معطيات عامة

معطيات عامة – تحت الإعداد والتنقيح

يراعى في كل ما يلي التفريق بين إيقاع الخبب والإيقاع البحري، وحيثما ذكرت كلمة بحور فهي لا تشمل إيقاع الخبب

كثر في الآونة الأخيرة نشر ما يدعوه منتجوه بالبحور الجديدة. عبر ترتيب لتفاعيل الخليل على غير منهجه.

يغيب عن بال كثيرين أن منهج الخليل هو الكاتالوج الذي تركب بموجبه تفاعيله وأي ترتيب لها على غير منهجه ينتج تشويها وزنيا يخالف الذائقة العربية التي

وصفها الخليل ببحوره.

هناك بدهيات في عروض الخليل لم ينص عليها أحد ولكنها مفهومة منه بالضرورة. وتغيب هذه البدهيات عن ذهن من يأخذ تفاعيل الخليل بمعزل عن نهجه

الرابط التالي يسلط الضوء على هذ البدهيات وبعض المعطيات والمشتقات العروضية.

أ - بدهيات العروض

بدهيات العروض أهم من قواعده سأحددها أولا باختصار وهي مذكورة في مقدمة القواعد

1- لا يلتفي وتدان أصيلان

2- لا يزيد عدد المتحركات المتجاورة عن أربعة متحركات

3- لا يزيد عدد الأسباب المتجاورة عن ثلاثة أسباب

4- لا يجتمع السبب الثقيل(2) في الحشو مع وجود 3 2 3 في أي جزء من الشطر أو وجود 2 3 في أوله

5- باستئناء الخزم والخرم فلا علة في الحشو، إضافة إلى عدد المتحركات و الأسباب المتتالية يخرج الحبب من عداد البحور. ويكرسه كإيقاع مستقل.

6- لا بحر بلا تفاعيل ولا تفعيلة بلا وتد-

لقواعد : 2، 3، 5، 6 تخرج الخبب من البحور. وهو إيقاع قائم بذاته.

7 - لا علة في الحشو

ب - قواعد عامة تنطبق على كافة بحور الشعر العربي

جل القواعد والتداعيات يأخذ كلا منها على حدة من لم يدرس منهجية الخليل.

من فهم منهجية الخليل يأخذها معا. وقد تم نشر منظومة الخليل بعد هذا البحث وتحوي معظم ما تقدم في إطار واحد

http://nprosody.blogspot.com/2017/11/alkhalils-paradigm.html

جـ - أوضاع الرقم 2 (السبب) في الوزن

وهذه أحكام عامة للسبب حسب موقعه،وثمة روابط أشرت إليها يصعب على من لم يألف لغة الرقمي استيعابها.

د - طَرَف من المشتقات

إذا تعرفنا على علاقة ما بين المقاطع في بحر ما ثم وجدنا لها مماثلا في بحر آخر فوصفناها بطريقة تشمل البحرين وتتنبأ بانطباقها في سواهما مع توصيف محدّداتها التي تؤدي إلى انطباقها في سياق وعدم انطباقها في سياق آخر فإنها تغدو في مكان ما بين الظاهرة والقاعدة ونطلق عليها اسم مشتقة.

المشتقة الأولى من المتقارب

إذا انتهى صدر بيت بالتركيب 3 ز 3 أو التركيب 3 ز 3 2 فإن من المتوقع أن تكون لعجزه صور ثلاث نهاياتها كالتالي حيث ز = رقم زوجي = 2 أو 4 :

3 ز 3 2 – 3 ز 3 ه - 3 ز 3 2

المشتقة الثانية من المتقارب والمتدارك

إذا ما انتهى صدر في واقع الشعر ( وليس مجرد الدائرة ) بالتركيب 3 2 3 فإن نهاية العجز تكون 3 2 3 أو 3 2 2 ولا يمكن أن تستقر نهاية عجزه بعد زحاف السبب الأوسط فيه على 3 1 3 وهذا عام

3 1 3 التي تعتبر في نهاية العجز = 3 (2) 2، وتنزلق هذه وجوبا بعد الأوثق إلى المكافئ الخببي 3 2 2 وهذا إن لم يكن عليه شعر كان من مستساغ الموزون.

المشتقة الثالثة

إذا انتهى الصدر في واقع الشعر بالتركيب 4 3 2 3 وعجزه كذلك، فغالبا ما يكون هذا هو الوزن الأثقل ويكون هناك وزن أسلس حيث ينتهي كل منهما بالتركيب 4 3 1 3 ومجال هذا أصالة ثالث المديد وخامسه، واتباعا ثاني السريع ورابعه.

المشتقة الرابعة

الخاتمة 3 2 2 2 ناتج تخاب يجري بعد الأوثق ولهذا فلا يَرِد هذا التركيب في آخر الصدر إلا في حال التصريع، وهي ذات ثلاث مصادر

أ- 3 2 2 3 حيث السبب الأول خببي نشط ( الكامل) وعندها يمكن أن يمارس هذا السبب خببيته فيجوز عندها أن تأتي في ذات القصيدة على أي من الوجهين:

3 2 2 2 أو 3 (2) 2 2 = 3 1 3 2 [i]

ب- 3 2 3 2 حيث يوجد التركيب 222 في الحشو الذي سببه الأول خببي جامد (في بحر الخفيف ) وهنا يمكن أن نعتبر 3 1 3 2 على وجهين:

3 1 3 2 المتجانسة مع 3 2 3 2 أو 3 1 3 2= 3 (2) 2 2 المتجانسة مع 3 2 2 2[ii]

