الآثار والعروض الرقمي

http://www.iraqiwritersunion.com/modules.php?name=News&file=print&sid=9973

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Adab/Dr.Nazar/3.htm

ضمن مقال فيه آراء كثيرة قابلة للتقاش والأخذ والرد، ولا تخلو مطالعتها من فائدة سواء في حالي الاتفاق والاختلاف. مع تسجيل تحفظي على كثير مما ورد فيه وما أراه منتقى سلفا ليدعم نتيجة سبق تقريرها لدى الكاتب الكريم.

يقول الأستاذ نزار حنا الديراني:

" وما علينا الآن الا أن نتفحص قصائد الشعوب التي اقتبست منها السريانية والعربية والعبرية أشعارها، ومن ثم قصائد الشعوب المجاورة للعربية ثانيا والقصائد العربية التي سبقت الخليل ثالثا والأغاني الفلكلورية رابعا.

فمن قصائد الأمم القديمة نأخذ على سبيل المثال الوزن في الشعر البابلي. مع أن هناك بعض الصعوبات التي تعترض سبيل الباحث في الموضوع منها الأصوات الحقيقية للألفاظ البابلية المستعملة في الشعر على الصورة التي كان يعبر البابليون بها عن أنفسهم من حيث التشديد والتخفيف، والنطق ببعض الأصوات الحلقية التي لم يعبر عنها تعبيرا واضحا بالخط المسماري، ذلك الخط الذي أوجده السومريون لكتابة لغتهم الخالية من تلك الأصوات. كما أن نطق المستشرقين بالمفردات البابلية في الشعر يشبه بقراءة الأجنبي للشعر العربي والسرياني، مما يحدث الخلل والاضطراب في أوزانه كما أن تأثر الباحثين بالشعر اليوناني واللاتيني أوكونهم أصلا مستشرقين جعلهم يرون أن أساس الوزن في الشعر البابلي يقوم على ما يسمى النبرات أي التشديد والتخفيف ( ACCENTED UNACCENTED) وعلى الرغم من هذه الصعوبات وغيرها توصل دارسو الشعر البابلي الى أن هذا الشعر مثل أشعار بعض الأمم الأخرى كالعربية والسريانية والعبرية واليونانية واللاتينية وغيره، يعتمد في عروضه على مبدأ تجزئة الكلمات الى مقاطع (SYLLABLES)

جاءت على لسان الإله ابسو ـ اله المياه ـ حيث يقول:

ENUMA ELISH LA NUBU SHAMAMU

SHABLISH AMMATUM SHUMA LA ZAKRAT

ABSU- MA RHSHTU ZARUSHUN

MUMMU TIAMAT MUWALLIDAT JIMRISHUN

MESHUNU ISHTENISH IHUQUMA

GIPARA LA QISSURU SUSA LA SHE

ENUMA ITANI LA SHUPU MANAMA

SHUMA LA ZUKKURA SHIMATU LA SHIMA

IBBANUMA ILANI QIRBISHUM

أينما أيلش لا نبو شاما

شابلش امتم شوما لا زكرات

ابسو - ماريشتو زاروشون

ممو تيامة مولدة كمريشون

مي شونو ايشيتينش اخو قما

كيبارا قسورو صوصا لاشع

حينما ايلاني لا شوبو منما

شوما لا زكورا شماتو لا شيما

ابانوما ايلاني قربشون

ولو قطعنا على أساس وزن الخليل لوجدنا ما ياتي:

1ـ ه/ه//ه/ه/ه///ه//ه/ه فاعلن مفعولات فاعلاتن

2ـ /ه ه/ه///ه/ه/ه/ه/ه/ه ه من الصعوبة وزنها لوجود ساكنين

3ـ /ه/ه/ه/ ه ه/ه/ه/ه ه وجود ساكنين أيضا

وهكذا الحال في بقية الأبيات. من هنا نقول لا يمكن أن تتطابق مع تفعيلات الخليل. وفي حالة تقطيعها من حيث الحركات نجد ما يلي:

