمال يذكرني بمقولة (5-ص29) تنص على عدم وجود بحر غير مزاحفِ أو معلولِ الضرب يبدأ وزنه وينتهي بوتد، وفي الوافر المجزوء فإن الفاصلة في آخره عبارة (31=211ß22)

يمكن أن ندعو هذا الوزن (34323) مجزوء الطويل المحذوف وعليه النظم:

ألا ليت أنّا نلتـقي على ربوةٍ في المفرقِ

فقد طالَ هجْرٌ لم يزلْ علينا ثقيلَ الـمطرقِ

وهو كما ترى في غاية الثقل. ولعل هذا النظم برهان على صحة إغفال هذا الوزن.

ويقول في خاتمة كتابه (4-ص111):"ولقد كان لقائمة الأنساق التي وضعناها لبيان ما يمكن النظم عليه دور في تصنيف الأوزان تصنيفا جديدا، وهذا التصنيف هو ما يتيح إمكانية التنبؤ بما قد يكشف من أوزان ويجعل لهذه القائمة دورا في علم العروض يشبه الدور الذي للجدول الدوري للعناصر في علم الكيمياء."

ما يسري على الأنساق من هذا يسري على دوائر الخليل.

رابعاً- التفاعيل والأرقام- الصفات والذات – نتائج طبيعة لكل من النظامين

هل كان الخليل واعيا على النظام الرقمي فوضع تفاعيله وصفا لغويا له ؟. أم أن طبيعة تفكير الخليل العلمية؟ قادت دون قصد إلى هذا التوافق ؟ أرجح أن الخليل كان واعيا على النظام الرقمي.

جمّع الخليل أشعار العرب وحاول تصنيفها في مجموعات معينة وأسمى كل مجموعة بحرا. وعندما يجتمع كم من الأشياء فلا بد للتصنيف أن يعتمد تحديد خصائص معينة يصنف على أساس التفاوت والتشابه فيها بين مجموعة وأخرى، وهذا عمل إحصائي. ولم يقتصر عمل الخليل على البحور بل صنّف هذه البحور في مجموعات أكبر أسماها الدوائر. ويقوم تصنيف الدوائر على الأسباب (سبب =2) والأوتاد (وتد =3). وقد انحاز الخليل لهذا التصنيف حين تناقض مع الواقع. كما نرى في البسيط والمنسرح فالبسيط لديه في النظرية

مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن = 4 3 2 3 4 3 2 3

مع أن فاعلن الأخيرة لا تأتي في الصدر إلا فَعِلن=31 وفي العجز لا تأتي إلا فَعِلن=1 3 أو فعْلُنْ=22

وإن إرساء علم العروض على الساكن (ه) والمتحرك (1) (ركنا علم الحاسوب) هو أول إشارة إلى الطبيعة الرقمية في جينات هذا العلم.

يقول ابن عبد ربه (1-ص 234-ج6) :" إعلم أن مدار الشعر وفواصل العروض على ثمانية أجزاء وهي [الأرقام من إضافتي و (2) =11 ]" فاعلن = 2 3، فعولن= 3 2، مفاعيلن = 3 22، مستفعلن= 22 3، مفاعلتن= 3(2)2، متفاعلن= (2)2 3، مفعولاتُ= 222 1

وإنما ألفت من الأسباب والأوتاد"

وهذا التطور من نظرة الساكن والمتحرك كعنصرين أوليين إلى تركيبهما في هذه التباديل التي

لو اعتبرنا أن (2) =11 هي حالة خاصة من 2=1ه واعتبرنا أن كل تفعيلة سباعية هي ناتج اجتماع ثلاثة من الرقم 2 وواحد من الرقم 1 فإننا نحصل على هذه التراكيب

وهذا الجدول تمثيل رقمي لفكرة الدكتور أحمد مستجير.

وهنا سأعرض لبعض آثار التركيز على التفاعيل وكيف أن الأرقام تقدم آفاقا جديدة في تناول العروض بتناولها للوزن كوحدة واحدة مع عدم استبعادها للتفاعيل ولكن بصفتها وسائل لا غايات.

1- مفعولاتُ والرقم 222 في حشو بحور دائرة المشتبه

الجدول السابق يمثل التفكير الذي أدى إلى وجود مفعولاتُ التي يرفض وجودها أبو نصر إسماعيل ابن حماد الجوهري (ت 350هـ/961م) في كتابه عروض الورقة لأسباب هي كما لخّصها صالح جمال بدوي (6-ص39)

1- أنها تنفرد بالحركة في آخرها دون سائر الأجزاء

2- أنها تنتهي بوتد مفروق دون سائر الأجزاء

3- أنها لا تستعمل على هيئتها وإنما مزاحفة دائما، إلا في حشو المنسرح.

4- أن لها زحافا يلزم في غير العروض والضرب

5- أن وتدها على ضغفه يطرأ عليه من الزحاف ما يجعله مجرد أسباب متوالية

6- أن تفعيلتها تتقدم منفردة وتتأخر عنها تفعيلتان متماثلتان (كما في أصل المقتضب)

7- أنها لا تتكرر في بحر.

كانت التفاعيل نهاية الفقرة الثانية التي تجزم بوضوح رقمية العناصر الأولى للعروض. وكانت بداية النظام العروضي في الفقرة الثالثة. هذا النظام العروضي الذي لا تبدو رقميته بذات وضوح مكوناته الأولية. ويتطلب إدراكها درجة من التفكير.

