tokhoom

على تخوم الرقمي - تحقيق وتوثيق

أكتب هذا الموضوع على خلفية ما تفضل به الأستاذ عبد الجبار سعد حول التشابه بين نظريتي الدكتورين عمر خلوف ومصطفى حركات،

http://arood.com/vb/showthread.php?p=71385#post71385

وأنوي أن أمضي فيها بقدر ما يسمح الوقت مع تحديثها أولا بأول.

كثير من كتب العروض التفعيلي التقليدية تكاد تتطابق في طرق تقديمها وأحيانا في شواهدها. ولا غرابة في ذلك فهي تقدم معلومات استقر نهج تقديمها عبر القرون.

المقاربات الحديثة خاصة منها ما يتناول العروض الرقمي كما نعرفه في منتدانا هذا وما يقع على تخومه قد لا ينظر إلى العلاقة بينها ذات النظرة. ولدى استعراض ما اطلعت عليه منها وجدت أربعة توائم يتشابه

أفراد كل توأم في كثير من الصفات. ويمكن من حيث المبدأ اعتبار التشابه بين زوجي كل توأم أو حتى بين مجموعتي توائم عائدا إلى أحد العوامل التالية

1- "وقع الحافر على الحافر" كما يقال في الشعر أي أن طبيعة الموضوع وتشابه المقاربة ينتجان بطبيعة الحال تفاصيل متشابهة دون أن يأخذ أي من زوجي التوأم من الآخر. وأعتقد أن هذا هو الأغلب .

2 - نقل أحدهما نقل عن الآخر أو تأثره به واعيا وأقراره بذلك وتبينه. وهذا إيجابي وهو ينمي تراكم المعرفة. والحمد لله أني أكرر في كل ما أنقله أو أستفيد مه نسبته إلى صاحب الفضل فيه

3 - اطلاع أحدهما على نتاج الآخر واستيعابه واستقراره رفي نفسه ثم أعادة إنتاجه ناسيا كيف وصله.

4- ادعاء جهد الآخر أو سرقته وتعمد إخفاء ذلك بتحويرة أو تمويهه أو تشويهه

أتناول في هذا الموضوع أربعة مستويات أو أصناف من التوائم التي تقع على تخوم العروض الرقمي كما نستعمله في منتدى الرقمي مع بيان ما وقع بين أزواج هذه التوائم أو مجموعاتها.

ومجموعات التوائم التي تحضرني الآن أربعة:

أ – د. عبد العزيز غانم وخشان خشان.

ب – ( مستوى أول ) د. مصطفى حركات ود. عمر خلوف والأستاذ ميشيل أديب و د. محمد تقي جون علي

جـ - ( مستوى ثان ) - د. عمر خلوف و د. مصطفى حركات والأستاذ ميشيل أديب

د – الشيخ جلال الحنفي ، وميخائيل الله ويردي، وثريا محيي الدين شيخ العرب.

***

أ – د. عبد العزيز غانم وخشان خشان.

تعرفت على د. عبد العزيز غانم من خلال تتبعي لكتابه ( العروض الرقمي – نشر سنة 1998 ). وراسلته وشرف منتدى العروض الرقمي.

ثمة تطابق في استعمال الرمزين 2 و 3 بين كتابه وما نستعمله في العروض الرقمي وكما جاء في الطبعة الأولى لكتابي ( العروض رقميا – نشر 1997 ).

