أرجوزة في علامات الترقيم

إِخواني فِي اللهِ ،

السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ ، وبعدُ :

ففِي تَبُوك حيثُ كنْتُ أعْمَلُ بمدارسِ الْأبْناءِ في الفترةِ منْ 1991 إلى 1995 ، نظمْتُ هَذِهِ الأرجُوزَةَ ؛ لِتكُونَ كَالمصباحِ الَّذي يُضِيءُ طَريقَ منْ أرادَ الترقيمَ في الكتابةِ ، وسمَّيْتُهَا : الطريقَ المستقيمَ في نظمِ علاماتِ التَّرْقِيمِ ، وَكُلِّي أَمَلٌ أنْ ينتَفِعَ بها إِخْواني ، وهَا هي :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الطَّرِيقُ الْمُسْتَقِيمُ فِي نَظْمِ عَلَامَاتِ التَّرْقِيمِ

يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ السَّمِيعِ ... [1] ... ذُو الْعَجْزِ مَحْمُودٌ أَبُو سَرِيعِ

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بِالْقَلَمِ ... [2] ... قَدْ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمِ

وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ ... [3] ... عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى الْكَرِيمِ

وَبَعْدُ فَالتَّرْقِيمُ ذُو فَوَائِدِ ... [4] ... لِكَاتِبٍ وَقَارِئٍ وَنَاقِدِ

مَوَاقِعُ الْفصْلِ بِهِ تَنْكَشِفُ ... [5] ... وَيُدْرِكُ الْقَارِئُ أَيْنَ يَقِفُ

كَأَنَّهُ إِشَارَةُ الْمُرُورِ ... [6] ... تُؤْذِنُ بِالْوُقُوفِ وَالْعُبُورِ

يَمِيزُ أَجْزَاءَ الْكَلَامِ مَبْنَى ... [7] ... وَيَنْجَلِي بِهِ اكْتِمَالُ الْمَعْنَى

يُقَرِّبُ الْمَعْنَى إِلَى الْأَذْهَانِ ... [8] ... وَيَكْشِفُ الْغُمُوضَ فِي الْمَعَانِي

وَقَدْ رَأَيْتُ نَظْمَهُ لِلطَّالِبِ ... [9] ... نَظْمًا بَدِيعًا سَائِغًا لِلشَّارِبِ

وَرَبُّنَا الْمَسْئُولُ فِي الرِّعَايَةِ ... [10] ... وَالمُسْتعَانُ فِي بُلُوغِ الْغَايَةِ

سَأَلْتُهُ الصَّوَابَ وَالتَّوْفِيقَا ... [11] ... مُذلِّلًا لِعَبْدِهِ الطَّرِيقَا

عَلَامَاتُ التَّرْقِيمِ

احْصُرْ عَلَامَاتٍ لَهُ فِي الْفَصْلَةِِ ... [12] ... وَفَصْلَةٍ مَنْقُوطَةٍ وَوَصْلَةِ

وَوَقْفَةٍ أَوْ نُقْطَةٍ قَوْسَيْنِ ... [13] ... عَلَامَةِ التَّنْصِيصِ نُقْطَتَيْنِ

عَلَامَةِ اسْتِفْهَامٍ انْفِعَالِ ... [14] ... وَنُقَطِ الْحَذْفِ مِنَ الْمَقَالِ

وَبَعْضُ هَذِهِ العَلَامَاتِ يَقَعْ ... [15] ... فِي أَوَّلِ السَّطْرِ وَبَعْضُهَا امْتَنَعْ

وَبَعْضُهَا وَهْوَ الْقَلِيلُ قَدْ يَفِي ... [16] ... فِي أَوَّلٍ وَوَسَطٍ وَطَرَفِ

وَكُلُّهَا عِنْدِي لَهَا مَعَانِي ... [17] ... بِالْوَضْعِ لَا بِهَذِهِ الْمَبَانِي

كَمَا لَهَا فِي رَسْمِنَا مَوَاضِعُ ... [18] ... مَخْصُوصَةٌ كَمَا أَشَارَ الْوَاضِعُ