وهذا في رأيي ناجم عن أن التفاعيل هي حلقة الارتباط بين النظامين الأولي والتركيبي. وأنها بقدر ما كانت رقميتها واضحة كعنصر أولي تأسيسي ناتج عن عناصر أكثر أولية (المتحرك والساكن والسبب والوتد) فإن رقميتها أقل وضوحا بصفتها بداية سلم النظام العروضي التركيبي. وبقدر ما أسهمت في خدمة العروض بقدر ما أصبحت عقبة في طريق تطويره. وليست تلك غلطة التفاعيل أو غلطة العروض بل هي غلطة العقل العربي بعدما فقد زمام التفكير الإبداعي الذي كان الخليل نتاجا ومثالا له. فبعد أن كانت التفاعيل أداة وصفية لتتلالي المقاطع وهي في هذا مجرد وسيلة، تحولت مع الاستعمال إلى ذات مستقلة صارت المحافظة عليها والتقيد بخصائصها مساويا في أهميته لأهمية الهدف الذي وجدت لوصفه وهو النظام. وشيئا فشيئا ازداد التركيز عليها أثناء التعامل مع النظام ونتج عن ذلك تعقيدات كثيرة أثقلت علم العروض بحمل ما كان ليتجشم عناءه لولا أن التفاعيل وهي صفات أصبحت تحظى باهتمام لا يقل عن النظام وهو الذات. وكرس ذلك التخلف الذي بدا يتسرب للعقل العربي بعد القرن الرابع الهجري وطال كافة العلوم بما فيها الفقه ما نال العروض. وصار التركيز على الشروح والتلخيص لإنتاج السابقين دون كثير إعمال للفكر.

ومفعولاتُ ما هي إلا حالة من وجود الرقم 222 في دائرة المشتبه مصدرا لكثير من مشاكل العروض .

ولو أننا نقلنا أوزان ذلك البحر التي تحوي الرقم 222 إلى جدول لكانت كالتالي مع ملاحظة أن ابتداء الوزن لكل بحر هو من المربع المظلل والسير يسارا للعودة من حيث بدأ:

إن المربعات المحاطة بإطار سميك هي 222 في سائر البحور وهي تقدم ذات الإشكال والاضطراب من حيث أنها لو بقيت هكذا 222 يكون وزنها ثقيلا. والتعاقب يعني وجوب مزاحفتها على 221=23 أو 212=32 هذا الوصف الرقمي الموجز يصفها بغض النظر عن الاسم الذي يطلق عليها. ولكن انظر كيف تعقد الأمر في اختلاف توصيف ذلك

وإليك إعادة ذلك الجدول ذاته بالتفاعيل مع تلوينها لبيان حدودها:

يتضح لنا (عيلن فا – المضارع)=(مفعولا- المقتضب والمنسرح) =(تن مستف- الخفيف)=222

ولنا أن نقول إن وزن المقتضب بدلالة الخفيف هو = تن مستفعلن فا

وكذلك وزن المنسرح بدلالة الخفيف= تن فاعلاتن مستفعلن فاعلا

وهكذا تختفي إشكالات مفعولاتُ التي ما أظهرها إلا التسمية وكونها أصبحت هدفا في ذاتها.

ثم النظر إلى تغير قيمة كل من المحورين (11 و 10) من 2 إلى 1 كيف تتخذ عدة أسماء

إن هذا العبء من المصطلحات والتقنين جاء نتيجة للتركيز الاهتمام على الوصف (التفعيلة) على حساب النظام وفي حالة مفعولاتُ فقد انصب اهتمام كذلك على وصف التفعيلة أي وصف الوصف. وهنا حالة تبين كيف كان يمكن استعمال أكثر من صيغة تعبيرية عن الأوزان لو أن التفاعيل لم تتعد كونها أدوات.

هنا التمثيل البياني لكل من البحور التالية كما هي على دوائر الخليل

وكما ترى فوزن كل من

البسيط= مستفعلاتن فعل مستفعلاتن فعل

المنسرح = مستفعلاتن مستفعلاتن فعل

المخلع = مستفعلاتن مستفعلاتن

2- الطويل والكامل

أنظر للوزنين

الطويل = فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلن – فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعي

الكامل = متْفاعلن متَفاعلن متفاعلن - متْفاعلن متَفاعلن متفاعلْ

لنأخذ العجز في كلا البيتين ففي إيضاحه ما يشمل الصدر.

في الجدول الأرقام والأحرف الزرقاء أسباب أو من أصل سببي (زوجي) والحمراء أوتاد أو من أصل وتدي (فردي). وذلك حسب تفاعيل الخليل.

في الكامل : آخر ثلاثة مقاطع 1 3 2 = متَفاعلْ أو متفاعلن (تفعيلة واحدة مقطوعة). وآخر ثلاثة مقاطع في الطويل 1 3 2 = فعو(لُ مفاعيـ)ـلُن (الرمادي محذوف) وهي تمتد في الطويل بين تفعيلتي (فعولُ) ومفاعي.

واضح مدى التشابه بل التطابق بين الوزنين. في آخر 1 3 2 في الإطار. وهذا الوزن رقميا هو ذات الوزن ولكن يختلف التعبير عنه بلغة التفاعيل.

