نهج مستجير

تناولت الموضوع على فترتين متباعدتين . فساجعل كلا منهما قسما مستقلا .

أرجو من القارئ أن يأخذ في الاعتبار أن الوزن الرقمي قد يظهر معكوسا ( من اليسار لليمين) في بعض المتصفحات.

الدكتور أحمد مستجير - رحمه الله - عالم متخصص في الوراثة - كما هو أديب شاعر. وهو في منهجه في علم العروض يجمع بين الإثنين.

قلت له ذلك عندما تشرفت بريارته في بيته في القاهرة وشرحت له شيئا من فهمي وأذكر أنه أطرى على ذلك كثيرا وأحجم عن نقل إطرائه لما قد يظن.

لا يستحق أي تناول للعروض أن يدعى منهجا جديدا مستقلا حتى يحقق:

1-جدة الطرح

2 - شمولية النظرة والتقعيد

3 -الانسجام والاطراد

وقد تحقق هذه الأمور لديه بشكل يمكننا من استعمال مصطلح ( منهج مستجير ) على نتاجه العروضي.

ويبدو كمن ألقى حجرا في بركة العروض الراكدة، من حيث تجاوزه حدود التفاعيل وتقعيده العابر للبحور. وتقديمه منهج التفكير على سواه.

هذا التقييم شيء، والموقف من نتائج منهجه هنا أو هناك شيء آخر. نتائج منهجه تتفق معظم الأحيان مع نتائج منهج الخليل، وقد تختلف أحيانا، لا في وصف الوزن فهذا

لا خلاف فيه بين أي منهجين، وإنما في تداعيات التقعيد وما قد يقود إليه من استنتاجات.

القسم الأول :

يقدم ع. أحمد مستجير في كتابه المذكور طريقة مشوقة في العروض والهدف من تقديم نبذة عنها علاوة على ما فيها من فائدة هو بيان التسهيل الذي تقدمه الأرقام لشرحها، وحري أن يقرأ هذا الملحق مع ما ورد حول كتابه الآخر مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي .

يتم بهذه الطريقة تحديد التفاعيل والبحور بدلالة رقمية تعتمد في جانب منها على الجذر الذي جاءت منه التفعيلة، والطريقة التي جاءت بها التفعيلة من ذلك الجذر. وذلك على النحو التالي:

أ-الجذر الرباعي [الأصل أو الجد] وهو من أربعة أسباب 2222 ويمكن افتراض أنه مافاعيلن أو فاعيلاتن أو مستفعيلتن أو مفعولاتن، ورمز كل منها 2 2 2 2

وهذا في الموسيقى : https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/alhaan هو الصوت ويعادل أربعة أزمنة الأمر الذي يعني أن الزمن في الموسيقى يعادل السبب في العروض.

ومنه تأتي التفاعيل التالية والتي تعرف بأرقام تساوي ترتيب ورود الرقم (1) بين أرقامها وهي:

3-التفعيلة الثالثة = 2122 = مستفعيلن

4-التفعيلة الرابعة = 1222 = مفعولاتُـنْ

1-التفعيلة الأولى = 2221 = مافاعيلن

2-التفعيلة الثانية = 2212 =فاعيلاتن

وهو نفس الترتيب في الشكل أعلاه حيث يمثل الخط المائل لليسار الوتد المجموع، والخط المائل لليمين الوتد المفروق الذي لا يعتبره مستجير في غير مفعولاتُ منفردةً عما يليها، ولا بد لاعتبار أحدهما من تأويل الآخر. وحيث تمثل النقطة الخالصة الزرقة الساكن المحذوف ويكون ترتيبها هو رقم التفعيلة

ب-الجذر الثلاثي وهو من ثلاتة أسباب = 222 وتأتي منه التفعيلتان :

الأولى = 221 =فعولن، والثانية =212 = فاعلن.ثم أضاف لهما التفعيلة الثالثة = 122 = مفعولُ (11-ص27).

ج-الجذر الثنائي وهو من سببين = 22= فعْلن

وكما أن الدليل الرقمي لكل تفعيلة بين تفاعيل ذات الجذر هو ترتيب الرقم (1) وأصله سبب ولكنه صار مميزا عن سواه بمزاحفته فإن تتالي ترتيب الرقم (1) في بحر ما هو الدليل الرقمي لذلك البحر،ويمثل الشكل المقابل بحر الرمل، واللون الأخضر يمثل الأصل الخببي له مكونا من إثني عشر ممثلة بالمحاور التي تحمل الأرقام (1إلى 12) (فاعيلاتن،فاعيلاتن، فاعيلاتن) وتمثل العين (عـِ) من فاعلاتن

الرقم (1)، ويمثل الخط الأحمر وزن الرمل، وأرقام المحاور التي تقع عليها (عـِ=1) الدليل الرقمي لبحر الرمل وهو (2-6-10)،.ولما كان اللون الأخضر يمثل الخبب (فعْلن=22) مكررة ولا يوجد له أي مقطع =1 بمحاذاة (عـِ ) من فاعلاتن، فإن الدليل الرقمي للخبب هو صفر،