وَسَوْفَ يَأْتِي الشَّرْحُ وَالتَّفْصِيلُ ... [19] ... مُمَثِّلًا مَا أَمْكَنَ التَّمْثِيلُ

الْفَصْلَةُ (،)

الْفَصْلَةُ الْوَاوُ الَّتِي قَدْ كُتِبَتْ ... [20] ... صَغِيرَةً فِي حَجْمِهَا وَقُلِبَتْ

وَهْيَ عَلَامَةٌ غَدَتْ مُشِيرَهْ ... [21] ... إِلَى الْوُقُوفِ وَقْفَةً قَصِيرَهْ

تُوضَعُ بَيْنَ جُمَلٍ تَأَلَّفَا ... [22] ... مِنْهَا كَلَامٌ قَدْ أَفَادَ وَكَفَى

وَمُفْرَدَاتٍ أَشْبَهَتْ بِمَا اتَّصَلْ ... [23] ... بِهَا مِنَ الْأَلْفَاظِ فِي الطُّولِ الْجُمَلْ

وَبَيْنَ أَنْوَاعٍ لِشَيْءٍ انْقَسَمْ ... [24] ... وَبَعْدَ أَلْفَاظِ الْمُنَادَى وَالْقَسَمْ

وَبَيْنَ شَرْطٍ وَجَوَابٍ إِنْ يَطُلْ ... [25] ... شَرْطٌ بِمَا بِهِ مِنَ اللَّفْظِ اتَّصَلْ

تَنْبِيهٌ

ثُمَّ الْكَلَامُ هَاهُنَا إِشَارَهْ ... [26] ... لِمَا يُسَمَّى الْآنَ بِالْعِبَارَهْ

وَلَيْسَ مَعْنَاهُ هُنَا مَا يَحْوِي ... [27] ... مَعْنًى مُفِيدًا كَاسْتَقِمْ فِي النَّحْوِ

الْفَصْلَةُ الْمَنْقُوطَةُ (؛)

وَالْفَصْلَةُ الْمَنْقٌوطَةُ اسْمٌ لِلَّتِِي ... [28] ... يَكُونُ فِيهَا النَّقْطُ تَحْتَ الْفَصْلَةِ

تَجِيءُ بَيْنَ جُمْلَتَيْنِ السَّابِقَهْ ... [29] ... نَتِيجَةٌ أَوْ عِلَّةٌ لِلَّاحِقَهْ

أَوْ جُمْلَةٌ تَسَبَّبَتْ فِي أُخْرَى ... [30] ... وَمَا ذَكَرْتُ بِالصَّوَابِ أَحْرَى

وَبَيْنَ تِلْكَ الْجُمَلِ الطَّوِيلَهْ ... [31] ... لَوِ الْمَعَانِي بَيْنَهَا مَوْصُولَهْ

حَتَّى نَرَى فِي النَّظْمِ مَجْمُوعَ الْجُمَلْ ... [32] ... مُكَوِّنًا مَعْنًى أَفَادَ وَاكْتَمَلْ

وَالْوَقْفُ عِنْدَهَا يَكُونُ وَسَطَا ... [33] ... كَيْ نَتَنَفَّسَ وَلَا تَخْتَلِطَا

الْوَقْفَةُ أَوِ النُّقْطَةُ (.)

وَالْوَقْفَةُ النُّقْطَةُ وَهْيَ تُلْفَى ... [34] ... بَعْدَ كَلَامٍ قَدْ كَفَى وَاسْتَكْفَى

أَيْ بَعْدَ مَا اكْتَمَلَ فِي أَجْزَائِهِ ... [35] ... وَيَحْسُنُ السُّكُوتُ بِانْتِهَائِهِ

ثُمَّ الْوُقُوفُ طَالَ عِنْدَ النُّقْطَةِ ... [36] ... عَنْ وَقَفَاتِ الْفَصْلَةِ الْمَنْقُوطَةِ

