أقوال ذهبية


 للمعلم برمهنسا يوغانندا

ترجمة محمود عباس مسعود


السعادة هي حقي وميراثي وكنزي الإلهي المخبأ. وجهني يا رب كي أعثر في داخلي على النفائس التي تفوق أحلام الملوك.

* * *

إن ساكن القلوب الإلهي ينير في المريدين - بدافع رحمته وحنانه - مصابيح الحكمة المتألقة التي تبدد ظلام الجهل. 

* * *

الحياة حركة ذكية وذات إيقاع منتظم .. تصوغ ذاتها في الجماد .. أو تتخذ شكلاً حياً ومتحركاً .. الحياة شاملة وتتخلل كل شيء.

* * *

أيها المحب الأعظم، أنت الحياة.. وأنت غايتي ومطمحي. اجعلني وردة ناضرة في بستانك السماوي، أو خرزة متلألئة في عقد حبك الوضاء، أو أعطني أعظم شرف: أصغر مكان في قلبك.

* * *

حيثما يقدّر الآخرون جهودي في عمل الخير فذلك هو المكان الذي فيه أستطيع تقديم أعظم خدمة.RE-1+8.23

* * *

لننسج بساط الأحلام الذهبية بخيوط حريرية من الذكريات العذبة والأفكار الراقية.

* * *

العقل الفارغ [من الأفكار الإيجابية البنّاءة] هو مصنع للمتاعب والقلق واليأس والقنوط. 

***

إن استوطن الحب الكوني قلبك فسيجلب لك سعادة دائمة ومتجددة لا يمكن لأي شيء آخر أن يمنحها لك. RE-1+8.23

***

إن زهور الحياة النابتة في حديقة الوجود الأرضي هي رائعة الحسن بهية المنظر. ولكن الأروع والأبهى هو ينبوع الجمال والذكاء الموجود في مكان ما، والذي منه جئنا وإليه سنعود ونمتزج به ثانية.


عندما يستيقظ المريد صباحاً يؤكد لنفسه: "أنا لست الجسد، أنا روح غير منظور.. أنا الفرح.. أنا النور.. أنا الحكمة.. أنا المحبة. ومع أنني أسكن في هذا الجسد إنما روحي خالدة لا يمسها الفناء.

***

مثلما تساعد قطرات الندى الزهور على التفتح والنمو هكذا يغذي اللطف الصداقة ويعزز نموها. 

 * * *

هناك أمواج تظهر على سطح المحيط وأمواج تتوارى في قلبه، وفي كلتا الحالتين هي في المحيط ومتحدة به. وبالمثل، فإن البشر الذين يعومون أثناء "الحياة" على صدر المحيط الكوني أو الذين يحتجبون في داخله عند "الموت" هم سواء بسواء داخل محيط الأبدية.

* * *

لا يمكن رؤية انعكاس القمر بوضوح في الماء المخضوض، ولكن حالما تهدأ صفحة الماء يظهر انعكاس القمر بكل جلاء. وهكذا الفكر أيضاً: فعندما يكون هادئاً يمكنك رؤية وجه روحك بكل صفاء ووضوح.

***

ارسل يا رب أشعة شمس حكمتك لتهديني في أيام إنجازاتي السعيدة، وضياء بدر رحمتك عندما أسير في ليالي الحزن المظلمة.RE-1+8.23

***

التأمل هو الوسيلة التي تجعلك على تواصل مع العقل الكلي، وعندما تتناغم مع ذلك الإدراك اللانهائي ستتمكن من معرفة كل أسرار الخليقة. 

***

الرغبة في التقرب من الله والتعرف عليه لا تأتي من تلقاء ذاتها بل يتعين تنميتها، ولا قيمة للحياة بدون تلك الرغبة. 

***

الحياة الأرضية هي محطة مؤقتة وواجب الإنسان الأول هو معرفة الغرض من هذه الرحلة وغايتها. الغاية هي معرفة الله ولا يمكن أن تكون غير ذلك. RE-1+8.23

***

سلامك هو كنزك الثمين فلا تسمح لأحد بأن يسلبك ذلك الكنز. RE-1+8.23

* * *

تعلم أن تقف بمفردك، آمناً مطمئناً في حصن فضائلك وقيمتك الذاتية. 

* * *

كل شيء موجود لأن الله موجود.. ولأنه موجود فأنتم موجودون أيضاً. وبفضل وجوده تنعمون ببحبوحة العيش ومباهج الحياة.. ولهذا يجب أن يكون اعترافكم بفضل الله كبيرا.

***

الكتب الجيدة يمكن أن تكون بمثابة أصدقاء صامتين وفي غاية التأدب والتهذيب. لا تتخلَ عن تلك الكتب الصديقة في لحظاتك العصيبة لأنها لن تتركك أبداً، في حين قد يهجرك الأصدقاء الماديون ويتخلون عنك. 

***

من يمتلك صحة جيدة وبحبوحة من العيش وقدرة عقلية كبيرة ومع ذلك يفتقر إلى السعاده فإنه لم ينجح في الحياة بعد. عندما يمكنك القول صادقاً: "إنني سعيد ولا يوجد من يقدر أن يسلبني سعادتي" تكون قد عثرت على صورة الله في داخلك.


***

أكدوا على الهدوء والسلام وابعثوا فقط بأفكار المحبة والنوايا الطيبة إن أردتم أن تعيشوا بسلام وانسجام. احيوا حياة مؤسسة على الصلاح والتقوى وكل من تتصل حياته بحياتكم سيستفيد من مجرد كونه معكم. 

***

إن كنت بدون أصدقاء، أو إن كان أصدقاؤك يستنزفون وقتك، أو إن كنت لا تنسجم معهم، فلتكن الكتب [والمواد] التي تكتنز الحكمة أصدقاءك حيث يمكنك العبور من أبواب صفحاتها إلى دنيا الأفكار المدهشة والمشوقة. 

***

العثور على الله يعني الحصول على كل ما يشتهيه القلب، وكون المرء روحياً يعني أن يفتح أبواب الصحة والسعادة والنجاح.

***

في داخلنا شرارة من القوة الإلهية التي تخلق وتسند الحياة بأسرها.. وهي بانتظار إيقادها

***

القراءة نشاط عقلي نافع جداً فهي تمرّن الفكر وتبقيه مرناً. إن ساعة أو ساعتين من القراءة اليومية ستمنح أي إنسان ثقافة منوعة في غضون بضع سنوات إن هو اختار كتباً تستحق القراءة. لا تضع الوقت ولا تؤذِ قدراتك العقلية بقراءة روايات رخيصة أو كتب تافهة لا هدف لها ولا معنى. 

***

ذوو الميول الاجتماعية سيجدون في الكتب القيّمة طاقة جديدة لمساعدة الإنسانية.. من خلال الدروس التي تحتويها كتبٌ من تأليف النبلاء من رجال ونساء موهوبين.

* * *

القراءة نشاط عقلي نافع جداً فهي تمرّن الفكر وتبقيه مرناً. إن ساعة أو ساعتين من القراءة اليومية ستمنح أي إنسان ثقافة منوعة في غضون بضع سنوات إن هو اختار كتباً تستحق القراءة. لا تضع الوقت ولا تؤذِ قدراتك العقلية بقراءة روايات رخيصة أو كتب تافهة لا هدف لها ولا معنى. 

* * *

يجب التخلص من الأنانية والكبرياء لأنهما أكبر عائق أمام المعرفة الروحية.

* * *

بدون الإحساس بالله يبدو هذا العالم مليئاً بالصراع والعنف والخيبات المريرة. السعادة تكمن في الشعور بالقرب من الله.8.23


* * *

العارفون بالله يمتلكون الابتهاج والسرور في قلوبهم على الدوام. ولأنهم يشعرون بالأمن والطمأنينة المباركة لا تهزّهم عواصف الغضب ولا يتطرق الخوف إلى قلوبهم.8.23

* * *

الكتب الجيدة هي أفضل أصدقائك، فمن خلالها يمكنك سماع [العظماء] يتحدثون بهدوء إليك .. يواسونك ويقدمون لك أفضل النصائح. إن عدم تنمية الرغبة الحقيقية في قراءة الكتب الجيدة يعني ضياع ميراث الأجيال.

