الوتد المفروق

يعتبر الوتد المفروق وما ينشأ عنه مصدرا لكثير من الحوار .

الذين درسوا الرقمي دون سابق معرفة للتفاعيل لا يعرفون الوتد المفروق، وبالتالي فهو وما نجم عنه وما ترتب عليه لايشكل موضوعا لديهم ناهيك أن يشكل مشكلة.

ويستحق موضوع الوتد المفروق نظرة شاملة. أحاول هنا أن أقاربها، وفي ذهني المهتمون بالعروض عموما ومن تعلموا الرقمي خصوصا ليكون جسرا يساعدهم على فهم ما يصادفهم في كتب العروض حول هذا.

نشأة مشكلة

التفاعيل في الأصل ترتيب قصد به تجميع وحدات يسهل بها وصف الوزن. وهذا التجميع يمكن أن يتم بعدة أشكال. وأجملها كان هذا الخيار الذي اختاره الخليل. فلنأخذ التفاعيل السباعية ونرى نسقها ؟

هنا ثلاث تفاعيل لكل منها ثلاث خانات ، يحتل الوتد فيها المراتب الأولى فالثانية فالثالثة بالترتيب كما هو في الجدول أعلاه، وليس من مجال منطقيا في ظل وجود ثلاثة مقاطع لوجود غير هذه التركيبات الثلاث.

هذه التفاعيل قادرة على وصف كل البحور التي تحوي تفاعيل سباعية ، في الدوائر ( ب – المختلف) ، (جـ - المجتلب ) ، ( هـ - المؤتلف ) وعندما نأتي إلى دائرة (د- المشتبه) نجد فيها بحرين طويلين الخفيف والمنسرح يضمان البحور الأخرى القصيرة.

فلنتخيل أنفسنا في مرحلة الاستكشاف الأولى للتفاعيل وأننا نفكر في طريق لجعل هذه التفاعيل الثلاث تعبر عن البحرين الطويلين في هذه الدائرة. وقبل ذلك دعنا نرى نظير ما سنقوم به في دائرة أخرى

الرمل = 2 3 2 2 3 2 2 3 2 = فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن .0.. يبدأ من المحور 10 من دائرة (جـ)

وآخر مقطع فيه ( تن) هو أول مقطع في الرجز على محور 11 منن نفس الدائرة

فيكون الرجز بدلالة الرمل = 2 2 3 2 2 3 2 2 3 =تن فا علا تن فا علا تن فاعلا

ولا إشكال في توصيف هذا لوزن الرجز حيث : تن فاعلا = 2 2 3 = مس تف علن

لننتقل الآن إلى دائرة (د)، وبسهولة نستطيع أن نرى أن هذه التفاعيل تعبر عن الخفيف

2 3 2 – 2 2 3 - 2 3 2 = فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن

لم تظهر هنا حاجة لاستعمال تفعيلة رابعة يفترض أن لا متسع لها في منظومة من ثلاثة مقاطع سببان ووتد.

حسنا لنعبر الآن عن المنسرح بدلالة الخفيف

الخفيف ينتهي ب ( تن ) على المحور 2 وهذا المقطع هو أول مقطع في المنسرح، وعليه فإن المنسرح بدلالة الخفيف = 2 2 3 2 2 2 3 2 3 =تن فاعلا تن مس تف علن فا علا

هنا أيضا يتم التعبير عن المنسرح بدلالة هذه التفاعيل دونما حاجة لتفعيلة رابعة. حيث:

تن فاعلا = 2 2 3 = مس تف علن تماما كما حدث بين الرمل والرجز في المثال السابق. فلماذا احتجنا في المنسرح إلى إدخال تفعيلة رابعة، في حين أننا لم نحتج إلى تفعيلة رابعة في حال الرجز

لنتأمل هذا الجدول:

في المنسرح أ تم التعبير بدلالة التفاعيل مع ملاحظة وجود تن زائدة

فالمنسرح أ : هو تسمية بدلالة تفاعيل الخفيف ينتج عنها زيادة سبب تن سائب في أول الوزن

والمنسرح ب : هو محاولة للتسمية مع بدء المنسرح بتفعيلة من سببين ووتد = 2 2 3 = مستفعلن، ينتج عنها وجود سبب تن سائب في حشو الوزن.

