lesaneyyat

كثرت الإشارة في المواضيع الأخيرة إلى ( علم اللسانيات ) ومقارنة فهمه الغربي بالعروض العربي.

هذا الكتاب :

مبادئ اللسانيات

للدكتور أحمد محمد قدور

http://www.mediafire.com/view/syc5df...9%88%D8%B1.pdf

اللسانيات موضوع طويل ومتفرع ويتطلب فهمه اختصاصا لا يتيسر لي.

والذي ساتناوله منه هو ما يتعلق بالعروض العربي من وجهة نظري التي تكونت على ضوء وعيي على منهج الخليل.

ساقوم بذلك حسب ما يسمح الوقت ناقلا من يمكن نقله منها إلى الرموز الرقمية. مع التعليق حيث تدعو الحاجة.

سأجعل النص الأصلي باللون الأزرق .

أعجبتني جدا فيه هذه الفقرة ( ص -70) حسب ترقيم أعلى الصفحة و ( ص- 68 /422) حسب ترقيم آخر الصفحة.

ويلاحظ الدارس أن (المركزية الأوروبية) لم تفسح مجالا للدرس الصوتي العربي ليتبوأ مكانه في تاريخ اللسانيات في العالم، كما لم تقو دراستنا الحديثة على تقديمه للعالم تقديما مقبولا بوصفه تراثا ومعطى إنسانيا لا يقتصر على أصحابه وحدهم دون غيرهم من الدارسين ولا سيما الساعين إلى إنشاء اللسانيات العامة التي تعنى بالكليات اللغوية التي يشترك الناس فيها جميعا.

ذلك أني وجدت تقاربا ما بينها وبين قولي :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tajreed

إذا أمكنت الترجمة من الإنجليزية للعربية فإن ذلك يعني إمكان الترجمة من العربية للانجليزية.

خطر ببالي أنه إن أمكن إعادة قولبة العروض العربي ليناسب قوالب العروض الانجليزي، فإن من المفروض منطقا أن يمكن إعادة قولبة العروض الإنجليزي لتناسب القوالب العربية. فطالما أن العروض العربي هو الأوسع والأثرى فإن استيعاب قوالبه لغيره يفترض أنها أسهل من استيعاب قوالب غيره له. مع التذكير المستمر بأن هذه الترجمة في اتجاهيها هي ترجمة بين متناظرين لا بين متماثلين. في حين أن الترجمة بين قوالب العروض العربي واليوناني القديم أو اللاتيني تتم بين متشابهين مع الفارق . فارق مركزية الوتد في العروض العربي وهو أساس أهمية الكم والهيئة في إيقاعيه الخببي والبحري على التوالي.

بعبارة أخرى، ماذا لو أن العرب استمروا في نهضتهم الأولى وولدت العلوم الحديثة على أيديهم وتم التعبير بما لديهم من أدوات عن تلك العلوم ثم جاء العالم ليتتلمذ عليهم، ألم يكن عروض الخليل – بعد الوعي على منهجه – ليستوعب هذه العلوم بأدواته وقوالبه.

سؤال قد يبدو ساذجا لمن لم يعرف منهجا علميا إلا المنهج الغربي. ساذجا بقدر ما يبدو الحديث عن اقتصاد بلا ربا ساذجا لمن لا يعرف علما للاقتصاد سوى علم الاقتصاد الرأسمالي.

***

رحم الله الخليل بن أحمد والحمد لله أن هداني إلى شمولية منهجه فجعلته ولأول مرة في تاريخ العرب – حسب علمي - إطارا ومحورا

إن معلوماتي عن اللسانيات جد ضئيلة وابتدأت بترجمة رموزها إلى رموز الرقمي، ولكن ثقتي بمنهج الخليل ودقة وشمولية تمثيله للعربية ذوقا وسليقة ووزنا جعلني أمتلك الثقة بالقول إنه – وبما يؤديه تجريد الأرقام من كل بعد غير رياضي – هو الأصح في مجال العروض العربي في حال وجود تناقض بينه وبين امتدادات أي منهج آخر كاللسانيات الحديثة بالفهم الغربي. وكم سعدت إذ وجدت في الفقرة التي أضفتها أعلاه ما يقترب من قول مختص في اللسانيات.