* * *

بدون العون الإلهي يفشل الناس حتماً، لأن القوة والحكمة اللازمتين لإحراز النجاح في معركة الحياة تأتيان من المصدر اللانهائي. وعندما يتجاهل الإنسانُ اللهَ فإنه بذلك يقطع الحبل الذي يمده بالمساعدة والدعم المطلوبين للنجاح.


المريدون الذين يقرعون باب الفرص الروحية سيجدون أن الباب يُفتح لهم لأن الله يساعد الذين يساعدون أنفسهم.


عندما تكون على توافق مع الله تتناغم الطبيعة بأسرها وتنسجم معك.


* * *

الحُب يشبه ورق الصنفرة الذي يصقل العقل ويزيل الخشونة من الطبع.

* * *

عندما تجد الله فجأة في كل مكان.. وعندما يأتي إليك ويلهمك ويهديك.. تكون قصة الحب الإلهي قد بدأت.

* * *

فلتتوهج المحبة في القلوب ولترسل إشعاعات الشفاء للآخرين.

* * *

اطلب التعرف على الله ما دمت فتياً وقوياً لأنه في الشيخوخة والمرض قد لا تقوى على البحث عنه. وفي السن الذي فيه يبدأ الناس بفهم المغزى الحقيقي للحياة يصبح الجسم واهناً فيصرفون ما تبقى من عمرهم في الاعتناء بالآلة الجسدية الهشة بدلاً من البحث عن الحقيقية.

* * *

إن الجائحات والنوازل والتغيّرات العنيفة التي تحدث في الطبيعة وتجلب معها الخراب والدمار والضرر الجماعي ليست "قـَدراً إلهياً".  هذه الكوارث تنجم عن أفكار وأفعال الإنسان. فحيثما يختل ميزان العالم الإهتزازي للخير والشر بتراكم الأمواج والذبذبات الضارة المؤذية بفعل نوايا الإنسان السيئة وأفعاله الخاطئة تعم الفوضى ويحدث الدمار على نطاق واسع.

* * *

سأتخذ من كل شعب أفضل ما لديه، وسأستحسن الصفات الطيبة لكل القوميات دون التركيز على عيوبها.

* * *

مثلما نهتم بالقيمة الغذائية لطعامنا اليومي، هكذا يجب أن نبدي اهتماماً بمغذياتنا النفسية التي نقدمها لعقولنا كل يوم.

* * *

الكلام العذب ترياق عجيب للعديد من الأمراض وفيه قوة سحرية ومغناطيسية جبارة تجلب الكثير من الخيرات والبركات لصاحبه. فالذي يستخدم الكلام العذب المهدّئ للخواطر يشعر بتيار خفي ينساب من خلاله دون انقطاع ويمتلئ كيانه بفيض من الطمأنينة لأن ذلك التيار متصل بمصدره الأعلى الدائم التدفق والجريان إلى النفوس المتناغمة مع ذلك المصدر، وسيتمكن من نقل السعادة إلى النفوس المتعطشة للسلام.

* * *

كم من كلمة طيبة نابعة من القلب بددت أحزاناً كثيرة.. وكم من أصواتٍ حكيمة أنارت دروباً مظلمة بمصابيح البهجة والطمأنينة!

* * *

* إننا ننمو من خلال كل تجربة نمر بها ما دمنا ندرك أن بمقدورنا استخلاص دروس نافعة منها. فلكل ما نختبره من ألم ومعاناة معنىً وغاية. وبالرغم من قسوة التجارب، لكنها كالنار التي تصهر خام الحديد لتحوله إلى فولاذ جميل المنظر، قوي التحمّل، ومتعدد الاستخدامات.

* * *

إن جميع الإنجازات البارزة في حياتي تحققت عن طريق قوة العقل المتناغم مع الله. فعندما يكون مولـّد الكهرباء الإلهي شغالاً يتحقق كل ما أتمناه دون استثناء، إذ يرتسم أولاً كتصميم أثيري غير منظور ثم يتجسد بقوة لا تقاوم على أرض الواقع.

* * *

عندما يهمس الفكر لله همساً وجدانياً حاراً نابعاً من أعماق نفس مشتاقة سيلامس نداء الروح القلبَ الكوني وستأتي الإجابة ومعها فرح عظيم. الهمس الفكري ينمي الإرادة إلى أن تمتلك من القوة ما يكفي لتحقيق الهدف المنشود.

* * *

* عندما يتناغم عقل الإنسان وإرادته مع الله فإنهما يُشحنان بقوة لا حد لها بحيث يصبح مجرد التفكير بأمر ما كفيلاً بتحقيقه لأن القانون الإلهي يعمل لصالح المتناغمين مع الإرادة العليا.

* * *

مهما كانت شواغلنا يجب أن يحتل الله المقام الأول في حياتنا، ومن أهم مقومات النمو الروحي هو الهمس الوجداني المتواصل لله حيث ستلمس بنفسك تغيّراً إيجابياً رائعاً سيعجبك كل الإعجاب.

* * *

يجب ألا يكرس الإنسان كل قدراته العقلية التي وهبها له الله للبحث عن أمور زائلة وإلا سيفقد ذاته في متاهات المادة ويخلق لنفسه قيوداً ومحدوديات هو بغنى عنها.. وعليه بدلاً من ذلك أن يستخدم قواه العقلية في تحصيل ضرورات العيش والسعي لتطوير ملكاته الروحية للتمييز بين الخطأ والصواب والضار والنافع.

* * *

الحقيقة تكمن ما وراء الآراء والنظريات وكثيرون ممن ينتهجون هذا الأسلوب يصبحون مقيدين باستنتاجاتهم الذاتية.

* * *

افتح يا رب أبواب السكون واحرس محراب أفكاري الروحية من هجمات الوساوس الشريرة.، ولتتفتح ورود أشواقي في بستان قلبي وأنا في انتظار فجر قدومك.

* * *

* لا قدرة للمعرفة النظرية على اكتساب العلم الإلهي ومن المستحسن ألا يصرف المرء وقته الثمين على نظريات لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع وإلا سيجد نفسه في خضم أدغال فكرية كثيفة وغير قادر على تخطي نطاق النظريات.

* * *

السعادة هي ثمرة الانتصار النفسي على ظروف الحياة المتقلبة.


من يعترف به الله قد يكون مجهولاً بالنسبة للعالم.

* * *

إن برمجَ الإنسان نفسه بمعرفة نظرية [دون اختبار فعلي] سيصبح كجهاز تسجيل متنقل يكرر أقوالاً مأثورة ويردد عبارات سامية فيعتبره الآخرون عالماً متفقهاً لكن مثل تلك المعرفة لا يعززها إدراك مباشر للحقيقة ولا يوازيها تحصيل روحي.

* * *

المشاكل ستتواصل في العالم، فإلى أين يمكن التوجه طلباً للإرشاد والهداية؟ أفكار المرء المستوحاة من عاداته وتحامله وأحكامه المسبقة وتعصبه لا تجدي نفعاً، ومؤثرات بيئته وعائلته وبلده أو عالمه لا قدرة لها على التوجيه الصحيح. ولذلك يجب التوجه إلى الله والإصغاء للصوت الهادئ الهادي الصادر من أعماق النفس المتناغمة مع الحق.

* * *

افتحوا قلوبكم للفيض الرباني كي ينساب من خلالكم ويملأ حياتكم بالخيرات والبركات الروحية.

* * *

مهما كانت الأعمال التي تقوم بها والإنجازات التي يمكنك تحقيقها تذكّر دوماً أن الله هو المصدر الذي يمدك بكل القوى التي تحتاجها للعمل والإنجاز.

* * *

* دعني أتذكرك يا رب في الفاقة وفي الرخاء، في المرض وفي الصحة، في الجهل وفي الحكمة، ودعني أبصر نورك المبارك الذي يمنح العافية والشفاء في التو واللحظة.

* * *

* في خلوة أفكاري أحنّ لسماع صوتك المبارك. أبعِد عني الأصوات الأرضية الخشنة المتوارية في طيات ذاكرتي.. أريد الاستماع لصوتك الهادي والمنشد على الدوام في سكينة نفسي.

* * *

في الحياة ظلام دامس ويجب أن نجعل نور الله مصباحنا الكشاف أثناء سيرنا على دروب الحياة المظلمة. فهو بدر التمام في ليالي الجهل والظلام.. وهو شمس الإشراق في ساعات اليقظة، ومنارة الإرشاد ونجم القطب لعابري بحور ظلمات الوجود الأرضي الموقوت.


