d7

الدورة السابعة

معلومات عامة

1- الدوبيت

الدوبيت وزن فارسي استعرب ، دو = إثنين وهي صفة تسبق الاسم في الفارسية، ولعل مرجع ذلك إلى

2 2 2 2 [2] 2 3 2 2 2

ومن أشهر صوره إن لم يكن أشهرها وأعمها حتى لتبدو الصور الأخرى وكأنها شذوذ عنه:

2 2 (2) 2 3 3 2 (2) 2

4 1 3 3 3 2 1 3

وعليه هذان البيتان للبهاء زهير

يا مُحِييَ مُهجَتي وَيا مُتلِفَها شَكوى كَلَفي عَساكَ أَن تَكشِفَها

2 2 (2) 2 3 3 2 1 3 ......2 2 (2) 2 3 3 2 1 3

عَينٌ نَظَرَت إِلَيكَ ما أَشرَفَها روحٌ عَرَفَت هَواكَ ما أَلطَفَها

ومن الأبيات التي ترد فيها هذه الأسباب قبل الأوثق خفيفة كلها الصدر في بيت ابن الفارض:

يا حادي قفْ بي ساعةُ في الرّبْعِ كيْ أسمعَ أو أرى ظباء الجزعِ

2 2 2 2 2 2 3 2 2 2 2 2 (2) 2 3 3 2 2 2

ومن علامات خروج هذا الوزن على العروض العربي وجود ستة أسباب تسبق الوتد ( الأوثق ) وأعلى جرعة سببية في حشو سائر بحور الشعر العربي هي 222=6 في بحور (دائرة المشتبه – د) أما في سواها فلا تزيد عن سببين 22=4. وللعلاقة بين 2 2 2 و 2 2 - وهي تفسر استحالة وجود 2 2 2 2 في بحور الخليل - يرجع لموضوعي ورقة الجوهري وتكثيف العروض

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/105-alwaraqah

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/taktheef

ومظهر آخر يعتبر خروجا على الشعر العربي الوزن 4 1 3 في الحشو ( أول البيت )

أفضّـل تسمية هذا الشعر بالوزن ( لا بالبحر) لأنه ليس مما أثبت الخليل، وهو بالتالي خارج عن ساعة البحور وما تمثله من ذائقة عربية.

وله هذه الصورة المجتزأة وهي من شعر البهاء زهير كذلك

يا مَنْ لعِبتْ به شَمُولُ = ما أطيبَ هذه الشمائل

2 2 (2) 2 3 3 2....... 2 2 (2) 2 3 3 2

نشوانُ يهـزُه دلالٌ = كالغُصن مع النسيمِ مائل

لا يُمكنُه الكلامُ لكنْ = قد حمـَّل طرْفـَه رسـائل

ما أطيبَ وقتَنـا وأهنـا = والعـاذل غـائب وغـافل

وَالبَدرُ يَلوحُ في قِناعٍ = وَالغُصنُ يَميلُ في غَلائِل

والورد على الخدود غَضٌّ = والنرجس في العيون ذابل

والعيشُ كما نُحبُ صافٍ = والأُنسُ بِمَن نُحِبُ كامل

مَولايَ يُحَقُّ لي بِأَنّي = عَن مِثلِكَ في الهَوى أُقاتِل

لِيَ فيكَ وَقَد عَلِمتَ عِشقٌ = لا يَفهَمُ سِرَّهُ العَواذِل

في حُبِّكَ قَد بَذَلتُ روحي = إِن كُنتَ لِما بَذَلتُ قابِل

لي عِندَكَ حاجَةٌ فَقُل لي = هَل أَنتَ إِذا سَأَلتُ باذِل

ذا العامُ مَضى وَلَيتَ شِعري = هَل يُرجِعُ لي رِضاكَ قابِل

هذا تقديم مبدئي للدوبيت ويكون أكثر فائدة بقراءة الرابط :

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=109

التمارين من 1- 5 يكتفى بالتطبيق على أي ثلاثة منها وللمشارك أن يطبق عليها جميعا إن شاء.

التمرين الأول

المطلوب نظم بيت أو بيتين على الدوبيت 4 1 3 3 3 2 1 3

يا من بحلاوة العروض انتـفعا في فكرته كنور شمس سطعا

4 1 3 3 3 2 1 3 هذه الـ 4 1 3 في حشو البحر ثمثل قفزة خببية في السمع تعتبر خرقا لخواص الإيقاع البحري، فهي لا وجود لها إلا في الخفيف 2 3 2 2 2 1 3 3 2 ، وهو زحاف جد ثقيل يصفه د. مصطفى حركات بأنه لا يوجد عليه شعر عربي.

أما وقد قبلتها الذائقة العربية، فهذا يشجع على استقصاء اختبار الأوزان التي يحل فيها نضيف فيها الرقم 1 بين الرقمين 4 و 3 لتتحول 4 3 إلى 4 1 3

وأول هذه الأوزان هو الرجز فإنه لا خلاف على أن

4 3 3 3 2 1 3 رجز فلنقارنه بالدوبيت 4 1 3 3 3 2 1 3 الفارق الوحيد هو دخول هذا الرقم 1 بين رقمي 4 3

ويسهل الوزن المستحدث أن ينتهي بمقطعين أو ثلاثة خببية ( 1 3 أو 2 2 أو 2 1 3 أو 2 2 2 )

ولنستحضر في ذهننا أن الدوبيت نفسه من الإنصاف أن يوصف بأنه من جميل الموزون لا من الشعر.

وبالتالي فإن أيا من النظائر الدوبيتيه لا تعتبر من الشعر، وغاية سلاسة أي منها أن يوصف بأنه من مستساغ الموزون.

فالشعر ما جرى على ما قاله العرب كما حدد الخليل.

التمرين الثاني

المطلوب أن يأخذ المشارك بيتا أو أكثر على وزن فيه 4 3 ثم نحول 4 3 إلى 4 1 3 لنحصل على ما يمكن أن نسميه النظير الدوبيتي للبحر، مثلا

مخلع البسيط = 4 3 2 3 3 2 النظير الدوبيتي للمخلع = 4 1 3 2 3 3 2

لابن زمرك :أبيات من المخلع

عجبْتُ من قلْبيَ المُعَنَّى = يَهْفُوّ إِذَا هَبَّتِ الرِّيَاحْ

3 3 2 3 3 2 = 4 3 2 3 3 ه

لَوْ كَانَ لِلصَّبِّ ما تَمَنّى = لَطَارَ شَوْقاً إِلَى البِطاحْ

وبُلْبُلُ الدَّوْحِ إِنْ تَغَنَّى = أَسْهَرَ ليلي إِلى الصّبَاحْ

تصبح من النظير الدوبيتي للمخلع بتحويرها كالتالي في أسطر موزونة :

ما أحزنَهُ قلْبيَ المُعَنَّى = = يشتاقُ إِذَا هَبَّتِ الرِّيَاحْ

4 1 3 2 3 3 2 = = = 4 1 3 2 3 3 ه

لَوْ كَانَ له كلّ ما تَمَنّى = قد طار بشوقٍ إِلَى البِطاحْ

يا من برياضٍ إذاْ تَغَنَّى = قد أسْهَرَ ليلي إلى الصّبَاحْ

دعونا نتأمل وزن مجزوء الدوبيت:

يا مَنْ لعِبتْ به شَمُولُ = ما أطيبَ هذه الشمائل

4 1 3 3 3 2

نشوانُ يهـزُه دلالٌ = كالغُصن مع النسيمِ مائل

لا يُمكنُه الكلامُ لكنْ = قد حمـَّل طرْفـَه رسـائل

4 1 3 3 3 2 = 4 11 2 3 3 2

فلنضفْ سكونا بعد 11 ه يصبح الوزن 4 11ه 2 3 3 2 = 4 3 2 3 3 2 وهو وزن مخلع البسيط

وإذن يمكننا أن نشتق وزن أي من الوزنين من الآخر

وتصبح الأبيات المتقدمة من المخلع على الوجه التالي

فيصبح النص من المخلع على النحو التالي:

يا مَنْ تمادتْ به شَمُولٌ قد بوركتْ هذه الشمائل

4 11ه 2 3 3 2

نشوانُ إذْ هزَه دلالٌ كالغُصن في الأمسيات مائل

لا يحسنُ النطقَ فوهُ لكنْ قد حمِّل الطرفُ بالرسائل

التمرين الثالث

المطلوب عكس الانتقال المتقدم بحيث نبدأ بوزن من مخلع البسيط وننقله إلى الدوبيت بحذف ساكن الرقم 3 = 11ه

4 3 2 3 3 2 = 4 11ه 2 3 3 2 يتحول إلى 4 11ه 2 3 3 2 = 4 1 3 3 3 2 (ه محذوف)

مع ملاحظة أن الشكل الذي نحصل عليه يكون تارة 4 1 3 3 3 2 وتارة 3 1 3 3 3 2 وهذا الرقم 3 لا يجوز في الدوبيت لأنه خببي لا يزاحف. ولكن لننظر كيف يصبح وزن أبيات هذه القصيدة للشاعر ابن بيسان عبد الوهاب قطب عندما نجري عليها التعديل السابق.

صادفتُها في المساءِ تمشي فَهِمتُ فيها وفـي مساهـا

لم أدْرِ ما شدَّنـي إليهـا كأنني الظلُّ مـن سناهـا

تَسَمَّرتْ نحوَهـا عُيونـي واهْتَزَّ قَلْبي على خُطاهـا

عيونُها السـودُ داهَمتنـي كليْلـةٍ أبْرَقـت سماهـا

عينانِ صوفيتانِ.. فكـري توَّهَنـي فيهمـا وتـاهـا

فأجَّجت في الفؤادِ نـارا منذ زمـانٍ خبـا لظاهـا

وّهيَّجَتْ في الشفاهِ شوقـاً لأُغْنِيـاتٍ ذوى شـذاهـا

وددتُ لو أننـي بعمـري أبتاعُ وصفاً يفـي بهاهـا

أدرَكتُها في خريفِ شِعْري يا ليْتَهُ كانَ فـي صباهـا

هل قدَري ساقنـي إليهـا أمْ ساقَتِ القدْرَ مقلتاهـا؟

أنا الـذي للعيـونِ غنّـى فأورقَ الحبَّ في رُباهـا

فماسَ غصنٌ وطار شوقٌ ورفَّ لحـنٌ بهـا وتاهـا

ومن جنوني وفرطِ حسي سكبتُ روحي على ثراها

والشعرُ ينسابُ من شفاهي فأين شعري وقـد رآهـا

وددتُ لـو أننـي عليهـا سلَّمتُ لكنْ.. أبت خُطاها

مثال:

مخلع : صادفتُها في المساءِ تمشي فَهِمتُ فيها وفـي مساهـا

صا دفْ تُهـا فلْ مسا ءِتمْ شي فهمْ تفي ها وفي مسا ها

2 2 11ه 2 3 3 2 3 11ه 2 3 3 2

يصبح النص : صادفتُهَ في المساء تمشي فهمت فِها وفي مساها

نعيد صياغة النص ليصح لغويا

مررتُ بها وكنتُ أمشي فهمت بِها وفي مساها

3 1 3 3 3 2 3 1 3 3 3 2

هذا يفي بغرض تمريننا والأفضل نقل أول 3 إلى 4 بالقول مثلا ( مع التجاوز عن المعنى )

يا روعتها وكنت أمشي .....قد همتُ بها وفي مساها

4 1 3 3 3 2 ...........4 1 3 3 3 2

عندما يبدأ المخلع بالرقم 3 علينا أن نتذكر أننا بالوزن 3 1 3 2 3 3 2 نخالف ما يجب للدوبيت من خببية أسبابه الثلاث الأول الأمر الذي يجعل بداية الدوبيت 2 2 أو 11 2 = 1 3 ويمنع زحاف السبب الأول فلا يجوز في الدوبيت أن تتحول 2 2 إلى 1 2 = 3 بالزحاف بينما يجوز ذلك في أول البسيط ومخلعه. ولا بأس من إجراء التحويل على أصل الوزن 3 3 2 3 3 2 إلى 3 1 3 2 3 3 2 عندما يرد كذلك متذكرين أن الصواب في الدوبيت هو 4 1 3 2 3 3 2. وإن أمكن للمشارك رده إلى هذا فهو أولى.

