خمسة حاطوم

كتبت هذا الموضوع على مدة طويلة وجمعت فيه ما تقدم في غير منتدى ومشاركة إلى الجديد، ولذلك ورد في الموضوع تكرار، فليعذر القارئ الكريم ذلك.

http://www.leblover.com/vb/thread111574.html

هذا موضوع آمل أن يكشف لمن يعرف الرقمي عن قيمة وضوح الرؤية واتساعها الذين تتيحهما له معرفته بالرقمي.

ثمة عدة ما يدعوها كاتبها بالــ(ـبحور الجديدة )

أنقلها هنا وأتناول أولها بالتعليق. متمنيا أن يقوم من المشاركين من يتناول بقية الأوزان .

بحث بقلم معين حاطوم في علم العروض وموسيقى الشعر العربي والبحث عن النغمات التي تهمشت واهملت ومحاولة فريدة في اضافة وبناء اوزان وبحور جديدة !!

يحاول المؤلف في البحث اثبات ان التفعيلات الثمانية التي رُكبت منها البحور لا تفي كل النغمات السليقية ولم تفلح هذه التفعيلات الثماني بالإحاطة بكل النغمات الممكنة شعراً

يقترح المؤلف بحوراً جديدة تحوي هذه النغمات الضائعة , وقبل طباعة البحث قررنا طرح هذه البحور توالياً على الشعراء من أجل التطبيق الشعري على أن تنشر هذه القصائد في البحث مستقبلا !!

البحر الأول هو بحر الغزل , وهو أصعب البحور الخمسة المقترحة لأن الشاعر الذي سيكتب على هذا البحر سيكون ملماً بشوارد اللغة ووارداتها وهو تحد للخاصة من الشعراء المتمكنين !!

البحر الاول - بحر الغزل

فَعَلَ فَعَلتْ فَعَلَ فَعَلتْ ...................فَعَلَ فَعَلتْ فَعَلَ فَعَلتْ

ب ب ب \ ب ب - \ب ب ب \ ب ب - ... ب ب ب \ ب ب - \ب ب ب \ ب ب -

مجازاته

لا زحاف فيه ولاحشو علل ولكن كل تفعيلة تحل مكان اختها مثلاً !

فَعَلَ فَعَل فَعَلَ فَعَلتْ ..............فَعَلَ فَعَلتْ فَعَلَ فَعَلتْ

( وغير ذلك من الاحتمالات )

قصيدة مقترحة على بحر الغزل

نَزَفَ شَجَنُ وَتَري نَغَماً.......... فَوَرَدَ غَديْرَ هوىً غَرِدَ

وَهَوى كَدَسَ نَغَمٍ جَمَحا.......... فَسَرَحَ وَحلَّقَ وَشَرَد

َفهَمَسَ يَئنُ وَقَدْ سَكِرَ ..........وَجَعَكَ, جَهنَّمُ قَدْ وَقَدَ

سَعَرُ شَبَقٍ وَلَظى طَرَبٍ ..........جَعَلَ مُتَعَ سَمَرِك رَدى

يَتَجددُ ويَتَموْسَقُ.! رَ.......... يَتراقصُ سِحْرُهُ مُنْذُ بَدا

التعليق

فعلَ فعَلتْ = 1 1 1 1 3

هذا التركيب يخرج عن الإيقاع البحري لوجود 6 متحركات

وهو كذلك ليس بخبب لاحتوائه الوتد 1 2 حيث وزنه (2) (2) 1 2ويصبح خببا بأحد الوجوه التالية

(2) (2) 2 بحذف المتحرك المنفرد (2) (2) 1 2

(2) (2) (2) 2 بإضافة متحرك مع المتحرك المنفرد 2 2 1 1 2

(2) (2) 2 2 بإضافة ساكن بعد المتحرك المنفرد (2) (2) 1ه 2

مثال - البيت:

سَعَرُ شَــبَــقٍ وَلَظى طَرَبٍ ..........جَعَلَ مُتَعَ سَمَرِك رَدى

(سَعَ) (رُشَ ) بَ قنْ (ولَ ) ظى (طرَ ) بنْ ........ (جَعَ ) (لَمُ) تَ (عَسَ ) (مَرِ ) (كَرَ ) دى

لاحظ معي كيف أنك أجريت التكافؤ الخببي فطرة بين (قنْ =1ه من شبق في الصدر) و( عسَ =11 من متع سمرك في العجز) وكذلك بين (ظى =1ه من لظى في الصدر) و (مَرِ =11 من سمرك في العجز)

ووزن (البيت ) = (2) (2) 1 2 (2) 2 (2) 2........(2) (2) 1 (2) (2) (2) 2

حيث الصدر = فعلَ فعلتْ فعلَا فعلَتْ

وحيث العجز= فعلَ فعلتَ فعلَ فعَـتْ

والصدر كما ترى يزيد فيه وزنه =( 7×2+1) عن العجز ووزنه (6×2+1)

يصبح خببا بأحد النصوص المعدلة التالية:

أولا - بحذف الرقم 1

سَعَرُ شَـقٍ وَلَظى طَرَبٍ ..........بِهِ مُتَعَ سَمَرِك رَدى

(سَعَ) (رُشَ ) (قنْ ) (ولَ ) (ظى ) (طرَ ) بنْ ........ (بِهِ) (مُتَ ) (عَسَ ) (مَرِ ) (كَرَ ) دى

(2) (2) 2 (2) 2 (2) 2.......................(2) (2) (2) (2) (2) 2

ثانيا بإضافة ساكن (أو متحرك) بعده

سَعَرُ شَــبَـا قٍ وَلَظى طَرَبٍ ..........جَعَلَا مُتَعَ سَمَرِك رَدى

(سَعَ) (رُشَ ) بـا (قنْ ) (ولَ ) (ظى ) (طرَ ) بنْ ........ (جَعَ ) لـا (مُتَ ) (عَسَ ) (مَرِ ) (كَرَ ) دى

(2) (2) 2 2 (2) 2 (2) 2.......................(2) 2 (2) (2) (2) (2) 2

وهنا يذكر القارئ بأنه كما يوجد في الإيقاع البحري زحافات ثقيلة، فإن كثرة الأسباب الثقيلة المتجاورة في الإيقاع الخببي مستثقلة. وانظر كيف أن الصدر أسلس من العجز لانقطاع وتيرة تجاور الأسباب الثقيلة، وكيف يصير العجز سلاسا بإحلال سبب خفيف محل ثقيل

سَعَرُ شَــبَـاقٍ وَلَظى طَرَبٍ ..........جَعَلَا مُتَعَ اسْمَرِك رَدى ( اسْمرك بهمزة وصل )

(سَعَ) (رُشَ ) با (قنْ ) (ولَ ) (ظى ) (طرَ ) بنْ ........ (جَعَ ) لا (مُتَ ) عسْ (مَرِ ) (كَرَ ) دى

(2) (2) 2 2 (2) 2 (2) 2.......................(2) 2 (2) 2 (2) (2)

البحر الثاني - بحر الطرب

اسْتَفْعَلَ اسْتفْعَلَ اسْتَفْعَلَتْ .......... اسْتَفْعَلَ اسْتفْعَلَ اسْتَفْعَلَتْ

- - ب ب \ - - ب ب\ - - ب - ................... - ب ب \ - - ب ب\ - - ب -

نموذج شعري على هذا الوزن

حارتْ مُقَلُ الوجْدِ وَحَلَّتْ بِها............تَلْهو بِلَطيْفِ الغَنَجِ الماثلِ

ساحتْ بِهِضابٍ نَتأتْ عُنْوَةً............ تسْقي بحياءٍ عَطَشَ السائلِ

الوزن الأصلي - نموذج ثان

بحر الطرب

لحنٌ وكَمانٌ وقصيدٌ به ............أرضٌ وسماءٌ هُوَ بحرُ الطربْ

يسْمو بخيالٍ لترى روحُهُ.............أطيافَ شوادٍ بمخيضِ القِرَبْ

اسْتَفْعَلَ اسْتفْعَلَ اسْتَفْعَلَتْ

2 2 (2) 2 2 (2) 2 2 3

2 2 (2) 2 2 (2) 2 2 1 2

ويصبح خببيا إما بتزويج الرقم 1 بمتحرك أو ساكن بعده أو حذفه

تزويجه ليصبح الوزن

اسْتَفْعَلَ اسْتفْعَلَ اسْتَفْعَلََتِ (تي)

2 2 (2) 2 2 (2) 2 2 (1 1) 2

حذفه ليصبح الوزن

= اسْتَفْعَلَ اسْتفْعَلَ اسْتَفْلَتْ

2 2 (2) 2 2 (2) 2 2 2

لحنٌ وكَمانٌ وقصيدٌ به ............أرضٌ وسماءٌ هُوَ بحرُ الطربْ

يسْمو بخيالٍ لترى روحُهُ.............أطيافَ شوادٍ بمخيضِ القِرَبْ

البيتان يصبحان خببيين بالطريقتين التاليتين

1- تزويج الرقم 1

لحنٌ وكَمانٌ وقصيدٌ وبه ............أرضٌ وسماءٌ هُوَ بحرُ الطربِ(ي)

يسْمو بخيالٍ لترى روعتهُ.............أطيافَ شوادٍ بمخيضِ القِرَب ِ (ي)

2 - حذف الرقم 1 بغض النظر عن المعنى

لحنٌ وكَمانٌ وقصيدٌ بهْ ............أرضٌ وسماءٌ هُوَ بحرُ الطبْ

يسْمو بخيالٍ لترى فيهِ (ي).............أطيافَ شوادٍ بمخيضِ القَبْ

البحر الثالث

بحر الكرمل

افتَعَلَ اسْتفْعَلَ مُسْتفْعِلَتُنْ ................ افتَعَلَ اسْتفْعَلَ مُسْتفْعِلَتُنْ

- ب ب ب \- - ب ب\ - - ب ب - ...................... - ب ب ب \- - ب ب\ - - ب ب -

بحور مجازاته ثلاثة فكل تفعيلة تحل محل اختها .

نموذج تطبيقي

اشْتَعلَ قلبي وَتَهادى طَرَبا .......... حينَ فَتنَ اللحْظُ خبايا الوَجَلِ

فانْتَعَشَ في الروحِ جَنينُ الأمَلِ........... يَلْعَبُ وَيلْهو كَوَليدٍ ثَمِلِ

إفْ (تَعَ) لَ إسْ تفْ (عَلَ) مسْ تف (عِلَ ) تن

2(2) 1 2 2 (2) 2 2 (2) 2

وهذا البحر أيضا فيه متحرك واحد 1 زيادة على الخبب

ومع بقاء هذا المتحرك فإن الوزن ليس بحريا ولا خببيا

ولو حذفناه بحيث يصبح الوزن

افتَعََ اسْتفْعَلَ مُسْتفْعِلَتُنْ = 2 (2) 2 2 (2) 2 2 (2) 2

يصبح خببيا وكل سبب يمكن أن يكون خفيفا أو ثقيلا

النص غير الخببي وغير البحري

اشْتَعلَ قلبي وَتَهادى طَرَبا .......... حينَ فَتنَ اللحْظُ خبايا الوَجَلِ

فانْتَعَشَ في الروحِ جَنينُ الأمَلِ........... يَلْعَبُ وَيلْهو كَوَليدٍ ثَمِلِ

النص الخببي

سلـّمَ قلبي وَتَهادى طَرَبا .......... حينَ سبا اللحْظُ خبايا الوَجَلِ

عشعش في الروحِ جَنينُ الأمَلِ........... يَلْعَبُ يلْهو كَوَليدٍ ثَمِلِ

ليتك أخي تقارن النصين وتحكم بفطرتك.