آن الأوان لأن يوقظ الإنسان وعيه من غفوة النسيان إلى صحوة الروح. نسألك يا رب أن تبتعث وعينا من سراديب الغفلة والأفكار الضيقة المحدودة إلى آفاق السلام والنور والمحبة والتعاطف الإنساني الشامل.

* * *

* ستنصلح الأمور في نهاية المطاف لأن قوى الله وعجائبه محتجبة خلف تناقضات الحياة البشرية، ومن لا يقتنع بحتمية الأوضاع ويحاول النفاذ بعقله وإيمانه إلى ما وراء الحجاب سيُفتح له الباب.

* * *

عندما تنهال المصاعب كالتيهور أي الانهيار الثلجي، فيجب عدم السماح لها بأن تشل الإرادة وتحجب الرؤية الدقيقة للأمور والتعامل معها بحنكة ومنطق، بل يجب الإحتفاظ بالإيمان بالله وبالإحساس الباطني البديهي، ومحاولة العثور على مخرج للنجاة، وسيتم العثور عليه بعونه تعالى.

* * *

الإيمان لا يعني أبداً أن يكون الإنسان متهوراً، أو ألا يتعامل بحكمة مع الظروف، إنما بغض النظر عما يحدث يجب أن يؤكد الشخص لذاته أن الله وحده قادر على مساندته في الظروف الصعبة والعصيبة إن هو توجه إليه بقلبه وروحه وأحاسيسه جميعاً.

* * *

لو أن حواسنا نقلت إلينا الحقيقة كاملة لرأينا الأرض على هيئة أنهار من الإلكترونات، ولأبصرنا كل ذرة من الغبار ككتلة متدحرجة من النور. والذين يَنفذون ببصيرتهم من المادة إلى الروح يدركون طبيعة الوهم ويعرفون جوهر الحقيقة.

* * *

سواء كان الشخص في أدغال أفريقيا أو في ساحة الحرب أو يعاني من المرض أو الفقر يجب أن يقنع نفسه بأن يد الله أقوى من الخطر وقادرة على حماية المستجيرين به. لا توجد طريقة أكثر فعالية للحماية. طبعاً يجب أن يستخدم المرء المنطق في تعامله مع الأحداث وفي نفس الوقت يثق ثقة تامة بالعون الإلهي.

* * *

* إن الحب الذي يسكن قلوب كل المخلوقات .. حب كل الأمهات والآباء والأصدقاء والأحباب.. هو منبثق عن الحب الإلهي.

* * *

يجب التمييز بين الواجبات الكبرى والصغرى وإعطاء الأولية للأهم منها قبل المهم. كما ينبغي ألا يناقض واجبٌ واجباً آخر. الأسفار المقدسة تخبرنا أنه عندما يتعارض أحد الواجبات مع واجب آخر فذلك دليل على أنه ليس واجباً حقيقياً.

* * *

مع انتشار أشعة الشمس الحيوية سأنشر أشعة الأمل في قلوب الفقراء والمهجورين [الذين تخلى عنهم المجتمع]، وسأبث عزيمة جديدة في قلوب الذين يظنون أنهم فاشلون.

* * *

قال المعلم برمهنسا لأحد المريدين:

"لا تستثنِ أحداً من دائرة حبك. أحتفظ بالجميع في قلبك وسيحتفظون بك في قلوبهم."

* * *

ساعدني يارب كي أستخدم إرادتي دوماً في إنجاز الأعمال النافعة والخيّرة.

وساعدني كي أتوافق مع إرادتك حتى تستجيب كل أفكاري لمقاصدك وتتناغم مع مشيئتك.

وساعدني على إيقاظ القوة الخفية المباركة في داخلي كي أتغلب على كل المصاعب والتجارب.

* * *

يقظ تلك الشخصية الروحية الجريئة والمتواضعة في آن – التي تجمع ما بين قوة الأسود ووداعة الحمائم.

* * *

لن أهتم للانتقاد الزائف المرير ولا لأكاليل المديح والاطراء. أمنيتي الوحيدة هي عمل إرادتك يا رب وكسب رضاك.

* * *

لا يمكنك أن تتصور الفرح الفائق الذي سيغمرك عندما تشعر بالحضور الإلهي. النفس عندئذ تنتشي بحب الله الذي لا نهاية له. إنه حب يفوق أي حب بشري بملايين المرات.. حب يحقق كل أمانيك ويملأ قلبك بالبهجة والرضا.

* * *

بالتركيز الداخلي يمكنك أن تشعر مباشرة بالغبطة الروحية داخل نفسك ومن حولك. وإن ترسختَ في ذلك الوعي ستنمو شخصيتك على نحو توافقي وستكتسب مغناطيسية جذابة للناس وللمخلوقات الأخرى.

* * *

أيها المجير الأعظم، لا يهمني إن فقدت كل شيء بسبب قدٓري الذي هو من صنع يديّ، ولكني أسألك يا ملاذي الوحيد أن تحمي شمعة حبي لك من رياح الغفلة والنسيان.

* * *

فلنشرب حتى الارتواء من مياه السلام النقية المنعشة المتدفقة من ينابيع الظروف المواتية والمعززة بتصميمنا الأكيد على التفكير الإيجابي والنظرة المتفائلة.

* * *

الضمير هو إحساس بديهي، يبيّن حقيقة المرء ودوافعه. عندما يكون ضميرك مرتاحاً، وعندما تعلم أنك تفعل الصواب، فلن تخشى شيئاً. الضمير النقي هو شهادة حسن سلوك من الله. البراءة أمام محكمة الضمير تعني امتلاك السعادةً والحصول على بركات الله.

* * *

حاول عمل الأشياء الجريئة والمحببة إلى النفس، التي لا يقوم بها معظم الناس، وامنح المحبة والسلام للذين لا يلتفت إليهم الآخرون.

* * *

قال المعلم برمهنسا لأحد المريدين:

"إن لم تصرف وقتاً لتهذيب العقل، فلن يتمكن أي مقدار من الرخاء المادي من إرضائك. هذا التهذيب ليس تعذيباً بل تدريب للوعي لتغذية الأفكار والأفعال التي تقود إلى السعادة.


سعادتك هي نجاحك، فلا تسمح لأحد بسلبك سعادتك. احمِ نفسك من الذين يحاولون إزعاجك. عندما كنت فتىً كنت أفقد صبري كلما روّج البعض إشاعات كاذبة عني. بعدها أدركت أن راحة ضميري هي أهم من رضاء الناس عني أو استحسانهم لي."

* * *

ليتكم تعرفون حكاية الغرام الإلهي التي يحياها بعض المريدين مع الله! ما من اختبار آخر في الحياة يمكن مقارنته بذلك الفرح. لقد عرفت قديساً كان مستغرقاً في حب الله طوال الوقت، وكان وجهه يشع بالحب المقدس. عين الله دوماً على محبيه ولا يتخلى عنهم لحظة واحدة.

* * *

قلائل هم المهتمون بتنمية قواهم العقلية والروحية.

* * *

لا تسمح لنفسك بالإنحدار إلى قاع التسويف.. انهض من إغفاءة الواقع العادي الممل وانطلق نحو آفاق الحياة الراقية حيث الإنجاز والفرح والسلام.

* * *

في داخلك إمكانات جبارة بانتظار استثمارها وأنت الوحيد القادر على تفعيلها والإستفادة منها.

* * *

التحرر من إملاءات العادات الخاطئة والأهواء غير السليمة يمنح سعادة أكبر بكثير من السعادة التي يمنحها النجاح المادي. في النجاح الأدبي سعادة نفسية لا يمكن للظروف الخارجية أن تسلبها منك. بإمكانك أن تصرف كل وقتك في جمع المال لكن ذلك المال لن يمنحك الراحة والضمان الدائمين اللذين تبحث عنهما. بل على العكس سيجلب لك المزيد من التعاسة لأن السعادة والسلام هما في الفكر وليس في الأشياء نفسها.


عندما تترسخ في ذاتك الحقيقية تنجز كل عمل وتستمتع بكل الأشياء الطيبة بالفرح الإلهي. 

* * *

لا تسمح للضعف بالتسرب إلى عقلك وراعِ الحيطة والحذر عند مخالطة ذوي الأفكار السلبية والنظرة السوداوية لئلا تتسرب أفكارهم الضعيفة إلى عقلك ما لم يكن عقلك قد بلغ درجة من القوة بحيث لا يمكن لأفكار الغير أن تضعفه، بل على العكس من ذلك يقدر على تقوية أفكار الآخرين وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

* * *

الله أولاً، ولا ينبغي أن نستقبل يومنا أو نودعه دون التفكير به... ويجب أن نتذكر أنه لولا حصولنا على القوة والنشاط من الله لما تمكنا من القيام بأي عمل من أعمالنا. ولذلك واجبنا الأكبر هو نحوه.