ولكل بحر كذلك دليل رقمي هو تتالي ترتيب الرقم 1بين مقاطعه المعبر عنها بالرقمين (1و2) كما يبين ذلك الجدولان التاليان:

وكما ترى فالدليل الرقمي -مستجير-1هو ترتيب الرقم 1 في الجدول الذي توحدت فيه بدايات البحور. ونحصل على ذات النتيجة بتثبيت الرقم 1 وتغيير بدايات البحور كما في الشكل التالي ولنسمه ساعة التفاعيل، و يعبر فيه عن السبب بخطين رفيع يرمز للمتحرك وسميك يرمز للساكن، أما السبب المميز الذي حذف ساكنه فآل إلى الرقم 1 فيرمز إليه بالخط الرفيع الذي يرمز إلى:

§ المقطع الأول في مـــفاعيلن فرقمها 1

§ المقطع الثاني في فاعــ ـلاتن فرقمها 2

§ المقطع الثالث في مستفــ ــعـ ـــلن فرقمها 3 لونت اللام خطأ في الشكل

§ المقطع الرابع في مفعولات فرقمها 4

وتتقرر بالتالي الأدلة الرقمية للبحور الناتج كل منها عن تكرر تفعيلة معينة، فالرقم (1) هو رقم تفعيلة مفاعيلن الأولى في بحر الهزج وبعد دورة كاملة

مقدارها 4 محاور على الشكل المقابل يعود الرقم (1) بداية لتفعيلة مفاعيلن الثانية في الهزج وترتيبه إذ ذاك (1+4=5) وترتيبه في بدايةً للثالثة (5+4=9) وبذلك يتقرر الدليل الرقمي للهزج التام وهو =1-5-،9 وهو للرمل =(2)، (2+4=6)، (6+4=10) =2-6-10،وهكذا فهو للرجز=3-7-11، والرقم (1) الذي بني عليه هذا التقرير لأدلة البحور هو بداية الوتد المجموع في كل تفعيلة بحيث يصح أن نشير إلى دليل رقمي جديد نسميه مستجير-2 يحل فيه ترتيب الرقم 3=الوتد محل ترتيب الرقم 1=أول الوتد. في مستجير-1 يكون الرقم 1 سببا مميزا أو بداية وتد تارة وناتجا عن زحاف سبب غير مميز تارة أخرى وينبغي التمييز بينهما، كما ينبغي في مستجير-2 التمييز بين الوتد الأصيل والوتد الناتج من زحاف أول سببين متجاورين، وكما مر معنا فإنه في حال تجاور وتدين 33 فإن الأيسر هو الأصيل إلا في قبض مفاعيلن=223 على مفاعلن=33=213، ولكي يحتفظ الوتد الأصيل بترتيبه نكتب 33=321 على اعتبار واقع الوزن، أو 322 على اعتبار تأصيله، ويحتل كل رقم خانة من الخانات التي تقرر ترتيب الوتد، وبذلك نحصل على دليل للبحور ولندعه مستجير -2 وهو الذي في الجانب الأيسر من الجدول المتقدم.

حسب نظريته في تركيب البحور فإن وزن البسيط=34/232/232/2 أي مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن +سبب=مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن، فإن جاءت فعْلن=22 على فَعِلن=31 فذاك من الزحاف [الخببي] الذي لا يؤثر على الوزن الرقمي.

ويقدم في طريقته ثلاث قواعد للتطبيق:

الأولى:أن الحرف الساكن في السبب التالي للسبب المحذوف لا يصح أن يحذف في حشو أي بحر، ويمكن أن يحذف واحد أو اكثر مما عداه من الحروف الساكنة في التفعيلة. والتعبير الخليلي المساوي لهذا هو أن الوتد (المجموع في هذه الحالة) لا يزاحف.

الثانية:إذا توالى في بحر سببان خفيفان وجاز بالقاعدة الأولى حذف ساكنيهما فيجوز أن نستبدل بساكن أحدهما متحركا بشرط ألا يكون هذا السبب سابقا مباشرة لسبب مميز للبحر [ وهذا الشرط معادل للقول بجواز استبدال ساكن أولهما بمتحرك إلا في حالة فَعْلن فتكون القاعدة استبدال ساكن أيهما أو كليهما بسبب عدم وجود وتد في التفعيلة]. ليمتنع بعد ذلك حذف ساكن السبب الآخر كما تراه في الشكل السابق -ساعة البحور-وهو ما يعني أن مستفعلن=322ß3211=متفاعلن، مفاعيلن=223ß2113= مفاعلتن.

الثالثة: وتتعلق بإضافة سبب أو سكون أو حذف سبب من الضرب .

