d9

الدورة التاسعة

هذه الدورة مختلفة عن الدورات السابقة فهي غير مقيدة بدرس معين ولا بتمارين محددة بل هي مراجعة لكل ما سبق من جهة وربطه بشمولية الرقمي من جهة أخرى. وفيها طرح لبعض المواضيع التي ذكرت باقتضاب أو لم تذكر في الدورات السابقة. وربما أخذتنا تداعياتها إلى علوم أخرى. وهي تهدف إلى تقوية التوجه نحو الإحاطة بالرقمي ككل متخطية الحدود حدود الدورات والبحور. ويفترض فيمن سيتقدم لها أن يكون أنهى ما قبلها.

واجتياز الدارس لكل من أبوابها يعني تفاعله مع كل باب بالطريقة التي تروقه سواء استفسارا أو تعليقا أو مشاكسة أو معارضة على نحو يبين فهمه لمضمونه. وأتوقع أن تشهد بعض بوادر الإبداع من بعض المشاركين في طرق أبواب جديدة في الرقمي وربما الانطلاق فيها.

أبواب الدورة

الأول:

9 – 1

من المبادئ إلى أبواب الشمولية

يفترض أنّ في الدورات الماضية وما تضمنته من روابط ما يكفي للإلمام بالرقمي فيما يخص الوزن وامتلاك أدوات العبور إلى شموليتة. ولكني لاحظت أن بعض دارسي الرقمي في المنتدى يتناولون التمارين بشكل شبه معزول عن سياقها وهذا يؤدي إلى الانتقاص من القدرة التي ينبغي لمن يتخرج من الدورات أن يمتلكها. فالأصل هو المادة المشروحة والروابط المرفقة. ويأتي دور التمارين كمؤشر على مدى الاستيعاب. أما أن تكون التمارين هي المبدأ والمنتهى فأمر سلبي.

ثمة مسافة بين تحسس جسم الرقمي اللازم والمطلوب لوزن الشعر، وبين استشعار روحه المتمثلة في شموليته . وسأحاول هنا التركيز على هذا الجانب وأطرحه بطريقة تساعد على التفاعل مع روح الرقمي وشموليته، شموليته من حيث :

أ‌- تمثيله للذائقة العربية وفقا لثوابت معينة وصورة أقرب ما تكون للصورة الرياضية.

ب‌-تداخله مع علوم اللغة الأخرى من صرف ونحو وبيان ولسانيات.

جـ - تعبيره عن أشكال الإيقاع الأخرى من حركية ولونية وسوى ذلك مما يفيد التكرار وانتظامه

د - تداخله مع المعارف الإنسانية الأخرى

ومن حسن الحظ أن في الرقمي من المنطقية والترابط ما يساعد على تقديمه بشكل حواري أو حتى قصصي متناغم. وقد اخترت الأسلوب الحواري متقمصا في أحد شخصيتي الحوار شخصية أخينا علي بما فيها من مشاكسة إيجابية.

وتشاء الصدف أن أعثر على قصاصة دونت فيها هذه الفقرة التي أعجبتني ورأيت انطباقها على الرقمي لدى مطالعتي من سنين مضت في كتاب ( الهلال) العدد 196 – يوليو 1967

شخصية مصر ( دراسة في عبقرية المكان ) للدكتور جمال حمدان وجاء في الصفحة 10 منه ما يلي:

" ....... ويحسم ستامب الموقف بإيجاز حين يقول: (إن الجغرافيا في نفس الوقت علم وفن وفلسفة.) ويمكن أن نضيف للتوضيح: علم بمادتها، فن بمعالجتها، فلسفة بنظرتها. والواقع أن هذا المنهج المثلث يعني ببساطة أنه ينقلنا بالجغرافيا من مرحلة المعرفة إلى مرحلة التفكير، من جغرافية الحقائق المرصوصة إلى جغرافية الأفكار الرصينة."

إن ارتقاء طريقة تقديم – والعلوم كلها راقية بما هي وصف للحقيقة - أي علم يجب أن تقاس بالمقياس السابق بحث لو وضعنا اسم أي علم مكان ( الجغرافيا) لبقيت هذه العبارة صالحة في وصف رقي طريقة تقديم أي علم.

وتكاد طريقة الرقمي في تقديم عروض الخليل تكون مثالية من هذه الناحية، فلنقارنها مع طريقة التفاعيل بهذا الصدد :

الرقمي علم بمادته فن بمعالجته فلسفة بنظرته، ينقلنا من مرحلة المعرفة إلى مرحلة التفكير ومن الحقائق المرصوصة إلى الأفكار الرصينة

التفاعيل علم بمادتها فن بمعالجتها فلسفة بنظرتها، تنقلنا من مرحلة المعرفة إلى مرحلة التفكير ومن الحقائق المرصوصة إلى الأفكار الرصينة

ولنتأمل مدى صحة كل من العبارتين.

التفاعيل علم أجل ، هل هي فن بمعالجتها ؟ ربما . هل هي فلسفة بنظرتها ؟ أشك. هل تنقلنا إلى مرحلة التفكير ؟؟؟؟؟

ماذا عن الرقمي ؟ أترك الإجابة لمن درسه وخاصة ممن عرفوا التفاعيل قبله أو بعده.

والجواب منطقي فالتفاعيل أداة أو آلية لنقل تجسيد جزئيات تفكير الخليل والرقمي تواصل أو محاولة تواصل مع فكره.

ولسائل أن يسأل ألم تتوصل للرقمي من التفاعيل؟ الجواب بلى.

ولكن ذلك كان بجهد ودأب كبيرين، لأنه إبحار عكس طبيعة التفاعيل كأداة يتطلب استخلاص خلفيتها الجهد والدأب وتعاونت هذه الصفة فيها مع جمود اعترى التفكير العربي لقرون طمست فكر الخليل لصالح أداة وسيلة إيضاحه.

بينما يبدأ دارس الرقمي في استشراف تجلي فكر الخليل من أول دروس الرقمي. ويحضرني هنا قوللا الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:

" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "

إنظر إلى أي علم من العلوم الأدبية أو العلمية أو سواهما وانظر إلى الطريقة التي بها يقدمه حاملوه لسواهم، فإن وجدتها تقوم على الفهم والتفاعل مع معارف الحياة وتحفيز التفكير فاعلم أن له مستقبلا مزهرا. وإن وجدت حامليه يقدمونه على أنه حقائق معزولة عن سواها تقوم على الحفظ فاعلم أنه إلى ذبول. ونفس الأمر ينطبق على مناهج التعليم لدى الأمم. ولنا في رسول الله عليه السلام وطريقة حمله للإسلام ونشره أسوة حسنة في كل مجال.