* * *

هناك طريقة لتقييم العادات والتقاليد والحكم عليها.  في البداية كان لكل تقليد مبرر. فإن وجدنا أن ذلك المبرر ما زال قائماً يكون للتقليد معنى وفائدة. ولكن ليس من الحكمة اتباع التقاليد دون تبصّر. يجب أن نعرف الحق ونتبعه، ونتبيّن ما يمكن أن يمنحنا السعادة فنطبّقه.

* * *

عندما ترى أعداداً كبيرة من الناس لا يملكون سعادة أو نجاحاً، لا تفكر أن الإنسان مكتوب عليه أن يعيش هكذا. باستطاعتك أن تجعل من نفسك ما تريد أن تكون. ونجاحك الداخلي هو ما يجعلك ناجحاً.

* * *

إن كنت لا تملك شيئاً في داخلك فلن تكون سعيداً. وإن كنت لا تملك شيئاً من حولك وكنت سعيداً في ذاتك فأنت ناجح بكل تأكيد. وهكذا ليس في المستطاع الحكم على الناس بحسب ظروفهم الخارجية.

* * *

من بين الجماهير الغفيرة قد يوجد إنسان بلغ حالة من السمو الروحي ويتمتع بسلام باطني وسعادة روحية فائقة.

* * *

إنني أعلم علم اليقين بأن كل ما أحتاجه سيأتي إليّ ولذلك لا أقلق لما سيحمله المستقبل. هذه ليست مباهاة ولا ادعاءً لأنني لمست عمل وفاعلية تلك القوة المباركة في حياتي مرات عديدة.

* * *

سواء كنت عائماً على سطح الحياة أو غارقاً في أعماق اليمّ، أعلم أنني مع الله وهو معي، وأن لا شيء يقدر على إيذائي. تلك المعرفة أعطتني سعادة فائقة تعصى على الوصف.

* * *

لا جدال أن هناك شعوراً ممتعاً لدى شراء شيء جديد. ولكن بعد مضي فترة من الوقت يتلاشى ذلك الشعور البهيج تدريجيا، بل قد تفقد الرغبة في ذلك الشيء وتنساه وترغب بشيء آخر. لكن فاتورة ذلك الشيء لن تنساك، فيما إن كنت قد اشتريته على التقسيط!

* * *


يجب أن يتحكم الإنسان بحياته ويبسّطها قدر الإمكان. ويجب أن يدّخر بعض المال للحاجيات والظروف الطارئة، وأن يوفـّر أكثر من الإنفاق على الكماليات، ويساعد الآخرين على قدر طاقته. عندما تساعد الآخرين سيأتيك العون بطريقة أو بأخرى ولن تحتاج أو تـُحرم شيئاً.

* * *

في ابتهاج كل القلوب أسمع صدى غبطتك يا رب، وفي صداقة كل المخلصين أشعر بمحبتك. أفرح وينشرح صدري لنجاح أصدقائي وتوفيقهم مثلما أسعد برفاهيتي ويُسري. وإذ ألهم الآخرين الحكمة أضاعف كنوز حكمتي، وفي سعادة الجميع أعثر على سعادتي.

* * *

إن ألد أعداء السعادة هي استدانة المال لشراء الكماليات. الناس يظنون من قبيل الوهم أنهم لن يكونوا سعداء ما لم يحصلوا على شيء بعينه. لكنهم لن يتذوقوا تلك السعادة حتى بعد حصولهم على ذلك الشيء، بالرغم من ابتهاجهم المؤقت به. فما هو الهدف من الجري وراء سراب السعادة الأرضية الذي يعِد ويخلف الوعد؟ يجب أن يعيش الناس ببساطة دون الحاجة للكثير من المقتنيات التي تتطلب اهتماماً متواصلا.

* * *

فردوسي هو في داخلي. وإذ أستمتع بما أنعم الله عليَّ به، أشكره فيتعاظم فرحي الباطني. بدون ذلك الرضا الداخلي تتحول حتى أفراح الأرض ومسراتها إلى جحيم. ولقد تيقنت أنه لولا ذلك الفرح الباطني لكان عبء المسؤوليات الملقى على عاتقي قد سلبني سلامي وحرمني من سعادتي.

* * *

إن اقترنتْ الثروة بالمرض والمشاكل فالتبعات ستكون كثيرة. النظافة والرعاية الصحية هما من محاسن الغرب. فالحشرات المؤذية والجراثيم الفتاكة يتم مكافحتها بفعالية في البلدان المتطورة في حين تتواجد بكثرة في بلدان أخرى. لكن التخلص من تلك الآفات لا يعني ذروة الإنجاز، لأن هناك آفات من نوع آخر في الدول المتقدمة، مثل فواتير يصعب دفعها وأزمات مالية خانقة بسبب نظام الشراء بالتقسيط.. آفات تقض المضاجع وتقوض راحة النفس.

* * *

إننا جزء لا يتجزأ من نفس الوعي الذي عنه انبثق هذا الكون العظيم.

* * *

هل سبق ورأيت قطيعاً من الغنم؟ إن قفز واحد منه يقلده باقي القطيع دون تردد. معظم الناس هم على هذه الشاكلة. إذ قد يأتي أحدهم بفكرة أو يطلع بموضة جديدة فيتلقفها الآخرون ويقلدونها. هذا النمط ما زال على حاله منذ أجيال. لكل أمة عاداتها وتقاليدها ولا يمكننا القطع بصحة وسلامة جميعها. ولكن من يدري؟ فقد تكون بعض تلك العادات والتقاليد لا معنى لها ولا فائدة منها؟

* * *

عندما تهدأ ثائرة الأفكار المتلاطمة ندخل مملكة السلام ونلامس الحضور الإلهي.

* * *

فكّر بالله، أو بمنظر طبيعي جميل يوحي بالسلام، أو باختبار بهيج ومفرح، فالنشاط الذهني الإيجابي الهادىء منشط ومنعش.

* * *

إننا نعيش في عالم يسوده الهرج والصخب. تظن أن المال يعني السعادة، ولكن عندما تحصل عليه تجد أنك ما زلت غير سعيد. قد تحصل على المال وتفقد [لا سمح الله] صحتك. أو قد تمتلك صحة جيدة وتفقد مالك. أو قد تمتلك المال والصحة مع مشاكل عديدة مع الآخرين، إذ قد تقدم للناس أشياء طيبة ويعطوك في المقابل حقداً وكراهية. بدون الله لا يمكن لأي شيء في هذه الحياة أن يرضيك.

* * *

الأرض تتحول إلى حجرة تعذيب بالنسبة للذين يعيشون في جهل بالخطة الإلهية. ولكن عندما تنظر إلى تجارب الحياة على أنها معلمك وتتعلم منها الطبيعة الحقة لهذا العالم وماهية دورك المخصص لك في المسرحية الكونية، تتحول تلك التجارب إلى إضاءات قيّمة على الطريق نحو الرضا والسعادة الدائمين.

* * *

هناك خلف العتمة غير المظلمة، والسكون الذي لا صوت له واللاشيء غير المخلوق، يوجد الجوهر السرمدي الذي هو أصل الوجود ومصدر كل القوى والكائنات، المنظور منها وغير المنظور.

* * *

الله لم يخلق هذه الأرض لنا فقط كي نأكل وننام ونموت، بل لنعرف إرادته وندرك الغاية من وجودنا. إن حفنة من الحكماء قد أدركوا معنى الخطة الكونية لكن أكثر الناس غير مبصرين وغير مدركين لتلك الغاية.

* * *

لم يكن المال غايتي في الحياة بل غايتي كانت خدمة إخوتي وأخواتي في الإنسانية. ولذلك فقد فتح الله لي الكثير من أبواب الخير لإعالتي وإتمام رسالتي.

* * *

لقد خلق الله هذا الكون كي يعمل وفق قانون ثابت لا يتغير. إن انتهكنا أياً من النواميس الكونية نعاقب أنفسنا. فمن يقفز من سطح بناية عالية ستتحطم عظامه. لذلك لا يمكننا تجاهل قانون الجاذبية دون معاناة التبعات المترتبة على ذلك.

