كلام وأوزان

أحفظ بيتي كثير عزة :

فَما رَوضَةٌ بِالحَزنِ طَيِّبَةَ الثرى...... يَمُجُّ النَدى جَثجاثُها وَعَرارُها

بِأَطيَبَ مِن أَردانِ عَزَّةَ مَوهِناً...... وَقَد أوقِدَت بِالمَندَلِ الرَطبِ نارُها

ولدى ترديدي لهما رحت أتأمل في كلمتي ( بأطيب من ) في أول الصدر. وتداعت لدى خواطر عن تضافر مؤثرات لغوية شتى لتقرير نمط معين من الصياغة وفيما يلي استعراض لها إضافة لما أضافه البحث في الموسوعة الشعرية أو بلوره :

1- العامل العروضي : بأطيب من = بأطْ يَ بمن = 3 1 3

وبداية الصدر هذه محتملة في ثلاثة بحور هي ( الطويل = 3 1 3 ) و( المتقارب = 3 1 3) و(الوافر 3 1 3 )

والطويل هو الأوفر حظا في بحور العربية. والأبيات المنقولة

كما أن (ما = 2 )في بداية كل الأبيات لا بد أن تسبق بمتحرك فتصبح ( وما ) أو (فما) =21=3

2- العامل النحوي: أطيب المسبوقة بالباء ترجح بل تؤكد أنها خبر لليس أو ما المشبهة بها، فالباء لا تدخل في هذا السياق إلا بعد نفي

وبالتالي فلا بد أن ترد هذه الكلمة في بيت سابق يتلاحم مع هذا البيت

3- العامل البلاغي: لما كان الحديث في أغلبه كما يتبين من الأبيات فيما يلي متعلقا بروعة صفات الحبيبة، وكان إعلاء شأن ما تتفوق عليه الحبيبة ، وهو مضمونا المشبه به، في حين أن الحبيبة مضمونا هي المشبه به، كان إعلاء شأنه وإبراز جماله إعلا لشأن الحبيبة وإبراز جمالها. فكان ذلك دافعا للاستفاضة في استعراض صفات المشبه به وهو في الأغلب روضة أو ما إليها.

4- العامل التاريخي : هذه الصياغة فيها جمالية خاصة، وفيها تكرار، ويبدو أنها رسخت في وجدان الشعراء. تأثرا وقصدا. ووعي الشعراء على ما سبق من أقوال أسلافهم في ذها الباب فيه استجاشة لإظهار التفننن والتجديد في هذا المضمار.

ابن الدمينة

وَما نُطفَةٌ صَهباءُ خالصةُ القَذَى...... بِحَجلاءَ يَجرِى تحتَ نِيقٍ حَبابُهَا

سَقَاها مِنَ الأَشراطِ ساقٍ فأَصبَحَت...... تَسِيلُ مَجارِى سَيلِها وِشعابُها

يَحُومُ بها صادٍ يَرَى دُونَها الرّدَى...... مُحيطاً فَيهوَى ورِدَها ويَهابُها

بِأَطيبَ من فيها ولا قَرقَفِيَّةٌ...... يُشابُ بماءِ الزَّنجَبيلِ رُضابُها

وله

وَمَا عَسَلٌ مُصَفّىً فِى زُجَاجٍ...... بِرَاحٍ لَذَّةٍ لِلشَّاربِينَا

بِاَطيَبَ مَوهِناً مِن رِيقِ سَلمَى...... إِذا عَصَبَ الكَرَى بِالسَّامِرينَأ

ابن المعتز

فَما رَوضَةُ الزَهرِ الَّتي تَلفُظُ النَدى...... وَيُصبِحُ فيما بَينَها لِلنَدى نَشرُ

بِأَطيَبِ مِن سَلمى وَلا كُلُّ طَيِّبٍ...... وَلا مِثلُ ما تَحلو بِهِ يَفعَلُ البَدرُ

ابن حمديس

وما روضةٌ حيّ ثرى أقحوانِها...... يضاحكُها في الغيم سِنّ من الضِّحّ

كأنّ صَبَاها للعرانين فَتّقَتْ...... نداها بندٍّ فهي طيِّبةُ النفح

بأطيبَ من ريّا لماها لراشفٍ...... إذا انتبهتْ في الشرْقِ ناظرةُ الصبح

ابن عمرو السكوني:

وَما رَوضةٌ وسميَّةٌ حَمويَّةٌ...... بِها مونقاتٌ من خُزامى وَحُلَّبُ

تَعاورَها وَدقُ السَماءِ وَديمَةٌ...... يَظَلُّ عَلَيها وَبلُها يَتَحَلَّبُ

بأَطيبَ منــها نَكهَةً بَعدَ هجعَةٍ...... إِذا ما تَدلّى الكَواكبُ المتصَوِّبُ

أبو عدي النمري

وَما ضَرَبٌ في رَأسِ صَعبٍ مُمَرَّدٍ...... بِتَيهانَةٍ يَستَترِكُ العُفرَ نيقُها

تُهامِيَّةُ الأَدنى حِجازِيَّةُ الذُرى...... كَأَنَّ عَلَيها مِن عُمانَ شَقيقُها

ذُلاقِيَّةُ الأَعراضِ مَحبوكَةُ القَرى...... مُذَبذَبَةٌ بِالحَبلِ صَعبٌ طَريقُها

تَنَمّى بِها اليَعسوبُ حَتّى أَوى بِها...... إِلى نُحُتٍ صَفراءَ سُمرٍ عُروقُها

كَأَنَّ شُروجَ البِقَّمِ الوَردِ أُبطِنَت...... أَساريعَ مِنها ذاقِناتٍ شُقوقُها

بِمِثلِ العِصارِ اِشتَدَّ في يَومِ سَبرَةٍ...... جُمادِيَّةٍ مُدني حَجى العَينِ سيقُها

سَما نَحوَ حَبسِ الطَودِ وَاِنكَفَأَت بِهِ...... بِمُغرَضَةِ الأَحمالِ بُرقٍ وُسوقُها

غَدَت فِرَقاً شَتّى شُقوباً كَثيرَةً...... وَتَأوي إِلى ثَمْلٍ جَماعٍ فُروقُها

كَأَنَّ التَميمَ البيضَ في كَورِ صَفوِها...... إِذا شِمتَها وَالشَمسُ بادٍ شُروقُها

مُجَزَّعَةُ الأَحقابِ بِالريشِ رِكزَها...... مُحَزَّقَةٌ أَوساطُها وَحُلوقُها

يَمُجُّ رُضاباً مُثِّلَ الحُلوُ مِثلَهُ...... عَلى طارِماتٍ كَفؤُها وَسَليقُها

بِماءٍ غَريضٍ مِن فَضيضِ سِحابَةٍ...... زَفَتها النُعامى حينَ هَبَّت خَريقُها

وَلا قَرقَفٌ صَهباءُ صِرفٌ مُحيلَةٌ...... يَفُضُّ زُكامَ المِنخَرَينِ عَتيقُها

بِريحِ خُزامى عارَضَت ريحَ بالَةٍ...... مِنَ المِسكِ مَفتوقاً بِراحٍ سَحيقُها

بِأَطيَبَ مِن فيها لِمَن ذاقَ طَعمَهُ...... وَقَد جَفَّ بَعدَ النَومِ لِلنَومِ ريقُها

----

الحارث بن صريم الوادعي

وَما نَفحُ رَوضٍ ذي أَقاحٍ وَحَنوَةٍ...... وَذي وَرَقٍ مِن قُلَّةِ الحَزنِ عازِبِ

وَلا ريحُ فَغوٍ أَو خُزامى وَحَنوَةٍ...... أَرَشَّت عَلَيها سارِياتُ السَحائِبِ

بِأَطيَبَ مِن فيها إِذا ما تَقَلَّبَت...... مَعَ اللَيلِ وَسَنى جانِباً بَعدَ جانِبِ

---

الراعي النميري

وَما مُزنَةٌ جادَت فَأَسبَلَ وَدقُها...... عَلى رَوضَةٍ رَيحانُها قَد تَخَضَّدا

كَأَنَّ تِجارَ الهِندِ حَلّو رِحالَهُم...... عَلَيها طُروقاً ثُمَّ أَضحَوا بِها الغَدا

بِأَطيَبَ مِن ثَوبَينِ تَأوي إِلَيهِما...... سُعادُ إِذا نَجمُ السِماكَينِ عَرَّدا

