anzatol-khabab

عنزة الخبب

قديما قالوا لا مِشاحَّة في المصطلح، وهذا صحيح طالما أن الخيار بين عدة مصطلحات كلها ذات مدلول حيادي أو كل مدلولاتها صحيحة.

أما عندما يكون مصطلح منها ذو دلالة مغايرة للواقع أو مبرمجة للتفكير على نحو يولد مفهوما يكرس خطأ ما فإن في الأمر ألف مشاحّة. ينطبق ذلك في كل مجال. فاللغة والفكر يؤثر كل منهما في الآخر، وينتقل تأثير اللغة إلى الفكر ليعمل في الواقع.

ومن أراد أن يعرف دور المصطلح في إحدى كوارث الأمة فليطلع على موضوع دلالات الألفاظ

http://www.dhifaaf.com/vb/showthread.php?t=21535

كما أن في الرمز P للدلالة على كلمة Profit أو ( الربح ) في دراسة الاقتصاد الرأسمالي ما يخفي الطبيعة الربوية لذلك الاقتصاد. والكلمة الصحيحة هي

Usury = رِبًا وبينهما تقع الكلمتان Benefit و Intrest

كان ذلك توطئة لموضوع حساس في العروض الرقمي هو إطلاق إسم بحر على (الخبب). ولم يكن ليكون فيه مشاحة لولا ما ينتج عنه من آثار سلبية على غير صعيد. وأذكر منها ما يحضرني:

1 – قوام الخبب هو السبب الخببي 2 الذي لا يزاحف من جهة والقابل لأن يأتي خفيفا 2 أو ثقيلا (2) وهذا السبب الخببي 2 هو أول سببي الفاصلة حيث وردت سواء متعارفا عليها كما في حشو الكامل والوافر، أو مقتصرةً النظرةُ إليها على الرقمي في ضروب كل من :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adhrob

8- خامس المديد

10- أول البسيط

17- ثاني الوافر الذي أشار إليه الدكتور

22- رابع الكامل

44- رابع السريع

47- المنسرح أ ( الصدر 1 - العجز م ) في الجدول الآخر المشار إليه أعلاه.

56- المقتضب أ الذي ؤأشار إليه الدكتور .... ( الصدر 1 - العجز م ) في الجدول الآخر المشار إليه أعلاه.

وعلى هذا الفهم كان موضوع (التخاب) وهو ركن أساس في الرقمي.

2 – لا بحر بلا تفعيلة ولا تفعيلة بلا وتد، والخبب خال من الأوتاد وبالتالي هو خال من التفاعيل وهو مجرد أسباب متكررة، يعني وحدته الأساسية السبب فقط ونحن نعرف في البحور الصافية اي ذات التفعيلة الواحدة أن وحدة القياس التفعيلة هي أقل وحدة تتكرر فهي 4 3 في الرجز و 2 3 في المتدارك.

ولو أخذنا الوزن 2 2 2 2 2 2 فإن وحداته يمكن أن تكون:

2 = فا ...............ويكون الوزن = فا فا فا فا فا فا

2 2 = فعلن .... ....ويكون الوزن = فعلن فعلن فعلن

2 2 2 = مستفعل ....ويكون الوزن مستفعل مستفعل

ومن المنطقي أن تستعمل لتمثيله الوحدة الصغرى السبب.، علاوة على ما يترتب على القول ب فعْلن فيما وراء التمثيل الصوتي باعتبارها تفعيلة واعتبارها من آثار على كل عروض الخليل وهو الموضوع الأهم الذي أتناوله في النقطة التالية.

ومن أراد أن يطلع على مضاعفات القول بتفعيلة فعْلن فليقرأ موضوع ( مجزوء التفعيلة الخببية) ليرى الوهم المزدوج، وهم اختلاق تفعيلة بلا مقوماتها في المصطلح، إضافة إلى اعتبار الحدود ذوات متجسدة لا مجال لتخطيها. كما يبين القول التالي في رأي اصحاب هذا القول:

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1648

نتخذ الشمس لها تاجا ....... وضحاها عرشا وهاجا

يكون التقطيع – مع استخدام مجزوء التفعيلة الخببية -على النحو التالي

نت / تخذ الـ / شم / س لها / عرشا ...... وضحا / ها عر /شا وهـْ / هاجا

لن / فعِلن / لن / فعِلن / فعْلن ...... فعِلن / فعْلن / فعْلن / فعْلن

3 – العلاقة مع المتدارك

إلحاق الخبب بالمتدارك كارثي النتائج على العروض العربي، ولو لم يكن في عدم إطلاق تعبير ( بحر) على الخبب إلا الاحتياط من وقوع هذا اللبس لكفى.