في الطويل لا يمكن أن تكون هذه 2 3 2 وهي لا تأتي كذلك في الطويل. ولكن تفاعيل الطويل أتاحت التعبير المباشر عنه بقطع تفعيلة متفاعلن. فكيف تمّ التعبير عنها بدلالة تعابير الطويل؟

قالوا:

1- آخر تفعيلة حسب تفاعيل الطويل هي مفاعيلن =3 22 وعندما تأتي 3 2 تكون محذوفة . والتعبير هنا مواز لقولهم 1 33 تتحول إلى 1 23 بالقطع في الكامل

2- وأضافوا التفعيلة التي قبل مفاعي (مفاعيلن المحذوفة) تأتي 3 1 = فعولُ. وهو ما أسموه قبض فعولن

3- أسموا هذا الاعتماد

وكما ترى لم يكن اختلاف الوصف لاختلاف واقع الحالة بل لاختلاف مرجعية التفاعيل في كلتا الحالتين.

اقتضى الوصف اللفظي ما يلي

1 – ترسيم حدود بين التفاعيل

2 – تسمية هذه التفاعيل : متَفاعلُنْ ومتفاعلْ في الكامل وفعولن وفعولُ ومفاعيلن ومفاعي في الطويل

3- إيجاد مصطلحات لوصف التغير في حال التفاعيل: القطع في الكامل والقبض في فعولن والحذف في مفاعيلن في الطويل

4- ولما كانت التفاعيل لا تحول دون ترابط أجزاء النظام اقتضى تبرير اتصال أجزاء النظام عبرها إيجاد تأشيرات مصطلحية لخرقها كالاعتماد في حالة الطويل

5- يضاف لذلك اسما البحرين الطويل والكامل.

هنا 12 مصطلحا لوصف هذه الحالة.فإذا تقصينا مصطلحات العروض لوصف مثيلات لهذه الحالة نجد أنفسنا في بحر من المصطلحات العروضية التي أثقلت هذا العلم وحولت جلّ جهد الدارس منصبا على معرفة وتذكر أوصاف التفاعيل أو (أوصاف الأوصاف) وهو ثمن كبير لحفظ فاعلية التفاعيل في وصف ذات الوزن الذي تمثله الأرقام بل الذي ربما يكون هو الأرقام ذاتها.

ولولا المبالغة في حفظ مكانة التفاعيل لكان يمكننا مثلا لو اضطررنا لوصف هذه الحالة كلاميا أن نعتبرها وزن الطويل هنا : ( ومتْفاعلن متْفاعلن متفاعلْ ) بإضافة الواو على أول تفعيلة. وأعرف ما لهذا الوصف من تبعات مثل احتمال مجيء وزن للطويل على : (ومتْفاعلن متْفاعِلُن متَفاعلْ) وإمكان تحول الضرب متَفاعلْ=231إلى مُتْفاعلْ =222

كإمكان أن يتحول بيت الشعر :

أحبّ سلا من أجل أنّك من سلا ..........فكلّ سلاويٍّ إليّ حبيبُ

3 1 – 3 4 – 3 1 – 3 3 ............3 1 – 3 4 – 3 1 – 3 2

إلى النص

بلادي سلا ولأجلِ أنّك من سلا ..........فكلّ الذي منها أتانا طيبُ

وهو بدلالة الكامل

= 3 2 3 – 1 3 3 – 1 3 3 ..........3 2 3 – 2 2 3 – 2 2 2

ومتْفاعلن متَفاعلن متَفاعلن..........ومتْفاعلن متْفاعلن –متْفاعلْ

وهو بدلالة الطويل

= 3 2 – 3 1 3 – 3 1 – 3 3 ........3 2 – 3 2 2 – 3 1 – ه 2 2 (ه= ساكن)

= فعولن (مفاعيَلن – أو مفاعلَتن) فعولُ مفاعلن ...فعولن مفاعيلنْ- فعولُ – مْفاعي

وهذا يفتح أبوابا للنقاش سنجد أكثرها موجه لمكانة التفاعيل أكثر مما هو للوزن الذي يمكن تحديده رقميا بلغة أسهل كما سيأتي. ولكن لي هنا وقفة مع الوزن في آخر الطويل

(فعولُ مَفاعي = 3 1 3 2) المساوي في الكامل لِـ متفا(عـلن متَفا لنْ= 3 1 3 2)

وهو بالتالي يمكن أن يأتي على 3 2 2 2 أي فعولُمْفاعي = علنمُتْفالُن

وهنا يحضرني البيت الذي ترويه كتب العروض:

(آ) - أقيموا بني النعمان عنّا صدوركم............وإلا تقيموا صاغرين الرّؤوسا

ووزن العجز = 3 2 3 2 2 3 2 3 2 وهو يخالف شرط الاعتماد

وحسب شرط الاعتماد يكون

(ب) - 3 2 3 2 2 3 1 3 2 = وإلا تقيموا صاغرين رُؤوسا

ويستتبع هذا بمنطق تحليلنا القول:

(جـ) -3 2 3 2 2 3 2 2 2 = وإلا تقيموا صاغرين الرّوسا

ألا ترى أن الفرَض (ب) والاستنتاج المأخوذ منه (ج) سلسان أكثر من البيت الأصلي ؟

3 – سلالات البحور

نعم أقول سلالات البحور . لو سئلَ شخص عن الوزن

مستفعلن فعْلن متفعلُ فاعلن

فغالبا ما سيجيب أن هذا خطأ لأنه سيقيسه مباشرة بما يتبادر إلى ذهنه من الوزن الذي يعرفه للبسيط

مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

والآن لننظر إلى هذا الوزن المظنون خطأ للأسباب التالية:

فعلُنْ = 22 لا تأتي في حشو البسيط

متفعلُ خطأ في البسيط

فاعلن في آخر شطر البسيط لا تأتي هكذا في الواقع.