كنت بدأت هذه الدورة لتكون مراجعة لما مضى وجعلت عنوانها بادئ الأمر ( دورة المراجعة) ثم وجدتني أنحاز بها إلى أن تكون معبرا إلى شمولية الرقمي تنطلق من المراجعة ولكنها مراجعة شاملة تتجانس مع ما تنطلق إليه، أي دون التقيد بالدروس وإن كانت تسير عموما بموازاتها ولكنها لا تفصل بينها كما أنها تجمع أحيانا متقدما منها مع متأخر.

خطر لي أن أجعل مادة هذه الدورة وصياغتها تحاورية بحيث يشارك أعضاء المنتدى في صياغة هذه الدورة بأسئلتهم وملاحظاتهم وآرائهم، وسوف أختار منها ما أراه يخدم فكرة هذه الدورة وأدمجه في نصها مع استسماحكم ببعض التصرف حسب مقتضى الحال. بحيث نستعين بشخصية المشاكس الافتراضية في مفاصل معينة آملا أن لا نحتاجه كثيرا ففي مشاكسي الواقع الخير كله. وسيتم تقديم هذه الدورة على مراحل حسب الظرف والتداعيات.

والدورة مقصود بها في الأصل من أتموا الدورات الثماني في منتدى الرقمي. ولكن ولأنها تنطلق من الصفر تقريبا رأيت أن أعرف في سطور قليلة في أولها بأبجدية الرقمي لتكون مدخلا لمن لا يعرف الرقمي للتعرف عليه.

الشارح: أخي المشاكس سأشرح الرقمي بطريقة تركز على شموليته آملا أن تكون مشاكستك مساعدة في إبراز هذا الجانب كاشفة عن ثغرات السرد لتلافيها.

المشاكس : قد لا تطيق أسئلتي

الشارح: لا تترك من جهدك جهدا فهنا تفيد المشاكسة

نبدأ بالساكن والمتحرك

أفضل ما يكون فهم المتحرك =1 مثل ( مَ، بِ ، فُ ) والساكن = ه ومعه الممدود مثل النون في منْ والألف في بابْ لمن لا يعرفهما هو الشرح الصوتي. فليتك ايها المشاكس بما لدك من خبرة في الشبكة تشرح الساكن والمتحرك في ملف صوتي تنشره في المنتدى ويتم إدراجه هنا لاحقا. والكلام هنا موجه للمشاكس الحقيقي لا الافتراضي. وينشأ عن اتحاد المتحرك والساكن مفردتان رقميتان هما أساس الرقمي وهما:

2 = 1 ه = متحرك + ساكن مثل كمْ ، بُو ، هلْ ، في ويسمى السبب

3 = 1 1 ه = متحرك + ساكن + ساكن مثل بِكَمْ ، أَبو ، فَهلْ ، وَفي ويسمى الوتد

المشاكس الافتراضي نيابة عن الحقيقي : يكون خير بإذن الله.

أيها المشاكس لا أراك اعترضت على قولي أن النون في (منْ) حرف مد، وهو قول أردت منه استدراجك فما نجحتُ في ذلك.

إنّ من الأحرف الساكنة منها ما يقبل إطالة صوت السكون عند اللفظ كالنون والميم واللام في قولك معيـنْ وكلامْ جميـلْ ,ومن الطريف هنا أن تستطلع الحيز من جهاز النطق الذي يمتد فيه هذا السكون امتدادا لا يخلو من مفارقة جمع خصائص التسكين وشيء ولو ضئيل من خصائص المد, ومنها ما لا يقبله مثل الباء والطاء- وسائر حروف القلقلة قطبجد - في قولك سرابْ ، خرائـط، والواو والياء إن سكّنا أمكن أطالة صوت السكون عليهما، وتسميان في حالة سكونهما بالحرفين الليّنين كقولك، مَـيْــسون ، أوْطان

والحديث عن المتحرك والساكن طريف من حيث أنه يتعامل مع اتجاهين متباعدين فهو يشرح الأمر لمن لا يملك من المعرفة اللغوية ما يميز به بينهما وهو لا يخلو من بعد فكري من حيث تداخل بحثه مع أمور في الكون. فالحرف المتحرك في الكلام يسبق الحرف الساكن. وإذا اعتبرنا الساكن رمزا للسكون فإن المتحرك الأول في الكلام هو حركة كلامية طارئة على حالة سكون. فإذا قال قائل ( بَدَأَ ) فإن حرف الباء يمثل الصوت الناشئ من حركة الشفتين ابتداء بعد أن كانا في وضع السكون. ومن هنا لا تبدأ العربية بساكن. بينما تبدأ اللغة الإنجليزية بما يشبه الساكن في مثل قولهم ( بْلاك - Black ) والمقصود هنا صوت حرف الباء في بداية الكلمة.

المشاكس: كأنك تقول إن الباء في( بْلاك - Black ) غير ساكنة فإن كانت كذلك فما حركتها ؟

ليست الباء هنا ساكنة وإن جربت أن تنطقها وهي ساكنة تماما فلن تنفتح شفتاك بل سترددها وفمك مغلق تماما، وهي ليست حركة وإلا لتبينا نوعها. إنها بين بين. وعلى كل حال، فإن نطقها مصحوب بخروج تيار هوائي صغير جدا، ولكنه يبعدها عن أن تكون ساكنة. واللغة العربية في بدايتها بالمتحرك الواضح وانتهائها بالساكن الواضح تضاهي مراحل حياة الإنسان لم يكن شيئا ( سكون ) ثم كان (حركة ) ثم ينتهي بأمر الله ( سكون) وهكذا الخلق في مظاهره. ويبدو انتهاء الكلام بمتحرك في هذا السياق نوعا غير منطقي.

وقد تجذر ذلك في اللسان العربي حتى أن بعض العرب لو لا يستطيع أن يلفظ Street بسين مكسورة ( سِتْ ري تْ = 2*2 2 ه)، وبعضهم يلفظ Twenty هكذا ( تِوَنْتِ = تونْ تِ 3 1 )

المشاكس: المفروض أن الرقمي يعبر عن الكلام أيا كان كما تدركه الأذن العربية، فكيف نمثلها وزن مثل هذه الكلمات ؟

هناك تمثيلان:

أولا تمثيل الإنجليز لوقع لغتهم وشعرهم في آذانهم ويتم حسب النبر وهو يختلف جذريا عن الوزن في العربية. ولنا أن نقول إن الجهازين السمعيين للعرب والإنجليز يدركان الوزن بصورتين مختلفتين. ولعلك تسأل أيمكن هذا في الخلق. والجواب نعم. وفي الإبصار توضيح لذلك فمن المعروف أن رؤيتي الأسد والصقر للشيء ذاته مختلفتان. وليس هذا الباب مما يطرق هنا

ثانيا تمثيل العرب لوقع الإنجليزية في آذانهم. لعلك تذكر الواو الزائدة في أول بعض أبيات الشعر النبطي والتي تلفظ خفيفة لا تؤثر على الوزن والتي اقترحت تسميتها بالنأمة وأنقل لك من الرابط:

http://arood.com/vb/showthread.php?t=360

أن الواو الخفيفة قد تسبق بعض الأبيات فلا تؤثر في وزنها ونشير لها هكذا (^)

وهذا يذكرنا بحرف الواو خفيف النطق في بدايات بعض الأبيات في الشعر النبطي. حيث يلفظ بتيار خفيف ينطلق في الحنجرة فكأنه لم يلفظ فلا يؤثر في الوزن مختلفا بذلك عن حرف (وَ ) في أبيات الفصحى.