وأوضح دليل على ذلك ما يعكسه قول عروضي كبير هو الأستاذ محمد خاقاني:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/khaqanee

ونظْمُ الخليل على صورة المتدارك دليل قاطع على أنـ[ـه استبعد] هذا الوزن عن عمد حفاظا على نظريته في الزحاف والعللأن يصيبها خلل أو يعتريها نقص أو عيب.

فإبقاؤه على المتدارك ضمن إطار نظريته العروضية من شأنه أن يصيبها في الصميم. وينسف أساسا مهما فيها، ألا وهو موضوع العلل حيث أن العلة تطرأ على عروض

البيت وضربه فقط دون أن تتناول الحشو منه.

والبحر المتدارك يشذ عن هذه القاعدة العروضية فتأتي جميع أجزائه مشعّثة، أي يصيب التشعيث وهو علة من علل النقص عروض المتدارك وضربه إضافة إلى حشوه،

بحذف أول الوتد المجموع ( العين) أو ثانيه (اللام) في فاعلن فتصبح (فالن) أو (فاعن) وتنقل إلى (فعْلُنْ)

ولقد رأينا في المتدارك كيف أن الخليل نظم في هذا الوزن ليكون أول خارج على ما سنه من أحكام عروضية ، إلا أنه فطن لذلك أثناء نظريته فغض الطرف عن هذا الوزن

مضحيا من أجل الإبقاء على نظريته خالية من الثغرات والعيوب.

1 – دليل قاطع على أنـ[ـه استبعد] هذا الوزن عن عمد

أنّى للخليل أو أرسطو أو حتى كيري استبعاد هذا الوزن 2 3 2 3 2 3 2 3 من دوائر الخليل وهو موجود عليها حقيقة وواقعا.

2- حفاظا على نظريته في الزحاف والعلل أن يصيبها خلل

نظرية الخليل في الزحاف والعلل تنطبق على هذا البحر فيزاحف حشوه بمعنى يحذف ساكن سببة 2 3 تتحول إلى 1 3 ، وقد يلحق ضربه القطع، أي قد يكون آخر مقطعين في ضربه 2 2 بل إن الزحاف يشمل كل أسباب ساعة البحور من حيث المبدأ ما لم يقيد بتخصيص ما. والخبب يقع خارج ساعة البحور

3- فإبقاؤه على المتدارك ضمن إطار نظريته العروضية من شأنه أن يصيبها في الصميم.

المتدارك شأنه شأن كل البحور المهملة مركب من أسباب وأوتاد لكل منها في ذاته نفس الخصائص التي لكل الأسباب والأوتاد في الدوائر. ومن يشك في أن المتدارك بحر مهمل فليستعرض الشعر العربي وليقل كم قصيدة جاءت عليه تاما أي على الوزن 2 3 2 3 2 3 2 3 لكل شطر. أما مجزوءاته التي استجد النظم عليها فللرقمي نظرة إليها من ضمن بحور الخليل كما يوضح ذلك مفهوم الاجتثاث والاجتزاء في الرقمي. وسواء اعتبرنا المتدارك مهملا أو غير مهمل فإنه لا يصيب نظرية الخليل لا في الصميم ولا في الأطراف.

4- ألا وهو موضوع العلل حيث أن العلة تطرأ على عروض البيت وضربه فقط دون أن تتناول الحشو منه

العلة لا تدخل على حشو المتدارك لا من قريب ولا من بعيد.

5- البحر المتدارك يشذ عن هذه القاعدة العروضية فتأتي جميع أجزائه مشعّث.

