البحور المهملة

من شأن فهم تفصيلي لدوائر الخليل وهي الأكثر تمثيلا لتفكيره أن يستبعد من أذهان الكثيرين بعض المغالطات التي يتكرر ترديدها ومنها بعض النقد الذي يوجه لما يصفه بعضهم بقصور دوائر الخليل. كما أن من شأنه تصحيح بعض ما يقال عن البحور المهملة

منهج الخليل يقوم على استقصاء كل الاحتمالات كما ظهر ذلك في منهجه في معجم العين والعروض سواء بسواء. في معجم العين أحصى الخليل كل الجذور المحتملة في اللغة العربية المستعملة والمهملة فكانت :

هكذا حسب الخليل جذور العربية المحتملة، ولو أنه ألّف معجمه وضمنه كل هذه الجذور، وأسمى ذلك ( العين الشامل ) ثم لون بالأسود الجذور المستعملة وهي قلة ولون بالأحمر الجذور المهملة وهي الكثرة لظهر لنا جزء من إحدى صفحاته كالتالي :

لسَقَ :اللَّسَقُ مثل اللَّصَق: لزوق الرِّئة بالجنب من العطش، يقال لَسِق البعير ولَصِقَ

لشق:

لصقَ : لَصِقَ به يَلْصَق لُصُوقاً: وهي لغة تميم، وقيس تقول لَسق بالسين، وربيعة تقول لَزَق، وهي أَقبحها إلا في أَشياء نصفها في حدودها.

لضقَ

لطقَ

لظقَ :

لعقَ : لَعِقَ الشيءَ يَلْعَقُه لعْقاً: لحسه.

لتق:

لم يضمن الخليل في معجمه الجذور المهملة لغلبتها الطاغية على الجذور المستعملة، ولكنها كانت حاضرة أمامه ضمن مجموعة الجذور التي راح يتفحصها ويستقصيها ليتبين المستعمل منها في واقع اللغة وما لا يستعمل في واقع اللغة عده مهملا.

لكن الخليل حصر مفردات العروض العربي فألفاها ( مع التصرف ) خمسة هي

السبب البحري 2.....السببان 4 ......الفاصلة 4 ......الرقم 6 ........الوتد 3

فوزعها على دوائره بترتيب دوري محدد استخلصه من واقع الشعر فلا تتجاوزه فيما هو مستعمل وقاس عليه ما هو غير مستعمل، وهذا الترتيب الدوري المحدد يجعل عدد بحور كل دائرة أقل من ناتج عملية احتساب الاحتمالات الرياضية التي لا تراعي التدوير. وحتى لا نخوض في عمليات معقده حسبنا أن نتتبع محتوى هذا الجدول على ضوء الاحتمالات التي تتضمنها الدوائر كما هي على ساعة البحور أدناه بحيث يكون كل محور في كل دائرة بداية لبحر مستعمل أو مهمل مع استبعاد التكرار، حيث يمكن لبعض البحور مثل الرجز أن يبدأ من ثلاثة محاور . دوائر البحور أو ساعة البحور هي بمثابة (العروض الشامل) الذي يناظره ما افترضته من ( العين الشامل) وما كتب بالأحمر فيهما مهمل.

ونظرا للتناظر بين منهج الخليل في العروض ومنهج الخليل في معجم العين سأنقل بعض الآراء في العروض على ضوء ما تقدم

( أهدى سبيل إلى علمي الخليل – ص 203) : ".....لذلك رأينا أن المولدين لم يطيقوا أن يلتزموا تلك الأوزان الموروثة من العرب فأحدثوا أوزانا أخرى منها ستة استنبطوها من عكس دوائر البحور وهي) :

وهذا يطرح التساؤلات التالية

1- هل فعلا ضاق الشعر العربي بالمولدين فنظموا على هذه البحور ؟

2- ما أسماء هؤلاء المولدين ؟ وأين نظمهم إذن ؟

كل كتب العروض تتناول البيت أو البيتين ذاتهما على كل بحر وواضح أنهما مصنعان تصنيعا ليناسبا هذه الأوزان

إن القول بأن هذه ( البحور المهملة ) - والأحرى أن تسمى أوزانا لا بحورا - ناتجة عن عكس بحور الخليل أو مشتقة من دوائره شيء يوصّف الواقع، ولا يعني ذلك أن الخليل وضعها قاصدا لها. كما أن القول بأن هذه البحور المعكوسة كانت متنفسا للمولدين الذين ضاقت بهم بحور الخليل أمر لا دليل عليه. والأهم من هذا كيف يتم تداول هذا الأمر طويلا دون تمحيصه ؟ ثقافة الحفظ التي تلبست العروض – لسوء حظه – هي المسؤولة عن ذلك. فإن الاعتناء بملكة الحفظ يتم على الأغلب على حساب التفكير. فالعيب ليس في الحفظ بل في الحفظ على حساب التفكير. وذلك نظير القول " ليس العيب في التفاعيل بل في أخذها بمعزل عن نهج الخليل ". الحفظ والتفاعيل متداخلان وهما – على فائدتهما في حفظ المعلومة – يركزان على تجميع المعلومات وحفظها. وليس فيهما من دافع ذاتي يدفع القارئ إلى الربط والتفكير. ومالم يكن لدى القارئ حافز ذاتي على التفكير فإن تركيزه على الحفظ سيجعله بمثابة الأرشيف الذي يحوي المعلومات فيستدعيها عند الحاجة لها ويعتبر أن تقدمه في هذا السبيل متناسب مع كفاءة أدائه في التذكر والاستدعاء فيكاد في ذلك يساوي بين الأساس والفرع وبين الشائع والشاذ.

