thulatheyyah

الجزء والكل

تحاورت حول موضوع هذه الرسوم التي تمثل الوزن مع ثلاثة من أساتذتي الأفاضل

أولهم أستاذي عادل العاني وإن كان حواري معه ليس مباشرا حولها.

ثانيهم أستاذي د. ضياء الدين الجماس الذي اختلفت معه حول إعطاء رمز 4 للسبب الثقيل. وتبعه تغيير رمز الوتد ( في الكامل والوافر ) كذلك إلى 6 وكان رأيه أنه مع مضمون الرقمي. وأنه إنما يضع هذه الرموز لإبراز الناحية الجمالية من حيث العلاقة ولا يلجأ إليها مضمونا. وهو رأي أقبله مع وجود محاذير له لدى من لا ينتبه إلى شروط وتحديدات الدكتور ضياء. قلت للدكتور ضياء إنني أتوقع أن تعطي رموز الأستاذ عادل شكلا هندسيا كائنة ما كانت وذلك قبل أن يوضحها.

ثالث من تحدثت معهم حولها أستاذي سليمان أبو ستة. الذي تساءل حول وجود أية فائدة منها غير الشكل الجمالي، وتبينت لي اليوم فائدة ذات علاقة بها عدت للاتصال بأستاذي سليمان لأخبره عنها وذلك ما يدور حوله هذا الموضوع.

كما اطلعت على ردود أستاذيّ د. ضياء الدين الجماس وثناء صالح وكذلك على وجهة نظر أستاذي علاء العاتي

اخترت هذين البيتين للدكتور ضياء لخلوهما من الزحاف والسبب الثقيل، سعيا وراء تبسيط الفكرة وما ينطبق عليهمتا ينطبق على سواهما مما لحقه زحاف أو تضمن سببا ثقيلا.

البيتان هما :

ربنا نور الهدى بالوجود استفردا

كان ربّي واجداً للورى قد أوجدا

1- الشكل الأول بترميز الرقمي ووزن كل من البيتين:

2 3 2 2 3 ..... 2 3 2 2 3

******************

2- الشكل الثاني برموز الأستاذ عادل العاني ووزن كل من البيتين

5 8 5 5 8 .....5 8 5 5 8

******************

3- الشكل الثالث رموز ل ( س ) من الناس يقول إنه عمل حسابات لغوية ودلالية وزمنية وموسيقية فكان السبب عنده = 2,7 وكان الوتد عنده = 4،9 فكان وزن كل من البيتين

2,7 – 4,9 – 2,7 – 2,7 – 4,9

******************

4- الشكل الرابع ل (ص) من الناس يقول بأنه يخالف الرقمي تماما وأنه يرى أن الرمز الرقمي يجب أن يعبر عن سهولة النطق بحث تكبر قيمة الرمز مع زيادة سهولة نطقه. ولذا كان رمز السبب =6 والوتد =2 لأن السبب أسهل نطقا. فكان وزن كل من البيتين:

6 2 6 6 2 ....... 6 2 6 6 2

وربما يكون هذا الشكل من حيث الجمال - بعيدا عن الموضوعية - متفوقا على سابقاته بمقدار تفوق الشكل الناجم عن رمز أستاذي د. ضياء للسبب الثقيل ب 4

الشكل التالي الذي يتبادل السبب والوتد فيه رمزيها حيث السبب = 3 والوتد =2 يناظر الشكل أعلاه مع اختلاف في القيم

******************

5- الشكل الخامس ل (ع) من الناس يقول بأنه يعتمد مدة المقطع في اللفظ فيميز بين المقطع المنتهي بسكون والمنتهي بمد بزيادة 2 على المقطع الساكن للوصول للممدود فيكون

السبب الساكن =2 والسبب الممدود = 4

والوتد الساكن = 3 والوتد الممدود = 5

فيكون وزن البيت الأول

رب* بنا نو رل* هدى بل* وجو دسْ تفْ ردا

=2 5 4 2 5 2 5 2 2 5

مقارنة بين الأشكال

نقارن الأشكال فنجد أن الأشكال الثلاث الأولى متشابهة. وليس من حيث الشكل أي منها أفضل من الآخر. لماذا ؟

لأنها جميعا متحدة في الجوهر المتمثل في اعتبار الرقمي أن ثمة ثلاث بدهيات من منهج الخليل

1- أن وزن كل شطر = سبب وتد سبب سبب وتد

2- أن الأوتاد جميعا لها ذات الرمز والأسباب جميعا لها ذات الرمز

3- أن الوتد أكبر في رمزه الرقمي من السبب

فضْل هذا المضمون يعود للخليل. ولا فرق في التمثيل البياني بينها. وإنما يأتي الفرق في ربط هذا التمثيل بالمضمون التطبيقي سواء في موافقته للتفاعيل أو مجالات شمولية الرقمي أو امتدادات تطبيقاته خارج الشعر، كما في العلاقة بين الموسيقى والعروض كما على الرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/alhaan

واسوق على سبيل المثال :

فلا بد للسبب كي يتحقق الشكل أعلاه أن يتخذ الرمز 2 ويتبع ذلك أن يكون رمز الوتد 3 وبدون ذلك ينهار كتاب أوزان الألحان

.