* * *

عندما نلقي نظرة معمقة على حضارات العالم ونستكشف الأسرار الخبيئة في المدنيات القديمة تبرز لنا صورة كبيرة، متشابكة الخطوط، متنوعة الفصول، دقيقة التفاصيل ونجد أن الإنسان ذو طبيعة فردية واجتماعية في نفس الوقت.

* * *

لو أن الله يريدنا أن نحيا فقط في الوعي المادي لكنا راضين كل الرضا بالأشياء المادية وقانعين بالطرق الدنيوية.

* * *

إشعاعات النقاء والسلام والسعادة التي تفوق الأحلام... تومض وتتراقص في أعماقنا الجوهرية.

* * *

مع ظهور كل تجربة في سماء حياتنا إبّان رحلتنا الأرضية هذه يجب أن نعرف كيف نوسع مدارك وعينا وكيف نكون أكثر تفهماً للظروف التي تحيط بنا أو نمر بها، وسنتمكن عندئذ من العيش بتوافق أفضل والتعامل بكيفية أكثر سلاسة مع الناس والحياة.

* * *

معظم الناس يقلدون الآخرين. يجب أن يكون الشخص أصيلاً مبدعاً، وأن يتقن كل ما يقوم به.


في الشرق انصَبَّ الاهتمام في المقام الأول على تنمية السعادة الروحية في حين تم إهمال الجانب المادي للحياة في معظم الأحيان. في الغرب توجد بعض وسائل الراحة المادية والقليل جداً من السعادة النفسية. ما تمسّ له الحاجة هو إحداث توازن بين الإثنين لأن الإهتمام بشيء واحد فقط في الحياة يؤدي إلى خلل وعدم القدرة على التعامل منطقياً مع متطلبات الحياة.

* * *

إن أعظم سعادة - بعد السعادة الإلهية - هي أن يكون الشخص في سلام مع أقربائه المباشرين الذين يتحتم عليه العيش معهم كل يوم من أيام السنة.


الناس يهدرون الكثير من الوقت في التسرع والاندفاع دون تحقيق شيء يذكر. وقلائل هم الذين يتوقفون ليفكروا وليحاولوا معرفة ما يمكن للحياة أن تقدمه لنا.

* * *

يجب أن نعمل على تشييد صروح باطنية من الحكمة في بساتين السلام التي تزهو وتتألق بزهور لا حصر لها من المزايا الروحية البديعة الرائعة.

* * *

الإنسجام الداخلي هو مصدرٌ ثرٌ للقوة ويولّد طاقة متجددة.

* * *

لدى النظر إلى الحياة تجد أن النجاح ليس بالشيء السهل. فالحياة غالباً ما تكون قاسية لا ترحم، وعلينا أن نكافح من أجل كسب لقمة العيش. فكـّر بالجهد الذي تبذله لإعالة الجسد وإبقائه معافىً وخالياً من المرض! وحتى لو نجحتَ في ذلك فإن ذلك النجاح يبقى مؤقتاً. فالجسد - طالت أعماركم - سيوسَّد الثرى في نهاية المطاف. الضرورة تقتضي مصارعة قوىً عديدة على المستويين الداخلي والخارجي من أجل إحراز النجاح المطلوب. تلك القوى تعمل جاهدة لسلبك الإنجازات الجديرة بالإعتبار.

* * *

حاول الاحتفاظ بهدوئك تحت كل الظروف، ودع نبتة سلامك تزهر بشاشة وابتسامات رضى.

* * *

حتى عظماء القديسين لا يحصلون على الخلاص التام ما لم يقاسموا نجاحهم مع الآخرين، أي تجاربهم الروحية ومعارفهم العليا، عن طريق مساعدتهم على بلوغ المعرفة الروحية. ولهذا السبب فإن الواصلين إلى تلك المراحل والحاصلين على تلك الحالات مهتمون بتقديم الفهم لمن هم بحاجة له. إن كنتَ ترغب في بلوغ النجاح الحقيقي فإنك لا تضمن بذلك سعادتك الشخصية وحسب بل سعادة الآخرين أيضاً.

* * *


كل من يمتلك ذكاءً يستطيع كسب المال. لكن إن كان يمتلك حُباً في قلبه فلن يستعمل ذلك المال أبداً لأغراض أنانية، بل سيشارك الآخرين به. المال لعنة ونقمة في أيدي الأنانيين والبخلاء وبركة ونعمة في أيدي ذوي القلوب الطيبة والنفوس الكريمة.

* * *

قد يرغب أحدهم بممارسة الصمت لفترة طويلة ويرفض خلال تلك الفترة الكلام مع أفراد أسرته. ذلك الشخص قد يفلح، نتيجة لذلك، بإحراز بعض السلام الذاتي، إنما تصرفه هذا هو أناني وضار بسعادة أسرته. فهو لا يُعتبر ناجحاً بالمعنى الصحيح ما لم ينتفع أعزاؤه أيضاً من إنجازه. وبالمثل، فإن إحراز النجاح المادي لا يقتصر على حقنا في التمتع بالرفاهية بمفردنا وحسب، بل يعني أيضاً مسؤوليتنا الأدبية نحو الآخرين من حيث مساعدتهم لتحسين أوضاعهم المادية وظروفهم المعيشية.

* * *

إنني محميًّ خلف أسوار ضميري المرتاح. لقد حرقت الماضي المظلم وإني مهتم باليوم فقط.

* * *

اليوم أدرك بأنني واحد مع نور الخير الأعظم وبأنني منارة للذين يصارعون أمواج بحر الأحزان.

* * *

الناس لهم نظرات ونظريات مختلفة عن النجاح، بحسب طموحاتهم في الحياة. ولا يندر أن نسمع بعضهم يقرن النجاح بالسرقة كقوله "لقد كان لصاً ناجحاً"! مما يؤكد أن النجاح بكل أطيافه وأصنافه مطلوب ومرغوب. لكن نجاحنا يجب ألا يُلحق الأذى بالغير.

هناك أيضاً معيار آخر للنجاح: فعندما نتمكن من جلب نتائج توافقية ونافعة لأنفسنا يجب أن نشمل الآخرين أيضاً في نجاحنا ونقاسمهم ثماره.


النجاح يعني رضا الإنسان وقناعته في المحيط الذي يعيش فيه. النجاح الحقيقي هو المحصّلة لأعمالٍ مؤسسة على مبادئ الحق، ويشمل سعادة ورفاهية الآخرين كجزء متمم لسعادة الإنسان نفسه. إن طبقنا هذا القانون على حياتنا المادية والفكرية والأدبية والروحية نكون قد حصلنا على تعريف كامل وشامل للنجاح.

* * *

هنا في هذا العالم المحدود نلمس الطول والعرض والكثافة، ولكن هناك مستوى آخر لا وجود فيه للأبعاد إذ كل شيء واضح شفاف.. كل شيء وعي وإدراك. حاسة الذوق إدراك وكذلك حاسة الشم. إن مشاعرنا وأفكارنا وأجسامنا هي حالات من الوعي. فمثلما نستطيع أن نرى ونسمع ونشم ونذوق ونلمس في الحلم، هكذا في ذلك المستوى السامي نختبر كل هذه الإحساسات بواسطة الوعي المحض.

* * *

أسعدنا يا رب بالإحساس بقربك، وحررنا من الشهوات المكبلة، وامنحنا فرحاً باطنياً لا تؤثر به تجارب الحياة وأحداثها المتقلبة.

* * *

عندما تتناغم عقولنا مع المدركات العليا، يستيقظ في داخلنا الوعي الروحي ونختبر عجائب مدهشة من الحكمة والحب الإلهي.

* * *

إن أحببنا الله محبة تامة وتوجهنا إليه بكل أفكارنا وقلوبنا سنحس بقربنا منه وسنجد أنه أعظم موئل أمانٍ في الحياة.

* * *

في الفضاء الذي يبدو خالياً خاوياً هناك صلة كونية وحياة أبدية توحّدنا بكل ما في الكون من أحياء وجمادات.. موجة من الحياة العظمى تتدفق عبر كل شيء في الوجود. الأبدية هي بيتنا الحقيقي ومستقرنا الدائم، ووجودنا في هذه الأجساد هو وجود مؤقت يشبه استراحة قصيرة لقافلة مسافرة عبر الصحراء.