من نحو قول الشاعر ناصر الشغار من شيوخ الدماسين من مطير ( الشعرالنبطي – ابن عقيل الظاهري )

كم من سباع في الخلا رافقتني ........وأنا لعكفان الشوارب دليلة

وكم من هنوف بالهوى خايلتني .........والخابر الله زولها ما استخيلهْ

ويكون وزن أول صدر البيت الثاني

و^.كم 2... من 2.... هنو3 = ^ 2 2 3 = ^ 4 3

وبالتالي يصبح تمثيل Street في الأذن العربية هكذا س^ ت^ ري 2 تْ ه = ^ ^ 2 ه

ويصبح تمثيل Twenty في الأذن العربية هكذا ت^ ونْ2* تِ = ^ 2* 1

أي أن هذا الرمز = ^ يطلق على أبعاض ( جمع بعض ) الأصوات

وقريب من هذا ما نجده في التلاوة في حروف القلقلة من مثل قوله تعالى :

" سنقرئك فلا تنسى " سنق (+ قلقلة = ^ ) رِ ءُ كَ فلا تنْ سى = 3* ^ 1 1 1 3 2* 2

وهكذا قد يسهم الرقمي في تعليم التلاوة فقد سبق ذلك في هذا المجال تمثيل حركات المد

في مثل قوله تعالى ( يااااا أيها الذين آمنوا ) = يااااا = 2 2 2 أيْ 2* يهل3* لذي 3 نءا 3 منوا 3= 6 2* 3* 3 3 3

المشاكس: أراك استعملت هذا الرمز( ^ ) في حالات ثلاث – بدء الإنجليزية بما يشبه الساكن – أول البيت في النبطي- في القلقلة. فهل هذه جميعا ذات الصنف ؟

الشارح : يجمعها أن كلا منها ( بعض صوت ) وفي قدر من الحركة أقل من المتحرك. ولكن تجاوز هذه الدرجة من الدقة يتطلب علما في اللسانيات ومن أعضاء المنتدى بعض اختصاصيي اللسانيات ولعلهم يعودون.

ولنعد الآن للتمييز بين المتحرك والساكن وحرف المد

أما حرف المد ( آ و ي ) فهو ما تستطيع أن تمد لفظك له: كالألف في بااااااااااااااااااااابْ – والواو في نووووووووووووووووورْ

وأما الساكن فهو ما تستطيع تجميده على جهاز نطقك كالسين في قاسْ ( قاسسسسس) ، والباء الثانية في باب (باااااااااااابْببببب)، والنون في شنْنننننننننطةْ

وأما المتحرك فهو ما لا تستطيع مده ولا تجميده كالباء الأولى في بَابْ فأنت لا تستطيع أن تمد الباء والنون في نُوووووووورْ فهو يمر في اللفظ خطفا.

سؤال من الأستاذة نادية :

" وأما المتحرك فهو ما لا تستطيع مده ولا تجميده كالباء الأولى في بَابْ فأنت لا تستطيع أن تمد الباء والنون في نُوووووووورْ فهو يمر في اللفظ خطفا.***

لم أستوعب كيف لا نستطيع أن نمد حرف الباء في باب و حرف النون في نور ،

و هي قد أصبحت حروف ممدودة حين تلتها حروف المد،

مثلا : في كلمة باب ، حرف المد هو الألف و لكن ، هل نستطيع مده منفصلا ؟

اااااا ؟، أعتقد أن هذا غير ممكن ، و لادور للمد من دون حرف قبله .

و لهذا أعتقد أنه يمكننا أن نمد الباء في باب و النون في نور ، و الحرف الذي لا نستطيع مده هو :

الباء الأخيرة في باب .

و الراء في نور .

هذا السؤال يستدعي انتباها ودقة في الإجابة فلا أحد ينكر المد ، ثم إن الألف أو الواو أو الياء لا يمكن لفظ أي منها كحرف مد دون متحرك يسبقها.

وللدقة أستعرض ما يلي

1- الباء في (بـَ ـاب ْ ) لا تنطق إلا بمتحرك

2- المتحرك لا يمكن أن يظهر لوحده ولا أن يميز عن الباء

3- المتحرك يمكن مده فيصبح ألفا وهذه الألف لا انفصال لها عن الباء قبلها ولكن صوتها في السمع يمكن تمييزه عن الباء بدليل أن

· الجيم وحركتها في جَـرى متمايزة تماما عن الباء وحركتها في بَرى، ولو طلبنا من شخصين أن ينطق كل منهما أحد اللفظين في آن واحد، فإنّ جَـ و بَ تظهران متمايزين. كوحدتين كل منهما مستقلة غير قابلة للتجزئة ينقضي وقتهما معا .

· بينما جااااااااااااري ، بااااااااااااااااري نستطيع المد فيهما بحيث لو طلبنا من شخصين مدهما وأدخلنا شخصا ثالثا بعد بدء النطق وأثناء المد فإن الصوت الذي يسمعه هو صوت الألف في كل منهما ولا يمكنه تمييز ما سبقها.ولا تمييز أي الكلمتين هي التي يستمر كل من الشخصين في نطقها.

جاااااا- دخل الشخص –ااااااااااااااااااري بااااااااا- دخل الشخص-ااااااااااااااااااااري.....المسموع هو الجزء الملون

فإنه وإن استحال لفظ الألف منفصلة عن المتحرك قبلها فإنها مميزة عنه في النطق ويمكن التعرف عليها مستقلة عنه بدليل عدم قدرة الشخص الداخل أثناء المد على التمييز بين مد جاري ومد باري

وهكذا أعيد تعريف الحرف المتحرك بأنه الحرف الذي يتردد صوته للحظة على جهاز النطق مقترنا بحركة لا تمد ولا تميز عنه أو تمد فتميز عنه في النطق. بل لكأن الألف في بَـ ـا بْ إنما تدخل على (بـَ ) الباء وفتحتها وليس على الباء .وحدها فكأن الفتحة متحدة مع الباء اتحاد نوع به يميز نوع كل من (بَ) و (بُ) و (بِ) من الآخر مع أن كمها واحد، وهذه الحركة فيها بذرة متجانسة مع حرف المد التالي لها. فكأنها أي الحركة (محول وسيط بين الحرف الصحيح وحرف المد فهي تحمل بذور النوع توحدا بالحرف الصحيح فلا يميز أحدهما من الآخر وبذور الكم تواصلا مع حرف المد).

