intilaq

إنطلاق

اساتذتي الأفاضل أساتذة الرقمي،

هنا ارتياد وتلمس وتفكير بصوت عال وتداعيات وأخطاء وتصويب باختصار هنا سياحة فكرية وانسياب مع شجون الحديث بين عدة مواضيع.

رأيت أن أطلعكم عليها ولا أظنها تصلح للنشر فالقصد منها فقط هو نقل هذه التجربة وتحفيز التفكير وهما أمران لا يعنيان شيئا لأغلب الناس

أتمنى أن تشاركوا فيه بما يبدو لكم وربما قاد الحديث إلى شجون أخرى.

لا أحبذ إطلاع أحد سواكم عليه فليس الموضوع مما يصلح للنشر في هذه المرحلة كما أنه سيساء تفسيره.

سأبدأ بدون مقدمات وسأمضي فيها بدون قيود هكذا عفوا كما يتيسر

الجدول التالي فيه تناول إحصائي لمقاطع سورة الإخلاص وتحتها شرح لمضمونه.

أ - تسلسل المقاطع أو بالأدق الأرقام حسب ما في (ب) وكما ترون عددها 20 ، ويكون وسط العشرين هو ما بين المقطعين رقم 10 و رقم 11 ولنقل إن محور

الوسط أو التماثل بينهما هو الخانتان 10 و 11

ب - مقاطع السورة الكريمة بالأحرف ويقابل 10و 11 المقطعان ( لم يلد )

جـ - أوزان المقاطع ومجموعها في النهاية 48 ومنتصف ال 48 أو محور الانتصاف هو الرقمان 4 2 و 25 ولو كان المجموع 49 لكان الوسط هو 25

قبلها 24 وبعدها 24

د- ما يقابل 4 2 و 25 بالأحرف هو الحرفان ( لد ) من (يـلد) لأن وزن يلد = 3 والحرف الأول الياء رتبته 23 فتكون اللام 24 والميم 25

الخلاصة : التقارب الشديد أو القريب جدا من التطابق بين منتصف الترتيب ومنتصف المجموع

وتطابق المنتصفين الأخضر والأصفر يعني وجود ميل منتظم تقريبا فيما لو رسمنا القيمتين على رسم بياني كما ترى أو معدل لطول المقطع

يسود معظم أجزاء الرسم ولو كان الأمر غير ذلك لما توافق محورا الانتصاف.

لقائل أن يقول إن تطابق منتصفي الترتيب والمجموع قد تكون صدفة . ربما ، فلنأخذ سورة أخرى، ( سورة الفلق )

(38-0 = 38) إلى اليمين دون الوسط ثم ( الوسط 39 أول حرف من وقب) ثم من (77-39= 38) إلى اليسار فوق الوسط

هنا أيضا الأمر يكاد يكون تطابقا وأكثر من السابق. متوسط طول المقطع ( متوسط قيمة الخانة ) = 77 / 29 = 2.66

قد يصدق ذلك على السور القصيرة ، حسنا فلنأخذة سورة أطول ( سورة الشمس)

متجاوران. متوسط قيمة الخانة = 247 / 111 = 2.23

وقد تتبعت سورة الأعلى فكانت قريبة من ذلك ولعلها الأشد ابتعادا بين المنتصفين:

وكان معدل الخانة 304 / 145 = 2.10

********************

طبعا انتابتني نشوة من وجد فتحا لعل فيه أجرا ولكني رجعت إلى نفسي وتذكرت الذاتية والموضوعية وهنا فرزت بينهما فالأرقام موضوعية تماما، أما شعوري فذاتي ولا يكون موضوعيا حتى أختبر ما هو غير القرآن الكريم.

لنأخذ خطبة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه عندما بويع بالخلافة :

"أما بعد أيها الناس، فإني قد وُليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني،

الصدق أمانة والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله،

والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل،

ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله،

فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله."