لو انطلقنا من هذا المنطلق بزيادة حرف في موقع معين من وزن معين للحصول ما ندعوه بحرا جديدا فهناك حد يكاد يكون بلا حصر من هذه البحور التي ترفضها الذائقة أغلبها

خذ البسيط مثلا بزيادة متحرك قبل (فاعلن)

مستفعلن وفاعلن مستفعلن فعلنْ

النص :

من البسيط

كلا وباري طوال الهدب والحور ..........ما قلّ حبـّّيكِ من بعدٍ ومن غير

ومن مشوه البسيط بإحلال ) وفاعلن ) محل فاعلن

كلا فهاهنا طوال الهدب والحور ............ما قلّ حبنا لبعدٍ أو من الغيَرِ = 2 2 3 1 2 3 2 2 3 1 3 .............2 2 3 1 2 3 2 2 3 1

ولا حد للتشوهات التي يمكن أن يدخلها الإنسان على البحور السوية وهي ستنعكس نشازا على الذائقة السليمة.

إن ما يميز الأوزان أعلاه وجود شطرين متساويين

ما الذي يمنعني إن اعتبرنا هذه بحورا جديدة أن أعتبر الوزن

2 3 3 2 2 3 3 3

بحرا جديدا وأنظم عليه

يا حبيبتي والحب ذا مزلزل .....ليس ينتهي من فعله المعلّلُ

فاعذري قلوبا من هوى أحبةٍ .....لم تزل لدى ذكر الهوى تولولُ

ويمكنني أن أدعوه بحر أريحا

وافتح بعدها سجلا لبحور لا نهاية لها ممن هب ودب بعدد احتمالات أي أرقام وأي تشويهات على البحور السوية ولن نعدم بلدانا نسميها باسمها غرناطة مثلا بلنسية إشبيلية. هي قلة بلاد أم قلة دموع ؟.

لا حول ولا قوةإلا بالله.

بعد كتابة ما تقدم عدت لـ(ـبحر أريحا) فوجدت نشازه محتملا فتأملته فوجدته ذا قرابة ولو بعيدة بعروض الخليل باعتبار وزنه ( لمن يألف التفاعيل) = 2 3 1 – 2 2 2 1 – 2 3 1 – 2 = مفعلاتُ مفعولاتُ مفعلاتُ مفْ

بحر السمر

نموذج تطبيقي على هذا البحر

مُتفْعِلاتن مُتفْعِلاتن مُتفْعِلاتن مُتفْعِلاتن

ب - ب--\ ب - ب-- ب - ب--\ ب - ب--

تَرنَّحّتْ والحنينُ يشْدو ** فَلاحَ حُسْنٌ على المُحيّا

فَهلَّ سَعْدٌ وحَلَّ وجدٌ ** لوى وِقاري وفاضَ فيّا

فقلتُ: إياكَ تجنَّ لهواً ** فشيبُ قلبٍ سطا عليّا

يحولُ دونّ الوصالٍ عمداً ** يودُّ وداً وليس غيّاً

الأزرق سببي ( مزاحف أو سليم) والأحمر وتد

ما هذا البحر إلا مخلع البسيط، مع توجيب زحاف السبب الأول فيه، وكأن شاعرنا يقول إنك إن قلت (قد لاح ) بدل (فلاح) فسد الوزن.

تَرنَّحّتْ والحنينُ يشْدو ** قد لاح حُسْنٌ على المُحيّا

وانظر أخي رعاك الله كيف اختلفت حدود مصطلحي التفاعيل لديك ولدى الخليل دون أن يؤدي ذلك إلى اختلاف في الجوهر الذي تمثله المقاطع، وكل أثره أنه حجب عنك رؤية حقيقة لا شك أنها معلومة لديك وهي أن هذا الوزن هو مخلع البسيط .

بحر الدوالي

مُسْتَفْعِِلَتُنْ مُسْتَفْعِِلَتُن مُسْتَفْعِِلَتُنْ

مُسْتَفْعِِلَتُنْ مُسْتَفْعِِلَتُن مُسْتَفْعِِلَتُنْ

-- ب ب -\-- ب ب - \-- ب ب -

-- ب ب -\-- ب ب - \-- ب ب -

نموذج تطبيقي على بحر الدوالي

مقطع من قصيدة جرح صادح

دَبْلَجْتُ هَواكِ الصَّادِحَ في جرْحِ الألَمَ

شعْرا غَرِداً قد داعب أوتارَ الغَزَلًِ

يشكو وَلَعاً قد أصاب هُيامي فاشْتَعلَ

ناراً تتجلّى خلفَ مفازاتِ الأملِ

أهواكِ وأهفو أسبق شوقي مُقْتَرِباً

سهماً فَزِعاً يجتاز مسافات الأزَلِ

كتب الأستاذ معين حاطوم

http://www.3emme3.com/vb/showthread.php?t=8489

"ومن ثم مرت أمامي قصيدة كنت قد كتبتها فيما مضى وقرأتها في احدى الندوات بعنوان ( دبلجت هواك ) وهذا مقطع منها :

دَبْلَجْتُ هَواكِ الصَّادِح ِ في جرْحِ الألَم ِ

شعْرا غَرِداً قد داعب أوتارَ الغَزَلِ ِ

يشكو وَلَعاً قد صاب هُيامي فاشْتَعلَ

ناراً تتجلّى خلفَ مفازاتِ الأملِ

أهواكِ وأهفو أسبق شوقي مُقْتَرِباً

سهماً فَزِعاً يجتاز مسافات الأزَلِ

فقال لي استاذ لغوي معروف : هذه القصيدة الجميلة على أي وزن يا معين

فقلت دون تردد : على وزن ذاتها يا استاذ !!!"

أخي الكريم الأستاذ معين حاطوم

منذ قرأت لك عن موضوع البحور الضائعة تفاءلت باستنارة تفكيرك توجها وإن خالفتك في تقييم النتيجة، ورحت أتتبع مشاركاتك فوجدت هذه الأبيات التي جعلتني أكثر تفاؤلا بتفكيرك وذائقتك وأكثر أملا في أن تتيح المجال لعقلك للتواصل مع الرقمي الذي هو مضمونا قبل ان يكون شكلا تواصل مع شمولية فكر الخليل وانطلاق منه. متخطين غلالة التفاعيل الجميلة وهي تجزيئية في طبيعتها كوسيلة إيضاح لعبت دورا مهما في توصيل المعلومة مهضومة، ولكنها كذلك شجعت في تعطيل البحث عن الفكرة الشاملة لدى الخليل التي كانت التفاعيل توضيحا لتفاصيل تجلياتها. أو كما قال الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "

-----------

لو رمزنا للسبب الخفيف بالرمز 2 وللسبب الثقيل بالرمز (2) فإن وزن هذا الشطر هو

دَبْلَجْتُ هَواكِ الصَّادِحَ في جرْحِ الألَم

= دبْ لجْ (تُهَ) وا كصْ صا (دِحَ ) في جرْ حلْ ( ألَ) مي

= 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2

12 اثني عشر سببا

ولو كان النص

فَرِحاً بهوىً يصدحُ ويناجي بي ألمي ........لبقي الوزن سليما وهو

= (فَرَ) حن (بِهَ) ونْ يصْ (دَحُ) (وَيُ) نا جي بي ( ألَ ) مي

= (2) 2 (2) 2 2 (2) (2) 2 2 2 (2) 2

= 12 اثني عشر سببا

وهذا إيقاع الخبب وهذه صفاته فهو مكون من أسباب خفيفة وثقيلة متكافئة يحل أحدها محل الآخر، وهو يخلو من الأوتاد.

ولو استعرضت بقية الأبيات لوجدت أوزانها

شعْرا غَرِداً قد داعب أوتارَ الغَزَلِ ِ

2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2

*

يشكو وَلَعاً قد صاب هُيامي فاشْتَعلَا

2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2

*

ناراً تتجلّى خلفَ مفازاتِ الأملِ

2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2

*

أهواكِ وأهفو أسبق شوقي مُقْتَرِباً

2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2

*

سهماً فَزِعاً يجتاز مسافات الأزَلِ

2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2

حسنا أوزان الأبيات جميعا كالتالي

سببان خفيفان + سبب ثقيل + ثلاثة أسباب خفيفة + سبب ثقيل + ثلاثة أسباب خفيفة + سبب ثقيل+ سبب خفيف

وهذا إلزام لنفسك بما لا يلزم.

فتبقى أبياتك صحيحة الوزن بهذا النص أيضا:

إني من حبّك أمضي في غُصَصِ الألَم

= 2 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 (2) 2

بغناء غَرِدٍ داعب نغماتِ الغَزَلِ ِ

(2) 2 2 (2) 2 2 (2) (2) 2 2 (2) 2

*

يشكو همّا قد نزلَ بقلبي فاشتعلا

2 2 2 2 2 (2) (2) 2 2 2 (2) 2

*

حمما تتأجج خلفَ مدى سُبُلِ الأملِ

(2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2

لعل فيما تقدم كفاية للتدليل على ذلك.

وفحوى الأمر هوصحة البيت التالي في حالي لفظ ( شوقي – بمد الياء ) و ( شوقيَ – بفتحة على الياء )

أهواكِ وأهفو أسبق شوقي ( شوقيَ ) مُقْتَرِباً

وهذه طبيعة أي سبب خببي، وهذا ينقلنا إلى ما يسمى في عروض التفاعيل بالفاصلة في بحري الكامل والوافر وما يسمى فيهما إضمارا وعصبا وما ذاك بمنطق الرقمي إلا حقيقة أن السبب الأول سبب خببي يتكافأ فيه الخفيف والثقيل أو يجوز أن يكون ثانية ساكنا أو متحركا.

ومن هنا ندخل إلى موضوع من أهم مواضيع الرقمي وهو التخاب كما تجده موضحا في الرابط الأخير

من سياق الشرح المكثف التالي لطائفة من مواضيع الرقمي:

http://www.freespaces.com/alarood/1100-jalt.htm

إن لهذاالتصور آثار كبيرة على النظرة للعروض العربي بعامة تجد جانبا منها على الرابط:

http://www.geocities.com/khashan_kh/22-eeqaan.html

إن ما يحفزني أخي الكريم لكتابة ذلك لك هو ما أجده من طلاقة تفكيرك وهو ما أتمنى أن أكسبه للرقمي الذي يشكل أداة تزيد من مردود استنارته فيزداد عطاء خير للغة والفكر .

واسمح لي أن أضع رابط حوارنا حول ( البحور المفقودة ) لصالح من لم يطلع عليه من المشاركين الكرام،

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=18423

ومجرد الحوار مع من يملك هذا التوثب الفكري متعة في حالي الاختلاف والاتفاق.

والله يرعاك.

ما كان لي في ظرف من ضغط العمل أن أجد الوقت والقدرة على التركيز لولا ما أجده من قدر شاعرنا الكريم معين حاطوم وأدبه الجم وجدوى التحاور مع عقله النير، وكلي أمل أن يشجع هذا الجهد مفكرنا الكريم على التخلية بين عقله الرائع والرقمي وكلي أمل إن تم ذلك أن يكون الناتج خيرا للغة والفكر ككل وللرقمي خاصة. أقول هذا وأنا أعلم صعوبة تخطي ما اعتاده المرء من تصور للتفاعيل وجزئياتها إلى الأسلوب الجديد وشموليته، فقد عانيت بنفسي من ذلك ولا أزال، ولهذا فإن بعض من درسوا الرقمي مباشرة دون سابق معرفة بالتفاعيل أكثر انطلاقا في تمثله مني.

مضمون العروض الرقمي موضوع جديد وبالتالي فإن طرحه يشكل طرحا جديدا.

