وزن من شكل

خطر لي بعد اكتشاف وحدة الإيقاع بين البلورات وبعض أوزان الشعر السؤال:هل نستطيع تحويل أي شكل هندسي فيه إيقاع بصري إلى شعر ذي إيقاع سمعي؟ أو على الأقل استيلاد وزن شعري منه.

فرسمت المضلعات الأشبه بالدوائر أعلاه، ونظرت إلى الشكل الناتج من

تقاطعها ورقمت زواياه حسب بعدها التقريبي من مركز التقاطع.

ثم تتبعت هذه الأرقام من النقط التالية متجها باتجاه عقارب الساعة :

أولا من النقطة (س )، والأرقام هي 1 2 3 2 1 1 2 3 2 1= 3 3 2 1 3 3 2 1

ما تقدم متعلق بالشكل الأول من الأعلى ولنسمه الوزن الأصلي

****

ثم قلت لنشتق منه وزنا نستبعد فيه الرقم 1 في آخر الشطر

فيكون الوزن = 1 2 3 2 1 1 2 3 2 للشطر الواحد

ثم قلت فلأمثل هذا الوزن وهو وزن الشطر الواحد (1 2 3 2 1 1 2 3 2 مكررا ) بيانيا

فقلت لأركب على هذا الوزن كلاما كل شطر فيه يساوي هذا الوزن

ليكون وزن شطرين لأرى وجه الشبه مع الأصل الذي يمثل شطرين لا شطرا واحد. فكان

ألا تصلّون على الحبيبِ -- محمّدٍ في مهَجِ القلوبِ

بنهجه قد نعمتْ برايا -- بكلّ عزٍّ وبكلّ طيبِ

وهذا هو وزن الشكل رقم 2 من الأعلى ولنسمه الوزن المشتق..

****

، وقلت ماذا لو جمعنا كل 1 2 =3 ومثلنا الرسم الأصلي والمشتق بيانيا فخرجت بالرسمين التاليين الأيمن للأصل والأيسر للمشتق

الوزن الأصلي=1 2 3 2 1 1 2 3 2 1 1 3 2 1 1 2 3 2 1

= 3 3 2 1 3 3 2 1 3 3 2 1 3 3 2 1

والوزن المشتق مكررا =1 2 3 2 1 1 2 3 2 1 2 3 2 1 1 2 3 2

= 3 3 2 1 3 3 2 3 3 2 1 3 3 2 .

والرقم 1 زيادة في الأصلي على المشتق

وهذا ها يظهره الشكل رقم 3 من الأعلى

****

وقد بقول قائل أليس القول

ألا تصلي على الحبيب -- محمد سيّد القلوبِ

= 3 3 2 3 3 2 = المخلع ، والجواب بلى، فلتمثل المخلع على أنه = 1 2 3 2 1 2 3 2 مكررا،

المشتق = ألا تصلون على الحبيب = 3 2 3 2 1 3 3 2

المخلع = ألا تصلي على الحبيب = 3 3 2 3 3 2

والوزن المشتق =1 2 3 2 1 1 2 3 2 1 2 3 2 1 1 2 3 2

ووزن المخلع = 1 2 3 2 1 2 3 1 1 2 3 2 1 2 3 2

ووزن المخلع ينقص عن الوزن المشتق بالرقم 1

ولنقارن بينه وبين المشتق حيث الخلاف في موضع رأسي السهم حيث القيمة لهذه النقطة 1 في المخلع تقابلها نقطتان في المشتق 1 1 .

وهذا يمثله الشكل رقم 4 من الأعلى أو الشكل الأول من السفل

****

فهل هناك تنظير رقمي لهذا ؟ ، بمعنى اختلاف زيادة أو نقص في مقطع داخل الوزن، الجواب نعم.