ثمة مقاربة أخرى تقوم على وجود منطقتين خببيتين في هذه الصورة الأشهر من صور الدوبيت. وهاتان المنطقتان في

أول الشطر وآخره وبينهما المنطقة الوسطى 4 1 3 3 3 2 1 3

التمرين الرابع

لنجرب محاكاة صورة الدوبيت الأشهر 4 1 3 3 3 2 1 3 مع استبقاء المنطقة الخببية الأولى فهي العلامة الأكثر تميزا في الدوبيت واستعمال المنطقة الثانية كما هي حينا أو جعلها 1 3 حينا آخر. والتصرف في المنطقة الوسطى بأي أرقام في حدود رقمين أو ثلاثة ( خانتين أو ثلاثة ) لا يتجاوز أي منها الرقم 3 (ويعني ذلك إمكان استخدام رقم واحد – خانة واحدة ) ، ونظم سطرين أو ثلاثة من الموزون.

فلنجرب

4 1 3 2 3 1 3

في روضتنا كلّ ما يجبُ إطلالتها أمرها عجبُ

ما بين أزاهيرها ألَـقٌ من روعته دونه الذهبُ

وهذه محاكاة أخرى

4 1 3 1 2 1 3 = 4 1 3 3 1 3

يا ربّ بجاه خير نبي ألطفْ بمصائر العرب

هيء لهم(و) سبيلهم(و) للرّشدِ كما إلى الغَلبِ

عرفنا أن التخاب لا يجوز إلا بعد الأوثق. وينجم عن ذلك عدم جواز ورود 4 1 3 قبل الأوثق، ولكن نظريا يجوز ورودها بعده.

التمرين الخامس

خذ أية ثلاثة أو أربعة أرقام متتالية من أي بحر يكون آخرها 3 ثم أضف بعدها التركيب 4 1 3 وانظم على الوزن الجديد الحاصل بيتين أو (سطرين بصفة أدق في حال عدم مطابقتها لعروض الخليل)، ونتوقع أن يأتي الوزن الجديد مهجنا يجمع في أوله مقاطع من عروض الخليل وفي آخره المقطع الخببي الدوبيتي 4 1 3 ثم حاول أن تعيد الصياغة بحيث يحل محل 4 1 3 التركيب 2 1 3 ولاحظ كيف يكون تأثير الوزن بانخفاض الجرعة الخببية أكثر سلاسة، وقد تجد الوزن قريبا من أحد أوزان البحور فقارنه به.

مثال: الطويل = 3 2 3 4 3 2 3 3

نأخذ 4 3 2 3 ونضيف بعدها 4 1 3 فينتج الوزن 4 3 2 3 4 1 3

وعليه النظم :

في الروض من زهره ما يُقتطفُ ألوانه دائما لا تختلفُ

4 3 2 3 4 1 3 4 3 2 3 4 1 3

والطلّ قد زاده في خضرتهِ بهاء لونٍ فمن فينا يصفُ

ثم نأخذ 4 3 2 3 ونضيف بعدها 2 1 3 فينتج الوزن 4 3 2 3 2 1 3 = مجزوء البسيط

في الروض من زهره يُقتطف ألوانه دائما تختلفُ

والطلّ قد زاده خضرته بهاء لونٍ فمن ذا يصفُ

مثال آخر : الطويل 3 2 3 4 3 2 3 3

نأخذ 2 3 3 ونضيف بعدها 4 1 3 فينتج الوزن 2 3 3 4 1 3

وعليه النظم:

في رياضنا ما يُقتطف لونه كذا لا يختلفُ

إن يَجُدْهُ طَلٌّ في غَسَقٍ يا لَخُضْرةٍ من ذا يصفُ

ثم نأخذ 2 3 3 ونضيف بعدها 2 1 3 فينتج الوزن 2 3 3 2 1 3

في رياضنا يُقتطف لونه ولا يختلفُ

إن يَجُدْهُ طَلٌّ غسقاً يا لَخُضْرةٍ من يصفُ

وهذا يزيد سببا عن المقتضب، المقتضب = 2 3 3 1 3 والوزن الجديد يزيد عنه 2 ، 2 3 3 2 1 3

لأبي نواس على المقتضب:

حامِلُ الهَوى تَعِبُ يَستَخِفُّهُ الطَرَبُ

2 3 3 1 3

إِن بَكى يُحَقُّ لَهُ لَيسَ ما بِهِ لَعِبُ

يصبحان على الوزن الجديد بتحويرهما على النحو التالي:

حامِلُ المعاصي تَعِبُ كلّما أتاه الطّرَبُ

2 3 3 2 1 3

إِن بَكى فخيرٌ وعسى إن يتبْ تُفَرّجْ كُرَبُ

أنصح من يهتم بالدوبيت أن يقرأ : سطر الدوبيت ‎(alarood)‎

2 – البحور !! المهملة

في حصره لمفردات اللغة العربية سلك الخليل مسلكا إحصائيا يقوم على إحصاء كافة الاحتمالات المستعملة والمهملة حسب التوافيق والتباديل كما يلي :

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=8

عن حمزة الأصبهاني في كتاب الموازنة نقلا عن كتاب (المدارس العروضية تأليف عبد الرؤوف با بكر السيد -ص101،102) (2) في الحديث عن معجم العين : "ذكر أن مبلغ عدد أبنية كلام العرب المستعمل والمهمل على مراتبها الأربع من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي من غير تكرير اثنا عشر ألف ألف وثلثمائة ألف وخمسة عشر ألف واربعمائة واثني عشر"=[412 ,315 ,12]

ولم يذكر عدد الأبنية المحتملة للثلاثي فأضفتها.(عدد أحرف العربية=28)

وهو لم يقم بعدها حرفا حرفا بل بهذه الطريقة التي يستنتجها من يعرف التوافيق والتباديل

عدد الأبنية

طريقة الحساب

"الثنائي سبعماية ووستة وخمسون"

28×27

756

-----------

[الثلاثي =19656]

28×27×26

656 ,19

----------

"والرباعي أربعمائة ألف وإحدى وتسعون ألفا وأربعمائة

28×27×26×25=

400 ,491

-------

"والخماسي أحد عشر ألف ألف وسبعمائة وثلاثة وتسعون ألفا وستمائة"

28×27×26×25×24

600 ,793 ,11

المجموع

= = = =

412 ,305 ,12

ما علاقة هذا بالبحور المهملة ؟

تفكير الإنسان في المواضيع المختلفة نهْجاً كالماء في الأواني المستطرقه.

وهذه الشمولية في التصور طبع فكر الخليل، فكما أحصى إمكانات توالف الحروف في المفردات مهملها ومستعملها ثم رجع إلى كلام العرب ليحدد ما هو المستعمل من هذه الاحتمالات وما هو المهمل. فكذلك سار في إحصائه لإمكانات توالف الأسباب والأوتاد في دوائر الخليل ( ساعة البحور ) وربما كان إعداده لدوائر العروض حصيلة تنظير وتطبيق متداخلين آنيّا.

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=521

وكما عاد في معجم العين إلى اللغة التي يستعملها العرب في حصر المستعمل والمهمل في إطار تصوره للإطار العام الذي حصر به الإمكانيات جميعا، عاد كذلك إلى شعر العرب ليرى مكانه في دوائره، فأما تراكيب مقاطع الدوائر التي انطبقت عليها الأوزان التي قال عليها العرب فهي ما يمثل البحور المستعملة، وأما تراكيب المقاطع التي لم يقل العرب شعرا ينطبق عليها فهي ما أطلق عليه ( البحور المهملة )

وردت البحور المهملة المستنبطة من دوائر الخليل في كتاب أهدى سبيل إلى علمي الخليل كالتالي [عبرت عنها رقميا]

ويجدر بالقارئ في هذه المرحلة أن يبحث بنفسه عن تفسير لعدم ورود هذه البحور في الشعر العربي على ضوء هرم الأوزان. الروابط التالية تلقي ضوءً ما على ذلك، وليحاول القارئ بنفسه التغلب على اختلاف المصطلحات المحتمل.

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mohmalah

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=382

2 3 2 3 4 3 4على أني أجد المطرد أقلها ثقلا، ذلك أنه ينسجم مع هرم الأوزان

= 2 1 2 2 1 2 2 2 1 2 2 2 =2 .. 2 2 .. 2 2 2 .. 2 2 2 = 2 +4 +6 = 6

3- التصريع والتقفية

يقول أبو فراس الحمداني:

أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ (تُكَصْ صبْ رو =3 2* 2)

أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ (ولا أمْ رو = 3 2* 2 )

بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ ( يَلوْ عتن = 3 3)

وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ (لهو سرْ رو = 3 2* 2)

إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى ( يدَلْ هوى = 3 3 )

وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ ( قَِهِلْ كبْ رو = 3 2* 2)

لو عدنا إلى صور بحر الطويل فإنه لا يجوز في الصدر أن ينتهي ب 3 2 2 وإنما تنتهي بها صورة من صور العجز. ولكن في مطلع القصيدة يجوز بل يستحب ذلك ويسمى ( التصريع) والتصريع جعل العروض كالضرب وزنا ورويا مع إخراجها من حكمها إلى حكمه ( العيون الغامزة – ص140)

أي أن العروض في البيت المصرع يأتي موافقا للضرب بصورة استثنائية لا تصح في سواه والتصريع يشمل توافق

العروض مع في الوزن والقافية ومنها الروي

ولو قال أبو فراس في الصدر

أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الكظْمُ (تُكَلْ كَظْ مـو =3 2* 2)

أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ (ولا أمْ رو = 3 2* 2 )

لم يصح ذلك فإنه وإن اتفق مع العجز وزنا إلا أنه خالفه رويا

ولو نظرنا لأواخر الصدور قي بقية الأبيات لوجدناها تنتهي ب 3 3

ومثل هذا قصيدة أبي البقاء الرندي في رثاء الأندلس:

لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ (صانو=)22 فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ (سانو =22)

هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ (دُولنْ 31) مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ (مانو = 22)

وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ (أ حدنْ =31) وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ (شانو = 22)

فلا يصح في آخر الصدر مجيء2 2 إلا في حالة التصريع التي نراها في المطلع

ولو قال :

لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ تنقيصُ ( قي صو)22 فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ (سانو =22)

لم يصح ذلك. لاختلاف القافية والروي رغم اتفاق الوزن.