لنحلل هذا الوزن إذن

مستفعلن = 22 3 / فعْلُنْ =22/ متفعِلُ =3 11 / فاعلن = 2 3

هنا لقائل أن يقول وما الفرق؟ كل ما فعلته أنك وضعت ما يقابل التفاعيل بالأرقام. وهو محق فما للأرقام هنا من مزية إن اقتصر الأمر على هذا التجزيء ولكن كما أسلفت فالأرقام بما هي تعامل مع الوزن ككل مهمتها عرض هذا الوزن ككل. لنجمعها ولْنَرَ

مستفعلن = 22 3 / فعِلُنْ =31/ متفعِلُ =3 11 / فاعلن = 2 3

2 2 3 1 3 3 1 1 2 3 ثم لنجمع 22=4 ، 1 2 = 3

4 3 4 3 1 3 3 = 4 3 4 3 ((4) 3 وهذا هو الكامل بعينة.

والجدول التالي يوضح ذلك

وهو ينطلق من البسيط وفيه:

1ه = متحرك + ساكن = 2

11ه= متحرك + متحرك + ساكن =3

الأزرق الفاتح حذف ساكن السبب من البسيط وهو جائز

الذهبي حذف ساكن الوتد من البسيط وهو فيه غير جائز

ماذا يعني هذا؟

يعني أن مخالفة القاعدة التي تقول بعدم حذف ساكن السبب تخرج من البسيط ولكنها لا تخرج من الشعر.

أي أن هذه القاعدة - على الأقل في هذه الحالة -هي حد داخل الإيقاع الشعري لتميز بحرا عن بحر وليست حدا بين الشعر والنثر.

ومثل هذا يقال في الوزن الذي يوحي بصلة ما بالبسيط

متفعلُ فاعلُنْ مُسَـتفْعِلُن فعِلُنْ = 3 1 1 – 2 3 – 1 3 3 – 1 3

= 3 1 1 2 3 1 3 3 1 3 = 3 1 3 3 1 3 3 1 3 =3((4)3((4)3((4) = الوافر التام

لاحظ استعمال التكافؤ الخببي غير الجائز في البسيط حيث حل 11 محل 1ه=2

ومثله عن الوزن التالي الذي يوحي بصلة ما مع الطويل

فَعُلُنْ مفاعيلن فعولُ مفاعلن = 1 3 – 3 22 – 3 1 – 3 3

= 1 3 3 2 2 3 1 3 3 = ((4) 3 4 3 ((4) 3 = الكامل

ومثله يقال عن الوزن التالي الذي يوحي بالطويل

فعولُ مفاعلن فَعُلُن مفاعي = 3 1 3 3 1 3 3 2 = 3((4)3((4)3 2 = الوافر

ومثله الوزن التالي الموحي بعلاقة بين الطويل والكامل

وهذه البحور الأربعة : الكامل والوافر والبسيط والطويل دعاها الدكتور إبراهيم أنيس بالبحور القومية. وحديث وتتبع شجرة نسل هذه الأوزان أمر طويل وممتع.

إيقاعان لا إيقاع

من المهم جدا بهذا الصدد تبيان الغبن الذي لحق بالخبب عندما عدوه من المتدارك وهذه التوطئة ضرورية لكثير مما سيلي.

واللبس حصل من وجود تفعيلة مشتركة بينهما هي فاعلن

وهي منحدرة من أصل الإيقاعين (فيما يلي الأزرق سبب والأحمر وتد )

البحري الذي منه كل البحور ونواته فاعلن =2 3 التي تصبح 1ه3 = 1 3 = فَعِلُنْ

والخبب الذي تفعيلته الأم فعْ لُنْ والتي لا حذف فيها بل يحل السبب الثقيل (فعِ=11) محل الخفيف (فَعْ) فتصبح فعِ لُنْ = 11 2 = 1 3

فالخبب لا أوتاد فيه ولا حذف فيه وكل سبب فيه عدا ما في العروض والضرب يمكن أن يكون خفيفا أو ثقيلا وهو ما عبرت عنه بالقول:

2 = سبب خفيف ((تك أي تكافئ)) 11 = (2) سبب ثقيل

2تك(2)

خذ الوزن

فعِلُن فَعِلُن فعِلُن فَعِلُن ............. = 1 3 1 3 1 3 1 3

فيه القابلية لأن يكون متداركا لو جاء في البيت تفعيلة واحدة (فاعلن = 2 3 ) فهي لا تدخل الخبب. وتكون فعِلن هنا مخبونة فاعلن وفيه القابلية لأن يكون خببا لو جاءت إحدى تفاعيله فاعلُ = 2 =11= (2)2 = ((4) أو فعْلُنْ =22 فهما لا يدخلان المتدارك

