النحو رقميا

بسم الله الرحمن الرحيم

النحو رقميا

الخليل هو مبدع معجم العين وعلمي العروض والقافية وكذلك النحو. للأرقام دور في كل من المعجم والعروض والقافية. مرجع ذلك إما إلى إلمام الخليل بدور الرقم أو إلى طبيعة نتاج التفكير العلمي أو لكليهما مع وهذا هو الأجدر بالخليل.

ترددت طويلا في نشر هذه الموضوع، لقلة الإقبال على العروض الرقمي من جهة ولقسوة بعض ردود الفعل على الرقمي واتهامي أني أخرب العروض بل واللغة به.

ثم رأيت أن أنشره، في منتدى الرقمي دون سواه. وليعتبره من شاء رياضة وقياسا لمدى لصلاحية الأرقام للتعبير عن النحو في سياق اختبار صلاحياتها لأمور أخرى،

أو فلنعتبره طرفة كلغة العصافير :

http://arood.com/vb/showthread.php?p=2591#post2591

كل 1 يتطلب 1 كل 2 يتطلب 2

الولدُ 1 - 1 / 1 ؟ الولدُ 1 - 1 / نائمٌ 1

فلكل تطلّب أحمر استجابة زرقاء فإذا رأيت 2ب فاعلم أنه لا بد من 2ب ، وهذا نظير الدائن والمدين في المحاسبة.

كان الولدُ نائمًا

يأكل الولدُ الخبزَ

جاء الولدُ راكضا

سقط الولدُ إعياءً

أ - هكذا نطق العربي هذه العبارات قبل علم النحو، و كلمة الولد فيها مرفوعة والكلمة التي تليها منصوبة، وكان المعنى واضحا لديه دون معرفة المصطلحات بل قبل وجودها. وهكذا ينطقها الطفل المتابع لبرامج الأطفال بالفصحى.

2- جاء النحو بمصطلحاته وضبط اللغة وأدخل المصطلحات التي ساعدت كثيرا على الفهم والصياغة.

توصيف الإعراب بالأرقام أشبه بالحالة ( أ )

وفيما يلي شرح للفكرة على مستوى أوّلي يمكن تطويره.

الإعراب في اللغة على أنواع أربع

الجزم للفعل المضارع نرمز له بعلامة السكون ه

الرفع لنرمز له بالرقم 1

النصب ولنرمز له بالرقم 2

الجر ولنرمز له بالرقم 3

الكلمة في العربية إما أن تكون مؤثِّرة - متطلّبة في إعراب غيرها مما يليها أو متأثرةً - مستجيبة في إعرابها لتطلب غيرها من سابقاتها

كيف ؟

عندما نبدأ كلامنا بالقول ( يأكلُ ) فهذا فعل يتطلب كلمات بعده، فيكون الفعل ( يأكل ) هو المؤثر - متطلّب والكلمات اليت بعده هي المتأثرة - المستجيبة

1- كلمة (يأكلُ) هي المؤثر وحركتها الرفع – اللون الأسود خاص بحركة المؤثر في ذاته، وإذن يأكلُ 1 : تعني أن كلمة يأكل مرفوعة

2- تتطلب كلمة يأكلُ فاعلا مرفوعا ، يأكل 1- 1 تعني أن يأكل مرفوعة وتتطلب بعدها اسما مرفوعا

3- تتطلب كلمة يأكل مفعولا به منصوبا ، يأكل 1 – 1 – 2 ونكتبها هكذا يأكلُ 1 1 2

4- يأكلُ 1 1 2 الولدُ 1 وضعنا بعد كلمة الولد الرقم 1 بالأزرق لنقول إنها/إنه مرفوع وهو الاستجابة للرقم 1 بالأحمر

أو تسديده

5- يأكلُ1 1 2 / الولدُ 1 / الخبْزَ 2

ماذا لو أنا قلنا : أكلَ ؟ 1 2 / الولد1 / الخبزَ 2

وصفنا( يأكل 1) لذاتها بالرقم 1 الأسود الذي يعني أنها معربة مرفوعة

أكل حركتها الفتح 2 وهي مبنية لا تتغير حركتها فنعبر عن ذلك بتكرار الرقم 22 الأسود أكل 22 وكل مبني نكرر الرقم الدال على حركته.

الرقم 1 الأول غير ملون وهو يفيد أن الفعل معرب وحركته الرفع .

الرقم 11 غير الملون يفيد أن الفعل/الكلمة مبني ولا تتغير حركته وهي الضمة

الرقم 22 غير الملون يفيد أن الفعل/ الكلمة مبني ولا تتغير حركته وهي الفتحة

الرقم 33 غير الملون يفيد أن الفعل مبني ولا تتغير حركته وهي الكسرة

ثم الرقم 1 وهو إشارة إلى أن هذا الفعل فاعل في المتأثر الأول بالرفع ولهذا يستجيب المتأثر الأول فتكون حركة آخره الرفع ونرمز لاستجابته بالرقم 1 الأزرق أي أنه متأثر بالمؤثر مرفوع

كما يبعث السياق على التساؤل ماذا أكل ؟

فإذا قلنا ( الخبزَ ) كان ذلك المتأثر الثاني 2 والمؤثر فيه هو أكل

فلنكتب هذه الجملة ولنفصلها

أكل 22 – 1 – 2 / الولدُ 1 / الخبزَ 2

كان الولدُ نائما = كان 22– 1 – 2 / الولدُ 1 / نائماً 2

وهكذا فلدينا أربع أرقام

ه للجزم – 1 – للرفع – 2 للنصب – 3 للجر

الأسود لوصف الكلمة في ذاتها وليس لوصف فعلها لافي سواها

تكرار الرقم للتعبير عن أن الكلمة مبنية

الأحمر مؤثر

الأزرق متأثر

لدينا

وهكذا نحصل رقميا على اثني عشر رمزا معبر عنها بثلاثة ألوان وأربعة أرقام تغطي كل حالات النحو في العربية.