وتترتب على القاعدة الثانية النتائج الهامة التالية:

1-تحول مفاعيلن إلى مفاعلتن أي الهزج إلى الوافر، وتحول مسْتفْعلن إلى مسَتفْعلن=متفاعلن أي الرجز إلى الكامل، [وبنفس القدر من الصحة --نظريا- أن يرد البسيط على وزن متفاعلن فاعلن متفاعلن فعلن=331/32/331/31، وكذلك الطويل على فعولن مفاعلتن فعولن مفاعل. ويراجع هنا ما ورد في باب حوار ص( ) وساعة البحور المعدلة (ص )]

2-يدعو المؤلف فَعْلن بالتفعيلة الصفر لعدم احتوائها على وتد، مما يترتب عليه جواز زحافها على أي من الوجه التالية:

أ-حذف ساكن السبب الأول، فعْلن=22تعطي21=فَعُنْ=فَعَلْ

ب-حذف ساكن السبب الثاني، فعْلن=22تعطي12=فعْلُ

وأرى أن هذين الزحافين يخرجان هذه التفعيلة من الوزن الخببي

ج-تحول ساكن السبب الأول إلى متحرك، فعْلن=22تعطي 211= (2) 2=31= فعِلن

د-تحول ساكن السبب الثاني إلى متحرك، فعْلن=22تعطي112= 2 (2) فعْلُنُ=فاعِلُ

هـ- تحول ساكني السببين إلى متحركين، فعْلن=22تعطي1111= (2) (2) فَعِلَنُ=فَعِلَتُ

و- تحول ساكن أحد السببين إلى متحرك وحذف ساكن الآخر فعْلنß111=فَعِلُ

ما هو مظلل بالأصفر لا يصح في العروض الرقمي فالخبب إيقاع كمي لا يحذف منه حرف واحد وليس في الشعر ما يدعم هذا الرأي.

وتعتمد صحة هذا التحول الأخير على الفهم بأن الوتد (أو السبب المميز) في تفعيلة ما في حال تحريك ساكن أحد سببيها هو الذي يحول دون حذف ساكن سببها الآخر.

ويترتب على وجود فعْلن كجذر مستقل وتطبيق القاعدة الثانية عليها، بروز بحر الخبب بل صنف الخبب

( أسميناه فيما بعد إيقاع الخبب ) الذي يتميز عن سواه من البحور بما يلي:

أ-جواز مجيء اكثر من ثلاثة أسباب متتالية في وضع مستقر خلافا لقاعدة التراقب والتعاقب على نحو ما روي من تأويل سيدنا علي كرم الله وجهه (22-ص97) دقَّة الناقوس -وهذا احد أسماء الخبب- بأنها:

حقا حقا حقا حقا صدقا صدقا صدقا صدقا

إن الدنيا قد غرتنا واستهوتنا واسْتلْهتْنا

22 /22 /22 /22 فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن

ب-جواز ورود أكثر من أربع متحركات إذا جاء الوزن على

فَعِلُ فعِلن=111/31 أو فَعِلَتُ فَعِلُنْ=1111/31، كالذي أورده المؤلف من قول صلاح عبد الصبور: "لا تبحر في ذاكرتك فقط" =22/22/112/1 /211

والنظمين الأول: ولِهَ فعزف وأشجانا إذْ صاغ اللوعة ألحانا

111/111 /31 /22=1111/1111 /22/ 2 22 /22/ 31 /22

والصواب تساوي عدد الأسباب بالقول:

ولِهَ فعزف وأشجانا إذْ صاغ اللوعة آنا

1111 /1111 / 22/ 2 22 /22 /31/ 2

والثاني: أَوَلِهَ فعزف وأشجانا إذْ صاغ اللوعة ألحانا

1111 /111 / 31 /22 22 /22 /31 / 22

(111- حول خببية هذه التفعيلة توقف )

أو النظم: وله فعزف ولم يستنكفْ فازدانت بالقوم الأَسْقُفْ

1111 /1111/ 22 / 22 22/22/22/22

والأمثل الذي أراه هو الوزن الأخير لتساوي أزواج الأسباب في الشطرين

ومثله: عزف ولم يستنكف فَرَنَتْ تلك الأسقف

1111 /22 /22 211/ 22 / 22

ما خط بالأحمر ما يدل على عدم اكتمال أزدواج الأسباب في كل عبارة.

[وأرى أن الموزون الخببي ينبغي أن يتعادل في كل من شطريه مجموع عدد الأسباب ثقيلة أو خفيفة وأن يكون العدد في كل شطر زوجيا، وما عدا ذلك مما تتوالى أسبابه خلافا لذلك يمكن أن نعتبره من قريب الخبب.]

*******

*******

القسم الثاني

وجدت مقدمة كتاب (مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي ) فرأيت أن أستهل بها هذا الموضوع. قبل المادة الموجودة على الرابط منذ زمن.

http://www.weghatnazar.com/article/article_details.asp?page=1&id=954&issue_id=92

مدخـل رياضـي إلـي العـروض .. هندســـةالشــعرالعــربي

في مكتبتي أكــثر من عشرين كتابًا في علم «العروض». علي إذن أن أفكر كثيرًا قبل أن أقدم علي إضافة كتاب آخر في نفس هذا العلم. وكما تري، هأنذا قد أقدمت، ونشرت هذا الكتاب، بل إنني أشعر أنني قد أديت واجبًا كان علي أن أؤديه، ذلك لأنني أعتقد أنه يقدم رؤية مختلفة في موسيقي الشعر، من شأنها أن تلغي الكثير من المشاكل في علم العروض، وأن تبسط أمره لكل من يود معرفته، وأن تصف بعضًا جديدًا من خصائص الأذن العربية، وأن تفتح طريقًا لنوع جديد من الدراسات الموسيقية في الشعر.