كما ينهار معه كتاب ( مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي ) للدكتور أحمد مستجير

1- أن وزن كل شطر = سبب وتد سبب سبب وتد

2- أن الأوتاد جميعا لها ذات الرمز والأسباب جميعا لها ذات الرمز

3- أن الوتد أكبر في رمزه الرقمي من السبب

وبالتالي كانت نتيجته أنه أعطى شكلا هندسيا متناظرا بشكل انعكست فيه قيم الشكل بين الكبير والصغير. ومن المفروع منه أن هذا الشكل لا يصلح للتناول التطبيقي في العروض وأن ما فيه من جمال مقتصر على التمثيل البياني لا غير.

فإذا انتقلنا إلى الشكل الخامس وجدناه لا يأخذ من بدهيات الخليل إلا البدهية الأولى

1- أن وزن كل شطر = سبب وتد سبب سبب وتد

2- أن الأوتاد جميعا لها ذات الرمز والأسباب جميعا لها ذات الرمز

3- أن الوتد أكبر في رمزه الرقمي من السبب

ولهذا فهو تمثيل ذاتي محض لا يصلح لغير التعبير عن وجهة نظر صاحبه في هذا المقام.

والأخذ به وتعميمه باعتباره مقياسا يتحكم في العروض العربي يعتبر نقضا لعروض الخليل.

وهذا المثال بالذات ليس من صنع الخيال فعلى نحو منه كان موضوع ( ثغرة العروض ) للدكتور محمد توفيق أبو علي حين أخذ على الخليل عدم تمييزه بين (با) بألف المد و (بأْ) بالهمزة الساكنة.

**********

وجدت لدى أستاذي عادل العاني من دماثة الخلق وسعة الصدر ما جعلني أكتب هذا الموضوع على أمل أن انقل له رؤيتي للرقمي.

مع تأكيدي أن العروض الرقمي منهج فكري متماسك لا يمكن إتقانه إلا بدراسة دوراته بشكل متسلسل. كالرواية تماما.

ولأساتذة الرقمي أقول إن موضوع الهيئة والكم مهم جدا في هذا المجال.

https://sites.google.com/site/alarood/kam-wa-hayaah

***********

ما علاقة العنوان بهذا الموضوع ؟

إن المنهج المنطلق من المبدأ المقترنين بالفكر يجعلان وضع الجزئيات في الإطار العام وبذا يكون تناول الجزء متصل بالكل ويشجع المطلع على استقصاء جذور الجزئيات في الكل.

الاشتغال بالجزئيات ومظاهرها بمعزل عن الكل وجوهرة مضيعة وقت وجهد وفي مجالات غير العروض مضيعة للمصير.

ولأستاذي عادل العاني أقول إن ما نعتقده صوابا قد لا يكون كذلك أنا على سبيل المثال أكثر من ارتكب أخطاء في مسيرته في العروض اعترفت بها وصححتها

تقول في ردك على أستاذتي ثناء :

" , ساعة البحور نتجت من خلال مناقشات بيني وبين الأستاذ خشان "

وكانت تلك المناقشات على ما أذكر سنة 2013 مقترنة بموضوع لخبوطتي ومتعلقاتها. قد أكون نسيت فهل يمكن أن تكون تقدمت عن ذلك بأكثر من خمس سنوات مثلا ؟.

ساعة البحور تغطي صفحة غلاف كتابي الصادر سنة 1997 م أي قبل ثمانية عشر عاما. والفضل فيها للخليل وليس لي.

صاحب المنهج والمبدأ رائده الحقيقة ولذا يعترف بخطئه دون حرج فلا اعتبار لأي تقييم لذات شخصه عنده.

(الذاتية والموضوعية ) و ( المنهج واللامنهج) صنوان .

ثمة مزيد من الحوار والتداعيات حول هذا الموضوع على الرابط:

http://arood.com/vb/showthread.php?t=7205