وزن خباء

http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=36202

خِبــــــــَـــاءْ

خَبّئــي في جبينـكِ القمـــــــرْ

كلمـا فــاضَ أيقـظ السّهـــــرْ

واجْمَعي الضُّوءَ مِنْ سُدولِهِ

وانعثيني أُلَــــوّنُ الصـــــورْ

واغْسلي الحُـبَّ في غُيوثــهِ

واهْدُلِي في خِضابهـا المطـرْ

واسألي النبضَ جُنّ في دمي

راعفُ البوحِ كلمــــا هَــــدَرْ

أيـنَ لي بعض مفـرداتــــــهِ

روضُـــكِ المبتغـددُ الثمــــرْ

سَبَـــــأي فيــكِ أيـنَ تختبــي

هل يُوارِي انهمارَها الخفــرْ

كـــلُّ بلقيسَ فـي عرينهـــــا

ومضـــةٌ في بروقكِ الأُخَـــرْ

خَبِّئــِـــي سَــرْدَ قيثارتــــــي

كيفمــــا شِئْتِ يفضحُ الوتـرْ

كلّمـــــا راحَ يَسْتَرِقُّّـــنـــــي

جَــــدَلُ الهُـدْبِ أُمْعِنُ النظـرْ

أنا صـــادٍ تنـــاهبَ الظمـا

زَمْزَمِي والمحـارَ والــدررْ

قــــدْ تداعيتُ فاسْتَبـَــاحَنـــي

مِنْ حُمَيّا الصُّدُودِ ما انتشــرْ

وصدى الشوقِ وهو يصْطَلي

بِسياطِ الوعـــــودِ والسَّفـَــــرْ

أوَ تدريــــنَ إنْ وَسَمْتِـنـــــي

بِرُقَـى الجمـْـراتِ والشّـــــرَرْ

والتقاسيــــمَ وهي تـَرْتــــدي

دنْدَنـــاتِ الحفيفِ والشجـــرْ

فالمواويلُ عَطْـــفُ بانــــــِـهِ

كُلّمـَـــا سالَ ضــوؤُهُ القمــرْ

يوسف أبوسالم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

قصيدة خباء قصيدة رائعة للشاعر يوسف ابو سالم ....

لكنها تحتاج لدراسة عروضية دقيقة لأنها شاذة الوزن.....

وهي من محاولات الشاعر يوسف ابو سالم في ابتكار وزن وبحر جديد

كقارئ حينما قرأتها تخيلت أنها من الخفيف وسأقول لكم لماذا اعتبرتها من الخفيف فيما بعد إن شاله

حقيقة التجارب على هذا الوزن ربما ستؤكد روعة هذا البحر مستقبلا

لأننا لا نستطيع الاعتماد على تجربة شاعر واحد وهو الشاعر يوسف أبو سالم

الذي ابتكر هذا الوزن ...

أراه ابتكارا وتجديدا حقيقيا في علم العروض وقد يحسب ذلك نقطة لصالح الشاعر يوسف ابو سالم

....لكن بشروط

وأول هذه الشروط هو أن نحدد تفاعيله بدقة كي لا يحدث تشابه بينه وبين بحور اخرى او كي لا يخاله الدارسون للعروض شبيها للخفيف

والدقة هنا مطلوبة لأن علم العروض يعتمد على الدقة وقوة الملاحظه

فعلى سبيل المثال .....

القصيدة جاءت على وزن :

فاعلن فاعلن مفاعلن

كما زعم الشاعر يوسف ابو سالم وكما قال في رده في رابط القصيدة

وعلينا أن نتأكد بأنها لا تشبه بحرا آخرا حتى نعتبرها تجديدا وابتكارا حقيقيا يحسب للشاعر

أنا من البداية كنت أحسبها من الخفيف أو من وزن قريب من الخفيف

فاعلاتن مستفعلن فعلْ ....

نلاحظ أن غالبية البحور نستطيع تحديدها وتمييزها عن بعضها من التفعيلة الثانية ...

وما يجعل هذا الوزن مختلفا في وزنه عن الخفيف هي التفعيلة الثالثة .....فعلْ

وهذا يعني أنه شبيه بالخفيف ويجعلنا نعتقد أن لا جديد في وزن القصيدة

لكنني هنا أنا كنت أفترض أن الوزن في الأصل هو ( فاعلاتن مستفعلن فعل ْ )

وتوقعت أن الشاعر استخدم جواز حذف الثاني الساكن ...في تفعيلة مستفعلن

فصارت مفاعلن .....

لهذا ظننت أن القصيدة هكذا وزنها في الأصل

فاعلاتن مستفعلن فعل ْ .....

لأنها ليست على هذا الوزن

بل هي جاءت في جميع الابيات ......

فاعلاتن مفاعلن فعل ْ ....

بمعنى .....

أن ..القصيدة ...ليست مشتقة من الخفيف

وليست مفاعلن مستفعلن ...

نستطيع اعتبار مفاعلن ..تفعيلة أساسية واصلية ....

فيكون الوزن الاصلي لهذه القصيدة

فاعلاتن مفاعلن فعلْ

..

لكن الشاعر خالد أبو سالم وضح في رابط قصيدته

أن الوزن هو ...فاعلن فاعلن مفاعلن ...

وأعتقد أن فاعلن فاعلن مفاعلن يساوي من حيث الوزن فاعلاتن مفاعلن فعلْ

أليس كذلك ؟؟ هو نفسه لا فرق بينهما ....

لكن كي لا نقع في جدل وخلط

لا بد من الشاعر او من بعض العروضيين ان يحددوا تفاعيل هذا الوزن بدقة

أنا سأقترح أن تكون التفاعيل على وزن

فاعلاتن مفاعلن فعل ْ

وسبب ذلك لقد وضحته أعلاه ....

وليس فاعلن فاعلن مفاعلن ْ كما قال الشاعر يوسف أبو سالم

ولن أعتبر الوزن أيضا

فاعلاتن مستفعلن فعلْ

وسبب ذلك هو مهم جدا جدا ....

وهو في التفعيلة فاعلن ...لو استخدم فيها جواز حذف الثاني الساكن في فاعلن

ستصير فعلن ..

وسيصبح الوزن ...فعلن فعلن مفاعلن !!!

.....وسوف يتغير لحنه تماما ......بالذات لو استخدمنا الجواز في شطر وفي شطر أخر لم نستخدمه

كأن يأتي مثلا :

فعلن فعلن مفاعلن ْ = فاعلن فاعلن مفاعلن

لكن لو كانت تفاعيل هذا الوزن في الاصل

فاعلاتن مفاعلن فعل ْ

وقام أحد الشعراء بحذف الثاني الساكن في فاعلاتن فصارت فعلاتن على سبيل المثال

سيصير الوزن

فعلاتن مفاعلن فعلْ

لذا لن يكون هناك اختلاف كبير في اللحن ........

مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا تتغير مفاعلن أبدا

.لأي شكل آخر كأن تكون مثلا ( مستفعلن )

أو أن نعتبرها في الأصل مستفعلن بعد حذف الثاني الساكن

فكما تعرفون ان مستفعلن بعد حذف الثاني الساكن تشبه مفاعلن

.لأننا لو اعتبرناها مستفعلن

سيكون الوزن شبيها بالخفيف ولن يعتبر الوزن مبتكرا ومبتدعا

__________

أعجبني هذا الوزن وأجده في غاية السلاسة

كان قد خطر لي السطر التالي منذ ما يزيد على عشر سنوات وبقي في الذاكرة لطرافته وغموض ووزنه

أنت إن تحضري يحضر القمر .....ليت من نشتهي وجهه حضر

2 3 2 3 2 3 3 2 3 2 3 2 3 3

ومن صور الخفيف قول عبده بدوي

هـبـط الأرض كالصـبـاح سنـيّـا......وككـأسٍ مكلّـلٍ بالحبـبْ

عـزف الحـبّ والمنـى وحـروفـاً...... كالعصافير إن تطاردْ تُجـبْ

وتـغـنّـى كبـلـبـلٍ وتـهــادى...... كشعاعٍ معطّرٍ مرتقَـبْ

وزن العجز في أبيات عبده بدوي = 1 3 2 3 3 2 3

وزن الشطرين في نص شاعرنا 2 3 2 3 3 3

لنلقي نظرة على المقارنة التالية

مقارنة وزن السطر الشعري الذي خطر لي مع وزن المتدارك

المتدارك = 2 3 2 3 2 3 2 3

البيــت = 2 3 2 3 2 3 3

إن التناظر بين الوزنين الخليليين والوزنين المستحدثين في حالتي المتدارك والخفيف واضح

هل هذا هو الرد ؟ كلا هذا مقدمة لرد سيكون بإذن الله مثالا لصحة تناول الرقمي للأوزان بشكل شامل لا يقف عند بحر بعينه أو حدود التفاعبل بل يستقصي آثار الظاهرة حيث كانت منطلقا من الجوهر .

آه من قلة الوقت، ولي عودة إن شاء الله لكتابة ما لدي من تصور واضح بهذا الصدد.

شكرا لك أستاذة أم أوس على إتاحة هذه الفرصة في استعراض تناول الرقمي لهذا الوزن الجميل السلس .

مذكرا نفسي والجميع وخاصة أخي البحر الأحمر أنه مهما بلغ استحساننا لوزن لم يقل به الخليل فهو لا يعدو أن يكون من رائع ( الموزون ) لا من الشعر.وبالتالي لا بحور جديدة غير يحور الخليل.

لم نكن لنحتاج إلى هذا التحفظ لو كان كل الناس يتمتعون بالذائقة الشعرية لشاعرنا ولكن إن فتح باب تخطي مرجعية الخليل فما له من موصد. ولذا أقترح أن يجدد من يشاء كما يشاء تحت اسم الموزون فإن أحسن كشاعرنا عم إحسانه وإن أساء لم تلحق إساءته بالشعر. لقد مر بي من عجيب تصنيع البحور ما ذكرت كثيرا منه في الرابط:

http://www.arood.com/vb/showthread.php?p=9190#post9190

أستاذي وشاعري الجميل يوسف أبو سالم

كنت أنوي التوسع في طرح ما يحيط بهذا الموضوع وعلاقته بالرقمي وعدلت عن ذلك لما رأيته من اتساع الموضوع وصعوبة التعبير عنه كله بمدلول التفاعيل الأمر الذي سيقلل من فائدته.

ثم جاء ردك أستاذي الكريم ليحدد نقاطا سهلت علي تنظيم تفكيري في الرد بتناولها نقطة نقطة

اقتباس:

وردا على قول الأستاذ خشان أنه لا بحور بعد بحور الخليل

أقول أن هذا علم ...ولا يمكن أن يغلق باب العلم والتجديد

ولكل أن يجتهد...حسب خبراته وموهبته

والإجتهاد إذا كان مسموحا في الدين

ألا يجوز أن نسمح به في الشعر أو العروض

لله وكتابه المثل الأعلى

ولكن هذا المثل الذي تفضلت به أضاء أمامي طريق الرد

الدين نوعان الأول وحي : قرآن وحديث والثاني اجتهاد.

الوحي ثابت والاجتهاد متغير ويقبل اختلاف وجهات النظر وقيمته مستمدة من دليله من الوحي. والخطأ فيه وارد فللمصيب أجران وللمخطئ أجر. وفي الحالين لا يجوز إلحاقه بالوحي. وأشرف مرتقى له أنه اجتهاد استند على الوحي فوافقه. ولا اجتهاد في مورد النص.

ونظير هذا في العروض والشعر أن يقال هناك نوعان من الأوزان الأول الشعر كما حددته بحور الخليل.والثاني ما جاء ( تجديدا واجتهادا) نتيجة ذائقة شعرية راقية أو علم بمنطق عام لبحور الخليل ربما لم يكشف عنه النقاب بشكل منصف إذ انصب التركيز على جزئيات تفاعيله أو كما قال الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغممن مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "

بحور الخليل ثابتة والاجتهاد والتجديد متغيران وقيمة أي منهما مستمدة من مدى توافقه مع بحور الخليل بشكل خاص أو شمولية منطقه بشكل عام. وفي الحالين لا يجوز إلحاقه بالشعر ومساواته ببحور الخليل. والخطأ فيهما وارد، فللمصيب أجران وللمخطئ أجر. واشرف مرتقى لأي منهما أن يوصف بأنه ( موزون ) مستمد على نحو ما من بحور الخليل أو مشتق من منطقه الهام وفق قواعد محددة. ولا يجوز أن نخالف قواعد العروض مخالفة صريحة استنادا إلى الذائقة أو العلم بمنطق الخليل ثم نصر على أن ما نحصل عليه نتيجة هذه المخالفة بحر جديد من بحور الشعر.

هل في الوزن الجديد مخالفة لنص عروض؟

نعم

جاء في كتاب الكافي للتبريزي في الطبعة الثالثة تحقيق الحساني حسن عبد الله من منشورات مكتبة الخانجي بالقاهرة ( ص- 113) عن التشعيث في الخفيف : " وهو أن يصير فاعلاتن [232] فاعاتن أو فالاتن [222] ويجوز التشعيث في العروض أيضا إذا كان البيت مصرعا. ولا يجوز في مفعولن ولا فعولن زحاف " يقصد ب فعولن ( متفع لْ ) في عروض وضرب مجزوء الخفيف.

وبالتفاعيل والأرقام فهذا يعني أن شطر الخفيف ( العجز والصدر في حال التصريع) ينطبق عليه ما يلي

أ- الوزن قبل التشعيث وهو الأصل

فاعلاتن متفعلن ( أو مستفعلن) فاعلاتن = 2 3 2 3 3 2 3 2

ب- الوزن في حال التشعيث وهو جائز

فاعلاتن متفعلن فالاتن ( أو مفعولن ) = 2 3 2 3 3 2 2 2

جـ- الوزن في حال خبن فالاتن ( أو مفعولن ) وهو لا يجوز

فاعلاتن متفعلن فلاتن ( أو معولن = فعولن) = 2 3 2 3 3 3 2

وإذا حذفنا السبب الأخير منه فهو عين وزنك. ولا يقال هنا إن حذف السبب يبطل المقارنة فمن أوزان الخفيف الصورة ...فاعلاتن متفعلن فاعلا ..... والصورة ...فاعلاتن متفعلن فعلا

اقتباس:

على أنني أشكرك من أعماقي لقولك

أن الوزن أعجبك

وهي شهادة أعتز بها

وهذا يعني أنه إيقاع جديد

....

.....

الشاعر عبد الرحيم محمود

لقد قررت أن البحر هو الخفيف

وفي نفس الوقت قلت

وكتم النغمة تجديد

أي أن هناك إيقاع مختلف بكتم النغمة حسب قولك

هو وزن جديد لا شك. وهو ذو إيقاع جديد وهو اجتهاد وتجديد جميل في نظري الشخصي لكن الموضوعية تقتضي القول (إنه اجتهاد مخالف لصريح النص)

وكي أكون منصفا أقول إن هناك من التغييرات ما يُخرج من البحر والشعر ومنها ما يخرج من البحر ولا يخرج من الشعر.