مستفعلن لديه = 2 2 3

مستفعلن لدي = 2 2 3 = 4 3

ولم يكن أي منا على علم بعمل الآخر. ورغم هذا التطابق في الترميز فقد كان التــناول مختلفا. ولم يتهم أي منا الآخر بالأخذ عنه. وتوثقت علاقتنا إثر ذلك. وللمزيد :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/dr-ghanim

ب – د. مصطفى حركات (1988) ......و د. عمر خلوف (19993) ...., ,الأستاذ ميشيل أديب (1999م) ... و د. محمد تقي جون علي( 2007م)

تعرفت على أستاذي د. محمد تقي جون علي من تتبع كتابه ( العروض الرقمي – نشر 2007) وقد قام مشكورا بإرسال ملف كتابه لي. وابتداء تسمية العروض للرقمي عنده تبدأ من قوله :

آلية العمل بهذه الطريقة تكون في مرحلتين:

الأولى، تحديد البيت على سلم النغم الشعري الذي تتوزع عليه البحور الستة عشر بدون تناسب، ويتكون من أربع طبقات صوتية [ وأعرض رموزها بالأرقام التي نستعملها في العروض الرقمي]

الأولى تتكون من حركة واحد تمْ 1 ه = 2

والثانية من حركتين تِتِمْ = 1 1 ه = 3

والثالثة من ثلاث حركات تـِتـِتـُمْ = 1 1 1 ه = 1 3

والرابعة من أربع حركات تـِتـِتـِتـُمْ= 1 1 1 1 ه = 1 1 3

وبعد أن تحدد طبقة البيت النغمية يصار الى المرحلة الثانية وبها يتم تمييز بحور كل طبقة بعضها عن بعض بقوانين داخلية مفصلة فبمجرد أن يقرأ بيت من الشعر فالمرحلة الأولى تجعله ينضوي تحت إحدى

طبقات سلم النغم الأربع، والمرحلة الثانية تتم فيها نسبته الى بحره.

أما الأستاذ ميشيل أديب فقد جذبتني إليه أجمل مقولة قرأتها عن علم العروض وهي قوله في مجلة الموقف الأدبي العدد 373 أيار 2002" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من

مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ " وهي حسبه فخرا حتى لو لم يكن له سواها. على

أني توصلت لكتابه ( حكاية العروض – نشر 1999) وفيه ما يشابه قول أستاذنا محمد تقي وهو قوله (ص – 27): " نستطيع أن نحول هذا العدد الكبير من القصائد والأبيات إلى ثلاث مجموعات، يدلنا عليها

المقطع الأول في تفعيلات الخليل [ وأعرض رموزها بالأرقام التي نستعملها في العروض الرقمي] :

1 – مجموعة تبدأ بمقطع يسبق الساكنَ فيه متحرك واحد = 1 ه = 2

2- مجموعة تبدأ بمقطع يسبق الساكنَ فيه متحركان = 1 1 ه = 3

3- مجموعة تبدأ بمقطع يسبق الساكنَ فيه ثلاثةُ متحركات = 1 1 1 ه = 1 3

****

لدي كتاب اللسانيات الرياضية والعروض للدكتور مصطفى حركات ولكني أقتبس من موضوع الأستاذ عبد الجبار سعد وسأشير إلى مراجعه لدى حصولي عليها:

http://arood.com/vb/showthread.php?p=71396#post71396

ينقل عن د. مصطفى حركات قوله :

بعد وضعنا علامة بعد كل ساكن ستنتج لنا أربع وحدات والتي أسماها (الأقطار) وهي :

أ‌- القطر الثنائي: متكون من متحرك يتلوه ساكن = 1 ه = 2

ب‌- القطر الثلاثي : متكون من متحركين يتلوهما ساكن = 1 1 ه = 3

ت‌- القطر الرباعي : متكون من ثلاث متحركات يتلوها ساكن = 1 1 1 ه = 1 3

ث‌- القطر الخماسي : يتكون من أربع متحركات يتلوها ساكن = 1 1 1 1 ه = 1 1 3

****

يقول د. عمر خلوف ( فن التقطيع الشعري – ص 21) : " .....فإن المقاطع العروضية في بحور الشعر النموذجية لا تتعدى ثلاثة أنواع أصلية

1- السبب : ويتألف من متحرك فساكن ورمزة /ه = 2

2- الوتد : ويتألف من متحركين فساكن ورمزه //ه = 3

3- الفاصلة وتتألف من ثلاث متحركات فساكن ورمزها = ///ه = 1 3

***

تتناقل كتب العروض القول التالي وسواء كان للخليل أو تعبيرا عن عروض الخليل فصلته بالخليل واضحة

وقد جمعت الاسباب والأوتاد والفواصل في قولهم، وأشير بالرمز الرقمي إلى ما يتقاطع مع الوحدات التي تقدم ذكرها.