الرصافي اللنسي

وَما سِرُّ نَوّارٍ بِمَمطورَةِ الرُبى...... تَبوحُ أُصَيلاناً بِهِ الريحُ أَو فَجرا

بِأَطيَبَ مِنها في الأُنوفِ وَغَيرِها...... تَجاذَبَها سِرّاً بَنو الدَهرِ أَو جَهرا

الشريف المرتضى وقصيدته من 33 بيتا تمضي كلها على النحو التالي:

فما ماءُ مُزْنٍ بات جَفْنَ سحابةٍ...... يصوبُ على أعلى الصّخور ويسفحُ

توزّعَهُ عَبْرُ الرّبا فكأنّهُ...... مُلاءٌ رحيضٌ بالفَلاةِ مُطرّحُ

وإِنْ صافحتهُ الرّيحُ وهي ضعيفةٌ...... تمرّ عليه قلتَ صُحْفٌ تُصَفَّحُ

بأعذبِ مِنْ فيها إذا ما توسّنَتْ...... وهبّتْ وجلدُ اللّيلِ بالصُّبحِ يوضِحُ

وما روضةٌ باتَ الخُزامى يحفّها...... ونَوْرُ الأقاحِي وسْطها يتفسّحُ

كأنّ بِمَغناها تُفضُّ لَطيمةٌ...... مُجَعْجِعَةٌ أو مَنْدَلُ الهند ينفحُ

بِأَطيبَ مِنْ أَردانها حينَ أَقبلتْ...... وغضُّ النَّقا في دِرْعها يترنَّحُ

وَما مُغزِلٌ أَضحتْ بدوٍّ صريمةً...... تفسّح في تلك الفيافي وتسرحُ

تفِيءُ إلى ظلِّ الكِناسِ وتارةً...... تَشَوَّفُ من أعلى الهضابِ وتسنحُ

بأحسنَ منـها يومَ قامتْ فودّعتْ...... قُبَيلَ التّنائِي والمدامع تنزحُ

المرقش الأكبر

وما نطفَة من مُزْنَةٍ في وَقيعَةٍ...... على متن صخر في صفاً خالطت شهْدا

بأطيب من ريَّا عُلالة ريقها...... غداة هضاب الطلّ في روضة تندى

جرير:

وَما ثَغَبٌ باتَت تُصَفِّقُهُ الصَبا...... بِصَرّاءِ نِهيٍ أَتأَقَتهُ الرَوايِحُ

بِأَطيَبَ مَن فيها وَلا طَعمُ قَرقَفٍ...... بِرَمّانَ لَم يَنظُر بِها الشَرقَ صابِحُ

جميل بثينة

وَما ماءُ مُزنٍ مِن جِبالٍ مَنيعَةٍ...... وَلا ما أَكَنَّت في مَعادِنِها النَحلُ

بِأَشهى مِنَ القَولِ الَّذي قُلتِ بَعدَما...... تَمَكَّنَ مِن حَيزومِ ناقَتِيَ الرَحلُ

فَما رَوضَةٌ بِالحَزنِ صادٍ قَرارُها...... نَحاهُ مِنَ الوَسمِيِّ أَو دِيَمٌ هُطلُ

بِأَطيَبَ مِن أَردانِ بَثنَةَ مَوهِناً...... أَلا بَل لِرَيّاها عَلى الرَوضَةِ الفَضلُ

خيرة أم ضيغم البلوية

فَما نُطفة مِن ماءِ بهمين عذبة...... تمتّع مِن أَيدي السقاةِ أرومها

بِأطيبَ من فيهِ لو اِنّك ذقتهُ...... إِذا ليلة أَسمت وغابَ نُجومها

عاتكة المرية

فَما طَعمُ ماءٍ تَقولُهُ...... تَحَدَّرَ مِن غُرٍّ طِوالِ الذَوائِبِ

بِمُنعَرِجٍ مِن بَطنِ وادٍ تَقابَلَت...... عَلَيهِ رِياحُ الصَيفِ مِن كُلِّ جانِبِ

نَفَت جَريَةُ الماءِ القَذى عَن مُتونِهِ...... فَما إِن بِهِ عَيبٌ تَراهُ لِشارِبِ