المشاكس: إن اتخاذ ارقم 1 رمزا للمتحرك ( الحرف وحركته ) فيه توفيق كبير وتمثيل لانسجام العربية مع حقائق الكون. ودخول الحركة على الحرف يخرجه من عالم القوة إلى عالم الفعل ليكون مع ما يليه من مد أو ساكن مقطع السبب أو جزءا من الوتد. فحتى في طريقة كتابة الحرف وحركته كوحدة واحدة ( مـَ ) في مكان واحد تتميز العربية وتنسجم مع ذاتها، في حين أن الإنجليزية تمثلهما شكلا ( ma ) كشكلين متكافئين متجاورين ترمز لهما في العادة بالرمز ( cv ) حيث c= الحرف وv = الحركة. هل اختلاف الشكل في الحالين ناتجا عن اختلاف عقلية كل من الطرفين؟ أم أن الشكل أثر في تكوين كل من العقليتين ؟

الشارح : أولا ناتجٌ وليس ناتجا J ماشاء الله عليك أيها المشاكس، أراك مجيدا في هذه النقطة بالذات. ولكن أنظر كيف تبعناهم في عروضنا فبدلا من استمرارنا في تمثيل المتحرك كوحدة واحدة انسجاما مع إحساسنا اتبعنا طرق تمثيلهم

فصرنا نرمز للحرف بالرمز ص وللحركة بالرمز ع وللمد بالحرف ع ع

فعندهم م =ص ميم هكذا بلا سكون ولا حركة وهي بهذا الوصف لا وجود لها في الواقع ووجودها يقتصر على صورة ذهنية كما تفضلت ولا تخرج منها للواقع إلا بحركة معها أو مد يتقدمها. وعندهم مَ = ص ع و ما = ص ع ع وتجد مزيدا حول ذلك في

http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=450

ومنه أقتبس :

.................".فلقد كان الشعر في اللغات الأوروبية مبنيا على اللفظ الطبيعي الذي تراعي فيه مسألة طول الحرف الصوتي أو قصره، وبذلك كان ثمة تركيبات عروضية مبنية على ذلك، لها شبه كبير بالجمل العروضية العربية. غير أن النظرة إلى الحرف وحركته كمقطع قصير، إلى جانب المقطع الطويل، وهي فلسفة العروض القديم لدى الإغريقوقدماء الروم، هي التي شكلت مفرق طرق في تطور العروض الغربي وصمود العروض العربي على مدى الأجيال."

وكذلك :

" وفي مقدمة ما خيّب الظن في كثير من دراسات المستشرقين والمتأثرين(21) بهم من علمائنا المحدثين، هو تعاملهم مع الشعر العربي، فوضعوا لـه مصطلح النبر والمقطع القصير (الحركة)، والمقطع الطويل (المتحرك +الساكن)، أي أن فعولن، هي : فَـ+عو+لن.... وهكذا أدخل المستشرقون مصطلحات جديدة لا تمتُّ إلى العروض العربي بصلة، بل هي منقولة من الشعر الغربي... والمتأثرون بالمستشرقين وهم كثر، ينتقدون القدامى لأنهم أهملوا هذه المصطلحات في دراساتهم، ويأخذون عليهم أنهم قبلوا بأصوات الحروف بحسب حركات الإعراب، لأنها حركات ناقصة. إن أسلوب الأعاريض الأوروبية مختلف كل الاختلاف عن نظام البناء الصوتي الدقيق في الشعر العربي. وإن العجز في فهم "نظرية" الخليل الرياضية التي لم يعلنها نظرياً بل صوّرها بدوائره الخمس تصويراً، بقدر ما تتيح هذه الدوائر لظهور الوزن بحسب واقع الشعر العربي، دفع المستشرقين وسواهم إلى طلب العروض العربي بأدوات الشعر الغربي ومصطلحاته."

أرانا ابتعدنا عن صلب العروض ولكنه استطراد ممتع يدعو للتأمل. وهذا أحد أهداف الدورة.

***

لنبدأ بقصة الإيقاع فأبسط صوره الإيقاع البدائي الكمي أي حيث يتساوى عدد أصوات الحروف بين عبارتين أو عدة عبارات.

المشاكس: ماذا تقصد بأصوات الحرف

الشارح : في العروض نتعامل مع الصوت فأصوات الحروف في أي كلام مساوية لعدد الحروف ولكن لا يهمنا من الحرف إلا صوته في العروض. وهما من ناحية عملية متساويان ولكن نذكره من البداية لأن ما يهمنا في المقام الأول صوت الحرف، وبعده صوت الكلام بدون أي ارتباط بالإملاء أو المعنى أو النحو. طبعا هذا لا ينفي أهمية كل ذلك إذ يتم في الشعر كجديلة من عدة خيوط كل خيط قائم بذاته، وتفسد الجديلة الشعرية بفساد أحد خيوطها. فسلامة الخيط الواحد ضرورية لسلامة الجديلة ولكنها غير كافية.

المشاكس : إذن فنطق عدد متساو من الحروف في مجمعات متساوية يعطينا شيئا من الإيقاع يقارب الشعر ؟ وسأستعمل توضيحا لسؤالي الحرفين ( د) و (ن)

فهل تقول إن ترديد السطرين يعطينا نفس اللحن أو الإيقاع رغم اختلاف الحركات ؟

الشارح : أحسنت اختيار الرمزين الدال والنون فهما من جهة يشبهان صوت النغم البسيط في الموسيقى وهو أساس في مبادئها، وهما كذلك مستعملان في كتب بعض العروضيين.