عروض التفاعيل وعروض الأرقام ليس بينهما كبير فرق من حيث الشكل، ولكنهما مختلفان من حيث التباين بين تجزيئية الأول وما تبثه في لغته من تجسيد تجزيئي وشمولية الثاني وما يرافقها ويناسبها من تجريد. والتعبير بإحدى اللغتين عن مفاهيم الأخرى متعذر وإن تم فمربك للشارح والمتلقي.

إن على من يريد فهم الرقمي بدقة في تطبيق شموليته على التفاصيل أن يلم بتلك الشمولية أولا ويتمثل لغتها ثم يستعملها. وهذا مأزق يظهر كلما حاولت تقديم مضمون الرقمي بقدر من التفصيل لمن لم يألف لغته فإن تحدثت عنه بلغة التفاعيل فقد ألغيت منطقه ابتداء، وإن شرحته بلغته لم يستوعبها القارئ لأنه لا يألفها.

ولهذا سأحاول ابتكار أسلوب لشرحه لمن ينظر للرقمي من الخارج.

لأهمية هذا الموضوع ولأنه يعرض لقضايا كثيرة تتعلق بجوهر الرقمي ولأن محاوري شاعر ثابت الجذر في تراث أمته وممتد النظر إلى آفاق التجديد، ولاسابق معرفة له بالرقمي، فهو بذلك كله يمثل الشريحة المثلى التي يجدر عرض الرقمي عليها.وهو إلى ذلك دمث الخلق موضوعي الرؤية.

لهذا سأبدأ بعرض بعض ما سبق من حوار في المنتديات وأتبعه ببقية الحوار

كتب الأستاذ معين حاطوم

http://www.3emme3.com/vb/showthread.php?t=8489

"ومن ثم مرت أمامي قصيدة كنت قد كتبتها فيما مضى وقرأتها في احدى الندوات بعنوان ( دبلجت هواك ) وهذا مقطع منها :

دَبْلَجْتُ هَواكِ الصَّادِح ِ في جرْحِ الألَم ِ

شعْرا غَرِداً قد داعب أوتارَ الغَزَلِ ِ

يشكو وَلَعاً قد صاب هُيامي فاشْتَعلَ

ناراً تتجلّى خلفَ مفازاتِ الأملِ

أهواكِ وأهفو أسبق شوقي مُقْتَرِباً

سهماً فَزِعاً يجتاز مسافات الأزَلِ

فقال لي استاذ لغوي معروف : هذه القصيدة الجميلة على أي وزن يا معين

فقلت دون تردد : على وزن ذاتها يا استاذ

أخي الكريم الأستاذ معين حاطوم

منذ قرأت لك عن موضوع البحور الضائعة تفاءلت باستنارة تفكيرك توجها وإن خالفتك في تقييم النتيجة، ورحت أتتبع مشاركاتك فوجدت هذه الأبيات التي جعلتني أكثر تفاؤلا بتفكيرك وذائقتك وأكثر أملا في أن تتيح المجال لعقلك للتواصل مع الرقمي الذي هو مضمونا قبل ان يكون شكلا تواصل مع شمولية فكر الخليل وانطلاق منه. متخطين غلالة التفاعيل الجميلة وهي تجزيئية في طبيعتها كوسيلة إيضاح لعبت دورا مهما في توصيل المعلومة مهضومة، ولكنها كذلك شجعت في تعطيل البحث عن الفكرة الشاملة لدى الخليل التي كانت التفاعيل توضيحا لتفاصيل تجلياتها. أو كما قال الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "

-----------

لو رمزنا للسبب الخفيف بالرمز 2 وللسبب الثقيل بالرمز (2) فإن وزن هذا الشطر هو

دَبْلَجْتُ هَواكِ الصَّادِحَ في جرْحِ الألَم

= دبْ لجْ (تُهَ) وا كصْ صا (دِحَ ) في جرْ حلْ ( ألَ) مي

2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 = 12 اثني عشر سببا

ولو كان النص

فَرِحاً بهوىً يصدحُ ويناجي بي ألمي ........لبقي الوزن سليما وهو

= (فَرَ) حن (بِهَ) ونْ يصْ (دَحُ) (وَيُ) نا جي بي ( ألَ ) مي

(2) 2 2 2 2 (2) (2) 2 2 2 (2) 2 = 12 اثني عشر سببا

وهذا إيقاع الخبب وهذه صفاته فهو مكون من أسباب خفيفة وثقيلة متكافئة يحل أحدها محل الآخر، وهو يخلو من الأوتاد.

ولو استعرضت بقية الأبيات لوجدت أوزانها

شعْرا غَرِداً قد داعب أوتارَ الغَزَلِ ِ

2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2

حسنا أوزان الأبيات جميعا كالتالي

سببان خفيفان + سبب ثقيل + ثلاثة أسباب خفيفة + سبب ثقيل + ثلاثة أسباب خفيفة + سبب ثقيل+ سبب خفيف

وهذا إلزام لنفسك بما لا يلزم.

فتبقى أبياتك صحيحة الوزن بهذا النص أيضا:

إني من حبّك أمضي في غُصَصِ الألَم

2 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 (2)) 2

*

بغناء غَرِدٍ داعب نغـَماتِ الغَزَلِ ِ

(2) 2 2 (2) 2 2 (2) (2) 2 2 (2) 2

*

يشكو همّا قد نزلَ بقلبي فاشتعلا

2 2 2 2 2 (2) (2) 2 2 2 (2) 2

*

حمما تتأجج خلفَ مدى سُبُلِ الأملِ

(حِمَ ) من (تتَ ) أجْ ( جَجُ) خل ( فَمَ ) دى ( سُبُ ) للْ ( ألَ) مي

(2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2

لعل فيما تقدم كفاية للتدليل على ذلك.

وفحوى الأمر هوصحة البيت التالي في حالي لفظ ( شوقي – بمد الياء ) و ( شوقيَ – بفتحة على الياء )

أهواكِ وأهفو أسبق شوقي ( شوقيَ ) مُقْتَرِباً

وهذه طبيعة أي سبب خببي، وهذا ينقلنا إلى ما يسمى في عروض التفاعيل بالفاصلة في بحري الكامل والوافر وما يسمى فيهما إضمارا وعصبا وما ذاك بمنطق الرقمي إلا حقيقة أن السبب الأول سبب خببي يتكافأ فيه الخفيف والثقيل أو يجوز أن يكون ثانية ساكنا أو متحركا.

ومن هنا ندخل إلى موضوع من أهم مواضيع الرقمي وهو التخاب كما تجده موضحا في الرابط الأخير

من سياق الشرح المكثف التالي لطائفة من مواضيع الرقمي:

إن لهذاالتصور آثار كبيرة على النظرة للعروض العربي بعامة تجد جانبا منها على الرابط:

http://www.geocities.com/khashan_kh/22-eeqaan.html

إن ما يحفزني أخي الكريم لكتابة ذلك لك هو ما أجده من طلاقة تفكيرك وهو ما أتمنى أن أكسبه للرقمي الذي يشكل أداة تزيد من مردود استنارته فيزداد عطاء خير للغة والفكر .

واسمح لي أن أضع رابط حوارنا حول ( البحور المفقودة ) لصالح من لم يطلع عليه من المشاركين الكرام،

www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=18423

ومجرد الحوار مع من يملك هذا التوثب الفكري متعة في حالي الاختلاف والاتفاق.

والله يرعاك.

أستاذي الفاضل د. سليمان القيسي

الشكر كله لكما أنت وشاعرنا الأستاذ معين حاطوم الذي قادني عبيره لهذا المنتدى.

ثمة نظرتان لعروض الخليل

إحداهما قائمة على تجزيئات التفاعيل وهي توفي أوزان البحور حقها، ولكنها لا تقدم للفكر في سعيه نحو ارتياد الجديد صورة عن الخواص العامة للإيقاع الذي تقبله الذائقة العربية، فيقع في روع الكثيرين أن أي صورة شطرين متكافئي الوزن يمكن أن تدعى بحرا.

والأخرى يقدمها الرقمي بصورة إن لم تصل لشمولية فكر الخليل فهي في اتجاهها وتحرص على تبيان خصائص عامة مستقرأة من بحور الخليل وتفاعيله، وهي لا شك أو شيء نحوها كانت موجودة في فكر الخليل، وإلا لما كان لجزئيات تفاعيله هذا الشمول في تغطية خصائص الشعر العربي.

إن كل ما يطلق عليه نظام لا بد أن يستند إلى نظرة شاملة تشيع التناسق بين جزئياته.

إن النظر بهذا المنظار إلى العروض العربي من شأنه في الوقت الذي لا يحد من استطلاع آفاق التجديد، ولكنه يأطرها بإطار الخصائص الكلية لهذا العروض.

من حسنات التفاعيل أنها أوصلت المعلومة للقراء بطريقة مفهومة،

ومن سيئاتها حجبت وجود النظرة الشمولية والتصور الكلي لدى الخليل.

إن مجموعة قوانين جزئية لا تستند إلى قاعدة كلية تبقى تلفيقية لا تخلو من فجوات وتناقض، ولكن انسجام مموعة كبيرة من الجزئيات وتغطيتها مساحات واسعة دليل على وجود قاعدة كلية تستند إليها وتنطلق منها.

ومن هنا فإن من أثمن ما مر بي في هذا الصدد قول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ".

ولأني أرى شاعرنا الكريم فذا فكلي أمل أن يكون من تفاعله مع الرقمي ما يثري اللغة والعروض.

الرقمي شكل ومضمون ومضمونه أنه تواصل مع فكر الخليل الكلي وصدور عنه أو محاولة لذلك. وبث للوعي به على أقل تقدير. بشكل يرأب الفجوة التي وجدت بين هذا العلم وفكر الخليل.

والله يرعاك.

إبداعات الخليل كثيرة وفي مجال العروض له إبداعان، أولهما جوهري فكري شامل، وثانيهما مظهري إيضاحي تفصيلي ( تجزيئي )

ولنبدأ بالثاني لنقول إن إحاطة الجزئيات المتمثلة بالتفاعيل والبحور بصور وأشكال الشعر العربي ما كانت لتكون بهذا التكامل والتناسق والشمول رغم تجزيئيتها لولا أنها صادرة عن رؤية فكرية واضحة لكلٍّ واحدٍ شامل.

لماذا لم يقدم الخليل هذا الكل الواحد الشامل وقد التفاصيل عوضا عنه ؟

ليس السؤال دقيقا. فالخليل قدم صورة أقرب ما تكون لذلك الواحد الشامل، وهي الدوائر المتمثلة في ساعة البحور

وقد أدرك هذه الصفة الشمولية في الدوائر ابن عبد ربه في العقد الفريد، فراح يصف خواص المقاطع

وقدم التفاصيل المتمثلة في البحور والتفاعيل، فاتجه الناس إلى التفصيلي الإيضاحي التمثيلي وتركوا التجريدي الفكري الشمولي، وتلك طبيعة الناس في أغلب مجالات الفكر وتجلياتها التمثيلية التجزيئية المظهرية. وليس أدل على ذلك من ضآلة الاهتمام الذي لقيته دوائر الخليل قياسا بتفاعيله.

عقلية الخليل سابقة لزمانها، وكأنه أدرك ذلك فأعطانا طرف خيط الشمولية في دوائره وأبدع في وسيلة الإيضاح التي تتمثل في تفاعيله، ولاشك أن تناول تفاصيل التفاعيل سهلة الهضم لأن الخليل مضغها ولقّنها فغدت أيسر من تناول فكره الدسم ومحاولة فهمه. وهذا ما تم.

