tanathor

التناظر على مستوى الشطر

هذا موضوع كنت قد كتبته منذ سنين بعيدة، ذكرني به طرح أستاذي د. أحمد سالم تحت عنوان فقه العروض، الذي اعتبرَه جزءا من تأسيس لمنهج جديد يراه بديلا لمنهج الخليل. وبين ما كتبته وبعض ما طرحه استاذنا تقاطع.

وفي تناولي له لم أره بديلا لسواه بل بحثا ثانويا في بعض مظاهر الوزن تحتاج دراسة لمعرفة مصداقية دلالاتها إن كان لها دلالات. إنه تناول ظواهر في وزن الشعر العربي لم يتطرق لها عروض الخليل، ولا تلزم في معرفة قواعده، وصواب أي منهما أو خطؤه لا علاقة للآخر به. لم يحجر الخليل البحث ولا الاستكشاف.

استرعى انتباهي أثناء التعامل مع المقاطع في الموضوع المتقدم وجود تناظر بين المقاطع مختلف عن ذلك الذي بين التفاعيل .وهذا التناظر بين المقاطع على مستويين ،الأول في حال اعتبار أن المقاطع هي المتحرك=1 والسبب=2 والوتد=3 والثاني باعتبار المقاطع هي المتحرك =1 والسبب=2 فقط وذلك بتحليل السبب إلى هذين المكونين 3ß21 وللتمثيل على ذلك أبدأ بالبحر الطويل ووزنه:

فعولن =221 /مفاعيلن=2221/فعولن=221/مفاعلن=2121

المنحنى ب يمثل مقاطع البحر الواردة في الصف (ب) من الجدول السابق ، كما يمثل المنحنى (ج) مجموع المقاطع التراكمي في الصف (ج) في الجدول ذاته باتجاهين حول محور التماثل الرئيس وهو المقطع رقم (6) ونفس الشيء ينطبق على المنحنى (د) الذي يمثل التناظر حول محور التماثل الثانوي الذي يقع في منتصف المسافة بين المقطعين 9،10 ولنقل التماثل حول المحور الرأسي المار في المقطع 5, 9 (النقطة تسعة ونصف على محور السينات) وقد خطر لي احتمال أن يكون لطبيعة التماثل وعدد محاوره وارتباطها ببعضها البعض علاقة بسلاسة الوزن وما يستحسن أو يكره أو يمتنع من أنواع الزحاف والعلة.فنحن نعلم أنه لا يجوز اجتماع القبض والكف في مفاعيلن223=2221 فلا يقال مفاعل=113=1121وفي الأشكال الثلاثة المتجاورة مقارنة بين أشكال التماثل في ثلاث حالات من الزحاف في بحر الطويل.

كان ذلك التماثل على أساس المقطعين الابتدائيين 1،2 ولكن هناك التماثل على أساس الأسباب والأوتاد كما في الخفيف ووزنه 2 3 2 3 3 2 3 2

كما ترى متماثل حول 33 وبإمكاننا أن نقرأه فاعلن فاعلن فعولن فعولن،

وقد أعدت الرسم لزيادة التوضيح نظرا لتطابق هذا القول مع ما ذهب إليه أستاذنا، مع اختلاف الاستنتاج بيني وبينه

ومنحنى تماثله بالخط الأحمر ولو أنا عكسنا الترتيب ليصبح فعولن فعولن فاعلن فاعلن للاحظنا نفس التناظر حول 22 حيث الوزن=32322323 ويمكننا قراءة الوزن على أنه مفاعيلنا فعْلن مفاعيلنا أو فعولن مفاعيلن فعولن مفا، وهو ما يمكن أن نطلق عليه لنقصه سببين في آخره طويل مستجير(20-ص56) ومنحنى تماثله في الشكل أزرق. ومن ذلك النظم:

يقولون إن البغي لا ينفعُ وأن الذي يبغي غداً يُسْفعُ

رأيت الذي لا يُتَّقى شره وإن طال جسماً قلبه بلقع

وثمة نوع من تماثل التفاعيل لا المقاطع نحو: فعولن مفاعيلن مفاعيلن فعولن= 23/43/43/23 ومثاله:

يقولون إن الظلم يردي كل ظالـمْ ومن يظلمُ الباغي بإذن الله سالـمْ

رأيت الذي لا يتقي المولى سمينا ولكن كما سمنت بمرتعها البهائـم

ويلاحظ ورود مفاعلَتن أو مفاعِيَلن =313 مع أو بدل مفاعيلن=223.

ومن الأمثلة على ذلك أيضا الوزن : فاعلن مستفعلن مستفعلن فاعلن=32343432 ويمكننا أيضا أن نعتبره فاعلاتن فاعلاتن فاعلن فاعلن نحو:

من يقلْ إنَّ الذي لا يتَّقي يسلَمُ خاب في قولٍ كما خاب الذي يظلمُ

وهو يذكر بما ورد في ص( ) من قول الشاعر القروي (وينقص عنه سببا):

حيث يمشي إخوتي مثل القطا خلف أمي فالثمي عنِّـيَ آثار الخطى أيَّ لثم

وما يظهر من تناظر كل من الخفيف والطويل أعلاه يذكر بالشكل التالي من موضوع الكم والهيئة :

وعودة إلى الخفيف :