ينطبق بشكل دقيق جميل . متوسط قيمة الخانة = 339/ 158 = 2.15

وإذن يبدو الأمر عاما بالعربية لا خاصا بالقرآن الكريم. ماذا لو أخذنا عبارة قصيرة من الخطبة :

ينطبق كذلك

بعد ما تقدم انتبهت إلى أنني استعملت ( فإن أطعت ) بدل ( فإذا أطعت ) . هل يؤثر ذلك على النتيجة ؟ لا أظن

لم يؤثر على التقاء المنتصفين أو تقاربهما ولا على متوسط قيمة الخانة ( 59/ 26 = 2.27 ) كان في الجدول الأعلى 2.26، ومن باب أولى أن لا يؤثر على

اصل النص لأنه أطول.

تناولت مقتطفين أخرين أحدهما أدبي والآخر علمي وهما

أ – من كتاب (لغتنا الجميلة) لفاروق شوشة (ص -20)

يقول أبو حامد " والله إن عداوة العاقل لألذ وأحلى من صداقة الجاهل ، لأن الصديق الجاهل يُدِلّ عليك بصداقته، ويصليك بحر جهله، والعدو العاقل يتحايل بعداوته، ويهدي إليك فضل عقله"

ب – من تعريف صفحة الغلاف الخلفي لكتاب التصميم الإنشائي في عصر الحاسوب للمهندسين محمد الشنقيطي وعبد الله آل الشيخ:

" هذا الكتاب مدخلٌ إلى التحليل والتصميم الإنشائي باستخدام البرمجيات الانشائية، وباستخدام الكود الإنشائي السعودي الجديد للخرسانة المسلحة."

ويتضح وبدرجة جيدة من اليقين أن ذلك مطرد في الكلام العربي كله. طبعا لم نتطرق للشعر ولكني أتوقع أن يكون الحال فيه على ما تقدم. وكمثال:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل

حالتان : ماذا لو كان النص قصيرا ؟ وماذا لو تكرر الرقم 1 كثيرا في أوله أو آخره ؟

" ووجدك عائلا فأغنى "

لم أتوقع أن ينطبق على هذا النص ولكنه انطبق

هل يمكننا تصميم عبارة ذات معنى بحيث يختل تقارب الوسطين ؟ فلنجرب :

وضحك وركض فتعب وتغيرت ملامحهْ = 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 3 3 3 3

هنا أمكن فرض تباعد الوسطين ، ولكن النص لا يبدو طبيعيا بل يبدو مصنّعا، شأنه شأن بعض شواهد العروض.

هنا نعود إلى متوسط قيم الخانة ولعله يشكل الفائدة التي خرجنا بها مما تقدم، وسنرى أنها ذات علاقة بالعروض والشعر لما لطبيعة اللغة من امتداد في سائر الكلام العربي شعرا ونثرا وقرآنا كريما.

هل يعني وصولنا إلى ما قد يكون لدى البعض تحصيل حاصل أن ما تقدم كان عبثا ؟

كلا . فلم يكن إثبات ذلك ممكنا دون استعمال الأرقام في التقطيع. وحسب هذا فائدة برهنته على صحة وضرورة استعمال الأرقام في الوزن عموما.

أهم ما يجمع الشعر والنثر اتفاقهما في أن كليهما مكون من أسباب وأوتاد وأن الاختلاف بينهما اختلاف ترتيب في المقاطع لا في نوعها.

فلنعرض هذه القيم تباعا كما وردت قبل الانتقال إلى استكشاف علاقتها بالشعر

:2.66- 2.40 - 2.23 - 2.15 - 2.27 - 2.13 - 2.33 بمعدل وقدره 16.2/ 7 = 2.31

الدكتور إبراهيم أنيس يعتبر الطويل والبسيط والكامل والوافر ( البحور القومية ) وعليها أغلب الشعر.معدل مقطعها معا 9.57/ 4 = 2.40

تتقارب قيمتا معدل الخانة في الشعر 2.44 والنثر 2.31 مع زيادة مقطع الشعر ولعل ذلك راجع جزئيا إلى تردد الرقم 1 في النثر أكثر منه في الشعر.