يا ليل الصب متى غده .........أقيام الساعة موعده

22- 22 – 1 3 – 1 3 .......1 3 – 2 2 – 1 3 – 1 3

1 3 هنا عبارة عن سبب ثقيل يتبعه سبب خفيف = 11 2 = 1 3 والرقم 3= عِلُنْ إنما هو وتد ظاهري ليس حقيقيا إذ لو عاملناه على أنه وتد حقيقي لجاز لنا أن ندخل على الوزن تفعيلة 2 3 = فاعلن لاختل الوزن بقولنا

يا ليل الصب متى غده .........((هل قيام )) الساعة موعده

22- 22 – 1 3 – 1 3 .......((2 3=فاعلن)) – 2 2 – 1 3 – 1 3

ومزيدا من البرهنة على أن 31 هذه هي سببان لا وتد فيهما أن الوزن يبقى مستقرا لو قلنا

يا ليل الصب متى غده .........((هل يوم )) الساعة موعده

22- 22 – 1 3 – 1 3 .......((2 2= فعْلُنْ)) – 2 2 – 1 3 – 1 3

أو

يا ليل الصب متى غده .........((هل نذر )) الساعة موعده

22- 22 – 1 3 – 1 3 .......((2 11)) – 2 2 – 1 3 – 1 3

وحتى لو قال قائل إن فعْلن=22 هنا هي مقطوعة فاعلن=32 فالرد عليه بأن القطع لم يعرف في غير الضرب من البيت. ثم ما قوله باعتباره متمسكا بـ(فاعلن=32) أصلا للخبب في مجئها على فاعلُ=112 لا أظنه سيجد مخرجا سوى مخرج وتد مستفع لن = 2 12 2 في الخفيف بقوله إن هذه هي فاع لن = 12 2 ولنْ=2 هنا سبب ويجوز حذف ساكنها.

ولكن للعروض الرقمي منطقا منسجما في الحالين فهو يقول إن الوزن البحري (15 أو 16 بحرا) نواته 32 ويطيق سببا واحدا بحريا (السبب البحري خفيف دائما وقابل لحذف ساكنه) فإن سبق الوتد سبببان تفلّت أولهما إلى السبب الخببي (السبب الخببي هو القابل لأن يكون ثقيلا أو خفيفا) فينجح في ذلك في الوافر والكامل ويأتي على ألسنة البعض في الرمل

للشاعر مانع سعيد العتيبة قوله:

يا فتاتـي لا تخافـي حبنا لن يقتلوهْ = 2 3 2 2 3 2 2 3 ه

= 2 3 4 3 4 3 ه

دربنا صعبٌ ولكن لن أحيد ولن أتوهْ = 2 3 2 2 3 2 2 3 (2) 2 3ه

=2 3 4 3 4 3 ((4)3 ه

كم كتابٍ مزّقوا صفَحاتهِ أو مزّقوهْ= 2 3 2 2 3 11 2 3 2 2 3 ه

=2 3 4 3 ((4)34 3ه

وقد يستعمله في سوى ذلك من غلبت طبيعة الوتد هذا ملكته الشعرية في كل البحور وحتى في البسيط والطويل.( أنظر الرابطين 1-2)

فإن زاد عدد الأسباب السابقة لهذا الوتد عن اثنين غلبت طبيعة الإيقاع الخببي. وللعروض الرقمي تعابير ثلاثة في هذا المجال ويبدو أثرها في دائرة المشتبه وخاصة في الخفيف:

1 – بديل لقول الخليل بالوتد المفروق ويقول بغلبة الخببية على الوتد المجموع (علن – في مستفعلن) حتى ليحذف ساكنه ليتأكد بذلك الإيقاع الخببي.

الخفيف = فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن

2 3 ( 2 2 2 11 ه 2 ) 3 2 = فا علا (تن مسْ تفْ علُ فا) علاتن

لاحظ تتابع خمسة أسباب أربعة خفيفة =2 وواحد ثقيل =11=(2)

2- قول الدكتور أحمد مستجير إن (علن – في مستفعلن) وتد مجموع ويجوز بالتالي أن تأتي مستعلن في الخفيف ليصبح وزنه

2 3 (2 2 11 2 2 )3 2 = فا علا (تن مس تَعِ لنْ فا ) علا تن

وهنا أيضا تتالى خمسة أسباب أحدها ثقيل. ويظهر الخلاف بينهما غير ذي شأن في ظل الرؤية الخببية إذ يجوز فيها أن يتحالّ السببان الثقيل والخفيف

وللتمثيل لذلك نأخذ بيت البحتري التالي من سينيته المشهورة

3- أقول إن الزحافين المذكورين سواء فهما في طبيعتهما ثقيلان لأنهما يزيدان الجرعة الخببية المستقرة في الخفيف استثناءً لكافة البحور ويرفعانها من ثلاثة أسباب (خلافا للتراقب) الذي يسري على المقتضب والمضارع والمنسرح من بحور دائرة المشتبه. أقول يزيد هذه الجرعة من ثلاثة أسباب هي ما بين القوسين

2 3 (2 2 2 ) 3 2 3 2 = فاعلا (تن مسْ تفْ ) علن فاعلاتن إى خمسة كما تقدم معنا وكلاهما ثقيل

