hiwar-matee

الحوار الماتع مع أستاذي الرائع

عندما تلوح لي فرصة للحوار مع أستاذي الحبيب أبي عاصم أغتنمها، فإلى جانب ما في محاورته من ثراء وتعلم أكتسبه، هنالك متعة لا تقل شأنا عن تلك الفائدة وتتمثل في أدبه الجم عند الاختلاف يكاد يفوق نظيره عند الاتفاق، حتى ليغريك عندما ينعدم الاختلاف إلى افتعاله.

نشر أستاذي لحسن موضوعا رد عليه أستاذي فقلت أغتنم الفرصة، لا سيما وأنا لم أيأس من احتمال ولو ضئيل في ترغيب أستاذي بقراءة الرقمي وكأنه محام مكلف بالدفاع عن مذنب لم يقتنع ببراءته، لكنه لم يحكم بعد بأنه مذنب

أتمنى أن أنجح ولو جزئيا هذه المرة.

فيما يلي تعليق على ما تفضل به أستاذي د. عمر خلوف ، وما تفضل به باللون الأسود فيما يلي

أستهل الموضوع بالجدول الذي نشره أستاذي لحسن عسيلة :

***

نشرَ الأستاذ/ #لحسن_عسيلة حفظه الله على صفحته جدولاً، فرّغَ فيه (دائرةَ المشتبه) العروضية، وفقاً لرؤية (العروض الأرقامي)..

أغلب مواضيع العروض الرقمي تتعلق بموضوعين

الأول 2 2 2 : ورود ثلاثة أسباب صوتية:

أ - في دائرة المشتبه وتقتصر هذه على 2 2 2 في حشو بحورها وفي الضرب من السريع خاصة

ب – في الضرب من البحور أو مجزوءاتها المنتهية 3 2 2 3 ، نتيجة علة القطع (وتعريفها تفعيليا حذف ساكن الوتد المجموع وإسكان ما قبله، وفي الرقمي هي ناتج زحاف فتخاب وهذا ما يملي تحديدها بين وتدين) ، أو التي تنتهي بــ 3 2 3 2 بالتشعيث، ولم أستعمل التفاعيل هنا للتمييز بين الرمل المحذوف المنتمي لذوات النهاية 3 2 2 3 وإخراج الرمل غير المحذوف المنتهي ب 3 2 2 3 2 من كلا المجموعتين. لأنه ينتج من تشعيثه 2222 وهذا لا يرد في غير الخبب.

الثاني : التوأم الوتدي 2 1 2 وهو ما يمثله ما لُوِّن بالأحمر في الخفيف (فاعلاتن مس تف ع لن فاعلاتن) وفي المنسرح ( مستفعلن مفعو لا تُ مس تفعلن )

وينكشف الغموض عندما ينظر إليه في نور منهج الخليل الذي يمثله الطرح الشمولي لساعة البحور التي نرى نحن أهل الرقمي أنها خارطة كل من عبقريتي العربية وفكر الخليل. هذا التجانس بين منظار منهج الخليل وخصائص العربية مطرد يفي بكل جزئيات العروض وهو أمر لا يتوفر لمنهج آخر ينظر بغير منظار الخليل وذلك إما لأنه لا يجانس العربية أو لأنه يجانسها جزئيا. وهذا ما يعنيه قول العالمة جوان مالينج.:"

والأمر في تجانسهما أشبه ما يكون بنوع النظارات أو الميكروسكوبات المصممة لبعض أنواع المرئيات. فسبحان من أبدعهما بهذا التجانس.

تعلمت من أستاذي د. خلوف الكثير وأدين له في كتابه ( فن التقطيع الشعري ) بباكورة الوعي على فكرة العروض الرقمي كشكل قبل أن يأخذ مداه استكشافا للمضمون وتواصلا مع فكر الخليل وعرضا لمنهجه.

الأمر موضوعي وأصبح مدار اهتمام قلة من الأكاديميين العرب واعتمدته في رسالته للدكتوراة طالبة واحدة هي الأستاذة مروة عطاالله وكما علمت أنه مرشح لرسالة دكتوراه أخرى في الجزائر. كما أنه قد ذكر كمرجع أكاديمي في مراجع غير جامعة وهو مثبت كمرجع من مراجع جامعة الملك سعود.

كلما رأيت عجزي عن إقناع أستاذي د. خلوف بما أراه ناصعا لا لبس فيه من أمر الرقمي يحضرني قول الشاعر:

ولم أر في عيوب الناس عيبا كعيب القادرين على التمام

وهي دائرة خليلية مثيرة للجدل العروضي،

ليكون الحوار جذريا وشاملا ومرتبطا بما تقدم فإني سأستأنفه من حوار سابق بيننا لأنه يمثل امتدادا له. وأنقل حرفيا منه قوله :

كم أخبرتُ حبيبنا أبا صالح أنني عاجز عن فهم لغة الأرقام التي يحدثني بها، وذلك على الرغم من قدرتي على فكِّ أسرار نظريتي د.أحمد مستجير، ود.مصطفى حركات الرقميتين، وحاورتُ د.الثمالي، كما حاورت القرطاجني من قبل..

وكم نبهته أنّ ذلك هو سبب السلبية وعدم الاستجابة لما يُحاول إقناعنا به.