5+3+3، 2+5+3، 5+3، 5+7، 3+3+4، 3+4+4، 3+3+3+3، 5+3+3، 4+3+3. أي:

الدعامة: 2 3 4 57

التكرار: 1 15 4 5 1

وهكذا الحال في الملحمة البابلية المعروفة بــ ( اترا حاسيس) التي تتضمن زهاء (1300) بيت من الشعر حيث يقول الشاعر:

INUMA ILLU AWILUM

UBLU DULLU IZBILU SHUPSHIKA

SHUPSHIK ILL RABI- MA

DULLUM KABIT MAD SHAPSHAQUM

أينما ايلو اويلم

أبلو دولا، ازبيلو شبيشيكا

شبشك ايلي رابي ما

دولم كبت ماد شبيشاقم

تقطيعها من حيث الحركات:

8،10،7،8،10،9،8،8

أما من حيث وزن الخليل فمن الصعوبة تقطيعها.

وهكذا الحال في ملحمة كلكامش…

وهذا يطابق مع ما قاله الباحث انطون التكريتي في كتابه علم الفصاحة حين قال "… والبحر الخامس في الشعر السرياني هو المؤلف من أوزان سداسية وسباعية تزيد أحيانا وتنقص وهو لرجل يقال له وفا من فلاسفة الاراميين (قبل الميلاد)… ومن الشواهد المتيسرة لدينا والتي تعتبر حلقة وصل بين القصيدة الرافدينية (الآشورية البابلية) وقصيدتنا السريانية والعربية، مزامير أو تسابيح سليمان الـ (42) السريانية والتي سماها دارسوها (مرتل من المسيحيين الأولين) وترقى الى نهاية القرن الأول الميلادي، حيث يتضح من دراستها أن الإيقاع (الحركات) هي أساس الوزن وتمتاز هذه التسابيح بأنها موزونة على أكثر من بحر اسوة بالقصيدة الرافدينية المار ذكرها، وهذا ما سميناه بعد تسعة عشر قرنا قصيدة النثر. خذ مثلا الأنشودة الثالثة من المرموز:

وى دمي لوةى انون وه دامى لواثى انون

وبىون ةلا انا ومخب لي وبهون تلا نا ومحب لى

لا جير يدع ىوية لمرخم لمريا لا كير يادع هويت لمرحم لمريا

الو ىو لا رخم ىوا الا هو لا راحم هوا

منو مشكخ لمفرش رخمت منو مشكح لمفرش رحمثا

الا ىو مةرخم الا هو مت رحم

مخب انا لرخيما ورخما لى نفشي محبنا لرحمى وراحملا نوشى

وايكا دنيخى اف انا ايةى وايكا دنيحا اب انا ايت

نجد أن القصيدة موزونة كآلاتي:

7،7،9،8،9،5،11،10

أما إذا أخذت دعامات باعتبارها الأساس في البناء نجد أن الشاعر يستخدم الدعامات:

وزن الدعامة 3 4 5 6 7

التكرار: 2 3 7 1 1 "

إنتهى النقل.

وما كان لي أن أتعرض للوزن في لغة أجهلها إلا على سبيل الرياضة العروضية التي قد تحتمل من الخطأ أكثر مما تحتمل من الصواب، ولكن وكالعادة فإن حراك الفكر ولو في هذا الباب مفيد، ويشجع على هذه الرياضة العروضية ما يحيط بالموضوع كله من جو الرياضة العروضية إن لم نقل من جو التخمين لعوامل عدة منها ما ذكره الكاتب ومنها ما لم يذكره، وأهم هذه الصعوبات

1- تدوين بعض النصوص القديمة بخطوط تخلو من بعض حروفها

2- أن الاكتشافات الأثيرة وفك رموزها تم على أيدي الغربيين وهم لا يتقنون نطق كثير من الأحرف سواء دلت على ألفاظها أو ألفاظ سواها

3- افتراض بعض الغربيين أن وزن شعر اللغات العروبية قائم على النبر كما في لغاتهم.

