قصائد تستدعي التأمل العروضي

قصائد تفرض التأمل العروضي

1- للخنساء في رثاء أحد أخويها

المصدر :( في رحاب الخنساء ) للشاعر فتحي الكواملة

1. يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَار ...... وابكي على اروعَ حامِي الذمارْ

2. فرعٍ منَ القومِ كريم الجدا ...... أنْماهُ منهُمْ كلُّ محضِ النِّجار

3. أقولُ لمّا جاءَني هُلْكُهُ ...... وصرَّحَ النَّاسُ بنجوى السّرار

4. أُخَيّ! إمّا تَكُ وَدّعْتَنَا ...... وحال من دونك بعد المزارِ

5. فرُبّ عُرفٍ كنْتَ أسْدَيتَهُ ...... الى عيالٍ ويتامى صغارِ

6. وربَّ نعمى منكَ انعمتها ...... على عُناة ٍ غُلَّقٍ في الإسارِ

7. أهْلي فِداءٌ للّذي غُودِرَتْ ...... أعْظُمُهُ تَلْمَعُ بَينَ الخَبارِ

8. صَريعِ أرماحٍ ومَشْحوذَة ٍ ...... كالبرقِ يلمعنَ خلالَ الديارْ

9. مَنْ كانَ يَوْماً باكياً سَيّداً ...... فليبكهِ بالعبراتِ الحرار

10. ولتبكهِ الخيلُ اذا غودرتْ ...... بساحة ِ الموتِ غداة َ العثار

11. وليبكهِ كلُّ اخي كربة ٍ ...... ضاقتْ عليهِ ساحة ُ المستجار

12. رَبيعُ هُلاّكٍ ومأوى نَدًى ...... حينَ يخافُ النَّاسُ قحطَ القطار

13. أسْقَى بِلاداً ضُمّنَتْ قَبْرَهُ ...... صَوْبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَّوار

14. وما سؤالي ذاكَ الاَّ لكي ...... يسقاهُ هامٍ بالرَّوي في القفار

15. قُلْ للّذي أضْحَى بهِ شامِتاً: ...... إنّكَ والموْتَ، مَعاً، في شِعار

16. هَوّنَ وَجدي أنّ مَنْ سَرّهُ ...... مَصْرَعُهُ لاحِقُهُ لا تُمار

17. وانَّما بينهما روحة ٌ ...... في إثْرِ غادٍ سارَ حَدَّ النّهار

18. يا ضارِبَ الفارِسِ يَوْمَ الوَغَى ..... بالسَّيفِ في الحومة ِ ذاتِ الاوار

19. يرديِ به في نقعها سابحٌ ...... أجرَدُ كالسِّرحانِ ثَبْتُ الحِضار

20. نازلتَ ابطالاً لها ذادة ٌ ...... حتى ثَنَوْا عن حُرُماتِ الذِّمار

21. حلفتُ بالبيتِ وزوَّارهِ ...... إذْ يُعْمِلُونَ العِيسَ نحوَ الجِمار

22. لا أجْزَعُ الدّهْرَ على هالِكٍ ...... بَعْدَكَ ما حَنّتْ هوادي العِشار

23. يا لَوْعَة ً بانَتْ تَباريحُها ...... تَقْدَحُ في قلبي شَجاً كالشِّرار

24. ابدى لي الجفوة َ منْ بعدهِ ...... منْ كانَ منْ ذي رحمٍ أو جوار

25. إنْ يَكُ هذا الدّهرُ أوْدَى بِهِ ...... وصارَ مسحاً لمجاري القطار

26. فكل حي صائر للبلى ...... وكل حبل مرة لاندثار

هذه القصيدة على السريع وهي على ثاني السريع تحديدا ووزنه:

4 3 4 3 2 3 .............. 4 3 4 3 2 3 ه

وبالتفاعيل:

مستفعلن مستفعلن فاعلن ...........مستفعلن مستفعلن فاعلانْ

الحرف الأخير يفترض أنه ساكن، وهذا ما يفترض أنه يسود القصيدة، على أن الشاعر وضع السكون علامة لراء الروي تارة والكسرة تارة أخرى، واثبت ذلك كما ورد. ولكننا لو أنعمنا النظر في الكلمة الأخيرة من كل بيت من أبياتها لوجدنا وبدون استثناء أن جميع هذه الكلمات مجرورة ( إما بحرف جر أو أنها مضاف إليه أو نعت لمجرور) وبالتالي فإن حركة الراء نحوا هي الكسرة.