الأرقام في العروض الرقمي وسيلة لا غاية، واقتضت هذه الوسيلة ضرورات التجريد والرسم والجدوله. ويشق علي تصور أستاذي د. خلوف عاجزا عن فهم لغة الأرقام وأساسها رمزان: رمز السبب = 2 ورمز الوتد = 3 خاصة أن هذين الرمزين هما عدد حروف كل منهما.

----

وها هو يريد أن يفرض علينا رؤيةً لا نؤمن بها أصلاً..

معاذ الله أن أفرض، فالفكر والعلم لا فرض فيهما. ولو أردت أت أفرض فإنني لا أستطيع. لا أقول إنك تفرض علي ما يشق على نفسي من استيعاب قولك بعدم قدرتك على فهم الرقمي وأنت من زارعي بذرته.

أستاذُنا يعتبر الدوائر العروضية ممثلةٌ لمنهج الخليل (الشمولي)، وهي مقدّمةٌ لم يُقرّها الخليلُ نفسه، ومع ذلك فهو يُرتّبُ عليها نتيجةً لا نُقرّها، حيثُ يجعلُها ممثّلةً للذائقة العربية!، وكلّ ما وراءها خروجٌ على هذه الذائقة!!

ونحن نعتبر دوائر الخليل (مُرَقّعانيّة) جمعت (المتعوس) على (خائب الرجا)، وهو مثلٌ (حموي) واضح التمثيل لمن يفهمه.

فنحن لا نرى علاقة بين الخفيف والسريع، ولا بين المضارع والمنسرح، ولا بين (المجتث) وأخوته (غير الشرعيين) في الدائرة.. سوى الاشتراك فيما بينها بشيءٍ من مواصفات أنساقها، أو وقوع نسق ضمن مكونات سواه.

فإذا رفضنا هذه (التوليفة العجيبة) التي سمّيت بالدوائر، فإننا واثقون كلّ الثقة أنّ (بحورَ الخليل الخمسة عشر) هي التي تمثّل الجزءَ الأكبر من الذائقة العربية.. وإن لم تكن ممثلةً لكلّ هذه الذائقة. مع يقيننا أن الذائقة قابلة للتطور.

فما توقفت عنده ذائقة امرؤ القيس وعبيد بن الأبرص لن يقنعني بعقم الذائقة العربية، وعدم قدرتها على توليد إيقاعات أخرى أو بحورٍ إضافية.. وقد فعلت.

فلقد كان ميلاد بحر الخبب إيذاناً بالعجز الذي فرضته الدوائر على الذائقة المتطورة.

أنقل من موضوع طرح شامل حول ساعة البحور ما يلي:

"الذائقة العربية كما صورتها عبقرية الخليل في نسيج بحور الشعر العربي محبوكة على نحو هندسي رياضي لا شذوذ فيه. دوائر الخليل تحمل هذا التصور وتعبر عنه، ومعذور من لا يرى هذا الرأي، ذلك أن منهج الحفظ التجزيئي في (العروض) لم يعرف للدوائر ما تستحقه من أهمية.

قد تكون أهمية الدوائر في تمثيلها لمنهج الخليل لدى بعضهم غير قاطعة لما ينسبونه لها من انتقادات.

تنتظم هذه الدوائر في ساعة البحور بشكل محدد لا يتكرر مضمونه ويعبر تعبيرا مضطردا وشاملا عن العلاقات بين هذه الدوائر وخواص المحاور فيها بشكل تنتفي عنه الصدفة تماما، ويكفي للرد على كل مواضيع العروض، بما في ذلك الانتقادات الموجهة للدوائر. إن ساعة البحور بهذا الانتظام تعتبر تعبيرا رائعا جميلا عن عبقريتي العربية والخليل بشكل مطلق.

الفهم الصحيح لمنهج الخليل في علم العروض كما يقدمه الرقمي لا يمكن فهمه بدون فهم ساعة البحور. وربما لا يجد فيها من يتقنون العروض معلومات جديدة وإن وجدوا جديدا فهو يسير. إنما الجديد هو هذا البنيان البديع من هذه الأجزاء المعلومة بشكل يشمل كل العروض العربي مقاطع وبحورا ودوائر وزحافات وعللا، مع ما يتطلبه موضوع الزحافات والعلل من بعض المطالعة الإضافية.

الوعي على ساعة البحور يعني الوعي على الخصائص الهندسية الرياضية الفذة للعربية في مجال وزن الشعر وإن شئت فقل في مجال إيقاع شعرها وقوانينه "

إنكار هذا القدر من الروعة والوضوح والاطراد والجمال وتفسير الإشكالات العروضية أمر لا يمكن فرضه. ولكن من يقتنع به له أن يعرض وجهة نظره في المسائل العروضية على أساسه. ولعل في ذلك ما يقنع بعضهم بالاهتمام بالأمر.

وانطلاقا من فهمي لساعة البحور واستعراضا لصدقية ما ذكرته بصددها ستكون ردودي على ما تناوله أستاذي د. خلوف.

لأنه يتولّد عنها مجموعة من البحور المُهملةِ الأصول، المخالفةِ لواقعها الشعري، خلافاً جوهرياً، حيث لا تسلس لهم إلا (بطرح) واحدة من تفاعيلها لزوماً، كما في: (المضارع، والمقتضب والمجتث)، أو (بترقيعٍ) غريب يُوقعونه على إحدى تفاعيله، كما في: (السريع).