4- عدم تمييزهم عندما يكتبون بين تمثيل الحركة وحرف المد فحرف a مثل لديهم الفتحة في سماعنا للفظهم كلمة ( woman - وُمَنْ) والألف في سماعنا لفظهم كلمة (man - مانْ) ولا شكّ أن قراءتهم للغات العروبية القديمة متأثر بذلك

5- غموض الشدة لديهم

6- غموض الهمز في لفظ بعض الأحرف وعدم معرفة متى يمثل الحرف همزة متى يمثل حرف مد أو حرف لين.

7- خلو لغاتهم من التنوين واحتمال تأثير ذلك على قراءتهم

8- غموض التمييز لديهم بين أل التعريف الشمسية والقمرية واحتمال وجودهما في اللغات العروبية

9- عدم دقة مطابقة أحرف بعض الكلمات للفظها. وعلى سبيل المثال ثمة احتمال أن لا يستطيع عالم غربي تعرف على العربية من حل رموز خطوطها (فقط) أسوة باللغات العروبية الأخرى أن يعرف اللفظ الصحيح لكلمتى ( الصلوة ، الرحمن )

كما أن مما شجعني على ذلك أن الكاتب الكريم تناول بعروض الخليل ما قرره الغربيون من وزن متأثرين بعروض لغاتهم منطلقا من صحة ما قرروه ليتوصل إلى عدم صلاحية عروض الخليل لتمثيل وزن الشعر الذي قدمه بقراءتهم.

في هذا الجو، قلت فلأنطلق في رياضتي العروضية انطلاقا معاكسا يقوم على افتراض تقارب ألفاظ تلك اللغات وعروضها من ألفاظ وعروض الشعر العربي بما في ذلك مد بعض حروف العلة حينا وقصرها حينا آخر على مجرد حركة، بما يؤدي إلى افتراض صلاحية عروض الخليل لتقرير أوزان عروض ذلك الشعر، وسينجم عن ذلك طبعا تباين طريقة اللفظ المنسجمة مع عروض الخليل عن تلك التي قررها الغربيون، فكما أنهم ربما حوروا اللفظ ليطابق الوزن طرائق عروضهم فذاك ما فعلته، وكلا الأمرين غير موضوعي، ولكن وجودهما معا يصب في مصلحة توازن وجهتي النظر، ويبقى من يتقن تلك اللغات منا واطلعوا على العروض العربي وسواه من عروض اللغات الأوروبية أقدر على الحكم الموضوعي.

وكم أتذكر هنا أستاذي محمد شاويش لطول باعه في هذه المواضيع جميعا، فلعله يطلع على هذا الموضوع فيرجع إلينا لينير بثاقب فكره وعلمه هذا السبيل.

وتقرير أن الأمر رياضة عروضية لا بحث علمي يتيح للمرء هامشا مقبولا من حرية القول، وإن نتج عن ذلك بعض ظلال صواب فإن هذه الرياضة تكون مفيدة، ومن يدري فقد يجعل ذلك من هذه الرياضة منطلقا لبحث أكثر علمية على يدي من له علم في مجالات الموضوع الأخرى. إن أي فرصة مهما كانت ضئيلة لصحة هذا التناول أو أي تناول مطور مدعوم بمعرفية علمية من شأنه أن يغير الكثير من المتعارف عليه في هذا الصدد وما يرتبط به وينجم عنه.

