عروض الورقة للجوهري

( عروض الورقة ) كتاب لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري.

له فيه آراء خالف الخليل في بعضها.

ومن ذالك قوله :" وأما مفعولاتُ، فليس بجزء صحيح، على ما يقوله الخليل، وإنما هو منقولٌ من مستفعلن مفروق الوتد. لأنه لو جاز أن يكون صحيحا لتركّب من مفرده بحر، كما ترتب من سائر الأجزاء."

ويقول عن الرجز:" ويجوز تفريق الوتد في مسدسه فيصير مستفعنلُ بتقديم النون على اللام وهو الذي يسميه الخليل بالمنسرح "

مس تف ع لن = 2 2 1 2

مس تف عن لُ = 2 2 2 1

مس تف لن عُ = 2 2 2 1

مف عو لا تُ = 2 2 2 1

قوله هذا يكافئ القول بأن 1 2 في آخر ( مس تف ع لن ) تحولت إلى 2 1 في آخر (مف عو لا تُ)

ومن داخل ساحة رأيه فإننا نرى كيف أدت حدود التفاعيل ورسوخها كحواجز حقيقية حتى في ذهن علم من أعلام العروض كالجوهري إلى جزئية تناول هذا الأمر، في إحدى حالاته. وما ذلك إلا لأن حدود مفعولاتُ انتهت مع هذا المتحرك. وتَفَرُّد هذه الحالة الخاصة هو أمر وهمي اصطلاحي نشأ عن اعتبار حدود التفاعيل حواجز حقيقية محسوسة.

فما هي الحالة العامة التي مفعولاتُ حالة خاصة منها، والتي ينبغي أن يسري عليها ما سرى على مفعولاتُ

فالرؤية الرقمية من داخل نظرة الجوهري ترينا أن الظاهرة تتعلق بأصل كافة بحور دائرة (المشتبه-د) وموضعها (12) التي تأتي في سياق 6 3 = 21222 فهذه أصلها 22122 = 4 3 2

أو أن أصل 6 3 في دائرة (المشتبه-د) هو 4 3 2 في دائرة (المجتلب-ج)

وينتج عن ذلك أن :

وتكون :

هي ذات كل من:

وهكذا ينتج عن الرؤية الرقمية من داخل منطق الجوهري أن كل بحر من بحور دائرة المشتبه ناتج بعملية القلب هذه بين 12و21 عن بحر من بحور دائرة المجتلب. وأن الأمر ليس خاصا بالمنسرح.

ولو أخذنا هذا بعين الاعتبار وأضفنا إليه ما يلي

أولا:

إحلال سبب ثقيل محل أول سبب خفيف في 22 من بحر الهزج ينتج عنه بحر الوافر

وإحلال سبب ثقيل محل أول سبب خفيف في 22 من بحر الرجز ينتج عنه بحر الكامل

ثانيا:

أن الكامل = 4 3 4 3 2 2 2

والسريع = 4 3 4 3 2 1 2

والرجز = 4 3 4 3 1 2 2

ثالثا

أن كلا من الوافر = 3 4 3 4 3 2 = مفا عيلن مفا عيلن فعو لن

والسريع بصورته = 4 3 4 3 2 3 ( بدلالة الوافر) = عيلن مفا عيلن فعو لن مفا

والمديد بصورته = 2 3 4 3 2 3 2 ( بدلالة الوافر) = لن مفاعيلن فعولن مفا عي

والرمل بصورته 2 3 4 3 4 3 ( بدلالة الوافر) = لن مفا عيلن مفا عيلن فعو

يمكن توزيع مقاطعها على ذات المحاور في دائرة البحور

كما يتضح من الجدول التالي:

رابعا:

وأن كلا من الرجز بصورته = 4 3 4 3 3 2 = مستف علن مستف علن متف علْ

والمنسرح بصورته 3 3 2 4 3 4 بدلالة الرجز = علن مُتفْ علْ مسْتفْ علن مستفْ

يمكن توزيع مقاطعهما على ذات المحاور في دائرة البحور

فإن كل ذلك ( وربما سواه من أدوات الربط بين البحور ) يمكن أن يتمخض عن دائرة بحور جديدة. قوامها ثلاث دوائر أساسية موزعة حسب الأرقام الزوجية التي تشملها وهي:

1- البحور التي رقمها الزوجي 2 ( دائرة المتفق - أ) المتدارك والمتقارب

2- البحور التي تجمع الرقمين 2 و4 ( دائرة المختلف –ب) الطويل والبسيط

3- البحور التي تقتصر على الرقم 4 وما ينشأ عنها من تثقيل سبب أو قلب وتد وتشمل بقية البحور.

وستبرز بعض المشاكل التي من شأن معالجتها أن تثري العروض وأن تقرر التوزيع الأمثل للبحور والدوائر بما يمثل سلالاتها وخصائصها.

ولو أردنا أن نتخذ تراكيب (أكبر أو أقل من التفاعيل) لتتوافق مع الجزئية الواردة في الطرح الرقمي أعلاه لوجب علينا أن نجعل حدودها متوافقة مع حدود المقاطع الملونة على النحو التالي:

وحينئذ يمكننا القول إن بحور دائرة (المشتبه-د) تنتج عن بحور دائرة ( المجتلب –جـ) بإحلال

مستفعيلتن = 36 محل مستفعلاتن =.234

ولكن الأرقام تكفينا مؤونة هذه المصطلحات.

العروض رقميا