ورغم أن لنا أن نعتبر ذلك من باب لزوم ما لا يلزم، إلا أن لنا أيضا أن نتساءل :

هل هذه صدفة ؟ أم هل يقترح حس الشاعرة من خلال النحو إمكانية أخرى للإنشاد بحيث تشبع الكسرة ؟

عروضيا لا يجوز هذا ، ولكن من الصعب أن لا يثير هذاالاطراد في توحد حركة الراء حسب النحو تأملا.

مستفعلن مستفعلن فاعلاتن = 4 3 4 3 2 3 2 هو بحر المسحوب في النبطي.

2- قصيدة للخنساء على مجزوء الرمل

مرهتْ عيني فعيني .... بَعْدَ صَخْرٍ عَطِفَهْ ... ( رنْ عَ طِفَةْ =2 1 3 )

فدُموعُ العَينِ مِنّي .... فَوْقَ خَدّي وَكِفَهْ ... ( 2 1 3 )

طرفتْ حندرُ عيني .... بِعَكِيكٍ ذَرِفَهْ ... ( 2 1 3 )

انَّ نفسي بعدَ صخرٍ .... بالرَّدى معترفهْ ... ( 2 1 3 )

وبها منْ صخرَ شيءٌ .... لَيسَ يُحْكَى بالصِّفَهْ ... ( 2 2 3 )

وبنفسي لهمومٌ ....فهي حرَّى أسفهْ ... ( 2 1 3 )

وبذكرَى صَخْرَ نَفْسي .... كلَّ يومٍ كلفهْ ... ( 2 1 3 )

إنّ صَخْراً كانَ حِصْناً .... وَرُبًى للنُّطَفَهْ ... ( 2 1 3 )

وغِياثاً ورَبيعاً .... للعجوزِ الخرفهْ ... ( 2 1 3 )

واذا هبَّت شمالٌ ....اوْ جنوبٌ عصفهْ ... ( 2 1 3 )

نَحَرَ الكُومَ الصّفَايَا ....والبِكَارَ الخَلِفَهْ ... ( 2 1 3 )

يَمْلأُ الجَفْنَة َ شَحْماً ....قتراها سدفهْ ... ( 2 1 3 )

وتَرَى الهُلاّكَ شَبْعَى ....نَحْوَهَا مُزْدَلِفَهْ ... ( 2 1 3 )

وترى الايديَ فيها ....دَسِمَاتٍ غَدِفَهْ ... ( 2 1 3 )

وارداتٍ صادراتٍ ....كقطاً مختلفهْ ... ( 2 1 3 )

كدبورٍ وشمالٍ ....في حِياضٍ لَقِفَهْ ... ( 2 1 3 )

فَلَئِنْ أجْرُعُ صَخْرٍ ....اصبحتْ لي ظلفهْ ... ( 2 1 3 )

انَّها كانتْ زماناً ....روضَة ً مُؤتَنَفَهْ ... ( 2 1 3 )

هذه قصيدة على مجزوء الرمل والرمل كما مجزوءه يجوز فيهما أن ينتهي العجز ب 3 2 2 3 أو 3 2 1 3

حيث يجوز ازدواج القافية بين 2 3 و 2 1 3

من قصيدة عمر أبي ريشة

أمتي هل لك بين الأمم .... منبر للسيف أو للقلم .... ( فأو لل ق لمي )

ربّ وامعتصماه ان( لايسطلقت .... ملء أفواه الصبايا اليتّم .....( صبا يلْ يتْ تمي )

ورد اختلاف القافية في بيت واحد وهو قولها :

وبها منْ صخرَ شيءٌ .... لَيسَ يُحْكَى بالصِّفَهْ ... ( 2 2 3 )

ولو قالت : ( ليس يحكى بصِفَةْ ) لكانت القصيدة كلها ذات قافية واحدة.

لما كان ذلك خطأ من ناحية العروض والقافية.