ويؤهل العروض الرقمي كأداة للتعرف على الطريقة المحتملة للفظ الأمم العروبية (السامية) للغاتها

أينما أيلش لا نبو شاما

شابلش امتم شوما لا زكرات

ممو تيامة مولدة كمريشون

مي شونو ايشيتينش اخو قما

كيبارا قسورو صوصا لاشع

حينما ايلاني لا شوبو منما

شوما لا زكورا شماتو لا شيما

ابانوما ايلاني قربشون

وهنا أتناول المقطوعة الثانية بأقرب ما يمكن من اللفظ الذي أورده الكاتب بالأحرف العربية مع التصرف فيه بما قد يقترحه النص بالحرف اللاتيني أحيانا لضبط نطقها لتلائم الكامل – الرجز

ألا تلوح في المقاطع الملونة ملامح قافية مردوفة مطلقة (رويها النون مسبوق بحرف علة ) حينا ومترادفة (شونْ=2ه) حينا آخر.

أولا نلمس نوعا من التحريف لعله من أثر احتمالات خطأ المستقرئ الغربي وأحرفه والنقل عنها.

وهنا المقطوعة الثالثة :

" وهكذا الحال في الملحمة البابلية المعروفة بــ ( اترا حاسيس) التي تتضمن زهاء (1300) بيت من الشعر حيث يقول الشاعر :

أينما ايلو اويلم

أبلو دولا، ازبيلو شبيشيكا

شبشك ايلي رابي ما

دولم كبت ماد شبيشاقم"

وهذا أقرب ما يكون لشعر التفعيلة تفعيلة الرمل 2 3 2

وليلاحظ القارئ استعمال الشدة حيث تكرر الحرف (الحرف المتكرر دوما هو حرف اللامLL ولعل استقراء الترجمة يفيد بأنه أل التعريف وهذا يصب في صالح افتراض صلاحية عروض الخليل)

وهذه بدورها يمكننا تلمس طريق للفظها لتتفق مع الكامل

أينما ايلو اويلم = إي نا مئي لو أو وي لمْ = 2 2 3 2 2 2 = 4 3 6

أبلو دولا، ازبيلو شبيشيكا = أبْ لو دُلا أزْ بي لشبْ شي كا = 2 2 3 2 2 3 2 2 = 4 3 4 3 4

شبشك ايلي رابي ما = شبْ شكْ إلي را بي ما = 2 2 3 2 2 2 = 4 3 6

دولم كبت ماد شبيشاقم = دو لمْ كبتْ مدْ شبْ يشا قمْ = 4 3 4 3 2

وهذا وجه آخر

إنيومَ إلْ ويلم = 2 2 3 2 2 = 4 3 4

أبْ لو دلو إز بلْ يُشُبْ شيكا = 2 2 3 2 2 3 2 2 = 4 3 4 3 4

شبْ شكْ إلَرْ ( أهملت الشدة !) ءا بي ما = 4 3 4 2

دلْ لُمْ كَبِتْ مدْ شبْ شكُمْ = 4 3 4 3

وخذ هذا الأسطر ( الأبيات ) من القصيدة الأولى وبعض احتمالات أوزانها وحرصت على ذكر غير احتمال كما كنت أجد في كل بيت، فالغاية هي استعراض احتمالات كلها متواشجة مع العروض العربي، وليست الغاية تدقيقا لغويا أو علميا فذلك ما لا تتوفر لدي وسائله.

لا جير يدع ىوية لمرخم لمريا لا كير يادع هويت لمرحم لمريا

لا2 جرْ2 يدَعْ 3 يو2 يةْ2 لَمَرْ3 خَمْ2 لَمْ2 رَيا3 لا2 كرْ2 يدعْ3 – هُو 2 –يتْ2- لمرْ3-حمْ 2 –لمْ2- رَيا3

= 2 2 3 2 2 3 2 2 3 2 2 3 2 2 3 2 2 3

= 4 3 4 3 4 3 4 3 4 3 4 3

لكأنما هو بيت من الرجز

لا جير يدع ىوية لمرخم لمريا لا كير يادع هويت لمرحم لمريا

ولو سمعت جرسه من بعيد دون تبين دقة ألفاظه لظننته بيت شعر عربي مصرع فيه الكثير من الجناس وربما الطباق .