في ظل غياب فهم منهج الخليل فإن ما ذكره أستاذي الفاضل ينطق بلسان حال جل العروضيين العرب. الذين يرون ذلك من مثالب دوائر الخليل.

في ضوء فهم منهج الخليل كما يقدمه الرقمي فإن كل ما ذكره أستاذي الفاضل وارد في سياق ساعة البحور ولكنه يعتبر دليلا على صحتها وتجلي عبقرية العربية وعبقرية الخليل فيها بشكل لا لبس فيه . وهذا ما يشكل مفخرة للعربية لا أظن سواها – إن شاركها في شيء من ذلك – يبلغ فيه ما بلغته. أقول ذلك بناء على بعض معرفتي بالأعاريض الغربية.

الرد على هذه المسائل جميعا وارد في موضوع إنصاف الخليل ومع ذلك سأرد ناقلا أحيانا على ما تفضل به أستاذي.

في قضية المضارع والمقتضب والمجتث

1- المضارع شأن كل بحور دائرة ( د- المشتبه ) ناتج عن تحول الوتد المجموع على محور (8-جـ ) أي المحور 8 في دائرة (جـ - المجتلب) إلى وتد مفروق على المحور المزدوج (9/ 8) في دائرة ( د- المشتبه) وبذلك يكون أصل المنسرح هو الرجز وأصل الخفيف هو الرمل وأصل المضارع هو الهزج.

مفاعيلن مفاعيلن ..... تصبح .... مفاعيلن فامـ عيلن = مفاعيلن فاعـ لاتن = 3 2 2 2 1 2 2

وهذا يفسر جزء المضارع تبعا لجزء الهزج ويؤيد قول التبريزي في الكافي : " سمي مضارعا لأنه ضارع الهزج بتربيعه وتقديم أوتاده."

2- المجتث والمقتضب : على نور ساعة البحور يتطابق المعنى اللغوي والاصطلاحي لكونهما يعبران عن مجزوءين جزءا قبليا ( اجتثاثا من الحفيف واقتضابا من المنسرح ) ولا فرق بين مجتث الخفيف ومجزوئه. وافتراض وجود مجتث تام مجزوء وجوبا قول يخالف الواقع فالمجتث ( المجزوء القبلي ) التام بهذا الاعتبار هو ذات (المجزوء البعدي) التام والتمام في كليهما يقصد به بحر الخفيف. وهذا يؤيد قول الأستاذ عبد الله درويش الذي ذكر الأستاذ سليمان أبو ستة بصدده كما ورد في أصل موضوع الإنصاف :"

ثم إن ما تطمح إلى عمله بهذه المصطلحات الثلاثة قد سبقك إليه الدكتور عبد الله درويش في بحث له بمجلة الأزهر عدد أكتوبر عام 1960، حيث قال:

"يمكننا أن نتوسع خطوة أخرى في تعريف المجزوء فلا نكتفي كما يقول العروضيون بأنه ما حذف منه عروضه وضربه ، بل نقول: إنه يشمل ذلك ويشمل أيضا ما حذف منه صدر كل من شطريه، أي التفعيلة الأولى من كل من منهما . وسوف لا يؤدي هذا الرأي إلى فرق عملي في مثل كل من الكامل والرجز لكنه يؤدي إلى فرق عملي في مثل الخفيف الذي أصل شطره:

فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن

ويكون له مجزوءان:

فاعلاتن مستفعلن ××× فاعلاتن مستفعلن

والمجزوء الثاني يكون على هذه الصورة:

مستفعلن فاعلاتن ××× مستفعلن فاعلاتن

وهو ما يعرفه العروضيون باسم المجتث. وإذا أضفنا إلى ذلك التخلص من الدوائر أمكننا أن نستغني عن كلمة المجتث في العروض اكتفاء بإدماجه في مجزوء الخفيف بعد تعديل تعريف المجزوء . ومثل هذا يقال في المنسرح الذي شطره:

مستفعلن مفعولات مستفعلن

فله مجزوءان:

الأول ما عرفه العروضيون باسم مجزوء المنسرح، وهو:

مستفعلن مفعولات ××× مستفعلن مفعولات

والمجزوء الثاني يكون على هذه الصورة:

مفعولات مستفعلن ××× مفعولات مستفعلن

وهو ما يعرفه العروضيون باسم المقتضب. وبهذا نكون قد اختصرنا أسماء البحور." أ. هـ ."

وأنقل من نفس الموضوع :" هل أورثنا الخليل مجتث الخفيف ومقتضب المنسرح أم أورثنا مبدأ الاجتثاث والاقتضاب ككل؟ وهذا التساؤل لا يرد إلا في (علم العروض) المهتم بالتصور الشامل لمنهج الخليل، وهو لا يرد في ( العروض) المقيد بالمصطلحات والجزئيات والمظاهر التي يقتضيها التطبيق المباشر بما يطيق أغلب الناس في منهج الحفظ."

3- ترقيع السريع

للسريع – حسب الرقمي - انتماءان كلاهما ناشئ عن الرجز

الأول من خلال علاقة دائرتي ( جـ، د) حيث يُنظَرُ إلى صدور السريع عن الرجز كصدور المنسرح عنه مع اختلاف مطلع الرجز المصدور عنه في كل من الحالتين.