لدينا في هذه الدائرة أمران

الأول : ( على افتراض أننا لا نعرف الوتد المفروق في هذه المرحلة) هو تجاور ثلاثة أسباب في حشو بحورها، على خلاف ما في جميع الدوائر الأخرى، وقد استوعب الخفيف ذلك في تسمية تفاعيله ولم يستوعبه المنسرح، وهذا فرق موضوعي ينتج عنه حكم خاص بهذه الأسباب الثلاثة بغض النظر عن أسماء التفاعيل وحدودها، ويمكن وصفه بالتالي:

}2{ {2} ]2[ 3 في البحرين الطويلين الخفيف والمنسرح حيث{2} سبب يفضل زحافه و ]2[ سبب يمتنع زحافه

}2{ [2] ]2[ 3 في البحرين القصيرين المضراع والمقتضب حيث [2] سبب يجب زحافه

في كل الحالات :

}2{ سبب يفضل عدم زحافه

]2[ سبب جامد لا يتغير

3 وتد ثابت.

والثاني : التسمية والحدود

عندما انقسم الرقم 2 2 2 في الخفيف بين تفعيلتين لم تبرز لدينا مشكلة التسمية

لأن تن = 2 دخلت في تفعيلة فاعلاتن ، مس تف = 2 2 دخلت في تفعيلة مستفعلن

ولكن مشكلة التسمية تبرز لدينا في المنسرح حين نجد 2 2 2 مشمولة في تفعيلة واحدة

فهذا وضع غير مسبوق في التفاعيل. ولذا فقد تولدت عنه إشكالية غير مسبوقة. فنحن نجد أنفسنا أمام أحد خيارين لا ثالث لهما:

أولهما : يحافظ على المعتاد من احتواء التفعيلة على أسباب ووتد واحد ( يناسب هنا انتهاء كل تفعيلة به)، وينجم عنه ظاهرة جديدة هي أن التفعيلات تنتج لدينا تفعيلة جديدة هي مستـفعيلتن = 2 2 2 3 = 9 تتكون من تسعة أحرف إذ تمددت على حساب التفعيلة الأخيرة التي أصبح خماسية = فاعلا = 2 3 = 5

كما يبين الجدول أدناه

وثانيهما يحافظ على معتاد قسمة الوزن ( كما في الخفيف ) إلى ثلاث تفاعيل كل منها سبعة أحرف

وينجم عنه شق الوتد علن = 3 إلى قسمين عـِ = 1 ملحق ب 2 2 2 لتحصل لدينا التفعيلة 2 2 2 1

والتي اختير لها اسم مفعولاتُ = 2 2 2 1

وينجم عنه ظاهرة جديدة وهي أنه لمّا كانت مفعولاتُ تفعيلة سباعية وكان لا بد أن تتكون من سببين ووتد،

ولمّا كان مف= 2 ، وعو = 2 ولا يبقى إلا ( لاتُ = 2 1 ) فقد اعتبرت هذه وتدا، وسمي بالوتد المفروق.

ونتج عن ذلك أيضا أن تغير اللون في الخانتين المظللتين فيما يلي :

د. مصطفى حركات هوالذي رمز للوتد المفروق بالواو وتحتها خط و [3=12] في مقابل الوتد المجموع و [3=21]

سمي 2 1 بالوتد المفروق ربما لأن متحركيه مفروقان بسكون = 1 ه 1 وسمي 1 2 = 3 بالوتد المجموع ربما لأن متحركيه متجاوران مجموعان غير متفرقين = 1 1 ه.

هذا التوجه المزدوج للتسمية حسمه الخليل بتسمية التفعيلة مفعولاتُ وقبل الجميع هذه التسمية.

هل اختفت مستفعيلتن كليا ؟ نعم ولا . كيف ؟

اختفت كتسمية ولكنها بعثت على يدي د. أحمد مستجير كمضمون. ذلك أنه وإن سلّم بالتسمية إلا أنه اعتبر

أن ( تُمسُ = 3 ) في المنسرح = 2 2 3 2 2 ]2[ 3 2 3 = مستفعلن مفعولا(تُ مســــ)تفعلن وتد كسائر الأوتاد في العروض، بقطع النظر عن وقوع شطريها على جانبي الحدود بين تفعيلتين. .فهي بمثابة ( لتن ) في الصيغة = مستفعلن مستفعيـلتن فاعلن

الوزن عند الخليل، أقام حدودا حقيقية بين كل من مفعولاتُ و مستفعلن

ولذا فهو يمنع زحاف لا ويجيز زحاف مسْ.