جـ- 3 2 2 3 حيث يخلو الحشو من السبب الثقيل ( الرجز – السريع –مجزوء البسيط) فإن 3 2 2 2 يكون فيها السبب الأول أو الثاني قابلين للزحاف كل على حدة[iii]

المشتقة الخامسة وهي تكرار لما ورد في الرابعة وكررت لبيان حكم الزحاف

ولا يأتي التركيب 222 في آخر الصدر ( منطقة العروض ) أبدا إلا في حال التصريع

وإذا ورد مزاحفا في الصدر على 2 1 2 = 2 3 أو 1 2 2 = 3 2 وجب التزامه

المشتقة السادسة

في غير الدائرة (أ) إذا انتهى شطر بيت على الدائرة بالمتناوبة 3 2 3 فإننا نرمز لها ب 3 [2] 3 أو 3 2 3 وذلك يعني أن سببها في واقع الشعر واجب الزحاف (في البسيط والمقتضب وعجز المنسرح [2] ) أو مستحبه ( في المديد والخفيف وصدر المنسرح 2) لتنفك المتناوبة ويحل محلها التركيب 3 1 3 الذي يعتبر في نهاية الصدر

= 3 1 3= 3 (2) 2، أما العجز فيمكن أن يكون آخره 3 (2) 2 أو 3 22 مع التزام إحدى الصورتين في ذات القصيدة، أي أنه يمكننا اعتبار آخر تركيب في العجز 3 2 2

ولهذه المشتقة تطبيق آخر فرعي وهو أنه باستثناء البحور التي تبدأ بوتد (الهزج والمتقارب والطويل) فإن أية صورة للعجز خاتمتها 3 2 2= 3 4 لها صورة توأم لذات الصدر بقافية توأم خاتمتها 3 (2)2 =3 1 3= 3 ((4)

المشتقة السابعة

لا ينتهي الصدر ب 2 2 إلا في مجزوء الوافر ( وما انشق منه من الهزج) ، حتى في الكامل الأحذ وفاصلته أصلية لا تأتي 2 2 في آخر الصدر أبدا.

[i] ومن ذلك على الكامل :

كُفِّنتِ في لَيلِ الزَفافِ بِثَوبِهِ وَدُفِنتِ عِندَ تَبَلُّجِ الإِصباحِ لجلْ إص با حي= 3 2 2 2

شُيِّعتِ مِن هَلَعٍ بِعَبرَةِ ضاحِكٍ في كُلِّ ناحِيَةٍ وَسَكرَةِ صاحِ وسكْ رَ تصا حي =3 1 3 2

فإذا ثقلنا السبب الثاني بعد الأوثق انسجاما مع التخاب خلافا لأصله كسبب بحري لا يثقل

أعطانا موزونا مستساغا ( أو شعرا بمنطق التفاعيل على افتراض زحاف الخزل ) أو شعرا باعتبار الخزل مشروعا في الكامل

وحت في هذه الحالة فلا يخفى لطف وقعه في الضرب مقارنا بثقله في الحشو.

كفنت في ثوب الزفافِ الألِقِ ودفنت عند تبلجٍ كاليَقَقِ

شُيِّعتِ مِن هَلَعٍ بِعَبرَةِ ضاحِكٍ في كُلِّ ناحِيَةٍ وَسُكْرِ الغبَقِ

[ii] لأبي تمام :

كُلَّ يَومٍ تُبدي صُروفُ اللَيالي خُلُقاً مِن أَبي سَعيدٍ رَغيبا سعي دن رغي با = 3 2 3 2

طاب فيه المديح والتذّ حتى فاق وصف الديار والتشبيبا روتْ تش بي با = 3 2 2 2

لو يُفاحا ركن النسيب كثير بمعانيه خالهنّ نسيبا لهنْ نَ نسي با = 3 1 3 2 او 3 1 3 2

[iii] 4 3 4 3 1 2 2 = الرجز 4 3 4 3 2 1 2 = السريع .....4 3 2 3 1 2 2 = المخلع 4 3 2 3 2 1 2 = لاحق خلوف

وللموضوع بقية بإذن الله.

[i]

[ii] هذه القاعدة تملي إعادة النظر في تعريف ما يطرأ على الوتد بالعلة وما ينص عليه ذلك من حذف ساكن الوتد . فالوتد لا يتغير حين يتغير وهو وتد، بل يقع بعد الأوثق في سياق خببي يخرجه عن وتديته.. أنظر رواية التخاب.

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/rewayah

[iii] استقر في ذهني أن أول قصيدة جاء فيها صدر الرمل 2 3 4 3 4 3 2 هي قول المتنبي :

إنّما بَدْرُ بنُ عَمّارٍ سَحَابٌ هَطِلٌ فيهِ ثَوَابٌ وعِقابُ

إنّما بَدْرٌ رَزَايا وعَطايَا ومَنايا وطِعانٌ وضِرابُ

وتجمع كتب العروض على أن عروض الرمل الأولى محذوفة

وهنا يطرح التساؤل التالي على أهل التفاعيل: أيهما أصح القولين حول صدر أول الرمل (أ) أم (ب) ؟

أ- فاعلاتن فاعلاتن فاعلا = 2 3 2 – 2 3 2 – 2 3 محذوف أي أن فاعلا= 2 3 في آخره أصلها فاعلاتن = 2 3 2 وحذفت تن =2

ب- فاعلن مستفعلن مستفعلن = 2 3 – 4 3 – 4 3 وأن عجزه مرفل أي أنه فاعلن مستفعلن مستفعلاتن = 2 3 – 4 3 – 4 3 2

هذه القضية لا ترد في الرقمي لعدم اعتبار هذا الفاصل (-) بين الأرقام والذي له أهمية كبرى في التفاعيل لأنه يمثل الحدود العتيدة بين التفاعيل.