--

معلقة امرؤ القيس :

قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ

فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُها لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ

تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِها وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ

فهنا نهايات الأشطر جميعا لها نفس الوزن 3 3 وتماثل آخر الصدر مع آخر العجز في القافية في كل الأبيات وزاد المطلع المقفى بوحدة الروي وإشباع حركته.

وهذا ما يسمى بالتقفية والتقفية موافقة العروض للضرب مع إبقائها على ما تستحقه في نفسها من الحكم الثابت (العيون الغامزة –ص140)

أي أن وزنهما واحد وهكذا فلا استثناء في موافقة وزن العروض وزنَ الضرب. وإنما إضافة إلى الوزن الواحد أصلا يتفق العروض مع الضرب في القافية والروي فيجوز في حركة رويه الإشباع ليوافق بذلك إشباع روي الضرب أو القافية، ولا يجوز ذلك في غير التقفية.

فلو قال امرؤ القيس في المطلع

قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ ومسكن ( مس كنن ) بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ

لصح ذلك مع تنوين ( مسكنٍ ) لأنه لا يصح إشباع الحركة هنا إلا في التقفية التي تقتضي تشابه الروي.

والتقفية أجمل وأولى أن تتبع في هذا المقام.

وللمزيد:

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1293

ورأيت من المناسب نقل هذه الفقرة لما فيها من فائدة. ( العيون الغامزة على قضايا الرامزة ...ص- 140) وغني عن الذكر أن الأرقام من إضافتي

"...........فإن قلت فما تصنع في مثل قول الحارثبن حلّزة:

آذنتنا ببينها أسماء رب ثاوٍ يملّ منه الثواء

فصرّع ولم يُتبع العروضَ الضربَ،بل حعلها مفعولن =222 وهو فاعلاتن =2 3 2 ؟

قلت: إعتذر عنه أبو الحكم بأن الشاعر همّ بتشعيث الضرب إلحاقا لها به اعتمادا على أنه شعّث فنسي. قال الصفاقصي: فكأنه يشير إلى أن هذا من الإشارة إلى التصريع كما كما قال الشيخ أبو بكر القللوسي. قلت : وهذا الاعتذار إنما احتيج إليه لتفسيرهم التصريع بما تقدم وهو تبعية العروض للضرب في القافية والوزن والإعلال. ولو قيل : االتصريع هو جعل العروض كالضرب وزنا ورويا مع إخراجها عن حكمها إلى حكمه لم يُحْتج إلى شيء من هذا، وذلك لأن العروض الواقعة في بيت الحارث قد جعلت كالضرب رويا وهو واضح، وقد أخرجت عن حكمها وهو السلامة من التشعيث إلى حكم الضرب بأن جعلت مثله في عُروض التشعيث لها، ولا يضر كون الضرب لم يشعث فإن تشعيثه جائز لا لازم، فجعلت العروض بمثابته حكماً فدخلها التشعيث بالفعل ولم يدخل الضرب فعلا مع جواز دخوله فيه، فإلحاق العروض بالضرب في الحكم متحقق وإن تخالفا لفظا، فتأمله "

4- بعض الأخطاء

لا يفاجئني أن يستغرب كثر من القراء التطرق لهذا الموضوع المعروف من اللغة بالضرورة، ولكن في متابعتي لما يكتب في المنتديات لاحظت كثيرا ممن يكتبون الشعر فيها يقعون في أخطاء يفترض أن لا يقعوا فيها ومن تلك الأخطاء هذا الموضوع والتفصيل فيه موجه لهؤلاء. ومحتوى الموضوع معروف بالضرورة لمن كان ذا ثقافة لغوية معقولة ومن كان كذلك فلا حاجة له بقراءة هذا الموضوع.

وأهم هذه الأخطاء التي سأعمل بإذن الله على الإضافة إليها كلما اكتشفت جديدا شائعا

· استعمال نون الوقاية مع حرف الجر في كما يستعمل مع الفعل بالقول فيني بدل فيّ على غرار ( سبقني )

· 2- إشباع حركة كاف خطاب المفرد المؤنث بالقول : إسْمُكي – لكي بدل إسمكِ و لكِ، ولا يجوز إشباع حركة الكاف هذه في نثر أو شعر إلا لفظا لا كتابة في آخر العجز أو آخر الصدر على سبيل التصريع كما في قول أحمد شوقي:

لا أمس من عمر الزمان ولا غدٌ جمع الزمان فكان يوم لقاك (ي)

وإذا كنا نريد إبراز لفظ الياء لشخص يتعلم نكتبها هكذا بين قوسين لقاك(ي)

وكما في قول ابن زريق:

من ذا بِفَتْكِ حشاشتي أفتاكِ (ي) فأطعتِه يا ظبيةَ الأتراكِ (ي)

واللهِ لا يُفْتِي بقتْلِ أُولي الهَوى إلا قوامُكِ قطُّ أوْعيْناكِ (ي)

هيهات أَنْ أرجُو الشفاءَ وقد قَضَتْ ظُلماً بمنعِ الظَّلمِ لي شفتاكِ (ي)

فترى أن كسرة الكاف تشبع فتلفظ ياء في أواخر الأعجاز ولا يصح أن تلفظ ياء في آخر الصدر إلا على سبيل التصريع في مطلع القصيدة على الأغلب. ولو كانت الأبيات:

من ذا بِفَتْكِ حشاشتي أفتاكِ (ي) فأطعتِه يا ظبيةَ الأروامِ (ي)

واللهِ لا يُفْتِي بقتْلِ أُولي الهَوى إلا قوامُكِ قطُّ بالإعدام (ي)

هيهات أَنْ أرجُو الشفاءَ وقد قَضَتْ ظُلماً بمنعِ الظَّلمِ لي أوهامي (ي)

لما كان استعمال أفتاك (ي) في آخر الصدر صحيحا من جهة أن وزنها 222 لا يصح في آخر الصدر إلا عندما يكون التماثل تاما مع آخر العجز وزنا وقافية ورويا.

· 3-يشبعون حركة آخر الصدر حيث لا يجوز إشباعها وما تقدم عن الكاف إحدى تلك الحالات. وهو الموضوع التالي

التمرين السادس

أنقل خطأ من الشبكة سواء مما تقدم أو سواه وانسخه واذكر الرابط ويمكن استعمال جوجل في البحث عن بعض الاستعمالات الخاطئة شعرا أو نثرا. فعسر أن يكون ذلك مدعاة لاطلاع القراء وفائدتهم.

http://www.google.com

مثال : استعملت عيناكي للبحث في جوجل وخرجت بهذا النص

http://majdah.maktoob.com/vb/majdah103635/

دون تردد اخترت عيناكي

والخطأ هنا مزدوج فالصواب أن يقول : إخترت عينيكِ

مطالعة إضافية مفيدة

http://arood.com/vb/showthread.php?p=14706#post14706

5- حركة آخر الصدر

نبدأ بما انتهينا به من إشباع كاف الخطاب في آخر الصدر والتي لا تجوز إلا في حال التصريع :

كقول ابن الرومي:

رعايةُ حقِّنا حقٌ عليْكا لما نعتدُّ من مَيْلٍ إليكا

وقول أبي نواس :

العَبدُ عَبدُكَ حَقّاً وَاِبنُ عَبدَيكَا فَكَيفَ يَعصيكَ عَبدٌ طَوعُ كَفَّيكَا

ولو كان الخطاب للمؤنث تلفظ حركة الكاف ياء ( ولا تكتب) كما في النظم :

أوّاه وا أوّاه من عينيك ِ(ي) ومن الورود استوطنت خدّيك (ي)

يتم التمييز في أغلب مواضيع القافية بين 2و 2* كما يتم التميز بين 3 و 3*، أما في المقطع الأخير من القافية فيتم هذا التمييز وجوبا. من وجهين

الأول وهو خاص بآخر منطقة الضرب ( آحر العجز) : وهو تحصيل حاصل لأحكام القافية ويُلتزم فيه آخر مقطع من حيث تسكين آخره أو مده .

الثاني : وهو خاص بآخر بمنطقة العروض ( آخر الصدر ) عندما تكون 2 أو 3 والأصل فيهما اتباع التسكين ( 2* أو 3* ) إلا في حالات محددة.

ولمن لم يتدرج في دراسة الرقمي فإن 2 و 3 تعنيان مقطعا ممدود الآخر مثل ما ، كما ، بينما 2*و 3* تعنيان مقطعا مسكن الآخر لفظاً مثل مـنْ، كمـنْ

الوجه الصحيح لقراءة آخر الصدر في البيت

غَرّاءُ حامَتْ عَلَيها أَنفُسٌ وَنُهًى ................وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ

هو ( وَ نُهَنْ = 1 3*) بالتنوين وليس بالمد ( و نُها = 1 3 )

والوجه الصحيح لقراءة آخر الصدر في البيت

آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ

هو ( جُ دُدُنْ = 1 3*) بالتنوين وليس بالمد ( جُ دُدو = و نُها = 1 3 )

أحبذ عدم اللجوء إلى القواعد حيث يغني الذوق، إلا أن ما ألاحظه من تفشي إشباع الحركات في آخر الصدر لدى رواد المنتديات حدا بي إلى الشرح التالي الذي أهدف من وضعه إلى دفع قارئه إلى افتراض أولوية التسكين في آخر الصدر إلا حيث يتعذر ذلك

ينتهي آخر الكلمة إذا صادف آخر الصدر بأحد المقطعين 2* أو 3* ولا يخرج عن ذلك إلا في الحالات التالية:

1- ينتهي بمتحرك 1 في بعض البحور التي يقبل آخرها متحركا وذلك غالبا في بحري المتقارب والهزج

2- ينتهي ب 2 أو 3 في الحالات التالية

· التصريع

· أن يكون الحرف الأخير في الكلمة حرف مد غير الألف التي تقبل التنوين مثل مُنىً ، ضُحىً، وكل الحروف من هذا الصنف غير حرف الجر الباء الذي يجوز أن يأتي في آخر الشطر 1 كما في المتقارب والهزج ويكون مجرورُه في العجز كالقول:

تعالَوا وعوجوا على دربنا بـِ (م) ـلذيذ الطعام وشرب الهنا

· أن تتصل الكلمة بضمير متصل ممدود ( حضَرا ، حاربوا)

· أن تتصل بضمير الهاء للغائب المذكر، ودّعهُ = ودْ دَ عَهو ( ويجوز تسكين الهاء إذا اقتضت القافية ذلك)

والتفصيل فيما يلي:

سنستعرض قصيدة شوقي (نهج البردة ) في مدح الرسول عليه السلام وهي من مائة وتسعين بيتا لنرى الكلمة الأخيرة في آخر كل بيت.

