talammos-naseej

الآيتان : ‏

إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) ... الكهف‏

أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا ‏وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) .... الكهف ‏

‏**‏

كان الإمام يتلو في صلاة الفجر:" أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ‏ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ .... ثم أضاف " إِنَّا لَا ‏نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" وكرر ذلك مرتين ثم صحح نفسه مكملا :" كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا "‏

ولاحظت تشابه انسياب التلاوة في الوجدان بين النصين:

إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا

كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ‏

للأستاذ إبراهيم أنيس في كتابه ( موسيقى الشعر - ص 323 ) فصل ورد في عنوانه تعبير (النسيج القرآني )‏

يقول د. احمد كشك في كتابه ( الزحاف والعلة – رؤية في التجريد والأصوات والإيقاع - ص 160) :" ونحن نخالف ‏الدكتور أنيس رائد علم اللغة حين يجعل إيقاعه مميزا للشعر عن النثر بناء على المقارنة التي تمثل فيها آيات القرآن نماذج ‏للنثر، فتلك مقاربة غير صائبة لأن للقرآن إيقاعه الذي يختلف عما للنثر من إيقاع. ‏

فواجب إذن أن نبحث عن إيقاع القرآن، لنقارن بينه وبين إيقاع الشعر. لا أن نكتفي بمعرفة الوقع الشعري ونقول غن لغة ‏الشعر تختلف عن لغة النثر."‏

إذن هناك وقع القرآن الكريم المتميز عن وقع النثر وعن وقع الشعر، إنه النسيج القرآني وواجب أن نبحث عن إيقاع القرآن .

مستحضرا ما تقدم قلت فلأضع الوزن الرقمي لما ورد في الآيتين الكريمتين بعد قوله تعالى " إن الذين آمنوا ‏وعملوا الصالحات .‏

إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا = 2 2 2 3 3 3 2 1 1 1 3 ‏

كانت لهم جنات الفردوس نزلا = 2 2 3 2 2 2 2 2 1 1 3‏

لا مجال هنا للمقارنة بين إيقاعي النصين على أساس ما هو معهود في الشعر. فهل يكون هناك مقياس خاص بالقرآن الكريم ‏يمثل إيقاعه ؟ مقياس خاص لإيقاع خاص متميز عن الشعر والنثر.‏ خطر لي الجدول التالي :

فيكون النمط النسيجي في خاتمتي الآيتين = أ- ب – جـ - د – هـ ‏

حيث أ = تكرار ما للرقم 2 ‏

، ب تكرار ما للرقم 3 ‏

، جـ = تكرار ما للرقم ‏2

، د = تكرار ما للرقم 1‏

هـ = تكرار ما للرقم 3

أو = 2 3 2 1 3

ما مدى صحة هذا التحليل ؟ ما مدى اطراده ؟ تكرارٌ ما ، هل لهذه ال (ما) مواصفات معينة؟ هل هذا مجرد مصادفة ؟

الله أعلم .‏

لا أستطيع الجزم بشيء ، فالموضوع - في هذه المرحلة - أهميته في الأسئلة التي يولّدها.‏

ولا يشكل الطرح أعلاه أكثر من اقتراح يتطلب دراسة ومتابعة وجهدا لتقرير مدى ما يمكن أن يكون له من انطباق،

غير مستبعدين أيا من الاحتمالات بما فيها أن يكون هذا مجرد مصادفة.‏

وهذا من مقتضيات البحث العلمي.‏

إلا أنه لو تبينت بعض ملامح نجاح هذا التحليل فإن نتائجه ستكون مهمة. وسيكون فيه خير في الدنيا وأجر في الآخرة ‏للخليل منه نصيب بإذن الله.‏

تطمئن النفس هنا إلى اختلاف هذا المعيار عن معايير الشعر . ولكن هذه الطمأنينة لا تعني شيئا في المنهج العلمي ولا ينبغي أن تكون أكثر من حافز للمضي وفق المنهج العلمي.

