sa3ah

الذائقة العربية كما صورتها عبقرية الخليل في نسيج بحور الشعر العربي محبوكة على نحو هندسي رياضي لا شذوذ فيه. دوائر الخليل تحمل هذا التصور وتعبر عنه، ومعذور من لا يرى هذا الرأي، ذلك أن منهج الحفظ التجزيئي في (العروض) لم يعرف للدوائر ما تستحقه من أهمية.

قد تكون أهمية الدوائر في تمثيلها لمنهج الخليل لدى بعضهم غير قاطعة لما ينسبونه لها من انتقادات.

تنتظم هذه الدوائر في ساعة البحور بشكل محدد لا يتكرر مضمونه ويعبر تعبيرا مضطردا وشاملا عن العلاقات بين هذه الدوائر وخواص المحاور فيها بشكل تنتفي عنه الصدفة تماما، ويكفي للرد على كل مواضيع العروض، بما في ذلك الانتقادات الموجهة للدوائر. إن ساعة البحور بهذا الانتظام تعتبر تعبيرا رائعا جميلا عن عبقريتي العربية والخليل بشكل مطلق.

الفهم الصحيح لمنهج الخليل في علم العروض كما يقدمه الرقمي لا يمكن فهمه بدون فهم ساعة البحور. وربما لا يجد فيها من يتقنون العروض معلومات جديدة وإن وجدوا جديدا فهو يسير. إنما الجديد هو هذا البنيان البديع من هذه الأجزاء المعلومة بشكل يشمل كل العروض العربي مقاطع وبحورا ودوائر وزحافات وعلل، مع الإحاطة بالقواعد الخاصة بكل ذلك. موضوع الزحافات والعلل يتطلب بعض المطالعة الإضافية.

الوعي على ساعة البحور يعني الوعي على الخصائص الهندسية الرياضية الفذة للعربية في مجال وزن الشعر وإن شئت فقل في مجال إيقاع شعرها وقوانينه.

مع احتفاظ ساعة البحور بمضمونها الواحد الذي لا يتكرر فقد تعددت أشكال رسمها سواء من حيث الإخراج أو من حيث طريقة التعبير عن الوتد المفروق أو من حيث تغيير مطلع البحر عندما تكون له عدة مطالع ممكنة، فيما يلي استعراض لمراحل رسم تلك الساعة :

1- ساعة البحور كما ظهرت على غلاف كتابي ( العروض رقميا ) عام 1997م

شكل آخر

شكل آخر

**

ساعة البحور كما رسمها الأستاذ معين هلال وظهرت على غلاف مؤلَّف الأستاذة ديمة الشكر

**

ساعة أستاذي فيصل الصاعدي

**

رسم أستاذي باديس السطايفي

د. ضياء الدين الجماس

تعليقي على ساعة د. ضياء الدين الجماس :

**

من تعليق الأستاذ باديس على ساعة د. الجماس :

لا تحتاج لتفريق امتداد الوتد 12 بالقفز على الدوائر أستاذي الجماس , كما لا تحتاج لتفريق امتداد أي محور

يكفيك أن تتبع ترتيب دوائر الساعة الأولى التي قلبت محورها 6 فصار 12 ؛ و 7 فصار 1

وإعادة الترتيب هذه لا تؤثر على ما رمتَه من جمع خمسة بحور في المحور السببي 1 , وتحافظ في الآن نفسه على الوشائج بين الدوائر الثلاث ( المؤتلف , المشتبه , المجتلب ) التي مثلنا لحدودها بخطوط مقطعة

**

تطوير الساعة للاستاذ لحسن عسيلة بالتبديل بين محوري 9 و 8 حقق أمرين معا : جعل الأوتاد على المحاور 12- 9 - 6 - 3 وهذا وجه من الساعة غاب عن الشكل السابق وحافظ على إبراز الوتد المفروق والتوأم الوتدي .

كما وافاني أستاذي لحسن عسيلة بهذا التمثيل الجميل الذي يذكر بمهارة أستاذي باديس:

****