والسريع هنا = مستفعلن مستفعلن مستف لن عُ ولحق الكشف تفعيلته الأخيرة ( مستف لنع = مفعولاتُ ) فتحول الوتد المفروق 12 إلى 2

الثاني من خلال نسبته للرجز مباشرة في دائرة د باعتبار الجد المشترك بينهما هو

مستفعلن مستفعلن مستفعل 4 3 4 3 4 2 ولحق القطع تفعيلته الأخيرة فتحول الوتد المجموع 3 = 21 إلى 2

كلا الأمرين مطابق للواقع . هذا الواقع الذي يدعمه في الشعر وجود مشطور مشترك بينهما 4 3 4 3 2 2 2

هل ورد هذا الوزن في الشعر العمودي بهذا الشكل ؟

هنا حديث ذو شجون يتعلق بالقافية بما يصح في الرجز من تجانس بين 1 2 2 في العروض مع 2 2 2 في الضرب

وما لا يصح في السريع من تنافر بين 2 1 2 في العروض و 2 2 2 في الضرب مع استبعاد 222 في كل أعاريض الشعر العربي في غياب التصريع.

ومصداقية ذلك الجد المشترك نجدها في نص الشاهد المشترك بينهما :

( أهدى سبيل إلى علمي الخليل – ص 91) حول الرجز : " كما حكوا أيضا القطع في المشطور، وجعلوا منه قول الشاعر القديم :

يا صاحبي رحلي أقلا عذلي .

( أهدى سبيل إلى علمي الخليل – ص 106) حول السريع : " العروض الرابعة مكشوفة تصير فيها مفعولاتُ إلى مفعولا وتحول إلى مفعولن ومثاله:

يا صاحبي رحلي أقلا عذلي"

واستطرادا أقول: كل بيتين مشطورين يمثلان بيتا مصرعًا أو مقفى

هذه الأبيات للزفيان وهي كما ترى مشطورة

عاسِرَة بِراكِبٍ مَحلُوقِ

وَلَم تُسَوِّغنِى بَقايا الرِّيقِ

خارِجَة مِن الجِبالِ الرُّوقِ

عامِدَة لِمَطلَعِ العَيُّوقِ

ويمكننا اعتبارها بيتين مصرعين على النحو التالي : 4 3 4 3 4 2

عاسِرَة بِراكِبٍ مَحلُوقِ .....وَلَم تُسَوِّغنِى بَقايا الرِّيقِ

خارِجَة مِن الجِبالِ الرُّوقِ....عامِدَة لِمَطلَعِ العَيُّوقِ

ولنا حسب ما تقدم اعتبارهما من الرجز أو السريع.

فإذا قرأنا يعدهما :

2 1 3 2 1 3 [3 2] ...... 3 3 2 1 3 [3 2]

ما لَكِ بِالحَرَّةِ من صَدِيقِ ....وَلا بِمَرّانَ وَلا العَقِيقِ

حُسِم أمر انتمائها جميعا للرجز ذلك أن 2 2 2 تحولت إلى 1 2 2 = 3 2

هل يمكن أن تتحول 2 2 2 إلى 2 1 2 = 2 3 لتعتبر من السريع.

نعم في إحدى حالتين

الأولى أن يسود ذلك كافة الأشطر لأن 2 1 2 لا تناسب 2 2 2 من حيث القافية.

الثانية في حالة التصريع المزدوج على ما فيه من بعد بين قافيتي الصدر والعجز :

عاسِرَة بِراكِبٍ مُحْلِقَهْ .....وَلَم تُسَوِّغنِى بَقايا الــرّيقِ ( ريقي )

خارِجَة مِن المدى مطرِقهْ....عامِدَة لِمَطلَعِ العَيُّوقِ ( يوقي )

ما لَكِ بِالحَرَّةِ من مُشْفِقَةْ....وَلا بِمَرّانَ وَلا العَقِيقِ ( قيقي )

وليقارن هذا مثلا بقول ابراهيم ناجي :

يا فؤادي ما ترى هذا الـغروبْ ما ترى فيه انهيار الـعُمُرِ؟

ما ترى فيه غريقا ذا شحوبْ يتلاشى في خضمّ القَـدَرِ؟

ما تراها اتّأدتْ قبل الـمغيب ورمت من عرشها المنـحدِرِِ

لفتةَ الحسرةِ للشطّ الـقريبْ قبل أن تسقط خلف الـنّهَرِ

أنقل من الرابط:

http://www.arood.com/vb/showpost.php?p=65442&postcount=4

ولله در أستاذي سليمان ابو ستة ‏إذ يقول :‏

الذي يريد أن يأخذ بنظرية الخليل في الدوائر، عليه أن لا يقف عند الأنساق الخمسة التي وضعها، ويترك ما هو جزء لا يتجزأ ‏من بنائها (حسب التصميم الخليلي لهذا البناء)، وهو ما يتحدد فيما يلي‎:‎

‏1-‏‎ ‎الزحافات أو العلل اللازمة في نهاية النسيق (العروض والضرب‎).

‏2- الجزء والنهك والشطر‎.