هنا مجموعة من الكلمات في آخر الصدر التي ينتهي آخر مقاطعها 3* بسكون في لفظ التنوين كما في الأبيات

رمى القضاء بعيني جؤذر أسداً (سَدَنْ )........ يا ساكن القاع ادرك ساكن الاجم

لما رنا حدثتني النفس قائلةً (لَتَنْ): ........... يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي

وينطبق ذلك أيضا على الأسماء التي تنتهي بحرف الألف مثل فِدى وقنا

افديك الفا و لا الو الخيال فدىً (فِدَنْ ) ..........اغراك بالبخل من اغراه بالكرم

من الموائس بانًا بالربى و قنـًا (قَنَنْ) اللاعبات بروحي السافحات دمي

أما الكلمات التي تنطق بالمد في آخر الصدر فهي أصناف منها في هذه القصيدة مع التمثيل لها ( واستشهدت بأبيات من خارجها في آخر القائمة ):

في حال التصريع يجوز في الاسم غي المعرف بأل التعريف

:

1- التسكين كقول ابراهيم ناجي

راحوا بأرواحٍ ظِماءْ يتهافتون على الفناءْ

2- إشباع حركته كقول عمر بن أبي ربيعة

هاج فؤداي موقفُ (و) ذكّرني ما أعرفُ

وأما الاسم المعرف ونظرا لأن آخره لا يقبل التنوين أصلا ، فلا يأتي في آخر الصدر إلا في حالات محدودة منها

1- أن يكون البيت مدورا

كقول علي محمود طه على المتقارب:

أنتركهم يغصبون العروبــ (م) ـةَ مجد الأبوةِ والسّؤدَدا

وقول البحتري على الخفبف:

نَقَلَ الدَهرُ عَهدَهُنَّ عَنِ الجدْ (م) دَةِ حَتّى رَجَعنَ أَنضاءَ لُبْسِ

2- أن تشبع حركته في التصريع ، كقول مليكة الشيبانية

قولي مُلَيْكُ: علليك بالصّبْرِ (ي) تستوجبين فضائل الأجْرِ

3- أن يأتي في مجال التصريع فيسكن آخره كقول إبراهيم ناجي:

بطل الأبطال من أرض الهرمْ لبس الغار وجلّى وغنمْ

4- أن ينتهي بحرف مد، كقول أبي تمام:

فَكِلني إِلى شَوقي وَسِر يَسِرِ الهَوى إِلى حُرُقاتي بِالدُموعِ السَوارِبِ

5- أن يأتي في صدر شعر ذي شطرين لكل منهما قافيته على غرار الشعر النبطي.

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1355

وهو مستحدث في الفصيح كما في قول ابراهيم ناجي في رباعياته:

قلبي مع الناس وفكري شرودْ

في عالمٍ رحبٍ بعيد الشعابْ

عيني على سرٍّ وراء الوجودْ

وبغيتي عرشٌ وراء السحابْ

وكما في قول عنود الليالي:

غمر الدمع العيونْ

عندما حان الفراقْ

قلت بالله ارحمونْ

من لهيب الاحتراقْ

آه من وهج الشجونْ

رحلوا والهمّ باقْ

ولكن ينبغي الحذر من تسكين الاسم المنتهي بحرف صحيح في غير آخر البيت وآخر العجز على سبيل التصريع.

والأبيات التالية تسكين الاسم في أواخر صدورها لا يصح.

فسحقـا لهـم هـؤلاء التـتـرْ...فقد اغمدوا السيف فينـا مـرار

و كم طوقـوا جندنـا بالمحـنْ...و ما تركوا مؤمنـا فـي وقـار

ألا ليـت شعـري يكـاد القلـمْ...يصفق لـي إذ مدحـت الكبـار

ولو كان البيت الأخير مطلعا لقصيدة ميمية لصح القول على سبيل التصريع:

ألا ليـت شعـري يكـاد القلـمْ...يصفق لـي إذ مدحـت الألَـمْ

كما لا يجوز جزم الفعل المضارع المرفوع أو المنصوب بغير جازم في أي موقع كان، ومن ذلك ما جاء في آخر الصدر في البيتين :

و كـل المفاتـن لـن تثنـهـمْ...لأن الفـؤاد بربـي استـجـار

فقـد آن لـي الآن أن اختـتـمْ...كلاما مضى حقبة فـي اختبـار

فالصواب ( لن تـثـنِـيَهم ) أو ( لم تَـثْـنِـهِمْ ) و ( أن أختِـتِمَ )

ويقل ورود الفعل في آخر الصدر، وحيث ينتهي الصدر بفعل والذي أحصيته من أنواع الفعل ينسجم مع ما تقدم من قواعد بخصوص التسكين والمد ما يلي من التائية الكبرى لابن الفارض ( ولا إشباع في غير تصريع):

1. اتصال الفعل بضمير

كَأنَّ الكِرَامَ الكَاتِبينَ تَنَزَّلوا على قلبِهِ وَحياً بما في صَحيفَتي

نَعَم وَتَباريحُ الصَّبابَةِ إن عَدَتْ عَلَيَّ مِنَ النَّعماءِ في الحبِّ عُدَّتِ

2. انتهاؤه بحرف مد أصلي :

شِفائِيَ أَشفى بل قَضى الوَجدُ أَن قَضى وبَردُ غليلي واحِدٌ حَرَّ غُلَّتي

ونَهجُ سبيلي واضِحٌ لِمَنِ اهتدَى وَلَكِنَّها الأهواءُ عَمَّت فأَعمَتِ

ويُحضِرُني في الجمع مَن باسمها شدا فأنشهَدُها عندَ السِّماعِ بجُملتي

3. مضارع مجزوم نحوا:

وأخذِكِ ميثاقَ الوَلا حيثُ لم أَبِنْ بِمَظهَرِ لَبسِ النَفسِ في فَيءِ طِينَتي

4. فعل أمر:

تأمّلْ مقاماتِ السَّروجيِّ واعتَبِرْ بِتَلْوينِهِ تَحْمَدْ قَبولَ مَشورتي

وربما يقع بعضهم في بعض الأخطاء نتيجة نسيان النص على التصريع في حال الصدر كما جاء في الرابط التالي من نقل عن الأستاذة غادة رشيد.

http://www.hmselklob.com/vb/showthre...2849#post72849

اقتباس عن الأستاذة غادة الرشيد :

(8) كاف المخاطب أو المخاطبة ، ونون الرفع في الفعل المضارع ، ونون جمع المذكر السالم ، وتاء ضمير التكلم أو المخاطب للمذكر أو المؤنث تشبع حركتها إذا وقعت إحداها نهاية أحد الشطرين ، مثل : كلامكَ ، كلامُكِ ، يسمعانِ ، يسمعونَ ، تسمعينَ ، مسلمونَ ، مسلمينَ ، قُمْتَ ، قمتُ ، قمتِ ، تكتب عروضيا هكذا : كلامكَاْ ، كلامكِيْ ، يسمعانِيْ ، يسمعونَاْ، تسمعينَا ، مسلمونَا ، مسلمينَا ، ، قُمْتَاْ ، قمتُوْ ، قمتِيْ .

الأخت الأستاذة الكريمة غادة رشيد.

تشبع حركتها إذا وقعت آخر العجز ولا تشبع وبالتالي فهي لا ترد معرفة بأل - أو نكرة غير منونة أو فعلا من الأفعال الخمسة آخر الصدر إلا إذا كان مصرعا أو مقفى وأغلب ذلك في المطلع. كما في قول أحمد الكاشف:

شراً يرى الناس أم خيراً يلاقونا .... وغافلون همُ أم مستفيقونا

فلا يصح أن يقال:

شراً يرى الناس أم خيراً يلاقونا .... أم غافلون همُ يوم الثلاثاء (ي)

ويستثنى من ذلك الحالات التي يصح أن ينتهي الصدر فيها بمتحرك ( الهزج والمتقارب )

يقول أبو العلاء المعري:

وَما صَحَّ عِندي أَنَّ ذاتَ خَلاخِلٍ ... تُقفى مِنَ الجِنِّ الغُواةِ بِتابِعِ

خلاخل منونة هنا . ويصح القول بدون تنوين مع إشباع حركة اللام لتلفظ ياء ( ولا تكتب) في حال التقفية في البيت:

وَما صَحَّ عِندي أَنَّ ذاتَ خَلاخِل ِ ... تُقفى مِنَ الجِنِّ الغُواةِ بِطائلِ

خلاخل = خلا خلي = 3 3

ويصح كذلك مجيئها معرفة بأل مشبعة الحركة في البيت:

وَما صَحَّ عِندي أَنَّ ذاتَ الخَلاخِلِ ... تُقفى مِنَ الجِنِّ الغُواةِ بِطائلِ

ولايصح القول:

وَما صَحَّ عِندي أَنَّ ذاتَ الخَلاخِلِ ... تُقفى مِنَ الجِنِّ الغُواةِ بِتابع

وأضيف ملاحظتين لاحظت أن فيهما إشكالا لدى بعض القراء

1- آخر العجز لا ينون أبداً

2- الضمير أنا أصل نطقه في العربية ( أنَ = 11 ) وتمد الألف أحيانا في الشعر للضرورة الشعرية

قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258

قال أنا أحيي = قا لَ أنَحْ يي = 2 1 1 3 2

وقال تعالى : {قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }الأنعام104

وما أنا عليكم = وما أَ نَ عليْ كم = 3 1 1 3 2

يقول الأخضر الفزاري :

وَإِنّي لَآتي الأَرضَ مالي حاجَةٌ سِواكِ وَلا دَينٌ بِها أَنا طالِبُه

العجز = سوا كِ ولا دي ننْ بها أَ نَطا لبُهْ = 3 1 3 4 3 1 3 3

ويقول البراق :

أَنا اِبنُ الشُمِّ مِن سَلَفي نِزارِ كَريمِ العِرضِ مَعروفِ النِجارِ

الصدر = أنَبْ نشْ شُمْ مِمِنْ سَ لفي نزا رنْ = 3 2 2 3 1 3 3 2 = 3 4 3 ((4) 3 2

حوار على هامش حركة آخر الصدر

تطور الرقمي ويتطور في ثلاثة ابعاد

الأول : تصحيح الأخطاء

الثاني : توضيح الغموض

الثالث: ارتياد الجديد

وحول توضيح الغموض فقد نقل إلي من أثق في طول باعه في الرقمي أسئلة وجهها إليه طلابه، ونصحني بأن أوضحها، وزودني برأيه وشرحه فشكرا له على التنبيه والشرح. وقد رأيت أن يكون التوضيح شبيها بأسلوب الحوار الذي كان بينه وبين طلابه.