فمثلا لو قال لنا أحدهم ما هذا الوزن

مستفعلن فعِلن مُتفْعلُ فاعلن

فإن الذهن ينصرف إلى ربطه بالبسيط ويكون الجواب التلقائي إن هذا خطأ فليس في البسيط ( متفعل ) وليس في آخر شطره فاعلن.

لنحلل الوزن

مس تف علن – ف علن متفْ – عِ لفا علن = متْ فا علن – مُ تفا علن – م تفا علن

ورمز كلا الجانبين = 2 2 3 1 3 3 1 3 3 = 4 3 ((4) 3 ((4) 3

فالتغيير هنا مخرج من بحر البسيط وليس مخرجا من الشعر. وعلى هامش الموضوع فليس هذا صدفة بين البحرين ولا مقصورا عليهما بل له اطراده كما ورد تحت عنوان ( التغير الكبير ) الرابط:

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1024

ومن هنا فإني أتفق مع أخي الشاعر عبد الرحيم محمود من أن هذا الوزن مشتق من الخفيف، وأتفق معك بأن التغيير الذي حصل عليه أخرجه من الخفيف لأنه مخالف للنص فيه.

هل أخرجه هذا التغيير من البحر وحده أم من الشعر؟

إنّ حكمَنا على (مستفعلن فعِلن متفعل فاعلن ) بأنه مخرج من البحر لا من الشعر قائم على مطابقته للكامل. ولا أجد بحرا يوافقه وزنك الجديد. وليس من الإنصاف نبذه أو تجاهله ولا أجد حلا يحترم عروض الخليل ويسمح بمخالفته – حفاظا على الإبداع والشعر معا- سوى نسبة هذا الوزن إلى صنف جديد والقول ( إنه من الموزون) .

اقتباس:

ما هو معيار كون الإيقاع الجديد بحرا جديدا ...!؟

لي معياري الذي قدمت

اقتباس:

وكيف نقرر أن هذا إيقاع جديد ولكنه ليس بحرا جديدا

ولو افترضنا أن الخبب لم يكتشف بعد

فهل إذا اكتشفه شاعر أو باحث ما سنقول

أن هذا تجديد ولكنه هو نفس البحر المتدارك

لتشابهه معه

هنا أمر مخالف تماما للمعرف عن علاقة الخبب بالمتدارك. حسب ما أدت بي إليه شمولية النظرة في العروض الرقمي فالخبب فيها نقيض المتدارك فهما صنفان متبيانيان خببي ( لا أوتاد ولا زحاف – حذف ساكن السبب الخفيف- فيه وفيه سبب ثقيل) وبحري ( لا سبب ثقيلا فيه ويجوز فيه الزحاف) ثم تداخل بين هذين الصنفين وفق قوانين محددة في ما أسميته التخاب وهو واحد من أجمل موضوعات الرقمي :

http://alarood.googlepages.com/r2.htm

http://www.ro2aa.com/vb/showthread.php?t=7973

اقتباس:

وماذا نقول عن تقارب الكامل والرجز

ولماذا لم نقل أن بحر الرجز هو الكامل بعينه

في نظري للرجز صورة يتطابق فيها مع الكامل

وصورة يتباين فيها عنه

http://alarood.googlepages.com/r3.htm

اقتباس:

والتفاعيل كما أراها

هي فاعلن فاعلن مفاعلن

إن التفاعيل وسيلة يتحدد نجاحها بتأدية الغرض منها بعاملين

الأول وصف الوزن

والثاني التعبير عن خصائص مقاطعه

فعندما نقول إن الوزن هو فاعلن فاعلن مفاعلن فذلك يعني

الرموز هي

س = سبب .......و = وتد .......سً = سبب مزاحف جوازا في الحشو

فا - علن – فا - علن – مفا – ع - لن

= س – و- س - و – و - سً – س

وفي توصيف استخراجه من الخفيف يكون وزنه

فاعلاتن متفعلن فلا (فلا من فلاتن الآتية من فالاتن )

= فا – علا – تن – م - تف – علن – (فلا )

= س – و – س – سً – س – و – سً - س

فلنقارنهما معا

الصيغة التي تفضلت بهـا = س – و- س - و – و - سً – س

الصيغة المشتقة من الخفيف= س – و – س – سً – س – و – سً - س

كلا الصيغتين تصوران الوزن لفظيا ولكن صيغتك عليها بموجب عروض الخليل مأخذان

الأول تجاور وتدين أصليين 3 3 وهذا لم يرد في كل الشعر العربي وانظر ساعة البحور:

http://alu.helalsoftware.net/prosody/circles.htm

http://file14.9q9q.net/Download/4533...----3.rar.html

ولا يقال هنا إن الأمر محض شكلي، فعلى هذا الشكل يترتب مأخذ موضوعي آخر وهو أنه يجوز في الوزن أن يأتي منسجما ذاتيا على الصيغة التالية

فعلن فعلن مفاعلن

فاعلن فاعلن مفاعيلن

أنظر كيف يكون :

نَضِرٌ بجبينـكِ القمـــــــرْ...كلمـا فــاضَ أيقـظ السّهـــــرْ

واجْمَعي الضُّوءَ مِنْ سُدولِهِ....ذهَباً لمعت به الصـــــورْ

هل تشعر بثقل في الوزن ؟ إن لم تشعر بثقل فصيغتك صحيحة.

ليسا سواء في سمعي. ذلك أن ( ف علن فَ = فَ علا تُ ) في أوله وهذا بموجب عروض الخليل يسمى الشكل وهو وإن لم يعتبر الوزن به مكسورا إلا أنه قبيح ثقيل.

إن ......فعلن فعلن مفاعلن ( بصيغتك) = فعلات متفعلن فلا ( بصيغة الخفيف )

واقعا لا حكما ... والمفروض أنها حسب صيغتك مستقرة وحسب الخفيف قبيحة شكل فاعلاتن ومخالفة للتعاقب بين نون مفاعلاتن وسين مستفعلن وبلغة الرقمي

1 3 2 2 2 3 .....3 بينهما مراقبة حسب ساعة البحور فهما على المحورين ( هـ - 11، هـ - 10)

ويترتب على اعتباره مولدا من الخفيف أن يأتي منسجما ذاتيا على الوزن التالي

فاعلاتن مستفعلن فلا = 2 3 2 2 2 3 3، فتأمله :

خَبّئــيني في جبينـكِ القمـــــــرْ .....كلمـا فــاضَ أيقـظ السّهـــــرْ

واجْمَعي الضُّوءَ مِنْ سُدولِهِ.......وابعثيني ما أروع الصـــــورْ

أيهما أسلس لديك ؟

ليست السلاسة وحسب فإن ورود مس تف = 2 2 في صيغتي مقابل علن = 3 في صيغتك والوتد الأصيل لا يتحول إلى سببين ( سمعيين) وإلا فسد الوزن تماما. فهل ترى هذا الوزن فاسدا ؟ إن عدم الفساد المطلق لهذا الوزن يعني فساد اعتبار ( علن وتدا حقيقيا )

فا علن فا علن مفا علن

فا علا تن مستف علن فلا

أنا استسيغ هذا الوزن أكثر (فعلن فعلن مفاعلن ) فهو برئ من قبح الشكل وورود مستفعلن فيه وهي الأصل مكان متفعلن لا يثقله.