بِأَطيَبَ مِمَّن يَقصِرُ الطَرفَ دونَهُ...... تُقى اللَهِ وَاِستِحياءَ بَعضِ العَواقِبِ

فتيان الشاغوري:

فَما الرَّوضُ كَالدّيباجِ يَبدو نَباتُهُ...... وَقَد سُحِبَت للسُّحبِ فيهِ ذُيولُ

بِأَطيَبَ نَشراً مِنكَ في كُلِّ مَحفلٍ...... يَقومُ بِهِ المُطري لَهُ فَيَقولُ

كثير عزة:

فَما رَوضَةٌ بِالحَزنِ طَيِّبَةَ الزَرع...... يَمُجُّ النَدى جَثجاثُها وَعَرارُها

بِمُنخَرِقٍ مِن بَطنِ وادٍ كَأَنَّما...... كَأَنَّما تَلاقَت بِهِ عَطّارَةٌ وَتِجارُها

أُفيدَ عَلَيها المِسكُ حَتّى كَأَنَّها...... لَطيمَةُ دارِيٍّ تَفَتَّقَ فارُها

بِأَطيَبَ مِن أَردانِ عَزَّةَ مَوهِناً...... وَقَد أوقِدَت بِالمَندَلِ الرَطبِ نارُها

مجنون ليلى

فَما عَوهَجٌ أَدماءُ خَفّاقَةُ الحَشا...... لَها شادِنٌ يَدعوهُ وِتراً خِوارُها

رَعَت ثَمَرَ الأَفنانِ ثُمَّ مَقيلُها...... كِناسٌ لَدى عَيناءَ عَذبٍ ثِمارُها

بِأَحسَن مِن لَيلى وَلا مُكفَهِرَّةٌ...... مِنَ المُزنِ شَقَّ اللَيلُ عَنها اِزدِرارُها

وَما قَهوَةٌ صَهباءُ في مُتَمَنِّعٍ...... بِحَورانَ يَعلو حينَ فُضَّت شَرارُها

لَها مُحصَناتٌ حَولَها هُنَّ مِثلُها...... عَواتِقُ أَرجاها لِبَيعٍ تِجارُها

بِأَطيَبَ مَن فيها وَلا المِسكُ بَلَّهُ...... مِنَ اللَيلِ أَروى ديمَةٍ وَقُطارُها

___

استقصيت كلمة ( بأكثر ) في أول البيت ومما وجدته في الموسوعة الشعرية:

لابن زاكور:

فَما مُدنِفٌ أَضناهُ بُعدٌ وَفُرقَةٌ...... غَريبٌ إِلى لُقيا الأَحِبَّةِ عَطشانُ

تَذَكَّر مَشتاهُم بِنَجدٍ وَهاجَهُ...... مَصيِفٌ لَهُم حَيثُ وَعيدٌ وَظَيّانُ

وَشاقَتهُ أَحداجٌ لِسَلمى بِعاقِلٍ...... وَأَغرَتهُ آرامٌ هُناكَ وَغِزلانُ

مَتى لاحَ مِن نَجدٍ بُرَيقٌ يُراقُ مِن...... مَحاجِرِهِ مُزنٌ مِنَ الدَمعِ هَتّانُ

وَإِن فاحَ مِن نَجدٍ نَسيمُ عَرارِهِ...... يَطيرُ بِهِ قَلبُ إِلَيهِمُ حَنّانُ

بِأَكثَر مِنّي حَسرَةً وَتَشَوُّقاً...... إِلَيكُم فَصَدري مِن زَفيرِيَ مَلآنُ

ومن النادر الذي جاء في هذا الباب على الوافر قول أحمد الكاشف:

فما جند البوير به أحاطت...... جنود الإنكليز مسددات

وقد ضاق الفضاء به وأعمى...... نواظرَهُ دخانُ المرعدات

فمن وجد الفرار من العوالي...... تَلَقَّته صدور الصافنات

ومن يخضع فمركبه إليها...... ظُبَىً فوق الدماء الجاريات

بأكثر من بني مصر شقاء...... لدى نوَبِ الوباء المزعجات

ولجميل بثينة :