****

فيما لي تمثيل لمقاطع سورة الشمس يتقدمها في النمط الأول تمثيل مقاطع سورة الشرح وفي هذا الشرح ارتفاع العمود هو رمز المقطع، والأحمر ما انتهى بساكن والأزرق ما انتهى بمد، أما االأسود فهو رمز المتحرك.

ربما يؤدي اعتياد تأمل الشكلين إلى إدراك تباين الشخصية الإيقاعية لنسيج كل من السورتين.

هل يا ترى تساعد في تلمس الإيقاع القرآني ؟ ألاحظ مثلا أنه لا يوجد في سورة الشرح عمودان أزرقان أو أسودان متجاوران في أيٍّ من آياتها.

وفيما يلي تمثيل بياني آخر لسورة الشرح.

خطر لي أن أتناول آيات السورة الكريمة بما هو منشور على الرابط:

http://arood.com/vb/showpost.php?p=58854&postcount=1

أي الرمز للأرقام المتجاورة المتشابهة برمز واحد بغض النظر عن تكرار ذات الرقم فمثلا 222 1111 33 رمزها 2 1 3

ثم مثلت ذلك بيانيا فكانت النتيجة :

نظرة إلى الشكل أعلاه تعطينا أصنافا من الأشكال المنسجمة للرمز النسيجي .

آيات السورة جميعا منسجمة الجرس أو الوقع أو النمط أو الأثر السمعي، فهل الآيات ذوات الرمز الواحد تشكل مجموعات أقرب إلى بعضها البعض في أثرها السمعي ضمن السياق السمعي

المتقارب بشكل عام ؟

ربما نعم، ربما لا

فلننشر إلى الآيات الكريمة بنفس الإشارة التي في الشكل ولنتأمل

كما قلت هو مجرد تلمس فإن كان فيه شيء من التوفيق فبحمد الله ولعله يكون نقطة في سفر استقصاء جمال القرآن الكريم.

وإن لم يكن ذلك فحسبي المحاولة التي لعلها تنير الطريق لسواي فيوفق.

فيما يلي رد أستاذي د. محمد جمال صقر على رسالة وجهتها له حول الموضوع

كان التراسل بواسطة مرسال فيس بك، وقد أذن بنشره مشكورا.

***

السلام عليكم أبا نعمان ورحمة الله وبركاته

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

رمضان كريم

قرأت الآن ما أحلتني عليه

وبدا لي أن تصوير حركة السورة بيانيا كما فعلت هو أفضل ما يعرضها ويطلعنا على طبيعتها

وهو لن يكون إلا برقمنتها كما فعلت

لا ريب في هذا

ولكن لماذا لم تمض في هذه السبيل إلى غايتها

أن تقول

نتوقع أن تقبل هذه الخاتمة

وأحييك على مدخلك إلى الموضوع

موقف القارئ الذي أخطأ ثم رجع

وله أشباه على مدار التاريخ

ربما جمعت أنت مواقفهم ودرستها

فخرجت بكتاب في إيقاع جمل الفواصل

لاريب لدي في أنه سيكون إضافة جديدة إلى الجاري في مثل هذا البحث

بارك الله فيك وشكر لك وأحسن إليك ونفع بك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

***

سرني أن الموضوع نال اهتمام الإخوة في شبكة طريق السنة فنشروه.

فالحمد لله وجزاهم الله خيرا.

ولعل هذه تكون بداية للاهتمام بالرقمي ككل.

http://www.sunnahway.net/vb/forumdisplay.php?f=12

***

شجعني ما وجدته من استحسان لدى الإخوة في ( طريق السنة )

كما شجعني رأي أستاذي د. جمال صقر. على محاولة أخرى .

من سورة النجم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)

ألا يوحي التمثيل الخطي في الشكل الأدنى بإمكانية أتمتةِ ( تلـْقـَأةِ ) برنامج ما يستعمل الماسح ؟

غالبا ما يفضي الباب الجديد في الرقمي يفضي إلى أبواب أخرى جديدة.