بدأت هذا الرد وأنا أعتقد أني أختصر فالحمد لله أني لم اورط نفسي بأبعاده كلها وتشعباته في الرقمي.

هل انتهى ردي هنا ؟ كلا

فسوف أتناول فيما سيأتي بإذن الله تأصيل الآلية التي اتبعتها حضرتك ( بغض النظر عن موقف عروض الخليل منها ) ومن ثم تعميمها لاستخلاص أوزان وإيقاعات جديدة ( وليس بحورا جديدة ) ولنرى هل ستكون سائغة في ذوقنا الشخصي كهذا الوزن ؟.

رأيت أن أضع هذه الإضافة في صفحتي لصعوبة تنسيقها في المنتدى.

وفيها أحاول توضيح شيء عن العروض الرقمي شكلا وجوهرا آملا أن تكون بداية لتعرف بعض المشاركين عليه.

مع اعتذاري على ما قد يكون قد وقع من أخطاء في في االتنسيق أو أخطاء مطبعية

أعيد تقديم بعض رموز الرقمي ليسهل تواصل من يقرأ عنه لأول مرة عن الموضوع، ولا بأس من استعمال التفاعيل وسيلة إيضاح.

هل يمكن تتبع اشتقاق هذا الوزن من الخفيف بطريقة منهجية منطقية قابلة للتحديد بشكل يمكننا أن نتبعها للحصول على أوزان مشتقة من بحور أخرى بنفس ملانح هذا الوزن ؟

نعم . كيف ؟

نظرا لأن بدايات هذا الأمر مغروسة في الرقمي فيما يعرف بالتخاب فلا بد من معرفة مصطلحين والانطلاق منهما.

هنا مجموعتان كل مجموعة من بيتين من البسيط

الأولى

كلا وباري طوال الهدب والحوَر .......ما قلّ حبيكِ من بعدٍ ومن غِيَرِ

وما تنسمت من ورد الرياض شذىً .....إلا وجدتك فوق الطيب والذفر

الثانية

كلا وباري طوال الهدب والسّهْدِ .......ما قلّ حبيكِ من تأثير ذا البعْدِ

وما تنسمت من ورد الرياض شذىً .....إلا وجدتك فوق الطيب والشّهْد

عن الحالة الأولى تقول كتب العروض إن العروض( تفعيلة آخر الصدر) والضرب ( تفعيلة آخر العجز ) هي فَعِلُنْ = ف َ علن = 1 3 وهي مخبونة فاعلن وجوبا

وعن الحالة الثانية ( عدا المطلع المصرع) تقول كتب العروض إن العروض( تفعيلة آخر الصدر) هي فعلن = 1 3 المخبونة وجوبا والضرب ( تفعيلة آخر العجز ) هي فَعْلُنْ = فعْ لُنْ = 2 2 وهي مقطوعة فاعلن وجوبا

هنا مجموعتان كل مجموعة من بيتين من الكامل الأحذ

الأولى

كلا وباري الهدب والحوَرِ ...........ما قلّ من بعد ومن غِيَرِ

ما إن تنسمت الرياض شذىً .....إلا وجدتك فوق الطيب والذّفر

الثانية

. كلا وباري الهدبِ والسّهدِ ...... ما قلّ حبّيَ من ضنى البُعْد

ما إن تنسمت الرياض شذىً .....إلا وجدتك منه كالشهْدِ

عن الحالة الأولى تقول كتب العروض إن العروض( تفعيلة آخر الصدر) والضرب ( تفعيلة آخر العجز ) هي الفاصلة = مُتَ فا = مُ تفا = (2) 2 = ((4)

وعن الحالة الثانية ( عدا المطلع المصرع) تقول كتب العروض إن العروض( تفعيلة آخر الصدر) هي متْ فا = 2 2 = 4 = سبب خفيف + سبب خفيف

لننظر لهذا الجدول الذي يمثل الضرب في صورتي كل من البحرين بلغة التفاعيل والأرقام والألفاظ

أمعن النظر سترى أن الحالة الأولى في كل من الكامل والبسيط هي ذاتها

لنقارن بين وزني البسيط والكامل الأحذ في آخر الصدر وآخر العجز في كل من حالتيهما ولنقارن الحالتين في كل منهما سنخرج بما يلي

سنجد أن التطابق حاصل في الواقع، وأن اختلاف التعبير في التوصيف سببه مصطلحات التفاعيل وليس الواقع.

ينتهي ضرب البسيط بسبب ثقيل (2) + سبب خفيف 2 فيقال هذه ف علن

ينتهي ضرب الكامل بسبب ثقيل (2) + سبب خفيف 2 فيقال هذه مـُ تفا

ينتهي ضرب البسيط بسبب خفيف 2 + سبب خفيف 2 فيقال هذه فعْ لن

ينتهي ضرب الكامل بسبب خفيف 2 + سبب خفيف 2 فيقال هذه متْ فا

في الرقمي لا نقيم وزنا للمصطلحات وإنما نتناول الجوهر في أي بحر كان

فيما يخص الكامل والبسيط نقول ما يلي

الصدر في كليهما ينتهي بفاصلة سببها الأول ثقيل

العجز في كل منهما ينتهي بفاصلة سببها الأول يكون ثقيلا في القصيدة بكاملها أو خفيفا في القصيدة بكاملها حفاظا على وحدة القافية.

هذه اللفة الطويلة لتقريب مفهوم في الرقمي من ثلاث كلمات لا غير هو :

التخاب بعد الأوثق

ما هو الأوثق ؟ هو آخر وتد يرد في العجز مسبوقا بسبب غير مزاحف . وهو المكتوب باللون الأحمر في العمود (أ) في الجدول أعلاه والمظلل بالأصفر.

هل هذه القاعدة مطردة ؟ نعم

في أي البحور

في الصور التالية من البحور التالية حيث نرمز للأوثق بالأحمر

هنا سنستعمل الرموز التالية

2= سبب خفيف

(2) سبب ثقيل

2 سبب خببي يجوز أن يكون ثقيلا (2) أو خفيفا 2

3 وتد ..................3 الأوثق

لو أمعنت النظر في العروض والضرب لوجدت لهما نفس الأحكام في كل هذه البحور

فالعروض فيها فاصلة ثقيلة السبب الأول والضرب فاصلة خفيفة السبب أوثقيلته مع ثبات واحد منهما في ضرب القصيدة الواحدة. باستثناء فاصلة عروض مجزوء الوافر التي تأتي خفيفة السبب الأول أو ثقيلته في ذات القصيدة.

الخبب إيقاع مختلف عن سائر البحور ويتميز عنها بأنه كله أسباب خفيفية وثقيلة. ولا يكون السبب الثقيل إلا في الخبب. كما يتميز بعدم وجود زحاف ( حذف ساكن السبب فيه )

والإيقاع الثاني هو الإيقاع البحري المكون من أسباب

والسبب الخببي يكون في الخبب كما يكون في أول الفاصلة

وفي استعراض الأمثلة التالية ثلاث نصوص لكل مثال

أ- النص الأصلي حيث نهاية الضرب فاصلة = سبب ثقيل + سبب خفيف =(2) 2 = 1 3

ب - النص المحور المكافئ حيث نهاية الضرب فاصلة = سبب خفيف + سبب خفيف = 2 2

جـ - النص الذي زوحف فيه السبب الخفيف الأول في فاصلة الضرب فصارت آخر مقاطع العجز 3 3 بعد أن كانت 3 ((4) في الحالة (أ ) و 3 4 في الحالة (ب) وهذا لا يجوز لأن السبب الخببي 2 غير قابل للزحاف وسبب الفاصلة الأول خببي دوما.والذي يفترض فيه أن ينتج في الضرب ما يطابق أو يناظر وزن شاعرنا الكريم يوسف أبو سيف في قصيدته عروضا وضربا

ولنضرب لذلك أمثلة بنصها الأصلي حيث الضرب

فاصلة ثقيلة السبب الأول فع ِ لن = فَ علن = (2) 2 = 1 3 = ((4) وتعديله بحيث تصير الفاصلة خفيفة البسبب الأول فعْ لنْ = 2 2 = 4 ثم زحاف سبب الفاصلة الأول خلافا لطبيعة السبب الخببي ورفضه الزحاف.