على أني أتوقع أنه لو فهم منهج الخليل كما يمثله الرقمي فربما أضاف عبارة إلى قوله السابق ليكون:

ويلاحظ الدارس أن (المركزية الأوروبية) لم تفسح مجالا للدرس الصوتي العربي ليتبوأ مكانه في تاريخ اللسانيات في العالم، كما لم تقو دراستنا الحديثة على تقديمه للعالم تقديما مقبولا بوصفه تراثا ومعطى إنسانيا – هو الأرقى والأثرى لدى البشرية بما أن العربية التي يمثلها هي الأرقى والأثرى - لا يقتصر على أصحابه وحدهم دون غيرهم من الدارسين ولا سيما الساعين إلى إنشاء اللسانيات العامة التي تعنى بالكليات اللغوية التي يشترك الناس فيها جميعا.

أتمنى أن يكون عرضي لبعض ما حوى الكتاب واستعمال الأسلوب الرقمي بدلالته في عروض الخليل حيث أمكن دافعا لبعض اللسانيين العرب إلى إعطاء شيء من الاهتمام للعروض الرقمي، ولكني وعلى ضوء موقف العروضيين العرب من الرقمي لست متفائلا.

*******

الصفحة 157 من الأعلى – 155/422 من الأسفل

قبل النقل أقدم تعريفا للمفردات الواردة

صامت = حرف صحيح أي حرف غير حروف المد الألف الواو الياء

صائت قصير = حركة فتحة أو ضمة أو كسره

صائت طويل = حرف مد ألف أو واو أو ياء

وفي العربية خمسة أشكال من المقاطع هي :

أ - صامت + صائت قصير (بُ ) وهو مقطع قصير مفتوح

ب - صامت + صائت طويل (بِي) وهو مقطع متوسط مفتوح

جـ - صامت + صائت قصير + صامت (مِنْ) وهو مقطع متوسط مغلق

د - صامت + صائت طويل + صامت (بابْ) وهو مقطع طويل مغلق

هـ - صامت + صائت قصير + صامت + صامتْ (عبْدْ) وهو مقطع طويل مضاعف الإغلاق

هذه المساحة مشتركة بين العروض العربي واللسانيات الحديثة. و بغض النظر عن ملائمة التقسيم أعلاه لأغراض العروض العربي، أطرح السؤال التالي:

ثمة سؤال تترتب على الإجابة عليه نتائج مهمة

هل تملك الأبجدية العروضية العربية ما يفي بتحديد تلك الرموز بالدقة التي تملكها رموز اللسانيات.

وإن اختلفا فأيهما أدق وأوفى في التعبير عن الخصائص العروضية العربية

والجواب: إن الترميز العروضي العرب يملك التعبير عن تلك المقاطع بشكل أكثر دقة وموضوعية من تعبير رموز اللسانيات بالفهم الغربي.

الرموز العربية رقميا ويمكن نقلها إلى الصيغة التفعيلية موجودة في العمود الأيمن

أيهما أفضل تعبيرا ؟

هل ثمة اختلاف بينهما ؟

نعم في نقطة وحيدة لكنها أساسية مقرِّرَة .

فلنستعرضها بواسطة الرمز الرقمي المشترك بين العروض العربي واللسانيات الحديثة

لكل امرئٍ من دهره ما تعودا

اللسانيات بالمفهوم الغربي ترميزا = ص ح - ص ح ص – ص ح ص – ص ح – ص ح ص – ص ح ص - ص ح ص - ص ح – ص ح ح – ص ح ح – ص ح – ص ح ص – ص ح – ص ح ح

اللسانيات بالمفهوم الغربي رقيما = 1 2* 2* 1 2* 2* 2* 1 2 2 1 2* 1 2

حسب العروض العــربي رقميا = 1 2* 2* 1 2* 2* 2* 1 2 2 1 2* 1 2

وهنا مربط الفرس.

الرقم 2 كله سواء في الرمز اللساني بالمفهوم الأوروبي

الرقم 2 الأحمر مختلف كليا في العروض العربي فلونه يشير إلى أنه داخل في الوتد كمضمون وخصائص سواء اعتبرناه 21 مراعاة لشكل الترميز الغربي أو 3 كما ينبغي أن يكون في العروض العربي.

فك بنية الوتد في اللسانيات الحديثة هدم للوتد وبالتالي لاعتبار الهيئة وللعروض العربي كله.

رموز اللسانيات الحديثة بفهمها الأوروبي مناسبة لأعاريض القوم لانعدام أو ندرة الزحاف لديهم كما هي مناسبة لعروض الشعر النبطي كما قدمه د. الصويان لقلة الزحاف فيه . فيستوي السبب والوتد في الثبات.

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/qawalib

ولكنها لا تناسب الشعر العربي الفصيح

ناهيك عما يعنيه التعبير اللساني الأوروبي من جعل العروض العربي نبريا . كما في الفقرة :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tajreed

. Others such as Prince (1989) and Schuh (1996) have continued to approach the analysis more universally. Prince emphasizes the importance of the metron, a phonological unit between the foot and the hemistich, and reconstitutes watid and sabab in the modern inventory of Strong and Weak components.

