خبب مرعي

سأتخذ من التناول الرقمي لبعض مشاركات أخي وأستاذي محمود مرعي منطلقا للتعريف بالعروض الرقمي :

هذه القصيدة على إيقاع الخبب، وهو إيقاع مستقل بذاته يتميز عن الإيقاع البحري الذي يضم كافة بحور الشعر ويميزه عنها

1- أنه يتكون من أسباب فقط فلا وتد فيه

2- سببه خببي = 2 وله وجهان الخفيف 1ه=2 والثقيل 11=(2) ويحل أحدهما محل الآخر وهذا ما يعرف بالتكافؤ الخببي

3- أنه لا زحاف فيه ( الزحاف هو حذف ساكن الوتد ) وبالتالي فهو زوجي ووجود الرقم 1 منفردا فيه يكسره

فلنطبق هذا على الأبيات التالية

الصــــــدر..... ..........العجـــــــز

شَطَحاتُ الْمَوْتِ تُظَلِّلُنا.........نَفَحاتُ التِّيـهِ تُواسينـا

شُعَلُ الْمَسْجونِ تُحَرِّرُنا.........بِشُواظِ الْمَوْتِ لِتُنْجينـا

فانتشري بين قوادمنـا ........واستعري تحت خوافينا

لـغةٌ وقعت في فوْرتنا .......وارتحلت حتى تدنينـا

ما ظلل بالأصفر من قبيل لزوم ما لا يلزم. أي ألزم الشاعر نفسه به تطوعا وابتغاء لمزيد من موسيقية النص. ويتمثل في أمرين

1- إنتهاء آخر الصدر ( المقطع الثامن ) بالحرفين نا وأي سبب خفيف آخرمن أي حرفين يجوز

2- إلتزام السبب الخفيف 2 في المقطع السادس في حين أن للشاعر أن يستعمل فيه السبب الخفيف 2 أو الثقيل (2) فيجوز له أن يقول على أي من الوزنين:

لُغَةً وَقَعَتْ فـي فَوْرَتِنـا = (2) 2 (2) 2 2 2 (2) 2

لُغَةً وَقَعَتْ فـي أَزَمَتِِنـا = (2) 2 (2) 2 2 (2) (2) 2

وكما في البحور ثمة زحاف خفيف وزحاف ثقيل فإن في الخبب خيارات بين الأسباب لتجنب تكرر السبب الثقيل عديدا من المرات الجائزة إلى ما هو أعذب وقعا.

ومثال على إيقاع تجاور عدة أسباب ثقية قول معين بسيسو على شعر التفعيلة وأسميه ( شعر المقطع – السبب ) قول معين بسيسو:

منذ خرجنا من تلك الزنزانة

سقطت من يدنا الرمانة

منذ خرجنا من تلك الحجرة فوق السطحْ

سَقَطَ كَحَجَرٍ فوق الأرض الجرحْ = (2) (2) (2) 2 2 2 2 2 2 ه

فقد الذاكِرَةَ وَفَقَدَ حَقيبته الجرحْ = (2) 2 2 (2) (2) (2) (2) 2 (2) 2 2 ه

ومن المعلوم أن الأستاذ محمود مرعي يرى جواز وجود فاعلن في الخبب اعتمادا على بيت واحد :

بالنسبة لورود فاعلن فقد وردت وفي نفس قصيدة ابن الجوزي

(المقصود: أبو الفرج جمال الدين الجوزي/ من كتابه المدهش)

التي اقتبست منها بيته السابق وهو قوله :

أَمْ أَيْـنَ التُّرابُ أَمَا تَرِبَتْ *** خَـدَّاهُ أَمَـا سَكَنَ الـتُّرُبَا

والأصل أن البيت ( لا خدّ للتراب ) :

أمْ أَيْـنَ التّرْبُ أَمَا تَرِبَتْ *** خَـدَّاهُ أَمَـا سَكَنَ الـتُّرُبَا

للمزيد حول الموضوع:

http://arood.com/vb/showpost.php?p=35406&postcount=20

http://sites.google.com/site/alarood/khabab-poets

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1648

والله يرعاكم.