rawey

هنا قصيدتنان يجمعهما ما يلي:

- أ أنهما على بحر المتقارب

ب - لهما ذات الوزن والقافية

جـ- ـنهما نشيدان

د - أن عدد أبياتهما متقارب

ويتمايزان في الروي فالروي في الأولى الدال ، والروي في الثانية الألف

الأولى قصيدة :

أخي جاوز الظالمون المدى

للشاعر علي محمود طه

وينشدها الموسيقار المقتدر محمد عبد الوهاب

الأولى

الأنشودة :

أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدى

والثانية، سأحمل روحي على راحتي

وهي للشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود ( والد الطيب عبد الرحيم )

الثانية

سأحمل روحي علـى راحتـي وألقي بها في مهـاوي الـردى

وأكتفي الآن بنشر القصيدتين آملا أن تتم المقارنة بينهما مستقبلا في النواحي اللغوية والعروضية والبلاغية، وهو ما أنوي المساهمة فيه إن شاء الله حسب ما يتاح لي من وقت. آملا ممن يتمكن أن يشارك.

وفيما يلي مشاركتان منقولتان وإحصاء

المشاركة الأولى :

السّلام عليكم و رحمة الله

قصيدتان مختارتان ، و كأنّهما لنفس الشّاعر ، غير أنّ ما استوقفني هو كون الرّويّ في الأولى هو الدّال ، أمّا الثّانية فيبدو أنّ رويّها " ألف المدّ" : الرّدى ، العدى ، المنى ، الحمى ، الورى ..

أليس كذلك؟

المشاركة الثانية ردا على الأولى:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بلى

أحسنت

عندما تكون الألف أصلية يجوز أن تكون رويا كما في القصيدة الثانية.

ويجوز في الألف الأصلية أن تأتي وصلا كألف المد إذا كان الحرف الذي قبلها هو حرف الروي. كما في كلمات ( الهدى - المُدى - سدى - الرّدى) في القصيدة الأولى .

كلمة (الردى) نهاية كل من البيت الأخير في القصيدة الأولى والبيت الأول من القصيدة الثانية.

يرعاك الله.

العمود الأخير يبين نوع الجملة المباشرة التي تقع فيها الكلمة الأخيرة. فمثلا في قول الشاعر

( ويعلم قومي بـــأني الفتى ) فإننا نأخذ بالاعتبار ( أني الفتى ) باعتبارها جملة اسمية.

القصيدة الثانية

الروي هذا الفارق الأهم بين القصيدتين له تأثير على صياغة الجملة في العجز وربما امتد أثر ذلك إلى الصدر. وفيما يلي استقصاء لذلك.

لو أخذنا كلمة ( موقد ) فإن من المحتم أن تكون منصوبة في القصيدة الأولى لتكون نهاية القافية ألفا ، ولا يصح ورودها في القصيدة الثانية لأن الألف فيها ألف مد (وصل) بينما الألف في القصيدة الثانية هي الروي وهي أصلية.

ولكننا لو أخذنا كلمة ( العدى ) حيث الألف أصلية ولا تظهر عليها علامة الإعراب فإنه يجوز فيها في القصيدتين أن ترد مرفوعة أو منصوبة أو مجرورة.

القصيدة الأولى حيث الروي الدال وبعدها ألف الوصل :

ونظرة إلى إعراب كلمات أواخر الأبيات:

فحقَّ الجهـادُ، وحـقَّ الفِـدا فاعل

أبَتْ أن يَمُـرَّ عليهـا العِـدا فاعل

جلاها الوَغَى، و نماها النَّدى فاعل

وجـلّ الفدائـي و المُفتـدى فاعل ( معطوف على )

فإمًا الحيـاة و إمـا الـرَّدى

عدد الأبيات = 17

الكلمات المرفوعة = 5 = ( 29%)

الكلمات المنصوبة ( عددت فيها الفعل الماضي المبني على الفتح – استشهدا )= 12 = 71%

لم يرد أي اسم مجرور في نهاية الأبيات

وهكذا فالشاعر في القصيدة الأولى حيثما احتاج لاسم مرفوع في آخر البيت فلا بد له أن يستعمل كلمة تنتهي بألف أصلية.

القصيدة الثانية التي تنتهي كلمات أواخر أبياتها بألف أصلية

نجد أن للشاعر فيها حرية الصياغة بحيث تكون الكلمة الأخيرة مرفوعة أو منصوبة أو مجرورة، وكان ذلك على النحو التالي :

عدد الأبيات : 19

الكلمات المرفوعة = 3 = 16%

الكلمات المنصوبة = 4 = 21%

الأسماء المجرورة = 12 = 61%

ويلحق هذا التعرف على نسبة ورود الجملة الاسمية والجملة الفعلية التي تقع فيها القافية في كل من القصيدين

في القصيدة الأولى نسبة الجملية الإسمية 1/17 = 6%

في القصيدة الثانية نسبة الجملة الإسمية = 9/19= 47%

أي أو نسبة ورود الجملة الإسمية في الموضوع المقصود في الثانية ثمانية أضعافها في الأولى.

بين بنية كل من الصدر والعجز ترابط ومن المفيد أن يتم استقصاء التأثير المتبادل بين بنية كل من الصدر والعجز والقافية في هاتين القصيدتين وسواهما.

هذه الدراسة ساذجة بعض الشيء وهكذا كل بداية . وقد يكون من شأن دراسة أثر القافية والروي على بناء العجز وتبادل التأثير بين بنية الصدر والعجز أن يكشف ما يفيد.

ولعل هناك أوجها أخرى غير الروي وأثره للمقارنة بين القصيدتين.