إذا أخذنا بذلك جميعه ، فإننا سنصل إلى استخراج كافة بحور الشعر العربي من هذه الدوائر

كما يقول الأستاذ كمال أبو ديب - اقتطف وبأقل قدر من التصرف:‏

(ص – 119: 124) : وأصر أكثر من باحث على أن السريع له الشكل التالي فقط : مستفعلن مستفعلن + ( فاعلن أو فاعلانْ )‏

‏= 4 3 4 3 + ( 2 3 أو 2 3 ه) وأن الصورة التي أعطاه إياها الخليل وهمية مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ = 4 3 4 3 4 ‏‏2 1 . لكن من الواضح في الوقت نفسه أن هؤلاء الدارسين ليسوا على حق في إنكار وجود التشكيل 4 3 4 3 6 1 في الشعر ‏العربي ولا يحل اللبس هنا إلا بالتمييز بين البحرين، ويقترح هذا الكاتب إعطاء اسم ‏

السريع المثقل للتشكيل المثقل : مستقعلن مستفعلن مفعولات = 4 3 4 3 4 2 2 2 ه ‏

وإعطاء اسم السريع للتشكيل : مستفعلن مستفعلن مفْعُلا = 4 3 4 3 2 1 2 ‏

ويضيف :" يرجح أن الخليل شعر حين قراءته هذه الأبيات أن إيقاعها يختلف عن إيقاع الرجز [ تجريد الأرقام في دلالتها ينقض اختلاف انتمائي الوزن الواحد لبحرين بأي اعتبار كان نبرا أو غير نبر] ، وأنه متوحد ‏بإيقاع السريع مع أنها من الزاوية الكمية متحدة الهوية بتركيب شطر من مشطور الرجز ولا بد أن طبيعة الإيقاع تعود إلى النبر ‏الذي يتوفر في الأبيات موضع المناقشة ‏

ويحي قتيلا ما له من عقل

بشادن يهتز مثل النصل

مكحل ما مسه من كحل

لا تعذلاني إنني في شغل

يا صاحبي رحلي أقلا عذلي

لا شك أن كثيرين من الدارسين قد يجدوت حلا بسيطا للمشكلة ويقولون " الخليل فعل ذلك اعتباطا وعلينا أن ننسب الأبيات ‏للرجز والخليل أخطأ وكل إنسان يخطئ "‏

لكن هذه الطريقة ليست أكثر من تهرب في مواجهة القضايا الأساسية الجذرية في إيقاع الشعر العربي وفي نظام الخليل. كما أنها تنبع من ميل إلى ‏اتهام عمل الخليل بالاعتباطية والتسرع لا يستند إلى أي أساس علمي والخليل عالم ذو منهج رائع وعقل فذ واتهامه بهذه المجانية ‏والسهولة شيء ينبغي أن يتخوف عقل الباحث المعاصر منه، لا إجلالا لقدسية، ولا خضوعا أمام التراث لمجرد أنه تراث، وإنما ‏لسبب بسيط جدا، هو أن كل شيء في منهج الخليل يدل على منهجية محكمة، ويجلو عبقرية فريدة، ولأن لعمله أبعادا عميقة ‏مدهشة قد لا نفهمها الآن، ولكن ذلك قد لا يعود إلى اعتباطيتها بقدر ما يعود إلى قصور ملكات الاستكناه والبحث المتعمق ‏الجاد عندنا، وقصور مناهج البحث التي نتبعها، وفي كلتا الحالتين يظل الانتظار والتنقيب المتعمق لا الاتهام المتسرع أفضل ما ‏يمكن أن نقوم به إزاء مثل هذا العقل المتفرد ."‏

إنتهى التقل

*ويُحمَدُ للمدرسة الأرقامية

سبحان الله العظيم، يصر أستاذي في كل جزئية على تمييز موقفه من الرقمي حتى في جزئية التسمية والنسبة. فأهله أسموه ( الرقمي ووصفوا المؤنث المفرد – بالرقمية ) وأستاذنا يسميه ( الأرقامي وينسب المؤنث المفرد إليه بالأرقامية) فلا أدري لماذا يترك الراجح للمرجوح في ذلك. اللهم إلا إذا قصد مضمونا يحمل موقفا من الرقمي غير الذي يقول به أهله.

خَلْعُ (المخلّع) من (بحر البسيط) في الدائرة الأولى، واستجلابه للَّحاق بأبيه الحقيقي (المنسرح) في هذه الدائرة.

القمران ( القمر والشمس ) ، الأبوان ( الأب والأم ) ، العمران ( عمر وأبو بكر ) ، المخلعان ( مخلع البسيط و [ أحذ] المنسرح )

وفي كل تلك الثنائيات النسبة للاسم الأول وهو أصل التسمية وإلحاق الثاني بالأول من قبيل الاطراد والاستنساب، وإن كان لا بد من خلع أحدهما فلا شك أن الأول ( مخلع البسيط) لا يمكن خلعه فالاسم اسمه على الحقيقة لا الإلحاق.

فليست تسمية أحد وزنين بالمخلع أولهما ( مخلع البسيط ) وثانيهما [أحذ المنسرح] خالعة لمخلع البسيط فهو الأصل.

كم تناقشت وأستاذي في هذا وأعترف بفشلي في توصيل مفهومي إليه رغم ما أراه من وضوحه. والفيصل فيه بين احتمالي ازدواجية الانتماء من جهة وأحاديته تارة للبسيط وتارة للمنسرح من جهة أخرى.