كأني بالخنساء ذات حس موسيقي مرهف أبى إلا التزام قافية واحدة في كل أبيات القصيدة. وذلك لا شك إحسان وتجويد في القصيدة وتوحيد لموسيقى القافية.

تتبادر إلى الذهن هنا لزوميات أبي العلاء المعري، واتبع فيها التزام ما لا يلزم من تجويد وإحسان المقصودين في ظل وعي تام على الصنعة العروضية وأحكامها في حين أنه يرجح في الذهن أن التزام الخنساء كان نابعا من تلقائية الإحساس بما هو أجمل المتمثل بتوحيد القافية.

رحم الله د أحمد مستجير . أخبرني أن زحاف مفاعيلن 3 2 2 في الهزج لا يأتي على مفاع لن 3 1 2 في الواقع رغم وروده النظري. والزحاف المستساغ كثير الورود هو زحاف 3 2 1= مفاعي لُ

وبتعبير الرقمي فإن 2 2 فيها السبب الأول ثقيل الزحاف والسبب الثاني مستساغ الزحاف.

في الرمل 2 3 2 2 3 2 2 3 فإن زحاف فاعلاتن 2 3 2 على فاعلاتُ = 2 3 1 أقل من زحافها على ف علاتن =1 3 2

وبتعبير الرقمي فإن 2 2 في الرمل فيها السبب الأول أقل زحافا من السبب الثاني ، وزحاف السبب الثاني يستسيغه السمع أكثر من زحاف السبب الأول

هل ثمة من ربط بينهما ؟

أجل. لننظر إلى ساعة البحور وننقل وزن هذين البحرين إلى الجدول التالي :

السبب المظلل في البحرين لطيف الزحاف ، يسمى زحافه في الرمل الخبن ويسمى زحافه وفي الهزج الكف

والسبب غير المظلل أثقل زحافا في البحرين ، يسمى زحافه في الرمل الكف ويسمى زحافه في الهزج القبض.

لماذا اختلفت التسمية في التفعيلي ؟ لأن لها علاقة بموقع السبب من حدود التفعيلة، ولما كان الرقمي يعتمد المقطع ولا يعير كبير اهتمام لحدود التفاعيل فلم تتعدد التسمية.

يحسن في هذا المقام الاطلاع على هذا الحوار حول زحاف الهزج :

http://arood.com/vb/showthread.php?goto=newpost&t=3663

3- عبده بدوي على الخفيف :

هبط الأرض كالصباح سنيّا وككأسٍ مكلّلٍ بالحبَـبْ

عـزَفَ الحبّ والمنى وحروفاً كالعصافير إن تطاردْ تجـبْ

وتغنّى كبلبلٍ وتهادى كشعاعٍ معطّرٍ مرتقَبْ

عاش في القيروانِ قلباً ذكياً يحتسي النور ينتشي من طربْ

تفرح الأرضُ حين يمشي عليها يمسح لنجم رأسَه في حـدَبْ

قدنسى الروم قد غدا الأزد أهلا حسبه الأزد عند ذكر النسبْ

حينما همّ بالرحيل استجابتْ خطواتٌ وقلبه لم يجبْ

هذا أكبر عدد من الأبيات وصلت إليه من القصيدة ولاأدري أهي كل القصيدة أوهناك سواها.

تنتهي الأبيات ب 3 2 3 والضرب حسب العروض التفعيلي = علا= 2 3

هبط الأرض كالصباح سنيّا وككأسٍ مكلّلٍ بالحبَبْ

1 3 2 3 3 1 3 2 ....1 3 2 3 3 2 3

فعلاتن متفعلن فعلاتن .... فعلاتن متفعلن فاعلا

أعد النظر في الكلمات الأخيرة من كل بيت تجد أن حركة الباء فيها جميعا الكسرة؟ هل هذه صدفة ؟ أم أنها إشارة إلى استشعار الشاعر بصيغة أخرى للوزن ؟