س1 – ورد في الدرس عدم جواز تسكين الحرف الأخير من الكلمة التي ينتهي بها الصدر.

فما رأيك في قول السرّيّ الرفاء :

سديد الرأي والرمح استقامــــــــتْ طرائقه على طرق السّداد

جـ 1 – تاء التأنيث هذه إذا جاءت في آخر الفعل الماضي فالأصل فيها أنها ساكنة ولا تكون إلا ساكنة في النثر والشعر، وتحريكها في آخر الصدر المصرع أو آخر البيت جائز.كقول الطرماح:

إلا إن سلمى عن هوانا اطمأنّــــــــــــــــتِ وبتّت قُوى ما بيننا وأدلّــــــــتِ

آخر الصدر = نط مأـنْ نَ تي آخر العجز = ننا و أدلْ لَ تي

ولو كان البيت :

إلا إن سلمى عن هوانا اطمأنّــــــــــــــــتِ وبتّت قُوى ما بيننا من تقارُبِ

لكان قوله ( اطمأنتِ ) صحيحا في الوزن خطأ في القافية.

ويجب كسر هذه التاء في الحشو كما في النثر عند التقاء الساكنين دون إشباع لحركتها.

كما في قول ابراهيم طوقان:

مادتِ الأرض ثم شبّتْ وألقتْ ما على ظهرها من الأثقال

ما دتـــــِـــل أر ضثم مشبْ بتْ وألْ قتْ = 2 3 2 3 3 2 3 2

س 2 -

يقول ابن الرومي :

رَضيتَ إذاً بِما لا يَرْتَضيهِ مِنَ القوْمِ الكريمِ و لا لَبيبُ

رضي تُ إذن بما لا ير تضي هي = 3 1 3 3 2 2 3 2

وهنا في آخر الصدر فإن ضمير الهاء متحرك تشبع حركته فتصبح الكسرة ياء

جـ 2-

لكأنما تاء التأنيث وهاء الغائب المذكر توأمان متباينان فيما يتعلق بحركة آخر الصدر، فكما أن الأصل في التاء التسكين ولا تتحرك إلا في حال التصريع، فالأصل في هذه الهاء في نهاية الشطر الحركة والإشباع ولا تسكن إلا في حال التصريع .

ولم أجد شاهدا على التصريع ولكني وجدت هذه الهاء ساكنة في بيت يبدو من شواهد الشعر المعدّ للمتمثيل به وهو بيت الخبل ( الغامزة على قضايا الرامزة – ص - 159)

هذا مقامي قريباً من أخي كل امرئٍ قائمٌ معَ أخيه

كل لم رئن قا ئمن مَ عَ أخي هـْْ= 2 2 3 2 3 1 1 3 ه

ويصح نظريا – على ما فيه من ثقل وسوء نظم – أن يأتي مصرعا على النحو التالي:

كلّ إناءٍ بما وجد فيهْ كل امرئٍ قائمٌ معَ أخيهْ

2 1 3 2 3 1 1 3 ه 2 2 3 2 3 1 1 3 ه

س3 – يقول أحمد شوقي :

لكم في الخطّ سيّارةْ حديث الجار والجارةْ

ولا تُروى من الزيــــتِ زإن عامممتتت به الفارةْ

ترى الشارع في ذعرٍ إلا لاحت من الحارةْ

وصبيانا يضجّونَ كما يلقون طيّارةْ

كلمتا ( الزيت ِ) و ( يضجونَ) في آخر الصدر تنتهي كل منهما بمتحرك فهل تشبع حركته أم لا ؟

جـ 3 -

لا تشبع الحركة في هذه الحالة وتبقى كما هي وتستساغ هكذا في بحرين يجمعهما أن أوزل الشطر في كل منهما وتد وليس فيهما سبب ثقيل والرقم الزوجي في كل منهما واحد لا يتغير. ، هذه المواصفات لا تنطبق إلا على المتقارب ( رقمه الزوجي 2 فقط) والهزج.(رقمه الزوجي 4 فقط ) فلا تشمل الطويل لأن فيه الرقمين الزوجيين 2 و 4 ولا ولا تشمل الوافر لأنه يحوي سببا خببيا يأتي ثقيلا أو خفيفا.

ومن المتقارب :

أخي قم إلا قبلة المشرقيــــــنِ لنحمي الكنيسة والمسجدا

3 2 3 2 3 2 3 1 3 2 3 1 3 2 3

س 4 – ألا يأتي الحرف الأخير متحركا دون إشباع في غير هذين البحرين ؟

جـ 4- بلى قد يأتي نظريا كذلك ولكنه لا يكون بسلاسة وشيوع ذلك في الهزج والمتقارب، فهو ثقيل وفي غاية الندرة إن لم يكن مقتصرا -في الخفيف مثلا - على بيت واحد يتناقله أهل العروض كشاهد.

بيت الكف في الخفيف :

يا عميرُ ما تظهرُ من هواكَ أو تجنّ يستكثر حين يبدو

2 3 3 2 1 3 3 1 2 3 3 2 1 3 3 2

والبت على بعضه نشاز في نشاز.

6- العروض وبعض خصائص النظم ومواقع الكلام

يمكننا القول على ضوء ما تقدم:

1- إن كل اسم نكرة تتوافق نهايته مع نهاية الصدر يكون منونا، ولن تجد كلمة مثل (طولا = طولا ،جميلا = جمي لا) بالمد غير ملفوظة التنوين إلا في آخر العجز أو آخر صدر البيت المصرع في المطلع على الأعم الأغلب

2- إن الاسم المعرف بال غير المنتهي بحرف مد لا تتوافق نهايته مع نهاية الصدر إلا حيث يقبل الصدر أن ينتهي بمتحرك كما في المتقارب والهزج، أو مشبع الحركة في التصريع. ولا يمكن أن ينتهي الصدر بكلمة مثل ( الجميلا ، السهادا ، العوائدا) أو بها في حالتي إشباع الكسرة والضمة ( الجميلِ = أل جمي لي ) أو( الجميلُ أل جمي لو ) وإنما توجد هذه الكلمات وأمثالها في آخر العجز أو آخر صدر البيت المصرع في المطلع على الأعم الأغلب

ما تقدم محدد لمواقع الكلم من البحور، وثمة محددات أخرى منها ما تبينه الفقرات التالية:

والمرجع للجدول التالي هو الرابط:

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/23-alaareed-wal-adhrob

وقد تم تعديل الجدول لتسهيل البحث وذلك على الرابط :

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adhrob

من

الجدول أعلاه جدول إرشادي ويمكن للشخص أن يستزيد مقابل كل بحر من عدد صوره وزحافاته.

لنأخذ التركيب 1 3 3 ونبحث عنه ونظلله. سنجد أنه يرد في كل من

الطويل – الكامل – الوافر

أخذت كلمة متسربلاً = 1 3 3 وبحثت عنها في الموسوعة الشعرية

ترددت في الموسوعة 30 مرة منها 29 في الكامل، مرة واحدة في الطويل ولم ترد في الوافر، ومن الأمثلة :

أبو تمام – الكامل :

مُتَسَربِلاً خُلُقَ المَكارِمِ إِنَّها جُعِلَت لِأَعراضِ الكِرامِ دُروعا

حنا الأسعد – الكامل:

والأفق أصبح بالبدور منضداً وبنورها بات الدُجى متسربلا

محمد الشرفي الصفاقسي – بيت الطويل

فَقُل ذاكَ شَخصٌ قَد تَقَضَّت حَياتَهُ وَأَمسى بِأَثوابِ البِلى مُتَسَربِلا

فإذا أخذنا كلمة متسربلاتٍ = 1 3 3 2 ، مجيء الرقم 2 بعد 1 3 3 يستبعد الطويل، نبحث في الجدول فلا نجد هذا الوزن إلا في الوافر والكامل:

نعود للموسوعة فنجدها في ثلاثة أبيات كلها على الكامل هي :

أبو العتاهية -الكامل:

مُتَسَربِلاتٍ بِالظَلا مِ عَلى السُهولَةِ وَالوُعورِ

تميم بن أُبَي – الكامل :

مُتَسَرْبِلاَتٍ في الحَدِيدِ تَكُفُّهَا شَقِّيَّةٌ يُقْرَعْنَ بِالأَنْيَابِ

سلم الخاسر:

مُتَسَربِلاتٍ بِالحَميـ ـمِ مُعَمَّماتٍ بِاللُغامِ

لنأخذ كلمة والملاحمِ (ي - و)= 2 3 3

طالما أن حركة آخرها مشبعة فهي لا تأتي إلا في آخر العجز أو الصدر في التصريع. هذا التركيب لا يأتي في آخر الشطر إلا في بحر الطويل. إذن نستنتج أن هذه الكلمة لا ترد في الشعر العربي إلا في الطويل

نعود للموسوعة الشعرية ونبحث. نجدها في الأبيات الخمسة التالية:

ابن دراج القسطلي:

حِذاراً عَلَى إِلْفِ الهَوى غُرْبَةَ النَّوى وَمَا إِلفُها إِلّا الوَغى والمَلاحِمُ

أحمد شوقي:

فَيا رُبَّ أَيّامٍ شَهِدتَ عَصيبَةٍ وَقائِعُها مَشهورَةٌ وَالمَلاحِمُ

تميم الفاطمي:

فَيا رُبَّ أَيّامٍ شَهِدتَ عَصيبَةٍ وَقائِعُها مَشهورَةٌ وَالمَلاحِمُ

شكيب أرسلان:

رِجالٌ مَضوا لَم تُلهِهِم عَن عُلومِهِم وَشُغلُ الوَرى غاراتُهِم وَالمَلاحِمُ

صالح مجدي:

سَليل المَعالي من يقرّ بفضله مِن الناس أَرباب الحجا وَالمَلاحم

لو أخذنا كلمة والمعتكفون = 2 2 1 3 1 = 4 1 3 1

أو كلمة والمؤتفكات = 2 2 1 3 1 = 4 1 3 1

نحن على جانب كبير من اليقين مسبقا أننا لن نجد هاتين الكلمتين في بيت شعر على أي بحر من بحور الشعر العربي لأنهما يحويان التركيب 4 1 3 الذي يختص به إيقاع الخبب والدوبيت الفارسي الأصل.