وَما صادِياتٌ حُمنَ يَوماً وَلَيلَةً...... عَلى الماءِ يُغشَينَ العِصِيَّ حَواني

لَواغِبُ لا يَصدُرنَ عَنهُ لِوِجهَةٍ...... وَلا هُنَّ مِن بَردِ الحِياضِ دَواني

يَرَينَ حَبابَ الماءِ وَالمَوتُ دونَهُ...... فَهُنَّ لِأَصواتِ السُقاةِ رَواني

بِأَكثَرَ مِنّي غُلَّةً وَصَبابَةً...... إِلَيكِ وَلَكِنَّ العَدُوَّ عَداني

وللقارئ أن يستقصي مثل هذه الصياغات بكلمات مشابهة مثل ( بأطول، بأجمل ، بأرفعَ ) وهكذا.

ومن خارج سياق ( بأطيب و بأكثر ) صورة تشبه ما في هذا الاستطراد الخبري من جمال في مجال التشبيه أبيات لمجنون ليلى من قصيدة من تسعة أبيات وتروى في الموسوعة أيضا لتوبة بن الحمير الخفاجي مقتصرة على هذه الأبيات الخمسة،... أختم بها هذا الموضوع وهي :

كَأَنَّ القَلبَ لَيلَةَ قيلَ يُغدى...... بِلَيلى العامِرِيَّةِ أَو يُراحُ

قَطاةٌ عَزَّها شَرَكٌ فَباتَت...... تُجاذِبُهُ وَقَد عَلِقَ الجَناحُ

لَها فَرخانِ قَد تُرِكا بِقَفرٍ...... وَعُشُّهُما تُصَفِّقُهُ الرِياحُ

إِذا سَمِعا هُبوبَ الريحِ هَبّا...... وَقالا أُمَّنا تَأتي الرَواحُ

فَلا بِلَّيلِ نالَت ما تُرَجّي...... وَلا في الصُبحِ كانَ لَها بَراحُ

***************

****************

وهنا نص صفحة أخرى تحمل نفس العنوان مع اختلاف في المضمون.

إذا أعطينا عبارة معينة أو كلمة معينة فهل يمكننا التنبؤ بالبحور التي ترد فيها هذه العبارة أو الكلمة ؟

الأصل أن معظم الكلمات فيها قابلية الورود في أغلب البحور، ولكن إذا طالت الكلمة أو العبارة فإن احتمالات ورودها في بعض البحور تزداد. كما أن احتمالات انتفاء ورودها في بعض البحور تزداد كذلك. بل ربما أمكن الجزم أحيانا بالبحور التي يمكن أن ترد فيها الكلمة والبحور التي يصعب أو ينتفي ورودها فيها.

كيف ؟ لنأخذ أي عبارة وزنها = 2 3 3 فإننا بالرجوع للرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adhrob

نرى أن مكان هذه العبارة هو أحد هذه المواقع

المنسرح = 4 3 2 3 3 1 3

الخفيف = 2 3 2 3 3 2 3 2

المقتضب= 2 3 3 1 3

الطويل = 3 2 3 4 3 2 3 3

فلنأخذ عبارة ونجرب أين تقع بالبحث عنها في الموسوعة الشعرية

بالرجوع إلى الموسوعة الشعرية

لنأخذ التركيب 2 3 3 ولنستعرض احتمالات تأثره بما يسبقه

.....2 3 3 = 2 3 3 ...............العبارة في أول الشطر

1...2 3 3 = 3 3 3 ................إذا سبقه الرقم 1 لم يكن كما توقعنا

2....2 3 3 = 4 3 3 ............... إذا سبقه الرقم 2 لم يكن كما توقعنا

3.... 2 3 3 = 3 2 3 3 ............إذا سبقه الرقم 3 كان كما توقعنا

أي أن :

العبارة التي وزنها 2 3 3 الواردة أول الشطر أو المسبوقة بالرقم 3 تكاد تكون محصورة في بحور دائرة المشتبه ولا ترد خارجها إلا في آخر شطر الطويل.