غير أن ابن عبد ربه أدرك ذلك نستنتج ذلك من وصفه للمقاطع وخصائصها وهي مادة التفاعيل والبحور جميعا وذلك في قوله:

فاسمع فهذي صِفة الدوائرِ........ وَصْفَ عليم بالعَروض خابرٍ

دوائرٌ تعيا على ذِهْن الحَذِق .......خمس عليهن الخُطوط والحَلَقْ

والنُّقط التي على الخُطوطِ ........علامة تُعدّ للسُّقوط

والحَلق التي عليها يُنْقطُ ..........تسكن أحياناً وحِيناً تَسقَطُ

والنُّقط التي بأجواف الحَلْق......... لمبتدأ السطور منها يُخترقْ

فانظُر تجد من تحتها أسماءها ...........مكتوبة قد وُضعت إزاءَها

والنُّقطتان موضعَ التعاقب........... ومثل ذاك موضعَ التراقب

قد لا يكون هذا شاملا كل فكر الخليل ولكنه فتح الباب لذلك مشرَّعا لمن أراد أن يستمر ويستنتج ويقارن ويربط. ولكن التيار العام المركز على التفاعيل هو الذي ساد حتى لدى ابن عبد ربه بعد تلك المقدمة، ولو أنه مع شرحه للتفاعيل والبحور دأب على ربطها بشمولية الدوائر مع ما يتبع ذلك من توسع واستقراء لكان حدد للعروض العربي مسارا آخر فيه تفكير وشمولية أكثر، وحفظ وتجزيء أقل.

وفي كل خير، ولكن آثار أخذ التفاعيل والبحور كل على حده ودون الوعي على ارتباطها بتصور عام، قد يلقي – وقد ألقى - في روع بعض الأدباء أن كل ما يأتي على هيئة شطرين متساويي الوزن يمكن أن يكون أو يدعى بيت شعر، فإن لم يكن مسبوقا على هذه الصورة فهو ( بحر جديد ) .

للأستاذ العروضي الكبير سليمان أبو ستة عبارة رائعة يصف بها مجموعاته المشتقة من دوائر الخليل حين يصفها بأنا للوزن العربي كالجدول الدوري للعناصر.

وفي مجال العناصر لنتصور عالِمين في فترتي ما قبل اكتشاف الجدول الدوري وما بعد اكتشافه

فالعالم قبل اكتشاف الجدول الدوري يمكن أن يتوقع إمكان وجود عدد كبير جدا من العناصر المحتملة بتوافيق متعددة بين أي عدد ذري وأي وزن ذري.

وبعد اكتشاف العدد الذري والوزن الذري فإن العالم يمكن أن يتوقع وجود عناصر جديدة، ولكنها محدودة لأنها محكومة بالضوابط والعلاقات التي تم على أساسها رسم الجدول الدوري،

http://www.dayah.com/periodic/?lang=ar

وهذا ما حصل حقيقة.

" ........ درس مندلييف العناصر الكيميائية التي كانت معروفة في زمانه ، ثم رتبها في جدول بحسب تركيبها الذري ، من الأبسط إلى الأكثر تعقيداً ، فلاحظ خانات في الجدول ظلت فارغة ، ولما كان مندلييف واثقاً من وجود قانون صارم ( أو سنة ) يحكم تركيب هذه العناصر وفق نظام مطرد ، فقد استدل من هذه الخانات الفارغة على وجود عناصر في الطبيعة ، لم تكتشف بعد ، وبعد دراسة عميقة ، وبحث شاق استطاع مندلييف ، أن يقدر بعض صفات العناصر المغيبة ، وقام بوضع تقرير مفصل عنها ذكر فيه خصائصها ، التي تنبأ بها بناء على موقعها من الجدول .

"وبالفعل لم يمض وقت طويل حتى جاءت الاكتشافات ، فأكدت صدق ما تنبأ به مندلييف ، ففي عام 1875م اكتشف عالم فرنسي أحد العناصر التي تنبأ بوجودها في الطبيعة ، وأطلق عليه اسم ( غاليوم ) نسبة إلى بلاد الغال حيث اكتشف هذا العنصر ، وفي عام 1879م اكتشف عالم سويدي عنصراً آخر من تلك العناصر ، أطلق عليه اسم ( سكانديوم ) وبعدها اكتشف عالم ألماني العنصر الثالث ، عام 1887م وأطلق عليه اسم ( جرمانيوم ) نسبة إلى ألمانيا .. وكانت خصائص هذه العناصر المكتشفة مطابقة للخصائص التي تنبأ بها مندلييف إلى درجة تبعث على الدهشة !"

نقلاعن الرابط:

http://islamweb.net/ver2/library/ummah_ShowChapter.php?lang=A&BabId=10&ChapterId=10&BookId=226&CatId=201&startno

وعمل الخليل في العروض كعمل مندلييف في الجدول الدوري للعناصرة، وقبل الجدول الدوري كان مفهوما أن يتصور عالم وجود عناصر متعددة بأوزان وأعداد ذرية متعددة بلا قواعد تضبط تناسقها، ولكن ذلك القول وإن حاز احترام العالِم الذي عرف الجدول الدوري لأنه وإن كان خطأ فهو بداية المحاولة للوصول للجدول الدوري إلا أنه مع احترامه له يعرف مجافاته للحقيقة.

ولكن لا عذر بعد الجدول الدوري لمن يبقى على التصور القديم باحتمال وجود عناصر بشكل عشوائي فيما يخص أوزانها وأعدادها الذرية. كما أن من المغالطة الكبرى أن يقال: " إنه لا يحق لمندلييف أن يحدد عدد العناصر، هو ذكر عناصر ونحن نذكر عناصر" فذلك كان سيكون مقبولا لو أن مندلييف ذكر عناصره جزافا أو شذر مذر أو زعم أنه أوجدها، أما وهو مكتشفها ( البعْديّ ) لا موجدها (القبْليّ) وهو أطرها في إطار الجدول الدوري الذي يعطي تصورا شموليا عنها وفقا لمعطيات محددة، فقد قطع الطريق على المنطق السابق.

أجل أطلت الحديث عن الجدول الدوري ومندلييف

إن الوعي على أن تفاصيل البحور لا بد أن تكون صادرة عن تفكير وتصور كليين تبعث على استقصاء معالم هذا التفكير والتصور الكلّيّين. وهذا لا يمنع محاولة كشف أو حتى بدع أوزان جديدة، ولكنه يفتح وعي المبدع على ضرورة مراعاة مواصفات التفكير والتصور الكليين. لا سيما وهما ( بَعديّان) بمعنى أن الخليل اشتقهما وصفا لما استقرأه في أوزان شعر العرب من خصائص، فهو محلل لا مصمم.

على أن أهمية ما تفضل به أخي الأستاذ معين حاطوم ناجمة عن وجود تصور كلي جديد لآليات استقراءه ( القبليّة – على غير سابق عهد للذائقة العربية بها ) للأوزان واشتقاقها من بحور الخليل ( البعديّة – المستخلصة من استقرائه للذائقة العربية)، فهو بهذا مصمم لا محلل، أجل إنه يصمم أوزانا جديدة من الأوزان القديمة ثم يقدمها للذائقة العربية. وككل تصميم جديد فهو قد يأتي مناسبا أو غير مناسب لمن صمم له.

فلنحاول هنا استقراء التغييرات التي أجراها شاعرنا على ما يمكننا اعتباره أصول تفاعيل أو تراكيب خليلية ليصل إلى (بحوره) ومدى موافقتها للقواعد العامة للشعر العربي وخاصة ما جاء منها في التخاب وشروطه.

بحر الغزل

فَعَلَ فَعَلتْ فَعَلَ فَعَلتْ ...................فَعَلَ فَعَلتْ فَعَلَ فَعَلتْ

ب ب ب \ ب ب - \ب ب ب \ ب ب - .. . ب ب ب \ ب ب - \ب ب ب \ ب ب –

1 1 1 1 3 1 1 1 1 3

= (2) (2) 1 2 (2) (2) 1 2

حذف الساكن أو المتحرك الذي يعقب الرقم الأحمر وبذلك تحول مقطعان خببيان من الأصل الخببي إلى مقطعين بحريين لاحتوائهما الوتد، بشكل يخالف قواعد التخاب (عدم جواز التخاب قبل الأوثق )

بحر الطرب

اسْتَفْعَلَ اسْتفْعَلَ اسْتَفْعَلَتْ .......... اسْتَفْعَلَ اسْتفْعَلَ اسْتَفْعَلَتْ

- - ب ب \ - - ب ب\ - - ب - ................... - ب ب \ - - ب ب\ - - ب –

اسْتَفْعَلَ اسْتفْعَلَ اسْتَفْعَلَتْ =2 2 1 1 – 2 2 1 1 – 2 2 3 = مستفعلُ مستفعلُ مستفعلن

التغيير : حذف الساكن الأخير من تفعيلتي الرجز الأولى والثانية، فتحول ما بقي منهما إلى خبب وبقيت التفعيلة الثالثة بحرية فاختلط الإيقاعان ووقع التخاب قبل الأوثق خلافا لشروط التخاب.

البحر الثالث - بحر الكرمل

افتَعَلَ اسْتفْعَلَ مُسْتفْعِلَتُنْ ................ افتَعَلَ اسْتفْعَلَ مُسْتفْعِلَتُنْ

افتَعَلَ اسْتفْعَلَ مُسْتفْعِلَتُنْ = 2 1 1 2 2 1 1 2 2 1 3

= 2 1 1 3 2 1 3 2 1 3 = مستـفَــعــلن مستعلن مستعلن

أخذ الرجز وأدخل عليه الطي أي حذف ساكن السبب الثاني في التفعيلتين الأخيرتين، وهذا جائز، وفي التفعيلة الأولى حرك ثاني السبب وهذا غير جائز في طبيعة العروض العربي فخرج الوزن بذلك من الشعر كما نعهده.

ولو جعل التفاعيل كلها (مستعلن مستعلن مستعلن) لكان الوزن خببيا في وجه من وجوهه كما في (بحر) الدوالي = ( مستفعلتن مستفعلتن مستفعلتن )

البحر الخامس - بحر الدوالي

مُسْتَفْعِِلَتُنْ مُسْتَفْعِِلَتُن مُسْتَفْعِِلَتُنْ

-- ب ب -\-- ب ب - \-- ب ب –

2 2 1 3 2 2 1 3 2 2 1 3 هو الخبب لا غير.

ولكن اشتقاقه من مستفعلاتن هيأ للشاعر أنه لا يصح إلا على هذه الصورة والواقع أنه مجموعة أسباب خفيفة وثقيلة يحل أي منها محل الآخر،

فيبقى صحيحا كخبب مثلا لو أصبح مسْتَفَعِلَتُنْ مسْتفْعلْتَنُ مُسَتفْعِلْـتُنْ

ولو اتبع فيه الشاعر ما اتبعه في سابقية من إبقاء أحد الأوتاد،

كأن جعله = مستفعلتن مستفعلتن مستفعلاتن

على غرار (بحر ) الطرب = مستفعلُ مستفعلُ مستفعلن

ولو حرك ساكن سبب خفيف في وجود الوتد في أولى التفعيلات مع بقاء الوتد فيها مع تخببيب التفعيلتين الأخيرتين كما فعل ب(بحر) الكرمل ، لخرج مثله من دائرة الشكل الشعري العربي

فوزنه حينئذ = مستـفَعلاتن مستفعلتن مستفعلتن

وزن الكرمل = مستـفَعلن مستعلن مستعلن

نجد أن الشاعر حيث خرج عن طبيعة العروض العربي في تغييراته جاء بأوزان غير متفقة مع الأوزان العربية المعروفة، ( وأراها ثقيلة)، وحين التزم في تغييراته بطبيعة المتاح في العروض العربي جاء وزنه متفقا مع الخبب، مستساغا في الأذن العربية.

والآن إلى ما أورده الأخ الشاعر من أسئلة

الأستاذ الشاعر والصديق خشان خشان المحترم تحية طيبة,

بعد الإذن من فارسات وفرسان منتدى اسماء الثقافية اسمح لي ان الحق بكرم ضيافتهم وجميل ترحيبهم فارحب بك قائلا : جمَّلت المنتدى ونورت جًعبَه , وجعلته يرتحق( استعمال خاص جديد ) من علمك كما يرتحق النحل من العسل !