4 3 2 2 2 3 2 = مستفعلاتن مستفعلاتن

4 3 2 1 2 3 2 = مستفعلن فاعلن فعولن = مستفعلن مفعلا تفعلن

وأرى من المناسب في هذا المقام أن أورد ما جاء في كتاب (العروض والقافية) لمحمد العلمي في باب مستدرك القرطاجني في العروض -7- بحر جديد عنده :"اعتبر حازم أن الوزن الذي يضارع مخلع البسيط مما انتهى بفعولن عروضاً و ضرباً مستقل بنفسه مركب من جزأين تساعيين هما مستفعلاتن مستفعلاتن و شاهده عنده قول بعض الأندلسيين :

وحيّ عني إن فزت حيا أمضى مواضيهم الجفونُ

و قد اصطلح على تسميته باللاحق . فاللاحق عنده صورتان و قد أشار الدماميني إلى أنه قد جاء في مخلع البسيط مفعولن مكان فاعلن وهو ايضاً شاذ كقوله-يعني علي بن الجهم-:

فسر بودٍ أو سر بكرهٍ ما سارت الذلـّل السراع

و رأيت بعض المتأخرين يستعمله " . و يروي بيتين في ديوان حازم من هذا اللاحق هما :

خضّبت منها ما ابيضّ حزنا ما اسودّ من لون المقتلين

و العين ثكلى لم تبد كحلا للحسن كـلا ولا لزين

ووزن كل من هذه الأشطر = 2 2 3 2 2 2 3 2

كما جاء في كتاب (الإطار الموسيقي للشعر ) نقلا عن نازك الملائكة من كتابها قضايا الشعر المعاصر قولها (13-ص84)" كما أنني في سنة 1974 قد وفقت إلى ابتكار وزن صاف جديد يجري هكذا : مستفعلاتن مستفعلاتن في كل شطر " كما جاء في كتاب أهدى سبيل في باب الموشحات في باب ما أحدثه المولدون و أوزانه - يعني الموشح - كثيرة منها (مستفعلن فاعلن فعيل ) مرتين مثال :

يا جيرة الأبرق اليماني هل لي إلى وصلكم سبيل

4 3 2 3 3 2 وهو كما ترى المخلع .

ويورد الشيخ جلال الوزن مستفعلن مفعلاتُ فعلن=34/132/22 =234/233 على أنه المنسرح الخامس (16-ص640) ويمثل له :

ما إن علمنا سرا لعمري في ضرب زيد دوما لعمرِو

ولنقارن بين وزني هذا المنسرح الخامس ( أو أحذ المنسرح ) ومخلع البسيط

ولا يخلو الأمر من استطراد بعد ذلك.

وينكر د.مستجير وجود هذا الوزن وزنا لبحر صاف ويرى انه مجموعة تفاعيل كما ورد في كتابه مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي.

وهنا نعود إلى ما ذكرته عن خصائص الأرقام في الموزون حيث كل سببين 22 أولهما خببي أي يجوز أن يكون خفيفا = 2 وبالتالي يجوز حذف ساكنه، أو ثقيلا =11 وبالتالي فإن مستفعلاتن = 2 2 3 2 يمكن أن تأتي في الموزون على شكلين : 22 3 2 تؤول إلى 1 2 3 2 = 33 2 = مُـتَفْعلاتن ،

و2 2 3 2 تؤول إلى 11 2 3 2 = 1 3 3 2 = مُـسَـتفْعلاتن = مُـتَـفاعلاتن.

والأرقام الزرقاء (1)، (11) تمثل الاختلاف بين وزني المشتق والمخلع في الشكل الأخير.

ولو ابتدأنا في الشكل الأول من (ص) تكون الأرقام

= 2 3 2 1 1 2 3 2 = 2 3 2 1 3 3 2

وعليه القول :

إنّ في حبِّ لمى ولبنى -- ما يزين القريضَ معنى

ولو ابتدأنا من (ع) تكون الأرقام = 3 2 11 2 3 2 = 3 2 1 3 3 2

وعليه القول :

ألا إنّكَ قد تراني..... من الوزنِ هنا أعاني

فإن كانَ له طريقٌ..... ففي ذا خَبَرٌ كفاني