والحق أن هذا الكتاب في الأصل هو مجموعة من ا لمقالات نشرتها في مجلتي «إبداع» و«الشعر» القاهريتين، حورت فيها ما يستحق التحوير، وأضفت إلي البعض منها مزيدًا من الأمثلة، وقدمت لها بفصل رأيت أنه قد يفيد كتوطئة، ثم إنني قد أبقيت علي فقرات في المقالات الأخيرة ستبدو تكرارًا أو تلخيصًا لأجزاء سبقتها، وجدت أنها لن تزعج القارئ، وقد تفيد.

نشأت فكرة «الأدلة الرقمية لبحور الشعر العربي» ــ التي هي محور هذا الكتاب ــ إثر جملة قلتها يومًا في محاضرة لطلبتي. قلت إنني أتوقع أن يتمكن الحاسب الآلي (الكمبيوتر) من تمييز الشعر الصحيح من المكسور. رجعت في ذلك اليوم أفكر في الموضوع، محاولاً ــ بالطبع ــ أن أحول أبيات الشعر إلي أرقام. واستطعت في النهاية أن أضع نظامًا بسيطًا للوصف الرياضي لبحور الشعر نشرته في كتاب صغير في ديسمبر 1980. نشأت الطريقة إذن عن علاقة مع الحاسب الآلي ــ وهي بالتأكيد تطوع الشعر له ــ إلا أنها تطورت بحيث أصبحت هذه العلاقة ناتجًا ثانويا لها، فقد أوضحت الكثير من أسرار بحور الخليل، وأصبحت ــ فيما أري ــ تمثل صياغة «عصرية» لعلم العروض، قد تختلف قليلاً عما قال به الخليل، ولكنها تؤكد بعد مضي أكثر من ألف عام عبقرية هذا العالم العربي الكبير.

قد نختلف أنا وأنت في تفعيل بيت معين، ولكننا لن نختلف في دليله الرقمي. إذا حاولنا أن «نفعل» هذا الشطر:

مكر مفر مقبل مدبر معا

فسيقول العروض الخليلي: «فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن»، ولكن من الممكن أن نفعله علي «فعولن فعولن فاعِلن فاعلن فعو» (وكل تفعيلة هنا تناظر الكلمة المقابلة من الشطر)، كما يمكن أن نقول إنه «معولات مفعولات مستفعلن معو» ــ وليس في الطرق الثلاث ما يميز واحدة عن الأخري، وليس هناك مجال للمفاضلة بينها، فكلها صحيحة تحاكي وزن الشطر. ولكننا أنا وأنت سنجد لها دليلاً رقميا واحدًا. ولتعدد الطرق التي يمكن بها أن نفعل البيت فإن التفعيل قد يثير الكثير من المشاكل «الزائفة»، أقصد مشاكل تتلاشي تمامًا لو أنَّا نظرنا إلي الأمر من زاوية مختلفة. وأعتقد أن أهل العروض ــ الذين يعرفون مشاكله ــ سيحسون بأن الكثير منها سيختفي بمجرد تطبيق النظام الرقمي الذي يفصله هذا الكتاب. لن نقول مثلاً إن هناك «مزجًا بين الأوزان» في هذه الأبيات (لسيد قطب):

إلي الثلاثين تمضي الركاب

حثيثـــة ياليــال

مضي من العمر أغلي اللباب

فلســـت آســـي لــغــال

مضي من العمر ما يستطاب

من بهجـة أو جمــال

كما قال الدكتور سيد البحراوي (في كتابه: موسيقي الشعر عند شعراء أبوللو) لأن الشطر الأول علي وزن «متفعلن فاعلن فاعلان» والثاني علي وزن «مستفعلن فاعلاتن» ــ وسنعرف السبب في أن يحس الكاتب «بأن الشاعر هنا كان مجيدًا في استخدامه التقنية (يقصد المزج بين وزنين) رغم صعوبة إدخال وزنين في بحر واحد». إن الدليل الرقمي للشطر الأول ــ كما سنعرف ــ هو 3 ــ 6 ــ 9 وللشطر الثاني هو 3 ـ 6. فالشطران من بحر واحد، ولذلك أحس الدكتور البحراوي بالتوافق الموسيقي بينهما.

ولن نقول مع ابن سناء الملك عن موشح الأعمي التطيلي الذي يقول فيه:

أنت اقتراحي لا قرب الله اللواحي

من شاء أن يقول فإني لست أسمع

خضعت في هواك وما كنت لأخضع

إنه «مضطرب الوزن، مهلهل النسج، مفكك النظم»، لأنه توهم أن تفعيلات الغصن فيه هي «مستفعلن فعولن مفاعيلن فعولن»، ولن نقول عنه مع الدكتور سيد غازي (في كتابه: في أصول التوشيح) إنه وزن مولد من الرجز وأن تفعيلاته هي «مستفعلات مستفعلن مستفعلاتن»، وإنما سنجد أن لكل سطر فيه نفس الدليل الرقمي، لبحر غير خليلي لن نختلف في تفعيله (فالأرقام كما سنري يمكن تحويلها بسهولة بالغة إلي تفعيلات)، بحر ليس مولدًا عن الرجز، وإنما عن الدوبيت، بطريقة ترفضها القواعد الحقيقية للعروض الخليلي.