أنقل من منتدى الواحة :

أ - من المنسرح ولا سبيل إلى اعتباره من البسيط . ( حسم ذلك الملون)

بالله بالله يا حبيبي ......وعدتني هيّا أوفِ وعدكْ

4 3 2 3 3 2 .......3 3 2 2 2 3 2

مستفعلن مفعلاتُ مستف ....... متفعلن مفعولاتُ مستف

يا قاتلي هل فعلت جرما ........يجيز هذا الصدود عندك

من منصفي منك يا مليكي ........صيرت كل الملاح جندك

ب - من البسيط ولا سبيل إلى اعتباره من المنسرح ( حسم ذلك الملون )

بالله بالله يا حبيبي ......وعدتني أوفِ صبّاً وعدَكْ

4 3 2 3 3 2 .......3 3 2 3 2 2 2

مستفعلن فاعلن متفعل .........متفعلن فاعلن مستفعل

يا قاتلي هل فعلت جرما ........يجيز هذا الصدود عندك

من منصفي منك يا مليكي ........صيرت كل الملاح جندك "

وأضيف

جـ - مزدوج الانتماء لكل من البسيط والرجز

بالله بالله يا حبيبي ......وعدتني فلْتُوفّ وعدك

4 3 2 3 3 2 .......3 3 2 3 3 2

مستفعلن فاعلن متفعل .........متفعلن فاعلن مستفعل

مستفعلن مفعلاتُ مستف متفعلن مفعلاتُ مستف

يا قاتلي هل فعلت جرما ........يجيز هذا الصدود عندك

من منصفي منك يا مليكي ........صيرت كل الملاح جندك "

ثم كيف تخلع هذه القصيدة لامرئ القيس من البسيط : 4 3 2 3 3 2 ....4 3 2 3 4 2

جل قضايا العروض العربي متعلق بخصائص الرقم 222 ( ثلاثة أسباب صوتية) سواء في الحشو أو في آخر الشطر. وكذلك بالتوأم الوتدي في دائرة المشتبه 2 1 2

ومما يحيرني رفض أستاذي المسبق لازدواجية انتماء بعض الأوزان. مثل موقفه من توأمي مخلع البسيط ذوي الأب المشترك مستفعلن فاعلن مستفعل = 4 3 2 3 2 2 2

إذ يرفض انتماء المخلع لمجزوء البسيط المقطوع المخبون باعتباره مستفعلن فاعلن متفعل = 4 3 2 3 1 2 2

ويعتبر اللاحق بحرا مستقلا رافضا أنه المجزوء المقطوع المطوي مستفعلن فاعلن مستعل = 4 3 2 3 2 1 2

وها أنذا أعيد بطريقة أخرى ما سبق وقدمت جله في موضوع " أزواج في ظلال د. خلوف" فلعل وعسى.

هذه المشاكل التي أهرق عليها الكثير من الحبر وسودت أو زُرّقت فيها الصحائف يبت فيها الرقمي على ضوء منهج الخليل في أقل من نصف صفحة، ولكن دون إدراك ذلك ميراث متضخم في الأمة من الصد عن المنهج الفكري، وليس العروض في هذا السياق إلا نقطة في بئر.

[وقد أخطأ أستاذنا في حشر المقتضب بينه وبين أبيه، ولعله أخطأ في ترقيم سببيه الثالث والرابع].

يقصد أستاذنا تفضيل الجدول السفلي على العلوي ولعله مصيب في تقديم مخلع المنسرح على مقتضبه فالأول أكثر اشتراكا معه في مقاطعه من الثاني. ولكن الأمر لا يبلغ حد الخطأ.

أما في م ذكره حول احتمال وجود خطإ في ترقيم سببيه الثالث والرابع فليس من خطأ، فترقيم الأسباب مطردة حسب ساعة البحور والسببان الثالث والرابع هما ذاتهما على المحورين 11، 10 من محاور دائرة (د- المشتبه)، وأحكام هذين السببين في تلك الدائرة تتراوح بين المعاقبة = جزا في البحرين الطويلين الخفيف والمنسرح والمراقبة – وزا في البحرين القصيرين المضارع والمقتضب. و[مخلع] المنسرح في منزلة بين بين من حيث طوله ولذا كانت العلاقة بين سببي المحورين أقرب للمراقبة منها للمعاقبة. أي أنه يغلب عليه الزحاف فيتحول الرقم 6 في الحشو إلى 2 1 2 غالبا.

*لكنهم لم ينتبهوا إلى أنّ (بحر المجتثّ) ليس من ذوات (الوتد المفروق)، وكان عليهم إرجاعه إلى أبيه (البسيط) بدلاً عن (المخلّع)..

[ولهذه المسألة شرح يطول].

الأمر في المجتث من خلال المنهج أبسط من يطول الشرح فيه ويلخصه الجدول التالي،

حيث الفيصل فيه أن مجتث الخفيف لا يجوز أن تأتي فيه ( مستعلن ) وذلك يجوز في مجتث البسيط.

وهذا زوج آخر من الأزواج أو توأم من التوائم حيث يرفض أستاذي ازدواجية الانتماء وما يترتب عليها من أحكام، فيصر على انتزاعه من دائرة (د-المشتبه) ليلحقه بدائرة (ب – المختلف) . مع أني لا أذكر أني قرأت بيتا من المجتث حوى مستعلن الأمر الذي يرجح انتماءه للخفيف لا للسريع.