**

عجز الطويل ، صحيح الضرب = 3 2 3 2 2 3 2 3 2 2 ، متوسط المقطع = 24/ 10 = 2.4

شطر الطويل ، مقبوض الضرب = 3 2 3 2 2 3 2 3 3 ، متوسط المقطع = 23/ 9 = 2.56 الارتفا ع بنسبة 0.16/ 2.4 =6.7 %

هل يمثل ارتفاع قيمة متوسط ( معدل) المقطع مقياسا لاستحباب الزحاف ؟

الجواب ربما ولكن المثال هذا يتناول آخر الشطر ولا يشمل الحشو فإن مفاعلن 3 3 في حشو الطويل لها نفس الأثر الحسابي ولكنها مستثقله.

مجزوء البسيط = 2 2 3 2 3 2 2 3 ، متوسط المقطع = 19/ 8 = 2.38

مجزوء البسيط المقطوع = 2 2 3 2 3 2 2 2 ، متوسط المقطع = 18 / 8 = 2.25

انخفض المتوسط . ألهذا لم يستقر هذا المجزوء وتبعه الخبن ليعطي المخلع ؟

مخلع البسيط = 2 2 3 2 3 3 2 متوسط المقطع = 17/ 7 = 2.42 ارتفع عن كليهما . ألهذا ساد ؟

ما يخالف هذا فمثلا:

الكامل 1 3 3 2 2 3 2 2 3 متوسط المقطع = 21 /9 = 2.33

الكامل 1 3 3 2 2 3 2 2 2 متوسط المقطع = 20/ 9 = 2.22

هنا انخفض المتوسط وليست هذه العلة بمستثقلة .

الجواب: الحديث في الأمثلة السابقة تناول الزحاف وحده أم مع علة ، ولم يتناول العلة وحدها إلا في الاستفسار حول مجزوء البسيط.

ماذا لو لحق التفعيلة الأخيرة من الكامل علة الوقص 2 2 3 2 2 3 3 3 المتوسط 20/ 8 = 2.50 يرتفع المتوسط وهي مستثقلة.

الجواب : صحيح ، هذه ليست في صالح نظرية المتوسط. وقد يرد عليها بتزاحم الأولويات، فالفاصلة يكره فيها الزحاف بقوة.

قد يبدو هذا القول ضعيفا وربما بدا أقوى منه استثناء بحري الفاصلة ( الوافر والكامل ) من هذه النظرية. ولكن الأمرين متقاربان مضمونا.

ماذا عن أول الشطر ؟

البسيط = 2 2 3 2 3 2 2 3 1 3 المتوسط = 23/ 10 = 2.3

البسيط = 3 3 2 3 2 2 3 1 3 المتوسط = 22 / 9 = 2.44 يزيد المتوسط فيستحسن الخبن في أول الشطر

البسيط = 2 1 3 2 3 2 2 3 1 3 المتوسط = 2 2 / 10 =2.2 ينقص المتوسط فيستثقل الطي في أول الشطر

يرد على هذا بأن 2 1 3 في أول المنسرح ليست بمستثقلة كما هي في أول البسيط.

هنا شذوذ عن القاعدة كشذوذ الكامل . فهل من جامع بينهما ؟ الجامع بينهما هو احتواء كل منهما على السببي الخببي النشط في الكامل والوافر

( دائرة (هـ) والمجمد على المحور 11 في المنسرح والخفيف . دائرة ( د)

ويرد على ذلك بأن الرمل ليس فيه سبب خببي مجمد ( يخلو من الرقم 222) وزحاف أوله يقلل متوسط مقطعه وليس بمستثقل

ومرد ذلك إلى أن أوله كالخفيف 2 3 2 وبالتالي إذا أردنا صياغة لنظرية زحاف الأول والاخر نقول وعلاقة استساغته بمتوسط طول المقطع