وهنا عرض لاحتمالات لعجز هذا البيت تبين العلاقة بين الإيقاعين الخببي والبحري واثر التكافؤ الخببي (أي قابلية السبب الخببي لأن يكون ثقيلا أو خفيفا دون تأثر صحة الوزن)

وتماسكت حين زعني الدهـ...ـر التماسا تدمير كيان نفسي

فيما يلي دليل الأرقام في الجدول السابق من وجهة نظر العروض الرقمي

والآن إلى استعراض أوزان الخفيف المذكورة

1- الوزن الأول

لا خلاف على صحة العجز هنا بإشباع (منهو) بين العروض التفعيلي والرقمي

5- هنا جاءت مستفعلن 322 على مستعلن 312 وذلك يوافق رأي الدكتور أحمد مستجير لأنه ينكر وجود الوتد المفروق أساسا. والخليل يرفض هذا لأنه يعتبر أنه هذه التفعيلة مستفع لن وأن الفاء في وتد مفروق =12 له خصائص الوتد المجموع=21 ولا يحذف شيء من حروفه في الحشو.

6- الخليل يقول بصحة هذا الوزن لأنه يعتبر أن النون هي ساكن سبب في (مستفع لن) فيجوز حذفها ولأن الدكتور أحمد مستجير في كتابه القيم مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي يخالف الرأي في وجود الوتد المفروق فهو لا يقبل بهذا الوزن ويعتير أن النون داخلة في الوتد المجموع ولا يجوز حذفها مستفعلن

2 و 3 و 4 و 7 و 8 و 9 كلاهما الخليل ومستجير لا يجيزان أيا منها باعتبارها خروج على ما يشتركان في الموافقة عليه من أوزان التفاعيل الأخرى

أما العروض الرقمي فيقول إن الوزنين 5 و 6 متكافئان لجهة عدد الأسباب المتجاورة وبالتالي للجرعة الخببية التي تقترب بالوزن من النثر فإما أن يرفضا معا أو يقبلا معا. مع ترجيح رأي مستجير باعتبار أن مستفعلن = مس تف علن هكذا هي في السمع وحذف ساكن أحد السببين حائز وإنما يحصل الثقل لملابسات الأسباب المجاورة. ولكنه يعتبر سائر الأوزان الأخرى بما فيها رأي الخليل أثقل من الرقم 6. وأما تفسيره لجواز الوجهين في حال إجازتهما معا فهو أن الوتد 3 لوروده بعد 3 أسباب تضعضعت صفته البحرية واكتسب معها صفة خببية فأصبح قابلا لأن يحف ساكنه وينشأ عن ذلك 22 11 = مستفعلُ، كما انه بصفته البحرية يجوز حذف ساكن السبب الذي قبله ليعطينا مستعلن 312

العروض التفعيلي فيقول الأصل

واستطرادا أقول بقيت النظرة للعروض محكومة بحدود التفعيلة وإن وجدت ميكانيكيات للربط بين التفاعيل المتجاورة في بعض الحالات كما في الحديث عن الاعتماد والتراقب والتعاقب.

وللتمثيل على جزئية النظرة في العروض التفعيلي أنهم تحدثوا عن الخبن في البسيط وقالوا بيته:

لقد خلت دولٌ صروفها عجبٌ......... فأحدثت عبرا وأعقبت دولا

مفاعلن فعلن مفاعلن فعلن ........... 3 3 – 1 3 – 3 3 – 1 3

وتحدثوا عن الطي وقالوا بيته:

ارتحلوا غدوةً فانطلقوا بكَرا ..........في زمرٍ منهمو يتبعها زْمَرُ

مفتعلن فاعلن مفتعلن فعلن ............2 1 3 – 2 3 – 2 1 3 – 1 3

أكرر بأن الخبب لون من لوني الإيقاع في الشعر العربي – ميزتاه أن لا وتد فيه ولا حذف والسببان الخفيف والثقيل فيه يحل كل منهما مكان الآخر.

واللون الثاني هو الإيقاع البحري حيث فيه أوتاد ولا يجتمع فيه عمليا أكثر من سببين إلا في الخفيف.

ولم يتحدث أحد منهم عن البيت الذي يقترن فيه طي مستفعلن مع خبن فاعلن مع أن ذلك أخطر من أي من الزحافين كل على حده. والذي حال بينهم وبين ذلك هو هذه الحدود الاصطلاحية بين التفاعيل. والتي لا وجود حقيقيا لها وإنما أملتها الضرورة الأكاديمية كالحدود التي نقيمها بين عصور الأدب العربي.

والوزن إذا ذاك

مستعلن فعِلُن مستعِلنْ فعِلن = 2 1 3 – 1 3 – 2 1 3 – 1 3

هذه الشحطة بين الأرقام هي الحدود المصطلح عليها بين التفاعيل والتي وضعتها من منطلق العروض التفعيلي ولكن لا وجود حقيقيا لها كما سأبين.