الخفيف أ = الخفيف حسب منهج الخليل ( وجود التوأم الوتدي)

الخفيف ب = الخفيف حسب التفاعيل التي تسمح بكف مستفع لن 2 2 1 2 لتصبح مستفع لُ 2 2 1 1

وفي الجدول ما يغني عنا يراه أستاذنا (شرحا يطول)

الخلاصة : المجتث له انتماءان ، ثانيهما للبسيط وليس فيه وتد مفروق فتجوز فيه مستعلن، وأولهما للخفيف وفيه وتد مفروق ولا تجوز فيه مستع لن.

ومن جميل الصدف ما وجدته اليوم في كتاب الجامع في العروض والقوافي لأبي الحسن ـأحمد بن محمد العروضي

ولولا فضل منهج الخليل كما يقدمه الرقمي وموضوعيته لكان في هذا وهو كثير الورود في كتب العروض ما يبرر لي أن أحكم بعدم انتماء المجتث للبسيط ، ولكن الموضوعية المتمثلة بتجريد الأرقام ودلالاتها تفرض القول بازدواجية الانتماء. واختلاف الحكم تبعا لذلك. فما نسب للبسيط جاز فيه الطي ولم يجز فيه الكف، وما نسب للخفيف لم يجز فيه الطي وتجيز التفاعيل كفه.

*والجميل في جدول أستاذنا نبذَهُ (البحرَ السريع) في ركن مهمل، آخر الجدول، مما يؤكد أنه ليس له مكان في هذه الدائرة، وإنما حُشِرَ فيها حشراً.

هذا أيسر الأمر، ها هو يعود كسائر بحور الدائرة. وليلاحظ هنا أنني أدافع عن فكرة ازدواجية الانتماء.

السهم يحدد مطلع كل بحر يمضي الوزن باتجاه السهم لآخر الجدول ثم يعود من أوله لإكمال مساره شأنه في الدائرة. كأن الجدول استدار وصار أسطوانة يلتقي آخرها بأولها.

وقبل الانتقال إلى القصيدة التي قالها أستاذي الكريم أود أن أضيف عدة أمور تبين جوانب إضافية من روعة مصداقية ساعة البحور الأمر الذي يزيد من أدلة استبعاد الصدفة :

1- المحور 3 محور القطع والتشعيث :

2 - المحور 12 محور البحور الرئيسة المجزوءة الهزج وامتداده في الدائرتين ( د، هـ ) أي بحري المضارع والوافر وارتباط ذلك بــمعطيات الوزن الهرمي

الأولى 6 = 6 = 6 والثانية الصعود بعد نزول. وهذا مفصل في الوزن الهرمي. ولن يفهمه إلا من درس الرقمي.

3- عدد أسباب امتداد المحاور خارج الإيقاع البحري كما في الشكل أعلاه، على افتراض أصل الوتد سببين حسب نظرية د. مستجير سببين

يبلغ مجموع أسباب الإيقاع الخببي 16 وهو أسباب بيت الشعر في الخبب.

4- تحقيق ما تمنته جوان مالينج وأشار إليه بلوخ، وهو ما لا يمكن فصله عن السياق العام لساعة البحور وإحدى طرق التعبير عن التوأم الوتدي.

5- ولا ينبغي أن يغيب عن البال موضوع الكم والهيئة وهو حلقة في سلسلة تكامل منهج الخليل وتضافر معطياته وانسجامها.

الأمر الذي يتجلى في هذا الشكل الذي يبين تناظر الخفيف والطويل

*وقد أوحى لي الجدولُ بهذه الأبيات المرتجلة:

أما (السريعُ) فقد توارَى مُخْجَلاً

في ركْنِهِ، مثلَ البعيرِ الأجرَبِ

أسَرَتْهُ دائرَةُ الخليل بشُبْهةٍ

ومكانُهُ أفُقُ الفَضاءِ الأرحَبِ

ورَمَتْ على (المُجتَثِّ) عِبْئاً مُثْقلاً

وأَرومَتاهُ منَ (البسيطِ) الطّيِّبِ

قد أورثُوهُ على المَكارِهِ عَنْوةً .

(وتداً تفَرَّقَ) مَشْرِقاهُ لِمَغْرِبِ

وهنا يطيب مع أستاذي الحبيب السمر مع التنبيه أن في هذه القصيدة استطرادا يتعدى الرد على أستاذي الفاضل وهو يخص من ينتقصون الخليل ومن يصنعون البحور عشوائيا ومن يجيئون بدوائر جديدة ومن يحسبون أن الرسم تأسيس لنتائج وإنما هو نتيجة لأساس ولا يعني من الحقيقة إلا بقدر ما يحمل أساسه المنهجي منها ، وحاشا لأستاذي أن يكون من هؤلاء وإن اتخذ بعضهم من موقفه الذي يقول فيه إن العروض العربي ليس علما وإنما هو مجموعة من الإرشادات البسيطة مدخلا لبعض ما يذهبون إليه.

وللحق أكرر ما سبق وقلته بأنه لو كان للناس جميعا ملكة وطبع أستاذي لما كان ثمة حاجة للعروض أصلا. وأضيف كذلك أنه لولا الطعن في الخليل وعلمه ومنهجه ولولا القول باعتماد أسس ومناهج للعروض العربي لا تتفق وطبيعة العربية كالنبر مثلا ولولا من ينتجون مئات البحور الجديدة وعديد الدوائر الجديدة لما كانت الحاجة ماسة لتخطي ما ذكره أستاذنا من مجموعة الإرشادات البسيطة. وعلى تعدد اختلاف مع الخليل في نسبة بعض البحور، فإنه من ناحية عملية لم يتجاوز الخليل ولا جاء بما يخالف فيه أحكام منهج الخليل، وذلك على حد ما علمت. وهذا ما يزيدني تمسكا بأمل أن يرى أستاذنا نفسه في مرآة منهج الخليل في أبهى صورة وهو يستحقها.