الوزن عند مستجير وهو منسجم مع التصور الذي يطرحه السطر التالي :

اتخذ الشكل

فكأن الحدود بين بين مفعولا(تُ و مسـ)ـتفعلن لديه خط وهمي كالحدود التي تمر وسط مدينة واحدة تقسم الأهل والأقارب فيها بين بلدين، فهذا الخط وإن كان له اعتبار في الخرائط الرسمية إلا أنه لا اعتبار له في واقع الحال إلا أن يفرض فرضا تنتج عنه إرهاقات وإشكالات.

أذكر أني سألت د. مستجير يرحمه الله إن كان يرى زحاف لا بحيث تأتي مفعولاتُ على مفعولتُ فتأمل وقال لا أدري.

إذن نحن أما رأيين : رأي يقول بمنع لا من الزحاف ورأي يقول بمنع مسْ من الزحاف.

فما هو الواقع الشعري ؟

هنا يأتي رأي د. مصطفى حركات مقررا أن كليهما ممنوع من الزحاف، فصار عندنا ثلاثة آراء يظهرها الجدول التالي ويظهر تحتها الوزن الرقمي الذي يتطابق تماما مع رأي د. مصطفى حركات.

وهنا توضيحان لمن لا يعرفون الرقمي

الرقم ]2[ ( مفعو]لا[ تُ ) عند كل منهم يعني سببا غير قابل للزحاف

ومقارنته مع آراء كل من الثلاثة كالتالي ( ينطبق الأمر ذاته على (مس ـتفعلن):

ب‌- الشكل الملون في الرقمي أ و الرقمي ب

[2] = سبب واجب الزحاف ، (2) = سبب ثقيل ، 2 = سبب خببي يأتي خفيفا أو ثقيلا حسب القافية

يمثل هذا الشكل حل ازدواجية أخرى قائمة بين ما يرد في وزن المنسرح على الدائرة حيث يتم اعتبار أن آخر تفعيلة في المنسرح هي مس تف علن = 2 2 3 وبين واقعها في الشعر حيث هي:

في الصدر = مس (تعِ) لن = 2 (2) 2 وفي العجز مس (تع) لن = 2 (2) 2 أو مس ْتعْ لنْ = 2 2 2

وهذا مطرد في البسيط والمنسرح والمقتضب والكامل الأحذ، ويحسن هنا الرجوع إلى

http://www.alfaseeh.com/vb/showpost.php?p=406310&postcount=3

وهنا يلاحظ توفق الرقمي في حل إشكالي الازدواج في موضوع الوتدين المجموع والمفروق كما في موضوع الفرق بين الدوائر والواقع الشعري، دون الخوض كثيرا في الاصطلاحات، بل يأتي ذلك هينا لينا بعيدا عما يرافق الأمرين من اختلافات وأحيانا اتهامات.

عودا إلى السياق أنقل هنا رأي د. مصطفى حركات من الذي أوردته في الرابط:

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/shojoon

يقول د. مصطفى حركات في كتابه ( اللسانيات الرياضية والعروض – ص : 54) حول الوتد المفروق :

"ولكن نظرة سريعة على الواقع الشعري تظهر لنا أن التغييرات التي تطرأ على التفعيلات لا تتناقض مع أفكار الخليل لكنها لا تؤيدها فمثلا في الخفيف حذف الحرف السابع ( أي الكف) لا يدخل على التفعيلة مستفعلن إلا في أذهان العروضيين. ولو وقع ذلك فعلا وكنا نملك شواهد كافية وموثوقا بها لتحتم علينا أن نتقبل نظرية الخليل لأن هذا الحرف السابع سيكون وجوبا ثاني سبب. [و]لو حذف الحرف الرابع من التفعيلة أي لو دخل عليها الطي لتحتم علينا أن نرفض وجهة نظر الخليل [لأنه] سيكون ثاني سبب وليس ثاني وتد.

ولكن ( والذين يمارسون الشعر يعرفون ويشعرون بهذا ) لا الرابع ولا السابع من هذه التفعيلة من هذه التفعيلة يتغير في الخفيف ويبقى تقسيم الخليل لهذه التفعيلة مقبولا ولكن ليس حتميا.