فَهْيَ عَلَامَةُ الْوُقُوفِ قَطْعَا ... [37] ... وَمِنْ هُنَا بِوَقْفَةٍ قَدْ تُدْعَى

الْوَصْلَةُ أَوِ الشَّرْطَةُ ( ـ )

وَشَرْطَةٌ فِي أَوَّلِ الْحِوَارِ ... [38] ... إِنْ لَمْ تَشَأْ لِلِاسْم مِنْ تِكْرَارِ

وَبيْنَ أَعْدَادٍ وَمَعْدُودٍ جَرَتْ ... [39] ... مِثْلَ الْعَنَاوِينِ وَقَدْ تَصَدَّرَتْ

كَمِثْلِ أَوَّلًا ـ وَمِثْلِ ثَانِيَا ... [40] ... فِي الْبَدْءِ وَالْمَعْدُودُ جَاءَ تَالِيَا

وَبَيْنَ رُكْنَيْ جُمْلَةٍ إِنْ طَالَا ... [41] ... أَوَّلُ رُكْنٍ كَيْ نَرَى اتِّصَالَا

وَمِنْ هُنَا قَدْ سُمِّيَتْ بِالْوَصْلَةِ ... [42] ... لِوَصْلِهَا مَا بَيْنَ رُكْنَيْ جُمْلَةِ

الْقَوْسَانِ ( )

وَكُلُّ لَفْظٍ لَيْسَ مِنْ أَرْكَانِ ... [43] ... كَلَامِنَا يَضُمُّهُ قَوْسَانِ

مِثْلُ اعْتِرَاضٍ جَاءَ فِي تَعْبِيرِ ... [44] ... أَلْفَاظِ الِاحْتِرَاسِ وَالتَّفْسِيرِ

كَقَوْلِنَا مِصْرُ (حَمَاهَا الْمَوْلَى) ... [45] ... نَحْنُ بِهَا مِنَ الدَّخِيلِ أَوْلَى

وَقَدْ تَنُوبُ الشَّرْطَتَانِ عَنْهُمَا ... [46] ... إِنْ تَعْتَرِضْ أَوْ إِنْ تُفَسِّرْ مُبْهَمَا

هَذَا وَقَدْ أَضَافَ بَعْضُ الْعُلَمَا ... [47] ... قَوْسَيْنِ مَعْقُوفَيْنِ فِيمَا رَسَمَا

وَيَحْصُرَانِ مَا أَتَى مِنْ قَوْلِ ... [48] ... زِيَادَةً عَنِ الَّذِي فِي الْأَصْلِ

وُجُودُهَا فِي الْكُتُبِ الْمُحَقَّقَهْ ... [49] ... وَافَى بِكَثْرَةٍ أَوِ الْمُوَثَّقَهْ

عَلَامة التَّنْصِيصِ (" ")

وَكُلُّ مَنْقُولٍ مِنَ النُّصُوصِ ... [50] ... تَلْزَمُهُ عَلَامَةُ التَّنْصِيصِ

وَتِلْكَ زَوْجَانِ مِنَ الْأَقْوَاسِ ... [51] ... يَكْتَنِفَانِ نَصَّ الِاقْتِبَاسِ

بِشَرْطِ أَنْ يُرْوَى هُنَا بِالْحَرْفِ ... [52] ... بِلَا زِيَادَةٍ وَدُونَ حَذْفِ

وَإِنْ تَكُنْ فِي النَّصِّ ذَا تَصَرُّفِ ... [53] ... أَوْ تَرْوِهِ مَعْنًى فَتِلْكَ لَا تَفِي

النُّقْطَتَانِ الرَّأْسِيَّتَانِ (:)

تُوضَعُ نُقْطَتَانِ فِي الْمَنْقُولِ ... [54] ... مَا بَيْنَ لَفْظِ الْقَوْلِ وَالْمَقُولِ

وَبَيْنَ مُجْمَلٍ وَمَا قَدْ فَصَّلَهْ ... [55] ... وَبَيْنَ قَانُونٍ وَبَيْنَ الْأَمْثِلَهْ