* * *

عندما نتناغم مع قوى الروح الخلاقة سنكون على تواصل مع العقل الكلي واللانهائي القادر على توجيهنا وحل مشكلاتنا. وستتدفق القوة المبدعة إلينا دون انقطاع من المصدر الأعظم لكياننا بحيث نتمكن من الإنجاز الإبداعي في أي مجال من مجالات أنشطتنا.

* * *

الحب ينمو ويزدهر في بيئة من الثقة والتسامح والاحترام المتبادل.

* * *

باركنا يا رب بنور الأفكار النقية والعادات الطيبة بحيث إن اقتربت منا ظلمة العادات السيئة والأفكار المنحرفة سيتم طردها على الفور. وساعدنا كي نحبك محبة فائقة بحيث لا تقوى أوهام المادة أو مغريات العالم على اجتذابنا والاستحواذ على عقولنا وقلوبنا.

* * *

نادراً ما تكون الأشياء التي يمكن الحصول عليها بسهولة ذات قيمة. هذا نعرفه من مطالعة حياة العظماء من الرجال والنساء وكيف أنهم أصبحوا عظماء من خلال تنمية مواهبهم وإنجاز واجباتهم وبناء قيمهم الخلقية ودراستهم المعمقة وابتعادهم عن الأنانية.. والنتائج التي حصلوا عليها والإنجازات التي توصلوا إليها كانت أعظم بما لا يقاس من الجهود التي بذلوها.

* * *

الحرية الحقيقية تكمن في حرية الإختيار الموجهة بالحكمة والمدعومة بالفهم والصواب والإرادة الحازمة.

* * *

عندما توقظ إرادتك وتصميمك وتمييزك الواعي تنطلق من الوعي السامي - عن طريق بصيرة الروح - قوىً غير منظورة لمساعدتك ولتوضيح السبل المؤدية إلى الراحة النفسية والسعادة بعون الله.

* * *

يجب على الانسان أن يفتح قنوات الروح بمجهوده الذاتي. ما من أحد يختار طوعاً التألم والشقاء بدلاً من السلام والسعادة. الجهل هو سبب المعاناة وهو العائق الذي ينبغي إزاحته والتخلص منه. الجهل هو عشبة ضارة، قوية الجذور، تنمو في حديقة الانسان وتزاحم النباتات الصالحة والمفيدة. لا بد من التغلب على الجهل بالإرادة الحازمة والتصميم القاطع.  يجب حرث تربة العقل بالتركيز الذهني الدقيق [على الإيجابيات] وسقي البذور الجيدة بماء الإيمان. وعندما تشرق أشعة الحب الحيوية والدافئة سينمو نبت الخير ويتغلب على الأعشاب والحشائش المتطفلة لأن لا وجود للظلام مع النور.


* * *

إن بهجة الأشياء المادية تخمد وتتلاشى لكن الفرح الإلهي لا يخبو وهجه أبداً. إنه سعادة ربانية لا نهاية لها وتفوق حد الوصف.

* * *

يجب ألا نستخدم أبداً الأساليب المغلوطة للحصول على السعادة، وألا نتخلى عن السلام والثراء الروحي اللذين نمتلكهما في داخلنا طمعاً في الحصول على راحة موهومة وبحبوحة عيش براقة قد تلوّح لنا بهما الأفعال والتصرفات الجهنمية ذات الآثار المدمرة.

* * *

السكينة هي أفضل كاميرا لتصوير الحضور الإلهي. فمن خلال عدسة الطمأنينة الصافية والمركزة تركيزاً دقيقاً ستظهر الصورة المباركة واضحة بكل جلاء.

* * *

في الحقيقة إن كل الحكمة موجودة داخل نفسك وكل ما تحتاجه هو أن تصبح على دراية واعية بذلك .

* * *

الرضا يكمن في تحسين الإنسان نفسه بحيث يسعى الآخرون إليه بدلاً من أن يسعى هو إلى الآخرين. يجب منح المحبة والصداقة دون توقع أي شيء أو المطالبة بأي شيء في المقابل لأن التوقع يجعل الشخص ضحية الغيظ والاستياء. وحتى عندما يبذل الشخص مجهوداً لتحسين نفسه يجب أن يقف بمفرده، آمناً مطمئناً في قلعة فضائله وقيمته الذاتية.

* * *

لتنبجس شلالات البهجة والتفاؤل من قلبي على الدوام وليلامس رذاذها المنعش كل الذين أقابلهم.

* * *

الفرح الروحي يولِّد في النفس الرغبة لمساعدة الآخرين من كل ناحية، وينمّي القدرة على تذوق المتع المعنوية الراقية التي تقود إلى السعادة مما يقلل من الميل إلى الملذات الخشنة.

* * *

مهما كان دورك صغيراً يبقى مع ذلك بأهمية أكبر الأدوار من حيث المساهمة في إنجاح المسرحية الكونية التي تؤديها النفوس على مسرح الحياة.

* * *

الوعي الكلي هو وعيٌ مطلق لا نهائي، دائم التجدد ولا نفاد لإبداعه، ومن خلالك يحاول الإعراب عن مظهر فريد من ذاته.

* * *

إن تذوقت الحب الإلهي ولو مرة واحدة فلن تتخلى عنه أبداً لأنه لا يوجد شيء آخر مثله في الكون بأسره.

* * *

العارفون بالله بلغوا مراحل روحية متطورة جداً بحيث لا يكتفون بتقديم النصح الروحي وحسب للخاطئين، بل يمكنهم – بفضل الله وعونه - شحنهم بالقوة الروحية التي تحررهم من نتائج أعمالهم الآثمة.

* * *

إن كل الأعمال الصالحة والشريرة كامنة في خلايا الدماغ وتظهر على هيئة عاداتٍ أو نزعات صالحة أو شريرة في الفكر. الإنسان الذي يعاني من عادات غير سليمة بسبب خلايا دماغه المشحونة بقوة تلك العادات يمكن تحرير نفسه بقوة الإرادة والتأمل والدعاء الصادق والتأكيد الإيجابي المتواصل إلى أن تتحول كل عاداته غير المرغوبة إلى عادات طيبة من السلام والهدوء. هذا يحدث عندما تعمل قوة الحياة الموجّهة توجيهاً صحيحاً على تغيير الطبيعة غير السوية لخلايا الدماغ بحيث تصبح تلك الخلايا مفعمة بكل ما هو طيّب وصالح وجميل.

* * *

الفهم هو عين الباطن ورؤية الروح وتلسكوب القلب.. وهو التوازن بين رزانة العقل ونقاء الوجدان.

* * *

في كل يوم نبصر مشاهد مختلفة، وكل يوم يأتي بدرس جديد ينبغي تعلّمه، ويُتوقع من الإنسان أن يتعلم الدرس بالتركيز على الغرض الأسمى من وجوده: التعرف على مصدر كينونته وسند حياته.

لنعمل على نسيان أحزان الماضي ولنصمم على عدم التركيز عليها. وبإصرار أكيد وإرادة فاعلة لنجدد حياتنا، ولنعزز نجاحاتنا، ولنغذّ في نفوسنا العادات الطيبة والسجايا النبيلة.



إن من يظهر ضعف الآخرين ويسبب لهم الإحراج والحنق هو بعيد عن الحكمة والسداد. يجب أن نمقت الخطيئة وليس الخاطئ لأنه أخ لنا في الروح بالرغم من ظلمة الجهل التي تغلفه وتخيّم عليه. الغرض من الإدانة يجب أن يكون الشفاء لا التشفي والتجريح يجب أن نعامل الأخ الخاطئ كما نرغب أن نـُعامَل لو كنا مكانه وفي وضعه.



مثلما ندين الآخرين يديننا القانون الروحي بنفس المقدار.


ويجب ألا نتوقع الكثير من الآخرين، ولا ننتظر نتائج حسنة على الدوام من أي إنسان حتى ولو كان يبذل أفضل ما بوسعه.  قد يسقط الشخص ويتعثر، لكنه سيظل آمناً ما دام يبذل قصارى جهده ليرتقي سلّم الفضيلة والصلاح من جديد.


كل يوم يجب أن نحاول رفع معنويات المريض جسدياً أو نفسياً أو روحياً في بيئتنا مثلما نساعد أنفسنا أو أفراد عائلاتنا.