وبعد ,

سرني اصرارك , وأطرتني ملاحقتك , فقلت لنفسي : يحدث يا معين ان يلحق الاستاذ تلميذا ... وخاصة بعدما كنت قد اعتبرته مائناً حين قسى بتهكم لطيف (القصد منتدى واتا ) وهمز ظريف. ها هو الآن يعود محسناً كريماً بهياً . ولذوي الحسنى والكرم والبهاء أيك في قلبي .

فقدمت أهلاً ووطئت سهلاً , ويجدر بإخوتي في منتدى اسماء الثقافية اليمني ( الدكتور سليمان القيسي و الاديبة ندى حمود الدكتورة رجاء ريان الشاعر ميلاد اليماني وغيرهم من المبدعين أن يخصصوا شهادة تقدير للاستاذ خشان على اكتشافه او تبنيه لطريقة العروض الرقمية ! يكفي أنه أخرج عقليتنا من التعلب ومنحنا امكانية التنقيب والبحث من اجل تجويد تراثنا وجعله قابلاً للنشوء والارتقاء ! امتداداً ونمواً عضوياً وليس استنساخاً !!

أراك في هذه الفقرة أصبت كبد الحقيقة وجلّيت بعدا من خصائص الرقمي لم يكن بهذا الوضوح، فقد اعتدت أن أقول " الرقمي تواصل مع تفكير الخليل وصدور عنه " وفي عبارتك من وضوح التوجه والرؤية ما يفوق عبارتي.

وما بعد بعد,

أقول أخي خشان ما قلت لأن بعض الردود التي وصلتني حول اقتراحي للأوزان الخمسة أفزعتني وكأنني ذراع كولنيالية امتدت الى ثوابتنا ! فراح البعض يجتهد وما هدفه سوى التفشيل والمداهمة الكلامية متناسيين ان لا كلام منزلاً سوى ما انزله الله في القرآن الكريم , وكل ما قبله وما بعده قابل للجدل والنقاش والتحديث والتجويد والاضافة دون ان نشعر بالدونية وبالعداء لتراثنا , بل بالعكس , فالحقيقة تقول أن الذي يجوّد تراثه – كما فعلت اخي خشان في عروضك الرقمية – لهو العاشق الحقيقي لهذا التراث. !

واجهت ثلاثة أصناف من حيث الآراء حول الرقمي

1- فبعضهم امتدحه وهم قلة عرفته من خلال المنتديات

2- وبعضهم لم يد فيه جديدا ووجده مجرد تكرار للتفاعيل، وتعقيد لما هو معقد أصلا، ووقف في سلبيته عند حدود معقولة.

3- وبعضهم اتهمني بالعمالة للاستعمار والصهيونية والعمل على الطعن في القرآن الكريم واللغة العربية كما تجد جانبا من ذلك على الرابط :

http://montada.arahman.net/showthread.php?t=3649

وأنقل لك منه توصيفين للأخ حمد نبهان لدى تقديمه الرقمي:

يا لضيعة الشعر واللغة والقرآن

والمخططات التي تدبر من قبل اليهود لا تنتهي منذ بداية الاسلام

وما أراه الآن ما هو إلا أحد هذه المخططات الفاشلة بأمر الله

ولي عودة مع هذا الموضوع

انتظرني أخ حمد

سبهولنا بأة يا استاذنا الجميل

انا يا جماعة فهمت الراجل ده بالظبط عايز يعمل ايه انتوا مش فاهمين حاجة وبعد طول تفكير في ما يطرحه إليكم النتائج الجميلة التي وصلت لها وقد سميتها (علم الكوكتيل في فن الجهل والديجيتيل... بمناسبة الديجتال يعني بس بدلعه)

امتحان رياضة 2 ثانوي

1ــ أدخل كلمة (م/غ) في معادلة رياضية مع نفسه

2 ــ أضرب ما تحته خط

3 ــ وضح الصور الرياضية في هذه الجملة (عمر يلعب بالكرة )

امتحان عربي 3 ثانوي

السؤال الاجباري (الديجتال)

1 ــ أضرب البيت الشعري في نفسه حيث يعطيك طريقة سليمة للوصول لوسط البلد أسرع من المترو(اشرح هذه القاعدة)

امتحان كيمياء 1 ثانوي

1 ــ وضح كيفية تحويل الكبريت إلى برتقال ديجيتياليا ؟

2 ــ أثناء قيامك بعمل تجربة البيضة نسيت أن تضع المعادل بتاع البيضا 3 ×2 ماذا تفعل ؟ هل تلحق نفسك وتقسم على أربعة أم تكبر دماغك وتروح برنامج من سيربح البوبنون؟

ولكني يا أخي أجد عذرا لهؤلاء الإخوة، بل الأسلم أن أقول " أجد عذرا لنا" باعتبارهم يمثلون غالبية أمتنا ( المجيدة ) أجل المجيدة بمقومات أهمها فكرها الذي أطلقه الإسلام، والذي تكلس وتقوقع للأسف منذ قرون، ونجم عن ذلك خروجنا نحن العرب من التاريخ منذ ما يزيد على ألف عام ، تولت فيها شعوب إسلامية أخرى شرف قيادة الأمة والذود عنها وحمل رسالة الإسلام إلى البشرية. وليس سهلا على أمة ( عربية ) هذه حالها أن تستعيد حيويتها الفكرية بيسر، بعد أن سادت فيها ثقافة الحفظ والنقل والتلخيص قرونا، رغم ما في كتابها الكريم من حض على التفكير والتبصر والتأمل.

والآن إلى موضوعك القيم وتساؤلاتك المحفزة للتفكير

ولكي لا أطيل عليك فسأدخل مباشرة الى صلب الموضوع : وهو البحور الخمسة ) ولكي أكون مقنعاً في حديثي وعرضي فلا بد لي من القول بأنني في صباي قرضت شعراً موزوناً ( صباي معناها جيل 8-12 سنوات –اليك بقصيدة كتبتها في الصف الثامن ابتدائي :

موال من مواويل الايام

ويضيع في الايام موال الشقاء *** وتضيع في الموال اعوام الصفاء

فنقول جاء ربيعها من شدوها *** وبنادق الاموات تهتف للفناء

وهلال ليلي مرة قد يختفي *** لكن ثانية يعود مع الضياء

لكنما جرح الهوى لا يكتفي*** بالصبر بالجلد اللجوج وبالدعاء

في كل حين يا شذائي يصطفي *** آهاً أكان ببسمة أو بالبكاء

***

يهوى ضباب الغيم في... في مقلتي *** ليحيل عمراً في ربيع للشتاء

يهوى فيَّ الاحزان يهوى دمعة *** قد دوزنت بيدي أشباح الشقاء

لتصير أمسية الحنين كمصيف *** يصطاف فيها ما تبقى من رجاء

لتصير امسية الحنين كمسرح *** يلهو عليها ضبابي أقدام الهباء

وأنا ملاكي ماكث متجلد **** في ضيعة الاشواق استجدي اللقاء

بحنين جرح صامت متماوت *** يخشى سكون الرمس , يخشى الانطواء

ويخاف نسيانا ولوما من هوى *** ويخاف يا فيروزتي عبء البقاء

يدعو ينادي نظرة من مقلة *** خرساء لا تصغي لآهات النداء

يدعو ينادي بسمة من مبسم ** مستسلم متكفن بفم الحياء

يدعو ينادي لمسة من مخلب ** قد يجرح الداني وان كان القضاء

يدعوك يا فيروزتي يدعوك كي *** تستقبلي فجر الهوى بدل المساء

***

لو استطيع حبيبتي ان ارتقي *** عرش العناد على متون الكبرياء

لصرخت في آذان نفسي صرخة ** لصرخت في عينيَّ : أغنيتي الدواء

يا منحنى الاشواق في سفح الهوى *** يا رنة الانات في اذن الهواء

يا مفرق الاحزان في ثغر الصبا *** يا نفحة الآهات في ناي الغناء

كفوا رحيلا في عروقي في دمي في خاطر الانات كي ينمو الولاء

تدنو ملاكي من جراحي خطوة *** لتلملم الآمال ولتبقي البلاء

آه شذائي لو أصير كدمعة ** تهمي على فجر الهوى خلف الضياء

آه ملاكي لو أصير كهمسة ** في ثغرك الوردي تشدو للحياء

لتفردست نار ولاحت غبظة *** وتبسمت مولودة عند المساء

لتنرجست أشواك حبي حلوتي ** وتدثرت في بسمة شفة المساء

لتأوهت شحرورة صداحة ** ومواسم الزيتون صارت للجناء

**

هيا ملاكي .. ادن مني خطوة ** نهدي الجراح على الذي فيه الشفاء

هيا ملاكي فالحياة كنغمة *** في جو احزان ينشدها القضاء

كما ترى منذ صغري انشدت شعراً موزوناً !! ولكن مع الايام والسنين بدأت انظم شعراً لا يتلاءم والاوزان . فبدأت اسأل نفسي : لماذا هذه النغمة غير واردة في البحور ؟؟ ولماذا هذه القصائد الكثيرة التي كتبتها والتي تتحكم بوزن ذاتها لا تحسب شعراً موزونا ً ؟ وما هي الفواصل الايقاعية وما هي التفعيلة وكيف بُنيت التفعيلة

في المقارنة بين قصيدتك في الصبا سليمة الوزن (البعدي – الذي ينبع من ذائقة مستقرة موروثة) على بحر البسيط، والأوزان الخمسة ( القبلية – التي تحاول أن تنشئ بها ذائقة جديدة) يكمن جوهر الفارق بين رأيينا، واسمح لي أن أنقل لك هنا جانبا من الحوار مع الأخ د. رياض بن يوسف حول نفس موضوع ابتكار (بحر جديد )

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=18783

. منها قوله

أنــا ألـمٌ عـــشـق الــسُّـرى

و عَقَّ الـصـبـح الأزهــرا

أنا حرف ٌ ..عشق الذرى

و مـجَّ الــسـفـح الأغْـــبرا

هـجـرتُ تـمـاثـيـل الورى

و رمـت سبيلا..لاتـُــــرى

قولك :"

اقتباس:

و لكن الإيقاع الجديد الذي سميته "القاصي" ألح علي إلحاحا شديدا فأثبته عالما بمخالفته التامة لروح العروض الخليلي و هو ما قلته و أعدته مرارا

و تكرارا..فالقضية عندي ليست إثبات عربية هذا الوزن بقدر ما هي إثبات مساغه و إمكان التعود عليه من طرف الأذن العربية

ومن هنا أبدأ استكمالي لهذا الحوار مع ربطه أحيانا بظواهر العروض.

إذن هي مرجعية جديدة تمثلها أذنك الموسيقية وأذن طلبتك الكرام في جامعة قسنطينة. وهذا ولا شك يعني إمكانية أن تقبل الأذن العربية هذا الإيقاع. ولكن ثمة إمكانية أن لا تقبل الأذن العربية هذا الإيقاع.

وما دمنا نتحدث عن مرجعية جديدة للأذن العربية فلا شك أن ما تقبله غالبية عربية من إيقاع يصبح إيقاعا عربيا. ولكن هل تجتمع أغلبية عربية على مرجعية جديدة ؟

هذا سؤال يأخذنا إلى مجال فكري أوسع لا يقتصر على العروض. وهو اختلاف المرجعية.

لقد عشنا زمنا كان ظاهر الأغلبية فيه في بعض الأقطار العربية يتجه إلى تبني اليسارية بل والمفرط منها، وعشت زمنا كان الظاهر الذي يشيعه الإعلام أن الإسلام اشتراكي، ثم ها نحن نعيش زمنا يقال لنا فيه إن الإسلام ديموقراطي، ويبدو الظاهر في كل هذه الحالات أن الأمة تغير مرجعيتها أو تطورها على الأقل

.