لم أر على ظهر جبل سمكه

لم ... سبب خفيف = 2

أر...سبب ثقيل

على ...وتد مجموع = 3

ظهر...وتد مفروق

جبل...فاصلة صغرى = 1 3

سمكة...فاصلة كبرى = 1 1 3

من الواضح ان التشابه أو التقاطع في هذا القدر من الوحدات وعلى هذا المستوى بدهي وكلهم في هذا صادرون عن وحدات الخليل فلا مجال للقول بأن أحدهم أسبق إليها من الآخر أو نقل عنه، مع ملاحظة

اختلاف السياق أحيانا من شخص لآخر.

جـ - ( مستوى ثان ) - د. عمر خلوف و د. مصطفى حركات والأستاذ ميشيل أديب

وهذا أهم الأجزاء في الموضوع، ويلخصة الجدول التالي

د – الشيخ جلال الحنفي ، وميخائيل الله ويردي، وثريا محيي الدين شيخ العرب.

1- أول من استعمل الأرقام هم الهنود وذلك بالرمز للمتحرك الذي يليه متحرك آخر بالرقم 1 وللمتحرك مع الساكن الذي يليه بالرقم 2 كما ذكر أبو الريحان البيروني :

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tareekh

2.- الأستاذ ميخائيل الله وردي والرقمين 1، 2

يقول الشيخ جلال الدين الحنفي في كتابه ( العروض تهذيبه وغعادة تدوينه – ص 24) :" وكنت نبهت إلى هذه الأرقام وما في استعمالها من جدوى وفائدة قبل أن أطلع على كتاب ( بدائع العروض)، للأستاذ

ميخائيل الله ويريدي الذي قد يكون هو مبتدع هذه الطريقة من تلقاء نفسه فإني لم أعثر عليها أو على ما يشبهها فيما وقفت عليه من المصادر العروضية الكثيرة.

3.- الشيخ جلال الدين الحنفي

في كتابه ( العروض تهذيبه وإعادة تدوينه – الطبعة الثالثة 1993 ) يستعمل الشيخ الرقمين 1و 2 بذات الدلالة التي في الرقمي ولكن استعماله لهما أشبه ما يكون بالإعجام في الكتابة لمنع اللبس وتسهيل الترميز

فقط لا غير.

دون أن تكون لقيمتهما العددية علاقة بأي تقنين عروضي. وهو يقول مؤكدا ذلك :" ....ثم لجأت إلى استعمال الترقيم الذي نعلم به كون المقطع الصوتي زوجيا أو فرديا فنضع تحت ( مستفعلن ) 2 2 1 2

.......وبذلك تساعد هذه الأرقام الطالب على التنبه لواقع التفاعيل، كيف تبدأ وتنتهي، وكم تعداد ما يلفظ من حروفها ودون الذي يكتب.

وهذا أوضح في الدلالة من استعمال الدوائر الصغيرة والخطوط المستقيمة أو المنحنية، فإنها سرعان ما تغيب عن الذهن. وجعلنا للمقطع المؤلف من ثلاثة احرف رقم 3 مثل بابْ [ بابْ في الرقمي = 2 ه]

4.- ثريا محيي الدين محمود شيخ العرب

في كتابها ( الميزان الجديد في علم العروض والقافية – الطبعة الأولى 2004 ) تستعمل المؤلفة الرقمين 1و2 بذات الطريقة التي استعملهما فيها الشيخ جلال الدين الحنفي. ولا تذكر شيئا عن ذلك.

وللموضوع بقية بإذن الله