dubait-asattar

الدوبيت للأستاذ عبد الستار النعيمي

تناولي لهذا الكتاب سأتخذه مدخلا إلى التركيز حول مفهوم التفريق بين ( الذاتي والموضوعي ) وهو موضوع تنامى وعيي عليه من خلال كثير من الحوارات العروضية، وتصادف تنامي وعيه عليه وانشغالي به مع اطلاعي على هذا الكتاب. وسوف أعيد تنسيق الفصول التي وردت في كتابي حول هذا الموضوع لتكون أكثر ترابطا وانسجاما.

التعريف مقتبس بتصرف من :

http://www.thefreedictionary.com/

http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/

الموضوعي الموجود قائما خارج الذهن بحيث يمكن أن تتفق الأذهان عليه ويكون فهمه مطابقا للواقع. ومن ذلك أن النار تحرق وكذلك هو ما قام عليه دليل تجريبي، كالقوة المغناطيسية.

المَوْضوعيَّة : مذهب يرى أنَّ المعرفة ترجع إلى حقيقة غير الذَّات المدركة ، وعكسها الذَّاتيّة

الذاتي : بالنسبة لشخص ما هو ما يقوم في ذهنه ولا يستطيع نقله للآخرين كالألم، وبقطع النظر عن الواقع كوصف الجن لمن يعتقد أنه متزوج من جنية.

ذاتيّة : نزعة ترمي إلى تحكيم الذات في الحكم أو تكوين الآراء والانطباعات ، عكسها الموضوعيَّة

يقول د. عبد الوهاب المسيري يرحمه الله :

http://www.khayma.com/almoudaress/takafah/maoudoia.htm

"تُعبِّر الموضوعية عن إدراك الأشياء على ما هي عليه دون أن يشوبها أهواء أو مصالح أو تحيزات، أي تستند الأحكام إلى النظر إلى الحقائق على أساس العقل، وبعبارة أخرى تعني الموضوعية الإيمان بأن لموضوعات المعرفة وجودًا ماديًا خارجيًا في الواقع، وأن الذهن يستطيع أن يصل إلى إدراك الحقيقة الواقعية القائمة بذاتها (مستقلة عن النفس المدركة) إدراكًا كاملاً. وعلى الجانب الآخر، كلمة الذاتيّ تعني الفردي، أي ما يخص شخصًا واحدًا، فإن وُصِف شخص بأن تفكيره ذاتي فهذا يعني أنه اعتاد أن يجعل أحكامه مبنية على شعوره وذوقه، ويُطلق لفظ ذاتيّ توسُّعًا على ما كان مصدره الفكر وليس الواقع."

***

لا يمكن لبحث عن الدوبيت أن يكون وافيا دون اطلاع الباحث على كتاب أستاذي د. عمر خلوف ( البحر الدوبيتي ) وتلخيص جل مضمونه في موضوع سطر الدوبيت :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/dubait-satar

ولعل أستاذي عبد الستار كان سيعدل بعض آرائه لو اطلع عليه.

***

أرجو أن يتسع صدر أستاذي لهذه الملاحظات وأن ينظر إليها بإيجابية، لا سيما وهو في بداية مشواره في التأليف في مستقبل أتمناه ناجحا.

سأنقل بعض مقولات أستاذنا الكريم وأجعلها باللون الأحمر وأطبق الحكم عليها طبقا للمعيار أعلاه.

التركيز الذاتي في مقدمة الكتاب يوحي بإيغال المؤلف في الذاتية في بحثه. فيما يلي فقرات من المقدمة

والآن إلى متن الكتاب :

يقول الأستاذ :

تنبیھ: إن عماد بحر المیزان ھو (مفعول)وكل بیت ما حواه –وإن كان في شطر واحد- لا یعد من ھذا البحر

كيف يكون الدوبيت من بحور الخليل وعماده ( مفعولُ ) وهي ليست من تفاعيل الخليل.

ثم قوله إن شطرا على الأقل من البيت يجب أن يحويها. ماذا عن الشطر الذي لم يحْوها كيف يكون من الدوبيت وهو خال من عماد الدوبيت؟

ويذكر أستاذي في الوزن مستفعلتن فهل هذه تفعيلة ؟ وهل هي من تفاعيل الخليل ؟

كما أمكن تلخيص جل طرح أستاذي د. خلوف في سطر، كذلك يمكن الحكم بهذا الشطر على كتاب استاذي عبد الستار النعيمي:

الوزن الأعم في كتاب الأستاذ عبد المنعم هو :

مستفعلتن مفعولُ مستفعلتن

1- وصف هذا الصيغة لصورة من صور الدوبيت صحيحة وموضوعية

2- تعميم هذه الصورة بما يراه أستاذنا زحافات لأجزائها ذاتي أم موضوعي ؟

لا يصح الجواب إلا بعد الاستقصاء

يقول الأستاذ :" وفي (مفعول 2 2 1 ) زحافا الخبن والطيّ بالتعاقب " هنا تناقض مع الخليل واضطراب أدى إليه عدم الإلمام بمنهجية الخليل

قياسا على عروض الخليل فإن مفعولُ = ( سبب خفيف مف 2 ) + ( وتد مفروق عول 12 ) وقوله الطي لا يمكن أن ينصرف لغير مفْعُلُ = 2 1 1 أي حذف ساكن الوتد المفروق . فكيف يترافق الأمران ؟

فلنستمر متجاهلين هذا التناقض

الأعمدة 1، 2، 3 ، 8، 9 تحوي أسبابا خببية لا تفي مستفعلتن بوصفها.

فالقول بأن الصيغة تصف صورة من الدوبيت موضوعي. والقول يتعميمها على الدوبيت ذاتي، ينقضه الواقع .

ومن ذلك الأبيات ووزنها بصيغة الأستاذ عبد الستار وبصيغة سطر الدوبيت وفيه

2 = سبب خببي خفيف أو ثقيل لا زحاف فيه

]2[ = سبب خفيف ثابت لا يزاحف

1 2 = 3 ، 2 1 أصلهما 2 2 تم زحافهما من مزاحفة من 2 2 = 4

3 وتد أصيل

وبعد كل بيت رقم الصفحة التي جاء فيها في كتاب د. خلوف:

يتفق الوصف المعدل في الأربعة الأولى للأستاذ عبد المنعم مع صور الدوبيت ولكن تعديله ينقض قوله إن مستفعلتن تفعيلة، فإن من الصور ما فيه إضمار ولا يكون الإضمار أو العصب إلا في الفاصلة من بحري الكامل والوافر أو مضمونا في الخبب.صيغ مستفعلتن يعني إلحاق الجزئين الأول والأخير بالخبب حيث لا تفعيلة.

على أن الصورة الخامسة تنسف صيفة الأستاذ عبد المنعم نسفا. فوزنها حسب السطر بتضمينها الوتد

= جزء خببي من أربعة أسباب + مستعلن 2 1 3 + جزء خببي من ثلاثة أسباب + السكون

وحسب صيغة الأستاذ = جزء خببي + مفعلُ ( مستعِ 2 1 1) + 2 + جزء خببي من أربعة أسباب وهذا ما جعل مستفعلتن عنده تصبح مسْتفْعِلَلاَتانْ = 2 2 (2) 2 2 ه وإذا عرج أستاذي على التسبيغ حشرا للوزن في بحور الخليل فسيضيف ضغثا على إباله.