عدد الحروف أحد شروط الحصول على الوزن أو الإيقاع البدائي ولكن إليك الشروط كاملة

المشاكس :

لو رجعنا إلى الجدول الذي وضعته أعلاه ورقمناه :

فسنلاحظ أن حرف الدال مفرد دوما وحرف النون زوجي

الشارح : أحسنت فلنضع أي حروف متحركة في الفردي وأي حروف ساكنة أو ممدودة في الزوجي ولنر ماذا يخرج لنا

المشاكس دعني أفعل ذلك :

إنه تكرار لِ ( دَنْ )

فلنضع أحرفا ونر ما يكون

حـلْ دَنْــكُـــمْ رَنْ بَــنْشَـــطْ رَوْسَــنْ

ولنجعل مع الوزن بعض المعنى نختار كلمالت قريبة

هـلْ جَئْــتـــمْ أَمْْ رُحــتَـــمْ رَأْْسَــنْ ( رأساً )

أحسنت وهذا هو الإيقاع البدائي الأول ( الخبب الأول) والأقل تطورا، فأنت التزمت الحروف الساكنة في الخانات الزوجية. وهذا ما يمثل البدايات المبكرة للخبب، ولو تركنا لأنفسنا الحرية المتاحة في أن يحل في الخانات الزوجية المتحرك أو الساكن أو الممدود لحصلنا على إيقاع بدائي ولنسمه البدائي الثاني وهومتطور تستعذبه الأذن أكثر من البدائي الأول، وسأتبع هنا طريقتك في الشرح، والوزن المقطعي الرقمي هو للسطر الثاني

ولنجعل السطرين على هيئة شطرين

حـلْ دَنَــكًُـــمْ رَنْ بَــنَشَـــارُ وَسَــنْ

كرر هذه الكلمات الملفقة التي لا معنى إنك ستحصل على الإيقاع البدائي الثاني ( الخبب الثاني )المتطور.

ولنغير بعض الأحرف المتحركة

لنجعل مع الوزن بعض معنى

مُـطْرِبُــكًُـــمْ حَنْ بَــقِـرَاءَ َةِ فَــنْ

حيث الخانات الفردية جميعا متحركة وحيث الأحرف الزوجية طليقة الحركة والسكون والمد.

وتأمل معي أهمية أن الخانات الفردية يحل بها دوما حرف متحرك. إذ هو يعني أن الوزن كله أسباب.

المشاكس : كيف ؟

الشارح أنظر للجدول التالي الذي هو خببي قبل التعديل، لنفترض أننا أحللنا ساكنا في الخانة الفردية 5 المخصصة للمتحرك

وكان الوتد

يمثل الخبب الأول البدايات على غير صعيد

فاسما آدم = 2 2 و حواء = 2 2 ه خببيان وأسماء كثير من الملائكة والجن والأنبياء والرسل عليهم السلام والكتب السماوية كذلك.

تأمل: هاروت – ماروت - إبراهيم – إسماعيل - يعقوب – إدريس – قرآن – توراة – إنجيل.

والأصوات البدائية الملتصقة بفطرة الإنسان خببية

القهقهة ببطء = 2 2 2 2 2 ومثلها السعال البطيء

والقهقهة السريعة = 1 1 1 1 1 1 1 1 = (2) (2) (2) 2 ومثلها السعال السريع

وزقزقة العصافير خببية

وتخيل بابا يصدر صريرا وتحركه الرياح بشكل رتيب نوعا ما فصوته خببي

والطفل يلفظ بدء ثم يردد ما ما ما ما = 2 2 2 2

ولهذا كانت معظم أغاني وأناشيد الأطفال خببية

الأستاذة نادية :

و دقات القلب : تك تك تك - و صوت التنفس - و الساعة - و صوت المشي - و الأنين

. سبحان الله ، هل يمكن أن نقول : في البدء كان الخبب ؟؟؟

فيما تفضلت من أمور ظلت لصيقة بالفطرة خبب. وفي سوى ذلك مما هو أعم وأشمل.

في البدء كانت البساطة والتماثل والكم. ثم تبع ذلك التنوع والارتقاء والكيف.

والخبب أحد مظاهر البساطة والتماثل والكم في بدء الكلام ومن ثم الإيقاع

.

الدخان - جزيء الهيدروجين - العناصر - المركبات

الماء - الرمل - التشكيلات الأعقد

الكائنات البدائية - مملكة النبات - مملكة الحيوان - البشر

وبقي ذلك متصلا في المخلوقات طويلة الحياة فدورة الأرض منتظمة وحركة الكواكب منتظمة في فترات محددة فكأنما يصح تمثيل تلك الأزمان لدوراتها ب 2 2 2 2 2 2 حيث 2 التي تمثل كل دورة قد تبلغ أياما أو سنين أو قرون أو حتى ملايين السنين.

ووحدة سنن الخلق دليل على وحدة الخالق. سبحانه وتعالى عما يشركون.

ومن الآن فصاعدا سأنحو نحوا أخاله منطقيا في الربط بين بعض مظاهر العروض فيما بينها، وفيم. وليس هذا الربط حقيقيا ولا باطلا من حيث الدقة التاريخية. وأعرف أن معطيات أقل منطقية منه في غير مجال قد يصنفها أصحابها على أنها حقائق علمية. ولكن الدقة والأمانة تفرضان عدم إصدار أحكام بلا بينة. وكون الربط منطقي ليس أكثر من مؤشر في هذا الصدد ولكنه لا يرقى إلى مرتبة الدليل. على أنه في غاية الفائدة في تكوين تصور شامل. وأغلب ما يتصل بهذا الشأن تفكير بصوت عال واستعراض لاحتمالات ومن شأن ذلك فتح آفاق التأمل والتدقيق، فإن من مسارات العلم حرية افتراض البدائل ومن ثم تدقيق كل منها ولا تعني حرية طرح البدائل صحتها جميعا أو حتى صحة بعضها، ولكنها الطريق الأمثل في البحث النظري خاصة للتوصل إلى ما يقارب المنطق أو حتى الصواب كما في قوله تعالى " أخلقوا من غير شيء أم هم الخالقون " فطرح بديلين يظهر التفكير بطلانهما لا يتركان إلا البديل الذي يقبله الفكر وهو أنه عز وجل هو الخالق لا سواه. ولذا مسبقا أقول إن ما أستعرضه فيما يلي مجرد افتراضات قد تكون صحيحة وقد تكون خطأ وإن من شأن تمحيصها موافقة أو رفضا أن يؤدي إلى اقتراب أكثر من المنطق وربما من الصواب.

لنا أن نتصور أن الإيقاع كان مقتصرا على جنس الخبب الأول 2 2 2 2 2

عرفنا تحول الرقم 6 = 2 2 2 في حشو الخفيف إلى 2 1 2 = 2 3 وهذا جائز لا واجب

لنا أن نتصور أن مثل هذا التحول المتأخر حصل على الرقم 6 في طفرة متقدمة فتحولت به

1ه 1 ه 1 ه = 2 2 2 المكونة من ثلاثة أسباب ( أضلاع ) إلى

1ه 1 ه 1 ه = 2 1 2 والتحم (1 2 ) في تلك المرحلة المتقدة فأنتجا معا الرقم 3 وبذا وجد 2 3 ومنذ تكون هذا الجديد البحري من ضلع ذاك القديم الخببي أصبح لدينا جنسان من الإيقاع بل ثلاثة

أ‌- خببي في ذاته لا جدال فيه = 2 2 2 حده الأدنى ثلاثة أسباب

ب‌-بحـري في ذاته لا جدال فيه = 2 3 مكون من سبب واحد + وتد

جـ - مشترك يحدد السياقُ انتماءَ سببه الأول = 2 2 3 مكون من سبب + سبب+ وتد

الأسماء في كل أمة وزمن تعكس نمط مقاطع اللغة بشكل عام، ومنها يمكن استنتاج هذه الأنماط في زمن معين لدى أمة معينة.