كيف استنتج الأستاذ هذا من من المقدمات التي ذكرها ؟

هكذا يطغى الذاتي على الموضوعي

أ – من قالوا بالقطع أكثر انسجاما مع أوهامهم من القول بالتشعيث فالتشعيث غير لازم يعني يمكن أن تأتي 2 2 مرة و 2 3 أخرى

ب – الخليل لم يقل إن الخبب هو المتدارك فكيف يُفرض ذلك على دائرته ؟ ثم يُزعم أن في المتدارك الذي في الدائرة قطع أو تشعيث في الحشو ؟؟

إن صح نظم الخليل على الخبب فإنه من الممكن أن يحمل على أنه تعبير من الخليل على أن الخبب لا علاقة له بدوائره.

6- والبحر المتدارك يشذ عن هذه القاعدة العروضية فتأتي جميع أجزائه مشعّثة، أي يصيب التشعيث وهو علة من علل النقص عروض المتدارك وضربه إضافة إلى حشوه، وذلك بحذف أول الوتد المجموع

حسنا سأعيد صياغة هذه العبارة بالشكل الذي يناسبني وليقارن القارئ بين صياغتي وصياغة كل من يتبنى هذا القول سواء استعمل تعبير التشعيث أو القطع في الحشو

والبحر المتقارب يشذ عن هذه القاعدة العروضية فتأتي جميع أجزائه مخرومة ، أي يصيب الخرم وهو علة من علل النقص عروض المتقارب وضربه إضافة إلى حشوه،

وذلك بحذف أول الوتد المجموع ليصبح الوزن عولن عولن عولن عولن.

بل ما رأيكم بالعبارة التالية :

والبحر الكامل يشذ عن هذه القاعدة العروضية فتأتي جميع أجزائه حذّاء ، أي يصيب الحذذ وهو علة من علل النقص عروض الكامل وضربه إضافة إلى حشوه، وذلك

بحذف الوتد المجموع، ليصبح الوزن متفا متفا متفا متفا مضمرة وغير مضمرة.

كلها عبارات للتحايل لإدخال الخبب في عداد البحور. البحور تنتمي إلى الإيقاع البحري والخبب إيقاع قائم بذاته وليس بحرا.

7- ولقد رأينا في المتدارك كيف أن الخليل نظم في هذا الوزن ليكون أول خارج على ما سنه من أحكام عروضية ،

رأينا كيف نما الوهم في العبارات السابقة من الأسفل للأعلى بأقدام وهمية ثم جذع وهمي وفي هذه العبارة اكتمل رأسه عجيبا غريبا ليعطينا كائنا عششّ في ذهن الكثيرين

وأفصح أستاذنا في التعبير عنه بشكل رائع.

8- إلا أنه فطن لذلك أثناء نظريته فغض الطرف عن هذا الوزن مضحيا من أجل الإبقاء على نظريته خالية من الثغرات والعيوب.

وهنا يبدأ الوهم يستعمل أحمر الشفاه ويرتدي ربطة عنق وينمو له منقار وقرنان

[فطن الخليل فغض الطرف عن المتدارك لتلافي القول بالقطع أو التشعيث في الحشو]

مقتضى هذا القول في سياق الوهم أن يضيف

[غفل الخليل ولو فطن لغض الطرف عن المتقارب لتلافي القول بالخرم في الحشو]

وكذلك

[غفل الخليل ولو فطن لغض الطرف عن الكامل لتلافي القول بالحذذ في الحشو]

سأل رجل عمرو بن قيس عن حصاة المسجد يجدها الإنسان في خفّه أو ثوبه أو جبهته ؟!

فقال له : إرم بها ! فقال الرجل : زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجد .

فقال عمرو بن قيس : دعها تصيح حتى ينشق حلقها .

قال الرجل : أولها حلق ؟ قال : فمن أين تصيح إذن !

إذا كانت الحصاة تصيح فلا بد أن لها حلقا

وإذا كان الخليل قد قال إن الخبب من المتدارك فلا بد أنه قال بالتشعيث أو الخرم أو الحذذ في الحشو

ومن شاء أن يتعرف إلى جانب من الاضطراب في العروض العربي فيما يخص هذه القضية عبر التاريخ فليطع على ما كتبه د. بشير بديار :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/dr-bidyar-mutadrak-hkabab

وقد لعب ذلك دورا في حجب مفهوم التخاب عن ذهن العروضيين العرب ولا زال محجوبا .