قد يقول قائل هاتان كلمتان غريبتا اللفظ وأيا ما كان وزنهما فهما مستبعدتان

المنسكب= 4 3 ترد 12 مرة المنسكبة = 4 1 3 لا ترد

المتصل = 4 3 ترد 12 مرة المنسكبة = 4 1 3 لا ترد

المعتلي = 4 3 ترد 89 مرة المعتلية = 4 1 3 لا ترد

رجلا = 1 3 ترد 348 مرة

الرجلا = 2 1 3 وردت 13 مرة

والرجلا=2 1 3 وردت 4مرات

مرتحلا = 2 1 3 ترد في الموسوعة 73 مرة

المرتحلا = 4 1 3 لم ترد

أورد الأستاذ مؤمن عبد الله الملاحظة الجميلة التالية، وفضلت هذه الصيغة على التعديل المباشر تشجيعا للتفكير والتفاعل وبيان أهميتهما في تقدم الرقمي نتاجا لجهد جماعي :

http://arood.com/vb/showpost.php?p=33648&postcount=32

هل يضر الرقمي شيْ إذا أتى هذا التركيب في أي بحر ؟؟ ظني أنه لا ضرر ؛ إذن فلماذا نخرج من قيود التفاعيل لنقيد أنفسنا بقيود التراكيب ؟؟ هل هي مجرد اختلاف في المسميات ؟؟ يأتي جيل بعد ذلك ويظل مستمسكا بالتراكيب فلا يختلف كثيرا عن جيل ظل مستمسكا بالتفاعيل ؟؟ إن النظرة الشمولية تقتضي منا أن نقول أن هذا التركيب يأتي غالبا في الخبب والدوبيت ولكنه قد يأتي في بحور أخرى ، وإنما يتحدد البحر من خلال السياق الشمولي الذي جاء فيه هذا التركيب ، حيث يمكن للتركيب أن بتحور ليتناغم مع البحر الذي جاء فبه.

وعليه فإن ما ذكرته على سبيل الإطلاق هو على سبيل التغليب. والصواب القول بأن ورود هذه الكلمات في غير الخبب والدوبيت نادر وعندما يرد فلا بد أن يسبق كل منها متحرك يجعل 4 1 3 في إطار 1 2 2 1 3 = 3 2 1 3

طبعا يبقى احتمال حذف المتحرك الأول في الوتد في أول الصدر وهو ما لم نتطرق له في الرقمي.

وللمزيد :

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/kalam-wa-awzan

التمرين السابع

ليس ضروريا أن يطبق الدارس على ما تقدم، ولكن إن كانت لديه فكرة يذكرها أو تطبيق يختاره بالبحث عن تراكيب متماثلة في البحور والكلمات الواردة عليها فلا بأس وأقترح التركيب 323 في آخر الصدر أو آخر العجز والتركيب 2 3 3 في أول الشطر، والتركيب 4 3 2 .

7- النظم انطلاقا من نص نثري

الشعر شعر والنثر نثر، وقد تجمع بينهما الشاعرية، فكم من نص نثري حافل بالشاعرية التي إن اقترنت بالوزن صارت نظما جميلا وإن تفاعل معها الناظم فقد تصير شعرا جميلا.

وما يلي منقول من الرابط :

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=898

ما كتب بخط أسود كبير فهو موضوعنا وأبقيت السياق للفائدة بخط أزرق صغير

أرى الشعر معنى ومبنى ، أو مضمونا وشكلا، أو جسما ولباسا، أما الجسم فهو مادة الشعر من محتوى وأخيلة ومشاعر وأما اللباس فهو هذه البحور ويتداخل مع هذين وليس بأهميتهما فن البيان من تشبيه واستعارة وكناية وجناس وطباق ويحسن في هذا الاعتدال والبعد عن التكلف. فكأن الجسم واللباس من الشعر ركناه، والبيان حلية تزيده بهاءا.

وإليك أمثلة على :

1- شعر مستوف لكل الأركان (جسما ولباسا وحلية):

لأبي تمام:

مطر يذوب الصحو منه وبعدَهُ

..............0.......صحوٌ يكاد من الغضارة يقطرُ

غيثان فالأنواءُ غيثٌ ظاهرٌ

....................لك وجهُهُ والصّحو غيثٌ مضمر

وندىً إذا ادّهنت به لِمَمُ الثّرى

....................خلتَ السّحابَ أتاهُ وهو معذَّرُ

يا صاحبيَّ تقصّيا نظريكُما

...................تريا وجوه الأرضِ كيف تصَوَّرُ

تريا نهارا مشمساً قد شابه

........................زهر الرّبى فكأنما هو مقمِرُ

دنيا معاشٌ للورى حتّى إذا

........................حلّ الربيعُ فإنّما هي منظرُ

2- ومن النظم

قول ابن عبد ربه في العقد الفريد في باب الأسباب والأوتاد

وبعدَ ذا الأسبابُ والأوتادُ

.....................فإنها لقولنا عمادُ

فالسّبب الخفيف إذ يُعَدُّ

...............محرّك وساكن لا يعدو

والسبب الثقيلُ في التّبيينِ

..............حركتان غير ذي تنوينِ

فها هنا لباس الشعر ارتداه علم العروض

3 - ومن جسم الشعر الذي يرتدي لباس النثر ، هذه المختارة بعنوان (زجاجة عطر) لمصطفى صادق الرافعي:" يا زجاجة العطر: إذهبي إليها، وتعطري بمس يديها، وكوني رسالة قلبي لديها.

وهأنذا أنثر القبلات على جوانبك، فمتى لمسَتْكِ فضعي قبلتي على بنانها، وألقيها خفية ظاهرة في مثل حنوّ نظرتها وحنانها، وأَلْمِسيها من تلك القبلات معاني أفراحي في قلبي ومعاني أشجانها.

وهأنذا أصافحك، فمتى أخذتْكِ في يدها فكوني لمسة الأشواق.

وهأنذا أضمك إلى قلبي، فمتى فتحتكِ فانثري عليها من معاني العطر لمسات العناق."

وانظر إلى جسم الشعر هذا الذي يرتدي حلة النثر وحلية الشعر كيف يبدو في حلة الشعر وحليه بعد أن كسوته لباس الشعر المتواضع هذا وهو بخير منه أجدر.

روحي إليها، احملي قارورةَ العطْرِ

..................رسالة القلب فيه حبها يسري

ولتقبسي العطْرَ من مسٍّ أنامِلَها

...............وأبلغيها الذي أودعتُ من ثغري

كم قبلةٍ من فمي باتت مؤمِّلَةً

...............على زجاجِكِ منها طلعةَ الفجْرِ

فلْـيُلْقِها منكِ تكويرٌ برقّتِهِ

..................إلى حنانٍ وحبٍّ رائعٍ عُذري

فيها من القلبِ أفراحٌ كما شجَنٌ

..................ومن يدي ليديها هِزّةُ البِشْرِ

هو العِناقُ الذي أرسلتُهُ معكِ (ي) ( معكي يستحسن تجنبها في آخر الصدر كما تقدم )

...................عطرٌ إليها كما تمْرٌ إلى هَجْرِ

قارورتانِ هنا أنتِ وصاحبتي

..............والقلبُ مثلُك إن تكسرْهُ ينكسرِ

وبين النوع الأول والثاني ذوَيْ اللباس الشعري سلَّمُ من الشعر تقترب كل من درجاته أو تبتعد من أحدهما بحسب ما فيها من خصائص مضمون الشعر وحليته.

وبين النوع الأول والثالث ذَوَيْ المضمون والحلية الشعريّين أصناف من الكلام تقترب أو تبتعد من أحدهما بقدر ما لها من لباس الشعر، وتضم فيما تضم السجع والبند والموشّح وشعر التفعيلة.

أرجو أن أكون وفقت في الإجابة.

الألفاظ الملونة أعلاه مشتركة بين النصين الشعري والنثري

التمرين الثامن

والمطلوب أن يختار القارئ نصا نثريا يفضل أن يكون شاعري المضمون ثم يحاول صياغته أو نظمه أو شعرا، ولا تشترط حرفية المعنى بل إن استلهام جوه والتعبير عنه على نحو يبرز ذاتية المشارك أمر مستحسن. وليحاول القارئ بيان الألفاظ المشتركة بين النصين بتلوينها على النحو المتقدم.

مع الإشارة إلى مصدر النص.

مثال:

http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=137484#post137484

على مشارف ايام تختلف

أجدك تكتبني فوق لوحة عمرك

تكتبني باقلام حبرها حنان

وألوانها سرمدية ..لا تزول

يتربص بي الخوف

فاتخذ جميع قراراتي المترنحة على أعتاب الشفاه الخائفة

فاقرر الرحيل اليك

فقد امتلأتُ بك حدود الكفاية

فانشطاراتي تمعن بتعذيبي

وترسم على شفاهي ابتسامات موؤودة

وعيناي تاخذها غفوة زمن قاسية

لذلك احتاج ترتيب نفسي من جديد في عينيك

فانا مبعثرة تعتريني فوضى عارمة ..

8- تمهيد لفهم عروض التفاعيل

أ - بحث د. ضياء الدين الجماس

http://arood.com/vb/showthread.php?p=85780#post85780

لم نتناول التفاعيل في دورات الرقمي.

لا بد لمن يتخرج من الرقمي أن يلم بالتفاعيل فهي مادة كل كتب العروض.

ثم لا بد له من ان يعرف الفرق في التناول وهو الأمر الذي سيقود إلى معرفة الفرق بين العروض و ( علم العروض )

هذه الصفحة مخصصة لهذه المواضيع. وسيتم تجميع ما ورد حول الموضوع وسأستهله بما تفضل به أستاذنا د. ضياء الدين الجماس على الرابط أعلاه.

ب - يقول الأستاذ عصام البشير :

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=38838

وإنما الذي يهمني أن أنصح المبتدئين بتعلم هذا العلم بالطريقة المعروفة في كتب العروضيين، وإلا فإنهم يقطعون صلتهم بكتب الأدب والتراث اللغوي العربي، وبكتب العروض من باب أولى.