هبط الأرض كالصباح سنيّا وككأسٍ مكلّلٍ بالحبـبِ

عـزَفَ الحبّ والمنى وحروفاً كالعصافير إن تطاردْ تجـبِ

وتغنّى كبلبلٍ وتهادى كشعاعٍ معطّرٍ مرتقَبِ

عاش في القيروانِ قلباً ذكياً يحتسي النور ينتشي من طربِ

تفرح الأرضُ حين يمشي عليها يمسح لنجم رأسَه في حـدَبِ

قدنسى الروم قد غدا الأزد أهلا حسبه الأزد عند ذكر النسبِ

حينما همّ بالرحيل استجبتْ خطواتٌ وقلبه لم يجبِ

أعد قراءة الأبيات بكسر الباء

هل تستسيغ الوزن ؟ أنا أستسيغه. وهذا لا يجعلها من الشعر لعدم ورودها عن الخليل أو العرب في أشعارهم بل هي من (طريف الموزون )

وزن العجز فيها = فاعلاتن متفعلن فاعِلَتن = 2 3 2 3 3 2 1 3

وتفسير ذلك أن 2 3 2 بعد تحولها 1 3 2 يجوز اعتبارها بعد الأوثق = 1 3 2 وهذه = (2) 2 2 المكافئة لـِ 2 2 2 ولو سمحنا للسبب الثاني بمزاولة التخاب -خلافا لأصله - فإنها تصبح 2 (2) 2 = 2 1 1 2 = 2 1 3 ويجب لزومها لضرورة القافية ولهذا نظير في عجز الكامل 1 3 2 وتحوله إلى 2 1 3 وكل من هذين التحولين لا يعتبر شعرا بل من الموزون.

ولو قرأت الأبيات على النحو التالي لصحت :

هبط الأرض كالصباح سنيّا وككأسٍ مكلّلٍ حبَبا

عـزَفَ الحبّ والمنى وحروفاً من يطارَدْ فراره وجَبا

وتغنّى كبلبلٍ وتهادى كشعاعٍ معطّرٍ رُقِبا

ويصبح وزن العجز في كل منها = فاعلاتن متفعلن فَعِلا = 2 3 2 3 3 1 3

يقول الأستاذ سليمان أبو ستة ( نظرية في العروض العربي – ص 109 – 110 ):

" .....وهكذا فإنه يخيل لي أن الخليل كان يرسم للوزن طريقا ويتخذ الشعراء طريقا آخر يجدونه أقرب إلى الطبع منه إلى الصنع. ومن هذا الصنع ما ترسم فيه بعض الشعراء درب الخليل على هذا الوزن بيته الثاني من الخفيف [ ثاني الخفيف ] . فقد نظم عبده بدوي قصيدة على هذا الضرب وكأنه لا يقصد إلا إلى محاباة الخليل حيث سلك غيره من الشعراء مسلك الطبع. "

الاستئثار في الرقمي مؤداه أنه فيما عدا المتدارك والمتقارب فإن كل عجز ينتهي ب 3 2 3 ( على الدائرة ) فالواجب أو المستحب فيه أن يتحول إلى 3 1 3 وهذه بدورها تكون 3 1 3 = 3 ((4) القابلة للتحول إلى 3 4 أما الوجوب فكما في البسيط والمنسرح والمقتضب وأما الاستحباب فكما في الخفيف والمديد المحذوفين.

ورد الموضوع تحت عنوان ( من طريف الموزون ) :

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=587

4- قصيدة تأبط شرا على المديد وتنسب للشنفرى كذلك

بين يدي قصيدة وجدتها منسوبة لكل من تأبط شرا ( ثابت بن جابر) ولابن أخته (خفاف بن نصله ) وقرر ذلك د. محمود شاكر عن في كتاب له عنها من أربعماية صفحة،

http://ia600504.us.archive.org/19/items/Namat_Saab/Namat_Saab.pdf

ونسبت كذلك إلى عمر بن مالك ، وهذه المعلومات استقيتها من بحثي عنها على الشبكة. وهي من ثمانية وعشرين بيتا