لشدة تأصل منهج الحفظ لدى الأمة منذ .... صار المفكر مرفوضا حتى لو كان ( الخليل في العروض ) أو ( .....في .....)

ليس في الحفظ من عيب. العيب في استعماله لطمس التفكير تمهيدا لتسخير المنهج الذي يحرسه الفكر.

الرقمي هو أول محاولة في التاريخ لاستقراء تفكير الخليل واستكناه منهجه في ( علم العروض)

وإزالة ما علق به من أوهام التجسيد التي لا تضير (العروض) ولكنها تقتل (علم العروض)

يرحم الله الخليل كم ظلمته أمته، وكم ظلمت نفسها بعدولها عن منهج التفكير إلى منهج الحفظ

حيث صارت تتناول ما يقدم لها دون تمحيص، فتسهل برمجتها في كل مجال.

إن الإصرار بعد كل هذا على القول : "إن الخبب بحر وأن فعْلن تفعيلة يتكون منها الخبب. وأن الخبب هو ذات المتدارك الذي تفعيلته فاعلن ثم ترتيب الأحكام على ذلك الأساس "

شبيه بالقول " عنزة ولو طارت "

تكرم أ. د. محمد خاقاني مشكورا بالإشارة إلى هذا النقد في صفحته

المزيد حول الخبب للمهتمين :

http://arood.com/vb/showthread.php?p=44674#post4467

gh

لا ينبغي لمهتم بالعروض الرقمي أن يفوته الحوار بيني وبين استاذي د. خلوف حول أهمية مصطلح ( إيقاع الخبب ) ورفضي المطلق لتعبير ( بحر الخبب )

كامل الجوار على الرابط :

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=82964

وأقتبس منه :

استمتع كثيرا بحواري مع أستاذي د. خلوف ( ما جاء بالأحمر فهو كلام أستاذي )

كثيرا ما أجدني متفقا مع أستاذي د. عمر خلوف في المقدمات والشرح ثم اختلف معه في النتائج.

سبق لي أن أشرت إلى اتفاقي معه حول التقطيع والتأصيل كما ذكر في كتابه ( فن التقطيع الشعري ) وقال بأن لها استثناء في تأصيل عروض وضرب الطويل وأنا لم أجد فيها استثناء. وقد يبدو ذلك اختلافا.

إذا اعتبرنا التأصيل من اليسار لليمين فلا شك ثمة استثناء للطويل

إذا اعتبرنا التأصيل من أي سبب ثابت الزوجية وبالاتجاهين حسب قاعدة التناوب العامة، فليس ثمة استثناء.

ما تقدم شرح وتعقيب موضوعيان

وللتعبير بالصيغة الموضوعية عن الأمرين مع حفظ حق أسبقية د. مخلوف نقول:

حسب طريقة د. خلوف يوجد استثناء

حسب تطوير الرقمي لطريقة د. خلوف ليس هناك استثناء

التفصيل السابق مثال يحتذى في الموقف من موضوع عنزة الخبب

ولا أخفي إعجابي بتسلسل أفكار أستاذي ومنطقيتها، ولذا أتبناها تماما واصل بها إلى نتيجة مغايرة. ثم أبين كيف أدت نفس المقدمة إلى نتيجتين مختلفتين :

تنقسم الإيقاعات الشعرية إلى نوعين: (الإيقاع البحري)، و(الإيقاع الخببي)..

وهذا ما قرره عدد من العروضيين العرب المعاصرين، وعلى رأسهم د.أحمد مستجير، والأستاذ سليمان أبو ستة، وعمر خلوف، وتبعهم على ذلك رائد العروض الأرقامي الأستاذ خشان.

أتفق تماما مع هذا القول

تنقسم الإيقاعات الشعرية إلى نوعين من الإيقاع : (الإيقاع البحري)، و(الإيقاع الخببي)..

ولكل باحث في العلوم أن يتبنّى مصطلحات يرى أنها تناسب فكره ومنهجه الذي يسير عليه، بناءً على شروط يضعها الباحث لنفسه.

أتفق مع هذا القول تماما

ولذلك كان من حقّ الأستاذ خشان أن يُطلق في منهجه وعلى شَرْطِه: مصطلح (إيقاع) على (الخبب)، وأن يترك مصطلح (بحر) لبقية الإيقاعات الشعرية! على أن يقول في مقدماته: هذا على شرطِنا.