وواقع الحال وكما يرى د. حركات فإن كلا من الرقمين 2 في المنطقة المظللة أدناه 2 1 2 لا يقبل الزحاف فهي إذن منطقة وتدية تشمل توأما سياميا وتديا يمينه وتد مفروق ويساره وتد مجموع يربطهما الرقم 1 يموتان معا أو يعيشان معا

والسطران التاليان يمثلان ما ذهب إليه د. حركات بصدد المنقطة الوتدية في بحور دائرة ( د- المشتبه) ومثالها من الخفيف

2 3 2 2 2 1 2 2 3 2

ما قاله الخليل من أن الجزء الأحمر في 2-1-2 وتد مفروق لا يزاحف صحيح، وفاتَه أن يقول إن الرقم 2 غير الأحمر لليسار لا يزاحف كذلك

وما قاله مستجير من أن الجزء الأحمر في 2-1-2 وتد مجموع لا يزاحف صحيح، وفاتَه أن يقول إن الرقم 2 غير الأحمر لليمين لا يزاحف كذلك

المنطقة المظللة تمثل منطقة التجاذب بين المحورين 9 و 5 على متحرك المحور 8 والتي حلت بتشاركهما فيه.

يمكن أن نُعمل الملاحظة نفسها فيما يخص فاعلاتن = 2 3 2 و فاع لاتن 2 1 2 2 . الزحافات التي تدخل على الزوجين من التفعيلات لا تسمح لنا بأن نحكم على صلاحية تجزئة التفعيلتين إلى (فاع لاتن) و (مستفع لن) أو على عدم صلاحيتها."

بعد هذه الجولة سأوجه الحديث إلى حيث تبين لي أن الأعم الأغلب من هذه الآراء والاختلافات - وهي قطعا ليست إلا بعض ما أثير حول هذا الموضوع - إنما هي حول المظهر الذي امتد بتجسيده ومصطلحاته إلى أذهان كبار علماء العروض ليصوغها بحدوده ومصطلحاته حاجبا بذلك عن كثير منهم الجوهر. ومنهم من ينجح في اختراق غمام خلاف المظهر بثاقب ذهنه ويلامس وحدة توصيف الجوهر لدى أغلبهم.

إن هذا الذي يقترب منه علماء العروض بجهد جهيد أحيانا يدركه دارس الرقمي بداهة، ليس لأنه أوسع منهم علما أو إدراكا وإنما لأنه تحرر من إصر تجسيد المظهر وما يلازم التجسيد غالبا من تجزيئية ومصطلحات وخلافات حتى عندما تصف الشيء ذاته. الرقمي بتجريده وشموليته يشرف من عل على كافة المظاهر المتعارضة ليراها تجسيدات شتى لحقيقة جوهر واحد.

بعض أساتذة العروض قاربوا الرقمي حينا ثم نأوا عنه وأكثرهم لم يأبه به. لو ملؤوا مصابيح فكرهم بزيت الرقمي لتضاعفت أنوارها

عوداً إلى الوتد المفروق من حيث انتهى قول د. حركات بعد حديثه عن عدم وجود ما يؤيد أيا من تفعيلتي مستفعلن 2 2 3 التي يجوز أن تأتي نظريا مستـفعلن 2 1 3 و مستفع لن 2 2 1 2 التي يجوز أن تأتي نظريا مستفع لن 2 2 1 1:" يمكن أن نُعمل الملاحظة نفسها فيما يخص فاعلاتن = 2 3 2 و فاع لاتن 2 1 2 2 . الزحافات التي تدخل على الزوجين من التفعيلات لا تسمح لنا بأن نحكم على صلاحية تجزئة التفعيلتين إلى (فاع لاتن) و (مستفع لن) أو على عدم صلاحيتها."

لنلقي نظرة على دائرة المشتبه لنرى أن التركيب هو ذاته في البحور الثلاثة

هنا ترد لدينا الملاحظات التالية عن حكم الشكل والجوهر في هذا الوتد المفروق:

ما تقدم يظهر على الدائرة التالية :

حيث لا يظهر إلا وتد وسببان بحيث لو درنا عكس عقارب الساعة من كل من النقاط التالية :

جـ تعطينا 2 2 3 = مس تف علن

ب تعطينا 2 3 2 = فا علا تن

أ تعطينا 3 2 2 = مفا عي لن

ولا مكان هنا لغير ذلك.