بحيث نتلافى ما تقدم : في دائرة ( ب - المختلف ) فإن زحاف 2 2 إلى 1 2 في أول الشطر ( البسيط ) مستساغ وفي آخر صدر ( الطويل )

واجب، وكذلك ينجم عنه ارتفاع متوسط المقطع. هل هذه علاقة سببية بينهما ؟ أم هكذا اتفق ؟ هذا التساؤل مقصود لذاته في تحفيز التفكير

ويحسن هنا الرجوع إلى موضوع الكم والهيئة ولا شك أن ذلك يقلل من قيمة تلك القاعدة التي بدت واعدة في أول خطورها بالبال.

وعلى ذكر الكم والهيئة وربطها بهذا الموضوع وخاصة فيما يتعلق بالطويل والخفيف وتناظرهما المتقابل أو الانعكاسي

ويمكن صياغة ذلك على النحو التالي

سلاسة الخفيف مقترنة بارتفاع معدل قيمة المقطع نتيجة زحاف 2 2 2 في حشوه إلى 2 1 2

سلاسة الطويل مقترنة بانخفاض معدل قيمة المقع نتيجة عدم زحاف 2 2 في حشوه إلى 1 2

**

هل يمكن أن يلقي هذا الموضوع ضوء على وجوب الزحاف ؟

الجواب نعم جزئيا . كيف جزئيا ؟

لنأخذ الخفيف ومجتثة

الخفيف

قبل الزحاف 2 3 2 2 2 3 2 3 2 متوسطه 21 /9 = 2.33

بعد الزاحف 2 3 3 3 2 3 2 متوسطه 20 /8 = 2.50

التغيير = 2.50 – 3.33 = 0.17 ............... نسبة التغيير = 0.17 / 2.33 = 7.30%

مجتث الخفيف

قبل الزحاف = 2 2 3 2 3 2 متوسطه = 14 / 6 = 2.33

بعد الزحاف = 2 3 2 3 3 متوسطه = 13/ 5 = 2.60

التغيير = 2.6 – 2.33 = 0.27 ...... نسبة التغيير = 0.27/ 2.33= 11.6%

يعني كلما ارتفعت نسبة التغيير ( الزيادة ) صار الزحاف في الحشو أولى إلى أن يبلغ الوجوب.

لو جربنا ذلك على مجزوء الخفيف لكانت النسبة ذاتها في مجزوئه

ومعنى هذا أن مجزوء الخفيف 2 3 2 2 2 3 واجب الزحاف على 2 3 2 3 3 فاعلاتن متفع

أعتقد أن الواقع الشعري يدعم هذه النتيجة.

***

أ - مجزوء البسيط = 2 2 3 2 3 2 2 3 ، المتوسط = 19/ 8 = 2.38

ب - مجزوء البسيط المقطوع = 2 2 3 2 3 2 2 2 ، المتوسط 18/ 8 = 2.25 انخفض فثقل في السمع

جـ مجزوء البسيط المقطوع المخبون = 2 2 3 2 3 3 2 ، المتوسط 17/ 7 = 2.42

نسبة جـ على ب = (2.42 - 2.25 ) / 2.25 ، المتوسط = 7.56 % ففضل هذا الوزن على (ب) ولم ترتفع النسبة لدرجة توصل الزحاف إلى حد الوجوب.

ما ينطبق على مخلع البسيط 2 2 3 2 3 3 2 ينطبق على لاحق البسيط 2 2 3 2 3 2 3

لماذا جزئيا ؟

لأنه يتناول حالات معدودة فإما أن يتم حصرها فيكونة عاما فيها وحدها وحصرها هنا في تأثير التغير الناجم عن الزحاف في مجزوء بعض البحور

أما تعميمه على الوزن في كل العروض فلا وجه له ولهذايكون خاصا بجزء منه

يعني إما أن يكون ( جزئيا بالنسبة للكل) أو ( كليا بالنسبة للجزء )

أ

أ

وللموضوع تتمة بإذن الله.