أتفق تماما مع هذا مع ملاحظة أني أقول ( هذا على شرط الخليل ) أعني بهذا عدم تسمية الخبب بحرا، أما كونه إيقاعا مختلفا عن الإيقاع البحري فسبق توضيح اتفاقنا حول ذلك.

هل هو شرط خشان أم شرط الخليل ؟ أم فهم خشان لشرط الخليل ؟

بالنسبة لي هو شرط الخليل، أما بالنسبة لمن يعارضني فله أن يرى أن ذلك ( فهم خشان لشرط الخليل )

سأدافع عن وجة نظري أنا طبعا.

العروض الرقمي منهج كلي شامل منه أنطلق في كل حوار وكل جزئية، ولا يستحق المنهج اسمه إن لم يكن شاملا لأحكام الجزئيات بشكل متناسق منسجم.

س 1 : من أطلق تعبير البحور على أوزان الشعر العربي الخمس عشرة ؟ خشان ام الخليل ؟

جـ 1 : الخليل

س2 – من استبعد الخبب من البحور؟ الخليل أم خشان ؟

يقول د. خلوف :

http://www.alfaseeh.net/vb/showthrea...l=1#post330179

" فإذا صحّ قِدمُ هذه الأشعار، وصحّ ما يُنسب إلى الخليل ذاته من شعرٍ على هذا الوزن، وأنه نصّ على طرحه، عرفنا إلى أيِّ حدٍّ كانت أذُنُ الخليل مرهَفَةً، فلم تخلط بين هذين الوزنين كما فعل لاحِقوه، وتأكّد لنا -بالتالي- أن الخليلَ لم يستطع أن يضبطَ قواعد هذا البحر، لقلّته آنذاك، ولِمخالفته جميعَ القواعد والأصول التي انتظمتْ عليها بحورُه الأخرى، فطَرَحَه وأعرضَ عنه، تاركاً حبلَهُ على غاربه. "

س3 : من أدخل الخبب في عداد البحور إذن الخليل أم سواه ؟

جـ 3 : رفض الخليل إدخاله في بحوره ( أو لم يدخله في بحوره على افتراض خطأ رواية أن الخليل نظم عليه) وأدخله غيره

س 4 : هل دعوة غير الخليل على نحو يخالف رأي الخليل في إلحاق الخبب بالبحور ملزمة للخليل ؟

جـ 4 : ليست ملزمة

س 5 – هل يستطيع خشان الذي ينطلق في الرقمي من فرضية منهجية الخليل أن يخالف الخليل في عدم نسبة الخبب للبحور ؟

جـ 5 – لا يستطيع، وإلا انهارت دعواه مرتين انهيارا منطقيا بمخالفته قول الخليل، وانهيارا موضوعيا باستبعاد عنوان التخاب الذي يحدد تداخل الإيقاعين البحري والخببي.

س 6 – هل يستطيع د. خلوف أن يدعو الخبب بحرا ؟

جـ 6 – نعم يستطيع فهو لا يؤمن بأن العروض العربي علم ، فهو يقول :

http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...l=1#post601955

" ........حتى يقتنع أصحاب تلك النظريات أن العروض العربي ليس علما .. وإنما هو مجموعة من الإرشادات البسيطة يمكن تلقينها للصبي ....."

وهو يقول نافيا وجود منهج شمولي للخليل يشمل دوائره :

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showpost.php?p=848908&postcount=2

" .......ولم يُحاول أحد قبل أستاذنا [ يعنيني أنا وهو أستاذي ] أن يستخلص من عمله منهجاً شمولياً غيرَ موجودٍ أصلاً."

صدقت لم يحاول أحد قبلي استخلاص منهج الخليل الشمولي الموجود المحكم بدليل قول الخليل أدناه.

، واسعدتني شهادتك، وهذا ما يجذبني إلى أعظم عبارة

حول علم العروض قرأتها للأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002 ولا أمل تكرارها :

"وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر

العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها،لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من

بلوغ هذه القمَّة الرياضيةالتي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ ."