وثمة آخرون مثل برنس ( 1989 ) وسكوه (1996) تناولوا الموضوع بشكل أكثر انسجاما مع العالمية. ويؤكد برنس في هذا على أهمية ( المقياس ) وهو تركيب بين التفعيلة والشطر، ويعيد قولبة مكونات الوتد والسبب طبقا لأطر العروض النبري ومقاطعه القوية والضعيفة.

( الجزء الأحمر ترجمة للمعنى بتصرف )

أنظر للرمزين ذوي المضمون الواحد وقارن بينهما أيهما أفضل تمثيلا

اللسانيات بالمفهوم الغربي ترميزا = ص ح - ص ح ص – ص ح ص – ص ح – ص ح ص – ص ح ص - ص ح ص - ص ح – ص ح ح – ص ح ح – ص ح – ص ح ص – ص ح – ص ح ح

حسب العروض العــربي رقميا = 3* 2* 3* 2* 2* 3 2 3* 3

*******

(ص 159) في الأعلى

قد يقول قائل إن رموز العروض العربي قاصرة عن أداء التوصيف الذي تؤديه رموز اللسانيات الحديثة فلما تدحشونها/تزجونها في مجال ليست مؤهلة له ؟

هل وهي حقا غير مؤهلة لهذا المجال ؟

الجواب على مرحلتين :

الأولى - أخذ فقرة بترميز اللسانيات بالمفهوم الغربي ثم اختبار نقلها بالترميز العربي شكلا الموافق للترميز الغربي مضمونا ومن ثم الحكم على تلك المقولة فيما يخص الشكل بالترميزين

على الجانب الأيمن من الجدول المضمون الأوروبي بالرمز الأوروبي ،

وعلى الجانب الأيسر من الجدول المضمون الأوروبي بالرمز العربي الرقمي

إن الجدول أعلاه يبين قدرة أداة العروض العربي الرقمية على التعبير عن مضمون العروض الأوروبي وشكله بطبيعة الحال.

ولكني أتساءل عن مدى فائدة أخذ الكلمة مجردة عن سياقها وربما صرفها ، هل هو لتجنب الوتد ؟ وماذا عن كلمة مثل معلّقاتٌ = 3* 3 2* ، أو معلّقٌ = 3* 3* وما الفرق – من حيث المد والتسكين - بينها وبين قتلٌ = 2* 2* ام أن معلّقاتٌ ومعلّقٌ غير مجردتين ؟،

يوزن الشعر الانجليزي بالنبر، ونبر الكلمة واحد سواء جاءت منفردة أم في سياق وذلك بالدلالة النبرية بين غير المنبور 1 والمنبور 2 . والشعر اليوناني القديم أصل وزنه بالدلالة الكمية لهذين المقطعين - كما يدعونهما - قصير 1 وطويل 2 .

هذا التقسيمَ القائم على هذا المستوى من الثنائية أو الزوجية المتمثلة بالرقمين 1 و 2 فقط دون سواه من مستويات الزوجية قد يكون مناسبا لعروض كل اللغات، عدا العربية، وفرض ذلك المستوى من الازدواجية دون سواه على العربية في عروضها وربما (في سواه) مساواة لها بما هو دونها ثراء وجمالا، وطمس لذلك الثراء الباذخ والجمال الراقي اللذين ميزها بهما رب العالمين.

هل إدخال الوتد استبعاد للثنائية ؟

بل هو تأكيد لها وإبراز لسلسلة من الأزواج على مراتب ومستويات شتى يظهر ثراء العربية بالنسبة لسواها من اللغات.

فهناك الأزواج التالية وكل منها على مستوى معين :

1- المتحرك (1) والساكن ( ه) والذي هو عين النظام الثنائي الذي تتجلى تطبيقاته في " التلفاز والحاسوب والهاتف الجوال على شكل نصوص وصور وموسيقى وأفلام " وبرامج في كل المجالات. إن براءة الاختراع في هذا تعود للخليل. وينبغي لهذا أن يعيد الثقة للعرب في الخليل ونهجه لكي يمضوا مع الخليل في بقية ثنائياته على المستويات المتعددة فيما يخص العروض العربي. ويتخذوا من نجاحه في المستويين الأولين حجة له ودليلا على صلاحية بقية مستوياته في توصيف العروض العربي في مستواه الأعلى واستجلاء ما يمثل ذلك فيه من تميز الجمال والثراء ويبينوا ذلك للعالم، لا أن يطمسوا ذلك.

http://www.agha-alkalaa.net/archives/3399

2- الرقم 1 والرقم 2 وهذا المستوى كاف لتصوير الأعاريض الغربية الكمي منها والنبري. وكاف إلى حد كبير لوزن الشعر النبطي لندرة الزحاف فيه.