من لم يقرأ مصطلحات العروضيين لم يمكنه مثلا أن يفهم هذا النص من خزانة الأدب للبغدادي:

البيت الذي أورده صاحب المغني، وهو:

أن قد قتلنا بقتلانا سراتكم ... أهل اللواء ففيما يكثر القيل

لم يعرفه أحدٌ ممن كتب على المغني، وما قبل حرف الروي فيه مثناة تحتية والقاف مكسورة. وقد صحفه البدر الدماميني فضبطه بمثناة فوقية، ثم استشكله، قال: فيه كلامٌ من جهة العروض، وذلك أن هذا من بحر البسيط من عروضه الأولى وضربها الثاني، وهو المقطوع، كان أصله فاعلٌ حذفت نونه وسكنت لامه فصار فعلن بإسكان العين، فقد ذهب منه زنة متحرك، وإذا ذهب منه ذلك وجب أن يكون مردفاً، يؤتى قبل حرف الروي بحرف لين، كما في شاهد العروضيين:

قد أشهد الغارة الشعواء تحملني ... جرداء معروقة اللحيين سرحوب

ولا يخفى أن ضرب البيت الذي نحن فيه، وهو اللام الروي، غير مردف؛ ففيه مخالفة لما قرره العروضيون في أمثاله). (انتهى من نسخة الكترونية(

وفي موضع آخر:

قال الدماميني في الحاشية الهندية: ادعى المصنف أن إثبات الألف في البيتين ضرورة، ولقائل أن يمنع ذلك، بناءً على تفسيرها بما لا مندوحة للشاعر عنهن إذ الوزن مع حذف الألف في كلٍّ منهما مستقيم. غاية الأمر يكون في بيت حسان العقل، وفي الآخر الخبن، وكل منهما زحافٌ مغتفر.

ما أظن الطالب الذي لم يأنس بمصطلحات العروضيين إلا سيقف امام مثل هذه النصوص فاغرا فاه، ينتظر الفرج من الله تعالى!

والأمثلة على هذا في كتب الأدب والشعر والعلوم الشرعية على العموم، أكثر من أن تحصى.

فإذا انتقلنا إلى الكتب المتخصصة في العروض كانت الطامة أعظم، والداهية أشأم.

نحتاج إلى طلبة متصلين بماضيهم وتراثهم، عالمين بدرره وجواهره، متمرسين بخباياه وفوائده، لا إلى أنصاف متعلمين يقفون أمام التراث كما يقف العربي أمام الكتاب السرياني، ينتظر من يترجم له ليفهم.

والكلام هنا مع الطلبة أصحاب الهمم العالية، من الذين يعلمون أن العلم أمانة ثقيلة، لا تحصل إلا بالنصب والتعب والمصابرة، أما البطالون والكسالى فلا عليهم أن يضربوا بالعروض كله عرض الحائط،وليتلمسوا أقرب الطرق وأيسرها لفهم نتف يسيرة منه، يقنعون بوشالها عن المعين الثر النمير الذي تركه أسلافنا.

وكثرة المصطلحات في العروض ليست ضررا محضا، بل فيها كثير من الخير. وأيضا قول بعض الإخوة إن طريقة التفاعيل صارفة عن معرفة البحر، وهم كبير.

وقد ظل الناس لقرون عديدة يستعملون هذه التفاعيل ويعرفون البحور ويحفظون المصطلحات. فما الذي جد في الناس والعلم، غير ضعف الهمم، واستعجال الثمرات؟

__

من الطبيعي أن يثير العروض الرقمي الحوار والتأييد والمعارضة، وهذه علامات صحة.

ولكن فيما ذكره الأستاذ عصام البشير أعلاه حق وهو خطر انقطاع دارس الرقمي عن مصادر التراث. وما كان للعروض الرقمي أن يتبلور لولا الإفادة مما جاء في كتب العروض بأسلوبها التفعيلي المعروف. والتراث العروضي كله مكتوب بها، ولا بد لمن يتبع العروض الرقمي إن أراد أن يعمل على الارتقاء به وتلافي ما قد يعتوره من نقص من العودة إلى كتب العروض. ولذلك كان لا بد من التمهيد لدارس الرقمي ليكون بإمكانه دراسة العروض في أمهات مصادره.

لمن يعرف الرقمي ولا يعرف التفاعيل أكتب هذا الموضوع، ناصحا من لم يتمكن من الرقمي أن يؤجل دراسته حتى يتقن الرقمي خشية إضاعة مفهوم الشمولية الذي يركز عليه الرقمي بفعل حدود التفاعيل التي تقوم في الذهن حاجزا دوم استكمال النظرة الشاملة للعروض.

هذا الموضوع مجرد تمهيد يعطي فكرة مبدئية عن التفاعيل يسهل على الراغب فيها البداية ومن ثم الاستزادة بقدر حاجته واستعداده.

الزحاف

السبب والوتد هما المقطعان الذين يوصف بهما الوزن دون حدود تفصل بين المقاطع

وزن العجز في إحدى صور الطويل = وتد سبب وتد سبب سبب وتد سبب وتد سبب سبب

وهكذا استعملهما العرب قبل الخليل في التنعيم الذي به يكون شطر الطويل [ الأرقام مني ] :

= نعمْ لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا = 3 2 3 2 2 3 2 3 2 2

وهكذا لا يزالون يستعملونها في قراهم وبواديهم. ذكر الأستاذ أبو عبد الرحمن بن عقيل في كتابه (الشعر النبطي-ص21) :"أما الشعر العامي فما كان يقتضي برهنة لأننا في قريتنا لا نعرف أوزانا ولا بحورا، وإنما هي ألحان نتمثلها ونهينم بها هكذا مثلا:هها هم = 3 2 ، أوههم هاها = 3 2 2 وبعضهم يتخذ الملالاة بدل الهينمة هكذا يلا لي للا لي = 3 2 3 2 ."وواضح أن هذه المقاطع التي هدتهم إليها الفطرة العربية هي نفس ما بدأ به الخليل نعم لا.

هها=يلا=للا=نعم=3 ،ها=هم=لي=لا=2 فالهينمة والملالاة رديفتان للتنعيم.

وزن الطويل هذا باعتباره = وتد سبب وتد سبب سبب وتد سبب وتد سبب سبب

لا خلاف مضمونا على وصفه بهذه الطريقة بين التفعيلي والرقمي، ولكن شكلا يتم التعبير في الحالتين كما يلي :

تفعيليا = وتد سبب - وتد سبب سبب - وتد سبب - وتد سبب سبب

لاحظ هذا الخط الصغير مجموعات الأسباب والأوتاد. إنه يقسمها إلى وحدات تسمى كل منها تفعيلة. حيث كل :

وتد سبب = 3 2 = فعو لن

وتد سبب سبب = 3 2 2 = مفاعيلن

ولا نعود نتعامل مع هذا البحر إلا بدلالة هاتين التفعيلتين فنصف وزن الطويل بأنه

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

وإذا زوحف أحد الأسباب بحذف ساكنه بحيث تتحول 2 إلى 1

فعولن = 3 2 تصبح فعو لـُن = 3 1ه أو فعولُ = 3 1 سمي هذا الزحاف قبضا

مفاعيلن = 3 2 2 تصبح مفاعيلن = 3 1ه 2 أو مفاعِلن = 3 1 2 = 3 3 سمي قبضا

مفاعيلن = 3 2 2 تصبح مفاعيلن = 3 2 1ه أو مفاعِيلُ = 3 2 1 = 3 2 1 سمي كفًّا

لماذا سمي حذف ساكن الرقم 2 مرة قبضا وأخرى كفا ؟ لأن اسم الزحاف يختلف باختلاف حدود التفاعيل وموقعه من بداية التفعيلة.

هنا تبدو لنا بدايات اختلاف بين الرقمي والتفعيلي، فوحدة الرقمي هي المقطع وبالتالي فلا تفاعيل ولا حدود ولذا لا تختلف تسمية الزحاف لعدم وجود مصدر الاختلاف. هذا من جهة وممن جهة أخرى فإن التعبير بالتفاعيل يحمل تمثيلا نغميا سمعيا لوزن البحر الأمر الذي لا يحمله التمثيل الرقمي، ولا بد لمن يريد أن يتمثل الوزن النغمي السمعي من أن يتمثل مع الوزن الرقمي ببيتا من وزن البحر أو هينمة له أو صورة تفعيلية له.

الآن سنتعرف على بقية التفاعيل وزحافاتها :

التفاعيل هي تسميات معينة لتجميع الأسباب والأوتاد، الأحرف المظللة بالأحمر تمثل الوتد الذي لا يحذف منه شيء ( لا يزاحف)، والأحرف المظلة بالأزرق وغير المظللة تمثل الأسباب، غير المظللة تمثل الأحرف الساكنة أو الممدودة من الأسباب التي يسمى حذفها زحافا

العلة[5] بين الرقمي والتفعيلي.

العلة لغة المرض، واصطلاحا هي التغيير الذي يطرأ على (العروض والضرب ) في بيت الشعر، ولا يكون في غيرهما من تفعيلات البحور، وهو مشترك بين الأسباب والأوتاد. وهذا التغيير لازم، فإذا أصاب عروض بيت أو ضربه وجب التزامه في جميع أبيات القصيدة

وحكم العلل[6] أنها لا تقع أصالة إلا في العروض ( آخر الشطر الأول)، والضرب ( آخر الشطر الثاني ) وأنها إذا عرضت لزمت، فلا يباح للشاعر أن يتخلى عنها في بقية القصيدة.

ومن العلل ما يكون زيادة في آخر العجز، وتسمى علل الزيادة وهي

1-الترفيل وهو زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد ......3 ( + 2)

كما في قول المعتمد بن عباد:

لَمّا تَماسَكتِ الدُموعُ وَتنبّهَ القَلبُ الصَديـعُ

4 3 ((4) 3 2 ((4) 3 4 3 2

وَتَناكَرَت هِمَمي لَما يَستامها الخَطبُ الفَظيعُ

((4) 3 ((4) 3 4 3 4 3 2

قالوا الخُضوعُ سياسَةٌ فليبدُ مِنك لَهُم خُضوعُ

4 3 ((4) 3 4 3 ((4) 3 2

قالوا الخُضوعُ سياسَةٌ فليبدُ مِنك لَهُم خُضوعُ

4 3 ((4) 3 4 3 ((4) 3 2

2- التذييل : زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد ......3 (+ ه )

كما في قول المعتمد بن عابد لو قُرأ على الوجه التالي :

لَمّا تَماسَكتِ الدُموعْ وَتنبّهَ القَلبُ الصَديـعْ

4 3 ((4) 3 ه ((4) 3 4 3 3 ه

وَتَناكَرَت هِمَمي لَما يَستامها الخَطبُ الفَظيعْ

((4) 3 ((4) 3 4 3 4 3 ه

قالوا الخُضوعُ سياسَةٌ فليبدُ مِنك لَهُم خُضوعْ

4 3 ((4) 3 4 3 ((4) 3 ه

وَأَلَذُّ مِن طَعم الخُضو عِ عَلى فَمي السَمُّ النَقيعُ

((4) 3 4 3 ((4) 3 4 3 ه

3- التسبيغ: زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف ......2 (+ ه)