منو مشكخ لمفرش رخمت منو مشكح لمفرش رحمثا

من2 نو2 مشَكْ3 كَخْ2. لمْ2 فرَشْ3 رخْ2 متْ2 منو3 مشْ2 كحْ2 لَمَفْ3 رشْ2 رحْ2 متا3

= 2 2 3 2 2 3 2 2 3 2 2 3 2 2 3 = 4 3 4 3 4 3 4 3 4 3 4 3

لكأنها تفعيلة متْفاعلن أو مستفعلن مكررة

وهنا يبدو هذا بيتا كسابقه فيه الكثير من الجناس وورود الجناس يرجح توحيد الحركات وأحرف المد في أزواج الجناس من الكلمات. لكأن البيت :

منو مشكـخ لمفرش رخـمتا منو مشكـح لمفرش رحــمثا

ويغري هذا البيت باعتباره هزجا

الصدر فيه = منو مشْ كـخْ لمفْ رشْ رخْ متـا = 3 2 2 3 2 2 3 .....( أضفت الفا بعد رخمت )

والعجز فيه = منو مشْ كـحْ لمفْ رشْ رحْ متا = 3 2 2 3 2 2 3

يذكر هذا الجرس بجرس بيت الأعمى التطيلي:

ولما قــرّ لم يـعــهَـدْ نُزولاً ولما فــرّ لم يـحْــمِـدْ نِزالا

3 4 3 4 3 2 3 4 3 4 3 2

منو مشكـخ لمفرش رخـمتا منو مشكـح لمفرش رحــمثا

با إلهي! كم ينفعل الإنسان وهو يربط حاضر أمته وجذورها بامتداد ماضيها، أيكون هذا الوافر على نحو ما

لا سيما وأن عجز الوافر قد ورد في العربية على هذا الوزن 3 ((4) 3((4) 3 ( مفاعلتن مفاعلتن فعو)

يقول الأحنف العكبري ( ديوانه – تدقيق الأستاذ سلطان بن سعد السلطان – ص 527 – وفي النص مفردات غير مفهومة )

إذا ملك الفتى هنّا ودنْ ومقردةً وملفسةً وصنْ

3 ((4) 3 4 3 3 ((4) 3((4) 3

وجبّرةً وغربالا إذا ما رآه عدوه يوما يجنْ

3 ((4) 3 4 3 2 3 ((4) 3 4 3

وكارجةً من البرد اليماني قطيْنيَةٍٍ وكان له مسنْ

ولاح على ذراعيه سطورٌ وسبعا غابة والكركدنْ

ردد لفظ الأبيات التالية من مشطور الوافر

منو مشكخ لمفرش رخـمتنْ

ومقــردةً ومفلسةً وصـنْ

وسبــعا غابـةٍ والـكركدنْ

منو مشكح لمفرش رحــمثنْ

منو مش كخ لمف رَ شِرَخْ متن

3 4 3 ((4) 3

ومق ر دتن ومف ل ستن وصنْ

3 ((4) 3 ((4) 3

وسبْ عا غا بتن ولْ كرْ كدنْ

3 4 3 4 3

منو مشْ كحْ لمفْ رَ شِرَحْ مَثَنْ

3 4 3 ((4) 3

وليلاحظ القارئ الكريم كيف شجعني السياق لتحريك الشين التي افترضتها ساكنة في ( لمفرشْ ) لتصبح ( لمفرشِ )

وبالتالي تحويل [ مفاعلْتن = 3 2 2= 3 4 ] إلى [ مفاعلَتن = 3 1 3 = 3 ((4) ] في وزن النص.

إن مجرد هذا التناول بالخلفية الثقافية العربية لهذه الأبيات يبين ما بين لغتها ولغتنا من آصرة .