1. إن بالشَّعبِ الذي دونَ سلعٍ ... لقتيلاً دمهُ ما يطلُّ

2. خَلَّفَ العِبْءَ عَلَيَّ ، وَوَلَّى...أنا بالعبءِ لـهُ مستقلُ

3. ووراءَ الثَّأرِ منِّي ابنُ أختٍ ...مَصِعٌ عُقْدَتُهُ ما تُحَلُّ

4. مُطْرِقٌ يَرْشَحُ مَوْتا كَما أَطْ...رَقَ أَفْعَى يَنْفُثُ السُّمَّ صِلُّ

5. خبرٌ ما نابنا مصمئلُّ...جلَّ حتَّى دقَّ فيهِ الأجلُّ

6. بزَّني الدّهرُ وكانَ غشوماً...بأبيٍّ جارهُ ما يذلُّ

7. شامسٌ في القرِّ حتَّى إذا ما ...ذكتِ الشِّعرى فبردُ وطلُّ

8. يابسُ الجنبينِ-منْ غيرِ بؤسٍ...وَنَدِيُّ الكَفَّيْنِ ، شَهْمٌ ، مُدِلُّ

9. ظاعِنٌ بالحَزْمِ ، حَتَّى إذا ما...حلَّ حلَّ الحزمُ حيــــثُ يحلُّ

10. غَيْثُ مُزْنٍ غَامِرٌ حَيْثُ يُجْدِي...وَإذا يَسْطو فَلَيْثٌ أَبَلُّ

11. مُسْبِلٌ في الحَيِّ ، أَحْوَى ، رِفَلُّ...وإذا يَغْزو فَسِمْعٌ أَزَلُّ

12. وَلَهُ طَعْمانِ: أَرْيٌ وَشَرْيٌ...وكلا الطَّعمينِ قدْ ذاقَ كلٌّ

13. يركَبُ الـهَوْلَ وَحِيدا ، ولا يَص...حبهُ إلا اليماني الأفلُّ

14. وفُتُّوٍّ هَجَّروا ثُمْــــمَ أَسْرُوا...لَيْلَهم حَتَّى إذا انْجَابَ حَلُّوا

15. كلُّ ماضٍ قدْ تردَّى بماضٍ...كسنا البرقِ إذا ما يسلُّ

16. فاحتسوا أنفاسَ نومٍ فلمَّا...ثملوا رعتهمُ فاشمعلُّوا

17. فادَّرَكْنَا الثَّأْرَ مِنْهُمْ وَلَمّا...ينجُ مليِّينِ إلاّ الأقلُّ

18. فَلَئِنْ فَلَّتْ هُذَيْلٌ شَبَاهُ...لبما كانَ هذيلاً يفلُّ

19. وبما أبركهمْ في مناخٍ...جَعْجَعٍ يَنْقَبُ فيهِ الأَظَلُّ

20. وبما صبَّحها في ذراها...منهُ، بعدَ القتلِ، نهبٌ، وشلُ

21. صليتْ منِّي هذيلٌ بخرقٍ...لا يملُّ السَّرُّ حتَّى يملُّوا

22. ينهلُ الصَّعدة َ حتَّى إذا ما...نهلتْ كانَ لـها منهُ علُّ

23. تضحكُ الضَّبعُ لقتلى هذيلٍ...وترى الذِّئبَ لـها يستهلُّ

24. وعتاقُ الطَّيرِ تهفو بطانا...تَتَخطّاهُمْ فَما تَسْتَقِلُّ

25. حَلَّتِ الخَمْرُ ، وكانَتْ حَراما...وبلأيٍ ما ألمَّتْ تحلُّ

26. فاسقنيها يا سوادَ بنَ عمرٍو...إنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالي لَخَلُّ

27. رائحٌ بالمَجْدِ غادٍ عَلَيْهِ...من ثيابِ الحمدِ ثوبٌ رفلُّ

28. أفتحُ الرَّاحَةِ بالجودِ جوادً...عاشَ في جَدْوى يَدَيْهِ المُقِلُّ

1 3 2 ( خبن فاعلاتن ) وردت في منطقة العروض في ثلاثة أبيات ، ومرةا في منطقة الضرب.

هل هذه صدفة ؟

إذا أخذنا مع قصيدة الخنساء ( ت - 24هـ) قصيدة الطرماح بن حكيم ( ت - 125هـ) وعدد أبياتها 88 ولم يرد فيها الضرب مخبونا ( 1 3 2 لم ترد آخر العجز ) يصعب القول بالصدفة.