ومن حسن حظ الأستاذ ميشيل أديب أن الخليل أوضح منهجه فكرا وشمولية بمقولته كما رواها ياقوت في معجم الأدباء 6/ 74 :

" إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها. وعرفت مواقع كلامها، وقام في عقولها علله، وإن لم

ينقل ذكر عنها. واعتللت أنا بما عندي انه علة لما عللته منه، فإن أكن أصبت العلة فهو الذي

التمستُ، وإن تكن هناك علة له، فمثلي في ذلك مثل رجل حكيم دخل دارا محكمة البناء، عجيبة

النظم والأقسام، وقد صحت عنده حكمة بانيها، بالخبر الصادق أو بالبراهين الواضحة والحجج

اللائحة، فكلما وقف هذا الرجل في الدار على شيء منها قال: إنما فعل هذا هكذا لعلة كذا وكذا،

ولسبب كذا كذا سنحت له بباله محتملة لذلك، فجائز أن يكون الحكيم الباني للدار فعل ذلك للعلة

التي ذكرها هذا الذي دخل الدار، وجائز أن يكون فعله لغير تلك العلة. إلا أن ذلك مما ذكره هذا

الرجل محتمل أن يكون علة لذلك، فإن سنح لغيري علة لما عللته... هي أليق مما ذكرته

بالمعلول فليأت بها ".

لا يختلف المستشرقون وتلاميذهم مع الخليل في ذات اوزان البحور ، فلا خلاف على وزن الطويل أو المتقارب. يحاول المستشرقون بعقليتهم العلمية صياغة منهج شامل للعروض العربي منطلقين مما يفترضونه حقيقة عدم وجود ذلك المنهج كما عبرت أنت عن ذلك وكما يقول به أغلب العروضيين العرب بلسان حالهم وإن أسموه علما بلسان مقالهم.

كل الذي أحاول إثباته أن للخليل منهجا شاملا أصوب من مناهج المسنشرقين.

في ظل المعطيات التي يتبناها أستاذي د. خلوف من أن العروض العربي ليس علما وأن لا وجود لمنهج شامل للخليل فيه، فله كما لسواه أن يلحق ما شاء بما يشاء.

وإذن فاختلافنا في تسمية الخبب بحرا هو نتيجة لاختلاف أعمق، لا يحسم إلا بحسم ذلك الخلاف الأعمق. ويتوقف حكم القارئ على الخبب كونه إيقاعا وبحرا كما يرى أستاذي د. خلوف أو إيقاعا فقط كما أرى .

ويُصادرَ حقّهم، بناءً على تعميمٍ افتراضيٍّ وضعه لنفسه، يقول: (لا بحرَ بلا تفعيلة، ولا تفعيلة بلا وتد)،

هل أنا من قال هذا أم الخليل عبر دوائره وبحوره ؟ هنا أيضا نرجع لأصل الخلاف الذي يتمثل في رفضي لقول أستاذي بعدم وجود ( علم العروض العربي ) وعدم وجود ( منهج شمولي للخليل )

ويجعلَ الإصرارَ على قول من قال: إنّ الخببَ بحرٌ، شبيهٌ بالقول الساخر: (عنزة ولو طارت)!..

على ضوء اعتقادي بوجود منهج شامل للخليل وعلم للعروض العربي فإني أرى قولي صحيحا

وهو تعميمٌ إنْ صحّ على شرطه ومنهجه، غير صحيح على منهج سواه.

الله ينور عليك

أنا قدمت فهمي ووجهة نظري حول رؤيتي بأن هذا شرط الخليل ومنهجه الشامل.، وقدمت تعريفا للمنهج وأنه لا يستحق هذا الوصف حتى يكون شاملا

فما هو تعريف سواي للمنهج، وكمثال فما هو تعريفك للمنهج في تناول العروض العربي في ظل قولك بأنه ليس علما وأن لا وجود لمنهج شامل ؟

ولا شك أن مقدمة الأستاذ خشان حول خطورة الاصطلاح صحيحة في ذاتها، كتسمية (الربا) (فائدة)، وخاطئة في تعميمها، كتسمية الوزن إيقاعاً أو بحراً.

فليس هذا من ذاك، وليس القولُ بأن الخببَ بحرٌ، شبيه بالعنزة الطائرة!!