وقد اخترت تصريع البيت الأول في التغييرين ليناظر ذلك التغيير في كلا العروض والضرب في قصيدة شاعرنا الكريم مضحيا بسلامة التركيب والمعنى أحيانا

إبراهيم الطباطبائي على الكامل :

واذا العلوم اعتلَّ غامضها برئث بصحة فكره العللُ

ختمت به العلماء بعد كما ختمت بطه جدّه الرسلُ

واذا العلوم هنا غدتْ قِلّهْ برئث بصحة فكره العِلّـهْ

ختمت به العلماء بعد ُ كما ختمت بطه جدّه المِلّـــهْ

واذا عن العلم النبيه قد رحلْ برئث بصحة فكره العِلَلْ

ختمت به العلماء بعد ُ كما ختمت بطه جدّه الرسلُ

صدر المطلع= (مُتَ) فا علن متْ فا علن مُتْ فا = (2) 2 3 2 2 3 1ه 2

مُتْ فا = مُفا حيث أسقطت التاء

إبراهيم بن هرمة على المنسرح

أَروَعُ لا يُخلِفُ العداة وَلا تمنعُ منه سؤالهُ العِللُ

لكنَّهُ سابِغٌ عَطِيَّتهُ يُدركُ منه السؤالُ ما سألوا

أَروَعُ لا يُخلِفُ العدا وصْلَهْ تمنعُ منه سؤالـَهُ العِلّـهْ

لكنَّهُ سابِغٌ عَطِيَّتهُ يُدركُ منه(و) سؤولُه سُؤْلــَـهْ

أَروَعُ لا يعرف المدى المَلَلْ تمنعُ خُلْفاً لوعده العللْ

لكنَّهُ سابِغٌ عَطِيَّتهُ يُدركُ منه السؤولُ ما سأَلْ

أحمد شوقي على البسيط :

يَموتُ في الغابِ أَو في غَيرِهِ الأَسَدُ كُلُّ البِلادِ وِسادٌ حينَ تُتَّسَدُ

نَعى الغَمامَ إِلى الوادي وَساكِنِهِ بَرقٌ تَمايَلَ مِنهُ السَهلُ وَالجَلَدُ

تَموتُ في الغابِ أَو في غَيرِهِ الأُسْدُ كُلُّ البِلادِ وِسادٌ حينَ لا تعدو

نَعى الغَمامَ إِلى الوادي وَساكِنِهِ بَرقٌ تَمايَلَ مِنهُ القائم الجَلْــدُ

يَموتُ في الغابِ أَو في غَيرِهِ الأسَدْ كُلُّ البِلادِ وِسادٌ عندَه تُعَدْ

نَعى الغَمامَ إِلى الوادي وَساكِنِهِ بَرقٌ تَمايَلَ مِنهُ الصّبرُُ وَالجَلَد ْ

ولصفي الدين الحلي على الخفيف

جاء يهدي وصاله سَحَرا شادن للقلوب قد سحَرا

فتيقنت أنّه قمرٌ وكذا الليل يحمل القمَرا

جاء يهدي وصاله سِحْرا شادن بالقلوب قد أزرى

فتيقنت أنّه قمرٌ وكذا الليل يحمل البدْرا

جاء يهدي وصاله السّحرْ شادن للقلوب قد سحَرْ

فتيقنت أنّه قمرٌ وكذا الليل يحمل القمَرْ

صدر المطلع= فا علا تن مسْتف علن فـعْــلا = 2 3 2 1 ه 2 3 1 ه 2

مسْتفعلن 1 ه 2 3 = متفعلن 3 3 حيث أسقطت التاء

فـعْــلا1 ه 2 = فلا 3 3 حيث أسقطت العين

وهذا عين وزن القصيدة موضع التعليق في سياقه العام

ولو اعتبرنا الوتد أحمر والسبب أو المقاطع ذات الأصل السببي زرقاء فالوزن هو

= 2 3 2 3 3 3 = فاعلاتن متفعلن فلا

ولأبي تمام على المديد:

لو تراه يا أبا الحسنِ قمراً أوفى على غصنِ

كلُّ جُزْءٍ مِنْ مَحَاسِنِه...............ِ فيهِ أجَزاءٌ مِنَ الفِتَنِ

لو تراه يا أبا حسْنةِْ قمراً قمرا مستعلياً غصنَهْ

كلُّ جُزْءٍ مِنْ مَحَاسِنِه...............ِ فيهِ أجَزاءٌ مِنَ الفِتْنَهْ

لو تراه يا أبا حسنْ قمراً أوفى على فَنَنْ

كلُّ جُزْءٍ مِنْ مَحَاسِنِه...............ِ فيهِ أجَزاءٌ مِنَ الفِتَنْ

وليزيد بن معاوية :

إِلى القَيناتِ وَاللَذّا تِ وَالصَهباءِ وَالطَرَبِ

وَباطِيَةٍ مُكَلَّلَةٍ عَلَيها سادَةُ العَرَبِ

إِلى القَيناتِ واللعْبِ كما َالصَهباء بالقُرْبِ

وَباطِيَةٍ مُكَلَّلَةٍ عَلَيها سادَةُ العُرْبِ

إِلى القَيناتِ واللعِبْ كما الصَهباءِ وَالطَرَبْ

وَباطِيَةٍ مُكَلَّلَةٍ عَلَيها سادَةُ العَرَبْ

أعرف أن هذه الأمثلة ستولد سلسلة أسئلة لو ذهبنا نستقصي كلا منها فسيطول الحديث جدا، وهذه ميزة الرقمي وعيبه في آن، فنظرا لشموليته يجد الباحث فيه نفسه – خاصة عندما يقدم موضوعا على ضوئه لمن لم يتعرفوا على الرقمي - مضطرا للرجوع إلى مساحة متسعة فيه لربط المسألة بشموليته.

هل أدرك العرب ذلك ؟ وهل ورد في كتب العروض ؟

أدركوه أجل. وعبروا عنه في في بعض البحور كل على حدة وبمصطلحات وتعليلات تختلف من بحر إلى آخر. وذلك لامتداد تجزيئية التفاعيل إلى التفكير وطبعه بطابعها التجزيئي في مقاربة مظاهر الموضوع والتعبير عنه. وميزة الرقمي أنه بشمولية نظرته وانصرافها إلى جوهر الموضوع دون كبير اكتراث بالشكل وضعها في إطار شامل ينتظمها جوهرا وتعبيرا.