فلنستعرض طائفة من الألفاظ والأسماء التي صاحبت تطور الحياة البشرية ونتفحص الأسباب والأوتاد على ضوء افتراض تأخر ظهور الوتد

1- الأنبياء عليهم السلام حسب المرجح من تواريخ بعثاتهم

نلاحظ :

· عشرون من خمسة وعشرين من الأسماء خببي لو اعتبرنا اسم صالح منونا

· الأربعة أسماء التي يظهر فيها الوتد اثنان منها أسماء عرب بدليل قبولها التنوين ( نحو + عروض + تاريخ )

· الأنبياء العرب أربعة وأسماؤهم تقبل التنوين والسابقان زمانا خببيا الاسم ( دون تنوين) هود – صالح والتاليان زمنا في اسمك ل منهما 3 قبل التنوين ( شعيب – محمد )

· يغلب الخبب على أسماء من تقدم زمنيا من الرسل ويزداد ظهور الوتد مع من تأخر زمانهم، وهو ما يعضد الاستنتاج بأن الوتد ظهر متأخرا

· الاسم الوحيد الذي يحوي 3 مرتين في حال التنوين هو اسم سيدنا محمد عليه السلام.

· عادْ = 2 ه ونبيها هود = 2 ه ثمود = 3 ه ونبيهم صالحٌ 2 2

يقول تعالى : " وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا " عادٍ = 2 2 هوداً =2 2

"وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا " ثمودَ = 3 1 .....صالحا = 2 3

2- البلدان : مكة 2 2 - يثرب 2 2 ( المدينة = 2 3 2 ظهر لاحقا)

3- القبائل : قحطان ، عدنان = 2 2 ه ثم ربيعةْ= 3 2 ، مُضَرْ = 3

إن ما تقدم تداعيات وفيها بعض المنطق، وطبيعي أن يكون هناك سواها معها وضدها ولا تتضح الحقيقة إلا بالبحث.

ولو خطونا خطوة للأمام بالتأمل في أسماء الحيوانات

قطْ = 2 – كلبْ = 2 ه .........جمَلْ = 3 ....حصان = 3 ه فهل يعني هذا أن الإنسان استأنس القط فالكلب فالجمل فالحصان بهذا الترتيب ؟

يفترض أن وعي الإنسان على الأيام يترافق مع تطور ثقافي ولغوي فلنستعرض الأيام وتركيبها المقطعي

السبت = 2 2 ه الأحد 2 3 الإثنين = 2 2 2 ه

الثلاثاء = 2 3 2 ه الأربعاء 2 2 3 ه الخميس = 2 3 ه الجمعة= 2 1 3

هذا على أساس تسكين الآخر ولو حركنها أواخر أحرفها لحل ا محل السكون وأصبحت الجمعة = 2 1 1 1 1

حوت أسماء الأيام سمة الخبب كما أن مقاطعها غطّت أغلب ائتلاف المقاطع على النحو الذي ائتلفت في التفاعيل بما يطرح التساؤل عن بدء الشعر ومعرفة الأيام في عصور متقاربة أو في ذات العصر. ولو اعتبرنا التطور مقترنا بتقدم الوتد في التركيب فلنا أن نتصور تطور ائتلاف المقاطع على النحو التالي:

حيث الأقدم يأتي يمينا والأحدث يأتي يسارا. هذا التطور يفترض أن تقدم الوتد لأول الاسم هو الأحدث عهدا ولذا غاب عن وزن الأيام التركيب 3 2 = فعولن والتركيب 3 2 2 = مفاعيلن – مفاعلْتن.

المشاكس : لحظة أستاذي

هل يعني ذلك أن بحر الطويل هو الأحدث في بحور الشعر ؟

الشارح : منطقا وانسجاما مع ما تقدم من افتراضات نعم ، وحقيقة هو الأرقى بين بحور الشعر. والمتقارب 3 2 أرقى من المتدارك 2 3

نعود إلى سياق حديثنا، من أسماء الجمعة عند العرب عروبة

يقول السيد الحميري ذاكرا عروبة 3 2 وبالتنوين 3 3 بهذا المعنى ( دون أل التعريف )

إذا لا يزال يقومُ كل عَروبةٍ منكم بصاحبنا خطيبٌ مِصقَعُ

وهنا تخطر للذهن مقارنة عروبة 3 2 عروبةٌ ( بالتنوين ) 3 3 و محمد 3 2 محمدٌ بالتنوين 3 3

فكأنما هذه الصيغة المتميزة هي للسيادة والختام في الأيام والرسل.

ما علاقة ما تقدم بإدراك الشهور حسب ما تظهره مقاطع أسمائها ؟ هل ترجح المقاطع تزامنه أم تأخره أم تقدمه على إدراك الأيام.

وهل وجود الوتد في أسماء أيام أو شهور الأمة أ أكثر من وجوده نظيراتها لدى الأمة ب يعني أن ب أدركت الأيام والشهور بشكل أبكر؟

هذا احتمال، والاحتمال الآخر على افتراض إدراك متزامن لذلك من الأمتين فإن الأمة أ كانت إذ ذاك أكثر تطورا من ناحية ثقافية من الأمة ب.

بغض النظر عن مدى صحة التداعيات المتقدمة حول الوتد فإن فائدتها هي تركيز أهمية دخول الوتد إلى الوزن ليشكل مع الخبب وفقا لتوصيف رياضي طيف البحور الذي يتلون بمقدار جرعة كل منهما فيه.

المشاكس: أفكر في الأعداد على ضوء ما ذكرت

واحد = 2 2 فكأنه في خببيته ينقل لنا سلامة الفطرة في البداية فالخبب كما قلت أصل الكلام

إثنان = 2 2 ه

ثلاثة = 3 2

الشارح: كلامك منسجم مع منطقية الموضوع. وعلم مدى صحة استنتاجاتنا التخمينية عند الله تعالى.