شَثَّ شعَبُ الحَيِّ التِئام وَشَجاكَ الرَبعُ رَبعُ المُقام

مُنطَوٍ في مُستوى رُجبَةٍ كَاِنطِواءِ الحُرِّ بَينَ السِلام

2 3 2 2 3 2 3 2 3 2 2 3 2 3 2

علما بأن مثل ذلك وقع في قصائد لاحقة زمنيا، ثمة مجال هنا للبحث عن ظاهرة الخبن هذه هل وجدت في العصرين الجاهلي والإسلامي، وما نسبة ورودها وإن لم ترد فيهما فمتى وردت أول مرة وما نسبة ورودها .

5- عدم قبض التفعيلة الثالثة في المتقارب [ المحذوف ]

http://matarmatar.net/vb/t15866/#post132923

كتب الأستاذ محمد فري

بحر المتقارب

وهو من البحور الخفيفة المطاوعة

ومن المعلوم أن تفعيلة هذا البحر هي فعولن

ويجوز فيها القبض في جميع الأجزاء، إلا أن الكثير من الشعراء لا يجيزون

القبض في التفعيلة الثالثة من الشطر، بحيث تبقى تامة أصيلة

ولنا في " حديث المقبرة " و " إرادة الحياة " و " السآمة " ...الخ

لأبي القاسم الشابي، وقصيدة " الهلال " المشهورة،

و " منظر الشروق والغروب في عالم الماء " و " أبو الهول " لأحمد شوقي،

وقصيدة " أخي جاوز الظالمون المدى " لعلي محمود طه

***

ديوان الأعشى

ووجدت قصيدته التي يمدح بها قيس بن معد يكرب الكندي

وهي قصيدة مشهورة عنوانها في الديوان " أخو الحرب "

مطلعها:

أتهجر غانية أم تلم=أم الحبل واه بها منجذم

أم الصبر أحجى، فإن امرأ=سينفعه علمه إن علم

تتكون هذه القصيدة من اثنين وسبعين بيتا، ولم يرد فيها القبض في التفعيلة الثالثة في أي شطر من أشطارها

ولعل هذا دليل آخر يؤكد ما ذهبنا إليه

ولا داعي إلى إضافة قصيدة أخرى مشهورة للمتنبي التي يهجو فيها كافورا، مطلعها:

ألا كل ماشية الخيزلى.........فدى كل ماشية الهيذبى

وهي تتكون من ثلاثة وثلاثين بيتا لم يأت فيها القبض في التفعيلة الثالثة

لا تتعدد القوافي إلا حين ينتهي العجز في حالته السالمة ب 3 2 2 3 كما فصل في الرابط:

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/ezdewaj-qafeyah

ولهذا فإن كل القصائد التي أوردها أستاذنا فإن الضرب فيها محذوف ( ينتهي ب 3 2 3 ) أي أن العجز = 3 2 3 2 3 2 3 ولبس 3 2 3 2 3 2 3 2

ولكن العجيب أني وجدت ذلك يطرد في بعض قصائد المتقارب غير محذوفة الضرب. بين يدي قصيدة بشامة بن الغدير ومطلعها :

هَجَرتَ أُمامَةَ هَجراً طَويلا وَحَمَّلَكَ النَأيُ عِبئاً ثَقيلا

وهي من 38 ببيتا لم أجد من بينها ما احتمالا لحذف التفعيلة الثالثة ( في العجز) إلا البيتين :

لَها قِردٌ تامِكٌ نَيُّهُ تَزِلُّ الوَلِيَّةُ عَنــه زَليلا

وَصَدرٍ لَها مَهيَعٍ كَالخَليفِ تَخالُ بِأَنَّ عَلَيــهِ شَليلا

وموضع احتمال القبض عدم إشباع حركة الهاء، ولكني أتساءل إن كان اللفظ ينبغي أن يتم بعدم الإشباع أم بالإشباع على نحو وجوب الإشباع في قول البحتري ( مع اختلاف الوزن ) :

وتماسكت حين زعزعني الد.......(م)....ـهر التماسا منـــه لتعسي ونكسي

الموضوع بحاجة لمزيد من الاستقصاء.

منتدى العروض رقميا : http://arood.com/vb/