جاء في كتاب العيون الغامزة على قضايا الرامزة عن المجتث ( ص- 214) :" ..........على أن التشعيث يدخل في ضرب المجتث وجوز اجتماعه مع جزء آخر غير مشعث لأنه أجري مجرى الزحاف وبيته:

لمْ لا يعي ما أقولُ ذا السيّد المأمول

............وأنشأ االتبريزي من هذا النوع:

على الديار القفار والنؤي والأحجار

تظل عينك تجري بواكف مدرار

فليس بالليل تهدا شوقا ولا بالنهار

ولا يجوز خبن هذا الجزءالمشعث، كما تقدم في الخفيف " [ وقد رجعت للخفيف فما وجدته تعرض لذلك ]

وعدم جواز خبن أول 2 في 2 2 2 في آخر الخفيف يمكن تبريره من زاويتين :

1- العجز يصبح تارة 4 3 1 2 2 = 4 3 1 2 2 =4 3 3 2 حيث التشعيث الذي لحقه الخبن وتارة 4 3 2 3 2 فيما لم يلحقه التشعيث. كما أن منطقة العروض تأتي 2 3 2 بينما تكون منطقة الضرب في حال خبن المشعث 3 2 وهذا كذلك لا يصح.

2- أنه حين يكون آخر الخفيف 2 2 2 فإننا يمكننا أن نعتبره 2 2 2 حسث يكون السبب الأول سببا خببيا يمكن أن يأتي (2) أو 2 فيكون آخر العجز تارة

4 3 1 1 2 2 = 4 3 1 3 2 وتارة 4 3 2 2 2 وذلك مع أصله وهو 4 3 2 3 2 ويبدو هذا السبب مهما لأنه يلقي ضوءا على الرجز حيث،

هذا

[مجتث الرجز 4 3 4 3 3 2 ] مقارنا بـ[ـمجتث الخفيف 2 3 2 4 3 2 3 2 ] كما يصدق الأمر على الرجز ذاته

حيث الرجز = 4 3 4 3 4 3 ويأتي عجزه 4 3 4 3 2 1 3 وبالتخاب بعد الأوثق = 4 3 4 3 2 1 3 = 4 3 4 3 2 (2) 2 تك 4 3 4 3 2 2 2

والسبب الأول في 2 2 2 يفترض أن يكون خببيا ولكن يحول دون ذلك استئثار الكامل والخفيف دون الرجز بخببية السبب الأول في 2 2 2 ، فلم يرد في آخر الرجز (2)2 2 = 1 3 2 واقتصر ذلك على الكامل

حيث يجوز تحول 2 2 2 في آخر الرجز إلى 1 2 2 = 3 2 لأن أبيات الرجز ( ثاني الرجز) تكون منطقة الضرب 3 2 تارة و 2 2 2 تارة أخرى وهذا جائز.

كما أن منطقة العروض 4 3 في ثاني الرجز تحتمل أن تكون منطقة الضرب المناظرة لها تارة 3 2 وتارة 4 2

وما يصح في هذا الصدد على عدم جواز زحاف أول سبب في 2 2 2 في منطقة عجز الخفيف والكامل ينطبق على عدم جواز أول سبب خببي في 2 2 في كل حالة من الأحوال الموضحة أعلاه، حسب استنتاجنا مما حدده الخليل من توصيف للذائقة العربية. فإن فعلنا ذلك كان من الموزون.

وهنا يرد سؤال :

هل يمتنع في آخر العجز زحاف أول 2 في 2 2 أي الفاصلة التي أولها سبب خببي أم في كل 2 2 ؟

يأخذنا هذا إلى حالتين جديرتين بالتأمل

الأولى : رابع المتقارب وعجزه 3 2 3 2 3 2 2 وسادس المتقارب وعجزه 3 2 3 2 2 ، أنظر الرابط :

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adhrob

الثانية : قصيدة (أنشودة المطر ) لبدر شاكر السياب

عيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ، = 4 3 3 3 4 3 3 وهذا يقتضي أن يكون أصل الوزن 4 3 3 3 4 3 3 ( كأنما لحق الحذذ آخره ) ثم زوحفت آخر 2 2 = 4 إلى 1 2 = 3

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ = 4 3 3 3 3 3 3 ه

وهذه يمكن أن نردها إلى وزن فيه منطقة الضرب = 3 2 كأن يكون القول :

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومُ = 4 3 3 3 3 3 3 2

فكأن آخر 2 قد حلت محلها السكون . وبلغة التفاعيل كأنما منطقة الضرب كانت مستفعلن = 2 2 3 فتحولت إلى مستعلن 2 1 3 ثم بالتكافؤ الخببي إلى مستفعلْ 2 2 2 ثم بزحاف السبب الأول إلى متفعلْ ثم إلى متفْ عْ = 3 ه ( في حال الكرومْ ) أو متفْ = 3 في حال ( القمرْ )

ولإظهار التشابه بين وقع آخر العجز عند كل من السياب وشاعرنا يوسف أبو سالم نستعرض بيتا من كل من القصيدتين:

السياب: وقطرة فقطرة تذوب في المطر = 3 3 3 3 3 3 3

يوسف أبو سالم : خَبّئي في جبينكِ القمرْ = 2 3 2 3 3 3

__________

الشاعر يوسف أبو سالم

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظميان غدير

السلام عليكم

أشكر الاستاذ خشان على شرحه وملاحظاته الدقيقة هنا حول الوزن

ربما تغير الموضوع قليلا ...في مسألة ابتداع بحر ومطالبة للتجديد

لكن قبل المطالبة بالتجديد والاجتهاد علينا التأكد من الوزن وأصله

وأنا أرى رأيك صائبا في عدم فتح الباب لبحور جديدة ...فالخليل لم يترك لنا شيئا

لكن يجوز لنا الاجتهاد في الاتيان لأوزان مستحبة ....وبالتركيز على هذا الوزن نجده يعود للخفيف ...

وليس للمتدارك وعلة ذلك أظنها في جعل فاعلن تصير فعلن ..سيجعل الوزن ثقيلا ...

تحيتي

ظميان غدير

أخي ظميان

أستغرب من هذه الجملة التي وردت في مداخلتك وهي

(وأنا أرى رأيك صائبا في عدم فتح الباب لبحور جديدة والخليل لم يترك لنا شيئا )

وأتساءل

من الذي يملك الحق في إغلاق باب الإجتهاد حتى لاكتشاف بحور جديدة ....لا أحد

ما وضعه الخليل علم قائم بذاته نعم ولكنه ليس قرآنا ولا مقدسا

إن النظريات العلمية شديدة الرسوخ والتي توارثها العلماء على اعتبار أنها من المسلمات تم نقضها

فمعظم نظريات نيوتن نقضها إنشتاين في النسبية

ولقد ظل العالم يؤمن بنظرية تسطيح الأرض وعدم كرويتها زمنا طويلا

حتى جاء من ينقض ذلك

وأنا لا أدّعي أنني سأنقض علم العروض الخليلي

ولكنني أدعو إلى الإجتهاد في كل شيء ومنها محاولة اكتشاف بحورجديدة

إن العلم لا يقف عند حد أبدا وهو مفتوح لكل المجتهدين

فلماذا نغلق الأبواب على أنفسنا ونقول أن الخليل لم يترك لنا شيئا

أردت فقط أخي ظميان أن يبقى الإجتهاد مفتوحا على مصراعيه لكل الباحثين

فإن أخطأوا أثيبوا مرة وإن أصابوا أثيبوا مرتين

ولكم كل المودة والإحترام

________

الأخوين الكريمين الأستاذين الشاعرين يوسف أبو سالم وظميان غدير

الاختلاف في هذه المسألة اختلاف مرجعية.

أنت تنظر أخي يوسف إلى علم العروض والبحور نظرتك لعلم الكيمياء والفلك المتجددين.