3- السبب والوتد وهما مقصوران – ومثلهما ما يليهما من المتفرعات - على المستوى الأرقى المتمثل بمفهوم ( الكم والهيئة) والذي تتميز به العربية دون سواها من اللغات

https://www.youtube.com/watch?v=kZHvWTQx5cE

4- السبب البحري 2 والسبب الخببي 2

5- السبب البحري المزاحف1 والسبب البحري غير المزاخف 2

6- السبب الخببي في وجهه الخفيف 2 والسبب الخببي في وجهه الثقيل (2)

7- الوتد المجموع 21 والوتد المفروق 3 = 12

ومن الصنف السابع تتولد آطرف خاصية في العروض العربي وهي خاصية التوأم السيامي

الوتدي المفروق ]2[1 والمجموع 1 ]2[ ليكونا معا ]2[1]2[ جييث ]2[ غير قابلة للزحاف، وهو ما يوافق رأي د. مصطفى حركات.

يقول د. مصطفى حركات في كتابه ( اللسانيات الرياضية والعروض – ص : 54) حول الوتد المفروق :

"ولكن نظرة سريعة على الواقع الشعري تظهر لنا أن التغييرات التي تطرأ على التفعيلات لا تتناقض مع أفكار الخليل لكنها لا تؤيدها فمثلا في الخفيف حذف الحرف السابع ( أي الكف) لا يدخل على التفعيلة مستفعلن إلا في أذهان العروضيين. ولو وقع ذلك فعلا وكنا نملك شواهد كافية وموثوقا بها لتحتم علينا أن نتقبل نظرية الخليل لأن هذا الحرف السابع سيكون وجوبا ثاني سبب. [و]لو حذف الحرف الرابع من التفعيلة أي لو دخل عليها الطي لتحتم علينا أن نرفض وجهة نظر الخليل [لأنه] سيكون ثاني سبب وليس ثاني وتد.

ولكن ( والذين يمارسون الشعر يعرفون ويشعرون بهذا ) لا الرابع ولا السابع من هذه التفعيلة من هذه التفعيلة يتغير في الخفيف ويبقى تقسيم الخليل لهذه التفعيلة مقبولا ولكن ليس حتميا.

إن الوقوف على المستويين البدائيين الأول والثاني وصياغة العروض العربي على مستواهما دون سواه يحرم العربية من تميزها في ثرائها وجمالها في العروض على الأقل.

يوزن الشعر العربي بالسبب والوتد وزوجي كل منهما وتوزيع الكلمة عليهما خاصة في البداية والنهاية يحكمه السياق

ذلكَ = 2 1 1 وذلكَ = 3 1 1 .... وذلك ما = 3 1 3 فذلكنّ الذي = 3 3 2 3 ، ولعل التقليد للخلفية الغربية في مجال العروض هو ما أملى عليهم بدء تجريد الكلمة وعزلها عن سياقها.

كيف يعبر مضمون العروض العربي عن القواعد التالية فيما يخص الشعر الذي تطرق له الكاتب في (4) أعلاه بقوله " خاصان بالنثر ولا وجود لهما في الشعر "

ويكشف الوقوف على مقاطع كل لغة كثيرا من الخصاص التركيبية ويفسر عديدا من الظواهر الصرفية ذات المنشأ الصوتي كما يوضح الأساس الذي انبثقت منه الأنماط النغمية الموسيقية للشعر وقد دلت دراسة المقطع في العربية الفصحى على عدد من الخصائص المهمة منها:

1 – أن المقطع العربي لا بد أن يبدأ بصامت

2- لا يجوز أن يبدأ المقطع بصامتين

3- لا تزيد مقاطع الكلمة المجردة من اللواحق على أربعة إلا نادرا

4- أكثر ما يمكن للكلمة أن تتركب منه هو سبعة مقاطع مع كل زيادة نحو ( فسيكفيكهمو) (CV,CV,CVC,CVV,CV ,CV CVV )

5- أقل ما تتركب منه الكلمة الأداة أو المورفيم هو مقطع واحد.