هل كان ذلك التغيير حقيقيا، لو صح ذلك فإن تغيير مرجعية الأمة بهذه السرعة شيء عجيب. وهل تقبلت الأمة بحق أيا من هذه المرجعيات رغم ظاهر اكتساحها لأغلبيات في بيئات معينة تزيد أو تنقص؟

بغض النظر عن الصواب أو الخطأ لو أن ذلك حصل، لأصبحت لدينا مرجعية فكرية جديدة يجوز أن نسميها عربية. ولما تم التخلي عنها بسهولة إلى سواها،

وما يقال عن هذا التمرجع الفكري يقال عن سواه مما لا يسمح المجال هنا بذكره.

ولا أقصد هنا ربط مرجعية الشعر بقداسة ومنزلة مرجعية العقيدة والفكر، وإنما الاقتصار على توضيح عمق المرجعية عموما واستقرارها فلا تتغير بسهولة ولا تصنّع.

وأمر إجماع الأمة على أوزان البحور الخليلية مستمر منذ وعت هذه الأمة ذاتها. ولو أن هذا الإيقاع الذي ذكرت توفر له إجماع شبيه بالإجماع الذي توفر للدوبيت لصح لنا أن نلحق به ما ألحقنا بالدوبيت

وهنا إضافة على ذلك الحوار عن الدوبيت : أن نلحق به ما ألحقنا بالدوبيت من صفة ( العربي ) وأرى أن صفة ( المستعرب ) به أجدر وأدق، دون أن ينسينا ذلك ما لحق بأوله من وجود أربعة أسباب وخضوع الثلاثة الأولى منها للتخاب قبل الأوثق وكلا الصفتين مخالف لثابت قواعد العروض العربي ولا تخطئ الأذن العربية ذلك.

ولكن قبولنا لاستعراب البحر المكذور لا يقف عند هذا الحد، بل يترتب عليه ( ضمن دائرة الاستعراب أن نجعل له دائرته الخاصة به

ويمثله الوزن التالي

2 2 2 2 2 2 3 2 2 2

وفيه

2 = سبب خببي يكون ثقيلا أو خفيفا

2 = سبب خفيف دوما

2 = سبب بحري قابل للزحاف ( حذف الساكن فيصبح 1)

3 = وتد لا يتغير

(2) سبب ثقيل، 2 = سبب خفيف

وأشهر صوره 2 2 (2) 2 3 3 2 1 3 = 2 2 1 3 3 3 2 1 3

وعليه البيت :

إن كنتُ أسأت في هواكم أدبي .....فالعصمة لا تكون إلا لنبي

ولو افترضنا أن الأرقام هذه موزعة على دائرة فإن أحد أوزانها

= 1 3 3 3 2 1 3 2 2

والنص المعادل له من صدر البيت السابق = تُأَسأتُ في هواكم أدبي إنْ كُنْ

وعليه النظم

أنا إن أسأت في حبكم (و) جِدّا ....فلأنّ حبّكمْ ما عرف الحدّا

ولنا أن نجتزئ منه بالنقص من أوله أو آخره،مع توقع أن يسلس بعض الأوزان ويستثقل بعضها شأن ما في دوائر الخليل.

وعودة إلى الحوار مع د. رياض بن يوسف:

ولكن هب أننا عرضنا هذا الوزن على مجموعة من طلبة جامعة الملك سعود بالرياض أو جامعة القاهرة أو جامعة دمشق فهل سينال هذا الوزن من القبول ما ناله في جامعة قسنطينة ؟

لو غلب القبول لأمكن اعتباره عربيا، ولكن ماذا لو غلب الرفض ؟

ليت من الممكن إجراء ذلك، ولو تضافرت جهود أساتذة اللغة على إجراء ذلك لأمكن الأمر لا سيما في ظل تسهيلات التواصل عبر الشبكة، ولعل بعضهم يطلع على هذا الموضوع في هذا المنتدى الكريم فيكون ذلكبداية لعمل علمي جدي، يدشن دورا رائدا لهذا المنتدى يكون فيه قدوة لسواه.

قمت بنقل الحوار لعدة منتديات وسوف أكمل النقل مشيرا إلى رابط المنتدى فلعل بعض أساتذة اللغة والعروض يدلون بدلوهم فيما يخص تقبل ذائقتهم لهذا الوزن.وأخص من أتواصل معهم منهم وهما الأخوان االعالمان العروضيان د. عمر مخلوف والأستاذ سليمان أبو ستة.

لقد أثبت التمرجع ( وأعني بالتمرجع تغيير المرجعية والأصيلة خاصة ) في كافة المجالات أنه ككرة الثلج، يطيح بكل مرجعية ناشئة وصولا إلى اللامرجعية.

ما يسمح بذكره المجال هنا هو أن بعض رواد شعر التفعيلة في بداياته طعنوا بمرجعية الشعر- ولا أقول العمودي فسواه يحتاج التخصيص- باعتبار أن شعرهم الجديد له مرجعيته الخاصة فماذا تم بعد ذلك ؟ طعن سواهم في مرجعية شعر التفعيلة، ورغم ما اعلنه شعراء التفعيلة فيما بعد من تصالح مع الشعر- وحقا إن شعر التفعيلة في الأعم الأغلب ملتزم بإيقاعات الشعر العربي - ، رغم تصالح شعراء التفعيلة مع الشعر وذودهم عن عروض الخليل، إلا أن من تلاهم من شعراء ( النثر ) اعتبروا أن تمرجع شعر التفعيلة كان خطوة على طريق أكملتها مرجعية شعر ( النثر ).

ولك أخي أن تتلفت حولك إلى ما هو أخطر من العروض، وانظر أين وصل تخلينا في كل قضية من قضايا الأمة عن مرجعيتها الأصلية.

وعودة إلى أمر التجديد في الأوزان، ماذا لو أن اثنين وعشرين أستاذا في اثنين وعشرين جامعة عربية وضع وزنا استساغته ذائقته، وذائقة من حوله ، فماذا يحصل ؟ وأين نمضي في أمر الشعر.

ومن قرر محدودية الذائقة العربية ! ولماذا نعتقد بأن علم العروض استوفى هدفه واكتمل علمه قبل 1200 سنة والعديد العديد من الاسئلة التي لم اجد لها اجابات لا عند الخليل ولا عند الاخفش ولا عند من اتى بعدهما من علماء علم العروض !.

إن الحديث عن الذائقة العربية شيء والحديث عن علم العروض شيء آخر.

أخشى أن يكون كل منا يتحدث عن مفهوم مختلف لعلم العروض

فهو عندي علم ( بعدي تحليلي ) يستهدف كشف الإيقاعات التي تسيغها الذائقة العربية الأصيلة كما كانت في الجاهلية وصدر الإسلام بغية حفظها من التأثر بما طرأ على الأمة العربية من تغير (فساد) ذائقتها نتيجة اختلاطها بشعوب أخرى، شأنه في ذلك شأن علم النحو. فعلم النحو كشف لحركات أواخر الكلمات أو ( حروفها في حال المثنى وجمع المذكر السالم ) كما اعتادتها وتبنتها الذائقة العربية. فهو توصيف لهذه الذائقة وليس إنشاءً لها.

ويبدو لي من تساؤلك أن نظرتك تحوي شيئا من قولي مع شيء آخر يتضمن مهمة ( قبْـلية تصميمة ) لعلم العروض ينشئ بها أوزانا جديدة يقدمها للائقة العربية لكي تتبناها. وذلك يجعلني أخشى أن يقتفي أثرك قائل فيقول :" ومن قرر محدودية الذائقة العربية ! ولماذا نعتقد بأن علم النحو استوفى هدفه واكتمل علمه قبل 1200 سنة والعديد العديد من الاسئلة التي لم اجد لها اجابات لا عند الخليل ولا عند سيبويه ولا عند من اتى بعدهما من علماء علم النحو"

ومن شأن الاختلاف بين النظرتين أن يسود الاختلاف بيننا فيما ينبني عليهما

وسرعان ما شرعت ادخل الى خلايا الايقاعات والنبرات الصوتية والتركيبات اللغوية من جهة , ومن جهة ثانية بدأت أشعر بحلقات مفقودة في الاوزان ... وفي بداية الامر توصلت الى نتيجة في غاية التطرف وهي أن الزحافات والعلل هي محاولة قوننة كسر الوزن في البحور , وعملياً النتيجة هي أن كل البحور مكسورة الوزن تناسباً مع تفعيلة البحر الصريحة ! أو أن اداة القياس التصنيفية للخليل بن احمد الفراهيدي البصري وسعيد بن مسعدة الاخفش غير دقيقة ويعم بها النقص والتطيين والتزيين !!!

ولكنني تراجعت عن هذا الادعاء غير العادل !! وقرأت أكثر وتعلمت أكثر وتوصلت الى المباديْ التي وجهتني في بحثي والتي قد تكون مناقضة بعض الشيء للعروض الرقمية ( وعلى هذا سنتناقش مستقبلاً كثيراً .

تعجبني موضوعيتك في حكمك على رأيك وتراجعك عنه، كما تعجبني ملامح الشمولية في إقامة رؤيتك العروضية على مبادئ .

اليك بهذه المباديء :

* البحر بكامل هيأته النغمية وتفعيلاته الصريحه !

* لا يؤخذ البحر بزحافاته ولا بعلله ولا يقاس وفقها !!

* تشابه التقطيع لا يعكس بالضرورة تشابه التفعيلة ونغمتها الطبيعية

* كل النغمات مبنية من خلايا جبرية حاسوبية ثنائية ( سبب خفيف , سبب ثقيل أو تراكم هذه الثنائية لنستخرج منها وتداً مفروقاً ومقروناً وفاصلة كبرى وصغرى !

* كما أن الحرف هو الخلية التي تتركب منها الكلمة فهو في مقام الخلية التي تركب العضو والذرة التي تركب الجماد !!

* تآلف الخلايا يكون العضو ومجموعة من الاعضاء تكون الجسم !!

* تآلف الاحرف يكون الكلمة ومجموعة من الكلمات تكون الجملة !!

* تباين التآلفات في الحروف خلق تبايناً في الكلمات والتباين في الكلمات خلق تبايناً في موسيقى الصوت والنبرات وما يحكم على حدود وحدة التآلف هي الكلمة !!فالكلمة اذن الحجر الاساسي الذي يجب ان نسند اليه تفعيلة !! أو, الوحدة التي يحل عليها الحكم التفعيلي !!.

فحين نقول : جهور ٌ نفهم تواً بأنها فعول وهذا تقطيعها ب - -

وحين نقول جاهل نفهم بانها فاعلن وهذا تقطيعها - ب -

حين نقول مستنكراً نفهم بانها مستفعلن وهذا تقطيعها - - ب -!!

استناداً على هذا لا يجوز تجزأة التفعيلة الصريحة واستخراج تفعيلتين منها كأن نقول مستفعلن هي : فعلن الخببية وفعل الرجزية

لأننا بهذا سنفقد نغمة مستفعلن !!! الخارجة تطابقاً مع نغمتها !!

وهناك أمر آخر وهو ان التجزئة التقطيعية قد تتشابه , ولنأخذ مستفعلن التي نحن بصددها

مستفعلن هذا تقطيعها - - ب -

مُتْفاعلٌ هذا تقطيعها - - ب – ( اضمار مُتَفَاعلن )

مستفع لن هذا تقطيعها - - ب – الخفيف

مستفعلان هذا تقطيعها - - ب - ( مجزوء البسيط)

مُتْفاعلان هذا تقطيعها - - ب - ( ضرب مذال مجزوء الكامل )

ولننتبه فأن نغمة كل تفعيلة على حدة لا تشبه بالمرة نغمة التفعيلة التي تليها او التي قبلها رغم تشابه التقطيع !!