ولننطلق من بيت الأخطل:

يتصلون بيربوعٍ ورفدهمُ .........عند الشدائد مغمور ومحتقرُ

الصدر = 2 1 3 – 1 3 – 2 2 3 – 1 3 = مستعلن فعلن

ولو عاملت يربوع على أنها ممنوعة من الصرف ولفظها (يربوعَ) بلا تنوين لكان الصدر

يتصلون بيربوعَ ورفدهمو = 2 1 3 – 1 3 - 2 1 3 – 1 3= مستعلن فعلن مستعلن فعلن

ولي أن أقطع الصدر كالتالي

يتْ تَصِ لو نَبِ يرْ بو عَوَ رِفْ دُهُـ مو = 2 11 2 11 2 2 11 2 11 2

وهذه كلها أسباب ثقيلة وخفيفة الأمر الذي يجعل علاقة هذا الشطر بالخبب والبسيط كعلاقة فعِلن التي تقدمت بالخبب والمتدارك. فلو قلنا

يتصلون بيربوعَ ورفدهمو – صفرٌ في البأس ومحتقرُ

لكان ذلك من الخبب

ووزنه (2) = سبب ثقيل = 11 متحركين......2 = سبب خفيف = 1 ه متحرك فساكن

= يتْ تَصِ لو نَبِ يرْ بو عَوَ رِفْ دُهُـ مو .......صِفْ رُنْ فِلْ بأْ سِوَ مُحْ تقَ رو

= 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 ...........2 2 2 2 (2) 2 (2) 2

ولم يكن في ذلك من عيب إلا اختلال عدد الأسباب بين الشطرين ويضبطه القول في العجز:

صفرٌ أبداً في البأس ومحتقرُ

= يتْ تَصِ لو نَبِ يرْ بو عَوَ رِفْ دُهُـ مو .......صِفْ رُنْ أبَ دنْ فِلْ بأْ سِوَ مُحْ تقَ رو

= 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 ...........2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 (2) 2

ولا يمكن للعجز تقليديا أن يكون من البسيط فالتعبير عن وزنه على غرار البسيط هو:

22(2)= مستفعلُ- 22=فعْلُن – 2(2)2= مستعلن – (2)2 = فَعِلُنْ

وهذا ما أسميه خبيب البسيط

هل من الشعر بحريِّهِ أو خببيِّه قولنا :

يتصلون بيربوعٍ ورفدهمو .......... صفرٌ دوماً في البأس ومحتقرُ ؟؟

لأن الأول على ثقله من البسيط لاحتوائه وتد والثاني خببي لا مجال لإدراجه في البسيط.

هل أدرك العرب هذا ؟

نعم أدركه قدماؤهم ومحدثوهم فطرة وسليقة وجاء العروض الرقمي ليجلوه

نقلا عن (نظرية في العروض العربي للأستاذ سليمان أبو ستة ) قول أبي العلاء المعري في بيت المتنبي:

ربّ نجيعٍ بسيف الدولة انسفكا ...... وربّ قافية غاظت به ملكا

حيث قال:" ولم يزاحف أبو الطيب زحافا تنكره الغريزة إلا في هذا الموضع ولا ريب أنه قال على البديه ولو أن لي حكما في البيت لجعلت أوله (كم من نجيعٍ ) لأن رب تدل على القلة ) ..." وهو هنا يلحق بالعروض المعنى من حيث التصحيح.

ربْ بَنَ جي عِنْ بسيف الدولة انسفكا = 2 (2) 2 2 – 3 4 3 1 3 ......(4=22)

أرايت إنه هذا الرهق الخببي الذي انتقده المعري المتمثل في أربعة اسباب متتالية.

واسمع للدكتور أحمد كشك يقول:" ومن النادر أيضا البدء بطي هذا البحر أي بمستعلن لأننا نكون قد قبلنا هذا التتالي /ه ///ه ///ه أي وحدتين من الفاصلة الصغرى وحين تكون المحافظة على التفعيلة الثالثة مستفعلن فلعل ذلك تعويض لنقص وارد وراءها."

كل (1 2 = 3)

وبلغة الأرقام فإن /ه ///ه ///ه = 2 11 2 11 2 = 2 1 3 1 3

إن مستعلن فعلُن ثقيلة ونادرة.

مستعلن فاعلن = 2 1 3 2 3 = 2 (2) 2 2 3 ....4 أسباب ظاهرية متتالية ثقيلة

مستعلن فعلن مستفعلن = 2 1 3 1 3 .2 2 3 = 2 (2) 2 (2) 2 2 2 3 ...7 أسباب تغير من طبيعة وزن البيت .

..

ثم انظر لأثر النظرة الكلية للعروض الرقمي وتناولها للظاهرة في عمومها في كل البحور.

يقول العروضيون إن كف مفاعيلن= 3 2 2= 43 أي مجيئها على مفاعيلُ = 3 2 1 قبيح عند الخليل حسن عند الأخفش. للعروض الرقمي هنا وقفتان

الأول خذ الوزن

فعولن مفاعيلُ فعولن مفاعلُ

3 2 3 ( 2 1 3 2= 2 11 2 2) 3 3 = فعولن مفا (عي لُفَ عو لنْ) مفا علن

أرأيت الأسباب الأربعة التي سببت القبح الذي أورده الخليل وهو شبيه الثقل الذي شخصناه في مستعلن فعلن = 2 2 11 2 11 2 في البسيط.

ولو كان الوزن فعولُ مفاعيلُ فعولُ مفاعلن

= 3 (1 3 2 1 3 1 3 ) 3 = فعو( لُمَ فا عي لُفَ عو لُمَ فا ) علن

لتتالت سبعة أسباب ولنجم عن هذا الخلط بين الإيقاعين البحري والخببي رهقٌ أي رهق.