مثال للتعرف على الدلالات

نام الطفل على السرير ِ

نام 22 1 /– الطفلُ 1/ على ه ه – 3/ - السريرِ 3

نام : كلمة بادئة مؤثرة فنعربها مبنية على الفتح (22 = مبنية على الفتح)

ثم هي فاعلة – مؤثرة في غيرها بالرفع نرمز لذاك بالرقم 1والرقم 1 يستدعي بالضرورة الرقم 1

الطفل : منفعل – متأثر ب (نام) رفعا نرمز لذاك بالرقم 1

على ه ه - 3 = ه ه مبني على المد ( أشبه بالسكون) 3 يعمل في غيره بالجر

نام22 - 1 / الطفلُ 1 / على 3 / السرير 3 ( على ه ه 3 ) أو ( على 3 ) يمكن حذف ه ه لوضوح بنائه على السكون

السرير = منفعل بعلى جراً فنضع الرقم 3 رمزا لذلك

وإليك الآن هذه الجملة المعقدة نسبيا

يشرب الولدُ الحليبَ صباحاً طلبًا للصحةِ والعافية

يشرب1 – 1 – 2أ - 2ب - 2جـ / الولدُ 1 / الحليبَ 2أ / صباحاً2ب / طلبا 2 جـ / لـ22- 3أ /الصحة3أ / و 11 -3ب

/ - العافيةِ 3ب.

يشرب (1 – 1 – 2أ – 2ب – 2جـ )

1بعد يشرب إشارة إلى أنها مرفوعة ابتداء دون عامل

الولد 1

الحليبَ 2أ

صباحا 2ب

طلبا 2جـ

لِ (33 – 3أ) = اللام مبني حركتها الكسر 33 وتتطلب مجرورا 3ب

الصحة 3 الرقم 3 استجابة للرقم 3 بعد لِ

و22 - 3ب = الواو حرف مبني على الفتح ويتطلب معطوفا متأثرا بما قبله

العافيةِ 3ب إشارة إلى انفعالها بالرقم 3ب تلبية حاجته لمعطوف على صحة، ونسبنا الطلب لحرف العطف لأنه وإن قررت الصحة حركة العافية إلا أن الواو هي التي ربطتهما والصحة يمكن أن تستغني عن عطف عافية عليها

يشرب (1 – 1 – 2) * الولدُ 1*الحليبَ 2أ * صباحا 2ب *طلبا 2ج لـ33- 3أ الصحة 3أ وَ 11 3ب - العافيةِ 3ب

وعندما يتكرر الرقم 2 أو 3 نميز أزورح المتطلب والمستجيب بالرموز أ ، ب ، جـ

لاحظ أن تحت كل أحمر أزرق أو أكثر

يشكل الجدول أعلاه تمثيلا لترابط الجملة في عقل المتكلم ومقدمة لاستعمال الحاسوب في محاكاة تلك العملية.

هذه كتبتها بسرعة وهي لا تعدو أن تكون توصيفا وترميزا للإعراب بدلالات رقمية. ولكنها يمكن أن تشكل منطلقا إلى ما هو أفضل تعريفا. وعندما أنظر إليها الآن وأقارنها ببدايات العروض الرقمي أجدها أوفر حظا وأكثر قابلية للنجاح.

هذه مجرد بداية تطرح أسئلة كثيرة مثلا كيف نرمز لإعراب [ الجملة ] و { شبه الجملة }

قال سامرٌ وهو يغذّ السيرَ أنتَ مبالغٌ

قال 22 – 1 2أ 2ب / سامرٌ 1 2جـ [[ و 11 / هو 11 – 1 - 1 [يغذ 1 2 / السيرَ 2] 1 ]] 2جـ / [ أنتَ 22 1 / مبالغٌ 1 ] 2ب

وهذه أتركها لأستاذتنا زينب هداية.

كما يمكن الاستغناء عن إعراب الجمل لأنها وإن تعلق إعرابها بالمعنى إلا أنه لا يؤثر على حركات الألفاظ

وحينها تكون الجملة السابقة هكذا

قال 22 – 1 / سامرٌ 1 و 22 / هو 22 يغذ 1 2 / السيرَ 2/ أنتَ 1 / مبالغٌ 1

واضح أننا أهملنا ذكر الضمير المستتر

الصيفُ 1 - 1 / جميلٌ 1

أصبح الأملُ كبيراً = أصبح 22 - 1 - 2 / الأمل 1 - كبيراً 2

إن الأملَ كبيرٌ = إنّ 22 - 2 - 1 / الأملَ 2 /كبيرٌ 1

قد يفيد ذلك إن صار مألوفا في الإعراب الوجيز في متن الكلام

وقد يفيد الأطفال أو متعلمي العربية من غير العرب

أو تطوير مناهج النحو

أو التسلية

ولكن أرجو عدم حمله على الإساءة للنحو ، فهو مجرد أسلوب للتعبير عنه. وكما قلت يمكن اعتباره طرفة.