من وجهة نظري يقوم الرقمي كله وهو المحاولة الأولى لإثبات وجود منهج شامل للخليل على وجد جنسين سمهما ما تشاء أحدهما تحوي كل صنوفه الوتد وفي أغلب أسبابه زحاف ، والآخر صنف واحد لا وتد ولا زحاف فيه. وأنا اخترت تسميتهما بالإيقاعين البحري والخببي وكنت في ذلك متبعا لك كما تفضلت. وحرصي على هذا التمايز بينهما إضافة إلى ما تقدم يمنعني من اعتبار الخبب بحرا.

إذا لم نميز هذين الصنفين بشكل لا لبس فيه ينهار الرقمي وتطير العنزة

والخبب عندي بحر، والدوبيت بحر، واللاحق بحر... سواءً اندرجَ هذا البحر تحت مظلة العروض الخليلي، أم كان خارج مظلته.

إليك أستاذي من منطلق شمولية منهج الرقمي تصنيفي لما ذكرت :

1- الخبب إيقاع وليس بحرا.

2- الدوبيت : بحر فارسي، يفي بأحد شروط البحور وهو وجود الوتد، وليس عربيا – وإن استعرب – لخروجه عن دوائر الخليل الذي يتجلى في مظاهر عدة أهمها احتواؤه على أربعة أسباب متجاورة.

3- اللاحق هو مجزوء البسيط المقطوع المطوي

تقيدي بالمنهج منهج ( علم العروض العربي ) لا يعطيني حرية الانحراف عن هذه التسميات

تحررك من المنهج ومن أن العروض علم يعطيك حرية واسعة.

ولا يمتنع عندي ولا عند العروضيين التقليديين أن توصف هذه البحور بالبحور غير الخليلية... وقد أسميتُ كتاباً لي باسم: بحور لم يؤصلها الخليل.

اللاحق كالمخلع من مقصرات بحور الخليل. يملي علي هذا القول تمسكي بمنهج الخليل ، ويعطيك الحرية فيه قولك بعدم وجود منهج شامل للخليل وأن العروض العربي ليس علما.

أما كلمة إيقاع، فتدل عندنا على التكرار والترداد الناجم عن طريقة اصطفاف المقاطع العروضية المختلفة ضمن سياق البحر..

فإذا كانت بحور الشعر تنقسم إلى نوعين من الإيقاعات، كما قررنا في المقدمة أعلاه، فإن لكل بحر من بحور الشعر العربي إيقاعه الخاص الذي يميزه عن إخوته من البحور..

الإيقاع في عمومه صوتيا كان أو حركيا أو بصريا تكرار ذو نظام

وأنا اخترت بالنسبة للشعر ما تفضلت به من قولك :" بحور الشعر تنقسم إلى نوعين من الإيقاعات"

ثم تقول :" فإن لكل بحر من بحور الشعر العربي إيقاعه الخاص الذي يميزه عن إخوته من البحور"

موضوعية الحوار بالنسبة لبحور الخليل تقتضي أنك تستعمل كلمة إيقاع بأربعة مواضع لكل موضع دلالته الخاصة

1- إيقاع عام ( إيقاع عين ) للشعر العربي كله وربما لسواه .

2- الأول جامع لبحور الخليل ( إيقاع جيم )

3- إيقاع خببي ( إيقاع خاء باء ) يقول د. إبراهيم أنيس :" الشعر المقطعي ويمثلون له بالشعر الفرنسي الحديث " ويقول د. احمد رجائي في كتابه أوزان الألحان ( ص- 58) واصفا الشعر الفرنسي :" ....فالإيقاع العددي الرباعي في الشعر الفرنسي مثلا يمكن أن يرمز إليه بوزن ( لا لا لا لا ) " هذا ما أسميه الإيقاع الخببي.

4- خاص بكل بحر ( إيقاع خاء صاد )

والتعامل مع هذه الإيقاعات بنفس الدلالة لا تصح في المنهج أما في غير المنهج فلا ضوابط

وهكذا تبقى مقولة: لا مشاحّة في الاصطلاح هنا صحيحة..

بل في هذا المقام ليست صحيحة إلا إذا طارت عنزة الخبب

والله أعلم

والله أعلم

تحياتي لجمعكم المبارك

وكل عام وأنتم بخير

عمر خلوف

تحياتي لجمعكم المبارك

وكل عام وأنتم بخير

خشان خشان