6- لا يجوز تكرار المقطع الثاني ( CVV) في كلمة مجردة ثلاث مرات

7- لا يجوز وقوع المقطع الخامس ( CVCC ) في صدر الكلمة أو في حشوها لأنه خاص بالوقف

8- لا تقبل الكلمة العربية تآلف مقطع من النوع الثالث ( CVC ) مع مقطعين من النوع الثاني ( CVV ) نحو ( سَرْغايا ) وهو علم أعجمي

9- لا تقبل الكلمة العربية أيضا تآلف مقطع من النوع الثاني ( CVV ) مع مقطعين من النوع الثالث (CVCC ) ( شابنْدَرْ ) الفارسية

10- لا تقبل الكلمة العربية كذلك تآلف مقطعين من النوع الثاني ( CVV ) مع مقطع من النوع الخامس ( CVVC ) وقد مثّل الأنطاكي لهذا النسيج المرفوض بكلمة ( جومرْتْ ) في لهجة حلب.

11 – تميل العربية إلى رفض المقطع الرابع ( CVVC) في كثير من المواقع وذلك بتحويله إلى مقطع من النوع الثالث ( CVC ) نحو لمْ يقومْ = لم يقمْ في الجزم ف ( يقومْ ) تتألف من ( CV,CVVC ) و (يقم ) بعد الجزم تتالف من ( CV,CVC )، ويكاد يقتصر ورود المقطع الرابع على الوقف نحو (بابْ) أو على تكرار الصامت نحو (الضالّين)

القواعد أعلاه صيغت وفق النظرة الأوروبية التي تفصل في الترميز بين الحرف وحركته، وتهمل الوتد 3 فتعتبر أن هناك مقطعين هما 1 و2 لا غير. وسأتجاهل هنا ربطهم ذلك بالنبر.

فيما يلي قواعد مبنية على الشكل والمضمون السائدين في العربية . الأمر الذي يعني أنه في العروض العربي لا يفصل بين الحرف وحركته ويعتبران معا ( متحركا = 1) ويعتمد السبب والوتد كمقطعين أساسيين ويميز الوتد 3 بعدم إمكان فصله إلى 1و2

أ – لا تبدأ العربية بساكن مقطعا أو كلمة أو جملة

ب – لا يلتقي في العربية ساكنان ،لا وجود لكلمة قطْعْ 2* ه ، فالعين لا بد من تحريكها .

جـ - لا وجود لرمز السكون (ه) ظاهرا خارج رمزي السبب والوتد إلا في آخر البيت

وسنرى أنه – فيما يخص العروض العربي – فإن هذه القواعد كافية، وما زاد عنها يبدو غير ذي جدوى في عين العربي في يخص علم العروض. كما هو مبين أدناه :

والآن نأتي إلى القول بأن أطول كلمة في اللغة العربية هي فسيكفيكهمو = 1 1 2 2 1 1 2 والتي يرونها سبعة من مقاطعهم

فلنضع كلمات محل الضمائر ، فســــيكفيـــــك أحمدُ القومَ

ماذا لو كان التعبير ( يا سمير وعلي هل سيكفياكما كلٌّ من خليل وسعيدٍ القومَ )

أفســـيكفيـــانكماهمو = 1 1 1 2 1 2 1 1 2 1 2 = 1 1 أحد عشر من مقاطعهم

وما قيمة كل هذا الكلام، لعله سفسطة جر إليها إسقاط بعض ما عند الآخرين مما لا جدوى منه على العربية

ثم يضيف في نفس الصفحة

" ولابد من الإشارة إلى أن خلو الدراسات اللغوية العربية عند أجدادنا من بحث المقطع بحثا مقصودا ومقعدا جعل أكثر الباحثين المحدثين من عرب ومستشرقين يذهب إلى أن العرب القدماء لم يعرفوا المقطع بمعنى ( ). أما ما ورد منه في بحث الأصوات فهو بمعنى المخرج."

ثم يضيف ما معناه أن العرب وإن لم يستعملوا هذا المصطلح فإنه كان معروفا على نحو ما لدى الفلاسفة وعلماء الكلام.

ويقول :" وإذا ما توسع الباحث في معطيات الدرس المقطعي من دون الالتفات إلى المصطلح، فإنه لا بد أن يقف متلبثا عند نظام العروض العربي القائم على مبدإ الحركة والسكون ليجد تطابقا لافتا للنظر بين هذا النظام من جهة ونظام المقطع في الدرس الحديث من جهة أخرى. ويصادف الدارس في التراث العربي كثيرا من المواضيع التي بذلت فيها جهود معرفية مهمة من غير أن ينتظمها نسق علمي محدد أو تضبطها دلالات اصطلاحية واضحة. ولذلك قد لا يحتاج الدارس المحدث إلا إلى وضع تلك الجهود في أطر معرفية محددة مستمدة من المناهج الحديثة "

وللموضوع بقية بإذن الله