من هنا نستنتج بأن التقطيع أداة بعدية وليست قبلية وان تشابه التقطيع لا يستدل منه على النغمة ولو كان الامر كذلك لما اخترع الفراهيدي كل هذه الزحافات وادخل مكانها تفعيلة مستفعلن !!

فيما تفضلت به مجال لكلام كثير. أوافقك على صحة بعضه. ومدى موافقتي على صحته لا يتبعه بالضرورة مدى موافقتي على صحة استنتاجاتك منه.

ولتوضيح ذلك بأمثلة تتعلق ببعض ما لا أشاركك الرأي فيه مما ذهبت إليه سواء لجهة صحة المقولة أو لصحة الاستنتاج منها في حال صحتها:

قولك :

" وحين نقول جاهل نفهم بانها فاعلن وهذا تقطيعها - ب -

حين نقول مستنكراً نفهم بانها مستفعلن وهذا تقطيعها - - ب -!!"

هذه خلاصة مقدمات عدة فإن كانت نسبية الصحة ( تصح حينا وتخطئ حينا ) كان ذلك دليلا على وجود خلل إما في المقدمات أو في الربط فيما بينها من جهة وفيما بينها وبين الاستنتاج من جهة أخرى.

حين نقول مستنكراً نفهم بانها مستفعلن وهذا تقطيعها - - ب -!!"

1 - ابن الخياط :

فاقَ الأَنامَ عَلاءً والْكِرامَ نَدىً وَلَيْسَ مُسْتَنكَراً أَنْ يَحْسُنَ الْحَسَنُ

2- ابن الرومي:

أخالُكَ مستنكراً فعلتِي فقلتُ لعمْرِي وفعَّالها

3- ابن نباتة المصري

إن عشتُ فيكم بغير قوتٍ فلستُ مستنكراً لذلك

ما كنتُ فيكم بآدميّ فصرت من جملة الملائك

4- الأخطل:

وَما كُنتَ يا اِبنَ القَينِ تَلقى جِيادَهُم وُقوفاً وَلا مُستَنكَراً أَن تُعَقَّرا

5- أبوتمام:

وَلَئِن عِبنَ ما رَأَينَ لَقَد أَنـ (م) ـكَرنَ مُستَنكَراً وَعِبنَ مَعيبا

6- بشار بن برد:

فَقَد أَصبَحتُ لا فَرِحاً بِدُنيا وَلا مُستَنكِراً دارَ الهَوانِ

تذكيرا بقولك :

" حين نقول مستنكراً نفهم بانها مستفعلن "

نجد أننا في الأمثلة الأربعة المتقدمة بين خيارين

أولهما الأخذ بقولك هذا وصياغة أوزان البحور صياغةً جديدة تحافظ على ما تراه من أن وزن ( مستنكرا 2 2 3) هو ( مستفعلن 2 2 3)

وثانيهما الأخذ بأوزان الخليل، وكما يظهر لك فإن وزن (مستنكرا) في أغلبها ليس ( مستفعلن)

إذن فمن ناحية تقرير للواقع – لا حكم عليه ولا تفسير له – فإنه غير مطابق لما ذهبتَ إليه.

لماذا ؟

أرى خطأ أرجح وصفه بالموضوعي، مع أني لا أستبعد أن يكون تباينا شكليا في نظرة كل منا لما ذكرت في المقدمة من قولك

:" وما يحكم على حدود وحدة التآلف هي الكلمة !!فالكلمة اذن الحجر الاساسي الذي يجب ان نسند اليه تفعيلة !! أو, الوحدة التي يحل عليها الحكم التفعيلي !!. "

فحين نقول : جهور ٌ نفهم تواً بأنها فعول وهذا تقطيعها ب - -

وحين نقول جاهل نفهم بانها فاعلن وهذا تقطيعها - ب -

حين نقول مستنكراً نفهم بانها مستفعلن وهذا تقطيعها - - ب -!!

ثمة مجالين مختلفين للتعبير يتعلقان بهذا الأمر:

أولهما قولك:

"وما يحكم على حدود وحدة التآلف هي الكلمة !!فالكلمة اذن الحجر الاساسي الذي يجب ان نسند اليه تفعيلة !! أو, الوحدة التي يحل عليها الحكم التفعيلي"

ولي حسب منطق هذه الفقرة أن أعيد إنشاء تعبيرات تفعيلية عن أوزان البحور التي ترد فيها كلمة ( مستنكرا ) بحيث تعطي صياغتها وزن ( مستفعلن ) لهذه الكلمة. وهو أمر لا يمكن أن يستقر أي بحر فيه على صيغة وزنية واحدة. قد يفهم المرؤ بمنطقك بإن حدود الكلمات تقرر حدود التفاعيل. وهو أمر كما رأيت مجانب للواقع ولا يستطيع أن يأتي بواقع جديد.

ثانيهما : القول:" بأن الإيقاع صيغة مستقرة في الذائقة يجري اختيار الكلمات والتراكيب الموافقِ تآلفُها لهذه الصيغة.

فالكلمة لا تنشئ الصيغة، فالصيغة قبل الكلمة وهي تختار من الكلمات ما يناسبها.

فالصيغة نغم قد يردده الإنسان بينه وبين نفسه دندنة أو همهمة بلا معنى ولا كلمات.

وهذا قول يقرر أن صيغة الإيقاع والحدود التي تنشئها مقدمة على حدود الكلمات. وحسب أسلوب العروض التفعيلي فإن حدود التفاعيل مقدمة على حدود الكلمات.

أتصورك هنا تجيب – ولا أدري مدى صحة تصوري - :

" إن قصدي من قولي أن وزن ( مستنكرا ) هو ( مستفعلن) هو تركيبها دوما على أنها ( سبب + سبب + وتد) بغض النظر عن صيغة التفاعيل وحدودها "

إن قلت هذا فهذا لبُّ لباب الرقمي الذي يقوم على التعبير عن الأوزان بدلالة المقاطع من أسباب وأوتاد واستقراء قواعد تكرارها وتجاورها وتغيراتها دون أدنى اعتبار لمسميات التفاعيل. وبالتالي دون أي اعتبار لحدودها.

فحسب الرقمي :

المتحركات والسواكن ذات الوزن فلا تتغير للوزن الواحد

والمقاطع اسم الوزن فلا تتعدد للوزن الواحد

والتفاعيل كُنى الوزن تتعدد وتتغير للوزن الواحد

وعلى سبيل المثال لا الحصر أنظر للبيت :

قال لي

فالدارج أن الصدر = فاعلاتن فاعلاتن فاعلا = 2 3 2 – 2 3 2 – 2 3، ( مستنكرا = )

ولك أن تعتبره = فاعلن مستفعلن مستفعلن = 2 3 – 4 3 – 4 3، ( مستفعلن =)

وهكذا يتبين لك أن معظم إن لم يكن كل حوارنا السابق كان يتعلق بأمر شكلي عديم القيمة وهو مكان هذا الخط ( - ) بين الأرقام الممثلة للوزن.

والحقيقة أن الوزن هو 2 3 2 2 3 2 2 3

ولك أن تضع الخط (- ) حيث شئت دون تغير لسلامة التعبير وخواص الوزن التي هي في الحقيقة خواص المقاطع، ويكون الوزن التفعيلي طبقا لذلك في كل حالة، وزحاف السبب الملون ووزن مستذكرا الواردة في البيت التالي كل حالة كالتالي ( الوزن للصدر ):

قال لي (مستذكراً) عهد الغزل سائلا هل ظلّ في اللقيا أمل

إن مقولة أن الكلمات تحدد التفاعيل يتضح بطلانها عند المقارنة بين شطري البيت المتقدم

فلو اعتبرنا وزن الصدر = (فاعلن = قال لي) + ( مستفعلن = مستذكرا) + (مستفعلن= عهد الغزل )

فإن العجز بذات الصيغة = (فاعلن= قال لي)+ ( مستفعلن = هل ظل لفي الـ) +(مستفعلن=لقيا أمل)

ولو اعتبرنا وزن الصدر=(فاعلاتن = جاءني مس) + ( فاعلاتن = تذكرا عهْ )+( فاعلا = دل غزل)

فإن العجز بذات الصيغة =(فاعلاتن = قال لي هل )+( فاعلاتن = ظل لفي الدّنْ) +(فاعلا=يا غزل)

وعدم تطابق حدود

تأمل وتألم معي ما يبذل من جهد في التفصيل والجدل والمصطلحات والتي تتوقف على مكان وضع الخط الفاصل بين المقاطع، وهو أمر لا يغير شيئا من الحقيقة إذ هو أمر استنسابي اصطلاحي لا غير الهدف منه أن يكون وسيلة للتوصيف.

إن حوارنا المتقدم كله ناشئ من تحول التفاعيل من وسائل إيضاح اصطلاحية إلى كائنات ذات جدران بين مجموعات معينة من المقاطع جزأت الوزن على نحو محدد لا سواه من تآلف هذه المجموعات في كل بحر وفرضت التجزيء تاليا على تفكير الناس فصار أسيرا لحدوده لا يستطيع منهم الفكاك كمه إلا من أوتي بصيرة وشمولية نظرة تنظر لحدود التفاعيل على أنها أداة قابلة للتغير وليست قيدا ولا غاية.

فمثلا : إن كلا من

مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن توصيف جميل لوزن البسيط.

و مستفعلن مفعولاتُ مستعلن توصيف جميل للمنسرح

ولكن التوصيف التالي لوزن كل منهما لغاية المقارنة بينهما أفضل من السابق:

البسيط : مستفعلاتن فعـلْ مستفعلاتُ فعلْ

المنسرح: مستفعلاتن -- مستفعلاتُ فعلْ

وفي الرقمي كما ترى في الجدول أدناه غنى عن المصطلحات جميعا وتوضيح لحقيقة الوزن كائنا ما كان مصطلح التعبير التفعيلي

وكما لا يخفى عليك فما تقدم يمثل رؤية لموضوع الوتد المفروق في دائرة المشتبه التي ينتمي إليها المنسرح.

ولهذا أخي خشان , يقيناً أن ما يحكم على سلامة البحر هو كامل هيأته التفعيلية الصريحة متطابقة مع النغمة ولا يؤخذ البحر بزحافاته !

بعد إيضاح رؤيتي للمقدمات وبصدد هذه النتيجة التي تفضلت بذكرها – على ما قد يكون بينهما من ضعف ارتباط – أقول:

الإيقاع في الشعر العربي نوعان

كمي خببي بدائي كل مقاطعه أسباب، ولأنه كمي زمناً فإن ساكنه يمكن أن يتحرك، ولكن لا يمكن أن يحذف لإخلال الحذف بالكم الزمني.

نوعيّ ثريّ بحريّ أهم ما فيه هذا التدرج بين زمني السبب 2 والوتد 3، والمحافظة على هذا التدرج الزمني تبقى متحققة في الأغلب فيما بين السبب بحالتي سلامته 2 وحذف ساكنه (زحافه 1 ) وبين الوتد 3 وإن زاد ارتفاع الدرجة في حالة حذف ساكن الوتد، وحيث يكون هذا الحذف ثقيلا ، أو حيث تتغير طبيعة الوتد في آخر البيت ( العلة ) أمور لها تفسيرها في الرقمي على ضوء المنطق السابق. كما هو مفصل في موضوع التخاب.

خذ هذا المثل :

حين نضمر متفاعل في البحر الكامل تصبح مُتْفاعل وتقطيعها كمستفعلن في الرجز والبحران مكونان من ست تفعيلات !! وهذا ما يحدث بين المجتث والمضارع !!