هل ثمة مبالغة في أهمية الوتد ؟

لا يمكن أن يكون هناك مبالغة في أهمية الوتد في العروض العربي من ناحيتين: الأولى أنه مع السبب أساسا علم العروض وكلاهما مهم، والثانية أنه – في سياق بناء تصور منطقي للعروض العربي - اكتسب أهمية إضافية لتصور أنه طرأ على نظام سببي لا وتد فيه فأنشأ فيه ضوابط قررت أصناف الدوائر والبحور وضوابطها حسب علاقته مع الأسباب وتفاعله معها. بل إنه بأوزان الشعر في العربية خطا جعلتها أرقى وأثرى من أوزان سواها من الأمم بمراحل، وإن شاء الله سأعرض لمراحل رقي الأنظمة العروضية التي أعرف شيئا عنها يكفي لتلمس السبيلا إلى ذلك. ولكنني الآن أقتبس ما يلي:

مقتطفات من كتاب أوزان الألحان للدكتور أحمد رجائي :

http://www.geocities.com/alarud/84-music-prosody.html

."

3-(ص-58):"موقع الإيقاع الموسيقي العربي في علم العروض العالمي

" تصنف أعاريض الشعر في العالم إلى ثلاثة أنواع: العروض العددي والعروض النبْري والعروض الكمي." وفيما يلي تلخيص عن كل نوع:

العروض العددي: ومثاله العروض الروماني المتأخر الذي ورثه العروض الإيطالي والفرنسي والإسباني ويتألف من مقاطع متساوية في الطول، بشكل متواتر وبعدد متعارف عليه من هذه المقاطع. أما طول المقطع فهو ما يعادل في العربية حرف متحرك يليه ساكن كقولك (ما، لا، منْ ) وهو ما يسمى في العروض العربي السبب. "

وهكذا نرى أن عروض هذه اللغات العالمية يطابق الخبب البدائي الأول في العربية 2 2 2 2 والذي يخلو من السبب الثقيل. ولك بعد ذلك أن تتخيل الفجوة بينه وبين ثراء العروض العربي بدخول الوتد وما تلاه من ثورة الإيقاعات الناجمة عن ذلك، فكأن هذا العروض في عمر طفولة العروض العربي بل رضاعته. أو كأنهما ولدا معا فتوقف نمو ذلك العروض رضيعا ونما العروض العربي.

بدخول الوتد إلى عالم الأسباب ولد الإيقاع البحري وركنه الأساس 2 3. وللوتد خواص على مستويات ثلاث

1- على مستوى ذاته : فهو كل لا يتجزأ ولا يقبل حذف أي من أجزائه.

2- على مستوى السبب الذي يسبقه مباشرة فهذا السبب بحري دوما 2 3 وصفات السبب البحري أنه سبب خفيف لا يكون ثقيلا أبدا. وأن ساكنه من حيث المبدأ قابل للحذف. ونميز السبب البحري 2 عن السبب الخببي 2 بوضع خط تحت السبب الخببي. ونتذكر أن السبب الخببي 2 يكون 2= 1ه أو (2)= 11 وهذا هو التكافؤ الخببي في الرقمي إذ لا زحاف أي لا حذف في خبب ويسمى في طريقة التفاعيل زحاف الإضمار في الكامل، وزحاف العصب في الوافر وموضعه الفاصلة في كل منهما 2 2 . والسبب البحري يكون 2 = 1ه أو 1=1ه ( محذوف الساكن ) وحذف الساكن هو الزحاف في التفاعيل والرقمي سواء.

3- على مستوى التركيب : إذ أنشأ دخول الوتد عالم الأسباب أنغاما أو إيقاعات كثيرة مظهرها توزيع الأسباب والأوتاد وعلى أساس هذا التوزيع تحددت تنويعات متعددة بصفات معينة لكل تحديد. ثمة ثلاثة أرقام زوجية 2 – 4 – 6 ورقم واحد فردي 3 والبحور تنويعات ائتلاف هذه الأرقام

على النحو التالي:

وللخليل فضل إبداع واستخلاص هذه التباديل والتوافيق في دوائرة التي أبدع الأستاذان فيصل الصابر وعزت هلال عرضها في ساعتيهما:

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=2327

http://alu.helalsoftware.net/prosody/circles.htm

ولكي نعرف مدى ثراء بحور الشعر العربي بالنسبة لسواه نقارن مجموعات إيقاعاته مع مجموعات إيقاع بعض أشعار اللغات الأوروبية.

فكما تقدم نقله عن الدكتور أحمد رجائي فإن العروض الفرنسي محصور في الخبب البدائي الأول 2 2 2 2

وحتى حيث تشبه طبيعة بعض هذه اللغات طبيعة العربية من حيث تفاوت المقاطع فإننا نجد العربية أكثر ثراء في إيقاعاتها بشكل كبير. يتضح ذلك في اللغتين اللاتينية والإغريقية. الإنجليزية لها نفس بحور هاتين اللغتين ولكن دلالة المقطع فيها مرتبط بالنبر.

ويمكن المقارنة بين عروض هذه اللغات والعروض العربي من خلال 1 - مجموعات مقاطع كل منهما 2- دائرة بحور كل منهما

1- المجموعات : يستعمل الغربيون مصطلح مقطع للدلالة على الرقم 1 كما على الرقم 2 ولا يستعملون الرقم 3. ولتتضح المقارنة سأورد هنا مجموعات الأستاذ سليمان أبوستة المعبرة عن مضمون دوائر الخليل مع نقلها إلى الصيغة الغربية ( استعمال الرقمين 1 و 2 فقط ) لا عن قناعة بهذا بل تسهيلا للمقارنة.

2-

يذكرني شكل مجموعات الأستاذ سليمان أبو ستة بأهرام البحور لدى الأستاذ محمد العياشي الذي يعتبر النسق أو وحدة الإيقاع هو ما يتكرر بنظامه وترتيبه غير قابل لللتجزئة وهي لديهم هذه ( التفاعيل ) وهي وأمامها نظائرها في العربية

11 = سبب ثقيل

1 2 = وتد مجموع

2 1 = وتد مفروق

1 1 2 = فاصلة .. . من صور الخبب إذا كررت وحدها كما لديهم

2 1 1 = فاصلة معكوسة من صور الخبب إذا كررت وحدها كما لديهم

2 2 = سببان خفيفان من صور الخبب إذا كررت وحدها كما لديهم

النسق هو الوحدة المتكررة فهي في المتقارب 3 2 = 1 2 2 ولكن إيقاع الخفيف تساوي الشطر كله = 2 3 6 3 2 3 2 = 21 واستنتاجا تكون وحدة إيقاع الطويل تساوي البيت كله نظرا لاختلاف العروض عن الضرب والذي ينشأ عنه اختلاف الصدر عن العجز فيكون نسق الصورة التالية من الطويل

= 3 2 3 4 3 2 3 3 .........3 2 3 4 3 2 3 4 = 3 4 ثلاثة وأربعين.