وقد عمّ هذا للأسف في بعض التعليم، حتى أني وجدت ابنتي مرة تحفظ حل تمرين حساب عن ظهر قلب. وسيادة هذا النهج في التاريخ وما هو أهم من التاريخ كارثة طامة.

إن القول دون دليل بأن بحور الخليل ضاقت بالمولدين فلجأوا إلى (البحور المعكوسة) ليجدوا فيها متنفسا كالقول – وهنا نرجع إلى الصفحة المفترضة من ( العين الشامل ) –إن المولدين ضاقت بهنم الألفاظ العربية فاختاروا من ( العين الشامل ) ألفاظا جديدة بعضها مثل ( لتَقَ : وهنا يضعون لها تعريفا ) ناتج من عكس حروف ( قتَلَ) .

وهكذا سيخرج علينا ( المبدعون ) باختراع ألفاظ جديدة ربما يتواضعون بنسبتها إلى ( العين العام) وينتهي الأمر بعد حين بفوضى لغوية بل لغة تنكر العربية وتنكرها العربية.

مثل هذا وأكثر حدث للأسف في العروض على أيدي بعض الشعراء والعروضيين، ومن يريد أدلة فالعديد منها على هذه الروابط :

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1295

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/almutaqater

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/22-resalah-meree

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/22-resalah-meree2

وأحيانا لا أجد نظيرا لبعض هذه المسماة ( بحورا جديدة ) إلا تأليف كلمة عربية جديدة من حروف غير عربية على غير هدى .

هناك 12,214,503 جذرا محتملا ( موجودا بالقوة - بتعبير الفلسفة ) أقلها مستعمل في العربية ( موجود بالفعل) .

هناك 2 2 وزنا محتملا على دوائر الخليل منها 16 وزنا مستعملا و 6 أوزان مهملة

هناك أوزان عديدة جدا يصعب حصرها في اللغة والكلام، الأستاذ سنان حقي اعتبرها بحورا بلا حدود.

لا يجوز أن نعتبر كل موزون بحرا. فكل كلام موزون بمعنى أنه له وزنا

وكل موزون قابل لوضعه في شكل شطر ونسج ما يعادله في شكل شطر يقابله، وهذا لا يعني أن الناتج شعر .

http://arood.com/vb/showthread.php?p=24489#post24489

ثمة تعليل لغوي لإهمال بعض الجذور لجهة صعوبة تجاور بعض الحرف وصعوبة الجمع بينها.

هل هناك تعليل لإهمال بعض البحور التي ولدتها دوائر الخليل ؟

الجواب نعم، وبقدر معقول من الاطراد وربما يحتاج مزيدا من التطوير وذلك في موضوع (هرم الأوزان)

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/haram

****

ثم لو أخذنا هذه البحور المهملة فإن سؤالا يطرح نفسه . لماذا يكون للمتئد أكثر مما للمقتضب في دائرتهما (د) ؟ لماذا يكون الكيل بمكيالين ؟

المقتضب ليكون مقبولا ينبغي أن يكون مجزوءا وجوبا سواء في التسمية التقليدية أو أنه ( مقتضب من المنسرح) ... ولولا هذا القيد لكان مهملا

المتئد لو جزأناه ( وجوبا) سيكون مقبولا ، فلماذا لا نطبق عليه هذا القيد ؟ لكنه إذ يقبل في الدائرة يغدو تكرارا لما هو موجود فيها مسبقا. (مع فارق الوتد المفروق)

الجدول أدناه يبين أن البحور المهملة لو جزئت وجوبا لكانت محلولة كليا تقريبا في ( دائرة المشتبة - د ) ثلاثية التفاعيل . ولكن الأمر مختلف في دائرة ( المختلف ب ) رباعية التفاعيل. إذ لا توافق المألوف من صور البحور إلا بحذف مقطعين إضافيين.

ولينظر القارئ إلى ما يلي حول البحور المهملة ويتأمل :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tafkeer-aroody

دراﺳﺔ وﻣوازﻧﺔ - اﻟدواﺋر اﻟﻌروﺿﻳﺔ ﻣﻬﻣﻼت اﻷوزان ﻓﻲ A Comparative Study

تفكير عروضي ( بصدد نسبة القول بالبحور المهملة والبحور المجزوءة وجوبا للخليل) :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tafkeer-aroody

فيما يلي أشكال استجدت لي لوضع مفهوم البحور المهملة وما يسمى بالبحور المجزوءة وجوبا في مكانه الصحيح

*****

ما يسمى بالبحور المهملة وعكسها