وأنت أخي ظميان تنظر إليه نظرتك لعلم النحو الذي لا يمكن أن يتجدد. قد يتجدد أسلوب طرحه أما جوهره فلا يتجدد أبدا.

أجدني منحازا لرأي أخي ظميان. فعلما العروض والنحو أرساهما الخليل ليحدد ما عليه الفطرة العربية. وليميز الأصيل الذي يراه صوابا لموافقته إياها من الدخيل الذي يراه خطأ لمخالفته إياها. ولم يكن ذلك نفيا لوجود الدخيل.

واعتبار الوزن الجديد بحرا جديدا - من إحدى وجهتي النظر - كاعتبار القول بنصب الفاعل والمبتدإ من باب التجديد في النحو من وجهة النظر الأخرى.

واعتبار وزن الشعرعلما كسائر العلوم المتطورة يجعل التمسك بثوابتهما لدى إحدى وجهتي النظر جمودا من وجهة النظر الأخرى.

كل من النظرتين مسلمة من المسلمات لدى كل من الطرفين. والأصل أن نتوجه بالحوار إلى اختلاف هذين المفهومين بدل الحوار حول آثار أخْذنا بأي منهما. وليس أي من الفهومين مقدسا، ولكن كلا من المفهومين غير منطقي قياسا إلى مرجعية الآخر. فسواء في مجافاة الصواب محاولة تجميد علم الكيمياء على ما وصل إليه في زمن ما أو الإتيان بنحو عربي جديد يساير تطور الزمن

*******

وهذه مقالة لأخي وأستاذي الشاعر العروضي محمود مرعي

http://arood.com/vb/showpost.php?p=31262&postcount=9

ضمنتها بعض التعليق والتداعيات

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية طيبة للجميع

بداية أقول إن الوزن ليس من الخفيف في شيء ، وليس جديدا ، بل هو من استحداثنا، وهو مثبت في كتابنا العروض ، ضمن تخريج أشكال بحر الممتد ، الذي هو عينه مقلوب المديد ،

لعل الأدق تعبيرا القول :" وهو من اشتقاقنا " فطالما أنه موجود الممتد فهو اشتقاق منه .

ويذكر هنا أن الوزن 2 3 2 3 4 3 هو القالب رقم 19 من قوالب د. الصويان للشعر

النبطي وشاهده :

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/qawalib

نجد عذرًا حضر خطّيبها ............والجهاز الفشق والمارتين

نَجْ دِعَذْ رَنْ حضرْ خِطْ طي بَها = 2 3 2 3 2 2 3

وهذا الوزن مجزوء الممتد بقراءة التفاعيل بصورة مختلفة لكنها نفس الأمر والناتج ، والممتد (مقلوب المديد) نظم عليه القدماء :

" فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ " = 2 3 2 3 2 2 3 2 3 2

وقد اخترنا قراءته كالتالي :

فاعِلاتُنْ فَعولُنْ فاعِلاتُنْ فَعولُنْ

×>××|>××|×>××|>××

وذلك لان هناك أشعارا على أشكال لهذا الوزن ، ومنها الوزن الذي ورد ان أبا العتاهية اخترعه ، وما هو كذلك ، والوزن يأتي ( فاعِلاتُنْ فَعولُنْ/ فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ) ، وعليه قول أبي العتاهية ( يا كثير العناد / أنت حب الفؤاد) = 2 3 2 3 2

ومن أمثلة الممتد على الأصل ، ما ذكره الدماميني في العيون الغامزة :

قَدْ شَجانِي حَبيبٌ وَاعْتَرانِي ادِّكارُ ** لَيْتَهُ إِذْ شَجانِي ما شَجَتْهُ الدِّيارُ

2 3 2 3 2 2 3 2 3 2

قَدْ شَجانِي حَبيبٌ........ وَاعْتَرانِي ادِّكارُ

لَيْتَهُ إِذْ شَجانِي............ ما شَجَتْهُ الدِّيارُ

كذلك الشعر :

صادَ قَلْبِي غَزالٌ أَحْوَرٌ ذو دَلالٍ ** كُلَّما زِدْتُ حُبًّا زادَ مِنِّي نُفورَا

صادَ قَلْبِي غَزالٌ......أَحْوَرٌ ذو دَلالٍ

كُلَّما زِدْتُ حُبًّا ........زادَ مِنِّي نُفورَا

صيغة أبي العتاهية أسلس، وتركيب البيتين وانتهاء الجمل مع انتهاء صدر مفترض يشي بذلك، ولكأن جمعهما في شطر كجمع شطري أبيات خليل مطران مع فارق الوزن

أيهما مفلح .........من قال أم من فعلْ

قبل الشروع اتّّئد ......ذاك أوان المهل

كجمع كل شطرين في بيت

أيهما مفلحمن قال أم من فعلْ ......... قبل الشروع اتّّئد ذاك أوان المهل

وقد قمت بتخريج الوزن لعدة أشكال ، بلغ عددها سبعة أشكال هي كالآتي :

1ـ العروض الصحيحة والضرب الصحيح .

2 ـ العروض الـمجزوءة الصحيحة وضربها مثلها .

3 ـ العروض الـمجزوءة الصحيحة والضرب الـمجزوء الـمحذوف .

4 ـ العروض الـمجزوءة الصحيحة والضرب الـمجزوء الـمدبول .

5 ـ العروض الـمجزوءة الـمحذوفة وضربها مثلها .

6 ـ العروض الـمجزوءة الـمدبولة وضربها مثلها .

7 ـ العروض الـمنهوكة والضرب الـمنهوك .

فاذا أخذنا الشكلين الخامس والسادس ، فان الوزن مطابق لهما ، بفارق أنه التزم خبن مستفعلن ، في العروض والضرب . ومن أمثلته عندنا :

الشكل الخامس :العروض الـمجزوءة الـمحذوفة وضربها مثلها :

كَيْفَ يَرْقى مَداراتِ الْعُلا **** مَنْ هَوَى فِي مَتاهاتِ الْهَوَى

×>××|>××|×>× ******** ×>××|>××|×>×

فاعِلاتُنْ / فَعولُنْ / فاعِلُنْ **** فاعِلاتُنْ/فَعولُنْ /فاعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَفْعِلُنْ *****فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَفْعِلُنْ

الخامس = 2 3 2 3 4 3

خبــاء = 2 3 2 3 3 3

الخفيف = 2 3 2 3 3 ((4)..في الصدر ....ثالث الخفيف مع ( جعل 2 3 الأخيرة 1 3 )

الخفيف = 2 3 2 3 3 4......في العجز ....استنتاجا وقياسا على المديد والبسيط في 3 2 3

التي في آخر العجز حسب الدائرة

خبــاء = 2 3 2 3 3 3

فيقارن هنا بين قرائتين لوزن خباء

خبــاء الممتد= 2 3 2 3 3 3

خبـاء الخفيف= 2 3 2 3 3 3

الشكل السادس :العروض الـمجزوءة الـمدبولة وضربها مثلها :

نَسَماتٌ هَمَتْ بارِدَةً ****** أَدْنَتِ النَّوْمَ بَعْدَ الأَرَقِ

>>××|>××|>>×****** ×>××|>××|>>×

فَعِلاتُنْ /فَعولُنْ /فَعِلُنْ **** فاعِلاتُنْ /فَعولُنْ/فَعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَعِلُنْ**** فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَعِلُنْ

1 3 2 2 2 2 1 3 .......2 3 2 3 2 1 3

يتقلطع الخبب مع كثير من البحور بشكل لا تجتمع فيه أربعة أسباب خفيفة، فإن اجتمعت فيه أربعة أسباب خفيفة لم يكن إلا خببا، وهذا حال الصدر فليس إلا خببا، هذا إذا ارتضينا اطراد هذه القاعدة في كل بحور الشعر العربي. ولأخي وأستاذي رجاء التأكد ومحاولة إيجاد شطر واحد في الشعر العربي كله ( عدا الخبب) تتجاور فيه أربعة أسباب خفيفة.