ومن يحاول من اليوم العيش طبقاً للقوانين الإلهية – بدلاً من العيش الأناني القديم الذي يجلب العناء والشقاء – سيجد أنه مهما كان الدور الذي يلعبه في الحياة متواضعاً يبقى مع ذلك دوراً هاماً ما دام يقوم بواجبه على أكمل وجه بحسب توجيه مدير المسرحية الكونية وسيد أقدارنا جميعاً: الله عز وجل.


عندما نتفاعل مع الآخرين بإخلاص فعلي وبمحبة صادقة ومراعاة للمشاعر ، سنجلب إلينا أصدقاء طيبين دون أن يكون للمصالح الشخصية أو الحسابات الأنانية أدنى اعتبار، وإلا فلن نتمكن من التعرف على أصدقائنا الحقيقيين.


الله هو قوّتي ولا أؤمن بأي قوة أخرى. 


لا بد من التخلص من المراءاة والزيف، والتصرف على نحو لا يلحق الأذى المتعمد بالآخرين.


خض معركة الحياة وكافح حتى النهاية ولا تتراجع. لا تقل أبداً "لا يمكنني العثور على الدرب ولذلك سأوقف المحاولة". اسأل عن الطريق إن كنت قد ارتكبت أخطاءً ولكن لا تتوقف أبداً عن بذل المجهود. كثيرون يقبلون الهزيمة عندما تعترض طريقهم العقبات. على الفاشلين مخالطة الناجحين وليس الفاشلين. صمم على أنك ستنجح وتلك يجب أن تكون فلسفتك في الحياة. 


* يجب عدم إغضاب الأصدقاء أو الإستخفاف بهم أو استعدائهم أو إعطائهم سبباً لأن ينمّوا مشاعر غير ودية نحونا. ويجب عدم إساءة معاملة الأصدقاء أو استغلالهم أو تقديم النصيحة لهم ما لم يطلبونها، وعندما يطلبونها يجب تقديمها بإخلاص ولطف، دون خوف من التبعات.

الأصدقاء يساعدون بعضهم بالإنتقاد الأخوي البناء.

مصارعة الظروف وخلق المناخ الملائم

تجارب الحياة الصعبة لا تأتي لكي تشل إرادتنا وتهزمنا، بل لتشحذ عزمنا وتعزز إيماننا بالله وثقتنا بأنفسنا. البعض يظن أن تلك التجارب والتحديات قوىً مدمرة لا تـُقهر.. فيستسلمون. الموقف النفسي الصحيح كفيل بتنشيط القوى الباطنية للتعامل بفعالية مع الحياة وتجاربها.

إن لم يتصارع الشخص مع شخص أقوى منه فلن يصبح قوياً. وبالمثل عندما نواجه صعوباتنا بجرأة وبقوة نفسية نصبح أكثر قوة ومنعة.

عقولنا هي جزء لا يتجزأ من وعي الله الكلي. وتحت موجة وعينا يقبع محيط وعيه اللانهائي. عندما تنسى الموجة أنها جزء من المحيط الأعظم تفصل ذاتها عن تلك القوة الأوقيانوسية. ونتيجة لذلك أصبحت عقول الناس واهنة بفعل القيود المادية ولم تعد قادرة على العمل المثمر والإنتاج الوفير.

عندما تنفض العقول عنها غبار الجهل وتقطع القيود المكبلة لقواها ستصبح أكثر قدرة على الإبداع والتفاعل بإيجابية مع الحياة.

وعندما تتمسك بفكرة معينة وتشحنها بإرادة قوية تتحول تلك الفكرة إلى قوة ديناميكية. وعندما يصبح الفكر ديناميكياً يتمكن من خلق المناخ الملائم للنجاح طبقاً للخريطة غير المنظورة المرتسمة في الذهن.

يفشل الناس لأنهم يستسلمون لظروف الحياة القاسية دون مقاومتها بدلا من مقاومتها دون استسلام. لا بد من تمرين قوة الإرادة.

عندما ترغب بإنشاء عادة جيدة أو القضاء على عادة سيئة، ركّز على خلايا الدماع حيث تتموضع آليات العادات على اختلافها. لإنشاء عادة جيدة، أجلس أولاً بهدوء وتأمل ملتمساً العون الإلهي. ركّز ذهنك على محور الإرادة في الجبهة ما بين الحاجبين وبعمق أكد لنفسك العادة التي تريد أن تغرسها في الدماغ. وعندما ترغب في القضاء على عادات سيئة، احصر أيضاً انتباهك في مركز الإرادة وأكد بعمق أن كل الأخاديد التي تعشش فيها تلك العادات يتم مسحها. بالتركيز وقوة الإرادة يمكنك مسح حتى الأخاديد العميقة للعادات القديمة المستحكمة. أكد لنفسك مراراً وتكراراً أن لديك من قوة الإرادة ما يكفي لاستئصال جذور العادات غير السليمة من منطقة الدماغ.  

الوقت الأنسب لمثل هذا التأكيد هو الصباح الباكر عندما تكون الإرادة والإنتباه يقظين. واصل التأكيد لنفسك بأنك متحرر من كل الإملاءات وستجد يوماً ما أنك - بعون الله - قد تحررت بالفعل من العادة التي تريد التخلص منها. 

مهما كان الشيء الذي تخشاه، ابعد فكرك عنه واتركه لله. 

عزز يقينك بالله وثق بأنه قادر على مساعدتك، واعلم أن قدراً كبيراً من المعاناة ناجم عن الهم والقلق.

لماذا يتعين عليك أن تتألم الآن والشيء الذي تخشاه لم يقع بعد؟

بما أن معظم اضطراباتنا تأتي عن طريق الخوف، فإن أقصينا الخوف من حياتنا سنشعر بالحرية وسيكون الشفاء فورياً. كل ليلة وقبل النوم مباشرة أكد لنفسك أن الله معك وأنه يحميك ويرعاك. تصور نوره الواقي يحيط بك من كل جانب وستشعر بحمايته العجيبة.

في هذه المسرحية الكونية، يقوم البشر من كل الأجناس بتمثيل دراما الحياة على مسرح الزمن.  

يجب أن ندرك مغزى الحياة دون الإنهماك الزائد أو التحقق المفرط مع أدوارنا المؤقتة. إن إدراكنا للحياة كثيراً ما يشوبه التشويه والإنحراف لأننا ننظر بعيون الأنانية والأفق المحدود، ولو نظرنا بعين الروح لأبصرنا الأمور من منظور آخر تماماً.

عندما نفتح عين الحكمة نبصر نور الله الشامل، وفي ذلك النور نعاين طبيعتنا الروحية التي هي انعكاس لطبيعة الوعي الكلي الذي يتخلل كل جزيئات وأجزاء الكون.

الحقائق الروحية تحيط بنا وتقرع على أبواب عيوننا المغمضة وتستحثنا كي نبصر النور بدل الظلمة ونعمل بوحي الحكمة وليس الجهل ونملأ قلوبنا بالمحبة لا بالكراهية ونتعاون على إحلال السلام وجلب الوفرة والأمن إلى عالمنا. عندما نفعل ذلك سيتبدد الجهل وتنعدم الفوارق الوضعية وسنبصر الوحدة في التعداد ونصبح أكثر توافقاً من الإرادة الإلهية.

إن علاقتنا مع الله ليست علاقة باردة أو علاقة غير قائمة على الحب والدفء كالعلاقة بين رب العمل والأجير. نحن عياله واهتمامه بنا لا يتوقف، وهو يصغي لنا على الدوام. إننا جزء لا يتجزأ من كيانه وعلاقتنا به حية وحيوية.

لقد وهبنا الله ثروة لا تنضب من المحبة والفهم والبصيرة والإرادة الطيبة والقوة الروحية، لكن معظمنا بدد تلك الثروة على اللاشيء. الله يريدنا أن نحيا بأمن وطمأنينة وتعاون ودي كما يليق بأفراد أسرة نبيلة متحابة، لكن الأطماع والحسابات الأنانية نبتت وترسخت في النفوس وفرقت ما بين الأهل. الله يريدنا سادة لكننا اخترنا أن نكون عبيدا.ً 

لقد ابتعد الإنسان كثيراً عن بيته السماوي وفقد الفردوس الباطني المتمثل في الإحساس بقربه من الله وقرب الله منه،  ولن يتمكن من استعادة ذلك الفردوس دون مجهود ذاتي. 

لقد خلقنا الله على صورته ولكن غابت تلك الحقيقة عن أذهاننا، واستسلمنا للوهم بأن قـَدرَنا هو العناء ومآلنا الفناء، ويجب أن نمزق حجاب الوهم بخنجر الحكمة لنرى الحقيقة الناصعة من خلف الحجاب.