إذا ما وصفنا أبحر الخليل وتفاعيله بالطريقة الرقمية، فستظهر لنا قواعد رياضية بسيطة محددة تربط ما بينها، وتشير إلي خصائص معينة في المزج بين التفاعيل، خصائص قبلتها الأذن العربية، ولم تقبل غيرها، وسنجد تبريرًا لإهمال البحور المهملة، فالشاعر يستطيع أن يكتب قصيدة أو قصيدتين في بحر يبتكره ــ في أي بحر يبتكره ــ فإذا ما كان مخالفًا لتلك القواعد البسيطة ــ وسيكون مخالفًا ــ أهمله هو، وأهمله بالطبع غيره من الشعراء. سيكون مخالفًا: لأن قواعد المزج التي تبينها الأدلة الرقمية لا تعطي بحورًا غير ما رصده الخليل. وعندما تقترح نازك الملائكة بحرًا صافيا ــ غير ممزوج ــ يحصل علي تكرر تفعيلة هي «مستفعلاتن» فستدلنا الأدلة الرقمية فورًا علي الخدعة، وستقول إن هذا البحر هو في واقع الأمر بحر ممزوج علي غير ما تقول به قواعد خلط التفعيلات في أبحر الخليل ــ تخطئ الشاعرة إذن عندما تنظم في هذا الوزن، ثم لا يجد البحر طريقه إلي أقلام غيرها من الشعراء، بل، وعندما يقترح الخليل بحرًا ــ يرضي به دوائره ــ يخالف قواعد المزج (وهو البحر السريع) نجده يعطي أمثلته ــ كلها ــ من البحر الحقيقي الذي يرضي هذه القواعد.

فإذا ما ابتدأ الشعراء الجدد يكتبون الأسطر المتتالية للقصيدة الواحدة (من الشعر الحر) في أبحر ليس بينها صلة قرابة ــ كما يفعل أدونيس مثلاً ــ حتي ليعجز التفعيل عن التقريب بينها، في الوقت الذي يحس فيه الشاعر بتآلف ــ من نوع ما ــ بين الأبحر التي يمزجها، فسنجد الأدلة الرقمية تشير إلي أهمية الزحافات (الرقمية) في هذا الخصوص وكيف يستطيع الشاعر أن يستخدمها فيقرب ما بين البحور ــ ونصل إلي تبرير مقبول للمزج مثلاً بين أسطر من الخفيف والمنسرح (وهما من دائرة المشتبه) والمتدارك (وهو من دائرة المتفق).

في حديث عن التصميمات الهندسية العربية قال برونوفسكي: «لقد توحد الفنان والرياضي في الحضارة العربية، وأنا أعني هذا حرفيا». استوقفتني هذه الجملة وأنا أترجم كتابه «التطور الحضاري للإنسان»، وكنت وقتها أكتب إحدي مقالات هذا الكتاب. لقد توحد الشاعر (الفنان) والرياضي في موسيقي الشعر العربي. إن النظام الرياضي المحكم لعروض الشعر العربي ــ الذي يكشف هذا الكتاب النقاب عنه ــ يقول هذا ويؤكده! ثمة نظام رياضي يكمن خلف ما تحبه الأذن العربية من أوزان، نظام تخرج عنه كل البحور المهملة والمصطنعة، بل إنه يقول أيضًا متي يكون التحوير (الزحاف) فيه ثقيلاً! نظام فيه يتحكم رقم تفعيلة العروض (آخر تفعيلات الشطر الأول) في تركيب الأبحر التي تستسيغها آذاننا.. ماذا كان في ذهنك يا خليل ــ يا أيها العبقري ــ عندما أطلقت اسمها علي العلم كله؟!

في كتابه ( مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي يقدم د. أحمد مستجير يرحمه الله العروض من خلال نظرته إلى أن الوتد مكون من سببين زوحف أولهما وجوبا 1ه 1ه = 1 1 ه فنتج الوتد 11ه = 1 2 = 3 . واستقر على ذلك فلا يتغير، [ وهو بذلك يشير إلى أن أصل البحور كافة الخبب وكأنما حصلت طفرة أنتجت الوتد 3 في مرحلة مبكرة من التطور ، بخلاف جواز زحاف أول السببين الذي يتم بعد أن استقرت البحور حيث1 ه 1 ه = 11ه = 3 التي تعود بالتأصيل إلى حيث1 ه 1 ه = 2 2 = 4

الدكتور أحمد مستجير وصحبة سنوات عبر كتابيه:

1 - الأدلة الرقمية لبحور الشعر العربي

2 - مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي

ليست قراءة أو فهما أو تطبيقا متكررا فحسب بل واسترجاعا واستنارة عند كل كشف من كشوف العروض الرقمي الذي أدين في بواكير تصوري له بالفضل لأستاذيّ د. أحمد نستجير و د. عمر خلوف

سأبدأ الآن بتقديم ما استقر في نفسي من ملامح أصول منهجه بشكل عام مع ما توحد به في وجداني من إسقاطات وظلال العروض الرقمي. مستعملا مفردات الأخير قبل أن أدخل في تفاصيل رؤيته. فليعذرني أستاذي إن بدا له أني أدخلت في منهجه ما ليس منه أو إن ارتدت بعض مقولاته حلة بدت غريبة فيها بعض الشيء، وما ذاك إلا لتشبع تفكيري من تفكيره بطريقة يصعب في هذه الرؤية العامة الفصل بينهما.

وتسهيلا لمن لم يلم بالعروض الرقمي أذكر هنا مفرداته بشكل مختصر وهو كل ما يلزمنا إلى جانب تفاعيل العروض المعروفة

المتحرك =1 مثل عَ ، لَ في عَلَمْ.

الساكن = ه ( هـ صغيرة علامة السكون ) مثل (مْ) في كلمة علَمْ

السبب = متحرك + ساكن = 1 ه = 2 مثل ( لـَمْ )

الوتد = متحرك + متحرك + ساكن = 1 1 ه = 3 مثل (عَـلـَمْ(

(الرمادي) محذوف

مافاعيلن = 2 2 2 2 = 1ه 2 2 2 -- مـافاعيلن = 1 ه 2 2 2 = مفاعيلن

فاعيلاتن = 2 2 2 2 = 2 1ه 2 2 - - فاعيلاتن = 2 1 ه 2 2 = فاعلاتن

مستفعيلن = 2 2 2 2 = 2 2 1ه 2 - - مستفعـيلن = 2 2 1 ه 2 = مستفعلن

مفعولاتن = 2 2 2 2 = 2 2 2 1ه- - مفعولاتُنْ ..2 2 2 1 ه

ماذا يقول الجدول المدرج أعلاه؟

إنه يقول إن أصل التفاعيل السباعية جميعا الخبب وكلها في الأصل متساوية بل هي جميعا ذات التفعيلة 2 2 2 2 مهما تغيرت أسماؤها، وحصلت قفزة جينية على أسباب الأب الخببي نتج عنها حذف ساكن أحدالأسباب 1 ه = 1 فصار سببا مميزا، وبالتالي تطورت عن الأصل الجيني الواحد تفاعيل تباينت حسب موقع التغيير ( حذف الساكن ) من الأسباب وأعطيت كل تفعيلة رقما حسب موقع السبب المميز 1 فيها كما يلي

التغيير في السبب الأول ينتج التفعيلة رقم 1 مفاعيلن = 2221، وترتيب الرقم 1 فيها الأول

التغيير في السبب الثاني ينتج التفعيلة رقم 2 فاعلاتن = 2212، وترتيب الرقم 1 فيها الثاني

التغيير في السبب الثالث ينتج التفعيلة رقم 3 مستفعلن = 2122، وترتيب الرقم 1 فيها الثالث

التغيير في السبب الرابع ينتج التفعيلة رقم 4 مفعولاتُ = 1222، ، وترتيب الرقم 1 فيها الرابع

تداعت إلى نفسي خواطر كثيرة، هذا الرجوع لدى أستاذنا إلى جينات الخلق الأولى أهو صدفة؟ أم له علاقة بتخصص الدكتور في علم الجينات والوراثة؟

http://www.alwatan.com.sa/daily/2004.../culture06.htm

" كما تضمن العدد مجموعة من المقالات العلمية المتخصصة لعدد من العلماء المصريين في المجالات كافة ومنها مقالة لعالم الهندسة الوراثية الدكتور أحمد مستجير حول البيوتكنولوجيا"

للعقلية في الإنسان نفس النمط في تناولها للأمور، وأكاد أرى تفكير أستاذنا في تخصصه العلمي وتناوله للعروض واحدا، يرجع بالأمور إلى بداياتها ويرصد ما يطرأ عليها وعلاقته في صيرورتها.

ثم ما هل من مبرر لاستعمال كلمة الجينات في العروض ؟

فالجينات في علم الأحياء لها علاقة بالصورة التي سيؤول إليها الكائن الحي الذي تنتجه، وكلما تقاربت جينات مخلوقين ازداد وجه الشبه بينهما.