لكي لا أطيل عليك الكلام , وبعد أن بنيت لنفسي صورة واضحة عن الاوزان سألت : لماذا مثلاً كلمة نسج أو عزف لا توزن صريحة بتفعيلة؟ ولماذا كلمة استشهد ( افتعل ) لا توزن بتفعيلة كاملة ؟ وكلمة مستعملة ( مستفعلتن ) و - معلمات ( متفعلاتن ) لا توزانا بتفعيلة كاملة

وماذا عن كلمة

جماهيرنا = 3 2 3 = مفاعيلنا

إستوعبهما = 2 2 1 1 3 = مستفعلتنا

إن حدود التفاعيل أصلا أمر اصطلاحي استنسابي

وعدت على مجموعة كبيرة من قصائدي التي لم تكتب وفق الاوزان ووجدت بينها مجموعة من القصائد التي تتناسب ونغمة البحور التي اقترحتها وهي خالية من التعقيد وخالية من العلل والزحافات! وان كان منها ما يشبه او يذكر بالبحور فذالك لانها من نفس المصدر ومن نفس الام : اللغة العربية والروح العربية !!

والان أخي الشاعر الفذ خشان ,

تخيل لو بدأنا بنقد البحور العربية بنفس المعايير التي انتقدت بها أوزاني !!

جرب وسترى في نهاية الامر بأن مجموعة كبيرة من البحور هي بمثابة تشويه الواحد للاخر او تحوير او خروج عن !!

من وجهة نظري إن ما يحدد علاقة وزن بآخر مرجعي له ( بحر ) هل هي تطور أم تشابه أم تناسل أم ((تشويه)) هو مدى التزام الوزن الجديد بالخصائص العامة لإيقاع الشعر العربي وهي خصائص مطردة إلى حد كبير جدا كما أوضحتها في الرقمي. فإذا خرج الوزن الجديد عن هذه الخصائص لم يكن إلا تشويها.

وأخيراً

بدأت بدراسة الرقمي . تنقصنا معلومات كثيرة . وعندنا الكثير من الاسئلة مثلاً

1- ما هو مقام التفعيلة في العروض الرقمية !

أظنني قد أوضحت ذلك فيما تقدم.

التفعيلة اصطلاح استنسابي لوصف تتابع المقاطع من أسباب وأوتاد. ولها أثران إيجابي بتوصيل أوزان البحور للناس، وسلبي بتعطيل نظرتهم لشمولية تفكير الخليل والركام الضخم من المصطلحات. وأذكرك هنا بأن ( متفعلاتن متفعلاتن = مستفعلن فاعلن فعولن)

2- هل جوهر ميزان الرقمي هوالتجزئة الصوتية والحركية فقط

جوهر ميزان الرقمي هو جوهر الميزان التفعيلي من حيث الوزن مع اختلاف الأسلوب. ولكنه يفتح أبوابا جديدة لم تطرق من قبل.

3- كيف تؤطر حدود النغمة في البيت الكامل !

في الواقع الجغرافي والسياسي ثمة التضاريس الطبيعية والحدود السياسية.

إذا كان الحد بين تفعيلتين واقعا بين سبب ووتد فتلك حدود طبيعية وليست سياسية

وإذا كان الحد بين تفعيلتين واقعا بين سببين فتلك حدود ليست طبيعية ولا سياسية

مثال ذلك الحدود في دائرة المشتبه

الخفيف = 2 3 2 2 2 3 2 3 2

الحدود الطبيعية = 2 3 – 2 2 2 3 – 2 3 – 2 = فاعلن مستفعيلتن فاعلا – تن

المنسرح = 2 2 3 – 2 2 2 3 – 1 3 = مستفعلن – مستفعيلتن – فعِلُن

وليتك تنظر في هذا المقام للرابط :

http://www.geocities.com/alarud/105-arood-ulwaraqah.html : هذا توقف

البديل : http://www.reocities.com/alarud/105-arood-ulwaraqah.html

إن من درس التخاب يدرك أن وزن البيت وحدة واحدة ودليل ذلك أثر الأوثق في العجز في منع التخاب حتى في الصدر. ولهذا يمتنع في الخفيف مجيء نهاية الصدر 222 ( التشعيث ) بينما يجوز في العجز بعد الأوثق.

4- كما يبدو فان الطريقة الرقمية هي نسف للطريقة الفراهيدية وعودة الى ما قبله لرصد النغمات بالارقام !! ألا تخشى وقد -اثبتُ ذلك - بأن تشابه التقطيع الصوتي الحركي لا يتشابه بالضرورة والموسيقى الصادرة توأمة مع الكلمة ؟

الطريقة التفعيلية والطريقة الرقمية طريقتان فراهيديتان .

التفعيلية استعان بها الخليل كوسيلة إيضاح تجزيئية لشرح فكرة حول العروض

والثانية مستخلصة من الأولى في محاولة للوصول إلى شمولية فكر الخليل حول العروض

يقال إن الخليل استخلص العروض من التنعيم وهو قولهم إن وزن الطويل

نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا = 3 2 3 2 2 3 2 3 2 2 ( نعم 3 – لا 2)

ولازال العرب في باديتهم يزنون أشعارهم

بالهينمة = هها ها ها ههم هم هم = 3 2 2 3 2 2 (الهزج – الشيباني )

والملالاة ) = يلا لي لا للا لي لا =3 2 2 3 2 2 ( يلا = للا =3....لا = لي =2)

وكل هذا كما ترى اعتماد على المقاطع دون التفاعيل.

5- لماذا ينحو الرقميون الى تشويه او تغيير البيت الاصلي ليثبتوا بواسطة بيتهم المشوه للاصل بان الاصل مشوه عن احد البحور !

ليس هذا قصرا على الرقميين أو العروض، فلو أن شخصا ما جاء بمعيار جديد لوزن الحنطة لوجب تحديده بالكيلوغرام، وأنت جئت بأوزان جديدة على العرب فأجريت قياسها على ما لدى العرب مقارنة ظهر منها أن بعضها ليس جديدا بل هو مما عند العرب، وأن بعضها يزيد عما عند العرب بمتحرك يخرج به عن الصفات الأساسية للعروض العربي ولهذا أسميته تشويها.

مجزوء المتقارب = 3 2 3 2 3 2 ،

ولو حذفنا متحرك الوتد الأول لأعطانا الوزن

2 2 3 2 3 2 = عولن فعولن فعولن = مستفعلن فاعلاتن = المجتث

وهذا ليس مسخا فكلاهما منسجمان مع الصفات والقواعد العامة للعروض العربي

ولو حذفنا المتحرك ساكن الوتد الأول من مجزوء المتقارب لأعطانا الوزن

1 3 3 2 3 2 لكان هذا تشويها لأنه يعطينا الوزن متفاعلن فاعلاتن

وهذا يخالف قاعدة أساسية في العروض العربي وهي عدم جواز تجاور الفاصلة مع فاعلن في بيت بل شطر واحد.

6- لماذا وقد صادفت ذلك كثيراً تبنون النقد على فرض الزيادة او النقصان ( كأن تقول : لو زدنا هنا حركة أو سبباً خفيفاً أو ثقيلاً – لاصبح هذا البيت خبباً (مثلاً ) والخ من الاحتمالات ؟

هو كما تقدم أخي مقارنة لبعْديّ يقدم شيئا لذائقة العرب فكأنه يريد أن ينشئها نشأة أخرى بقبْـليّ يمثلها

8- أهل يحق لي مثلاً بان ادعي أن متفاعل الكامل مضمرة ولتشابه تقطيعها مع مستفعلن هي تشويه للرجز ؟؟

الرجز التام والكامل – رقميا – بحر واحد. السبب الأول من سببيه المتجاورين ( في الفاصلة) خببي يأتي خفيفا أو ثقيلا، فإن جات كل الأسباب في الفاصلة خفيفة كان ذلك مظهر الرجز. وإلا فهو مظهر الكامل.

فإن دخله زحاف بعد تخاب (تنتج به متفعل = 3 2) امتنع دخول الفاصلة عليه، فتميز عن الكامل، وذلك شأن دخول الزحاف بعد التخاب حيث (تنتج به مستعل = 2 3 ) فيمتنع بذلك دخول الفاصلة في السريع.

وللمزيد:

http://www.geocities.com/khashan_kh/50-alfaselah.html

http://g.1asphost.com/2arood/1204-maj-((4).htm

http://g.1asphost.com/2arood/1205-maj-((4)-kamel.htm

وحسبك في هذا الشأن هذه الحالة الافتراضية

لو أن قصيدة قديمة من ألف بيت اكتشفت فكان كل أشطرها على وزن ( مستفعلن مستفعلن مستفعلن =4 3 4 3 4 3 ) فإنها تعتبر رجزا، فإن عثر بعد ذلك على بيت نسب إليها وردت فيه متفاعلن = ((4) 3 مرة واحدة واختلف حول صحة البيت بين فريقين، فإن الحكم على القصيدة يعتمد على إثبات صحة البيت المكتشف فمن ثبتت لديه صحة نسبة البيت إلى القصيدة تحولت لديه من الرجز قبل الاكتشاف إلى الكامل بعده، ومن لم تثبت لديه صحة نسب البيت للقصيدة ظل على اعتبار لها من الرجز.

وكلا الفريقين لا يصدر في حكمه عل موضوعية الوزن بل علىصحة نسبة بيت حوى تفعيلة متفاعلن =331 =((4)3، فهذا الإشكال كله من نتاج تجزيئية النظرة الملتبسة بالتفاعيل، ولا بروز لهذه المشكلة حسب شمولية نظر الرقمي.

8- أهل هناك سبيل للرقمي ليحل هذه الاشكالات ؟؟

أتمنى أن يكون قد اتضح لك أن معظم الإشكالات إن لم يكن كلها ناجمة عن اعتبار التفعيلة مرجعا تجزيئيا، يحول دون كلية النظرة، ويرسم في الأذهان رسوخ حدودها الاصطلاحية دوما الاصطناعية غالبا في الأذهان وكأنها حقائق مقدسة بحيث احتاجت إلى تسميات وجنسيات وتأشيرات للعبور بين حدودها. وهذا كله حال دون النظر إلى القواعد الكلية الشاملة للعروض العربي، وهي الأسمى في نتاج الخليل، الذي ضُحِّيَ بكلية الجوهر فيه لحساب تجزيئية المظهر التي قدمت المادة جاهزة فأعفت التفكير من مهمته وهي التواصل مع تفكير الخليل من خلال استقرائه من تفاعيله ودوائره ومن ثم الصدور عنه إلى آفاق أرقى وأرحب، وذلك هو التكريم الحقيقي لفكر الخليل النابغة الذي يمثل العقل العربي في قمة إبداعه وانطلاقه.

أنا متفائل من الطريقة الرقمية ولكنني لم أتعلمها بعد ولم اصبح مهنياً بها ! حتي حينها لك مني أجمل الامنيات ولا يضرني ويضر القراء ان تنيرنا بالاجابات

لو تعرف يا أخي معين الظرف الحرج الذي كتبت فيه هذا الموضوع لعلمت قدرك عندي الذي يجعلني أعول كثيرا على كسبك للرقمي

وعلى فكره:

أهل انت من ابتكر هذه الطريق أم انك مروج لها فقط ؟

جوابا على هذا إليك الرابط

http://www.geocities.com/alarud/72-albairouni.html

والى اللقاء في الحوار القادم

رعاك الله واسعدك

بمودة معين محمد حاطوم

مشكلة الرقمي أخي الكريم أنه كل متكامل سهل إن دُرِس من بداياته، مستغلق إن قفز الدارس فيه دون تدرج من بداياته وتناس مؤقت لمنطق التفاعيل وأسلوبها.

أسعدك الله وأكرمك وحفظك ورعاك وأسعدني بك في رحاب الرقمي قريبا اللهم آمين