من نحن وما هي طبيعتنا الحقة؟

البشر لديهم فوارق ظاهرية بيّنة، سواء من حيث تركيبتهم السيكولوجية أو العاطفية أو الأدوار التي يلعبونها في الحياة أو الأعمال والنشاطات التي يمارسونها أو الرغبات التي يحسّ بها كل منهم. لكن تحت كل هذه الفوارق يكمن شيئان اثنان يريدهما بل ويحتاجهما كل إنسان دون استثناء. أحدهما هو التحرر من كل صور التألم والعوز. أما الشيء الآخر فهو السعادة التامة والدائمة.. الرضاء الكلي حيث السلام والحب والحكمة والفرح.

في الحقيقة إن ما يسعى البشر لبلوغه هو الله، سواء استخدموا تلك التسمية أم لم يستخدموها. الحكماء يقولون أن الله هو جوهر الغبطة وروح السعادة. ولن يشعر الإنسان بالرضاء التام ما لم يستق مباشرة من الينبوع الكوني. وتلك نقطة محورية لفهم الحالة البشرية.

ولكن أين يبحث الناس عن ضالتهم المنشودة؟

يبحثون عنها في الأمور الدنيوية فقط: في الممتلكات والظروف الخارجية والعلاقات مع أشخاص آخرين. إنما مستحيل العثور عليها في أي شيء أو في أي شخص أو في أي ظرف في هذا العالم نظراً لطبيعة الخليقة نفسها.

الخليقة قائمة على مبدأ الثنائية. يستحيل الحصول على صورة بلون واحد فقط، إذ لا سبيل للإستغناء عن النقيض. وبالمثل، مستحيل أن يوجد مظهر واحد من مظاهر الوجود بمعزل عن الازدواجية. لكن لدى تمحيص الرغبات التي تحرّك الناس نجد أن كل منا يرغب فقط بالحصول على الأشياء الطيبة، الممتعة، الجميلة، والإيجابية دون أدنى رغبة في التعامل مع كل ما هو كريه وغير مستحب.. إنما ذلك من المستحيلات.

في هذا العالم الثنائي لا وجود للذة دون الألم، أو للنور دون الظلام، أو للخير دون الشر، أو للحياة دون الموت. لا يمكن فصل أحد وجهيّ العملة عن الوجه الآخر. وهذا يعني أن ما نتشوق إليه في أعمق أعماقنا لا يمكن الحصول عليه من هذا العالم.

هناك قول شرقي مأثور في هذا السياق هو: "تلك هي الحقيقة سواء عرفتها الآن أو بعد ألف عام."

والسؤال هو: هل مكتوب علينا مواصلة البحث في المكان الخطأ وبالتالي الشعور بالخيبة والإحباط نتيجة لذلك؟

الناس يبحثون.. أجل يبحثون بكل ما أوتوا من قوة لكنهم غير قادرين على العثور على ما يبحثون عنه مما يخلق في نفوسهم القنوط وفقدان الأمل. ولا يؤدي ذلك إلى القنوط وحسب بل إلى استياء كبير وغضب عارم، وبالتالي إلى أعمال عنف..

هذا كله يحدث لأنهم لا يبحثون عن ضالتهم في المكان الصحيح، ونتيجة لذلك لا يعثرون على مُنية قلوبهم

الناس في عصرنا هذا لا يعرفون الكثير عن معنى الحياة وغايتها، ولذلك يعانون من الحيرة والإرباك. الإنسان في طبيعته كائنٌ يبحث عن هدف. فإن لم يكن له من هدف في الحياة، وإن كان عقله وطاقاته وإرادته وعواطفه غير موجّهة في منحى إيجابي بنـّاء يتحول إلى اتجاهات مدمرة كتعاطي الكحول والمخدرات واللجوء إلى العنف وهلم جرّا. الغاية الأسمى للحياة هي معرفة الله... ويتعين على الإنسان إحداث توافق بين أدواره ونشاطاته الخارجية عن طريق العمل الصحيح والنظرات السليمة والمواقف الإيجابية والتصريف النافع للعواطف.

هذان المظهران لطبيعتنا: المظهر الباطني أو الروحي والمظهر الخارجي ليسا في تناقض مع بعضهما فيما لو تم فهمهما على الوجه الصحيح. بل يدعم أحدهما الآخر ويساعداننا على تنمية وتطوير قدراتنا وإمكاناتنا مادياً ونفسياً وعاطفياً وروحياً.

الناس يعيشون في فراغ كبير دون حوافز فكرية أو منشطات نفسية.. يشعرون بالسأم لانعدام الغاية ولفقدان ما من شأنه أن يعطي لحياتهم قيمة ومعنى. الشخص العادي قد يستطيع العمل والتصرف كما لو كان متكاملاً من الناحيتين النفسية والعقلية، ولكن هل هو سعيد؟

الغاية الرئيسية من الحياة هي معرفة من نحن وما هي طبيعتنا الحقة.  فإن أولينا الجانب الأعمق من الحياة الاهتمام الذي يستحقه لا بد أن نشعر بالسعادة لأن سعادة الإنسان مرتبطة بتواصله مع ذاته الروحية التي لا كيان ولا كينونة له بدونها

استئصال جذور الفشل والمرض

الخوف من الفشل أو المرض يتم تغذيته بالتفكير الدائم به حتى تتسرب فكرة الفشل أو الفشل من العقل الواعي إلى العقل الباطن وصولاً إلى الوعي السامي.

بعد ذلك يبدأ الخوف المترسخ في اللاشعور والوعي السامي بالتفريخ والنمو حتى يملأ العقل الواعي بنباتات الخوف التي ليس من السهل القضاء عليها كالقضاء على الفكرة الأولية عند بزوغها وهذه النباتات الضارة تثمر أخيراً ثماراً سامة ومميتة.

إنما لحسن الحظ يمكن استئصال جذورها من الداخل بالتركيز القوي على الجرأة وبتطعيم الوعي بالإيمان المطلق بالله وبأنه قادر على مساعدة الراغبين في مساعدة أنفسهم وحمايتهم من الأذى.

ذات مرة كانت فقاعة صغيرة عائمة على سطح البحر

متوجسة من العواصف والبروق

فسمعت صوتاً يهمس لها

أيا فقاعة الحياة الصغيرة، ما خطبك؟

ألا تعلمين أنكِ جزء من محيط الحياة؟

فنظرت الفقاعة الصغيرة حولها وأدركت تلك الحقيقة

الوعي البشري يعوم كالفقاعة الصغيرة

على سطح بحر الوعي الكوني

ظاناً أنه فقاعة مؤقتة

مرتعداً من المرض والفاقة والموت

أيا أيتها الفقاعة، أمن المحيط تخشين؟

انظري حولكِ.. تأملي جيداً

وحوّلي نظرتك من محيطك الصغير

إلى محيط الله اللامتناهي

تعمقي.. تعمقي ووسّعي الإدراكْ

كي تعلمي وتوقني

بأنكِ واحدة مع بحره الفسيح

وأن الله معكِ

يحرسكِ

يعيلكِ

الآن .. وإلى الأبد

تلافي الشِباك والأحابيل

كلما شعرت برغبة قوية في قلبك تلح عليك كي تحققها،استخدم التمييز واسأل نفسك

"هل هي رغبة طيبة لا بأس من تحقيقها أم رغبة سيئة يتعين عدم تكريمها بالتحقيق؟"

الرغبات المادية غير السليمة تشجع عاداتنا السيئة بإعطائنا آمالاً كاذبة وسعادة مزيفة

في مثل تلك الحالات  يتعين استدعاء قوى التمييز لإظهار الحقيقة

العادات السيئة تقود في نهاية المطاف إلى التعاسة

وإذ يفتضح أمرها وتظهر على حقيقتها تصبح عاجزة عن اصطياد الإنسان بأحابيل المعاناة وشباك الشقاء.




تفضلوا بزيارة صفحة المعلم برمهنسا يوغانندا على الفيسبوك على هذا الرابط

https://www.facebook.com/masteryogananda/



ملاحظة: إسم المعلم برمهنسا يوغانندا يكتب أحيانا برمهنسا يوجانندا أو برمهنسا يوجنندا والبعض يكتبه باراماهانزا أو باراماهانسا يوغاناندا