إن ظاهرة تجاور ثلاثة أسباب 2 2 2 في دائرة المشتبه على غير مثال في الدوائر الأخرى أوجد فرقا في الجوهر بين هذه الدائرة وسواها من الدوائر، كما أن مجيء هذه الأسباب الثلاثة بعد مستفعلن في المنسرح وضرورة أن تكون جزءا من تفعيلة جعل شق الوتد 3 الذي يلي الأسباب الثلاثة دوما إلى 1-2 لازما لولادة شكل مفعولاتُ واسمها. 2 2 3 – 2 2 2 1 – 2 2 3 . ومن منطق حلها في مفعولاتُ نشأت إشكالية أخرى في افتعال تفعيلتين هما مستفع لن بدل مستفعلن و فاع لاتن بدل فاعلاتن

تعيدنا مفعولاتُ إلى كتاب د. أحمد مستجير (مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي ) الذي يرى أن الوتد 3 ما هو إلا سببان زوحف أولهما زحافا جينيا ملازما وأنا أتخيله في ذلك متأثرا بتخصصه في الوراثة والجينات [ التعبير جينيا مني وأفترض أنه يعني أن ذلك تم في مرحلة مبكرة من التطور] 1ه2= 3، وذلك بخلاف الزحاف الذي يطرأ على السبب جوازا حينا ويتخلف أحيانا فيه الرقم 1 الذي يبدأ فيه الوتد في كل من التفاعيل منحدرا من سبب مزاحف على النحو التالي

\ فكأنما حصل هذا في مرحلة مبكرة فأنتج التفاعيل من الخبب ]:

الرمادي ثاني سبب محذوف وجوبا جينيا

السباعيـة أصلها ثمـاني = 2 2 2 2 : مــافاعيلن فاعيــلاتن مستفعيــلن مفعولاتـــن

والخماسية أصلها سداسي = 2 2 2 : فــاعولن فاعيــلن مفعولـــن

لو تركنا مفعولات التي هي مصدر الإشكال واستعرضنا التفاعيل الأخرى سنجد الساكن المحذوف (الرمادي) يتوسط أحمري الوتد

فلنضع ذلك في جدول ونرى كيف يبدو

ولنضع هذا الجدول في شكله الدائري

كانت مفعولاتُ مظهر إشكال، وهنا سنرى كيف أنها حلت جوهر ذلك الإشكال

لفهم هذه الدائرة نأخذ مثالا عليها مستفعـيـلن ننطلق من جـ = 2 وندور عكس عقارب الساعة فيكون وزن مستفعـيـلن = ج – ب – أ - د = 2 2 1 ه 2 ونلاحظ أن ساكن أ المحذوف يقع بين شقي الوتد وهو كذلك في كل التفاعيل مع اختلاف في مفعولاتُ كما نلاحظ أدناه

بينما كانت التفاعيل الممكنة في الدائرة الأولى ثلاث لوجود ثلاثة مقاطع أصبحت في هذه الدائرة أربع لوجود أربعة مقاطع، وجاء المقطع الرابع من رد الوتد 3 إلى مكونيه السببين في أصله أو جده الخببي مع مزاحفة السبب الأول وجوبا كما حصل في طفرة التطور الأولى المفترضة 1 ه 2 = 3 وهذا ما ذهب إليه أستاذنا المرحوم د. أحمد مستجير في واقام عليه كل كتابه ( مدخل رياضي إلى عروض الشعر الشعر العربي ) ويجمل بمن وصل إلى هذه النقطة أن يقرأ كتابه أو يطلع على تقديمه رقيما في أحد الرابطين :

http://arood.com/vb/showthread.php?t=57

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mostageer

نلاحظ في التفاعيل الثلاث الأولى أن كل تفعيلة إذا ذكرت مفردة ظهر وتدها 3

أما مفعولاتُ فيظهر وتدها مشقوقا مفعولاتُنْ = 2 2 2 1 ه

مستفعـيـلن مستفعـيـلن = 2 2 3 2 2 3

مفـعـولاتُـنْ مفـعـولاتُـنْ = 2 2 2 1 ه 2 2 2 1 ه = 2 2 2 1 2 2 2 1

فلنرقم هذه المقاطع لمعرفة صفات كل مقطع،

هنا نرى أن الوتد 3 = 1 ه 2 = 3 قد تحقق نتيجة اندماج آخر التفعيلة الأولى بأول التفعيلة الثانية. وهذا يذكرني بمثال ما تعود الصغار ترديده مثل ( نا دا ريْ هـُ ) وفيه نظير للتفاعيل

نا دا ري هـُ - نا دا ري هـُ - نا دا ري هـُ وهو وجه آخر لقولهم ( هنا داري )

كما كانت مفـعـولاتُـنْ شكلا مفتاح إشكال، فإنها أصبحت جوهرا حلا لذلك الإشكال.