وبشكل أدق يفهمه من يعرف الرقمي ( الأزرق زوجي أو من أصل زوجي ، والأحمر وتد – نظرة الرقمي للوتد المفروق مختلفة)،:

2 3 3 تكاد تنحصر في بحور دائرة المشتبه

2 3 3 تكاد تنحصر في آخر شطر الطويل

فلنر كيف نعبر عن ذلك بالتـفاعيل

ومن يعرف الرقمي يدرك هذا بشكل أسهل مما يدركه من لم يعرف الرقمي.

فإن حدود التفاعيل تجعل القول المكافئ لهذا صعبا بدلالتها وهو أن (مف علا تمس ) في المنسرح والمقتضب و(تـن متف علن) في الخفيف ومجزوئه و( عي لُفا علا ) في المقتضب و(لن مفاعلن )في الطويل لها نفس الوزن ويمكن أن ترد ذات العبارة فيها جميعا

ويبسط الأمر بالقول: إن ( الأوزان الملونة ) التالية لها نفس الوزن ولهذا ربما ترددت ذات العبارة في هذه المواقع

مستفعلن مفعلاتُ مستعلن ...........( مف علا تمس ) في المنسرح

فاعلاتن متفعلن فاعلاتن .............(تـن متف علن) في الخفيف

مفاعيلُ فاعلاتن .....................( عي لُفا علا ) في المضارع

مفعلات مستعلن ................. ( مف علا تمس ) في المقتضب

فعولن مفاعيلن فعولُن مفاعلن......(لن مفاعلن )في الطويل لها نفس الوزن.

وحتى هذا القدر من الوضوح فإن لاقتباس أسلوب الرقمي فضل في بلورته، إذ أن حدود التفاعيل القائمة في الأذهان تحول دون هذه الرؤية إلا لمن أوتي بصيرة يتمكن بها من اختراق حدود التفاعيل القائمة في ذهنه.

لماذا نقول الأعم الأغلب؟

لأن هناك حالات من الزحافات الثقيلة في غير هذه المواقع تعطينا نفس الوزن مثل :

2 3 3 2 3 2 3 2 ............في الخفيف ( فاعلات مستفعلن فاعلاتن )

ولأن الرقمي نظرة شاملة فإن هذا يعود بنا إلى موضوع الاستـئثار

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=636

فلنأخذ عبارة ( كل حالةِ = كلْ 2 – لِحا 3 – لتي 3 )

ترد هذه العبارة في الموسوعة الشعرية 122 مرة ولما كان الشعراء مرتبين أبجديا فسأستعرض البيت الأول لأول شاعر من الشعراء الذين تبدأ اسماؤهم بذات الحرف، مع استبعاد أل التعريف وأخذ اسم من المبدوء ب ( ابن – أبو)

ومع الشكر الجزيل لمن ساعدني في إعداد الجدول:

لعل فيما تقدم ما يكفي

انطبق التنظير 100%

ويمكن أن نتوقع الأوزان التي تناسب الكلمة بصورة أكثر دقة إذا كانت الكلمة أكثر تمثيلا لخصائص وزنية معينة

خذ مثلا كلمة ( يتسابقونَ = 1 3 3 1) فهنا نكاد نجزم بصورة شبه قطعية أن هذا الوزن = ((4) 3 1 أي أنه يحوي الفاصلة

أي أنه = 2 2 3 1 ( حيث 2 سبب خببي وهو هنا ثقيل ) والرقم 1 في آخر الوزن يدل على بداية سبب ثقيل آخر وبالتالي بداية فاصلة أخرى. ولا يمكن أن ترد هذه الكلمة إلا في بحري دائرة المؤتلف الكامل والوافر. وإن وردت في أول الشطر كما هو الحال في أغلب الأبيات فالبيت من الكامل ليس إلا.

وبعبارة أخرى بلغة التفاعيل ، إن يتسابقونَ لا ترد إلا في بحري:

الكامل ( متـَفاعلن مُتـفاعلن) = 1 3 3 1 3 3 والوافر ( مفاعلـَتن مفاعلَتن ) = 3 1 3 3 1 3

رجعت للموسوة الشعرية فوجدتها قد وردت في 24 بيتا جميعها من الكامل ومجزوئه إلا بيتا واحدا فمن الوافر.

وفيما يلي طائفة من هذه الأبيات مع بيت الوافر:

ليت المشاركين الكرام يستقصون عبارات أو كلمات أخرى ذات خصائص محدِّدة .