هذا يعيدني إلى حلمي – الذي لا أظنه سيتحقق - بأن يولي أخي وأستاذي القواعد الكلية للعروض العربي اهتمامه وأن لا تنسيه إياها غابة التفاصيل والمصطلحات.

والذي أدى إلى هذا هو استعمالك ( فعلن 2 2 الخببية ) محل (فاعلن 2 3 البحرية ) في الحشو فكأنك بذلك تجيز الشكل التالي من البسيط

البسيط = 4 3 2 2 2 2 3 1 3

نسماتٌ همّت باردة = 1 3 2 2 2 2 1 3

فعلاتن فعولن فعِلُنْ = 1 3 2 3 2 1 3

ليسا سواء

وتحويل فاعلن في حشو الصيغة (فاعلن فاعلن 2 3 مستفعلن ) إلى فعْلن 2 2

معادل خرم فعولن في حشو الصيغة ( فعلاتن فعولن 3 2 فعَلُنْ ) إلى عولن 2 2

في الشكل الخامس أعلاه جاءت العروض صحيحة والضرب صحيحا ، بقراءة مستفعلن ، وليس بقراءتنا في كتابنا ، أما الشكل السادس ، فجاءت العروض مطوية والضرب مطويا كذلك ، ولن يختلف شيء في مجيء العروض والضرب مخبونين ، فحسب قراءتنا توجد ( فعولن) والقبض زحاف يدخل على (فعولن) فيسقط الخامس الساكن ، وتبقى ( فَعولُ) ، ولو أخذنا أي بيت من القصيدة لن يخرج عن المجزوء عندنا :

خَبّئي في جبينكِ القمرْ

×>××|>×>|×>×

فاعِلاتُنْ/فَعولُ/فاعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُتَفْعِلُنْ

كلمـا فاضَ أيقظ السّهرْ

×>××|>×>|×>×

فاعِلاتُنْ/فَعولُ/فاعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُتَفْعِلُنْ

ختاما نقول : إن الوزن ليس جديدا ، بل هو وزن موجود وسابق ، وهو من استحداثنا ، وقد قمنا بتأصيله، وهو مثبت في الجزء الثاني من كتابنا ( العروض الزاخر واحتمالات الدوائر/

على أن تعديلا طفيفا خطر لي يجعل العجز في أبيات أستاذنا يوسف من صلب الخفيف ( الخامس )، ولكن يبقى مدى انسجام الصدر مع العجز في هذه الحالة مسألة أخرى. ولعل في إعراب الكلمة الأخيرة من كل بيت في أول أربعة أبيات وأنها منصوبة ما يمثل نداء من هذه الأعجاز بلسان الحال يقول (أنا من الخفيف ) :

خَبّئــي في جبينـكِ القمـــــــرا......كلمـا فــاضَ أيقـظ السّهـــــرا

واجْمَعي الضُّوءَ مِنْ سُدولِهِ .....وانعثيني أُلَــــوّنُ الصـــــورا

واغْسلي الحُـبَّ في غُيوثــهِ ......واهْدُلِي في خِضابهـا المطـرا

واسألي النبضَ جُنّ في دمي .....راعفُ البوحِ كلمــــا هَــــدَرا

ولكن الأبيات تصبح من الخفيف بلا تحفظ لو أصبحخ نصها :

خَبّئــي في جبينـكِ القمـــــــرا......كلمـا فــاضَ أيقـظ السّهـــــرا

واجْمَعي الضُّوءَ مِنْ غلالته .....وانعثيني أُلَــــوّنُ الصـــــورا

واغْسلي الحُـبَّ في طهارته ......واهْدُلِي في خِضابهـا المطـرا

واسألي النبضَ جُنّ في دمنا .....راعفُ البوحِ كلمــــا هَــــدَرا

وهذا يذكرني بنداء أبيات عبده بدوي ( وللأخ سليمان أبو ستة فيه مقالة) :

http://arood.com/vb/showthread.php?p=791#post791

http://arood.com/vb/showthread.php?p=6105#post6105

لنأخذ الأبيات التالية لعبده بدوي:

هبط الأرض كالصباح سنيّا ...وككأسٍ مكلّلٍ بالحببْ (بالحببِ)

عرف الحبّ والمنى وحروفاً... كالعصافير إن تطاردْ تُجبْ (تجبِ)

وتغنّى كبلبلٍ وتهادى .... كشعاعٍ معطّرٍ مرتقَبْ (مرتقَبِ )

عاش في الفؤاد قلباً ذكياً ... يحتسي النور ينتشي من طربْ (طربِ)

تفرح الأرضُ حين يمشي عليها ... يمسح النجك رأسه في حدبْ (حدَبِ)

قد نسى الرومَ قد غدا الأزدُ أهلاً....حسبه الأزد عند ذكر النسبْ (النسبِ)

حينماهمّ بالرحيل اسجابتْ ....خطواتٌ وقلبه لم يجبْ (يُجبِ)

لنقرأ الأبيات أولا بنصها الأصلي أي بالروي الساكن وزن البيت الأول ومثله سائر الأبيات

1 3 2 3 3 1 3 2 .........1 3 2 3 3 2 3

هذا الوزن هو (خامس الخفيف~ 51 ) :

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adhrob

ولنعد قراءة الأبيات مع إبدال الكلمات ( بين القوسين) بنظيراتها بحيث يكون الروي مجرورا حينئذ يكون الوزن

1 3 2 3 3 1 3 2 ........1 3 2 3 3 2 1 3

وأتأمل هنا ماذا لو ألزمنا الضرب الخبن كما في البسيط

1 3 2 3 3 1 3 2 ..........1 3 2 3 3 2 1 3

هذا الوزن لا يقره العروضيون. وأنا أستسيغه بل أراه أسلس من الوزن الأصلي المعترف به. ومع ذلك لا أعتبره شعرا بل هو من الموزون موزون الخفيف فحسب. وسلاسته شهادة لصحة التنظير الذي تقدم.

ومن عجب أن الكسرة حركة كافة الكلمات في أواخر الأبيات من ناحية نحوية. ألا يدل ذلك على استشعار الشاعر للوزن على هذا النحو. لوخالفت حركة أحد أواخر الكلمات البقة لكان لزاما علينا التسكين."

*****************

وهنا أتساءل ماذا لو صنعنا هنا " ما صنعه في البسيط حين ألزم عروضه والضرب الخبن "

فيصبح نص الأبيات

هبط الأرض كالصباح سناً ......... وككأسٍ مكلّلٍ حبَبا

عرف الحبّ والمنى ورؤىً ......... هي كالقلب من هوىً وجبا

وتغنّى كبلبلٍ وتهادى ......... كشعاعٍ معطّرٍ بِرُبى

صدر الكتاب في طبعته الاولى عام 2004).

وللجميع محبتي.

ما ينفك اختلاف وجهتي النظر بيني وبين أخي وأستاذي محمود مرعي مصدر خير، يرافقه إزعاجي له بتكرار حلمي بأن يتيح للرقمي من نفسه جانبا ليعرض عليه شموليته التي بها سيزداد عطاء أخي أضعافا.