يذكرني الموقف هنا بعلم الكلام الذي ما قامت الحاجة إليه إلا لظهور مناهج فكرية جديدة استدعت وجود ذلك العلم المستند إلى الأصول الفكرية للإسلام.

في ساعة الوزن ما يزهو به الأدبُ .... فكرٌ وهندسةٌ آياتها عجبُ

دوائر نضدت كالدرّ شاملةً ....فلا العروضُ بها " عارٍ ولا ثلِبُ "

فكر الخليل يجَلّيها ومنهجه ..... بما يحدّد ما تعيا به الكتُبُ

دون اصطلاحاتِ الفاظٍ معقّدةٍ .... الفاظها وتدٌ صلدٌ كما سببُ

وحسبها أنها تنبي مباشرةً .... بما تَخالفَ فيه القوم واضطربوا

من الذي ظُنّ من نقص بمشتبهٍ ..... تجيبهم عنه بالإيجازِ مجتلَبُ

تقول يا قومُ: بنتي تلك ميّزها .... بمحورٍ ثامنٍ ما فيه ينقلبُ

مفروقها أصله المجموع فانتبهوا.... وقارنوا وافهموا يا أيها النُّجُبُ

يا من توهم أوزانا وجزّأها ... وغاب عنه اجتثاث البدء والقضَبُ

ما ثمّ إلا اجتثاث في الخفيف كما ...من أصل منسرحٍ قد جاء مقتضبُ

وما المضارع في ذاكم سوى هزجٍ ... وفاع لا تن 12 22 مفاعيلن 21 22 بها قَلَبُ

وليس منسردٌ منها ومتئدٌ .....هذي محطاتُ وهمٍ شادها العربُ

ما للخليل بها شأنٌ ونسبتها....إليه في زعم من قالوا بذا كَذِبُ

فكم على الفأرِ قد قصوه من أثرٍ .... ولا يرون ذئابَ الغاب تقتربُ

خلّ السياسة وارجع للعروض ففي .... كليهما الفكر ما في جدّه لعبُ

والتوأم الوتدّي إن تفهمْه أنت على ... درب الخليل ومنه صرت تقتربُ

فللسريع انتماءٌ أصله رجزٌ ....كما انتماءٌ لدالٍ (د ) ما به كذبُ

والقطع كالكشف في وزن وقافيةٍ .... جاهر بذلك لا ينتابك الرّهبُ

كما المخلع من أصلينٍ: منسرحٍ ....وقبله لبسيط الوزن ينتسب

وفيصل بين هذين بستته 222....علم العروض فأنعمْ بالذي يهبُ

من رؤيةٍ بسواها حفّ ذو لُجَجٍ ....من الظلامِ فمنه الوهم ينسربُ

أما الذي لبسيط الشعر منتسبٌ ....للاحقٍ مثله في أصله نسبُ

هذي الدوائر فوق الشك ساعتها ..... يحفُّها، ليس من صنفٍ لها الخببُ

ما ثمّ تفعيلةٌ ما بها إن بها وتدٌ ... وليس في خبب تفعيلة تجبُ

ولا تجوز، فما عنه يقال إذن، من أنه بعض بحرٍ حظُّه الشجّبُ

لأهل ذا العلم تكريم وتهنئة .....فالناجحون هم إذ غيرهم رسبوا

دوائر وبحورٌ ما لها عددٌ ... يصنّعون، ومن ذا العلمُ ينتحبُ

غدا وقودًا لإنتاج البحور بلا .....حصرٍ، طبيخًا خليطا كيفما رغبوا

هم استخفّوا به بل إنّ بعضهم .... في قدحه قد بدا من قوله الجلَبُ

على الخليل وهل كل العروض سوى .... إليه دون جميع الخلق ينتسب

قد هالني أن يُسمّي نهجه صنما ... من كان أولى به الإنصافُ والأدبُ

وبعضهم ظن أن الرسم يسنده .....والرسم دون أساس المنهج اللعبُ

قد طففوا الكيل إذ كالوا له وهم .....في كيلهم منهجَ المستشرقين [ربُوا]

يا لِلْخليلِ ويا للفكرِ كيف خبا ....في أمةٍ كرمتها الآي والكتُبُ

فبدلت فكرها حفظا لو اجتمعا ....لكان خيرا لها. ما انتابها الجربُ

ربّاه هيئ لنا من أمرنا رشدًا .... عماده الفكر لا التهريج والشغبُ

وألف شكر لأستاذي سماحته ....وطيب أخلاقه، إذْ حقّه اللقبُ

علم العروض له " أنت الأمير" فمنْ ...معينك العذبِ فيه تملأ القِرَبُ

حفظ الله أستاذي وأخي أبا حازم ورعاه.

أتمنى أن يتأمل العروضيون الكرام هذا الحوار وكأنه موجه لكل منهم. آملا أن يشكل مدخلا بالنسبة لبعضهم لمحاولة فهم الرقمي فهما موضوعيا متحررا من النظرة المسبقة لديهم.