دارت هذه الأمور في نفسي وأنا أستعرض الوزن التفعيلي

مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلُنْ ........مستفعلن فعِلُنْ متفعلُ فاعلن

الصدر من البسيط، والعجز ليس كذلك ولكنه يبدو أنهما على صلة وأن لهما أصلا مشتركا. فهل في الشعر وزن كالصدر

لنرَ : مستفعلن = 2 2 3 / فعِلُنْ = 1 3 / متفعلُ= 3 1 1 / فاعلن = 2 3

ا 2 2 3 1 3 3 3 1 3 3 = 4 3 - 1 3 3 - 1 3 3

= أ = 4 3 ((4)3 ((4)3 متْفاعلن متَفاعلن متَفاعلن = الكامل

ومثال آخر الوزن

2 2 - 3 2 2 - 3 1 - 3 3 = عولن مفاعيلن فعولُ مفاعلن = 2 2 - 3 2 2 - 3 1 - 3 3 = الطويل مخروما

= متْفاعلن متْفاعلن متَفاعلن = الكامل = 2 2 3 - 2 2 3 - 1 3 3

ومثال آخر

فـَعـُلـُنْ مفاعيلن فعولُ مفاعلن = 1 3 - 3 2 2 - 3 1 - 3 3 ( بدلالة تتواشج مع تفاعيل الطويل )

= 1 3 3 – 2 2 3 – 1 3 3 = متَفاعلن متْفاعلن مُتَفاعلن = 1 3 3 - 2 2 3 - 1 3 3 = الكامل

ومثال آخر

فعولُ مفاعلُن فعُلنْ مفاعي = 3 1 - 3 3 - 1 3 - 3 2 ( متواشجا مع الطويل )

مفاعلتن مفاعلتن فعولن = 3 1 3 - 3 1 3 - 3 2 = الوافر

الدكتور ابراهيم أنيس يدعو بحور البسيط والطويل والكال والوافر بالبحور القومية .

هل هي تنتمي إلى جد واحد خببي ؟ غالبا نعم

أيمكن تتبع نسبها وتطورها ؟ غالبا نعم

ثم هل صدفة أن يرد في الموسيقى :

http://www.syriagate.com/musicnet/basic/signs.htm

" شكل العلامة = o

الإسم العربي = المستديرة

الإسم الفرنسي = روند

الزمن الصوتي = أربع أزمنة"

نعم أربعة أزمنة في الموسيقى وأربعة أسباب في أصل التفاعيل !

كان ما تقدم تقديم انطباعي أكثر منه موضوعي يمهد لنهج الأستاذ الدكتور أحمد مستجير

يقول الأستاذ حول البحور المتولدة من التفاعيل الرباعية ( ص 44):

"يتألف الشطر في البحور الصافية التامة من تكرار تفعيلة واحدة ثلاث مرات إن كانت رباعية. أو أربع مرات إن كانت ثلاثية."

ولأن الهدف هو عرض منهجه وليس الإحاطة بالكتاب فسوف أقتصر هنا على الرباعية.

وهذه البحور هي

وإذا كان رقم التفعيلة س ، فإن

البحور الثلاثة الأولى واضحة

أما بحر الدوبييت ففيه قول.

فشاهده عليه

يا من بسنان رمحه قد طعنا والصارم من لحاظه قطّعنا

إرحمْ دنِفاً في سنّه قد طعنا من حبّك لا يصيبه قطّ عنا

2 2 1 1 – 2 (2/1) 2 1 – 2 2 1 1 -2

مفعولتُ – مفعلاتُ (مفعولاتُ)– مفعولتُ – مفْ

والدوبيت بحد ذاته موضوع كتاب شيق للأستاذ عمر خلوف

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/dubait-khalloof

ولكن اختصارا وبقدر ما يسمح المقام أقول: "إن مقتضى كون الدوبيت ناتج من تكرار مفعولاتُ يفترض صحة مجيء مفعولاتُ فيه من غير زحاف،كما يقتضي صحة مجيء معولاتُ = 1 2 2 1 = 3 2 1 بدل مفعُلاتُ 2 3 1"

فيكون هذا الوزن صحيحا

2 2 1 1 – 2 1 2 1 – 2 2 1 1 -2

مفعولتُ – مفعلاتُ – مفعولتُ – مفْ

مفعلاتُ مفعلاتُ مفعولتُ مفْ = 2 3 3 3 3 2 1 3

وعليه يصبح نظم البيتين السابقين:

يا حبيبَ قلبيَ الذي قد طعنا........من مُهَنّدٍ بلحظه قطّعنا

إرحم الذي بسنّه قد طعنا..........من هواكَ لا يصيبه قطّ عنا

أجد هذا الوزن مستساغا وهو ولا شك يفتح بابا للتجديد في الوزن انطلاقا من أسس نظرية، ولكن ذلك لا يقطع بصحة رأي الدكتور مستجير، إذ أن صحته المطلقة تقتضي عدم التقيد بزحافات مفعولاتُ على نمط لا يتغير، وهذا بدوره يقتضي صحة وزن البيتين التاليين

يا حبيبَ قلبيَ الذي قد طعنا........ والصارم من لحاظه قطّعنا

2 3 1 – 2 3 1 – 4 1 1 -2...... 4 1 1 – 2 3 1 – 4 1 1-2

إرحمْ دنِفاً في سنّه قد طعنا..........من هواكَ لا يصيبه قطّ عنا

4 1 1 – 6 1 – 4 1 1-2....... 2 3 1 – 2 3 1 – 4 1 1 -2

هل الوزن هنا مستساغ ؟ الجواب أتركه لأستاذي.