كما كانت مفـعـولاتُـنْ شكلا مفتاح إشكال، فإنها أصبحت جوهرا حلا لذلك الإشكال.

كيف ؟

مسـ تفـ عيـ لن - فاعـيـ ـلا تن - مـا فاعيـ لن - مفـعـولاتُـنْ

أنظر للحرف الرمادي ( المحذوف ) في كل تفعيلة، إنه يتوسط مكونات الوتد المجموع في كل تفعيلة بحيث سواء وردت وحدها أو كُرّرت أو سُبقت أو تُليت بسواها باستثناء مفـعـولاتُـنْ فلا يظهر فيها الرمادي بين أحمرين إلا إذا كررت 0

مفـعـولاتُـنْ مفـعـولاتُـنْ مفـعـولاتُـنْ

مذا يعني هذا ؟ هذا يعني أن مفعولاتُ المتبوعة بسواها ( بشروط معينة ) تفعيلة طبيعية كسواها، وإذا ذاك فإن ولكن وجودها منفردة أو في آخر الشطر لا يعدو أحد أمرين

1- الأول أنه افتراضي وليس حقيقيا

2- الثاني أن وجود 2 2 2 في آخر الشطر قد يعني مفعولا كما قد يعني مستفعلْ 2 2 2

ما هي الشروط التي ينبغي توفرها في التفعيلة التي تلي مفعولاتٌُ ؟

لنجرب استعراض الاحتمالات الأربع المتاحة للتفاعيل التي يمكن أن تليها

1- مفـعـولاتُـنْ مـاـفاعيـ لن : غير ممكن لتجاور أكثر من ثلاثة أحرف حمراء بعد حذف الرمادي

وبالرقمي فإن الوزن = 2 2 2 1 3 2 2 : يصبح الإيقاع خببيا وفيه سبعة أسباب وهذا لا يكون في الإيقاع البحري أبدا إذ أنه يزيد على الجرعة الخببية القصوى المتاحة في البحور وهي ثلاثة أسباب. أنظر التخاب. http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jalt-4

2- مفـعـولاتُـنْ فاعـيـ ـلا تن = 2 2 2 3 3 2

في الرقمي الرقم 3 إما أن يكون أحمر أو أزرق

فإن كان أحمر تجاور وتدان أصيلان وهذا لا يكون في العربية 2 2 2 3 3 2

وإن كان أزرق كان أصله 4 وصار لدينا 2 2 2 3 3 2 وتأصيل ذلك = 2 2 2 4 3 2 أي خمسة أسباب وهو ما يزيد على الجرعة الخببية القصوى المتاحة في البحور وهي ثلاثة أسباب . أنظر التخاب.

3- مفـعـولاتُـنْ مسـ تفـ عيـ لن = 2 2 2 3 2 3 وهذا وزن المقتضب وهو الوزن الوحيد الي يبدأ بالرقم 6 على ساعة البحور، ولكنه في واقع الحال يخضع لتغيرين واجبين

الأول نظرا لأن 2 2 2 في أول الشطر جرعة خببية يطيقها البحران الطويلان في دائرة د-المشتبه، ولذا يتم التخلص من هذه الجرعة بوجوب زحاف 2 2 2 على 2 1 2 = 2 3 وأحيانا على 1 2 2 = 3 2

الثاني نظرا لأن انتهاء الشطر ب 3 2 3 يخالف الاستتئثار الذي يجعل 3 2 3 في آخر الشطر حكرا على المتقارب والمتدارك. أنظر الرابطين:

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adhrob

فإن 3 2 3 تتحول وجوبا إلى 3 1 3 = 3 ((4) في الصدر و 3 4 في العجز.