ولعل تفاوت الجرعة الخببية وما ينجم هن ذلك من تفاوت الرهق الخببي هو الذي أدى إلى اختلاف الحكم على كف مفاعيلن بين الخليل والأخفش.

ليست هذه النقاط على أهميتها كل ما في الأمر ولكنها تبين التغيير الكبير الذي يطرأ على علم العروض نتيجة معالجته رقميا بما أراه يمثل امتدا لتفكير الخليل من حيث تعامله مع جوهر الوزن لا معه صفاته (التفاعيل).

خامسا - آفاق جديدة

إن تناول الوزن بذاته من خلال الأرقام يجعل العروض قابلا للتحليل الرقمي وهذا بحد ذاته يفتح الباب لآفاق كثيرة منها

1- ربط الإيقاعين السمعي والبصري كما يتضح من الشكل الذي يبين التمثيل الشعاعي لبحر الرجز على خلفية بلورة ثلجية. بل هو قابل لربط أصناف شتى من الإيقاعات معا من خلال ترجمة كل منها إلى ارقام.

2- على قاعدة بيانات لغوية مناسبة ربما نستطيع تأليف نوع ما من الشعر على الحاسوب.

3- بدراسة عدة خصائص صرفية ونحوية وعروضية تمكنت من إيجاد قيم رقمية في كل منها تميز شاعرا عن آخر في وزن أو باب معين. ولربما أمكن لعمل وسيع المدى أن يتوصل إلى دراسة عدة مواضيع وإيجاد قيم لهذه المواضيع خاصة بكل شاعر تكون في مجموعها ما يمكن أن يكون بصمة رقمية نستدل من خلالها بدرجة كبيرة من الثقة إلى معرفة الشاعر من خلال نصة. وقد يمكن مد هذه المزية إلى النثر ولهذه أثر كبير في كثير من الدراسات.

4- تمكنت من خلال التسهيلات التي تقدمها الأرقام في تمثيل القافية من تجسيد أفضل لوقع رؤوس الآيات في القرآن الكريم وربطها بتفسير موضوعي أحيانا. وهذا بحد ذاته يمكن أن يكون بابا لدراسات أوسع مدى.

5- تمكنت من إيجاد المعالم الرئيسية لتمثيل الذائقة العربية في نموذج رياضي يتنبأ من خلال الأرقام بما تستسيغه هذه الذائقة وما تستثقله من الأوزان.

6- بما أن الأرقام هي تمثيل لأصوات فقد تمكنت من وضع نوتة رقمية موسيقية تعبر بدقة عن عدة ألحان عربية من خلال فهمي لذلك من كتاب (أوزان الألحان للدكتور أحمد رجائي)

7- وكذلك ونظرا لأن الأرقام تدوين للأصوات فإن من الممكن التعبير به عن أي كلام بأي لغة. ومع إدراكي لاختلاف الشعر النبري كما في اللغة الإنجليزية عن الشعر الكمي. إلا أنني بثقة أقول إن الأرقام تعبر عن الطريقة التي يسمع بها العربي الكلام الأجنبي ومنه الإنجليزي شعرا أو نثرا

مثلاً

How are you = هَوَرْ 3 – يو 2 = 3 2

وبلفظ آخر = ها 2 – وْ ه – ءا 2 –رْ ه – يو 2 = 2 ه 2 ه 2

Street = سْ تْ ري تْ = ه ه 2 ه

إلى أي مدى يمكن أن يستغل ذلك في التعبير عن إيقاع الشعر الإنجليزي؟

لا أرى أن القوم يسيغون ذلك فوزن شعرهم قائم على أساس النبر وهو ارتفاع الصوت في كلمات وانخفاضها في كلمات أخرى على نحو تحدده معاجم لغتهم لا سياق الكلام.وبالتالي فإن حدود النبر متوافقة عندهم مع حدود الكلمات دون اعتبار للتداخل الصوتي بين لفظتين. فبينما العروض العربي سمعي فإن عروضهم (إملائي) بمعني حدود الكلمات.

وفي أحد المنتديات الناطقة بالإنجليزية حاولت شرح فكرة العروض العربي فكان الحديث كحوار الطرشان.

ثبت المراجع

ط= طبعة

1- العقد الفريد – أحمد بن عبد ربه – قرطبه 322هـ-تحقيق محمد سعيد العريان. شبرا-1940م- دار الفكر

2-أهدى بيل إلى علمي الخليل –ط3.الأستاذ مصطفى محمود. بيروت 1407هـ-1987م- دار الكتب العلمية

3- الزحاف والعلة رؤية في التجريد والأصوا والإيقاع-الدكتور أحمد كشك. القاهرة 1415هـ- 1994م –الناشر مكتبة النهضة المصرية

4-نظرية في العروض العربي –ط1.سليمان أبو ستة. عمان 1992

5- العروض رقميا –ط1- خشان محمد خشان.الرياض 1997

6-عروض الورقة تصنيف أبي نصر إسماعيل بن حمناد الجوهري .تحقيق د. صالح جمال بدوي. مكة المكرمة 1985م مطبوعات نادي مكة الثقافي.

1-

http://209.197.232.99/vb/showthread.php?s=&threadid=1415

2-

http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid=9426

[1] (1-ص 247 –ج6) تعني المرجع رقم 1 في فهرس المراجع ، الصفحة 247، الجزء السادس