وايكا دنيخى اف انا ايةى........ وايكا دنيحا اب انا ايت

ويْ 2 كا 2 دني 3 خي 2 إفْ 2 أنا 3 أيْ 2 تى 2 وأيْ 3 كا2 . دنْ 2 يَحا 3 أبْ 2 ءا 2 نيتْ 3

= 2 2 3 2 2 3 2 2 3 2 2 3 2 2 3 = 4 3 4 3 4 3 4 3 4 3

وايكا دنيخى اف انا ايةى وايكا دنيحا اب انا ايت

4 3 4 3 4................4 3 4 3 4

هل بالديار أن تجيب صمم لو كان رسمٌ ناطقا كلّمْ

4 3 4 3 ((4) 4 3 4 3 4

ردد البيتين واستشعر قرابة إيقاعيهما ؟ هل يمكن لمتستشرق أن يعرف هذا فضلا عن أن يستشرفه.

إن الكلمات لتفرض تقسيم البيت إلى شطرين. إنني أكتشف هذا أثناء كتابتي، وكنت أتنقل بينها كاتبا ومضيفا ومعدلا ثم خطر لي أن أعيد ترتيب عرضها وبيان وزنها المحتمل ولكني رأيت إبقاءها على حالها أقرب لتدرج اكتشافي لها وربما كان أدعى ليشاركني القارئ هذه التجربة.

وهنا يرد سؤال آخر: أتكون اللغات العروبية ( السامية ) مجرد لهجات للغة أم واحدة كان من سوء الحظ أن لا تكتشف على أيدي أبنائها ليدركوا تلك القربى. وحسبها مكتشفوها الأجانب لغات شتى ؟

ولنتذكر هنا أن العرب لم يعتبروا الرجز شعرا لأنه المرحلة المبكرة للشعر شأنه شأن الخبب بل لعل الخبب أبو الرجز.

ثمة تداخل في بعض طرق التقطيع بين الرمل والكامل، ولكني أحسست مواءمة الكامل أقل استدعاء للتصرف على غير ظاهر النص من مواءمة الرمل.

ثم إن احتمال ورود النص على أوزان ( الكامل المضمر أو الرجز ) والرمل والهزج ( باعتبار الوافر المعصوب هزجا) وانتماء كل من الرمل والرجز والهزج لدائرة (جـ - المجتلب ) لمما يصب في صالح افتراض التشابه مع العروض العربي وإن تفاوت الوزن بتفاوت دقة قراءة اللغة وتأثر الوزن بقراءة المقطع الأول خطأ أو صوابا.

الرمل = 2 3 4 3 4 3

الرجز= 4 3 4 3 4 3

الوافر المعصوب – الهزج تجاوزا = 3 4 3 4 3 2

بدأت بالقول إن ما اكتبه هنا رياضة عروضية، ولكني أثناء الكتابة اعتراني شعور غامض عندما تخيلتني أحاول أن أتناول من خلال الرقمي شعرا قيل قبل آلاف السنين بلغة درجنا على اعتبارها غريبة عن لغتنا، ولكن بينهما أرومة آمل أن يكون في هذا الموضوع - على ما فيه من مثالب - حول خصائص وزن الشعر فيهما ما يعبر عن مظهر من مظاهرها.

لقائل أن يقول إن ما أكتبه ظني، سواء في أصل تصوري له أو في تصرفي في مقاطع الكلمات لأصل لنتيجة معينة، وهو محق في هذا، ولكن أصل المقال للكاتب الأستاذ نزار حنا ديراني، تغلب عليه صفة الظنية في اتجاه معين وتوسيع الظنية في الاتجاه المخالف لذلك الاتجاه يحمل قسطا من الموضوعية لجهة توسيع الدائرة الظنية فربما تقع الحقيقة في مكان ما من هذه الدائرة الظنية، ومن يدري يقينا في أي جزء منها !.

العروض رقميا