وهذا نادر، يقول د. محمد الطويل[7] بأنه وجد على هذه الصورة بيتين لعدي بن زيد هما:

أيها الركب المخبّونْ [و]على الأرض المجدّونْ

2 3 2 2 3 2 ه 1 3 2 2 3 2 ه

فكما أنتمُ كنّا وكما نحن تكونونْ

1 3 2 1 3 2 1 3 2 1 3 2 ه

[ ولولا هذا الصنف لقلت إنه حيث يقبل البيت زيادة سكون يقبل زيادة 2، والعكس صحيح، ولو أحللنا 2 مكان السكون ما زاد الوزن غرابة :

أيها الركب المخبّونا وعلى الأرض المجدّونا

2 3 2 2 3 2 2 1 3 2 2 3 2 2

فكما أنتمُ كنّا وكما نحن تكونونا

1 3 2 1 3 2 1 3 2 1 3 2 2 ]

علل النقص هي

وسوف أكتب لكل علة تعريفها بطريقة التفاعيل بالأحرف مع ذكر رموزها الرقمية وذلك لا يعني الطريقة الرقمية ، فحصول التغير حسب الطريقة الرقمية في أغلب الأحيان مرتبط بشمولية نظرة الرقمي، وعقبت بعد ذلك باللون الأزرق لتوضيح السياق الذي يرد فيه التغيير المناظر للعلة في الرقمي

والقصد هنا هو تعريف التفاعيل وما ينبني عليها لدارسي الرقمي، ولا بأس من استعمال مصطلحات التفاعيل كأدوات ضمن شمولية النظرة لا كوحدات ذات حدود ثابتة تفرض نفسها على تفكير القارئ.

وللتأكد من عدم حصول هذا الأثر السلبي للتفاعيل وتعريف العلة على أساسها أنصح القارئ أن يقرأ أولا هذا الرابط

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=887

ثم يكمل

التمرين التاسع

إفتح كتاب عروض وانقل شيئا منه مع ذكر رموز التفاعيل بالأرقام ثم أعد تقديمه رقميا، وأضف عليه ما شئت من استطراتد أو تعليق تراه مناسبا. ولا تنس أن تذكر الكتاب ومؤلفه

مثال:

من كتاب علم العروض التطبيقي تأليف الدكتورين نايف معروف وعمر الأسعد

البحر المقتضب

سمي هذا البحر مقتضبا لأنه اقتضب ( اقتطع ) من البحر المنسرح بحذف تفعيلته الأولى ( مستفعلن) والمقتضب من الأبحر النادرة الاستعمال :

مفتاحه : إقتضب كما سألوا ......مفعولاتُ مستفعلن

عروضه: له عروض واحدة ( مستفعلن = 2 2 3 )

ضربه : له ضرب واحد ( مستفعلن = 2 2 3)

ولكن تفعيلة عروض هذا البحر وضربه لا تستعمل صحيحة بل مطوية وجوبا، وبه مستفعلن=322 تصير مسْتعِلن= 2 1 3 وتنقل إلى مفْتَعِلن= 222

حشوه : أهم ما يلحق تفعيلة الحشو في المقتضب:

الطي : وبه مفعولاتُ = 2 2 2 1 تصير مفْعُلاتُ = 2 3 1

الخبن : وبه مفعولاتُ تصير معولاتُ ( فعولاتُ ) = 3 2 1

خلاصة المقتضب

الضرب

مستعلن = مفتعلن ( مطوية ) = 2 1 3

العروض

مستعلن = مفتعلن ( مطوية ) = 2 1 3

الحشو

مفعولاتُ 222 1 تصير مفعلاتُ = 2 3 1 ، فعولاتُ 3 2 1

المقتضب رقميا

المنسرح وفيه المقتضب = 4 3 2 3 3 1 3

السطر المتقدم كاف لوصف المقتضب

وفيما يلي استطراد أغلبه منقول من الدورة الخامسة لتوضيح جانب من شمولية الرقمي في هذا المقام

المقتضب 2 3 3 1 3 = 2 3 3 ((4) وهذا يعني في الرقمي أن المضارع كالبسيط والمنسرح ومجزوء الوافر والكامل الأحذ من حيث أن منطقة العروض فيها جميعا = 3((4) وأن منطقة الضرب يجوز فيها3((4) و 3 4

مما جاء في المنسرح ومنطقة الضرب 3 4 قول ابن مناذر:

هل عندكم رخصةٌ عن الحسن الـ (م) .ـبصريّ نرى أو ابن سيرينا

2 2 3 2 3 3 1 3 2 2 3 2 3 3 2 2

إنّ سفاهاً بذي الجلالة والشْـ (م) ـشيبةِ ألا يزال مفتونا

لبست ثوب الصّبا وبارقه وقد مضت من سنيّ ستّونا

ولم أجد شاهدا على مجيء عجز المقتضب 2 3 3 4

ولكن يفترض الاطراد في هذا قياسا على المنسرح فالمقتضب بعض المنسرح ومنطقتا الضرب فيهما متماثلتان

المنسرح = 4 3 2 3 3 ((4) 4 3 2 3 3 4

إنّ سفاهاً بذي الجلالة والشْـ (م) ـشيبةِ ألا يزال مفتونا

لبست ثوب الصّبا وبارقه وقد مضت من سنيّ ستّونا

المقتضب = 2 3 3 ((4) 2 3 3 4

هل لذي الجلالة أن لا يزال مفتونا

ألصّبا وبارقه من سنيّ ستونا

فيما تقدم الرقم 6 = 2[2]2 = في البحرين الطويلين ( الخفيف والمنسرح) و 2[[2]] 2 في البحور القصيرة ( البحرين القصيرين المضارع والمقتضب ) أي يؤول إلى 32 [جوازا في الطويلة] أو [[وجوبا في القصيرة]]

ولكن كتب العروض تذكر احتمال مجيء 6 = 1 2 2 = 3 2 وهو زحاف ثقيل حينا ومختلف عليه حينا آخر.

هل يتجاور الوزنان الشائع حيث تؤول 6 إلى 32 والنادر حيث تؤول 6 إلى23 في بيت واحد؟ أحدهما صدر والآخر عجز؟

الجواب نعم، ومن ذاك على المضارع، بيت تكثر من الاستشهاد به كتب العروض:

قد نجده من تبايت شبيه بذاك الذي في شاهد المقتضب

أتانا مبشرنا بالعذاب والنّذُرِ

3 2 3 1 3 2 3 3 1 3

وقد أنكر صحة هذا الوزن حازم القرطاجني

على أننا نجد مثله في المنسرح من قول المتنبي :

لام َ أناسٌ أبا العشائـر في جـود يـديهِ بـالعَينِ والوَرَقِ

2 1 3 2 3 3 1 3 2 1 3 3 2 3 1 3

ولعلنا هنا نخلص إلى قاعدة عن ناتج تحول 222 إلى 2 3 أة 3 2 تقول بأن ناتج هذا التحول أصم أي لا يجوز حذف ساكنه سواء كان هذا الرقم في حشو بحور دائرة المشتبه أو في منطقة الضرب لأي بحر كان ، والكلام هنا عمليا منصب على 2 من 2 3 فلا تأتي محذوفة الساكن أبدا. 1ه =1

أتانا مبشرنا = 3 2 3 1 3 فلنتذكر المتقارب 3 2 3 2 3 ولنقارن

الضرورة الشعرية

العبارة المألوفة " يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره " ليست مطلقة. وموضوعها هو الحالات التي يجوز للشاعر فيها مخالفة المألوف من اللغة أو الصواب من النحو مما لا يجوز في النثر.

ومن الضرورات أو الضرائر ما هو سائغ ومنها ماهو ثقيل مكروه . الرابط التالي لأستاذي عادل نمير يتناول الموضوع :

http://arood.com/vb/showthread.php?p=48322#post48322

والدارس مدعو إلى البحث عن الموضوع في الكتب أو على الشبكة إضافة إلى ما تقدم.

والإكثار من استعمل الضرورات الشعرية يعيب الشعر.

الرابط أدناه للتصفح المباشر لكتاب (ضرائر الشعر) لابن عصفور الإشبيلي لمن أراد التوسع :

http://shamela.ws/browse.php/book-37489

التمرين العاشر

هات بيتا من الشعر يحتوي على ضرورة شعرية وبينها واذكر ما تجده من أحكامها

**

الجواب

للمتنبي :

وألقى الشرق منها في ثيابي ...... دنانيرًا تفر من البنان

الضرورة أجازت تنوين دنانير

فالأصل أن دنانير على وزن مفاعيل لا تنون لأنها ممنوعة من الصرف ولو كان هذا نثرا لوجب أن يقال ( ألقى الشرق دنانيرَ)، كما أنها تجر بفتحة بدل الكسره ويقال : نظرتُ إلى دنانيرَ كثيرةٍ، إلا أن تضاف فيقال: نظرت إلى دنانيرِ الذهب، أو تعرّف بأل فيقال : نظرت إلى الدنانيرِ .

[1] عرفنا في الرقمي الوتد 11ه= 3 وهذا يسمى في عروض التفاعيل بالوتد المجموع، وثمة في عروض التفاعيل وتد آخر هو الوتد المفروق =1ه1=2 1 وهذا الوتد خاص ببحور دائرة المشتبه وهكذا فإن مستفعلن = سبب سبب وتد مجموع في حين أن مستفع لن = سبب وتد مفروق سبب والوتد المفروق هذا يظهر على ساعة البحور ممثلا في المحور/ المحورين (8+ه) : http://www.geocities.com/khashan_kh/sa3ah.gif

[2] الأصل أن مفاعَلَتُنْ إذا حذفت لامها تصبح مفاعَتُنْ ولكنهم ينقلونها في التفعيلي إلى صورة أشهر هي مفاعِلُنْ، ومن أراد أن يتوسع في سر ذلك فعليه بالرابط: http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=38988

[3] الأصل أن مفاعَلَتُنْ إذا سكنت لامها وحذفت نونها تصبح مفاعَلْتُ ولكنهم ينقلونها في التفعيلي إلى صورة أشهر هي مفاعِيلُ

[4] يعتبرون في التفعيلي نقل السبب الثقيل إلى السبب الخفيف زحافا في كل من الكامل والوافر وهو في الرقمي لا يعتبر زحافا بل تكافؤا خببيا. فالسبب الأول في الفاصلة في كل منهما 2 2 سبب خببي يتكافأ في السببان الخفيف والثقيل.

[5] كتاب علم العروض التطبيقي تأليف د. نايف معروف و د. عمر الأسعد ( ص – 44)

[6] أهدى سبيل إلى علمي الخليل تأليف محمود مصطفى ( ص- 25)

[7] كتابه ( في عروض الشعر العربي - قضايا ومناقشات ) – ( ص -59)

مبادئ العروض الرقمي