ولو صح فإن يفتح بابا لمن لهم نظرة أخرى إلى أصل هذا الوزن. ليزاحفوه حسب ذلك الأصل، وفي كل خير لأنه يفتح بابا للتجديد الواعي.

على أني في هذا أنحاز لرؤية الدكتور عمر خلوف وسيأتي بيانها في حينه بإذن الله.

واختصارا أسوق رأي الدكتور مستجير بتعبيري الشخصي حول البحور الناتجة من مزج هذه التفاعيل. فهو يرى أن المزج يصح بالصيغ التالية

1- المزج يكون بين تفعيلتين متجاورتين مثلا (س) مع ( س-1) أو ( س) مع ( س+1)

2- يمكننا إحلال تفعيلة محل إحدى تفعيلات البحر الصافي (س س س ) على النحو التالي

س

س

س+1

(س+1) (س) (س)

س

س+1

س

(س ) ( س+ 1) (س)

س-1

س

س

(س ) (س ) (س-1)

ويمتنع لديه النمط التالي: ( س) (س ) (س +1)

س+1

س

س

(س ) (س ) (س +1)

مثال

س = 2

التفعيلة رقم ( س =2) = 2 1 2 2 = فا ع لا تن

س س س = فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن = الرمل

س (س+1) س = التفاعيل 2 3 2

التفعيلة رقم 3 = 2 2 1 2 2 = مس تف ع لاتن

س ( س + 1 ) س = فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن = الخفيف

يقول الأستاذ حول البحور المتولدة من التفاعيل الرباعية ( ص 44):

"يتألف الشطر في البحور الصافية التامة من تكرار تفعيلة واحدة ثلاث مرات إن كانت رباعية. أو أربع مرات إن كانت ثلاثية."

ولأن الهدف هو عرض منهجه وليس الإحاطة بالكتاب فسوف أقتصر هنا على الرباعية.

وهذه البحور هي

الهزج من تكرار التفعيلة الأولى 3 مرات ( مفاعيلن = 4 3)

وهذه جداول ذاتية الإيضاح أنتقل فيها من تمثيل الوزن بالتفاعيل إلى تمثيله بأرقامها

أما الأوزان ( أ، ب، جـ ،هـ ) فالمفروض أنها تنسجم مع منطق أستاذنا الكريم، وأما الأوزان في الخانة (هـ) فهي ممتنعة.

وقد افترضت أن القبْل والبعد يقوم على أساس علاقة دائرية بين التفاعيل

بحيث تكون التفعيلة 4 مفعولاتُ قبل التفعيلة 1 = مفاعيلن على محيط الدائرة.

وهناك الكثير مما تثيره هذه الأوزان، وأترك ذلك للمشاركين ولأستاذي الكريم. وحسبي أن أكون قد بينت جانبا لا بأس به من نهج أستاذي الكريم.

وهنا بعض الملاحظات المقتضبة جدا

وسأعرف كل وزن بإحداثيه السيني والصادي

1- (ب،1) = المطرد بحر مهمل

2- (د،1) = الوافر = ص1

وزنه (411) = مفاعيلن مفاعيلن مفعُلا ( مع ما يرافق ذلك من انتقادات لا تزيد عن انتقادات البحور التي أقرها أستاذي.

3 – ( جـ،4) =ص2

(أحد أشكاله ) مفعلاتُ مفاعيلن معولا = 2 3 1 3 2 2 3 2

وهذا قريب من وزن عامي معروف، لا يحضرني منه شيء، فلعل الأخ مخلص النوايا وقد سبقت له الإشارة إليه في أحد حواراتنا يوافينا بشاهد له.

3- (د ، 4) = (344) = ص3 وأحد أشكاله

معولاتُ مفعولاتُ مستفعلن = 3 2 3 4 3 2 3 = الطويل ناقصا سببا في آخره

4 – ( د،5) = (144)= ص 3 وأحد أشكاله

مفعلاتُ معولاتُ مفاعي = 2 3 1 3 2 1 3 2 = نوع من الرمل.

يقول د. أحمد مستجير ( مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي - ص 27 ) [ ما بين القوسين مني] ": والأبحر الخليلية الممزوجة كلها ذات تفعيلات رباعية، يتألف الشطر التام منها من ثلاث تفعيلات، وتنتج عن مزج تفعيلتين لا أكثر من التفعيلات الرباعية الأربع، ولا تمتزج التفعيلة [س] في بحر بغير التفعيلة التي تسبقها مباشرة [س-1] أو التي تتلوها مباشرة [س+1] بمعنى أن التفعيلة الرباعية الأولى ( مفاعيلن) لا تختلط بغير التفعيلة الثانية (فاعلاتن) الأعلى منها مباشرة، كما أن التفعيلة الرابعة (مفعولاتُ) بغير التفعيلة 3 ( مستفعلن) الأدنى منها مباشرة."

دعونا نستعرض العلة في عدم امتزاج التفعيلة إلا بما قبلها أو بعدها مباشرة، وذلك باستعراض النتائج المترتبة على مخالفة ذلك.