ويصبح الوزن الأشهر للمقتضب = 2 3 3 1 3

مفـعـولاتُ مفـعـولا ، بالرفمي = 2 2 2 3 2 2

وتصبح مفعلاتُ مفعولا = 2 3 3 2 2 وهذا وزن المقتضب

أو تصبح معولات مفعولا = 3 2 3 4 ومن تكرارها ينتج الطويل

أو تصبح مفعلاتُ مفعلا = 2 3 3 3 = للمنون دائرا ...تٌ يدرن صرفها

مفـعـولاتُ مفـعـولاتُ مفـعـولاتُ = 6 3 4 3 4 = 2+ عجز السريع

وتصبح مفعلاتُ مفعولاتُ مفعولا = 2 3 3 4 3 4 وعليه النظم ( من الموزون )

أنت في فؤادي لم تزل لحنا .... يزدهي بنغْماتٍ كما معنى

لم تذرْ به يا هاجري أبداً ....لم تذر به من فارغٍ ركْنا

أو تصبح = معولاتُ مفعولاتُ مفعولا = 3 2 3 4 3 4

أو تصبح مفعلات مفعلات مفعلا = 2 3 3 3 3 3 .....تقبل ترفيل العجز +2

ليس كل من أراد حاجة ......ثم جد في طلابها قضاها

4-أ

4-ب

أرأيت كيف أن حدود مفعولاتُ كانت بداية مشكلة كما أصبحت حلا لذات المشكلة

أعتذر عن بعض التكرار وربما الخروج من سياق لآخر لأني أكتب الموضوع على فترات متباعدة.

نعود الآن إلى سابق السياق :

الرقمي يعتبر الرقم 2 2 2 في دائرة المشتبه يحمل الخصائص ذاتها في البحور كافة. وبالتالي فإن ما ينطبق على مقاطع مفعولاتُ في المحاور 11-10-9-8 في الدائرة هـ من ساعة البحور واحد بغض النظر عن اختلاف التسمية في كل بحر. ولنتذكر أن هذه المقاطع في الدائرة = 2 2 2 1

وفي الرقمي = 2 [2] 2 1 حسب الرابط:

http://sites.google.com/site/alarood/d4-2

والآن إلى استعراض صفات هذه المقاطع التي يلخصها الرقمي في ثلاثة أو أربعة أرقام بدلالة شكلها وألوانها وأقواسها لتغطي جانبا واسعا من مباحث العروض كما تقدمه التفاعيل وليس هذا بدعا في أمر الرقمي في تناوله للجوهر كما تم في سطر الدوبيت ورابطه:

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/dubait-satar

[[2]] = سبب حسب ساعة البحور وهو واجب الزحاف

لو رحنا نستقصي ما يتعلق بالمقاطع 2 2 2 1 2 في كل بحور دائرة ( المشتبه - د ) لوجدنا كلا منهما ( متجانس الخصائص – متماثل أو متقارب ) في كل البحور على اختلاف توصيف التفاعيل وحدودها وذلك على النحو التالي

وهكذا فالمنطقة المظللة بالأصفر في هذه البحور من دائرة المشتبه يحمل كل من مقاطعها خواص واحدة في المحاور 11-9-8-5 أو خاصيتين متقاربتين في المحور 10.

وإذن وهذه هي منطقة التميز في هذه الدائرة، لم لا نسميها – إن كان لا بد من التفاعيل – باسم يوحدها ويمثل خواصها؟ كيف ؟

الحدود بين التفاعيل على مستويين

أولهما : عندما يكون الحد بين سبب ووتد ويبدو هذا منطقيا وقليل الضرر.

ثانيهما : عندما يكون الحد بين سبب و سبب كما في بحور دائرة المشتبه وفي منطقتي العروض والضرب، وهذا بالغ الضرر إذ يفرض حدودا الأولوية فيها ليست للخصائص المشتركة بين المقاطع بل للحدود.

ولو اتبعنا الضرر الأخف في توصيف بحور هذه الدائرة فإن مثل المقترح التالي يبدو مناسبا

{2} سبب يستحب زحافه [2] سبب يجب زحافه

وهكذا بدأ إشكالنا مع وجود حدود مفعولاتُ وانتهي باستيعابها في صيغة وحدوية تخطت الحدود القطرية للتفاعيل. وربنا كريم.

إن هذا الموضوع كله غير وارد في الرقمي لأن دارس الرقمي يدرس كل ما تقدم كمبادئ لا تحتاج إلى هذا الشرح ولا تتقيد بحدود ولا مصطلحات ولا حتى بحور إلى حد بعيد.

يستحسن هنا ربط ما تقدم بساعة االبحور فيما يخص المحاور 9 - 8 - 5 من الدائرة د وتأمل التوأم الخببي المفروق 2 1 والمجموع 1 2 المشار إليهما بالأسهم