فإذا قارنا 21 أو 3 4 بأكبر نسق لديهم كان ذلك خمسة أضعافه أو عشرة أضعافه.

ونظير بعض أصناف هذه البحور لديهم يوافق بعض ما نجده في العربية من بحور تلتزم صيغة محددة من الخبب أو زحافا معينا يبسطها جدا، أو مما لا ينظر إليه في مرتبة البحور أو ما يرد من الشوارد

ومن ذلك شاهد الخبب الي تورده كتب العروض وهو يوافق Spondee=22 ( الخبب البدائي )

حقّاً حقّاً حقّاً حقّاً صدقا صدقا صدقا صدقا

2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2

ومن ذلك ما قاله أبو العتاهية وهو يوافق Trochaic=21 ( الوتد المفروق)

للمنون دائرا ت يدرن صرفها

2 1 2 1 2 1 2 1 2 1 2 1 2 1 2 1

ومن ذلك شاهد بيت الخبن في الرجز فهو يوافق 12Iambic= ( الوتد )

وطالما وطالما وطالما سقى بكفّ خالد وأطعما

1 2 1 2 1 2 1 2 1 2 1 2 ......1 2 1 2 1 2 1 2 1 2 1 2

ومن ذلك التزام 1 3 في الخبب دون 2 2 أو 2 11 أو في المتدارك دون 2 3 فهو يوافق Anapestic=112

أبكيت على طللٍ طربا فشجاك وأحزك الطلل

1 1 2 1 1 2 1 1 2 1 1 2 1 1 2 1 1 2 1 1 2 1 1 2

ويتضح فارق الثراء بيانيا من مقارنة ساعتي بحور العروضين العربي واللغات الأوروبية التي تقدم ذكرها على الرابط التالي:

http://alarood.googlepages.com/2clocks.GIF

بعد مضي وقت كاف لم أنجح في إشراك الخريجين – عدا الأستاذة نادية- في هذا الموضوع الأمر الذي أفسره بأنه راجع إلى خروجي عن الطريقة المتبعة في الدورات، وترك المبادرة كليا بين يدي المشاركين، وبناء على هذا سأغير هذا الأسلوب منتقلا خطوة إلى الأمام في طريقة التقديم بهدف تشجيع التوجه للبحث آملا أن تتلوها خطوات فيما سيلي من أبواب هذه الدورة.

فيما يلي مشاريع بحث بسيطة موجهة إلى الإحصاء في مجال اللغة والعروض.

قد تبدو هذه الإحصاءات ساذجة الآن كما بدا درس الساكن والمتحرك ساذجا في الدرس الأول من مبادئ الرقمي، ولكنها ستكون تمهيدا لسواها مما هو أهم.

والمطلوب من كل مشارك أن يقوم بتقديم بحث يختاره من بينها وليته إذ يختار بحثا يتقدم باقتراح لبحث آخر بحيث تظل هناك مشاريع بحوث لمن سيأتون لاحقا.

وشروط البحث أن لا يقل عن صفحتين عن أي من المواضيع المقترحة أو أي موضوع آخر يختاره المشارك.

المطلوب إحصاء تكرر حرف ما أو كلمة ما أو تعبير ما في نص ما شعري أو نثري ومن الكلمات المقترحة وحساب نسبتها والمقارنة بين هذه النسبة في نص معين مع مثيلتها في نص من نفس الموضوع أو نسبتها بين نصين لشاعرين أو في بحرين مختلفين والمجال هنا مفتوح ليختار المشارك ما يشاء ومن الكلمات المقترحة. وإن وجد المشارك دلالة لتلك النسبة أوتفاوتها بين نصين فليذكر ذلك.

ويمكن أن يتم العد بواسطة الحاسوب عن طريق استبدال كل كلمة بمثيلتها بين (قوسين ) أو بنجمة ويتم ذلك على النحو التالي :

الله – أو – بل – إني – كلا – نحن – لا - نعم .................وما إلى ذلك

مثال : إحصاء حرفي الميم والنون

الخطوات :

دعنا نعيد ذات الإحصاء على قصيدة أخرى

يلاحظ ارتفاع نسبة الميم في الفصيدة الثانية بالنسبة لحرفي النون والصاد في في القصيدة ب عنها في القصيدة أ

ولكن ترتيب الأحرف تنازليا حسب نسبتها واحد في القصيدتين، الميم ثم النون ثم الصاد.

هل الأمر ذاته ينطبق على النثر ؟

لنأخذ قطعة من النثر ونختبر ذلك،

( تم استبدال كل من الميم والنون والصاد بنظيره الإنجليزي )

خاطر 3 :

جاء في الدورة:

*** وأmا الmتحرك فهو mا لا تستطيع mده ولا تجmيده كالباء الأولى في بَابْ فأ n ت لا تستطيع أ n تmد الباء وال n و n في n وووووووورْ فهو يmر في اللفظ خطفا.***

لm أستوعب كيف لا n ستطيع أ n n mد حرف الباء في باب و حرف ال n و n في n ور ،

و هي قد أ s بحت حروف mmدودة حي n تلتها حروف الmد،

mثلا : في كلmة باب ، حرف الmد هو الألف و لك n ، هل n ستطيع mده m n ف s لا ؟

اااااا ؟، أعتقد أ n هذا غير mmك n ، و لادور للmد m n دو n حرف قبله .

و لهذا أعتقد أ n ه يmك n n ا أ n n mد الباء في باب و ال n و n في n ور ، و الحرف الذي لا n ستطيع mده هو :

الباء الأخيرة في باب .

و الراء في n ور .

في ا n تظاركm .

م =m = 25..................ن = n = 30..................ص = s= 2

نلاحظ هنا أن حرف النون أكثر ورودا من حرف الميم، وهو غير ما ورد في القصيدتين.

_________________

لنأخذ قطعة أدبية نثرية من خارج المنتدى :

طبعا يمكن احتساب نسبة عدد أكبر من الأحرف أو عددها جميعا في قصائد ذات أغراض شتى وملاحظة إن كان حرف ما يقل أو ينقص في شعر الغزل مقارنا بشعر الفخر أو الحرب، كما يمكن أن يطلق المشارك العنان لنفسه في هذا المجال.

وهذا رابط وجدت مادته لدي فيه بعض الإحصاءات:

http://alarood.googlepages.com/005-ihsaa-1.htm

وهذا رابط في نهايته إحصاءات حول غلبة توافق نهايات الكلمات في الخفيف مع السبب المظلل في الوزن

2 3 2 2 2 3 2 3 2

http://alarood.googlepages.com/42-tadaeyat-hewar.htm

وللموضوع بقية بإذن الله.

*****

الثاني

الثالث

الرابع