تَنْبِيهٌ

وَمَا جَرَى كَالْقَوْلِ فِي مَعْنَاهُ ... [56] ... يَأْخُذُ حُكْمَهُ الَّذِي قُلْنَاهُ

فَقَوْلُهُ أَخْبَرَنِي أَوْ قَدْ حَكَى ... [57] ... فِي حُكْمِ قَالَ أَوْ يَقُولُ اشْتَرَكَا

عَلَامَةُ الِاسْتِفْهَامِ (؟)

إِنْ لَاحَ الِاسْتِفْهَامُ فِي الْكَلَامِ ... [58] ... فَضَعْ لَهُ عَلَامَةَ اسْتِفْهَامِ

بِشَرْطِ أَنْ تَرَى الْأَدَاةَ أَوَّلَهْ ... [59] ... صَرِيحَةً وَلَمْ تَكُنْ مُؤَوَّلَهْ

وَمَا أَتَى مِثَالَ عَلِّلْ وَاشْرَحِ ... [60] ... فَنُقْطَةٌ ضَعْهَا كَمَا فِي وَضِّحِ

عَلَامَةُ الِانْفِعَالِ أَوِ التَّعَجُّبِ (!)

ثُمَّ عَلَامَةُ التَّعَجُّبِ تَفِي ... [61] ... بَعْدَ انْفِعَالٍ نَاتِجٍ عَنْ مَوْقِفِ

مِثْلُ دُعَاءٍ أَوْ تَعَجُّبٍ فَرَحْ ... [62] ... أَوِ اسْتِغَاثَةٍ وَحُزْنٍ وَتَرَحْ

وُجُودُهَا إِذَنْ بِكُلِّ حَالِ ... [63] ... يَنُمُّ عَنْ وُجُودِ الِانْفِعَالِ

الِاسْتِفْهَامُ التَّعَجُّبِي (؟!)

اجْمَعْ فِي الِاسْتِفْهَامِ ذِي التَّعَجُّبِ ... [64] ... بَيْنَ عَلَامَتَيْهِمَا إِنْ تَكْتُبِ

كَقَوْل رَبِّ الْخَلْقِ جَلَّ فِي عُلَاهْ ... [65] ... لِلنَّاسِ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِالْإِلَهْ

عَلَامَةُ الْحَذْفِ ( .... )

عَلَامَةُ الْحَذْفِ نِقَاطٌ تُوضَعُ ... [66] ... مَكَانَ مَا مِنَ الْكَلَامِ يُنْزَعُ

إِمَّا لِأَنَّ ذِكْرَهُ قَبِيحُ ... [67] ... أَوْ لَا يَهُمُّنَا بِهِ التَّصْرِيحُ

وَرُبَّمَا تَكُونُ فِيهَا الْعِلَّهْ ... [68] ... هِيَ الْغِنَى بِمَوْضِعِ الْأَدِلَّهْ

ثُمَّ أَقَلُّ مَا تَرَى مِنَ النُّقَطْ ... [69] ... ثَلَاثَةٌ وَإِنْ تَزِدْ فَلَا شَطَطْ

الْخَاتِمَةُ

وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ تَكُونَ الْغَايَةُ ... [70] ... هُنَا فَفِيمَا قُلْتُهُ كِفَايَةُ

فَاعْنَ بِهِ بِحِفْظِهِ وَفَهْمِهِ ... [71] ... وَبِالطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ سَمِّهِ

وَاحْرِصْ عَلَى التَّرْقِيمِ فِي الْكِتَابَةِ ... [72] ... فَإِنَّهُ عَلَامَةُ النَّجَابَةِ

وَالْحَمْدُ للهِ عَلَى انْتِهَائِي ... [73] ... كَمَا حَمَدْتُ اللهَ فِي ابْتِدَائِي

ثُمَّ صَلَاةُ اللهِ وَالسَّلَامُ ... [74] ... عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى خِتَامُ

محمود محمد محمود مرسي

أبو سريع